تطورات مواقف الدول والمنظمات الإسلامية غير العربية من العدوان على غزة

في الفترة من 19 وحتى 27 من أكتوبر 2023

مقدمة:

تتواصل المواقف والجهود الإسلامية في التعاطي مع عملية طوفان الأقصى، والعدوان الغاشم للاحتلال والمستوطنين على غزة والأراضي المحتلة، وما سببه ذلك من أزمات إنسانية ومذابح ونزوح داخل القطاع. وفي الوقت الذي استمرت فيه مواقف وجهود الأطراف الإسلامية خاصةً على الصعيد الدبلوماسي لإنهاء الحرب على غزة وبدأ عملية تفاوض، فإن تعثر تلك الجهود الإقليمية بل والدولية على صعيد مجلس الأمن، أدى إلى بروز متغيرات جديدة فيما يتعلق بالمواقف الإسلامية، خاصةً فيما يتعلق بالموقف التركي الذي ذهب ولأول مرة منذ بداية الحرب إلى أن حركة حماس “ليست تنظيما إرهابيًا، وإنما مجموعة تحرر ومجاهدين تناضل لحماية مواطنيها وأرضها”، أو فيما يتعلق بإعلان أردوغان إلغاء زيارته لدولة الاحتلال على نحوٍ يدل على تغير حاد في مساعيه التي طرحها منذ بداية الأزمة بتقديم نفسه كوسيط[1]. أما على صعيد الموقف الإيراني، فإننا نلحظ بداية تحرك للمعطى العسكري، على حساب الدبلوماسي الذي فشل حتى الآن في إنهاء الهجوم على غزة، وذلك بعد دخول قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، على خط الأزمة بتحذيره قوات الاحتلال من الهجوم البري على غزة.

وفقًا لتك التطورات، فإن هذا التقرير يهدف إلى تتبع الجديد في المواقف الإسلامية من طوفان الأقصى وما تبعها من عدوان على قطاع غزة، في الفترة من 19 وحتى 27 من أكتوبر 2023، وذلك وفق المحددات التي سبق وأن أوضحناها في التقرير الأول مع إضافة بعض المحددات التي استجدت من قبيل ارتفاع حدة المخاوف والتحذير من انزلاق المنطقة لحرب شاملة وبروز المُعطى العسكري وغيرها[2].

أولا- نماذج من مواقف الدول الإسلامية:

تختلف مواقف الدول الإسلامية من عملية طوفان الأقصى أو من العدوان الغاشم للاحتلال على غزة، سواء من حيث كثافة التعاطي مع الحدث بالتعليق أو الدعم، فهناك دول تعتبر قريبة من الحدث كإيران وتركيا، ودول أخرى تعاطيها مع الأمر أقل كثيرًا مثل ماليزيا وباكستان وإندونيسيا وغيرها من بلدان العالم الإسلامي غير العربية.

  • دول الجوار الإسلامي (الأكثر تفاعلاً):

تتواصل المواقف والجهود الإيرانية والتركية بشكلٍ كثيف في التعاطي مع الهجوم الغاشم للاحتلال على قطاع غزة والأراضي المحتلة، وكذلك من الأزمة الإنسانية والقتل والحصار، ومن تشويه المقاومة فضلا عن المواقف الغربية الداعمة للاحتلال. وهذا عبر الإدارات الحاكمة في كلتا الدولتين بما يشمل رئيسي الجمهورية والقيادات العسكرية أو الدينية في إيران وعلى رأسها المرشد الأعلى علي خامنئي. فضلاً عن الجهد الدبلوماسي المتواصل لوزيري خارجية البلدين الإيراني أمير عبد اللهيان والتركي هاكان فيدان، اللذين ما زالا يواصلان زياراتهما لدول المنطقة ويتحدثان مع نظرائهما في العالم وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

يرجع هذا التعاطي الكثيف من قبل طهران وأنقرة إلى جملة أهداف ومصالح سياسية واستراتيجية، أبرزها يكمن في سعيهما إلى القيام بدور إقليمي يتلاءم مع إمكانات وقدرات الدولتين، كذلك فسعي الدولتين إلى قيادة العالم الإسلامي، لن يتأتى إلا عبر دعم القضية الفلسطينية كقضية مركزية للمسلمين. هذا فضلاً عن الضغط الشعبي في الدولتين على القيادة السياسية، الأمر الذي يدفعهما إلى مواكبة الشارع خاصةً في حالة تركيا.

كنا قد ذهبنا في التقرير الأول الذي رصدنا فيه مواقف الدول الإسلامية من عملية طوفان الأقصى، إلى أن مقاربة الدولتين قد اختلفت في التعاطي مع الأحداث، ففي حين نبذت أنقرة العنف ودعت إلى خفض التصعيد، وطرحت نفسها كوسيط بين طرفي المقاومة والاحتلال، شددت إيران على حق المقاومة في مواجهة الاحتلال وهنأت قياداتها السياسية والدينية والعسكرية أبناء الشعب الفلسطيني بانتصاراته وواصلت مساعيها الدبلوماسية لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة. أحد الأمور التي تغيرت في النهج التركي (خلال الفترة التي يرصدها هذا التقرير) هو الموقف من المقاومة، ففي حين صمتت تركيا في الأسابيع الأولى ولم تشر إلى المقاومة، فإنها خلال فترة الرصد الحالية سعت على غرار الموقف الإيراني إلى تقديم صورة مختلفة عما تسعى إليه إسرائيل والدول الغربية من وصم حركات المقاومة بالإرهاب والنازية.

جاء التعاطي الإيراني والتركي على النحو التالي:

أ-الموقف الإيراني:

واصلت الإدارة الإيرانية انخراطها في الأزمة، وذلك عبر التصريحات التي تدين العدوان، أو في المساعي الدبلوماسية التي يقوم بها وزير خارجيتها لوقفه، أو فيما برز مؤخرًا عبر التلويح بخيارات عسكرية. وفيما يتعلق بالمساعي الدبلوماسية، واصل وزير الخارجية الإيراني زياراته لدول المنطقة، وفي 19 أكتوبر، التقى على هامش الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، وزراء خارجية العراق والكويت وتونس وتركيا وأذربيجان وموريتانيا وإندونيسيا والسعودية، وأكد للأخير على ضرورة تضافر جهود الدول الإسلامية لإنهاء جرائم الحرب والإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني[3]، ودعا إلى فرض مقاطعة سياسية واقتصادية وقطع مبيعات النفط وسحب سفراء بعض الدول الإسلامية من الكيان الصهيوني[4].

أما عن الأزمة الإنسانية والحصار، وصف عبد اللهيان وضع الشعب الفلسطيني والمواطنين في غزة بأنه خطير ومؤلم للغاية في ظل جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وأكد على ضرورة قيام الدول الإسلامية بجهد جماعي وعاجل لوقف هذه الجرائم وآلة القتل للكيان العنصري الصهيوني[5]. أما رئيس الجمهورية الإيرانية، إبراهيم رئيسي، فدعا الحكومة المصرية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى إعادة فتح معبر رفح في أسرع وقتٍ ممكن؛ من أجل إغاثة أهالي غزة المظلومين[6].

وفي الإطار نفسه، دعا رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية اللواء محمد باقري المجتمع الدولي لاتخاذ إجراء فوري من شأنه أن يوقف الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين والعمل على إغاثة أهالي غزة[7]. كذلك أعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند، عن إرسال 60 طنًا من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأكد على سعي بلاده إلى إقامة 3 مستشفيات نقالة لعلاج الجرحى على حدود معبر رفح أو استقبال الجرحى في مستشفيات أخرى[8].

وعن تشويه المقاومة والحملة الإسرائيلية والغربية المسعورة لربطها بداعش والنازية، فلقد واصل عبد اللهيان جهوده في تعرية تلك الأكاذيب، ففي 25 أكتوبر لدى وصوله إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد وزير الخارجية الإيراني على كون حركة حماس حركة تحرر فلسطينية تعمل ضد ظاهرة الاحتلال البغيضة، مضيفًا أن هذا يأتي “بناءً على القانون الدولي الذي يمنح الحق في العمل لحركات التحرر التي تكون بلادها أو جزءاً من أراضي بلادها محتلة”[9].

وفيما يتعلق بالموقف الغربي، اعتبر عبد اللهيان زيارة الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته إلى تل أبيب في الوضع الراهن بأنها محاولة لإنعاش الكيان الصهيوني من الانهيار السياسي والعسكري والأمني ​​والنفسي والاجتماعي، وقال: “الأمريكيون ينصحون الآخرين بضبط النفس، لكنهم يقفون إلى جانب الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وأهل غزة المظلومين[10]. كما وجه الرئيس الإيراني خطابه إلى القادة الغربيين، بالقول: “ما يجري اليوم في غزة حيث الجرائم المروعة التي تطال المدنيين، تكشف جانبًا من الحضارة والحرية والحقوق الإنسانية التي يُروج لها الغرب، لكنها تؤلم قلب أي انسان وجميع الشعوب لتحمل الغيض والكراهية من أمريكا والكيان الصهيوني”. وأكمل قائلا: “لا شكّ أن دماء الشهداء المظلومين في فلسطين ستقضي على النظام العالمي الحالي ليحل مكانه نظام عالمي جديد قائم على العدل”[11]. أما القائم بأعمال السفارة الإيرانية في لندن “مهدي حسيني متين”، فحذر من مغبة دعم الحكومات الغربية الكامل للكيان الصهيوني، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تعتبر من أولويات السياسة الخارجية الإيرانية[12].

بدوره قال المرشد الإيراني علي خامنئي، أن أمريكا شريك أكيد في جرائم الكيان الصهيوني في غزة، معتبرًا إن تواجد رؤساء “الدول الظالمة والشريرة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الأراضي المحتلة يعود الى أنهم قلقون من تفكك الكيان الصهيوني، وهذا يؤشر على أن عملية طوفان الأقصى وجهت صفعة قوية وحاسمة للكيان المحتل”[13]. وأكد الرئيس الايراني أن الدول الغربية بصمتها على جرائم الكيان الصهيوني؛ فهي لا تشجعه فقط على ارتكاب الجرائم في غزة، بل تواكبه عمليًا في قتل النساء والأطفال العزل والمظلومين في غزة، بإرسال المعدات إليه[14].

أما فيما يتعلق بالتحذير من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، فقد حذر عبد اللهيان بأن المنطقة ستخرج عن السيطرة إذا لم تتوقف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة[15]، وشدد على أن الظروف الراهنة في المنطقة باتت بمثابة برميل ممتلئ بالبارود والذي يكاد أن ينفجر وتخرج الأمور عن السيطرة في كل لحظة[16]. وهو نفس الأمر الذي أكد عليه اللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية لنظيريه الروسي والقطري، معتبرًا أن “استمرار جرائم الكيان الصهيوني والدعم المباشر المقدم له من بعض الدول، يُعقد الأوضاع ومن شأنه أن يؤدي لدخول أطراف أخرى بهذا المجال”[17].

أما المُتغير الجديد الذي ألمحنا إليه، فإنه يتعلق ببداية بروز المُعطى العسكري، والذي ظهر سواء عبر التصريحات من مسؤولين عسكريين في الجيش أو الحرس الثوري، أو في القيام بمناورات واسعة لم يكن مُخططًا لها، أو عبر ضرب المصالح والمنشآت والقوات العسكرية الأمريكية في المنطقة عبر الأذرع الإيرانية. ففي 21 أكتوبر، أعلن قائد قوات التعبئة البحرية للمنطقة الثالثة التابعة لقوات الحرس الثوري الأدميرال علي بخشايي، عن إجراء مناورات بحرية في المياه الشمالية للخليج من أجل نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، مضيفًا أنه قد رُفعت أعلام إيران وفلسطين وجبهة المقاومة على السفن المشاركة، وقد أعلن أفراد طواقمها عن جاهزيتهم للدفاع عن شعب فلسطين المظلوم[18]. أما نائب القائد العام للحرس الثوري العميد علي فدوي، فتوعد من أسماهم “خبثاء العالم” حال القيام بأي خطوة حمقاء من قبيل الغزو البري، مشددًا على “.. إنهم سيواجهون هزيمة مدوية وسيتلقون ردًا يبعث على الندم من محور المقاومة”[19].

أما قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، فقد حذر من مغبة الهجوم البري على قطاع غزة، معتبرًا أن غزة ستكون مستنقع يبتلع جنود الاحتلال[20]. في اليوم التالي لتصريحات سلامي، أعلن الجيش الإيراني عن إجراء مناورات وُصفت بالواسعة وذات تشكيلات مختلفة من القوات الصاروخية والبرية ووحدات الحرب السيبرانية فضلاً عن وحدات الطائرات المسيرة[21]. هذه الرسائل الإيرانية ترافقت مع تصعيد عسكري من قبل أذرعها في المنطقة ضد القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق وحامية التنف في جنوب سوريا، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاجون”، عن تعرض قواتها لـ 13 هجومًا في كلٍ من سوريا والعراق، تم تنفيذها بطائرات دون طيار وصواريخ[22]. وهو ما تطلب ردًا أمريكيًا محسوبًا مع التأكيد على عدم رغبة واشنطن في التصعيد[23]. على الجانب الآخر، عبرت طهران على عدم رغبتها في توسيع نطاق الحرب في المنطقة، وهذا على لسان وزير خارجيتها، في 26 أكتوبر، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول غزة[24]، معبرًا على استعداد طهران للاضطلاع بدورٍ جدي، وقال إن قادة حماس مستعدون للإفراج عن الأسرى بوساطة إيرانية[25].

ب-الموقف التركي:

على العكس من الأيام الأولى للحرب التي كان فيها الموقف التركي ملتزمًا الصمت حيال عملية طوفان الأقصى وتشويه المقاومة، ومنصبًا على مطالبة طرفي الصراع بضبط النفس ووقف التصعيد، حيث سعت أنقرة إلى مواصلة لعب دورها كوسيط بين الأطراف المتصارعة[26]. تحرك هذا الموقف ليُعلن مشروعية أعمال المقاومة باعتبارها عمليات مقاومة لاحتلال مشروعة وفقًا للقانون الدولي. تلك التطورات في الموقف التركي ترجع إلى تعثر الجهود الإقليمية والدولية خاصةً على صعيد مجلس الأمن، الذي اعتبره الرئيس التركي بأنه بات غير فعال لأبعد الحدود، كونه فشل مرةً أخرى في الوفاء بمسؤوليته، وذلك في إشارة إلى فشل المجلس في تبنّي مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة للمرة الثانية بعد مشروع القرار البرازيلي[27]. وفي خطابٍ أرسله أردوغان للأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الـ 78 لتأسيسها، أعرب فيه عن أن المجتمع الدولي “لا يقوم بواجبه كما ينبغي حيال الهجمات الإسرائيلية غير القانونية” على قطاع غزة، مضيفًا أن مجلس الأمن الدولي “يعمل على تعميق الأزمة بموقفه الأحادي، بدلاً من وقف إراقة الدماء وضمان وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات لمنع سقوط ضحايا مدنيين”. وأضاف: “من غير الممكن لنظام (دولي) يبقى متفرجًا على العقاب الجماعي لسكان غزة أن يكون أملا للإنسانية ويضمن السلام والاستقرار العالميين”[28].

واصلت الإدارة التركية مواقفها من العدوان على غزة وما نتج عنه من أزمة إنسانية، وذهب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى أن ما يحدث في قطاع غزة يُشكل انتهاكًا خطيرًا لجميع أنواع القانون الدولي، مبينًا أن الهجمات على غزة منذ 7 أكتوبر لم يسبق لها مثيل. وقد شدد على إدانة بلاده الخسائر في أرواح المدنيين، وأوضح أن إسرائيل عمّقت الاحتلال وزادت عدم الاستقرار ميدانيًا، مضيفًا أن “الاستفزازات ضد حرمة المسجد الأقصى، وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، والحصار غير الإنساني على غزة استمر رغم تحذيراتنا ودعواتنا”. مضيفًا أن “الرد العسكري الإسرائيلي أظهر مرةً أخرى أنه يهدف لجعل آلام الفلسطينيين تبدو أمرًا عاديًا من خلال تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته”[29]. أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقال إن بلاده ستواصل “بذل الجهود من أجل تأمين وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة بادئ الأمر، ثم وقف إطلاق نار دائم”[30].

وفيما يتعلق بالتحذير من الهجوم البري على غزة وانزلاق المنطقة لحرب شاملة، أكد فيدان، على إن “أي عملية برية في غزة ستحول هذه الوحشية إلى مجزرة بكل معنى الكلمة”. مشددًا على أنه “كلما زاد الموت والدمار (في غزة) ستزداد ردود الفعل على ذلك في المنطقة، ولا يمكن التنبؤ بالعواقب”[31].

وبخصوص الموقف الغربي، ذهب أردوغان إلى أن “تجاهل الحقيقة أو غض الطرف عن أشلاء الأطفال واختلاق الأعذار للهجمات غير الإنسانية هو إرث ورثه الغرب من تاريخه الدموي”، مضيفًا: “حقيقةً إن الهجمات الإسرائيلية على غزة تدل على الإجرام والخلل العقلي، سواء بالنسبة لأولئك الذين ينفذونها أو من يدعمونها”[32]. وفي كلمة أخرى ألقاها خلال مشاركته في النسخة الثامنة من “شورى الأسرة” بالعاصمة أنقرة، استنكر أردوغان، الرفض الأوروبي لدعوة وقف إطلاق النار في قطاع غزة متسائلا: “كم طفلا يجب أن يموت حتى تُطالب المفوضية الأوروبية بوقف إطلاق النار؟”[33].

بدأ الموقف التركي في التغير خاصةً فيما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية، منذ يوم 25 أكتوبر، ففي كلمة للرئيس التركي أمام الكتلة النيابية لحزبه “العدالة والتنمية” في البرلمان التركي، أعلن أردوغان عن إلغاء زيارة كان يعتزم القيام بها إلى إسرائيل. وأشار إلى أن “حركة حماس ليست تنظيمًا إرهابيًا، وإنما مجموعة تحرر ومجاهدين تناضل لحماية مواطنيها وأرضها”[34].

المتغير الأخر تجلى في قيام الرئيس التركي وبعض الإدارات التابعة له في تفنيد الخطاب الإعلامي الغربي والأكاذيب التي تطلقها دولة الاحتلال، واعتبر أردوغان أن وسائل الإعلام العالمية دخلت في سباق لتبرير المذابح البشرية بمطبوعاتها المنحازة والمنافقة، وذلك في إشارة إلى مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني​​​​​​​[35]. على صعيد متصل قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن مركز مكافحة التضليل بتركيا يلعب دورًا بالغ الأهمية في فضح حملات التضليل والمعلومات الكاذبة في إطار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. مشيرًا إلى أن “الحقائق هي الضحية الأولى للحروب والصراعات”، وقال إن “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يكشف مدى أهمية مكافحة المعلومات المضللة على المستوى الدولي”[36]. وفنّد المركز مزاعم حنانيا نفتالي مسؤول الإعلام الرقمي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، القائلة بأن “حماس دمرت 9 من أصل 10 خطوط كهرباء متجهة إلى غزة عندما تسللت إلى إسرائيل”، حيث قام المركز باستعراض تصريحات وزيري الدفاع والطاقة الإسرائيليين التي أشارت لقيام دولة الاحتلال بقطع الكهرباء والمياه والوقود عن غزة[37].

  • دول الأطراف الإسلامية (الأقل تفاعلاً):

على عكس الانخراط الإيراني والتركي، والتعليقات التي جاءت من جميع المستويات السياسية فضلاً عن الجهود الدبلوماسية والسياسية، فإن هناك دول إسلامية كان تعاطيها أقل من تلك الدولتين، يرجع ذلك إلى عدم انخراط تلك الدول في مشاكل الإقليم خاصةً أنها جميعها على أطرافه. وتأتي على رأس تلك الدول، ماليزيا، وباكستان وإندونيسيا.

أ-الموقف الماليزي:

قاد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم جولة خارجية تضمنت تركيا والمملكة العربية السعودية[38]، وقال إبراهيم، إنه يدرك “المخاطر” في مناصرة القضية الفلسطينية، لكنه سيواصل تسليط الضوء على محنة الفلسطينيين على المسرح الدولي، مؤكدًا ضرورة “الضغط على تل أبيب لوقف إجراءاتها الحالية ضد غزة”. وأضاف: “إذا تُركت هذه التداعيات دون رادع، فسيكون لها تأثير خطير على الأمن الإقليمي”[39]. وفي زيارة إلى القاهرة، شدد إبراهيم مع الرئيس المصري على ضرورة استمرار عمليات إرسال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، وبخصوص توسع دائرة الصراع وهدف العدو المتمثل في تهجير مواطني غزة، فقد أعرب الجانبان عن “القلق من خطورة اتساع رقعة العنف إلى المنطقة، مع التشديد على الرفض التام لتصفية القضية الفلسطينية من خلال فكرة التهجير القسري لأهالي غزة”[40].

وفيما يتصل بالأزمة الإنسانية في غزة، ففي 20 أكتوبر، دعا مجلس التعاون الخليجي، ورابطة الآسيان في قمتهما المشتركة –التي تشارك فيها ماليزيا إلى جانب إندونيسيا باعتبارهم أعضاء في دول الآسيان– إلى إعادة الخدمات الأساسية كالماء والوقود لجميع أنحاء قطاع غزة، فضلا عن وقف دائم لإطلاق النار[41].

وفي إطار الجهود التي تقودها ماليزيا لدعم القضية الفلسطينية، قام وزير الخارجية الماليزي زامبري عبد القادر بالاتصال بنظيره الصيني وانغ يي، أكد خلاله الأخير على دعم بلاده المطالب المشروعة للدول العربية والمسلمة في القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن بلاده تدعم منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، من خلال تنفيذ فاعل لقرارات مجلس الأمن الدولي. وشدد على أن الصين على استعداد لتعزيز التواصل مع ماليزيا والدول الأخرى الداعمة للسلام، من أجل مواصلة مساعي السلام في الشرق الأوسط[42].

ب-الموقف الباكستاني:

تواصلت المواقف الباكستانية الداعمة للشعب الفلسطيني، وأعلنت وزارة الخارجية في 19 أكتوبر، عن إرسال 100 طن من المساعدات الإغاثية لإيصالها للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة[43]. وفي 21 أكتوبر، اتصل رئيس الوزراء الباكستاني أنوار الحق بالرئيس الفلسطيني أبو مازن، مؤكدًا وقوف بلاده مع دولة فلسطين لنيل حقوقها المشروعة، وأن بلاده ستواصل دعمها لدولة فلسطين في المحافل الدولية كافة[44].

وفي أول تعليق للجيش الباكستاني على الأحداث، جدد قائد الجيش الباكستاني الفريق عاصم منير، خلال استقباله السفير الفلسطيني في إسلام أباد أحمد جواد ربعي، جدد دعم بلاده لإنشاء دولة فلسطين المستقلة، موضحًا أن “الضغوط المتواصلة، وانتهاكات حقوق الإنسان والإساءات المدعومة من قبل السلطات تجاه المسجد الأقصى، أحد أسباب العنف القائم في غزة”. وناشد المجتمع الدولي بالتدخل لوقف “المأساة الإنسانية” التي ظهرت جراء استخدام إسرائيل “القوة المفرطة وانتهاك القوانين”، كما دعا إلى وقف إطلاق النار “على الفور” في قطاع غزة[45].

  • الموقف الإندونيسي:

عقب عملية طوفان الأقصى، تركزت الجهود والمواقف الإندونيسية على الأزمة الإنسانية في غزة، حيث دعا الرئيس جوكو ويدودو إلى حل الصراع وفقًا لمقررات الشرعية الدولة وحل الدولتين. وأشار ويدودو إلى أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو “السبب الجذري” للصراع. من جانبها، انخرطت وزيرة الخارجية ريتنو مارسودي في دبلوماسية هاتفية وشخصية مكثفة، حيث غردت في 15 أكتوبر بأنها تحدثت مع وزير الخارجية الماليزي “للتركيز على… إنقاذ الأرواح” وتأمين ممر إنساني للفارين من مناطق النزاع. وقد أجرت مناقشات مع العديد من النظراء الآخرين، بمن فيهم وزير الخارجية المصري، وقطعت رحلتها إلى الصين في 18 أكتوبر للانضمام إلى اجتماع طارئ دعت إليه منظمة التعاون الإسلامي في أعقاب الانفجار الذي وقع في مستشفى غزة في وقت سابق من اليوم ذاته[46].

وتتمثل مرتكزات الموقف الإندونيسي من الأزمة الحالية في “وقف التصعيد، والتركيز على القضايا الإنسانية، وحل المشاكل الجذرية وفقًا للمعايير الدولية التي تم الاتفاق عليها”، جاء هذا على لسان وزيرة الخارجية الإندونيسية “رتنو مرسودي”، وشددت خلال مؤتمر صحفي على هامش الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي بأنه “يجب على منظمة التعاون الإسلامي حشد كل الجهود للحث على وقف إطلاق النار في أقرب وقتٍ ممكن”[47].

وفي لقاءٍ مع نظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، شددت وزيرة الخارجية الإندونيسية على إنه من الضروري منع تصعيد الوضع، وأضافت “ندين خطة التهجير القسري للفلسطينيين”، وحذرت من تهديد مستشفيات القطاع بالإخلاء من قبل قوات الاحتلال، وشددت على ضرورة التركيز على الإيصال الفوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة[48].

في 24 أكتوبر، وفي خطاب لها بمناسبة الذكرى الـ 78 لتأسيس الأمم المتحدة، انتقدت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي بطء استجابة الأمم المتحدة للوضع في غزة، مشددة على ضرورة الإصلاح الشامل للمنظمة الدولية[49]. في اليوم نفسه، صرح الممثل الدائم لإندونيسيا لدى الأمم المتحدة، السفير أرماناثا ناتصير، أن إندونيسيا تواصل دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة استثنائية طارئة لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على غزة. علمًا أنه في 23 أكتوبر، قدمت منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وإندونيسيا وتسع دول أخرى طلبًا رسميًا لعقد جلسة طارئة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الأوضاع في غزة[50].

ثانيًا -الجديد في مواقف المنظمات الإسلامية:

منذ التاسع عشر وحتى السابع والعشرين من أكتوبر، لم تتفاعل المؤسسات الإسلامية بشكلٍ مكثف، عكس الجهود والمواقف المكثفة التي كنا قد أشرنا لها في تقريرنا الأول. وفيما يخص منظمة التعاون الإسلامي، نجد أن المنظمة قد أصدرت بيانين إدانة خلال تلك الفترة، الأول في 20 أكتوبر، أدانت فيه الأمانة العامة استهداف الاحتلال الاسرائيلي مبنى كنيسة الروم الأرثوذكس في قطاع غزة[51]. أما البيان الثاني، فجاء عقب الهجوم الإسرائيلي على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بعد تصريحات قال فيها إن “هجوم حماس لم يأت من فراغ”، وقالت المنظمة إنها “تدين بأشد العبارات، هجوم الاحتلال الإسرائيلي غير الاخلاقي وغير القانوني على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش”، معتبرة ذلك “ابتزازًا سياسيًا تمارسه ‎إسرائيل، ضد منظمة ‎الأمم المتحدة وأمينها العام”. واعتبرت المنظمة خطاب جوتيريش أمام مجلس الأمن الدولي “ينسجم مع واجباته ومسؤولياته المتسقة مع القانون الدولي والإنساني، وكذلك ميثاق ‎الأمم المتحدة وقراراتها”[52].

أما البيان الثالث للمنظمة، فطالبت فيه المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه غزة، مشددةً على ضرورة تأمين الإغاثة العاجلة والحماية الدولية للشعب الفلسطيني. جاء ذلك في رسائل خطية، وجهها حسين إبراهيم طه الأمين العام للمنظمة إلى عددٍ من الأطراف الدولية الفاعلة بما فيها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ورئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي والمفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة[53].

ثالثًا-الهبة الشعبية في العالم الإسلامي:

للأسبوع الثالث على التوالي، تواصلت التظاهرات المنددة بجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة والأراضي المحتلة، في تركيا وماليزيا وإندونيسيا وغيرها من أقطار العالم الإسلامي، بل أن التظاهرات عمت الكثير من العواصم الغربية التي يؤيد ساستها العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، مثل الولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا ونيوزيلندا وغيرها من الدول الغربية[56].

في تركيا، تواصلت التظاهرات بشكلٍ شبه يومي منذ بداية العدوان[57]، وفي 27 أكتوبر شهدت معظم الولايات التركية، مظاهرات احتجاجًا على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، وتجمع المتظاهرون في عدة مناطق أبرزها أمام القنصلية الإسرائيلية وأمام مبنى البرلمان، ورددوا هتافات مناهضة لإسرائيل وهجماتها على غزة وداعمة للفلسطينيين[58]. في اليوم التالي، انطلقت فعاليات تجمع فلسطين الكبير في مطار أتاتورك الدولي، بمشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان[59].

وتجمع آلاف المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، لنصرة فلسطين وأهالي غزة ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي. وهتف المتظاهرون بشعاراتٍ مناهضة لإسرائيل، وحملوا لافتات تندد بقتل أطفال ونساء غزة، وتُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شكل “مصاص الدماء”. كما تظاهر عشرات الآلاف في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، تنديدًا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وللمطالبة بوقف الحرب والدفاع عن حرية الشعب الفلسطيني، وحقه في العيش بسلامٍ على أرضه[60]. كما شهدت عدة بلدان إسلامية منها البوسنة والهرسك وكوسوفو وقرغيزيا مظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني، ومنددة بالهجمات الإسرائيلية على غزة[61].

خاتمة

لقد تواصل التعاطي الإسلامي مع العدوان على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي الوقت الذي استمرت فيه مواقف وجهود الأطراف الإسلامية خاصةً على الصعيد الدبلوماسي لإنهاء الحرب على غزة وبدأ عملية تفاوض، فإن تعثر تلك الجهود الإقليمية بل والدولية على صعيد مجلس الأمن، أدى إلى بروز متغيرات جديدة، كان أبرزها الموقف التركي من المقاومة الفلسطينية، حيث قام الرئيس التركي بحملة واسعة للتأكيد على أن المقاومة حركة تحرر وليست تنظيمًا إرهابيًا كما يسعى الاحتلال لوصمها، وفي هذه الأثناء شن أردوغان هجومًا على الاحتلال وهجماته على القطاع معتبرًا إياها إرهابًا وواصفًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإرهابي. المتغير الأخير في المواقف برز في بداية تحرك للمعطى العسكري الإيراني، وذلك على حساب المعطى الدبلوماسي الذي فشل حتى الآن في إنهاء الهجوم على غزة. أما بخصوص المنظمات الإسلامية، فلاحظنا تراجعًا في كثافة تعاطيها عن الأسبوع الأول من بداية عملية طوفان الأقصى.

على الدول الإسلامية مواصلة جهودها لإنهاء الحرب الجائرة على القطاع المحاصر، ولا يكفي في هذا الإطار إرسال المساعدات الإنسانية التي لا تصل أو يصل أقل القليل منها أو إصدار البيانات التي تدين الاحتلال، بل من الواجب الضغط في اتجاه فتح المعابر وإلزام الاحتلال بوقف مجازره بحق الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة، والضغط على الإدارة الأمريكية حتى توقف هذا الجنون الذي يمارسه الاحتلال بضوءٍ أخضر أمريكي. بداية الجهود التصعيدية تبدأ بسحب سفراء الدول الإسلامية من دولة الاحتلال، والاتفاق داخل منظمة التعاون الإسلامي على تحركات لفتح المعبر وإجلاء المصابين، بغير ذلك سوف تستمر مجازر الاحتلال ولن تتوقف.

 

هوامش

[1] أردوغان يعلن إلغاء زيارة مزمعة إلى إسرائيل، وكالة الأناضول، 25 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 أكتوبر 2023، 10:20، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/0y5pQ.

[2] محمد علي إسماعيل، مواقف الدول والمنظمات الإسلامية غير العربية من العدوان على غزة، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 22 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/o7uI2.

[3] عبداللهيان يؤكد على بذل الجهود لإنهاء الإبادة الجماعية للفلسطينيين، قناة العالم، 19 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/QrESa.

[4] امير عبداللهيان يغادر جدة عائدا إلى طهران، قناة العالم، 19 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 12:35، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/5amrP.

[5] عبداللهيان يؤكد على بذل الجهود لإنهاء الإبادة الجماعية للفلسطينيين، مرجع سابق.

[6] رئيسي: ننتظر من مصر فتح معبر رفح سريعًا، قناة العالم، 19 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 12:25، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ly73K.

[7] الأرکان الإیرانية تحذر: استمرار الجرائم الصهيونية قد يؤدي لدخول أطراف أخرى، قناة العالم، 19 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 12:20، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ky6wR.

[8] بالتنسيق مع مصر.. أول شحنة مساعدات إيرانية لغزة، قناة العالم، 20 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 02:10، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/KTORy.

[9] وزير الخارجية الإيراني: أوضاع منطقة غرب آسيا وصلت إلى نقطة مثيرة للقلق، قناة العالم، 26 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 05:30، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/RIlJf.

[10] عبداللهيان يؤكد على بذل الجهود لإنهاء الإبادة الجماعية للفلسطينيين، مرجع سابق.

[11] رئيسي: جرائم أميركا والصهاينة ستقضي على النظام العالمي الظالم، قناة العالم، 19 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 12:55، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/VKPG7.

[12] القائم بأعمال سفارة إيران بلندن: لفلسطين الأولوية بسياستنا الخارجية، قناة العالم، 20 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 02:25، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/fZ6ek.

[13] قائد الثورة: أمريكا شريك أكيد في جرائم الصهاینة بغزة، قناة العالم، 25 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 04:50، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/bgENR.

[14] رئيسي: الدول الغربية تواكب الصهاينة في قتل النساء والأطفال بغزة، قناة العالم، 25 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 05:00، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/UKYYd.

[15] عبداللهيان يؤكد على بذل الجهود لإنهاء الإبادة الجماعية للفلسطينيين، مرجع سابق.

[16] وزير الخارجية الإيراني: نتطلع إلى وقف جرائم الحرب في غزة فورا، قناة العالم، 19 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 01:00، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/LZJrs.

[17] الأرکان الإیرانية تحذر: استمرار الجرائم الصهيونية قد يؤدي لدخول أطراف أخرى، قناة العالم، 19 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 12:20، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ky6wR.

[18] الحرس الثوري يجري مناورات بحرية دعماً للشعب الفلسطيني، قناة العالم، 21 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 02:45، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/QBgj7.

[19] نائب قائد حرس الثورة: أية خطوة صهيونية حمقاء ستجابه برد حازم من المقاومة، قناة العالم، 23 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 03:35، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/i7JP4.

[20] قائد الحرس الثوري الإيراني: إذا أقدم الصهاينة على هجوم بري في غزة فسيدفنون فيها، الجزيرة الإخبارية، 26 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 05:50، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/Uw0Dw.

[21] بعد تحذير قائد الحرس الثوري.. إيران تستعرض بـ”اقتدار 1402″، سكاي نيوز عربية، 26 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 05:52، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/kw7AN.

[22] ELLEN MITCHELL, US troops in Iraq, Syria attacked 13 times in past week, Pentagon says, The Hill, 24 October 2023, Accessed: 29 October 2023 2023, 05:10, Available at: https://cutt.us/t0p21.

[23] Eric Schmitt, U.S. Strikes Iranian-Linked Targets in Syria, The New York Times, 26 October 2023, Accessed: 28 June 2023, 01:00, Available at: https://cutt.us/NEktv.

[24] أمير عبد اللهيان يدعو واشنطن لوضع حد للإبادة الجماعية في فلسطين، قناة العالم، 26 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 07:35، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/Sg4aB.

[25] المرجع السابق.

[26] حرييت”: أردوغان يعتزم الدخول على خط التسوية بين إسرائيل وفلسطين، روسيا اليوم، 09 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 29 أكتوبر 2023، 04:00، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/DcL8E.

[27] أردوغان: سنواصل جهود تأمين هدنة إنسانية ثم إحلال استقرار دائم بغزة، وكالة الأناضول، 18 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 08:05، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/9oNq7.

[28] أردوغان: المجتمع الدولي لا يقوم بواجبه حيال هجمات إسرائيل على غزة، وكالة الأناضول، 24 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 أكتوبر 2023، 10:13، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/zmXsW.

[29] فيدان: على البلدان الإسلامية بالمنطقة ضمان وجود الشعب الفلسطيني، وكالة الأناضول، 18 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 26 أكتوبر 2023، 08:00، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/Mzyqi.

[30] أردوغان: سنواصل جهود تأمين هدنة إنسانية ثم إحلال استقرار دائم بغزة، مرجع سابق.

[31] فيدان: أي عملية برية في غزة ستتحول إلى مجزرة، وكالة الأناضول، 25 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 أكتوبر 2023، 10:15، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/HVCJZ.

[32] أردوغان يعلن إلغاء زيارة مزمعة إلى إسرائيل، وكالة الأناضول، 25 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 أكتوبر 2023، 10:20، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/0y5pQ.

[33] أردوغان لأوروبا: كم طفلا يجب أن يموت حتى تطلبوا وقف النار في غزة؟، وكالة الأناضول، 26 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 أكتوبر 2023، 10:55، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/BlTSs.

[34] أردوغان يعلن إلغاء زيارة مزمعة إلى إسرائيل، مرجع سابق.

[35] أردوغان: سنواصل جهود تأمين هدنة إنسانية ثم إحلال استقرار دائم بغزة، مرجع سابق.

[36] ألطون يؤكد أهمية المركز التركي لمكافحة التضليل، وكالة الأناضول، 23 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 أكتوبر 2023، 10:00، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ucx9n.

[37] المركز التركي لمكافحة التضليل يفند مزاعم “تدمير حماس كهرباء غزة”، وكالة الأناضول، 24 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 أكتوبر 2023، 10:02، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/55HfZ.

[38] أردوغان يستقبل رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، وكالة الأناضول، 22 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 25 أكتوبر 2023، 06:40، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/qWjso.

[39] ماليزيا: رغم المخاطر سنواصل تسليط الضوء على محنة الفلسطينيين، وكالة الأناضول، 22 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 25 أكتوبر 2023، 06:43، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/fpajM.

[40] السيسي ورئيس وزراء ماليزيا يؤكدان ضرورة استمرار المساعدات إلى غزة، وكالة الأناضول، 23 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 25 أكتوبر 2023، 06:50، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/0M3aM.

[41] قمة الخليج و”الآسيان” تدعو لإعادة الخدمات لغزة ووقف دائم لإطلاق نار، وكالة الأناضول، 20 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 25 أكتوبر 2023، 06:25، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/nUzLG.

[42] الصين: ندعم المطالب المشروعة للدول العربية والمسلمة بشأن فلسطين، وكالة الأناضول، 22 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 25 أكتوبر 2023، 06:35، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/2i7eN.

[43] باكستان ترسل 100 طن مساعدات إغاثية لإيصالها إلى غزة، وكالة الأناضول، 19 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 25 أكتوبر 2023، 06:05، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/5yhU8.

[44] الرئيس يتلقى اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء باكستان، وكالة وفا للأنباء، 21 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 25 أكتوبر 2023، 06:10، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/uQqPS.

[45] الجيش الباكستاني يدعو لوقف الاشتباكات في غزة “فوراً”، وكالة الأناضول، 25 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 25 أكتوبر 2023، 06:15، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/CVD5k.

[46] JULIA LAU, The Implications of the Israel-Gaza Conflict on Indonesia, fulcrum, 19 October 2023, Accessed: 25 October 2023, 09:30, Available at:  https://cutt.us/dTIYm.

[47] Southeast Asian nations call for ceasefire in Gaza after hospital bombing, Benar News, 18 October 2023, Accessed: 25 October 2023, 09:00, Available at: https://cutt.us/KydX8.

[48] عبداللهيان يؤكد على بذل الجهود لإنهاء الإبادة الجماعية للفلسطينيين، مرجع سابق.

[49] Laila Afifa, Indonesia Calls for ‘Thorough UN Reform’ for Slow Response on Gaza, Tempo, 24 October 2023, Accessed: 25 October 2023, 11:20, Available at: https://cutt.us/fAMIn.

[50] Laila Afifa, Indonesia Urges UN to Hold Emergency Special Session on Gaza, Tempo, 25 October 2023, Accessed: 25 October 2023, 11:40, Available at: https://cutt.us/wm04x.

[51] منظمة التعاون الإسلامي تدين استهداف الاحتلال الاسرائيلي للمدنيين داخل كنيسة في قطاع غزة، موقع منظمة التعاون الإسلامية، 25 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 28 أكتوبر 2023، 11:30، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/SKp0B.

[52] منظمة التعاون الاسلامي: هجوم اسرائيل على خطاب الأمين العام للأمم المتحدة ابتزاز سياسي مرفوض، موقع منظمة التعاون الإسلامية، 25 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 28 أكتوبر 2023، 11:35، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/RxUNi.

[53] ” التعاون الإسلامي” تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الاسرائيلي وتشدد على ضرورة تأمين الاغاثة العاجلة والحماية الدولية للشعب الفلسطيني، موقع منظمة التعاون الإسلامية، 27 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 28 أكتوبر 2023، 11:40، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/mAacH.

[54] شيخ الأزهر يوجِّه بتسيير قافلة إلى غزة من 18 شاحنة محملة بالأدوية والمواد الغذائية والإغاثية، صفحة الأزهر على الفايس بوك، 24 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 28 أكتوبر 2023، 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/rWT4m.

[55] بيان شيخ الأزهر، صفحة شيخ الأزهر على فايس بوك، 26 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 29 أكتوبر 2023، 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/USSlr.

[56] Yann Tessier, Hundreds of thousands rally across cities to support Palestinians, Reuters, 28 October 2023, Accessed: 29 October 2023, 12:20, Available at: https://cutt.us/cQ94b.

[57] جابر عمر، حراك شعبي وسياسي في تركيا ضد إسرائيل ودعماً لغزة، 24 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 29 أكتوبر 2023، 12:30، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/j55qV.

[58] المظاهرات تعم المدن التركية احتجاجًا على هجمات إسرائيل على غزة، وكالة الأناضول، 28 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 29 أكتوبر 2023، 12:55، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/mX6jt.

[59] انطلاق فعاليات “تجمع فلسطين الكبير” في إسطنبول، وكالة الأناضول، 28 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 29 أكتوبر 2023، 12:58، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ppkcp.

[60] أكبرها بلندن وإسطنبول.. مظاهرات حاشدة دعما لغزة تجتاح مدنا عربية وغربية وإسلامية، الجزيرة نت، 28 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 29 أكتوبر 2023، 01:01، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/RFtf4.

[61] المرجع السابق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى