الجديد في مواقف الدول والمنظمات الإسلامية من العدوان على غزة

(الأسبوع الرابع)

مقدمة:

بمرور شهر على عملية “طوفان الأقصى“، وما تلاها من حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها دولة الاحتلال على غزّة، والانتهاكات الصارخة ضد سكان الضفة الغربية من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، راح ضحية تلك الحرب في الأراضي المحتلة أكثر من عشرة آلاف شهيدًا (من ضمنهم 4324 طفلاً، 2823 امرأةً، 649 مسنًا) إضافةً إلى أكثر من 28 ألف جريح. الأمر الذي أدى إلى مفاقمة المأساة الإنسانية لسكان القطاع، بفعّل القصف المستمر والوحشي لاسيما مع بدء الهجوم البري في إطار عملية “السيوف الحديدية” التي أطلقها جيش الاحتلال بهدف القضاء على البنية العسكرية والسياسية لحركة “حماس”، كما هو معلن، وكذلك لمفاقمة أوضاع سكان غزة بهدف الضغط على المقاومة للحصول على مكاسب قبل بدء مرحلة التفاوض على الأسرى كما تذهب بعض التحليلات. أيضًا في مقدمة أهداف الاحتلال دفع السكان إلى الهجرة نحو سيناء حتى تتخلص دولة الاحتلال من عبء القطاع، هذا كما تشير إحدى الوثائق المسربة عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية بعنوان “خيارات التوجيه السياسي للسكّان المدنيين في قطاع غزّة”[1].

تقف المنطقة اليوم على شفا حرب إقليمية واسعة، يُعلن الجميع عدم رغبتهم في اندلاعها، ولكن تدفع لها وحشية الاحتلال وأهدافه التي تعتبر خطوط حمراء بالنسبة لإيران ومحورها في المنطقة. كذلك يسوق إليها قصر النظر الاستراتيجي للولايات المتحدة والرعاة الغربيين الذين يُعلنون عدم رغبتهم في توسيع نطاق الحرب، ولكن يأخذون خطوات تؤجج من الصراع وترغم حلفاء حماس على التدخل، تلك الخطوات من قبيل عدم رغبة واشنطن في تطبيق وقف إطلاق نار إنساني صوتت له الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو عدم إرغام الاحتلال على وقف قصف المدنيين والمستشفيات ودور العبادة والمخابز. هذا فضلاً عن تعزيز واشنطن لتواجدها العسكري في المنطقة وهو تواجد يُشعل الصراع، رأينا هذا في الضربات التي وجهتها الميليشيات في سوريا والعراق وبداية تحرك جماعة “أنصار الله” في اليمن، كل هذا وإن كانت ما تزال ضربات في المناطق الرمادية فإنها تُعزز من قيام حرب إقليمية واسعة.

وفقًا للتطورات التي حدثت، فإن هذا التقرير يهدف إلى تتبع الجديد في المواقف الإسلامية (الدول الإسلامية غير العربية، وأبرز المؤسسات الإسلامية) من طوفان الأقصى وما تبعها من عدوان على قطاع غزة، في الفترة من 28 أكتوبر وحتى 7 نوفمبر 2023، وذلك وفق المحددات التي سبق أن أوضحناها في التقرير الأول[2] وأضفنا إليها بعض المحددات التي استجدت من قبيل التحذير من انزلاق المنطقة لحرب شاملة وبروز المُعطى العسكري وغيرها في التقرير الثاني[3].

أولاً- نماذج من مواقف الدول الإسلامية:

كما سبق وأشرنا، إن مواقف الدول الإسلامية اختلفت من عملية طوفان الأقصى ومن العدوان الغاشم للاحتلال على القطاع والضفة، سواء من حيث كثافة التعاطي مع الحدث بالتعليق أو الجهود الرامية لإنهاء العدوان، فهناك دول تعتبر قريبة من الحدث كإيران وتركيا، ودول أخرى تعاطيها مع الأمر أقل كثيرًا مثل ماليزيا وباكستان وإندونيسيا وغيرها من الدول الإسلامية غير العربية.

  • دول الجوار الإسلامي (الأكثر تفاعلاً):

تتواصل المواقف والجهود الإيرانية والتركية بشكلٍ كثيف في التعاطي مع الهجوم الغاشم للاحتلال على قطاع غزة والأراضي المحتلة، ومن الأزمة الإنسانية والقتل والحصار، ومن تشويه المقاومة والمواقف الغربية الداعمة للاحتلال. يرجع هذا التعاطي الكثيف من قبل طهران وأنقرة إلى جملة أهداف ومصالح سياسية واستراتيجية؛ أبرزها يكمن في سعيهما إلى القيام بدورٍ إقليمي يتلاءم مع إمكانات وقدرات الدولتين، كذلك مسعى الدولتين إلى قيادة العالم الإسلامي، الذي لن يتأتى إلا عبر دعم القضية الفلسطينية كقضية مركزية للمسلمين. هذا فضلاً عن الضغط الشعبي في الدولتين على القيادة السياسية الذي يدفعها إلى مواكبة الشارع خاصةً في حالة تركيا.

كنا قد ذهبنا في التقرير الأول، الذي رصدنا فيه مواقف الدول الإسلامية من عملية طوفان الأقصى، إلى أن مقاربة الدولتين قد اختلفت في التعاطي مع الأحداث، ففي حين نبذت أنقرة العنف ودعت إلى خفض التصعيد، وطرحت نفسها كوسيط، شددت إيران على حق المقاومة في مواجهة الاحتلال. أحد الأمور التي تغيرت فيما بعد في النهج التركي هو الموقف من المقاومة، ففي حين صمتت تركيا في بداية الأمر ولم تشر إلى المقاومة، فإنها لاحقًا سعت -على غرار الموقف الإيراني- إلى تقديم صورة مختلفة عما تسعى إليه إسرائيل والدول الغربية من وصم حركات المقاومة بالإرهاب والنازية، كما قامت أنقرة بسحب سفيرها من دولة الاحتلال.

جاء التعاطي الإيراني/ التركي على النحو التالي:

أ- الموقف الإيراني:

تواصل طهران مساعيها الدبلوماسية لإيقاف العدوان على غزة، عبر الجهد الدبلوماسي الواسع لرئيس الجمهورية ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان من خلال تواصلهم بالدول المعنية بالصراع. ففي اتصال مع نظيريه السعودي والقطري، في 30 أكتوبر، أكد عبد اللهيان ونظراؤه على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزة، وإرسال مساعدات إنسانية مستمرة وواسعة النطاق، ووقف تنفيذ مخطط التهجير القسري لأهالي القطاع[4]. وقد قام عبد اللهيان بجولة خارجية شملت كلاً من قطر وتركيا، والتقى خلال زيارته الدوحة أمير قطر تميم بن حمد[5] ورئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني[6]، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس إسماعيل هنية[7]. وفي 1 نوفمبر، توجه عبد اللهيان إلى أنقرة، والتقى الرئيس أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان، وفي مؤتمر صحفي حذر عبد اللهيان، من أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على النساء والأطفال في غزة سيكون لها “عواقب وخيمة للغاية”، وإن “داعموها سيدفعون ثمنًا باهظًا”. مضيفًا أن “النظام الصهيوني يواصل منذ 26 يومًا شتى أنواع الانتهاكات، والإبادة، وجرائم الحرب، وقتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة”[8].

في 3 من نوفمبر، أجرى عبد اللهيان مباحثات هاتفية مع نظيريه السوري فيصل المقداد[9] والقطري محمد بن عبد الرحمن، لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في غزة، والتأكيد على ضرورة الوقف الفوري لجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال وإرسال المساعدات الإنسانية بشكلٍ مستمر[10]. كذلك أجرى عبد اللهيان اتصالا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، حذر خلاله من اتساع الحرب، وأكد ضرورة بذل الجهود الدولية لإيقاف “الحرب الهمجية والجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية”[11]. في اليوم التالي، تواصل مع نظيره العراقي فؤاد حسين، واعتبر أن توسع نطاق الحرب أمرًا لا مفر منه تمامًا إزاء تصاعد حدة العدوان على المدنيين في غزة[12].

وفي 6 من نوفمبر، بعث عبد اللهيان بعدة رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتيريش ووزراء خارجية دول بريكس الخمس، مطالبًا جوتيريش بإدانة ممارسات الاحتلال المنتهكة للقانون الدولي، واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقف الفوري لعدوان هذا الكيان على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال انتهك أكثر من 30 قرارًا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة[13]. أما رسالته إلى وزراء خارجية دول بريكس، فطالبهم فيها بالتدخل لوقف الهجمات على قطاع غزة، ووقف الجرائم ضد الإنسانية ومحاسبة المحتلين المعتدين. وأكد عبد اللهيان على أن “اغتصاب أراضي السكان الأصليين في فلسطين، والقتل الجماعي، وتدمير بيوت الناس ومزارعهم، والاعتداء على المراكز الطبية، واعتقال وتعذيب الرجال والنساء وحتى الأطفال، والإهانة والإساءة لكرامة الشعب الفلسطيني، ما هي إلا جزء من الجرائم، والانتهاكات التي يرتكبها كيان الاحتلال ضد شعب فلسطين المظلوم”[14].

أما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، فأكد خلال اتصال هاتفي مع بابا الفاتيكان على أن قصف الكنيسة في غزة وتدمير التراث التاريخي للشعب الفلسطيني يُمثل “فصلا عنصريًا” ضد الأديان السماوية بدعمٍ أمريكي وبعض الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن جرائم الكيان الصهيوني ضد النساء والأطفال المظلومين في غزة وقصف المستشفى المعمداني ومخيم جباليا، تمثل جرائم ضد الإنسانية منوهًا إلى التقارير الدولية التي تقر بممارسة الكيان الصهيوني سياسة الفصل العنصري[15].

لا يقف هذا الجهد عند الرئيس ووزير خارجيته، بل إن أعضاء آخرين في الحكومة الإيرانية ينخرطون في هذا الجهد من أبرزهم مساعد وكبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية اللواء يحيى صفوي[16] والنائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد مخبر[17]، ففي زيارتهم للصين عملا على عرض القضية الفلسطينية لنظرائهم ولأعضاء الحكومة الصينية ولمراكز الأبحاث، مطالبين المجتمع الدولي ببذل المزيد من الجهد لوقف جرائم الاحتلال.

وبخصوص الدعم الغربي لدولة الاحتلال، اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن “أمريكا هي أساس الجرائم في غزة، وإن المدافعين الزائفين عن حقوق الإنسان هم أكبر منتهكي حقوق الإنسان”[18]. مشددًا على أن استشهاد ما يقارب 10 آلاف فلسطيني كان نتيجة إرسال الولايات المتحدة الأمريكية، الأسلحة والمعدات على نطاقٍ واسع إلى الكيان الصهيوني، ما يعتبر جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية ولا ينبغي أن تمر دون عقاب[19].

وفي سياق العملية البرية التي بدأها الاحتلال مساء الجمعة 27 أكتوبر، فاعتبرها الرئيس الإيراني بمثابة الانتصار الثاني بعد طوفان الأقصى، وأن الاحتلال لم يُحقق أي إنجاز حقيقي بعد الطوفان، معتبرًا الأمر إخفاقًا استراتيجيًا للاحتلال. أما فيما يتعلق بالرسائل التي تلقتها طهران من واشنطن بخصوص عدم توسيع نطاق الحرب، فلفت الرئيس الإيراني إلى أن الولايات المتحدة أرسلت برسائل لمحور المقاومة، وحصلت على جواب عملي وعلني على الأرض، في إشارة إلى الهجمات التي تلقتها القوات الأمريكية في العراق وسوريا. وشدد رئيسي على أن بلاده تقوم بجهود واسعة ومختلفة لدعم المقاومة، وأن هذا الدعم ليس محل مساومة[20].

أما فيما يتعلق بالجهود والإشارات العسكرية، فقد واصل الجيش الإيراني مناورات “الاقتدار 1402″، وأعلن المتحدث باسم المناورات العميد كريم جشك، أن المناورات تضمنت “نقل لواءين يشملان 4 كتائب وفرقتين مدفعيتين وهندسيتين وقوات الإسناد، وأن نقل أحد هذين اللواءين تم جوًا”، كما تضمنت المناورات استعراض القدرة القتالية للمسيرات من طراز “أبابيل 4 ومهاجر6”[21]. أما المتحدث باسم حرس الثورة الاسلامية “العميد رمضان شريف”، فأكد على أن كل القواعد الأمريكية ورحلاتها الجوية تحت الرصد والمراقبة، مشددًا على أنه إذا استمر القصف على غزة واستشهاد المواطنين حينها قد تنفجر المنطقة. وقد أضاف شريف “على كل داعمي الكيان، وخاصةً واشنطن إدراك أن استمرار قتل الفلسطينيين سيتسبب بنفاد صبر المسلمين بلحظةٍ ما”[22]. كذلك حذر وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا آشتياني بور واشنطن من تعرضها لضربات قوية في حال عدم وقف العدوان على غزة[23].

وفي إشارة إلى الخط الأحمر الإيراني، ذهب السفير الإيراني في العراق محمد كاظم آل صادق إلى أن فصائل المقاومة لا يمكنها التزام الصمت أمام استمرار جرائم الصهاينة، وذلك على الرغم من عدم الترحيب بتوسع دائرة الحرب[24]. في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية عبد اللهيان إلى أنه “بحسب لقاءاتي في الدوحة والمعلومات التي تلقيتها، إذا لم يتم وقف الإبادة وجرائم الحرب، فإن المنطقة قريبة جدًا من اتخاذ قرار كبير ومصيري”. مشددًا على أنه “إذا لم يتم إيقاف الحرب في غزة، فستتحمل الولايات المتحدة، وإسرائيل، وكل داعمي جرائم الحرب مسؤولية خروج الوضع عن السيطرة في المنطقة”. وبحسب عبد اللهيان، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال القيادة المركزية “سنتكوم”، توجّه الهجمات الإسرائيلية بشكلٍ مباشر، وتعمل على توسيع رقعتها[25].

وفيما يخص تصريحات وزير التراث في حكومة الاحتلال “عميحاي شيكلي”، الذي اعتبر إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة بأنه “أحد الخيارات” لتحقيق هدف القضاء على حركة حماس[26]، فاعتبرها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بمثابة جرس إنذار للعالم أجمع، داعيًا العالم للوقوف ضد “الكيان الفاشي والعنصري، ومحاسبة من يدعمه”[27]. أما وزير الخارجية الإيراني، فطالب مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ إجراءات فورية لنزع سلاح “الكيان الصهيوني الهمجي”، محملا المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة الجماعية على عاتق البيت الأبيض[28].

ب-الموقف التركي:

واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إدانته لجرائم الاحتلال بحق المدنيين في غزة، وأكد مرةً ثانيةً على أن حركة حماس ليست تنظيمًا إرهابيًا، وأن سكان غزة مستعدون للدفاع عن أرضهم بأسنانهم، موضحًا أن “الفلسطينيون الذين ظنوا في السابق أنهم إذا غادروا أرضهم لفترة من الوقت، سيجدون السلام عندما يعودون، أو تم تلقينهم ذلك، لم يستطع أي منهم أن يعود إلى منزله”، وتابع: “الآن يقولون نفس الشيء لأهل غزة. ماذا يقول هؤلاء عديمو الأخلاق؟ يقولون لهم: ‘اذهبوا’. وعندما يسألون إلى أين؟، يردون: اذهب إلى الصحراء، اذهب إلى ذاك البلد، أو توجه إلى ذاك المعبر. ولكنهم يمطرون القنابل على الذين ينصتون ويتجهون إلى تلك الأماكن بسبب إصابة أو حالة يأس”[29]. وفي كلمة أمام منظمة الدول التركية المنعقدة بالعاصمة الكازاخستانية أستانة، في 3 نوفمبر، قال أردوغان إن قطاع غزة “يشهد جريمة ضد الإنسانية”، ولفت إلى أن “مأساة إنسانية غير مسبوقة تجري في فلسطين أمام أعين العالم أجمع، حيث تتعرض المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ومخيمات اللاجئين للقصف، ويتم قتل الأطفال الأبرياء بوحشية”. وأضاف: “ليس هناك مفهوم يمكن أن يفسر هذه الوحشية أو يبرر ما نشهده منذ 7 أكتوبر، وبعبارةٍ صريحة وواضحة، غزة تشهد جريمة ضد الإنسانية منذ 28 يومًا كاملة”[30].

وعقب تصريحات أردوغان في فعالية مناصرة للشعب الفلسطيني في مطار أتاتورك، استدعت تل أبيب سفيرها من أنقرة، حيث أعلن وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين عن سحب سفير بلاده على خلفية تصريحات أردوغان حول النزاع في قطاع غزة[31]. لم تتفاعل أنقرة مع الأمر في البداية، إلا أنها لاحقًا، وفي 4 نوفمبر، استدعت سفيرها من تل أبيب بسبب “عدم استجابة الجانب الإسرائيلي لمطالب وقف إطلاق النار، ومواصلته الهجمات على المدنيين، وعدم سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكلٍ دائم ومتواصل، ومع الأخذ بعين الاعتبار الكارثة الإنسانية في غزة”[32].

وفيما يتصل بالهجوم على المنشآت الصحية التركية في غزة، أدانت الخارجية التركية الهجوم الذي استهدف مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في قطاع غزة، وقالت الوزارة أنه “لا مبرر أبدًا لاستهداف كهذا رغم تزويد الجهات الإسرائيلية مسبقًا بكافة المعلومات اللازمة، بما فيها إحداثيات المستشفى الذي يُعد الوحيد في غزة لعلاج مرضى السرطان”[33]. في السياق ذاته، شدد وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أن بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة لمواصلة مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في غزة خدماته بعد تعرضه لقصفٍ إسرائيلي، مضيفًا أنه على الذين يقصفون كل ما يتحرك أن يجهزوا أنفسهم لمحاسبتهم على ذلك أمام محكمة الضمير الإنساني[34].

ويواصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان جهوده الدبلوماسية لوقف العدوان، وفي هذا الإطار، قام فيدان بمهاتفة نظيره الأمريكي بلينكن، مؤكدًا على أن استهداف سكان غزة من قبل إسرائيل بشكل جماعي دون التمييز بينهم “أمر غير مقبول” بالنسبة لتركيا[35]. كما أجرى فيدان محادثات هاتفية مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، وذلك لبحث الوضع الإنساني في غزة[36]. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في أنقرة، قال فيدان: “لا نريد أن يتحول (الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في غزة) إلى حربٍ تؤثر على دول المنطقة، وندعو الأطراف الفاعلة إلى تشجيع السلام الدائم”، مضيفًا “باعتبارنا جهات فاعلة في هذه المنطقة لا ينبغي لنا أن نفوض الآخرين لحل مشاكلنا الإقليمية”، موضحًا أن بلاده تعمل مع أعضاء وهيئات في المجتمع الدولي على إنهاء المأساة والكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، من خلال وقف إطلاق النار والسماح بالمساعدات الإنسانية[37].

وفي 1 نوفمبر، بحث فيدان مع نظيريه الأردني أيمن الصفدي واليوناني يورغو غيرابيتريتيس، مستجدات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة[38]. وفي السادس من نفس الشهر، بحث فيدان مع نظيريه الهولندية هانكي برونز سلوت[39] والتشيكي يان ليبافسكي[40] التطورات في قطاع غزة، وشدد على ضرورة “تحقيق وقف إطلاق نار كامل فورًا، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة”، وأكد على ضرورة “بذل جهود مشتركة لمنع تحول التوتر المتصاعد في غزة إلى أزمة إقليمية”.

في اليوم نفسه، التقى نظيره الأمريكي في أنقرة، وأكد له على ضرورة “منع استهداف إسرائيل للمدنيين وتهجيرهم في غزة، وإعلان وقف كامل وفوري لإطلاق النار”، معتبرًا أن قصف الأهداف المدنية وتدمير البنية التحتية في غزة “أمر غير مقبول”[41]. ووصفت مصادر صحفية لقاء فيدان وبلينكن بالمشحون، حيث عبر فيدان خلاله عن أن ما يجري في غزة مذبحة وليس لها توصيف آخر، وأن هذه المذبحة تشارك فيها الولايات المتحدة، مؤكدًا على ضرورة أن يكون هناك وقف إطلاق نار فوري ودائم وليس هدن مؤقتة[42].

  • دول الأطراف الإسلامية (الأقل تفاعلاً):

منذ الثامن والعشرين من أكتوبر وحتى السابع من نوفمبر 2023، لم تتفاعل الدول الثلاث (باكستان، وماليزيا، وإندونيسيا) بشكلٍ كثيف مع ما يحدث في غزة أو الأراضي المحتلة. يرجع هذا إلى أنه ليس ثمة جديدًا في المواقف التي قد تُطرح؛ فجميعهم قد أدانوا بالفعل مجازر الاحتلال وأرسلوا مساعدات إنسانية -كما سبق وأشرنا في التقريرين السابقين.

واصلت ماليزيا مواقفها الداعمة للمقاومة الفلسطينية، وجدد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم موقف بلاده الداعم لحركات المقاومة الفلسطينية، وذلك بتأكيده على أن بلاده ترفض أي عقوبات أحادية على حركة “حماس”، وذلك تعليقًا على مشروع القانون الأمريكي المقدم لمنع حكومات أجنبية من تقديم الدعم المالي للحركة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الجهود الأمريكية لتقييد دعم الأطراف الخارجية لحماس أحادية الجانب ولن تعترف ماليزيا بها، مؤكدًا على أن “كل ما حدث هو حق مشروع ونضال للشعب الفلسطيني”[43]. وفيما يتعلق بالقصف الإسرائيلي الوحشي على القطاع، اعتبر إبراهيم أن “أضرار القنابل في غزة تجاوزت أضرار هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية”[44].

أما إسلام أباد، فتواصل إداناتها للهجوم الوحشي على قطاع غزة، وفي كلمة للمتحدثة باسم الخارجية الباكستانية “ممتاز زهرة بلوتش”، اعتبرت أن همجية إسرائيل في قطاع غزة ترقى إلى مستوى “جريمة حرب”، داعية إلى إيقاف هذه “المذبحة” فورًا. ودعت بلوتش مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة والوفاء بمسؤوليته في حفظ السلام[45]. وفي إطار الجهود الإنسانية التي تقوم بها إسلام أباد، أعلنت الخارجية الباكستانية، عن إرسال الدفعة الثانية من المساعدات الإنسانية، لإغاثة الفلسطينيين في القطاع[46].

ثانيًا- الجديد في مواقف المؤسسات/ المنظمات الإسلامية:

خلال فترة الرصد لهذا التقرير جاء تعاطي منظمة التعاون الإسلامي والأزهر الشريف، أكثر تفاعلاً من الفترة السابقة؛ حيث شهدت الفترة محل التناول قرارًا للأمم المتحدة بهدنة إنسانية لم يتم تفعليها، فضلاً عن العديد من المجازر التي قامت بها قوات الاحتلال ضد المواطنين في غزة. على صعيد البيانات والتصريحات، ففي هذا الإطار، رحبت منظمة التعاون الإسلامي بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ودعت المنظمة إلى تنفيذ بنود القرار وضرورة إلزام قوة الاحتلال بالامتثال الفوري والكامل للالتزامات التي تقع عليها بموجب القانون الدولي[47].

ولمّا لم يتم تنفيذ القرار واستمرت مجازر الاحتلال، والتي كان أشدها مجزرة مخيم جباليا في 31 أكتوبر، أدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات استمرار المجازر وجرائم الحرب الإسرائيلية، وجددت دعوتها للمجتمع الدولي للتدخل العاجل من أجل وقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، وضمان وصول الإمدادات الأساسية والإغاثة الإنسانية العاجلة الدائمة لهم[48]. في اليوم التالي، وفي نفس المخيم، وقعت مجزرة ثانية بحق المدنيين، ما دفع المنظمة لإصدار بيان تدين فيه استمرار أعمال القتل والتدمير والتهجير التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين[49].

أما الأزهر الشريف، فقد أصدر بيانًا يُثمن فيه موقف الأمين العام للأمم المتحدة المطالب بالوقف الفوري للحرب، وموجهًا تحية إلى المقاومة والشعب الفلسطيني، ووصف في البيان جيش الاحتلال بالجيش الإرهابي[50]. في اليوم التالي، تعليقًا على مجزرة جباليا، أصدر الأزهر بيانًا اعتبر فيه أنّ الصمت العالمي سبب استمرار المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وجاء في البيان: “تعقيبًا على مجزرة جباليا… يُشجع العدو الصهيوني على ذلك صمت كصمت الموتى في قبورهم أصاب عالمنا، وشلّ إرادته وقدرته عن لجم هذا الكيان”. مضيفًا أنّ هذا الموقف العالمي سبّب عدم “وضع نهاية لوجبات الكيان الصهيوني الدموية اليومية من أطفال غزة، ونسائها وشيوخها وشبابها”، مشيرًا إلى أنّ “الكيان الصهيوني” تحول إلى “ذئب هائج مصاب بسعار قتل الأطفال والنساء والأبرياء، والتلذذ بأكل لحومهم وشرب دمائهم بلا رادع ولا رقيب”، بحسب البيان نفسه[51].

وردًا على رسالة وجهها علماء دين ومؤسسات إسلامية إلى شيخ الأزهر، تدعوه إلى اتخاذ موقف تاريخي بالتوجه إلى معبر رفح لفك الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع[52]، جاء رد الشيخ في سياق بيان يُندد بمجازر قام بها الاحتلال في حق النازحين، في 3 نوفمبر، قائلاً: “وإنَّا لا نملك إزاء تقاعس القريب والبعيد عن القيام بالواجب الديني والإنساني والأخلاقي، إلا أن نردد دعاء النبي “صلى الله عليه وسلم” يوم بدر في ظرفٍ شديد الشبه بهذا الظرف: “اللهم إنهم حفاةٌ فاحملهم، اللهم إنهم عراةٌ فاكسهم، اللهم إنهم جياعٌ فأشبعهم”، ففتح الله له يوم بدر”[53].

إن موقف الأزهر الداعم لعملية طوفان الأقصى وللحق الفلسطيني في المقاومة -كما سبق وأوضحنا في تقاريرنا السابقة- من الواضح أنه أزعج النخب الصهيونية، إلى الحد الذي دفع أحد مراكز الأبحاث الصهيونية إلى دعوة قيادات الاحتلال والحكومات الداعمة لها وعلى رأسها الولايات المتحدة إلى ممارسة الضغوط على الحكومة المصرية لتغيير شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بعد إقرار تعديل تشريعي يسمح بذلك، وقد دعا المركز البحثي الصهيوني أيضًا المنظمات اليهودية إلى شن حملة إعلامية لوصم الأزهر بالتطرف ومعاداة السامية، وأخيرًا طالب بإعاقة التمويل المقدم للأزهر من قبل الحكومات العربية، بل ودعا إلى ربط المساعدات الأمريكية إلى مصر بما أسماه “بطلب كبح جماح الأزهر”[54].

وفيما يتعلق بالجهود التي تقوم بيها المنظمات الإسلامية لوقف أعمال القتل بحق الشعب الفلسطيني، ففي 31 أكتوبر، بحث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية السيد جوزيب بوريل، العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى الانخراط في الجهود الرامية إلى وقف العدوان العسكري الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين، وفتح ممرات إنسانية تسمح بوصول مساعدات إنسانية بشكلٍ آمن ومستمر إلى قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل[55]. أما الأزهر الشريف، فقد أعلن عبر “بيت الزكاة والصدقات” الذي يُشرف عليه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عن وصول قافلة «أغيثوا غزة» التي تكونت من 18 شاحنة عملاقة إلى القطاع[56].

ثالثًا- الهبة الشعبية في العالم الإسلامي

تواصلت التظاهرات المنددة بجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة والأراضي المحتلة، في تركيا وإيران وماليزيا وإندونيسيا وباكستان وغيرها من أقطار العالم الإسلامي، فضلاً عن عواصم غربية[57]، وآسيوية وأفريقية[58].

في تركيا، نظم حزب العدالة والتنمية مظاهرة في مطار أتاتورك بإسطنبول، دعمًا للقضية الفلسطينية ولتركيز الضوء على ممارسات الاحتلال، شارك في التظاهرة الرئيس التركي وألقى كلمةً ندد فيها بالمجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال[59]. كما قامت “هيئة الإغاثة الإنسانية”، التي كانت قد قادت في العام 2010 “أسطول الحرية” في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، بتنظيم تظاهرة أمام قاعدة إنجرليك الجوية التي تضم أسلحة وقوات أمريكية[60].

وشهدت العاصمة الإندونيسية جاكرتا، أضخم مظاهرات حاشدة تنديدًا بالحرب الإسرائيلية على غزة وللمطالبة بوقف إطلاق النار، شارك فيها وزراء في الحكومة وقادة أحزاب وبرلمانيون وقادة منظمات إسلامية إندونيسية. وقدّر المنظمون عدد المشاركين في المظاهرة بنحو مليون ونصف مليون شخص، ورفع خلالها المشاركون شعارات تطالب بفك الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانية ووقف الحرب، وتعد هذه أضخم تظاهرة منذ بداية العدوان على غزة[61].

وفي باكستان، احتشد الآلاف في العاصمة إسلام أباد، ونظموا مسيرة إلى السفارة الأمريكية، مرددين شعارات معاديةً للولايات المتحدة، واتهموا إياها “بدعم المعتدي”، تلك المظاهرة كانت قد دعت لها “الجماعة الإسلامية”[62]. كما شهدت جمهورية داغستان، يوم 29 أكتوبر، افتحام عشرات المحتجين لمطار محج قلعة مع وصول رحلة جوية من تل أبيب، وقد حمل المحتجون أعلام فلسطين[63].

وفي ماليزيا، في 28 أكتوبر، نظم عشرات الآلاف مسيرةً إلى السفارة الأمريكية في كوالالمبور. وفي 5 نوفمبر، واصل عشرات الآلاف من الماليزيين تظاهراتهم المنددة بالعدوان على غزة، حيث احتشدوا في ملعب كرة قدم في تيرينجانو ملوحين بالأعلام الفلسطينية[64]. الجدير بالذكر هنا، أن ثمة دول آسيوية غير إسلامية شهدت تظاهرات مماثلة، وذلك كما في اليابان والفلبين وكوريا الجنوبية وتايلاند، وفي واحدة من أكبر المسيرات، في 5 نوفمبر، تظاهر الآلاف في طوكيو بالقرب من السفارة الإسرائيلية، مطالبين بإنهاء جرائم الحرب الإسرائيلية.

وفي الدول الغربية، احتشد عشرات الآلاف من المحتجين المؤيدين للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا[65]، وأيضًا في إيطاليا والدانمارك وإسبانيا وكندا واليونان وبلجيكا والنمسا والسويد[66]، مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة ومنددين بجرائم الاحتلال والإبادة الجماعية. وفي إسبانيا تحديدًا، تواصلت مظاهرات التضامن مع فلسطين، طيلة الأسبوع الجاري، في العديد من المدن الإسبانية من بينها مدريد وبرشلونة وفالنسيا وبلباو وتوليدو، ودعا المتظاهرون لوقف إطلاق النار واصفين الهجمات الإسرائيلية بـ “الإبادة الجماعية”، ومتهمين أوروبا بتمويل “آلة القتل الإسرائيلية”[67].

خاتمة: دلالات المواقف الإسلامية عقب شهر من العدوان

أعادت عملية طوفان الأقصى الاهتمام إلى القضية الفلسطينية، ووضعتها على رأس أولويات المجتمع الدولي، سواء بطرح تصفية القضية كما ترمي دولة الاحتلال والأنظمة الكولونيالية الداعمة لها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، أو بالعودة إلى مسألة حل الدولتين والالتزام بقرارات الشرعية الدولية كما تذهب بعض الدول العربية والإسلامية خاصةً تركيا، أو إزالة الاحتلال وما ترتب عليه كما ترنو شعوب المنطقة وما يُسمى محور المقاومة.

بخصوص حجم الاهتمام الإسلامي، فقد كان كبيرًا خاصةً من دولتي إيران وتركيا، وإن اختلف تعاطيهم مع الأمر، فإيران الراعي الرئيسي “لمحور المقاومة” كانت مرحبة وداعمة لعملية طوفان الأقصى، ومنددة ومحذرة من مغبة الهجمات الصهيونية وما أحدثته من أزمات إنسانية، ورافضة للتهجير وتشويه المقاومة، وفي سبيل ذلك عملت على توضيح الصورة من خلال وزير خارجيتها ومندوبها في الأمم المتحدة. أما تركيا، فصمتت عن العملية الفلسطينية الأساسية، لم تشجبها ولم تؤيدها، وكذلك عن تشويه عمليات المقاومة، بل تعاطت مع الأمر من خلال عرض نفسها كوسيط يدعو لخفض التصعيد، وضرورة التزام المحتل بقواعد الاشتباك، وأدانت الموقف الغربي ورفضت مسألة التهجير وتصفية القضية. لكن وعقب سلسلة من التطورات والضغط الشعبي، تحول الموقف التركي خاصةً فيما يتعلق بالمقاومة، التي اعتبرها الرئيس التركي “ليست تنظيمًا إرهابيًا، وإنما مجموعة تحرر ومجاهدين تناضل لحماية مواطنيها وأرضها”، ما دفع دولة الاحتلال إلى سحب سفيرها وأعقبتها تركيا بسحب سفيرها من تل أبيب.

أما الدول الثلاث الأخرى، والتي كان تعاطيها أقل زخمًا مع القضية، فنجد أن ماليزيا على سبيل المثال تدعم عملية طوفان الأقصى وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وتدين الهجمات الإسرائيلية، وتدعو إلى إدخال المساعدات بشكلٍ عاجل، وفي مسألة تشويه المقاومة أو ضغط الغرب لإدانتها ترفض ذلك وتدين الموقف الغربي ويتواصل رئيس وزرائها مع رئيس المكتب السياسي لحماس. وفيما يتعلق بموقف إسلام أباد من عملية طوفان الأقصى، أوضح وزير خارجيتها دعم بلاده للفلسطينيين، وطالب بوضع حد فوري لعنف قوات الاحتلال، وشدد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومستقرة على أساس حدود ما قبل عام 1967 وقرارات الأمم المتحدة. كذلك جاء الموقف الإندونيسي داعيًا إلى إنهاء الصراع المستمر، على أساس المعايير التي حددتها الأمم المتحدة، وحث على إنهاء “الحرب والعنف”.

وفيما يتعلق بمواقف الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي من الحدث، وجدنا أن دور الأزهر تعاطى مع الأمر من كافة جوانبه بدءً من العملية نفسها التي اعتبرها أعادت الثقة وبثت الروح وأعادت الحياة، ورفض بشكلٍ حاسم أهداف العدو من التهجير وتشويه المقاومة وهاجم الموقف الغربي. أما موقف منظمة التعاون الإسلامي -فكما سبقت الإشارة- صمت عن جوانب من الأزمة وتعاطت مع أخرى، وهو أمر مفهوم نظرًا لخضوع المنظمة للحسابات السياسية لأعضائها، على عكس الأزهر الشريف المتحرر من الضغوط خاصةً في عهد الشيخ أحمد الطيب. هذا الدور الأزهري المتحرر على مستوى الخطاب اصطدم بعقبات واقعية حين طالب علماء ومنظمات شيخ الأزهر بالتوجه إلى معبر رفح لفك الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع، ما دفع الأزهر للرد على الدعوة في ثنايا بيان يُعلق على حدث آخر، ويقول إنه لا يملك إزاء “تقاعس القريب والبعيد” إلا الدعاء؛ وقد يرجع هذا إلى معارضة من السلطة المصرية.

أما الهبة الشعبية الإسلامية والعالمية، فإنها آخذة في الاتساع من تظاهرات ومسيرات تتشكل من الآلاف في بداية الأزمة إلى تظاهرات ومسيرات تتكون من مئات الآلاف، خاصةً في العواصم الغربية، وذلك على الرغم من المنع الحكومي والتهديدات بالتبعات القانونية وبالأخص ضد المهاجرين، ووسط حملات التشويه والافتراء من قبل الإعلام والسياسيين. هذا الاتساع دفع كتاب لعقد مقارنة بين الحراك الحالي والحراك العالمي المناهض للغزو الأمريكي للعراق، الذي يُعتبر واحد من أكبر الحركات الاحتجاجية في التاريخ المعاصر.

وأخيرًا، تقف المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة، تُنذر ببداية تصعيد عسكري وتوسيع رقعة الصراع، بين محور المقاومة ومحور واشنطن تل أبيب وداعميهم في المنطقة، وعلى الرغم من أن الجميع يعلن عن عدم رغبته في توسيع دائرة الصراع، بما في ذلك واشنطن الذي يعلن كافة مسؤوليها هذا، فإن واشنطن تقوم في نفس الوقت بخطوات تؤجج الصراع ليس أقلها نقض قرار مجلس الأمن القاضي بهدن إنسانية في غزة، وذلك بحجج واهية وزائفة تلوكها الإدارة الأمريكية من قبيل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها!

إن هذه الرعونة وعدم المسؤولية في إيقاف الحرب، وإطلاق يد الاحتلال لممارسة جرائم ضد الإنسانية بدعمٍ تام من الإدارة الأمريكية يصل لحدود المشاركة في العمليات العسكرية ضد غزة، تدفع المنطقة دفعًا إلى حربٍ واسعة لا يعلم مداها أحد. في مواجهة ذلك، تقوم الدول الإسلامية بمواصلة مناشدتها للمجتمع الدولي حتى يُنفذ هدنة إنسانية في القطاع، لكن تلك المناشدات لم تجد آذانًا صاغية بعد، لذلك -وكما تأكد في تقريرنا السابق- أنه لا تكفي المناشدات، وأنه على تلك الدول القيام بخطوات رادعة لإيقاف الحرب على غزة والانتهاكات التي يمارسها المستوطنون في الضفة، من بين تلك الخطوات سحب سفراء بلادهم من دولة الاحتلال ومن واشنطن باعتبارها راعية ومشاركة في قتل الفلسطينيين، وهذا أقل القليل.

 

هوامش

[1] Yuval Abraham, Expel all Palestinians from Gaza, recommends Israeli gov’t ministry, + 972magazine, 30 October 2023, Available at: https://cutt.us/q18un.

[2] محمد علي إسماعيل، مواقف الدول والمنظمات الإسلامية غير العربية من العدوان على غزة، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 22 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/o7uI2

[3] محمد علي إسماعيل، تطورات مواقف الدول والمنظمات الإسلامية غير العربية من العدوان على غزة، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 30 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/XQxTf

[4] عبداللهيان يستعرض ونظيريه السعودي والقطري اخر تطورات غزة، قناة العالم، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/BxFch

[5] أمیر عبداللهیان یلتقي أمير قطر بالدوحة، قناة العالم، 31 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/zmFkO

[6] عبداللهيان يبحث مع نظيره القطري وقف جرائم الكيان الصهيوني، قناة العالم، 31 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/SpPDH

[7] أميرعبداللهيان يلتقي هنية في الدوحة، قناة العالم، 31 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/pxEKa

[8] عبداللهيان: إذا استمرت الهجمات بغزة فستكون عواقبها وخيمة، وكالة الأناضول، 01 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/LkXZu

[9] امير عبداللهيان يناقش مع نظيره السوري اخر التطورات في غزة، قناة العالم، 03 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/EzJAV

[10] مشاورات بين إيران وقطر حول سيناريوهات وقف إطلاق نار مؤقت، قناة العالم، 03 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/PXUqy

[11] أمير عبداللهيان يحذر من اتساع رقعة الحرب في غزة إقليميا، قناة العالم، 04 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/JsSqv.

[12] إيران والعراق يؤكدان على دعم الشعب الفلسطيني، قناة العالم، 05 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/cUfqn.

[13] امير عبداللهيان يوجه ثاني رسالة الى غوتيريش حول التطورات في غزة، قناة العالم، 06 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/3Dz2U

[14] عبداللهيان يدعو مجموعة بريكس دراسة الأوضاع المتدهورة في غزة بشكل عاجل، قناة العالم، 06 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/rXXbz

[15] جرائم الكيان الصهيوني تمثل فصلا عنصريا ضد الأديان السماوية، قناة العالم، 06 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/jpkhw

[16] على إيران والصين التوصل لتفاهم مشترك حول التهديدات والمصالح المشتركة، قناة العالم، 02 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/oYgvH

[17] مخبر: موقع إيران على طريق الحرير فريد من نوعه، قناة العالم، 05 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/cKoZq

[18] رئيسي: أمريكا هي أساس الجرائم في غزة، قناة العالم، 02 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/aSORa

[19] رئیسي: الحرب على حماس هي حرب ضد الديمقراطية، قناة العالم، 05 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/w8Mss

[20] لقاء خاص مع الرئيس الإيراني: تل أبيب لم تحقق أي إنجاز حقيقي بعد عملية “طوفان الأقصى”، قناة الجزيرة الإخبارية، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/Zf8ft

[21] مناورات الجيش الإيراني … تنفيذ هجوم ضخم بالمدرعات، قناة العالم، 28 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/BOK1t

[22] الحرس الثوري: كل القواعد الأميركية تحت الرصد، قناة العالم، 28 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/9Eekl

[23] أوقفوا الحرب على غزة وإلا ستتعرضون لضربات قوية، قناة العالم، 05 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/N3Vov

[24] السفير الإيراني في العراق: فصائل المقاومة لن تصمت ازاء جرائم الصهاينة، قناة العالم، 31 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/JeJoY.

[25] عبداللهيان: إذا استمرت الهجمات بغزة فستكون عواقبها وخيمة، وكالة الأناضول، 01 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/LkXZu.

[26] MICHAEL BACHNER, Far-right minister says nuking Gaza an option, PM suspends him from cabinet meetings, Time of Israel, 05 November 2023, Available at: https://cutt.us/vgcag.

[27] طهران: تهديد الكيان الصهيوني باستخدام السلاح النووي جرس إنذار للعالم أجمع، قناة العالم، 06 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/WiAXZ.

[28] عبداللهيان: على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات فورية لنزع سلاح كيان الاحتلال، قناة العالم، 06 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/c7mvf.

[29] أردوغان: صمود أهل غزة “ملحمة مجيدة” ولا غالب إلا الله، وكالة الأناضول، 28 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/AJcKo

[30] أردوغان: غزة تشهد جريمة ضد الإنسانية منذ 28 يوما، وكالة الأناضول، 03 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/aKL6d

[31] بعد تصريحات أردوغان.. إسرائيل تستدعي دبلوماسييها من تركيا، سكاي نيوز عربية، 28 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/RDTLh

[32] تركيا تستدعي سفيرها في تل أبيب للتشاور، وكالة الأناضول، 04 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/KnsV8

[33] أنقرة تدين الهجوم على مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني بغزة، وكالة الأناضول، 01 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/DNHyO

[34] وزير الصحة التركي: سنعمل على إعادة الخدمة لمستشفى الصداقة بغزة، وكالة الأناضول، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/WzlRU

[35] فيدان وبلينكن يبحثان تطورات الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكالة الأناضول، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/xeUri

[36] فيدان يبحث الأوضاع بفلسطين مع نظيره السعودي ومفوض الأونروا، وكالة الأناضول، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/yTeKi

[37] فيدان: لا يمكن تبني معيار خاص لأوكرانيا وآخر لفلسطين، وكالة الأناضول، 01 نوفمبر 2023متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/YHvt9

[38] فيدان يبحث مستجدات الأوضاع في غزة مع نظيريه الأردني واليوناني، وكالة الأناضول، 01 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/YxRGP

[39] فيدان ونظيرته الهولندية يبحثان مستجدات الأوضاع في غزة، وكالة الأناضول، 06 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/hEXaY

[40] فيدان يبحث مع نظيره التشيكي التطورات في غزة، وكالة الأناضول، 06 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/alno9

[41] فيدان يؤكد لبلينكن ضرورة إعلان وقف فوري لإطلاق النار بغزة، وكالة الأناضول، 06 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/lZy3q

[42] منشور الأستاذ عبد العظيم محمد مدير مكتب قناة الجزيرة في تركيا عن اللقاء، منصة إكس، 07 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/Yzeyzgm

[43]  Anisah Shukry and Kok Leong Chan, Malaysia’s Leader Rebuffs U.S. Sanctions on Supporters of Hamas, time, 07 November 2023, Available at: https://cutt.us/0n3U8

[44] رئيس وزراء ماليزيا يشبه الدمار في غزة بقصف هيروشيما بالقنبلة الذرية، روسيا اليوم، 05 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/R0pE8

[45] باكستان: همجية إسرائيل ترقى إلى “جريمة حرب”، وكالة الأناضول، 03 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/sKPIr

[46] باكستان ترسل 90 طنا مساعدات إنسانية لإيصالها إلى غزة، وكالة الأناضول، 07 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/08oJ2

[47] منظمة التعاون الاسلامي ترحب بقرار الجمعية العامة الذي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة، موقع منظمة التعاون الإسلامية، 28 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/wp3EQ

[48] منظمة التعاون الإسلامي تدين بأشد العبارات استمرار المجازر وجرائم الحرب الإسرائيلية، موقع منظمة التعاون الإسلامية، 31 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/jVISC

[49] ‎التعاون الإسلامي تدين المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي في مخيم جباليا، موقع منظمة التعاون الإسلامية، 01 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/xCH1Q

[50] بيان من الأزهر الشريف بشأن الأحداث في غزة، صفحة الأزهر على الفيس بوك، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/kYxze

[51] بيان من الأزهر الشريف تعقيبًا على مجزرة جباليا التي ارتكبها الكيان الصهــيوني الإرهابي، صفحة الأزهر على الفيس بوك، 31 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/F9ZED

[52] بالأسماء.. علماء ومؤسسات دينية عالمية يدعون شيخ الأزهر لموقف تاريخي أمام معبر رفح (فيديو)، الخليج الجديد، 31 أكتوبر 2023ن متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/KBsSw

[53] صفحة الأزهر الشريف على موقع فيس بوك، 03 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/AI5Et

[54] Ofir Winter and Michael Barak, From Moderate Islam to Radical Islam? Al-Azhar Stands with Hamas, INSS, 02 November 2023, Available at: https://www.inss.org.il/publication/al-azhar/

[55] الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية يبحثان التطورات في قطاع غزة، موقع منظمة التعاون الإسلامية، 31 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/wbVbe

[56] صفحة الأزهر على الفيس بوك، 01 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/5twRI

[57] من نيويورك إلى جاكرتا.. عشرات الآلاف يتظاهرون دعماً لفلسطين حول العالم، الشرق، 29 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/yxNKr

[58] مظاهرات حاشدة في مدن عربية وغربية وإسلامية دعمًا لغزة، الجزيرة نت، 05 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/2Qum5

[59] أردوغان: صمود أهل غزة “ملحمة مجيدة” ولا غالب إلا الله، مرجع سابق.

[60] الشرطة التركية تفرق مظاهرة داعمة لفلسطين قرب قاعدة تضم قوات أميركية، الجزيرة نت، 05 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/tBySp

[61] مظاهرات حاشدة في مدن عربية وغربية وإسلامية دعما لغزة، مرجع سابق.

[62] Stop the massacre: Pro-Palestinian, anti-Israel protests draw large crowds wordwide, times of Israel, 29 October 2023, Available at: https://cutt.us/gtY4j

[63] اعتقال عشرات الأشخاص في داغستان الروسية إثر اقتحام مطار احتجاجا على هبوط طائرة تقل إسرائيليين، فرانس 24، 30 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/guvMm

[64] Ben McGrath, Huge protests throughout the Asia-Pacific against the Gaza genocide, World Socialist Web site,06 November 2023, Available at: https://cutt.us/BHHyH

[65] للتنديد بالعدوان على غزة.. مظاهرات في واشنطن ولندن وبرلين وباريس، موقع التليفزيون العربي، 05 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/VH9z2

[66] مظاهرات حاشدة في مدن عربية وغربية وإسلامية دعما لغزة، مرجع سابق.

[67] استمرار المظاهرات المتضامنة مع فلسطين في إسبانيا، وكالة الأناضول، 05 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/fDZgX

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى