مواقف وردود فعل الصحافة العالمية من الحرب على غزة

مقدمة:

استمرارا للجهد الرصدي بالأساس والتحليلي الأولي، للسلسلة التي عنونت “مواقف وردود فعل الصحافة العالمية من الحرب على غزة”، والتي صدر الجزء الأول منها مغطيا الأيام الخمسة الأولى للحرب[1]، يأتي هذا الجزء مغطيا الفترة من ١٢ وحتى ٢٠ أكتوبر، بعد مضي أسبوعين على بدء عملية طوفان الأقصى والحرب الشرسة من قبل إسرائيل على غزة، فإن عملية رصد الصحافة الأجنبية حول الأحداث تبدو أكثر إرهاقا ومشقة، حيث الإغراق في تحليل الأسباب والتطورات والسيناريوهات والبحث عن حلول، وكذلك تضيف مجازر الاحتلال مشقة نفسية أخرى للمتابع؛ سواء من حيث سقوط العديد من تلك الصحف والمواقع في تحيزات شديدة ومقيتة للرواية الإسرائيلية، أو حتى تزييفها للتاريخ وكأنه بدأ مع تأسيس إسرائيل، وقلب الحقائق، والدعم الغربي غير المسبوق لإسرائيل ماليا ودعائيا، مع هامش قليل لنقد إسرائيل وسياستها باعتبارها السبب في هذه الأزمات الممتدة، لكن نحاول جاهدين أن ننحي هذا جانبا بعض الشيء ونعرض بعض تلك التقارير والتحليلات والمقالات المهمة على اختلاف مصادرها وكتابها، عبر محاولة تصنيفها موضوعيا على النحو التالي:

حديث التحذيرات لإسرائيل من الحرب البرية وتوسع نطاق الحرب:

تشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن الخسائر الفلسطينية الكبيرة الناجمة عن الهجوم البري المتوقع ستثير إيران وتؤجج توترات أوسع، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الجارديان، قالت الصحيفة إن وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين، سيقوم بمحاولة أخيرة للحد من تأثير هجوم إسرائيلي شامل كارثي محتمل على غزة، وسط مخاوف من ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين المرعب والمحبِط بالفعل وإثارة تدخل إيران أو وكلائها. وفي إشارة إلى التوترات، حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأحد: «إذا لم تتوقف الاعتداءات الصهيونية، فإن أيدي جميع الأطراف في المنطقة على الزناد».[2]

ضمن هذه التحذيرات أيضا يأتي تقرير لصحيفة الإيكونوميست يشير إلى أن أنفاق حماس تحت غزة -باعتبارها إحدى أدوات حركة حماس الأساسية،-ستكون ساحة الحرب الرئيسة لإسرائيل؛ وهي حرب ستكون مرعبة وخانقة وبطيئة؛ حيث تفرض الحرب في الأنفاق صعوبات عدةً أكثر من تلك التي في القتال الحضري مثل: تقييد الرؤية، والمواقع المعزولة، وصعوبة الاتصالات. وتواجه القوات التي تطهر الأنفاق ظروفًا مادية ومخاطر تكتيكية صعبة مثل الأفخاخ المتفجرة. ومنذ سيطرتها على القطاع وبعد انسحاب إسرائيل في عام 2005، نجحت حماس في بناء شبكة مذهلة تحت الأرض، ومنذ ذلك الحين توسعت الشبكة إلى أكثر من 500 كيلومتر في طولا وفقًا لحماس، متجاوزة بكثير منطقة غزة فوق الأرض. وفي حين اكتسبت إسرائيل خبرة في قتال الأنفاق وطورت تقنيات جديدة، ستظل شبكة حماس الواسعة تتطلب سنوات من الجهد المستمر لرسم خرائط كاملة وتفكيكها وفقًا للمحللين العسكريين. وتشكل الأنفاق أساسًا ثمينًا غير تقليدي لدفاع حماس عن غزة.[3]

فيما يشير تحليل لصحيفة هآرتس إلى أنه لا يمكن أن تنتهي الحرب الحالية ضد حماس بدون خطة خروج تضمن نظامًا جديدًا في قطاع غزة، حتى لو نجحت إسرائيل في تحقيق جميع أهدافها المعلنة. وتناول التحليل مدى جدوى ونجاعة الخطة الإسرائيلية لسحق حركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية، وإذا كانت خطة عمل الجيش الإسرائيلي في غزة تستند إلى هدف رئيس واحد؛ هو تدمير قدرات حماس ومحو احتمالية انتعاشها كقيادة محلية في غزة، فتُعد تلك خطة طموحة وضرورية وفق التحليل، لكن من المرجح أن يكون ثمنها باهظًا للغاية ونتائجها غير مضمونة، على افتراض أنها ممكنة تمامًا. وحتى لو ضعفت حماس، يمكن للجماعات المسلحة الأخرى مثل الجهاد الإسلامي الفلسطيني أو جماعات المقاومة الشعبية الجديدة استعادة أو زيادة قوتها بين الفلسطينيين في غزة المحبطين من الوضع الراهن. وأضافت الصحيفة أن الحصار والانهيار الاقتصادي في غزة يولدان الغضب واليأس اللذين تستغلهما الجماعات المسلحة لتجنيد أعضاء جدد؛ لذا فإن الأمن الدائم يتطلب حلولًا سياسية واقتصادية شاملة لمعالجة المشاكل الأساسية. وبدون أفق سياسي يلبي التطلعات الوطنية الأساسية للفلسطينيين، من المرجح أن تستمر المقاومة بشكل ما في الظهور من غزة، مما يشكل مخاطر حتى لو أدت العملية الحالية إلى تدهور كبير في مقدرات حركة حماس، إذ يعتمد الاستقرار الدائم على السعي للتوصل إلى اتفاق تفاوضي”[4].

ويشير تقرير للواشنطن بوست بعنوان كيف يمكن أن تبدو الحرب البرية في غزة،  إلى أن كارثة إنسانية إقليمية ودولية قد تنتج عن الحرب البرية، فقد أدى الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة إلى زوال كل وقوده وقوته تقريبا، فالغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية تنفذ، بالإضافة لذلك قد تحول العملية كل سكان القطاع إلى انتحاريين أو مقاتلين محتملين لجيش إسرائيل وستستغرق المعركة وقتا وتصبح مكلفة جدا لإسرائيل[5].

ويشير تحليل لقناة بي بي سي إلى أن هدف مسح حماس من على وجه الأرض الذي أعلنه نتنياهو وقادة إسرائيليين هو هدف بعيد المنال؛ إذ إن الحرب البرية تعني حربا من منزل إلى منزل وفي الضواحي والحقول والأحراش؛ وهي مهمة صعبة للغاية وأقصى ما يمكن قوله أن العملية قد تحقق الحد من قدرات حماس العسكرية وتدميرها جزئيا، والمهمة محفوفة بمخاطر جمة؛ فكتائب عز الدين القسام لابد أنها استعدت لهجوم إسرائيلي؛ بحيث سيتم وضع العبوات الناسفة والكمائن المعدة جيدا، يمكنها استخدام شبكتها الواسعة من الأنفاق لمهاجمة القوات الإسرائيلية، في عام 2014 ، تكبدت كتائب المشاة الإسرائيلية خسائر فادحة من الألغام المضادة للدبابات والقناصة والكمائن ، بينما قتل مئات المدنيين في القتال في حي شمالي مدينة غزة.[6]

حديث التهجير وأزمة النازحين:

وفي هذا الإطار فإن حديث معظم الصحف يدور حول سيناريو تهجير الفلسطينيين لسيناء والأردن وإعادة إحياء مشروع الترانسفير مثلما حدث في ١٩٤٨؛ بحيث تتخلص إسرائيل من مسئوليتها عن الفلسطينيين باعتبارها قوة احتلال، وترحيل المشكلة لمصر والأردن مقابل بعض المزايا المالية والاقتصادية لكلا البلدين مثلما هو مخطط له في صفقة القرن. وعلى سبيل المثال فإن الرفض الظاهر لنظام السيسي لخطة التهجير تلك يضع مصر أمام معضلة كبرى؛ حيث تمارس ضغوط أمريكية إسرائيلية واضحة لإتمام هذه العملية فيما يستعرض النظام مقاومته لمغازلة الداخل واستغلال الأزمة بشكل واضح في تجديد شرعيته؛ وهو ما تشير إليه عدة تقارير منها تقرير المجلس الأطلسي الذي يرى أن الحرب الإسرائيلية على حماس تضع مصر أمام معضلة صعبة؛ حيث يواجه السيسي موقفًا صعبًا للغاية حيال ما يحدث في غزة وهو أمام خيارين أحلاهما مر؛ فإما سيرضخ أمام الضغوط الأمريكية والإسرائيلية ويقبل بفتح المعبر للنازحين؛ وهو ما يرفضه المصريون بشدة، وإما يظل ثابتا على موقفه ويخاطر بمقتل آلاف المدنيين في غزة. وفي كلتا الحالتين فهو أمام معضلة محيرة؛ ومع مطالبته بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين على الفور، إلا أنه اتخذ إجراءات لمنع دخول الفلسطينيين خوفا من موجة نزوح كبيرة، فيما حذرت إسرائيل مصر من إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة، وهددت بمهاجمة أي شاحنات تحمل مواد غذائية وإمدادات طبية إلى الأراضي المحاصرة. لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق للسلطات المصرية هو الدعوة التي وجهها ريتشارد هيشت، المتحدث الدولي باسم الجيش الإسرائيلي، في 10 أكتوبر إلى سكان غزة للهروب من العنف بالتوجه إلى مصر عبر معبر رفح[7].

فيما عنونت صحيفة الإيكونومست تقريرا لها بـ”هل يمكن إقناع مصر بقبول لاجئي غزة ؟” حيث توفر الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مصر مجال نفوذ للأطراف التي تحاول إقناعها بقبول اللاجئين الفلسطينيين مقابل توفير حوافز اقتصادية تساعدها على الخروج من أزمتها، وفق ما يخلص التقرير بحيث يمكن لإنقاذ محتمل لاقتصاد مصر المثقل أن يوفر وسيلة لممارسة الدبلوماسيين النفوذ اللازم لإقناع السيسي الأجانب وسيلة للنفوذ، وتلفت الصحيفة إلى أن الاقتصاد المصري يعاني من ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة ورفض صندوق النقد الدولي صرف المزيد من القروض بسبب عدم وفاء مصر بشروط الصندوق[8].

وفي نفس السياق يخلص تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال إلى أن  مصر تدرس السماح للأجانب والفلسطينيين بالعبور من قطاع غزة إلى مصر وسط ضغوط شديدة لتوفير ملاذ آمن للفلسطينيين خلال حملة القصف الإسرائيلية المستمرة والاجتياح البري المتوقع لغزة[9].

كما سلط تقرير لصحيفة الجارديان الضوء على تحريك مصر لقواتها باتجاه الحدود مع تصاعد القلق من دفع الفلسطينين للخروج من غزة إلى سيناء، وقالت الصحيفة البريطانية إن مصر تُكثف وجودها العسكري عند معبر رفح الحدودي مع غزة، مع تصاعد المخاوف من أن إسرائيل تعتزم دفع مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين عبر الحدود إلى صحراء سيناء، وقالت القاهرة إن طرد الكثير من الفلسطينيين من ديارهم سيكون انتهاكًا للقانون الدولي، وخطرًا على الأمن القومي لمصر التي تواجه أزمة اقتصادية طاحنة. ويخشى الفلسطينيون أنفسهم والدول العربية الأخرى من عدم السماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم[10].

كذلك تشير بلومبرج إلى أن مصر ترفض أي محاولة لنقل فلسطينيي غزة إلى سيناء، وأن لديها مخاوف جدية؛ حيث أعرب السيسي عن رفضه القاطع لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مشيرًا إلى صحراء النقب بدلًا من ذلك. حظي الرفض المصري لمحاولات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بتغطية واسعة في الصحافة الأجنبية وسط ضغوط مكثفة على مصر لقبول بدخول الفلسطينيين إلى سيناء؛ إذ قال السيسي: «إذا كانت هناك خطة للنزوح فهناك صحراء النقب في إسرائيل. يمكنهم نقل الفلسطينيين إلى هناك حتى تنفذ إسرائيل خطتها المعلنة لتدمير حماس». كما أشار السيسي إلى أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء «يعني نقل فكرة المقاومة وفكرة القتل من قطاع غزة إلى سيناء وستصبح سيناء قاعدة للعمليات الإرهابية ضد إسرائيل، وفي هذه الحالة، سيكون من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها». ويُنظر إلى فكرة أن تصبح سيناء وطنًا -ولو مؤقتًا- للفلسطينيين على أنها تهديد لأمن مصر، وشيء من شأنه أن ينهي الآمال في حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين[11].

وفي محاولة أخرى لصرف النظر عن فكرة التهجير لسيناء، وفي مواجهة الضغوط الأوروبية والأمريكية، أشارت مصر إلى أوروبا أو صحراء النقب كأماكن لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين بدلًا من سيناء، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة جلوبز[12].

أزمة معبر رفح والأجانب العالقين والمساعدات والعلاقات المصرية الإسرائيلية:

وفي هذه الأزمة فإننا إزاء خطاب واضح للإدارة الأمريكية والحكومات الغربية بضرورة إجلاء رعاياها؛ سواء من إسرائيل أو غزة، ومع وجود فلسطينيين مجنسين بجنسيات تلك البلدان نجد أنها في معضلة أخلاقية؛ إذ تدافع فقط عن أولئك الإسرائيليين مزدوجي الجنسية وضرورة إطلاق صراحهم باعتبارهم محتجزين لدى حماس، فيما هذه البلدان لا تستطيع الضغط على إسرائيل لقبول فتح معبر رفح لخروج الأجانب الموجودين أمام المعبر وكأنها تميز بين مواطنيها على أساس جنسيتهم الأولى وعلى اساس موقفهم من الحرب.

وفي السياق نفسه، فإن تقريرا للإندبندنت يشير لسوء فهم واضح يترك مواطنين أمريكيين عالقين عند معبر رفح؛ إذ شجعت وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين على المغادرة عبر معبر رفح مع مصر، لكن الحدود لا تزال مغلقة بعد رفض السلطات المصرية عبور المواطنين الأمريكيين فقط دون السماح بدخول المساعدات، وفق ما يخلص تقرير للصحيفة؛ إذ يقدر أن هناك ما يقرب من 500-600 أمريكي فلسطيني في غزة، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية. وكان مسئولون أمريكيون قد قالوا إن المعبر الحدودي بين غزة ومصر سيفتح من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة 5 مساءً يوم ١٤ أكتوبر؛ وهو ما لم يحدث لربط القاهرة بين خروج الأجانب ودخول المساعدات الإنسانية[13]. من جانبه، نقل موقع المونيتور الأمريكي عن مسؤولين مصريين قولهم إنهم لن يسمحوا للأجانب بالخروج من غزة عبر معبر رفح الحدودي حتى يُبرم اتفاق بشأن تسليم المساعدات[14].

فيما تشير تقارير إلى أن الصراع الأخير في غزة يثير تخوفا من أن يضع علاقات مصر مع إسرائيل على المحك، فبعد أكثر من أربعة عقود من إبرام اتفاق سلام بارد، لا يزال هناك خلاف بين مصر وإسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، فقد تدهورت العلاقات المصرية الإسرائيلية تدهورًا حادًا بعد أن استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي معبر غزة الحدودي مع مصر ثلاث مرات على الأقل، مما تسبب أيضًا في إلحاق أضرار بالجانب المصري من الحدود وانتقدت مصر إسرائيل بسبب الضربات وطالبتها بوقفها، ولسوء حظ مصر، جاءت الأزمة التي تواجهها بشأن العلاقات مع إسرائيل والضغط الغربي الذي تتعرض له لتبني سياسات أكثر انسجامًا مع سياسات إسرائيل بشأن غزة وسط أزمة اقتصادية حادة، أن الاختلافات بين الجارتين هذه المرة جوهرية وتتركز على مجموعة من القضايا الشائكة. وإذا تعرضت العلاقات لقطيعة دائمة، فإن التداعيات على مصر وإسرائيل والمنطقة وخارجها ستكون لا تحصى. ومما يثير القلق بالقدر نفسه أن العلاقات الحيوية بين مصر والولايات المتحدة -الداعم الاقتصادي الرئيس لها منذ عقود وأقرب حليف لإسرائيل- قد تتعرض لخطر جسيم إذا كان هناك انهيار كامل في العلاقات مع الإسرائيليين[15].

ووفق ما يخلص تقرير لصحيفة الإيكونوميست، فمن الضروري بمكان أن تنجح دبلوماسية أنتوني بلينكن المكوكية على نحو عاجل وأن تُثمر في نهاية المطاف فتحًا لمعبر رفح لإنقاذ أرواح المدنيين الفلسطينيين، ولا تزال إسرائيل مصممة على تدمير حماس. وستكون حرب المدن دموية وشديدة. وما من شك في أن أمرًا مروعًا على وشك أن يتكشف، ولهذا السبب، بدءًا من الأمين العام للأمم المتحدة، يجري البحث عن طرق لإنقاذ الأرواح؛ سواء داخل غزة أو بمنع انتشار القتال إلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، ودعت الصحيفة إلى فتح معبر رفح بين غزة ومصر للسماح للفلسطينيين بالفرار مؤقتًا من القتال العنيف واللجوء إلى مصر أو شبه جزيرة سيناء.[16]

بنفس السياق يخلص تقرير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أنه على الرغم من أن معبر رفح لا يزال مغلقًا، إلا أن القاهرة تعزز الوجود العسكري في سيناء على طول حدود غزة، وتحدد مواقع لإيواء الفلسطينيين النازحين[17].

ويشير تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز، إلى أن القاهرة «غاضبة حقًا» من الضغوط الغربية لفتح معبر رفح أمام اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الهجوم الإسرائيلي، وتستهل الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن القلق في مصر يتصاعد من أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة ستنتشر عبر حدودها، وذلك في ضوء هجر مئات الآلاف من الفلسطينيين منازلهم في شمال غزة وفرارهم إلى جنوب القطاع، والخوف الأساسي للقاهرة هو أنه كلما استمر الهجوم الإسرائيلي على غزة، زادت الضغوط على مصر لقبول تدفق اللاجئين إلى سيناء[18].

فيما يشير تقرير لبي بي سي، إلى أن إحجام مصر الحالي عن فتح المعبر دون شروط وضمانات واضحة يتعلق أكثر بمحاولة تجنب النزوح الجماعي للفلسطينيين من غزة، وتخشى السلطات المصرية تدفقًا كبيرًا من سكان غزة – الذين سيكونون مسؤولين عنهم بعد ذلك، إلى أجل غير مسمى.لا تريد مصر أن تلعب أي دور فيما يمكن أن يرقى إلى إعادة توطين دائمة لمئات الآلاف من الفلسطينيين من غزة.[19]

وأشار موقع أكسيوس إلى موافقة مشروطة من إسرائيل على دخول مساعدات إنسانية إلى غزة من مصر بعد ضغوط أمريكية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن موافقة الحكومة الإسرائيلية على دخول المساعدات لغزة، وحذر الحكومة الإسرائيلية من ارتكاب خطأ في التقدير قد يؤدي إلى أخطاء مماثلة ارتكبتها الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر، وقال بايدن إنه يرحب بالقرار وشدد على تعليق المساعدات إذا حاولت حماس السيطرة عليه، ولم يتضح متى سيسمح للمساعدات بدخول معبر رفح بين غزة ومصر وفق ما جاء في تقرير للموقع.[20]

حديث الاصطفافات والبحث عن إدانة وعزل لحماس والوساطة:

حيث تشير الكثير من التصريحات الأوروبية والأمريكية إلى أن المسئولين الأوروبيين والأمريكيين يتبنون بشكل واضح الرواية الإسرائيلية عن الحرب واعتبار حماس حركة إرهابية يجب إدانتها عربيا ودوليا من منطق من ليس معنا فهو ضدنا، فقد أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن واشنطن تسعى لعزل حماس بينما تعمل مع مصر وقطر لاستعادة الأسرى والإجلاء، تحث الولايات المتحدة الدول العربية على إدانة حماس وقطع الاتصال بقيادتها السياسية، في إطار حملة دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة تُجدد ظهور خطوط الصدع في الشرق الأوسط، وفق ما يخلص تقرير للصحيفة.[21]

في هذا الصدد، سلط تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الضوء على ما تصفه الصحيفة بمقاومة مصر والسعودية لمحاولة وزير الخارجية الأمريكي إقناع البلدين بشأن تبني وجهة النظر الأمريكية لعملية طوفان الأقصى باعتبارها حربا بين حماس وإسرائيل مع محاولة انتزاع إدانة واسعة إقليميا لحماس باعتبارها حركة “إرهابية” وباعتبار إسرائيل تدافع عن نفسها في مواجهة هذا الإرهاب.[22]

من جانبها، قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن الرئيس المصري انتقد سياسة «العقاب الجماعي» الذي تمارسه إسرائيل في القطاع، وأضافت أن السيسي يقاوم قبول الفلسطينيين على أراضيه.  ونقلت الصحيفة العبرية عن الرئيس المصري قوله في لقاء يوم الأحد مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن رد إسرائيل في غزة «تجاوز» حقها في الدفاع عن النفس وأصبح عقابًا جماعيًا.[23]

ووفق ما يخلص تقرير نشره موقع المونيتور لا تزال المساعدات الإنسانية عالقة بالقرب من معبر رفح مع استمرار رفض إسرائيل السماح بإدخال المساعدت إلى غزة في ظل حصار كامل تفرضه على القطاع.[24]

في هذا السياق جرى الحديث عن عدة وساطات، حيث استعرض تقرير لوكالة بلومبرج المساعي المصرية لاستضافة قمة إقليمية ودولية لبحث القضية الفلسطينية وسُبل حل الأزمة وتكثف الحكومة المصرية الاتصالات مع منظمات الإغاثة الإقليمية والدولية من أجل إيصال المساعدات اللازمة في قطاع غزة، بحسب البيان الذي تضمن القرارات التي اتخذتها مصر بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي في البلاد.[25]

ووفق مبادرة مصرية أمريكية أشار لها تقرير لصحيفة واشنطن إكزامينر قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن معبر رفح الحدودي سيعاد فتحه بعد اجتماعه يوم الأحد مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقال بلينكن للصحفيين في القاهرة يوم الأحد «رفح سيُفتح المعبر، ونضع – مع الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل وآخرين – الآلية التي يمكن من خلالها الحصول على المساعدة وإيصالها إلى الناس الذين يحتاجون إليها».[26] لكن مع الأسف فإن المعبر ظل مغلقا حتى منتصف نهار السبت ٢١ أكتوبر أي أن إسرائيل عطلت الآلية المتفق عليها أسبوعا كاملا فارضة حصار غير مسبوق على القطاع ثم سمحت فقط بمرور ٢٠ شاحنة تحمل خمسين طنا فقط من المساعدات دون موافقة على إدخال الوقود وهي لا تتجاوز اثنين في الألف من احتياجات القطاع.

لكن لا تزال مصر مترددة في استقبال الفلسطينيين الذين يسعون إلى الفرار من غزة بينما تستعد إسرائيل لهجوم انتقامي ضد حماس، ولا تزال الآمال في وقف إطلاق النار بوساطة القاهرة سابقة لأوانها، وفق ما يخلص مقال للكاتب ستيفن كوك نشره مجلس العلاقات الخارجية ويرى الكاتب أن السيسي يحرص على توخي الحذر في كيفية إدارته للصراع نظرًا لعدم شعبيته وسط الأزمة الاقتصادية في مصر، والمشاعر الواسعة المؤيدة للفلسطينيين بين الجمهور المصري. وهو لا يحظى بشعبية بسبب سوء تعامله مع الاقتصاد المصري، وهو يعلم بالتأكيد أن مجموعة متنوعة من المنظمات المشاركة في انتفاضة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك نشأت في مجموعات تضامن مؤيدة للفلسطينيين ظهرت خلال الانتفاضة الثانية.[27]

تحدثت بي بي سي عن تأزم رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط مع مقتل المئات في غارة جوية على مستشفى المعمداني في غزة، وأشار موقع القناة إلى تباين في تناول الصحافة الأجنبية لقصف مستشفى المعمداني مع تركيز على أعداد الشهداء وحجم الدمار والإدانة الواسعة للقصف مع ذكر الرواية الإسرائيلية في مقابل الرواية الفلسطينية ففيما أبرزت بعض الصحف نفي إسرائيل واتهامها حركة  الجهاد، أشار بعضها إلى أن القصف هو نتيجة غارات إسرائيلية، ولفتت الشبكة البريطانية إلى أن هذا التصعيد يلقي بظلاله على زيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ويجعل التفاوض على وقف إطلاق النار أو اتفاق السلام أمرًا صعبًا للغاية.[28] من جانبها وصفت شبكة إن بي سي نيوز القصف بـ «المذبحة»، لافتة إلى أن الجانب الإسرائيلي والفلسطيني تبادلا اللوم  في الهجوم المدان على نطاق واسع على المستشفى.[29]

بدورها أبرزت صحيفة ديلي ميل تصريحات الرئيس الأمريكي التي قال فيها إنه «غاضب» و «حزين» للهجوم على مستشفى غزة الذي خلف ما لا يقل عن 500 قتيل، وتعهد بمعرفة من يقف وراء القصف، وجاءت تلك التصريحات بينما كان في طريقه إلى تل أبيب، وهي الرحالة التي ضربتها حالة من الفوضى: فقد ألغي اجتماع مقرر في العاصمة الأردنية عمان مع ملك الأردن ورئيسي مصر وفلسطين.[30]

ووفق ما يخلص تقرير لموقع أفريكا ريبورت، تحاول مصر معالجة الفوضى الإقليمية الناجمة عن القصف الجوي الإسرائيلي لغزة وتأمل أن تساعد إسرائيل في تسهيل المساعدات الإنسانية، بينما تهدف أيضًا إلى محاولة الحيلولة دون تفاقم عدم الاستقرار داخل حدودها في منطقة سيناء المضطربة.[31]

وتشير لوس أنجلوس تايمز إلى أن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يحاولون التوصل إلى حل وسط، في حين لا يدعم الحلفاء العرب الرئيسيون للولايات المتحدة حماس أو هجومها على إسرائيل، إلا أنهم يعارضون أيضًا أجندة الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل بلا تحفظ في هجوم مضاد ضخم من المحتمل أن يودي بحياة آلاف المدنيين الفلسطينيين، وفق ما يخلص تقرير للصحيفة. أزمة بهذا الحجم، أعادت تركيز انتباه حكومات عدة وخاصة مواطنيها إلى القضية، مع التأكيد على الهوة بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب، ورغم عدم وجود دعم كبير لحماس بين قادة المنطقة والذي يكرهون داعميها الأساسيين – إيران وجماعة الإخوان – لا يمكن النظر إلى قادة المنطقة على أنهم يديرون ظهورهم للنضال الأوسع من أجل الاستقلال الفلسطيني، لأن القضية لا تزال مقدسة في الشارع العرب العادي.[32]

وتشير بعض التقارير إلى وساطة قطرية محتملة بحكم علاقة قطر بحماس واستضافتها للمكتب السياسي لها، ويشير تقرير لموقع ذي أتلانتك إلى أن تلك الوساطة المنتظرة هي من التبعات الوشيكة لعلاقات قطر مع الجماعات الإسلامية، إذ مَكَّن تدليل قطر للجماعات الإسلامية مثل طالبان وحماس في بعض الأحيان من جعلها وسيطًا دبلوماسيًا. الآن هذه الروابط لها تبعاتها، كانت قطر منذ فترة طويلة شريكًا رئيسًا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفي الأزمة الحالية، لم تبد مصر ولا تركيا حماسًا للعب دور الوسيط مع حماس،  لذا تحاول قطر الحفاظ على موقعها المميز باعتبارها محاورًا مفيدًا لكلا الجانبين لكن هذه الميزة الدبلوماسية قد تكون قصيرة الأجل. وبعد انتهاء عملية احتجاز الرهائن – سواء انتهت بمأساة أو بإطلاق سراح متفاوض عليه ينطوي على تبادل محتمل للسجناء – من المرجح أن تواجه قطر ضغوطًا وانتقادًات شديدة.[33]

حديث التبعات السياسية والاقتصادية:

وفق ما يخلص تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز تجلب الحرب المستعرة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تداعيات اقتصادية على دول الجوار، إذ ترتفع تكاليف الاقتراض للأردن ومصر حيث يتعرض المستثمرون لمخاطر أكبر لشراء سنداتها. منذ 6 أكتوبر، قفز العائد على السندات الأردنية المقومة بالدولار لعام 2030 من 8.5 في المائة إلى 9.45 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر من العام الماضي. وتتحرك العائدات عكسيا مع الأسعار. كذلك تعرضت ديون مصر لضغوط متجددة على الرغم من هبوطها بالفعل إلى مناطق متعثرة. وانخفض سعر السندات الدولارية المستحقة في عام 2031 من 53 سنتًا إلى 51 سنتًا منذ 6 أكتوبر، مما زاد الضغط على دولة تواجه عقبات في إعادة تمويل الديون في السنوات المقبلة. كما أن أزمة اللاجئين لن تؤدي إلا إلى زيادة مشاكل مصر، على الرغم من أنه من المفارقات أنها قد تستفيد من المانحين الدوليين في حالة حدوث ذلك.[34]

كما يشير تقرير نشرته أفريكا ريبورت إلى  احتمالية أن تُشكل الاضطرابات الإقليمية وتفاقم المشاكل الاقتصادية تهديدًا للحكومات في شمال إفريقيا، وخاصة مصر، وبقية دول القارة الأفريقية، فإلى جانب سوء الإدارة الاقتصادية وفساد النخبة، كان فشل الحكومات الإقليمية في دعم القضية الفلسطينية أحد العوامل المساهمة في تأجيج احتجاجات الربيع العربي في عام 2011 التي أطاحت بسلف السيسي العسكري حسني مبارك، بالنظر إلى تصميم إسرائيل على القضاء على حماس فليس من الممكن جلب مصر للتوسط في وقف إطلاق النار كما أنه لا يبدو من المحتمل أن يقتصر القتال على غزة وتتطور الأحداث في الضفة ويستعد حزب الله للانضمام إلى الصراع إلى جانب حماس شمال الحدود الإسرائيلية في لبنان. وكونه مدعومًا بشدة من إيران وممولًا من شبكات تهريب الذهب والماس في إفريقيا، انتقل حزب الله من وضعه كميليشيا شيعية إلى واحدة من أقوى القوات المقاتلة في المنطقة. ومع امتلاكه الصواريخ الموجهة بدقة والصواريخ بعيدة المدى المضادة للسفن في مستودع أسلحته، كان جنود الحزب من بين الأكثر فعالية في حروب اليمن وسوريا والعراق. ويتحدث بعض قادة حزب الله بثقة عن خطط لعبور الحدود إلى إسرائيل. وهذا من شأنه أن يجعل الصراع إقليميًا بشكل قاطع، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة خارج سيطرة حزب الله وإيران. وقد يجبر دخول حزب الله الأنظمة العربية في المنطقة على الانحياز، مما يؤدي إلى مزيد من الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل والغرب، وتجنيد المزيد من المقاتلين الشباب من المنطقة لقضيتها. وليس هناك ما يشير إلى أن حلفاء إيران في بكين أو موسكو يريدون منها تأجيج مثل هذه الحرب الإقليمية، لكن كلاهما قدم دعمًا خطابيًا للقضية الفلسطينية. كما أن الصين، التي توسطت في اتفاق سلام تاريخي بين إيران والمملكة العربية السعودية في مارس، تتعامل الآن مع معظم دول المنطقة أكثر من الولايات المتحدة. وقال وزير خارجية بكين وانغ جي إنه يرسل مبعوثًا خاصًا للضغط من أجل مفاوضات السلام.[35]

كثفت صحف أجنبية عدة اهتمامها بالدعوات الموجهة لمصر لاستقبال النازحين الفلسطينيين، مقرونة بضغوط اقتصادية واضحة، ويكشف موقع أكسيوس رسالة من مشرعين أمريكيين لمصر تطالبها بقبول نزوح الفلسطينيين، ولفت الموقع إلى أن الرسالة الموجهة إلى السفير المصري لدى الولايات المتحدة معتز زهران، والتي حصلت أكسيوس على نسخة منها، تدعو مصر إلى «العمل بشكل عاجل» مع الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى «لإنشاء وصيانة مناطق آمنة في جنوب غزة»[36]

فيما تقول صحيفة واشنطن إكزامينر إن الوقت قد حان لوقف أموال صندوق النقد إذا رفضت مصر قبول الفلسطينيين، وتشير إلى إنه وعلى الرغم من وجود عميل مصري متهم في مجلس الشيوخ الأمريكي في إشارة إلى بوب مينينديز، من الواضح أن واشنطن لم تتمكن من إقناع الديكتاتورية العسكرية المصرية بفتح معبر رفح أمام اللاجئين المدنيين في غزة. ويبدو أن وزير الخارجية أنتوني بلينكين قد كسب الوقت لوقف الاجتياح الإسرائيلي الكبير الضروري لغزة مع زيارة الرئيس جو بايدن المقبلة للديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، لكن كلًا من مصر والأردن ظلا حازمين في التزامهما بإبقاء غزة مطوقة.  وقالت الصحيفة الأمريكية إنه وإذا رفضت مصر الاستماع إلى الدبلوماسية، فقد حان الوقت للولايات المتحدة والغرب لاستعراض قوة أكثر جرأة بإغلاق المعروض النقدي ووقف قروض صندوق النقد الدولي لمصر.[37]

وتشير جيروزاليم بوست إلى أن السيسي يسعى لاستغلال الأزمة لتجديد تفويضه في بلد يعاني أزمة اقتصادية، في ضوء قبضته على السلطة، سيفوز السيسي بالتأكيد بولايته الثالثة في المنصب، لكنه يعلم أن صراعًا طويلًا وشاقًا ينتظره على الساحتين السياسية والاقتصادية، إذ تضاعفت فاتورة الدين الخارجي للبلد ثلاث مرات في السنوات الـ 10 الماضية، وخصص نحو نصف الميزانية 2023/24 لخدمة الديون، وبحسب الصحيفة، تترد أنباء تفيد بأن الولايات المتحدة قد تتنازل عن جزء كبير من سداد الديون مقابل موافقة مصر على السماح لعدد معين من اللاجئين الغزيين بالدخول إلى سيناء عبر معبر رفح.[38]

ويأتي تحليل لنيويورك تايمز بعنوان لماذا لا تستطيع مصر حل مشاكل غزة ليوضح أن مص، رغم أهميتها الحاسمة في الجهود المبذولة لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة،  تواجه قيودًا كثيرة يكمن خلفها اعتبارات خطيرة تتعلق بالأمن الداخلي والاقتصاد والسياسة، ولذلك تتردد مصر في تخفيف الأزمة الإنسانية على سكان غزة وقبول النازحين، فمصر ليست في وفاق مع حركة حماس، الحركة الفلسطينية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين بمصر وكانت للسلطات المصرية علاقة متصدعة مع الإخوان منذ تأسيسها، إدخال عدد كبير من اللاجئين يمكن أن يوفر للمسلحين مجموعة محتملة من المجندين الجدد. و قد تخشى مصر أيضًا من أن يختلط عناصر حماس بين اللاجئين ويدخلون مصر ويشكلون تهديدًا أمنيًا إضافيًا.[39]

حديث التعاطف الشعبي العربي مع الفلسطينيين:

وفق تقرير لوكالة أسوشيتد برس أشعلت مذبحة المستشفى المعمداني الغضب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مما يثير قلق حلفاء الولايات المتحدة ويهدد بتوسيع الصراع. وأشارت الوكالة الأمريكية في مستهل تقريرها للغضب الذي أثاره قصف مستشفى بغزة، حيث ألقى المتظاهرون الحجارة على قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وعلى شرطة مكافحة الشغب في الأردن المجاورة، موجهين غضبهم تجاه قادتهم لفشلهم في إيقاف المذبحة.

ألغى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس – أصدقاء الولايات المتحدة الذين يستمتعون عادة بفرصة لقاء الرؤساء الأمريكيين – قمة عمان مع جو بايدن، الذي اقتصرت زيارته على إسرائيل. وأشارت الوكالة إلى أن الغضب الكامن في النفوس لعقود من المعاناة الفلسطينية، التي خلفتها اتفاقيات التطبيع التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والدول العربية، ينبض مرة أخرى، مما يهدد باضطرابات أوسع. احتجت مجموعة صغيرة من النشطاء في وقت متأخر من يوم الثلاثاء بالقرب من سفارتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في وسط القاهرة، ودعت مصر إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيرها. وعززت السلطات الأمن في منطقة المعادي بالقاهرة، حيث تقع السفارة الإسرائيلية وفي لبنان وبغداد وغيرها اندلعت عدة احتجاجات كبرى بعد المذبحة، على الرغم من كل الدبلوماسية رفيعة المستوى، لا يزال العرب والمسلمون العاديون يعربون عن تضامنهم القوي مع القضية الفلسطينية.[40]

وأشارت تايمز أوف إسرائيل إلى تظاهر الآلاف ضد إسرائيل في مصر بعد دعوة السيسي، خرج الآلاف من المصريين في احتجاجات في القاهرة بعد أن حث السيسي المصريين على النزول إلى الشوارع تضامنا مع الفلسطينيين، وهو موقف غير معهود من السيسي بالنظر إلى مواقفه المنحازة لإسرائيل في السنوات الأخيرة، وفق ما يخلص تقرير الصحيفة.[41]

الدعم الدولي لإسرائيل :

برغم الدعم الأوروبي والأمريكي الرسمي الواسع وغير المسبوق لإسرائيل في الحرب وتبني وجهة نظرها تماما، يشعر الإسرائيليون في جميع أنحاء العالم بقلق بالغ وسط موجة من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وخاصة في أوروبا، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت أبرزت الصحيفة القلق الإسرائيلي من دعم شعوب أوروبا للفلسطينيين رغم موقف قادتها المؤيد لإسرائيل. وتقول الصحيفة العبرية إن أصداء الحرب بين إسرائيل وحماس يتردد بوضوح في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا في البلدان التي بها عدد كبير من المسلمين. فمنذ نهاية هذا الأسبوع، مرت الجاليات اليهودية والإسرائيلية في جميع أنحاء العالم بلحظات من القلق، بعد موجة من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والتهديدات بإلحاق الضرر بالمؤسسات اليهودية. وترصد الصحيفة حالة الرعب التي تتملك الإسرائيليين حول العالم بسبب حجم التأييد الشعبي للفلسطينيين في أوروبا، وخاصة تلك التي اجتاحت لندن وغيرها من المدن البريطانية.[42]

ووفق ما يخلص مقال نشرته مجلة أتلانتك كاونسيل، فخلف الكواليس، يأمل الكثيرون في الإمارات أن تنجح إسرائيل في القضاء على حماس وأن تفعل ذلك بسرعة خاصة، قبل أن تخرج المشاعر العامة العربية عن السيطرة. ومع ذلك، هناك قلق واضح من أن حماس ستثبت أنها خصم أقوى مما كان متوقعًا، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب إسرائيلية طويلة ضد تمرد لا ينتهي تحميه شبكة واسعة من الأنفاق السرية.[43]

ويشير تحليل للفورين بوليسي إلى طلب بايدن من الكونجرس تمرير 105 مليارات دولار لدعم إسرائيل وأوكرانيا وقال الرئيس إن استمرار دعم الحربين مسألة تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، جاء طلب بايدن بعد يوم على ربطه هجوم حماس على إسرائيل بالغزو الروسي لأوكرانيا لإقناع الأميركيين بأن على الولايات المتحدة الاضطلاع بدور قيادي على مستوى العالم وهذه الحزمة من المخصصات تشمل مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار و14 مليارا لإسرائيل وهي أكبر حزمة استثنائية دفاعية يطلب تمريرها من الكونجرس ما يعبر عن حجم الأزمة في إسرائيل وحجم التماهي الأمريكي معها لكن هذا قد يتطور لاحتجاجات في الكونجرس والشارع الأمريكي على دعم بايدن غير المشروط لإسرائيل في حربها تلك.[44]

حديث السيناريوهات والمآلات:

ضمن محاولة استكشاف خطط وأهداف العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تشير فاينانشيال تايمز إلى أن إسرائيل تخطط لإقامة منطقة عازلة في غزة بعد الحرب[45]

أيضا  يخلص تحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست إلى أنه لن تتحدد منطقة الشرق الأوسط، ما بعد 7 أكتوبر، فقط من خلال المنافسة والمصالحة بين الدول التي بدت وكأنها تعيد تشكيل الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، ولكن من خلال شبكة من الجهات الفاعلة المارقة غير الحكومية التي لن تختفي – حتى لو «تحول تركيزنا» عن المنطقة، إذ أن التعويل على التطبيع السعودي الإسرائيلي وعلى صفقة القرن واتفاقات أبراهام للسلام قبل الحرب بأنه يمكن أن تخلق العلاقات الإسرائيلية الوثيقة مع السعوديين محورًا رادعًا ضد إيران يسمح لواشنطن بالتركيز بشكل أفضل على منافستها مع الصين والتحدي التاريخي للحرب في أوكرانيا. وبالإشارة إلى أن تراجع الدور الأمريكي كان عاملًا واحدًا فقط في إعادة التنظيم الجارية. وشملت بعض العوامل الأخرى نهاية ما يسمى بالربيع العربي، مع تلاشي الحركات السياسية الإسلامية والمؤيدة للديمقراطية بعد عقد من الصراع وعدم الاستقرار والثورة المضادة. لكن وحسب ما يضيف الكاتب، اتضح أن الشرق الأوسط «القديم» من المستحيل دفنه، وبحسب ما كتب ستيفن كوك في مجلة فورين بوليسي: «ستكون نقطة البداية للشرق الأوسط الجديد هي إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وليس سفارة إسرائيلية في الرياض».[46]

وفي حديث أقرب للتوصيات السياسية، نشر مركز جيوبوليتيكال مونيتور تحليلًا للكاتب محمد الدوح يستعرض فيه الوضع الخطير الذي  تشهده منطقة الشرق الأوسط وضرورة وقف الحرب في غزة، ذلك أن آخر ما يحتاجه العالم الآن هو اندلاع حرب إقليمية جديدة في الشرق الأوسط تأكل الأخضر واليابس، الأمر الذي يعيق التقدم الأخير على الجبهة الدبلوماسية في احتمال التطبيع الإسرائيلي مع العالم العربي، كما أن غزة تُعد واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض، حيث يعيش ما يقرب من مليوني شخص في منطقة تبلغ مساحتها حوالي 140 ميلًا. وعلاوة على ذلك، كانت الوضع الإنساني في غزة في حالة يرثى لها بالفعل قبل اندلاع الحرب الجديدة، ، وسيزيد الصراع من توحيد العالم العربي تضامنا مع الفلسطينيين، في مواجهة ما يعتبر عدوانًا إسرائيليًا عشوائيًا ضد المدنيين. وهذا الارتباط العاطفي في جميع أنحاء العالم العربي يعزز الدعم لفلسطين ويزيد الضغط على الحكومات للعمل، دبلوماسيًا وماديًا.[47]

ووفق ما يخلص تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن الحرب بين إسرائيل وحماس لا تخاطر بحريق إقليمي فحسب، ولكن سيكون لها تأثير على ميزان القوى العالمي؛ إذ تسعى موسكو وبكين لركوب موجة التضامن مع الفلسطينيين مع الاستفادة من الإلهاء الأمريكي ويستعرض التقرير كيف يخلق الصراع بين إسرائيل وحماس فرصًا جديدة لروسيا والصين لتعزيز مكانتهما العالمية وتحدي القيادة الأمريكية التقليدية بشأن القضايا المتعلقة بالوضع الإسرائيلي الفلسطيني.[48]

ووفق ما يخلص مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست يمكن أن تؤدي الحرب المستمرة مع الفصائل الفلسطينية إلى تدهور العلاقات مع مصر والتي يمكن أن تنتج عن عوامل عدة يؤججها الصراع، مع احتمال إلحاق ضرر بالغ بتلك العلاقات، فأي صراع مع مصر يمكن أن يُحد من القدرات العملياتية للجيش الإسرائيلي في غزة. كما أن الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس هي بمثابة فحص نقدي آخر لهذه العلاقات، مع احتمال إلحاق ضرر كبير بها. ، تشترك مصر وإسرائيل في هدف مشترك هو: تفكيك القدرات العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وإذا أمكن، إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة. ومن المثير للاهتمام أن هذا الهدف يحظى بدعم عديد من الدول السنية في المنطقة، وإن لم يكن علنًا. وتجدر الإشارة إلى أن نظام السيسي قد قضى فعليًا على حركة الإخوان المسلمين في مصر، التي نشأت منها حماس، وأعلن أنها منظمة إرهابية. الحرب الحالية تطرح على مصر ثلاثة تحديات رئيسة، بعضها غير مسبوق وذو حجم كبير، وأولها القلق من أن عددًا كبيرًا من الفلسطينيين، يحتمل أن يكون بالآلاف قد يحاولون الهروب من الأزمة الإنسانية من خلال البحث عن ملاذ في شبه جزيرة سيناء، يتمركز التحدي الثاني حول دور مصر في الأزمة الحالية والذي يواجه احتمال أن تتولى دول أخرى، بما في ذلك قطر وتركيا وحتى بعض دول الخليج، دور الوسيط، مما يزيد من تآكل مكانة مصر القيادية في العالم العربي، التحدي الثالث ينبع من ضرورة أن تُساير القيادة المصرية المشاعر العامة السائدة.[49]

ويتحدث بعض المقالات في صيغة توصيات لما يجب أن تتخذه إسرائيل، إذ تحتاج إسرائيل إلى التفكير استراتيجيًا في إدارة المعركة الدبلوماسية مع مصر والتي تدور حول كيفية تشجيع سكان غزة على الانتقال إلى مصر، ويتعين عليها أن تستغل الأزمة الاقتصادية الحادة في مصر لصالح تنظيم المساعدات الدولية للقاهرة مقابل استيعاب جميع سكان غزة أو بعضهم، وفق ما يخلص مقال نشرته إسرائيل ناشيونال نيوز.[50]

فيما تشير نيولاينز ماجزين إلى التهجير القسري كخيار جديد يتشكل في الشرق الأوسط، فقد  انتهت سنوات من الدبلوماسية الحذرة بسبب موجة العنف الحالية، مما أجبر القوى الكبرى في المنطقة وخارجها على البحث عن سياسات وبدائل جديدة، مهما كانت متطرفة، وبالتالي لا عجب من ظهور خيار التهجير القسري للفلسطينيين باعتباره حلًا للأزمة في غزة، ويطرح الأمر هنا كبديلين إما تهجير كامل سكان غزة أو تهجير حماس خارج القطاع لدولة ثالثة، وعلى الرغم من الرفض الظاهري الطويل الأمد من العالم العربي لفكرة التهجير، يبدو أن هذا الحل يُنظر إليه على نحو متزايد على أنه أكثر جدوى من مطالبة إسرائيل بشن حربها القادمة على القطاع بقدر حكيم من العنف أو إيجاد طريقة للتعايش الفعلي مع الفلسطينيين.[51]

فيما تشير مقالة بمجلة فورين بوليسي مباشرة إلى جوهر الصفقة التي تدور في الخفاء، فالقاهرة بحاجة إلى المال وسكان غزة بحاجة إلى المأوى هل يمكن التوسط في صفقة ؟ فقد سلطت الحرب الضوء على مصر، كدولة مأزومة يمكنها تجاوز تلك الأزمة عبر تقديم تنازلات تتعلق باستقبال اللاجئين الفلسطينيين، لكن استقبال اللاجئين الفلسطينيين أمر محفوف بالمخاطر[52]

وتشير يديعوت أحرونوت إلى أن نتنياهو يجب أن ينفي علنا دفع اللاجئين إلى مصر حتى لا يزيد مخاوف مصر ولا يخسر العلاقة معها، فالعملية البرية المقبلة والوضع المتدهور على أرض الواقع سيخلقان تحديات إضافية في علاقات البلدان العربية مع إسرائيل. وقد يكون للضرر المحتمل للعلاقات مع مصر تداعيات على العلاقات مع الدول الأخرى، وخاصة الأردن. وترى الصحيفة أن من الضروري ضمان التنسيق الدقيق للتعاملات الإسرائيلية مع مصر، حتى لو لم يكن الاتفاق الكامل ممكنًا دائمًا، ذلك أن التحالف مع مصر له أهمية استراتيجية، واتفاق السلام رصيد قيم يجب الحفاظ عليه.[53]

خاتمة:

هناك ملاحظة مبدئية على غالبية ما طالعناه من صحف ومواقع أجنبية، إذ استعملت معظم الصحف الغربية مصطلح الحرب بين إسرائيل وحماس، وهو المصطلح الذي استخدمه المسئولون الإسرائيليون منذ بدء الحرب، في تبني تام لوجهة النظر الإسرائيلية، في استمرار لمحاولة تصفية القضية وعزلها ليس فقط عن محيطها الإقليمي والدولي بل عن الداخل الفلسطيني وعن الداخل الغزاوي بشكل خاص، حتى تشرعن عملية شيطنتها ودعشنتها، والبعض الآخر استعمل الحرب بين غزة وإسرائيل في اختزال جديد للقضية باعتبارها بين فصيل مقاوم وإسرائيل لمحاولة تسويغ عزله وتدمير أي تنسيق بينه وبين الفصائل الأخرى، وهو ما يجب الحذر منه فهي مصطلحات ليست بريئة وتعبر عن انحيازات غربية لوجهة النظر الإسرائيلية مهما حاولت ارتداء الحياد أو الموضوعية.

دارت التغطية الصحفية خلال هذه الفترة حول المحاور التي أشرنا إليها كمحاور أساسية وعلى رأسها حديث المشاورات حول الحرب البرية والتحذيرات منها ومن مغبتها ليس فقط على إسرائيل وإنما على المنطقة والعالم، كما دارت أيضا حول محاولات غربية مستميتة للتسوية بين الضحية والجلاد عندما تعلق الأمر بمجزرة المستشفى المعمداني، بل  بل والدفاع المبدئي عن الجلاد وعن حقه بالدفاع عن النفس ومحاولة فرض هذه الرؤية الأمريكية والغربية على الفاعلين في المنطقة وعلى الآخرين بنفس طريقة فرض قيم المثلية والشذوذ وبمعنى اصطفافي استقطابي على غرار ١١ سبتمبر ومن ليس معنا فهو ضدنا.

تصاعد حديث المآلات بالنظر للتبعات الاقتصادية للحرب على المنطقة وبالذات مصر والأردن مع تخطيط إسرائيلي وأمريكي وأوروبي لاستغلال تأزم الوضع في الدولتين للضغط عليهما بقبول التهجير ولو تم تزيينه بعبارات مثل المؤقت أو الدعم الإنساني لكنه في حقيقته تهجير قسري تقدمه بعض التحليلات كأنه الحل الوحيد، وتبدو خيارات الدولتين محدودة إزاء هذه الضغوط في ضوء أنظمة معزولة عن الشوارع المحلية والعربية التي عادت إليها حيويتها جزئيا بالتعاطف الواسع مع القضية الفلسطينية وبخاصة بعد المجازر البشعة لمجرم الحرب نتنياهو والازدواجية الغربية في استنكار ما حدث لأوكرانيا وإقرار ما تفعله إسرائيل بل والدفاع عنه وتشبيه حركات المقاومة بالقوة الروسية

هوامش

 [1] عمر سمير، مواقف وردود فعل الصحافة العالمية من الحرب على غزة، موقع مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 18 أكتوبر 2023، https://cutt.us/88ZjU

[2] The Guardian, Blinken returning to Israel to try to limit death toll from an invasion of Gaza,  15.10. 2023, https://bit.ly/493sroj

[3] The Economist, Hamas tunnels under Gaza will be a key battlefield for Israel,17.10. 2023, https://bit.ly/46GPpQC

[4] Haaretz,  Even if Israel Crushes Hamas, New Threats Will Emerge From the Ashes of Gaza,  17.10. 2023, https://bit.ly/3S5jLr

[5] Washington Post, What a ground war in Gaza could look like?,20.10. 2023,  https://bit.ly/45BiziU

[6] BBC, Could an Israeli ground invasion of Gaza meet its aims?,19.10. 2023,  https://bit.ly/46XpdRF

[7] Shahira Amin, Egypt cornered over Israel’s war on Hamas, Atlantic Council, 14.10. 2023, https://bit.ly/49gmqoL

[8] The Economist, Can Egypt be persuaded to accept Gazan refugees?, 14.10. 2023, https://bit.ly/3QrspzB

[9] The Wall Street Journal, Egypt Weighs Letting In Palestinians From Gaza, 15.10. 2023, https://bit.ly/402D3Qx

[10] The Guardian, Blinken returning to Israel to try to limit death toll from an invasion of Gaza, 15.10. 2023, https://bit.ly/493sroj

[11] Bloomberg, Egypt’s Leader Says Israel Should Take In People Fleeing Gaza, 18.10. 2023, https://bit.ly/470KiuA

[12] Globes, Egypt proposes Europe takes in Gaza refugees, 18.10. 2023,  https://bit.ly/407P7jj

[13] Independent, US citizens in Gaza blocked from leaving after being encouraged to go to border by State Dept, 14.10. 2023, https://bit.ly/3S83G4A

[14] AL-Monitor, Nearly 600 Americans stuck in Gaza amid Egypt talks over Rafah, aid, 14.10. 2023,

  https://bit.ly/3QohHd5

[15] Hamza Hendawi,Latest Gaza conflict puts Egypt’s relations with Israel to the test,The National, 14.10. 2023,https://bit.ly/3S84kiw

[16] The Economist, To save Palestinian lives in Gaza, open the crossing into Egypt, 16.10. 2023, https://bit.ly/3QtTVMV

[17] Times of Israel, Egypt said to brace for possibility of refugee influx from Gaza,16.10. 2023, https://bit.ly/45FDhOK

[18] Financial Times, Fear of Gaza exodus looms over Egypt, 17.10. 2023, https://bit.ly/45GIJ3F

[19] BBC News, Why Egypt remains reluctant to open Rafah crossing to Gaza, 17.10. 2023, https://bit.ly/496gAG8

[20] Axios, Israel to allow entry of humanitarian aid to Gaza from Egypt after U.S. pressure, 18.10. 2023, https://bit.ly/3Q9P2qZ

[21] The Wall Street Journal, U.S. Presses Arab Leaders to Help Prevent Escalation while seeking to isolate Hamas,  14.10. 2023, https://bit.ly/4020cTb

[22] Washington Post,Blinken meets resistance in courtship of Egypt and Saudi Arabia on Gaza war, 15.10. 2023, https://bit.ly/495nHP0

[23] The Times of Israel, Egypt’s Sissi says Israel’s Gaza campaign has gone ‘beyond right to self-defense, 15.10. 2023, https://bit.ly/3MaSTmc

[24] AL-Monitor, Aid for Gaza stuck in Egypt with Rafah crossing closed, 15.10. 2023,  https://bit.ly/3tHVHRs

[25] Bloomberg, Egypt Looking to Host International Meeting on Palestine Issue, 15.10. 2023,  https://bit.ly/3S9yMZr

[26] Washington Examiner, Israel war: Blinken says Rafah crossing will be reopened after meeting with Egyptian president, 15.10. 2023, https://bit.ly/46Ep71z

[27] Steven A. Cook, Council on Foreign Relations, Will Egypt Play a Role in Easing the Gaza War?, 16.10. 2023,  https://bit.ly/46CDfZ9

[28] BBC News, US President Joe Biden to travel to Israel, 17.10. 2023, https://bit.ly/3QqDO1t

[29] NBC News, ​​‘A massacre’: Gaza hospital blast estimated to kill hundreds, 18.10. 2023 https://bit.ly/3tF2V8N

[30] Daily mail, Biden is ‘outraged’ and ‘saddened’ by Gaza hospital bomb blast that left at least 500 dead as his meeting with Arab leaders is canceled hours before he arrives in Tel Aviv, 18.10. 2023, https://bit.ly/46WgxLh

[31] The Africa Report, Egypt tries to tackle regional chaos amid Israeli aggression, 17.10. 2023, https://bit.ly/3tzYmws

[32] Los Angeles Times, U.S. allies in the Middle East try to stake out a middle ground,  18.10. 2023, https://bit.ly/3tKKj7t

[33] The Atlantic, ​​The Reckoning That Is Coming for Qatar, 20.10. 2023,   https://bit.ly/45MAqmR

[34] Financial Times, Israel-Hamas war sends jitters through neighbours’ debt markets, 15.10. 2023,  https://bit.ly/3S9JIqe

[35] Patrick Smith, Israel-Palestine crisis: Why war could shake politics, economies in the region and beyond, The Africa Report, 16.10. 2023,  https://bit.ly/408MTAs

[36] Axios, Scoop: U.S. lawmakers press Egypt on Gaza safe zones, 16.10. 2023, https://bit.ly/3tQN5b6

[37] Washington Examiner, Israel war: Time to halt IMF money if Egypt refuses to admit Gaza civilians, 17.10. 2023, https://bit.ly/3Q4UkDZ

[38] The Jerusalem Post, Egypt’s Sisi seeks renewed mandate in a country in crisis,18.10. 2023, https://bit.ly/46YTtvh

[39] The New York Times, Why Egypt Can’t Solve Gaza’s Problems,20.10. 2023,  https://bit.ly/45EC4ao

[40] Associated Press, Gaza carnage spreads anger across Mideast, alarming US allies and threatening to widen conflict,18.10. 2023,  https://bit.ly/3FpUKQe

[41] Times of Israel, Thousands protest against Israel in Egypt after call from Sissi, 18.10. 2023, https://bit.ly/46Xj2wX

[42]  Yedioth Ahronoth,European leaders support Israel but their streets do not, 16.10. 2023,  https://bit.ly/45HQuGK

[43] William F. Wechsler, Dispatch from Abu Dhabi: Do the Israelis know about the Basus War?, Atlantic council,18.10. 2023,  https://bit.ly/491eOGl

[44] Alexandra Sharp, Biden Asks Congress for $105 Billion to Back Israel, Ukraine,  20.10. 2023, https://bit.ly/3Q4RpLG

[45] Financial Times,Israel plans buffer zone in Gaza after Hamas war, 20.10. 2023, https://bit.ly/3QtVkTK

[46] Washington Post, Israel’s Gaza war: Welcome to the new, “new” Middle East, 16.10. 2023, https://bit.ly/408LYQw

[47] Mohamed ELDoh, Middle East on the Brink: Why the Conflict in Gaza Must Stop,  Geopolitical Monitor,16.10. 2023, https://bit.ly/46GyJbW

[48] The Wall Street Journal,How the Israel-Hamas war is tilting the global power balance, 16.10. 2023, https://bit.ly/3Frbw1v

[49]  The Jerusalem Post, Will war with Hamas bring Israel-Egypt ties to a crisis point?, 17.10. 2023, https://bit.ly/3SaI7QW

[50] Israel National News, The diplomatic battle between Israel and Egypt can decide the future of Gaza, 20.10. 2023, https://bit.ly/45Hpozv

[51] New Lines Magazine, As the Middle East Reels, a New Option Takes Shape: Expulsion, 20.10. 2023, https://bit.ly/46FwSEq

[52] Adam Tooze, Cairo Needs Cash and Gazans Need Shelter. Can a Deal Be Brokered?,  20.10. 2023, https://bit.ly/45IdHZp

[53] Yedioth Ahronoth, Netanyahu should state publicly: No refugee push to Egypt,  20.10. 2023, https://bit.ly/46Fum10

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى