طوفان الأقصى: حال الضفة الغربية والقدس في ظل العدوان على فلسطين

الأسبوع الثالث

استمرَّت الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية على الضفة الغربية والقدس الشريف بالتزامن مع الحملة الهمجية على قطاع غزة للأسبوع الثالث، وترافق مع ذلك استمرار الحراك الشعبي في الضفة الغربية، وقد حصلت تطورات نوعية على صعيد كلٍ من الانتهاكات والحراك.

ويستكمل هذا التقرير -مراكمةً على تقارير المتابعة الدورية للحرب- رصد بعض نماذج هذه الانتهاكات الإسرائيلية والحراك الشعبي في الضفة الغربية والقدس، مع استعراض مواقف السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تمارس مهامها من رام الله، لتجلية جزء من الصورة عن الوضع هناك ومدى تفاعله مع تفاقم الأوضاع في غزة، وذلك خلال الأسبوع الثالث في الفترة (من 21 إلى 28 أكتوبر 2023).

أولا- السلطة الفلسطينية: السير في المكان

لم تقم السلطة الفلسطينية -كما هو متوقع- بأي تغييرٍ جدي في أدائها بل كررت خطابات تقليدية، وهو ما سنستعرض نماذج له فيما يلي:

ففي 21 أكتوبر انعقدت قمة القاهرة للسلام، التي دعت لها مصر، وشارك فيها العديد من زعماء العالم وكبار مسؤوليه ورؤساء المنظمات الدولية، وبطبيعة الحال شارك الرئيس محمود عباس، وألقى كلمةً ذكر فيها صعوبة وقسوة الظروف، حيث يواجه الشعب الفلسطيني الأعزل عدوانًا وحشيًّا، من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، التي تنتهك المحرمات، والقانون الدولي الإنساني، باستهدافها آلاف المدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء. وحذَّر من محاولات تهجير شعب غزة إلى خارجها، وأي عمليات طرد للفلسطينيِّين من بيوتهم أو تهجيرهم من القدس أو الضفة الغربية. وذكَّر بمطالبته منذ اليوم الأول بوقف هذا العدوان الهمجي على الفور، وفتح ممرات إنسانية لإدخال المواد الإغاثية والطبية، وتوفير المياه والكهرباء. وقال إن دوامة العنف تتجدَّد كل فترة؛ بسبب غياب العدالة، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهنا أكد عباس بأنَّ الأمن والسلام يتحقَّقان بتنفيذ حلِّ الدولتين، المستند للشرعية الدولية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194، وذلك بضمانات دولية، وجدول زمني محدد للتنفيذ.

ودعا عباس لأن يتحمَّل مجلسُ الأمن مسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني، وحصول دولة فلسطين على عضويَّتها الكاملة واعتراف باقي دول العالم بدولة فلسطين، والذهاب إلى مؤتمر دولي للسلام برعاية دولية لتحقيق هدف السلام المنشود[1].

والمثير للدهشة أنه حين نعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حركة حماس بالإرهاب خلال زيارته إسرائيل -24 أكتوبر- ودعا إلى توسيع نطاق التحالف الدولي الذي يحارب “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا” لينضم للجيش الإسرائيلي في حربه المتواصلة على قطاع غزة، مؤكدًا ضرورة قتال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “بلا رحمة”[2]،  ثم التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فإنه لم يعقب على ما قاله في تلك التصريحات والأوصاف التي وصف بها المقاومة، بل أعرب عن ثقته بأن الرئيس الفرنسي سيبذل جهدًا من أجل وقف هذه الإبادة لشعبنا ووقف هذه الحرب، وإنهاء الاحتلال لأرضنا وشعبنا ومقدساتنا، والاعتراف بدولة فلسطين وتمكين شعبنا من حريته واستقلاله[3]!

وفي 22 أكتوبر، التقى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية 25 سفيرًا وممثلا وقنصلًا لدول العالم المعتمدين لدى دولة فلسطين. ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة، إلى خلق حراك وجبهة موحدة من أجل وقف عدوان الاحتلال على قطاع غزة ومخططات التهجير والاجتياح البري للقطاع، والضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات الطبية والإغاثية لقطاع غزة، مؤكدًا ضرورة خلق وإطلاق مسار سياسي فاعل من أجل إنهاء الاحتلال، وتحقيق حلِّ الدولتين، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية[4].

وقرر مجلس الوزراء، في جلسته التي عقدها في مدينة رام الله برئاسة أشتية، توفير الاحتياجات والمساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة للمواطنين في قطاع غزة، وتقديم الدعم اللوجستي والتنسيقي بين الجهات كافة، لتسهيل وصولها إليهم.

كما قرر توزيع طواقم ومركبات الإسعاف وفق خطة الطوارئ الوطنية بالتنسيق بين وزارة الصحة والهلال الأحمر والخدمات الطبية، وتكليف الوزراء الموجودين في القطاع بتنسيق ذلك[5]. وهذا دون بيان طريقة عملية لتنفيذ هذه القرارات التي يبدو أنها ستكون حبرًا على ورق.

ثانيًا- الانتهاكات الإسرائيلية

تزايدت وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية على الضفة الغربية والقدس منذ السابع من أكتوبر، فيما يتعلق بملف الأسرى وزيادة أعدادهم بل وقتلهم، بالإضافة لعمليات القتل والاعتداءات على أهل الضفة والقدس والاعتداء على أراضيهم وممتلكاتهم، والتضييق على المسجد الأقصى.

فقد أعلنت حركة حماس، يوم 22 أكتوبر، استشهاد القيادي بالحركة عمر حمزة حسن دراغمة (58 عامًا) من طوباس بالضفة الغربية، جرَّاء التعذيب بسجون الاحتلال الإسرائيلي، ما وصفته الحركة بـ«عملية الاغتيال»، فيما قالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنها لا تزال تراجع ظروف وفاته. وحمَّلت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال الإسرائيلي «المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال دراغمة»، التي قالت إنها «جريمة تكشف الوحشية التي يتعرَّض لها الأسْرى داخل السجون». وكان دراغمة يقبع في سجن “مجدو”، وتُوفي بعد جلسة بمحكمة عوفر العسكرية عُقدت عبر الفيديو، قال خلالها لمحاميه إنه بصحةٍ جيدة، بعدها أعلنت سلطات الاحتلال وفاته، واعتقل الاحتلال دراغمة ونجله حمزة في 9 أكتوبر 2023.

وفي طوباس، شارك مواطنون في مسيرة عقب الإعلان عن استشهاد المعتقل الإداري دراغمة، تنديدًا بجرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة بحق المعتقلين في سجونها، ونظم نادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين في محافظة جنين، في 24 أكتوبر، وقفة دعم وإسناد للأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وتنديدًا باستشهاد المعتقل عمر دراغمة، ورفضًا للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. واحتشد المشاركون أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في جنين، ورفعوا صور المعتقلين، ويافطات تندد بانتهاكات السجان بحقهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.

وفي 28 أكتوبر قالت مؤسسات خاصة بالأسرى: إن المعطيات التي ترد حول مستوى الجرائم الممنهجة التي تنفذها إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، بحق المعتقلين، بعد 7 أكتوبر حتى اليوم، مروعة، وتعكس ما تم التأكيد عليه بعد استشهاد المعتقلين عمر دراغمة، وعرفات حمدان، وأضافت: أن هناك قرارًا ممنهجًا باغتيال معتقلين من خلال إجراءات تنكيلية ممنهجة، في ضوء العدوان الشامل على شعبنا، والإبادة المستمرة في غزة. واستعرضت المؤسسات أبرز الإجراءات التي تواصل إدارة المعتقلات فرضها، من قطع الكهرباء عن زنازين المعتقلين “غرفهم”، وتعمدها قطع المياه لفترات طويلة عنهم، وممارستها سياسة التجويع، وأوضحت أن قوات القمع المدججة بالسلاح كثَّفت من الاقتحامات لكافة أقسام المعتقلين، وتعمدت ترك المعتقلين الذين أُصيبوا جراء الاعتداء عليهم، دون علاج، وقلَّصت المساحة المتاحة للمعتقل داخل الزنزانة، ونقلت العديد من المعتقلين إلى الزنازين الانفرادية، ولا تزال تعزل المعتقلة مرح باكير منذ أكثر من 20 يومًا، وفرضت عزلا مضاعفًا على المعتقلين، وعزلت أقسامهم عن بعضها بشكلٍ كلي.

وبلغت حالات الاعتقال أكثر من 1590 حالة في الضفة منذ السابع من أكتوبر، حوالي ثلثهم من حركة حماس. وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن سلطات الاحتلال أصدرت أمرًا عسكريًّا بتعديلات مؤقَّتة فيما يخص الاعتقال الإداري، القرار الأول هو رفع مدة توقيف المعتقل لفحص إمكانية استصدار أمر اعتقال إداري، لتصبح 6 أيام بدلا من 72 ساعة، أما القرار الثاني، فهو تعديل الفترة المتاحة لعرض المعتقل على جلسة التثبيت الأولى لتصبح 12 يومًا بدلا من 8 أيام سابقًا. والاعتقال الإداري أحد أدوات الاحتلال الإسرائيلي لحبس الفلسطينيين، إذ يعطي الحق لإسرائيل في حبس أي شخص دون محاكمة بدعوى اعتزامه مخالفة القانون مستقبلًا. ولا يخضع هذا الاعتقال لقيود على المدة ولا تُقدم السلطات الإسرائيلية أدلة لإثبات نية المعتقلين، إذ يستند الإجراء إلى أدلة سرية[6].

ويمارس الاحتلال سياسة اعتقال الأقارب من أجل الضغط على المطلوبين، في حال لم يتمكن العدو من اعتقال من يستهدفهم، كما تؤكِّد العائلات والمؤسسات التي تُعنى بشؤون الأسرى. وفي تهديدٍ وجَّهه، فجر 28 أكتوبر، ضابط إسرائيلي للحاجة عبلة عيسى أقرع (73 عامًا) في بلدة قبلان جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، قال الضابط لها “إذا لم يُسَلِّم ابنك عبد اللطيف نفسه لنا حتى الساعة العاشرة صباحًا، سنعتقلك أنت”، وذلك عندما اقتحم المنزل لاعتقال نجلها، لكنه لم يكن موجودًا في البيت. وأقدم الاحتلال فعليًّا على اعتقال السيدة منى شهير ولد علي ووالدها، للضغط على زوجها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير المحرر بلال ذياب لتسليم نفسه[7].

واستمر مسلسل القتل والاعتداء على أهل الضفة الغربية والقدس مما أسفر عن ارتقاء 111 شهيدًا وإصابة نحو 1950، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وهو ما يعني استهداف الاحتلال أكثر من عشرين فلسطينيًّا بالقتل، وحوالي 550 بالإصابة في الأسبوع الثالث وحده[8].

وقامت مجموعة من مستوطنة “بدوئيل” المقامة على أراضي بلدة كفر الديك، بتدمير 40 شجرة زيتون معمرة، في منطقة “خلة الحلو” في الجهة الغربية من البلدة[9]. وطرد جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، صباح الاثنين 23 أكتوبر، المزارعين الفلسطينيين من أراضيهم في الجهة الجنوبية من قرية إسكاكا شرقي مدينة سلفيت، شمال الضفة الغربية، ومنعهم من قطف ثمار الزيتون[10].

وهاجم مستوطنون، 28 أكتوبر، قاطفي الزيتون في بلدة ديراستيا وقرية حارس، شمال غرب سلفيت. وقد أجبروهم على مغادرة أراضيهم تحت تهديد السلاح، وبحماية من جنود الاحتلال وأمن المستعمرة[11].

فيما قام عشرات المستوطنين باقتحام قرية بيت إكسا، شمال غربي مدينة القدس المحتلة، وأعطبوا إطارات 10 مركبات، ويُرجح أن يكون جيش الاحتلال قد وفَّر لهم الحماية أثناء دخول القرية وبعد تنفيذ الاعتداءات[12].

وفي القدس، اقتحم مستوطنون متطرفون، صباح الأحد 22 أكتوبر، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بحراسة مشدَّدة من شرطة الاحتلال. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلَّة بأن 201 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدُّوا طقوسًا تلمودية، بينما منعت شرطة الاحتلال الطلاب الفلسطينيِّين من الوصول إلى مدارسهم داخل المسجد. ومنذ بدء معركة “طوفان الأقصى”، تواصل شرطة الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى أمام الفلسطينيين، باستثناء ساكني البلدة القديمة وبعض كبار السن[13]، وتكرر هذا الاقتحام في اليوم التالي[14].

ولم تسمح الشرطة إلا لعددٍ قليل من الأشخاص بالعبور من بوابة المسجد الأقصى يوم الجمعة 27 أكتوبر لأداء صلاة الجمعة، وتقول CNN إن الشرطة الإسرائيلية لا توضح أي أسباب لمنع الناس من الوصول، الأمر الذي يخلق مزيدًا من التوتر. واشتدَّت الاشتباكات بين المصلِّين والشرطة، حيث قام الضباط بدفع الناس بالقوة خارج الزقاق المؤدِّي إلى مجمع المسجد الأقصى. ورصدت شبكة CNN مجموعة من ضباط الشرطة المدججين بالسلاح يدفعون امرأة شابة بقوة بعيدًا عن الطريق أثناء محاولتها تصوير ما يحدث على هاتفها. ثم لم تسْمح الشرطة، بعد ذلك، لأي شخص تقريبًا بالمرور عبرها. وصدرت أوامر لفريق CNN الموجود على الأرض في الموقع بمغادرة المنطقة[15]. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن خمسة آلاف مصل أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وذلك بالمقارنة مع حوالي 50 ألف مصل في المتوسط قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر[16].

ثالثًا- الحراك الشعبي في الضفة

استمرَّت تحركات المقاومة والتحركات الشعبية في الضفة الغربية، وفق الإمكانات المتاحة، وتحملت ضريبة ثقيلة يدفعها أهل الضفة والمقدسيُّون، فمعدَّلات القتل والاعتقال التي يقوم بها الاحتلال منذ اندلاع الحرب الحاليَّة تفوق بكثير ما كان يقوم به في الانتفاضة الثانية، منذ نحو عشرين عامًا، وإن كانت هذه التضحيات لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي تناله الحرب الدائرة في غزة، بطبيعة الحال.

حيث تتكرَّر وتتجدَّد الدعوات للحشد الجماهيري والنفير العام في المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية بالضفة الغربية، من فصائل المقاومة الفلسطينية والحراكات الشبابية والشعبية، كما يتم قطع الطرق الالتفافية أمام قوات الاحتلال والمستوطنين، واستهدافهم بعمليات نوعية لإرباك الاحتلال بكل وقتٍ وحين ومن ثم عدم ترك غزة وحدها. ودعت الكتلة الإسلامية في جامعات ومعاهد الضفة لأوسع مشاركة في مسيرات الغضب الجمعة 27 أكتوبر في كافَّة مناطق الضفة ونقاط التماس مع الاحتلال ومستوطنيه، دفاعًا عن غزة، وعدم تركها وحيدة في مواجهة آلة البطش الصهيوأمريكية[17].

واستشهد ثلاثة شبان وأصيب آخرون، فجر الجمعة 27 أكتوبر، خلال مواجهات واشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال “الإسرائيلي” التي اقتحمت محيط مخيم جنين، شرقي مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، وقالت “سرايا القدس- كتيبة جنين”، في بيانٍ مقتضب، إن القائد الميداني في الكتيبة أيسر العامر قد استشهد أثناء تصديه لقوات الاحتلال المتوغلة بمحيط مخيم جنين. وتصدَّى مقاومون لقوات الاحتلال واشتبكوا معها بالرصاص وتفجير عبوت ناسفة محلية الصنع بآليات الاحتلال العسكرية، وقالت “كتائب القسام” في جنين إن مقاتليها خاضوا اشتباكات مسلحة عنيفة خلال التصدي لقوات الاحتلال المتوغِّلة لجنين، وأعلنت “كتيبة جنين” عن استهداف قوة لجيش الاحتلال وآلياتها بصليات من الرصاص في محيط مستشفى ابن سينا[18].

وفي المجمل استمرت مواجهات مع الجنود والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس وتضمنَّت هذه المواجهات عمليات إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة، وتصاعدت وتيرة التظاهرات لترتفع من حوالي 3 تظاهرات في بداية الأسبوع لتصل إلى 32 تظاهرة بنهايته[19]، بالرغم من مواجهتها سواء من قبل قوات الاحتلال أو شرطة السلطة الفلسطينية للأسف، وتعرُّض القائمين بها والمشاركين فيها لمخاطر الاعتقال والقتل.

خاتمة:

لقد دلَّلت التفاعلات التي وقعت بالضفة الغربية والقدس خلال الأسبوع الثالث من الحرب الإسرائيلية على فلسطين، لا سيما حركة حماس في غزة، على تلاحم أهل الضفة وتضامنهم مع المقاومة، في ظل استمرار الحرب والعدوان على غزة بشكلٍ رئيسي، وإن ظلَّت الطموحات أكبر في تصاعد وتيرة الأعمال المقاومة التي تقض مضاجع المحتل وتؤرِّقه.

فالعمليات النوعية التي تقوم بها المقاومة وفق إمكانات محدودة تظهر بطولة كبيرة للشباب المقاوم، وصبرًا وجلدًا في مخيمات محاصرة عالية المستوى من الرقابة والتضييق، تتغلغل بينها كيانات الاحتلال الاستيطانية والعسكرية، فضلًا عن أجهزة السلطة المحاصِرة للمقاومة والمناوئة لها.

وقد استمرَّ أداء السلطة الفلسطينية وأجهزتها في إطار أداء الأنظمة العربية المعتاد، والمتكلِّس داخل إطار الدعوة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، دون تحرك أكثر فاعلية أو تضامن حقيقي مع المقاومة.

أما الانتهاكات الإسرائيلية، فاستمرَّت على حالها هي الأخرى من استمرار عمليات القتل، والاعتقال، والترويع، وانتهاك حقوق الفلسطينيين في أنفسهم وممتلكاتهم.

——————————

هوامش

[1] الرئيس أمام “قمة القاهرة”: الأمن والسلام يتحققان بتنفيذ حل الدولتين المستند إلى الشرعية الدولية وحل قضية اللاجئين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 21 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Pages/Details/82358

[2] ماكرون يدعو من إسرائيل لتوسيع التحالف ضد تنظيم الدولة لمحاربة حماس، الجزيرة. نت، 24 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/473gy02

[3] الرئيس لدى استقباله ماكرون: نطالب بوقف فوري للعدوان على شعبنا وعقد مؤتمر دولي للسلام، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 24 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Pages/Details/82615

[4] خلال لقائه 25 سفيرًا وممثلا وقنصلا … أشتية يدعو إلى حراك دولي لوقف العدوان ومخططات التهجير والاجتياح البري لغزة، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 22 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Pages/Details/82463

[5] مجلس الوزراء يعتمد خطة لتأمين الاحتياجات الإنسانية لأهلنا في قطاع غزة، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 22 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Pages/Details/82535

[6] انظر:

– استشهاد المعتقل الإداري عمر دراغمة في سجون الاحتلال، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 23 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Pages/Details/82548

– وقفة في جنين إسنادا للمعتقلين وتنديدا باستشهاد الأسير عمر دراغمة والعدوان على غزة، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 24 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Pages/Details/82603

– مؤسسات الأسرى: الاحتلال ينفذ جرائم بحق المعتقلين هي الأخطر منذ عقود، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 28 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Pages/Details/82961

– أكثر من 1590 حالة اعتقال في الضفة منذ السابع من الشهر الجاري، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 29 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Pages/Details/83032

– حماس تتهم إسرائيل باغتيال قيادي في الحركة بالضفة الغربية جرّاء التعذيب، مدى مصر، 24 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/47cYnVw

– قرار صهيوني بتعديل مؤقت فيما يخص الاعتقال الإداري، وكالة القدس للأنباء، 23 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://alqudsnews.net/p/199069

[7] اعتقال الأقارب في الضفة.. أسلوب “إسرائيلي” لإجبار الفلسطينيين على تسليم أنفسهم، وكالة القدس للأنباء، 28 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://alqudsnews.net/p/199235

[8] صفحة وزارة الصحة الفلسطينية على موقع فيسبوك، 28 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3Qjfq1v

[9] مستعمرون يدمرون 40 شجرة زيتون معمرة في كفر الديك، وكالة القدس للأنباء، 23 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3FD6HSR

[10] جيش الاحتلال يطرد الفلسطينيين من أراضيهم شرق سلفيت، وكالة القدس للأنباء، 23 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3FEIyvh

[11] مستوطنون يهاجمون قاطفي الزيتون في ديراستيا وحارس بسلفيت، وكالة القدس للأنباء، 28 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://alqudsnews.net/p/199243

[12] مستوطنون يُعطبون إطارات مركبات فلسطينية بالقدس، وكالة القدس للأنباء، 24 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://alqudsnews.net/p/199092

[13] وسط قيود على دخول المصلين201 مستوطنًا يقتحمون باحات الأقصى، وكالة القدس للأنباء، 22 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/46OOoGd

[14] مستوطنون يقتحمون الأقصى وقيود على دخول المصلين، وكالة القدس للأنباء، 23 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/47cO5Fe

[15] تزايد التوتر قبل صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، سي إن إن بالعربية، 27 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3sjxGje

[16] إسرائيل تواصل تشديد القيود على الصلاة في المسجد الأقصى، Swissinfo، 27 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3snHskp

[17] دعوات للنفير العام بالضفة والتوجه لنقاط التماس نصرةً لغزة، وكالة القدس للأنباء، 26 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://alqudsnews.net/p/199183

[18] ثلاثة شهداء وعدة إصابات خلال مواجهات مع الاحتلال في جنين، وكالة القدس للأنباء، 27 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://alqudsnews.net/p/199206

[19] انظر الإحصائيات في يوميات موقع معطى، متاح عبر الرابط التالي: https://mo3ta.ps/?page_id=57

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى