العنصرية الصهيونية ومنطق التعامل السياسي في التقاليد الغربية

صدر بحمد الله عن مركز الحضارة للدراسات والبحوث

نسخة محققة ومنقحة من كتاب العنصرية الصهيونية و منطق التعامل السياسي في التقاليد الغربية

 للعلامة الدكتور حامد ربيع ضمن مشروع تجديد نشر مؤلفات الدكتور حامد ربيع

 

العالم المعاصر يعاني من عدم التجانس، ليس فقط بين القيم والممارسة، بل بين مختلف القيم السياسية؛ حيث يسعى بنوع من الرياء العجيب لأن يجمع في حظـيرة واحدة بين قيم متناقضة ومتعارضة من خلال التلاعب بالحقائق.هذه المأساة لم تبدأ فقط منذ الحرب العالمية الثانية، بل هي تعود إلى عصر النهضة، ولو حاولنا أن نربط بين الأصول المباشرة للتناقض الذي تعيشه الإنسانية المعاصرة وبين مصادره المباشرة، فلن نستطيع أن نقف على ما هو أقرب من الثورة الفرنسية. إن الثورة الفرنسية الـتي قامت على أساس الحرية والإخاء والمساواة انتهت بأن ترفع علم الظلم. والحضارة الغربية الـتي جاءت تخرج الإنسان من ظلام العصور الوسطى أدخلت الرجل غـير الأوربي في دهاليز الاستبداد والعبودية القانونية. والقيم الأوربية وهي تعلن عن عالمية الإنسان لم تفعل سوى أن تدمج حضارة العنصرية وعنصرية الحضارة.

العنصرية السياسية هي أحد مظاهر هذا التناقض الذي لا تزال الأسرة الدولية -ورغم جميع الادعاءات المخالفة- تعيشه وتعاني من عناصره. هل سوف يقدَّر للإنسانية المقبلة أن تقضي عليه؟ سؤال ليس في حاجة إلى إجابة، ولكن الطريق لا يزال تغمره الأشواك والمزالق، وسوف يتعين على الإنسان أن يروي الأرض بالكثـير من دمائه حـتى يستطيع أن يتخطَّى هذه التناقضات.

متاح للبيع إلكترونيًّا على Google Play

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى