المؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية والكاريبي: المسار، والأدوار

مقدمة[1]:

لم يصل الإسلام إلى أقصى الجنوب الغربي من العالم، وتحديدًا قارة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي على أسنة الرماح أو ظهور الدبابات والمدافع، وإنما انتقل الإسلام إلى تلك البقاع عبر قلوب التجار والمهاجرين المسلمين خلال حقب زمنية مختلفة، وتكون المجتمع الإسلامي في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي من خلال التفاعل والتجاذب بين الهوية الإسلامية الواردة وهويات المجتمعات اللاتينية، لذا -باختلاف الأنماط والآليات- سعت العديد من الجهات والهيئات لمقاومة ذوبان المسلمين داخل هذه المجتمعات ذات الأغلبية المسيحية، وهيكلة عمليات الاندماج والتعاطي بما يُعزز من وجود الهوية الإسلامية، علمًا أنه قد واجه المجتمع الإسلامي في أمريكا اللاتينية هجمات عدة هدفت للحد من انتشار الإسلام في القارة، ومع ذلك تطورت أنماط المقاومة والبناء خلال العقود الأخيرة.

وتقع قضية الأقلية المسلمة في منطقة أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي ضمن حالة عالمية متأزمة على كافة المستويات، لاسيما مع وصول أعداد المسلمين هناك إلى 4 ملايين حسب معظم التقديرات. حيث يواجه المسلمون هناك العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما يُهدد البُنى الأساسية للمجتمع الإسلامي في أمريكا اللاتينية، خاصةً مع تزايد نفوذ اليمين واليسار المتطرفين، واتساع الهُوة المعرفية والثقافية بين تلك المجتمعات وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وطغيان المساحات الرقمية والإلكترونية التي أصبحت سلاحًا ذا حدين يقع على عاتق الشعوب والأفرد مسؤولية استغلاله وتطويره لمواجهة التحديات المتجددة.

ارتباطًا بذلك، تطورت المؤسسات الإسلامية غير الرسمية كآلية للمقاومة والتحدي، والتي تمثل ردود أفعال الشعوب المسلمة على الهجمات والتحديات التي يواجهونها في شتى بقاع العالم، وإذا كان العالم الإسلامي -لاسيما في أمريكا اللاتينية- يُواجه هجمات حضارية وثقافية متجددة، فإن مقاومة الشعوب والأفراد لتلك الهجمات ينبغي أن تتمتع بديناميكية منهجية للوصول إلى حالة بنائية تتوافق مع معطيات الزمان والمكان، وتُعالج قصور التجارب النخبوية التقليدية السابقة وتفتح المجال لمساحات المقاومة والبناء اللاحقة.

وعليه، فإن عملية النظر والتحليل لنماذج المقاومة والبناء في أمريكا اللاتينية على مستوى الشعوب والأفراد تقتضي التعرض لثنائيات الهوية والاندماج، وذلك من خلال استعراض ملامح الهوية الإسلامية في المجتمع وتعزيزها وسبل مواجهة الانصهار داخل المجتمعات الأخرى، كذلك ثنائية الهجوم والمقاومة للوقوف على مصادر تلك الهجمات وبناء نماذج مجتمعية لمقاومتها، وصولًا لثنائية التحدي والبناء لترسيخ مجتمع إسلامي قوي يواجه التحديات -مستقبلًا- بغض النظر عن حدتها أو مصدرها.

نستعرض في هذا التقرير “المؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي” كأحد نماذج المقاومة الإسلامية على مستوى الشعوب والأفراد؛ للانعتاق من حالة الاستضعاف ومجابهة التحديات، وفتح مساحات للبناء والتنمية. استئناسًا بذلك، يأتي التساؤل الرئيسي للتقرير عن مسار هذا المؤتمر منذ نشأته، وكيفية تناوله للقضايا ذات التأثير المباشر التي تواجه الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي..!

أولا- نبذة عن الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي، ومؤتمرهم الدولي:

1- خريطة أحوال المسلمين في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي

تكونت الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية عبر أربع موجاتٍ من الهجرة، الأولى: بدأت مع وصول كريستوفر كولمبس إلى القارة الأمريكية عام 1492 بالتزامن مع سقوط الأندلس، وهروبًا من الاضطهاد ومحاكم التفتيش ضد المسلمين، والثانية: بدأت مع نقل آلاف البشر من أفريقيا، وكان من بينهم مسلمون ساهموا في تكوين أول مجتمع إسلامي أقام دولة إسلامية في البرازيل عام 1838 استمرت لسنوات، أما الموجة الثالثة: فكانت من خلال البريطانيين والهولنديين مع عمليات نقل العمالة الإجبارية لمستعمراتهم من شرق آسيا عام 1830، والرابعة: بدأت عام 1860 من سوريا ولبنان، ثم تزايدت في الفترة بين الحربين العالميتين وشملت فلسطين والأردن[2].

أنتجت هذه الموجات الأربع تواجدًا إسلاميًا في في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، ومع تزايد أعداد المسلمين تزايدت المواجهات والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية، سياسيًا؛ بطبيعة الحال تتسم دول أمريكا اللاتينية بعدم الاستقرار السياسي، لذا أصبحت الأقليات المسلمة ضحية للخلافات السياسية بين الأطراف المتنازعة، فتتوقف أنشطتهم المختلفة مثل توقف تعليم اللغة العربية ضمن توقف أنشطة النادي العربي الثقافي في بورتوريكو -وهي من جزر البحر الكاريبي- عام 1972 بسبب الخلافات السياسية. اقتصاديًا؛ في السنوات الأخيرة عانت معظم دول أمريكا اللاتينية من أزمات اقتصادية خانقة، الأمر الذي أثر بشكلٍ مباشر على المسلمين؛ مما جعلهم ينصرفون عن معالجة قضاياهم الدينية والتواصل مع العالم الإسلامي[3]. ومن الناحية الثقافية والفكرية، يُعاني المسلمون عدم كفاية المدارس، وضعف التعليم الإسلامي البديل، وقلة المؤسسات الثقافية الإسلامية، وعدم المعرفة الكافية باللغة العربية. كذلك تُعاني الأسر المسلمة ضعف القدرة على التنشئة الثقافية الإسلامية، وفقدان البرامج الثقافية بسبب غلبة الفكر الغربي، وفيما يتعلق بالعقيدة والعبادة مع تعاقب الأجيال، صار معظم هذه الأجيال منصهرًا في المجتمع ذي الأكثرية النصرانية منفصلين جسدًا وروحًا عن العالم الإسلامي[4]، اجتماعيًّا؛ يُعاني المسلمون في أمريكا اللاتينية مشكلات اجتماعية مثل الزواج من غير المسلمين، والتساهل في العلاقات بين الجنسين قبل الزواج، وارتفاع نسب الطلاق، وقلة المؤسسات الاجتماعية بما يؤدي إلى غياب البرامج الاجتماعية -خاصةً فيما يتعلق بالمرأة والطفل-، وضعف الترابط الاجتماعي[5].

أما عن أعداد المسلمين في أمريكا اللاتينية، فلا توجد إحصائيات علمية دقيقة، لكن توجد بعض الإحصائيات التقريبية التي تشير إلى وصول أعداد المسلمين إلى أربعة ملايين مسلم، يتواجد حوالي مليون ونصف في البرازيل وحوالي 700 ألفًا في الأرجنتين[6]، ومن حيث المستوى التعليمي والمهني، فيتوفر التعليم الأساسي حتى الثانوية من خلال جميعات وهيئات العمل الإسلامي مثل الجمعية العربية الأرجنتينية الإسلامية في الأرجنتين، كذلك العديد من الجمعيات المذهبية مثل الجمعية الإسلامية العلوية[7]، لذا يواجه المسلمون صعوبات في المسار المهني والوظيفي.

رغم تلك التحديات والصعوبات، تتميز أوضاع الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي بحالة استثنائية وظروف تختلف عن بقية الأقليات الإسلامية في العالم، الأمر الذي يجعل من القارة اللاتينية حقلا خصبًا لانتشار الإسلام وتحسين أوضاع الأقليات المسلمة من خلال استغلال المساحات التي تفرضها هذه الحالة الاستثنائية، ويمكن تقصي ملامح هذه الحالة فيما يلي[8]:

  • تُعد اللغة الإسبانية هي اللغة الرسمية لمعظم دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، بجانب اللغة البرتغالية، الأمر الذي يجعل هذه المجتمعات في منأى عن الحملات الغربية ضد الإسلام والتي تُبث باللغة الإنجليزية.
  • تعيش أغلب هذه الدول فوضى أمنية مستمرة، مما يجعل مجتمعاتها بحاجة إلى بديل يُعالج قصور المسيحية (وغيرها من الأنظمة والأيديولوجيات السائدة بتلك المنطقة)، ويحميها من الأوبئة والسموم الاجتماعية والثقافية.
  • كراهية هذه المجتمعات للولايات المتحدة الأمريكية، حتى إنه خلال هجمات سبتمبر 2001 كان بعض مواطني تلك الدول يحتفلون بهذا الهجوم، وترجع هذه الكراهية إلى أن الولايات المتحدة كانت ترعى وتحمي الحكومات الفاسدة التي كانت تحكم تلك الدول.
  • تتميز دول أمريكا اللاتينية بزيادة معدلات النمو السكاني، بما يجعلها كتلة بشرية متماسكة بما يُعزز من جهود الدعوة لتصورٍ مختلف.
  • تتكون المجمتعات في هذه الدول من أعراقٍ مختلفة، بما يُعزز التعايش العرقي وعدم العنصرية -عكس مجتمعات أمريكا الشمالية وأوروبا- لذا لا تتواجد مفاهيم معادية كالإسلاموفوبيا وغيرها من الأفكار التي تؤجج حدة الكراهية ضد المسلمين.

2- تأسيس ومسار المؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي

مع تزايد المشكلات والتحديات التي تُواجه المسلمين في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، أدرك القائمون على الهيئات والمراكز الإسلامية ضرورة تنسيق الجهود والتعاون فيما بينهم لتنظيم العمل الإسلامي في القارة اللاتينية ومنطقة الكاريبي، لذلك انعقد اجتماعًا تشاوريًا عام 1997 بحضور ممثلين من 19 دولة. وكان من نتاج هذا اللقاء تأسيس “المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية”، وقامت المنظمة بالعديد من الأنشطة الدعوية والاجتماعية والثقافية، وكذلك سعت إلى تنشيط العمل الإسلامي على المستوى السياسي وتشجيع المسلمين على التمسك بحقوقهم السياسية والدفاع عن الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية وتمثيلها على المستوى الدولي[9].

انبثق عن المنظمة ما عُرف بـ “المؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي”، الذي يُنظمه مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية[10]، وهو مؤتمر سنوي ينعقد في دولة من دول أمريكا اللاتينية، بحضور ممثلي أكثر من 33 دولة تمثلها المنظمة وكذلك ممثلي الدول الإسلامية الرائدة والهيئات الإسلامية العالمية مثل رابطة العالم الإسلامي والمجلس الإسلامي العالمي[11].

ينعقد المؤتمر بشكلٍ سنوي في إحدى دول أمريكا اللاتينية، ويناقش في كل دورة من دوراته قضية مختلفة ذات تأثيرٍ مباشر على أوضاع المسلمين في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي، وكان آخر هذه الدورات في نوفمبر 2022 في مدينة ساوباولو بالبرازيل تحت عنوان “مسلمو أمريكا في مواجهة ظاهرة الكراهية”. وقد شارك في المؤتمر وزراء وسفراء ووفود من 30 دولة وباحثون متخصصون من 100 دولة، وناقش المؤتمر قضية الكراهية في أربعة محاور رئيسية حيث: استعرض مفهوم الكراهية في الغرب ونشأتها وتطورها، وكذلك أسباب الكراهية ومظاهرها وتطورها، بجانب جهود الجهات الحكومية والهيئات والمراكز الإسلامية والجامعات والمؤسسات التعليمية في مواجهة ظاهرة الكراهية، وصولًا إلى وضع بعض الاستراتيجيات والبرامج لمواجهة ظاهرة الكراهية[12].

تجدر الإشارة إلى عدم تواجد -حسب ما توصلنا إليه- هيئة مؤسسية هيراركية تعمل على مدار العام وليس وقت المؤتمر فقط، وتتمثل الموارد المالية للمؤتمر في وقف مركز الدعوة الإسلامية، والدعم الخليجي من قبل السعودية والكويت -حسب تصريحات أمين عام “المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية”.

وعلى هذا الأساس، يُمثل المؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي أحد نماذج الأنماط الحضارية في المقاومة والبناء في العالم الإسلامي، ويًعد هذا المؤتمر حلقة وصل رئيسية بين المسلمين في أمريكا اللاتينية وبقية العالم الإسلامي، إذ يُعزز سبل التواصل والتعاون الإسلامي على مستوى الشعوب والأفراد، ويهدف إلى ترسيخ عقيدة المقاومة ومواجهة التحديات التي يتعرض لها مسلمو أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي.

ثانيًا- كيفية معالجة المؤتمر القضايا والتحديات التي تواجه الأقليات المسلمة:

في هذا الإطار، نستعرض خريطة عامة لأهم موضوعات المؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي كنموذج من نماذج المقاومة الإسلامية على مستوى الشعوب والأفراد، وذلك من ثنايا أبرز المعضلات التي تواجهها الأقلية المسلمة هناك، والكيفية التي يعالج المؤتمر بها هذه القضايا والتحديات:

1- ثنائية الهوية والاندماج

يُعاني المسلمون في دول أمريكا اللاتينية -لاسيما الشباب منهم- مشكلة فقدان الهوية؛ وذلك لوجودهم في بلدان غير إسلامية تتمتع بطرق حياة مختلفة، يتم تربية الشباب المسلم على أساسها فيصبحون مسلمين اسمًا لا هوية، ومع تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ظهر لنا جيلًا مفتقدًا لهويته الإسلامية، بل ناقم عليها في بعض الأحيان، ومن أبرز المشكلات الخاصة بثنائية الهوية والاندماج ما يلي:

  • ضعف الاهتمام بالعلوم الإسلامية، واللغة العربية في المدارس الإسلامية

لا تُعاني المجتمعات المسلمة في أمريكا اللاتينية فقط مشكلة ضعف الاهتمام بالعلوم الإسلامية واللغة العربية في المدارس الإسلامية، بل تعاني من الأساس من مشكلة قلة المدارس الإسلامية، والتي تتسبب في التحاق الطلاب المسلمين إلى المدارس غير الإسلامية التي تضعهم في بيئة مخالفة للمبادئ الإسلامية. علمًا أن حتى مع وجود ذلك العدد القليل من المدارس الإسلامية الناتجة عن بعض المبادرات مثل المؤسسة الثقافية الإسلامية الفنزويلية، ومدرسة الملك فهد الإسلامية في الأرجنتين، إلا أن هذه المدارس متأخرة بدرجةٍ كبيرةٍ بسبب ضعف المناهج وضعف تعليم اللغة العربية، ونتج ذلك عن عدة أسباب أهمها[13]:

  • التأخر في إنشاء المدارس الإسلامية في أمريكا اللاتينية؛ بسبب تأخر اليقظة الإسلامية بها.
  • ضعف الاهتمام بالعلوم الإسلامية واللغة العربية في تلك المدارس، حيث قلة توافر الكوادر المؤهلة لتدريس هذه العلوم.
  • عدم توافر الموارد المالية للمؤسسات الثقافية.
  • ضعف اهتمام الجاليات المسلمة نفسها بالتعليم الإسلامي، والاكتفاء بالتعليم الرسمي.

وقد عرض المؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي في نسخته الواحدة والثلاثين إلى هذه المشكلة، والذي أُقيم في نوفمبر عام 2018، تحت عنوان “تعليم اللغة العربية في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي: الواقع والمأمول”. حيث ناقش المؤتمر خمسة محاور رئيسية، وهي:

  • أهمية اللغة العربية ومكانتها في الإسلام، وصلتها بالعلوم الشرعية.
  • واقع تعليم اللغة العربية في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.
  • الجهود والتجارب العالمية الرائدة في خدمة اللغة العربية، وكيفية استثمارها لصالح تعليم العربية في أمريكا اللاتينية.
  • إمكانات وتحديات مشاريع تعليم اللغة العربية في أمريكا اللاتينية.
  • المعايير العلمية والمهنية للبيئة النموذجية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها[14].

وفي ختام المؤتمر أصدر العديد من التوصيات الموضوعية، والتي تتمثل أهمها فيما يلي:

  • إنشاء مركز متخصص لإعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتأهيلهم وتطوير مهاراتهم بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات اللغوية الغربية، وتأليف الكتب الراصدة للحالة اللغوية العربية في أمريكا الجنوبية، وإنشاء قواعد المعلومات بالتعاون مع البرنامج المخصص لذلك في مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية.
  • العمل على إحياء وتفعيل رسالة المسجد الشاملة من خلال المساجد والمراكز الإسلامية في المجتمعات التي لا تتوافر فيها مدارس عربية إسلامية، مع العمل على تطوير مجال التعليم الديني، واللغة في فصول دراسية أسبوعية.
  • الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية، والتوسع في ذلك للمراحل الدراسية المختلفة.
  • الدعوة لإنشاء قناة فضائية باللغة العربية في قارة أمريكا اللاتينية، تلتزم بالضوابط الإسلامية والمهنية الإعلامية لنشر اللغة العربية والحفاظ على الهوية الإسلامية.
  • الدعوة إلى استثمار التقنية الحديثة في تعليم اللغة العربية، من تأهيل معلمي اللغة وتدريبهم، وإنشاء مواقع إلكترونية لتعليم اللغة وتدريب معلميها عن بعد[15].

 

  • الجهل بالشريعة الإسلامية.

نتج عن قلة المدارس الإسلامية والمساجد المتخصصة في التربية والتعليم الديني، وقلة عدد الدعاة والمشايخ في أمريكا اللاتينية، بالإضافة لعدم اهتمام الأهل بتعليم أولادهم مبادئ الدين الإسلامي، نتج جهل كثير من المسلمين بالشريعة الإسلامية، الأمر الذي ترتب عليه الخلل في العقيدة والانحلال الأخلاقي، بل والارتداد عن الإسلام في بعض الأحيان. ومن أسوأ النتائج عن جهل المسلمين في أمريكا اللاتينية بالشريعة الإسلامية، هي سهولة تغيير أفكارهم من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة[16]. وقد ناقش المؤتمر ما يتصل بالإرهاب والتطرف في دورتين متتاليتين على النحو الآتي:

حيث جاءت النسخة الثامنة والعشرون من المؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الذي أُقيم في مايو 2015، بعنوان “التطرف وأثره على الأقليات المسلمة”، حيث وضع تعريف للتطرف والتمييز العنصري والإرهاب، وكان يهدف لشرح مفاهيم الإسلام الحنيف ورسالته السمحة لسكان قارة أمريكا الجنوبية[17].

كما جاءت النسخة التاسعة والعشرون من المؤتمر، بعنوان “واقع الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، وسبل تحصينها من الغلو والتطرف، وتوعيتها بمخاطر الإرهاب” في عام 2016، حيث تم تقديم التوصيات التالية:

  • التأكيد على إجراء الدراسات العلمية الموثقة عن الأقليات المسلمة وعددها واحتياجاتها، وتوفير أرشيف متكامل لهذه المعلومات.
  • ضرورة الاهتمام بالترجمة لما يحتاجه المسلمون في هذه البلاد عبر لغات متعددة، مثل: البرتغالية والإسبانية والإنجليزية، والتوسع في المنح الدراسية.
  • ضرورة الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية، والمعاهد الشرعية والجامعات، والتوسع في ذلك.
  • زيادة الاهتمام بالجوانب الإعلامية لنقل المفهوم الصحيح عن الإسلام.
  • الاهتمام بتعليم القرآن الكريم للأطفال من خلال إنشاء مدارس لتحفيظ القرآن.
  • التأكيد على الحاجة الملحة لتأسيس هيئة للمحامين المسلمين في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي؛ للدفاع عن المسلمين وقضاياهم، وتفعيل مؤسسات الإفتاء، والمجامع الفقهية في المجتمعات ذات الأقليات المسلمة وربطها بالمجتمعات الفقهية بالدول الإسلامية.
  • ضرورة وضع خارطة طريق لمواجهة الغلو والتطرف والإرهاب، من خلال عقد الملتقيات والندوات العلمية للتوعية بمخاطر الغلو والتطرف، والوقاية من الأفكار المنحرفة.
  • أهمية عقد ندوات مخصصة لتحديد مفهوم المواطنة، والاندماج الإيجابي في دول المهجر، ووضع الإطار المناسب لذلك[18].

 

  • المواطنة بين الاندماج في المجتمع، والانسلاخ من تعاليم الإسلام

أدى انتشار الفكر المتطرف والجماعات الإسلامية التي تُشوه صورة المسلمين إلى تعميق ظاهرة الإسلاموفوبيا، وجعل المسلمين في المجتمع اللاتيني يشعرون بالحرج من الاندماج إلا من خلال الانتقاص من الهوية الإسلامية والانسلاخ منها؛ لذلك يجب التوعية بأهمية المواطنة، والتي لا تتعارض مع المبادئ والهوية الإسلامية[19].

وقد جاء المؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي في نسخته الثانية والثلاثين في ديسمبر 2019 ليتناول هذه القضية بعنوان “المواطنة.. الحقوق والواجبات“. حيث ناقش عدة محاور منها: مفهوم المواطنة والحقوق والواجبات والتعايش في المجتمع الحديث، وتهديد السلم الأهلي. وخرج المؤتمر بعددٍ من التوصيات أهمها:

  • عقد الندوات وورش العمل في الدول المشاركة في المؤتمر لتعميق وتوسيع الأبحاث التي تم طرحها.
  • تعميم القضايا المطروحة في المؤتمر على كل المؤسسات الإسلامية بأمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي؛ لتكوين ثقافة ووعي حول المواطنة ومجالات تطبيقها، وتحقيق الوعي الفكري بقضية التطرف وخطورته على الأوطان.
  • دعوة المؤسسات المسلمة لتعزيز الوحدة الوطنية في برامجها التربوية التثقيفية.
  • تصحيح صورة الإسلام في الإعلام، والكتب، والمناهج الدراسية عن طريق الحوار والتواصل الحضاري.
  • تشجيع كل مبادرات الشباب والمرأة الهادفة إلى الاندماج، والمشاركة الإيجابية في بناء الأوطان ورقيها.
  • أوصى المؤتمر المجامع الفقهية المتخصصة بتأسيس فقه المواطنة للمجتمعات المسلمة، وفقًا لمصادر التشريع الإسلامي.
  • إقامة ورش تأهيلية لمدراء المراكز الإسلامية ومدرسي المناهج الإسلامية؛ لترسيخ مفهوم المواطنة في عقولهم[20].

 

2- ثنائية الهجوم والمقاومة:

من التحديات المتعلقة بثنائية الهجوم والمقاومة التي عانى منها المسلمون في أمريكا اللاتينية التعرض لمظاهر الكراهية. ويمكن القول إن أهم الأسباب في ذلك هي التحولات التي تعصف بالعالم، والتي أدت إلى تصاعد هذه الخطابات المتطرفة، والدعوة إلى الكراهية والعنف، وذلك برغم أن الجالية المسلمة من أكثر الجاليات اندماجًا في المجتمع.

وقد ناقش المؤتمر في نسخته الخامسة والثلاثين في نوفمبر 2022 تلك القضية بعنوان “مسلمو أمريكا في مواجهة ظاهرة الكراهية”، من خلال خمسة محاور تضمنت مفهوم الكراهية، ونشأة ظاهرة الكراهية في الغرب وتطورها، وأسباب الكراهية ومظاهرها، وآثار ظاهرة الكراهية على المجتمعات، ووضع بعض الاستراتيجيات والبرامج لمواجهة ظاهرة الكراهية.

وانتهى المؤتمر بتقديم العديد من التوصيات أهمها:

  • ضرورة التعريف بخطورة خطاب الكراهية، الذي يتعارض مع قيم التسامح والعيش المشترك بين أبناء البشر جميعًا.
  • ضرورة تضافر الجهود المشتركة للمؤسسات الدعوية والإسلامية والتعليمية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي؛ لمواجهة ظاهرة الكراهية والتمييز العنصري.
  • السعي إلى إقرار التشريعات والقوانين اللازمة لمواجهة ظاهرة الكراهية، ومكافحة التمييز والتحريض العنصري في مجتمعات دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.
  • إنشاء مرصد دولي في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، لرصد حالات ارتكاب العنف، وعمل تقارير شهرية لرصد خطابات الكراهية.
  • إنشاء منصات إلكترونية دعوية تُعنى بنشر المقالات والأبحاث التي من شأنها التعريف بالإسلام، وبيان موقفه من خطاب الكراهية[21].

3- ثنائية التحدي والبناء:

للمسلمين في أمريكا اللاتينية تأثير حضاري مميز منذ قدومهم لمنطقة أمريكا اللاتينية، مما يلزم معه الاهتمام بذلك الدور البنَّاء بشكل يُعيد فعاليته[22]، ولكن يواجه ذلك الدور العديد من التحديات، سنعرض لأبرزها فيما يلي:

  • قلة عدد البرامج الموجهة للمسلمين

في نفس الوقت الذي تتعدد فيه المدارس التعليمية على شبكة الإنترنت، والتي تحمل أفكارًا متطرفة أو فتاوى لا تصلح للمجتمع الغربي، يواجه المسلمون مشكلة قلة البرامج الدينية والاجتماعية والثقافية، مما يشيع عن الإسلام صورة خاطئة في أذهان الكثيرين، بما في ذلك المسلمين أنفسهم -على نحو ما أُشير[23].

وقد عرض المؤتمر في دورته الخامسة والعشرين لهذه المشكلة، حيث أُقيم في مارس 2012 بعنوان “سبل النهوض بالجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي”، حيث ناقش في محاوره العديد من الموضوعات ذات الصلة، ومنها:

  • تاريخ المسلمين، وتأثيرهم الحضاري في أمريكا اللاتينية.
  • العقبات التي تعترض النهوض بالجاليات المسلمة، والحلول المقترحة.
  • الاندماج الإيجابي للجالية في المجتمعات التي تعيش فيها.

وأصدر المؤتمر العديد من التوصيات أهمها:

  • العناية بالقرآن الكريم دراسةً وحفظًا، وإبراز السنة النبوية والتعريف بالصحابة الكرام.
  • بناء المدارس والمساجد والاهتمام بتدريس اللغة العربية.
  • التوسع في قبول المنح الدراسية في الجامعات والمعاهد الإسلامية في البلاد العربية لطلاب دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.
  • إنشاء مواقع على شبكة الإنترنت، وقنوات التواصل الاجتماعي للمساعدة في تثقيف الجالية.
  • الاهتمام بشؤون المرأة المسلمة، ورعاية المسلمين الجدد.
  • العمل على إيجاد وقف إسلامي.
  • العمل على إنشاء كراسي علمية في جامعات دول أمريكا اللاتينية للتعريف بالإسلام وحضارته[24].

 

  • عدم وجود هيئة وقف إسلامي

من العقبات التي تُعرقل الدور الحضاري للمسلمين في أمريكا اللاتينية عدم وجود هيئة وقف إسلامي في تلك المنطقة، نظرًا لما يُقدمه الوقف من خدمات للمسلمين والمساهمة في بناء الدولة، وكسبب من الأسباب المباشرة في نمو الإنسان وتطوره، والحفاظ على ثرواته بكافة أشكالها وأنواعها.

وقد عرض المؤتمر في دورته الرابعة والثلاثين لهذا الموضوع، حيث أُقيم في يناير 2022 بعنوان “الوقف ودوره في خدمة الجاليات المسلمة بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي”، وناقش المؤتمر الموضوع من خلال أربعة محاور، هي: مجالات الوقف وأهدافه وأهميته بالنسبة للأقليات المسلمة، الوقف من منظور قانوني، نماذج تاريخية ومعاصرة من الوقف، أسباب ضعف الوقف في العصر الحاضر وسبل تفعيله لدى الأقليات المسلمة[25].

وقدم المؤتمر العديد من التوصيات أبرزها:

  • أهمية التعريف بمفهوم الوقف الواسع وإبراز تلك الأهمية في بناء تاريخ حضاري للمسلمين، وحاجة الجاليات المسلمة إليه، ونشر ثقافة الوقف من خلال الوسائل المتاحة، وأهمها وسائل الاتصال الحديثة.
  • عقد ورش عمل وجلسات تركيز للقائمين على الوقف وأمنائه، حول تطوير الأداء، وتحسين الإدارة، وتطوير اللوائح الداخلية لتتماشى مع معايير الأداء الناجح.
  • عقد شراكات بين إدارات الأوقاف وصناديق الزكاة؛ لدفع عجلة الوقف إلى الأمام[26].

 

  • التحديات الاجتماعية

من أهم التحديات التي تواجه الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية هي التحديات الاجتماعية، والتي تزداد بمرور الزمن مع الأجيال المتقدمة، حيث من أهم تلك التحديات ما يلي:

  • الزواج من غير المسلمات، بل وفي بعض الأحيان زواج المسلمات من غير المسلمين، وما ينتج عنه من عدم وجود بيئة اجتماعية مناسبة للأولاد بما يشكل خطورة على عقيدتهم الإسلامية ومعرفتهم بالمبادئ الإسلامية، وقد كثر الزواج من أجنبيات بين المهاجرين المسلمين حتى بلغت نسبتهم 80٪.
  • التساهل في العلاقات قبل الزواج بين الذكور والإناث؛ بسبب ضعف الالتزام بالإسلام في نفوس الناس ومحاكاة الغرب في عاداتهم وتصرفاتهم السيئة.
  • غلبة العادات الاجتماعية لمجتمع الأكثرية على الجالية المسلمة، بالأخص العادات المخالفة للشريعة الإسلامية.
  • قلة المؤسسات الاجتماعية لدى الجاليات المسلمة، وخاصةً المتعلقة بالمرأة والطفل، بما يسهل التأثير عليهم من خلال القوى المعادية.
  • ارتفاع نسبة الطلاق بين أفراد الجالية المسلمة بما ينتج عنه من مخاطر اجتماعية واقتصادية وما ينتج عنه من تفكك اجتماعي، وينعكس سلبًا على الأولاد، وكذلك الخطورة على عقيدتهم إذا كانت الأم غير مسلمة.
  • ضعف الترابط الاجتماعي لدى الجالية المسلمة، بالأخص بين المسلمين العرب والمسلمين غير العرب، وضعف صلة الرحم[27].

وقد عرض المؤتمر لتلك المشكلة في دورته الثلاثين، والتي أُقيمت في سبتمبر ٢٠١٧ بعنوان “الهوية الإسلامية للأسرة المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، وسبل المحافظة عليها”، حيث قدم العديد من التوصيات أهمها:

  • الاهتمام بتعليم القرآن للأطفال، وإنشاء مدارس ومحاضن تُعنى بتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه والتربية على ما فيه من قيمٍ وآداب.
  • التشديد على أهمية إجراء الدراسات العلمية الموثقة حول وظيفة الأسرة المسلمة في المحافظة على الهوية الإسلامية، واقتراح البرامج والآليات المعنية لذلك بواسطة اللجان العلمية في المراكز الإسلامية في أمريكا اللاتينية.
  • الدعوة لإنشاء المدارس الإسلامية النظامية، والتوسع في ذلك كوسيلة من الوسائل المهمة للحفاظ على الهوية الإسلامية.
  • أهمية تبني المراكز الإسلامية في أمريكا اللاتينية إقامة الدورات العلمية، وإنشاء المواقع الإلكترونية التي تُقدم الأحكام الفقهية التي تخص الأسرة في الإسلام.
  • الدعوة إلى إنشاء جمعيات أو لجان داخل المراكز الإسلامية تُعنى بأمر الزواج، وشؤون الأسرة المسلمة.
  • التأكيد على أهمية التواصل بين المراكز الإسلامية في بلدان أمريكا اللاتينية والمؤسسات المختلفة في البلدان العربية والإسلامية، وضرورة ترجمة الكتب المتعلقة بأحكام الأسرة المسلمة إلى اللغات السائدة في أمريكا اللاتينية.
  • ضرورة الاستفادة من الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، وتسخيرها للعناية بالنشء الجديد ونشر القيم السمحة، والسعي للحفاظ على الهوية الإسلامية[28].

ومما تجدر الإشارة إليه مواكبة المؤتمر الأحداث الجارية وتفاعله معها، حيث كانت الدورة الثالثة والثلاثون للمؤتمر في ديسمبر 2020 بعنوان “أحكام الأقليات المسلمة الفقهية المتعلقة بجائحة كورونا”، حيث أُقيم المؤتمر بشكل افتراضي نظرًا لما فرضته الجائحة من انغلاق عالمي، وناقش المؤتمر أربعة محاور في سياق الأزمة شملت: محور التفسير والحديث والعقيدة، الفقه والأصول، القضايا الدعوية والمنهجية، الجهود الدولية خلال جائحة كورونا.

وقدم المؤتمر التوصيات التالية:

  • ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي، خاصةً في المجال الطبي، والاستفادة من الكفاءات المسلمة في الخارج.
  • الالتزام بما تُقرره الجهات المختصة لحماية الناس من الأوبئة والأمراض، كونه واجبًا شرعيًا ووطنيًا.
  • التشديد على أهمية تعميم القضايا المطروحة في المؤتمر على كل المؤسسات والجمعيات الإسلامية بأمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي؛ لتكوين فهم ووعي بالأحكام الفقهية المتعلقة بالوباء المستجد.
  • التأكيد على أهمية نشر ثقافة النظافة واستعمال كل الأدوات والمواد التي تحقق ذلك؛ تماشيًا مع مقاصد الشريعة الإسلامية.
  • دعوة الدول غير المسلمة إلى تسهيل دفن الموتى المسلمين وفق أحكام الفقه الإسلامي، وتوفير مقابر خاصة بهم أو مواقع دفن في المقابر العامة[29].

هكذا، مثّل المؤتمر نموذجًا واقعيًا للمقاومة والحراك الإسلامي خارج دائرة التأثير الإسلامي المبني على أسس منهجية لمواجهة التحديات التي يتعرض لها مسلمو أمريكا اللاتينية وبحر الكاريبي، وأهم سمات المؤتمر أنه يأتي دائمًا استجابةً لتحديات الظرف الراهن ويتفاعل معها تمهيدًا لمعالجتها، كما اتسم المؤتمر بالاستمرارية والدورية خلال فترة انعقاده بشكل شبه سنوي، وهذه سمات تؤكد فعالية مستوى الشعوب والأفراد في مواجهة ما تتعرض له الأمة الإسلامية من تحدياتٍ وأزمات.

خاتمة: تقييم النموذج: الدلالات، والخلاصات

من ثنايا الاستعراض السابق للمؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي كنموذج من نماذج المقاومة والبناء الإسلامي، يُمكننا استخلاص عدد من الدلالات التي تساهم في تسكين النموذج في إطار المعطيات التي يفرضها واقع المسلمين في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي. كما نسعى في هذا المنحى إلى محاكمة النموذج وتقييمه، وفق ما توصلنا إليه من تصورات حول آليات عمل المؤتمر، والكيفية التي يُعالج بها القضايا والتحديات التي تواجه الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية، ومدى فعالية هذه الآليات في ظل الظروف العالمية المتأزمة. وذلك ما يمكن إجماله في النقاط التالية:

  • الغياب الإلكتروني للنموذج: بالسؤال حول مسار ومسيرة المؤتمر..!

انعقد المؤتمر منذ تأسيسه في 35 دورة كان آخرهم عام 2022، وناقش المؤتمر خلال هذه الدورات العديد من القضايا التي تمس الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية، وفي إطار السمة الأساسية التي نلتمسها من نعت المؤتمر بـ “الدولية”، فإن المؤتمر كنموذج للمقاومة الإسلامية بهذا القوام يحتاج إلى مزيد من الانتشار والتوسع من حيث المدى والتأثير. ومن الملاحظات الأساسية التي نعرض لها هي الغياب الإلكتروني للنموذج، حيث إننا لم نجد للمؤتمر هُوية رقمية إلكترونية (سواء موقع إلكتروني، أو منصات التواصل الاجتماعي)، يصل الأمر إلى غياب تناول المؤتمر من الساحة الأكاديمية سواء العربية أو البرتغالية أو الأسبانية -حسب ما توصلنا إليه- فلم نجد حضورًا ملحوظًا للنموذج، حتى أنه من أصل 35 دورة أو قمة انعقد فيها المؤتمر لا يوجد سوى 8 دورات حديثة تم تناولها بشكل إعلامي صحفي -وليس أكاديمي بحثي- عبر منصات سعودية خليجية بشكلٍ عام، كما أن الموقع الرسمي لمركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية -الجهة المنظمة للمؤتمر- الذي يصدر باللغة البرتغالية لم يعرض سوى لـ 5 دورات من 35 دورة[30]. وهذه الملاحظة تعد أم الملاحظات لأنها تعد معيار رئيسي في معالجة المؤتمر كنموذج للمقاومة الإسلامية، فليس من المنطق أن نقيّم نموذجًا لم نتوصل إلى كامل ملامحه وتأثيره وفعاليته.

  • الشمولية في مواجهة المحلية: مدى تأثير المؤتمر حول محيطه الإقليمي والدولي..!

يأتي المؤتمر -كما سبق أن أشرنا- بسمة أساسية وهي الدولية، كما أن المؤتمر يُناقش القضايا التي تواجه “المسلمين” بشكلٍ عام في “أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي”، إلا أن معظم الدورات التي انعقد فيها المؤتمر -إن لم يكن كلها- كانت في البرازيل، ربما يعزز من ذلك الأمر غالبية التواجد الإسلامي في البرازيل. لكن كيف يعالج المؤتمر قضية تمس شأن أفراد في مجتمع آخر بسلوكيات مختلفة ولغة مغايرة وسياق فكري مختلف، ما لم يحتك النموذج بقضاياه عن قرب ومن خلال آليات وأنماط تقترب من ثقافة المجتمع؛ لذا يغلب على النموذج المحلية البرازيلية.

  • بين التوصيات والآليات:

يصدر عن المؤتمر في كل دورة من الدورات السنوية عدد من التوصيات العلمية والعملية، لكن الواقع يُشير أن معظم هذه التوصيات تظل حبيسة السطور، فعلى سبيل المثال جاء ضمن توصيات الدورة الـ35 والتي كانت بعنوان “مسلمو أمريكا في مواجهة ظاهرة الكراهية”: “إنشاء مرصد دولي في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي؛ لرصد الحالات التي تُحَرّض على الكراهية وارتكاب العنف، وعمل تقارير شهرية لرصد خطابات الكراهية، ومنصات إلكترونية دعوية، تُعنى بنشر المقالات والأبحاث التي من شأنها التعريف بالإسلام ووسطيته وتسامحه، وبيان موقف الإسلام من خطاب الكراهية”[31]، لكن هذا المرصد -حسب ما توصلنا إليه- لم يتم إنشاؤه، وعليه فإن المؤتمر كنموذج للمقاومة الإسلامية يحتاج إلى مزيد من الدافعية التفعيلية للنزول بتوصياته إلى أرض الواقع.

  • غياب الدعم من العالم الإسلامي:

 تعد مشكلة الدعم الذي يتلقاه المسلمون في أمريكا اللاتينية وبحر الكاريبي من أبرز المشكلات المفصلية، ويعود ذلك لعاملين: الطرفية: أي ما يتصل بعامل المكان وبُعد المسافة بين أمريكا اللاتينية ومركز الإسلام سواء في الجزيرة العربية أو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اللغة: يتحدث معظم مسلمي أمريكا اللاتينية البرتغالية والأسبانية -كما سبق أن أشرنا- وذلك يُضعف عملية التواصل والدعم. وعلى مستوى المؤتمر تحديدًا، فلم نجد دعمًا ملموسًا -خاصةً على مستوى الحكومات والنخب- الأمر الذي يحد من فعالية المؤتمر كنموذج مستقل، فهو يمتلك من الموارد أقلها.

ولكن رغم ما سبق، يجدر التنويه إلى مركزية الدعم الخليجي السعودي، حيث إن هناك دعمًا واضحًا من الكويت والمملكة العربية السعودية خاصةً وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد لديها، ويتمثل ذلك الدعم من خلال الحضور الرسمي ورعاية المؤتمر، كذلك تقديم دعم مادي ولوجستي لتنظيم المؤتمر كل دورة[32]، ويمكن أن يفسر ذلك التناول الإلكتروني للمؤتمر بشكل واسع عبر منصات ومواقع سعودية خليجية مقارنةً بغيرها.

  • تشابك الواقع:

يوجد العديد من المؤسسات والهئيات الإسلامية في امريكا اللاتينة، فعلى سبيل المثال في البرازيل يتواجد: الجمعية الخيرية الإسلامية (1929)، الجمعية الخيرية الاسلامية “ريو دي جانيرو” (1951)، المدرسة الإسلامية البرازيلية (1966)، اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل (1979)، المركز الثقافي الخيري الإسلامي “فوز دو إيجواسو” (1980)، مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية (1987)، رابطة الشباب المسلم في البرازيل (1995)، الندوة العالمية للشباب الإسلامي (2001)، المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل (2005)، الاتحاد الوطني الإسلامي (2007)، المعهد اللاتيني الأمريكي للدراسات الإسلامية (2008)[33]، وغيرها في باقي دول القارة، تتشابك هذه المؤسسات والهيئات في واقعٍ مشترك، وتهدف إلى معالجة قضايا متشابهة، ويأتي المؤتمر الدولي لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي ليبلور جهود هذه الهيئات والمؤسسات ويُكلل جهودها في صورة حال مُعاش وواقع مأمول، وإن كان ما يزال بحاجة إلى الكثير من الدعم والتطوير.

  • الفعل والفعالية:

إلى أي مدى يؤثر النموذج في واقع مسلمي أمريكا اللاتينية؟… من خلال تعرضنا لبعض مساحات الحركة لمستوى الشعوب والأفراد المسلمين في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي وذلك بالنظر والتحليل، ومع الآخذ في الاعتبار معوقات الظرف العالمي، وما ينتجه من قيود على المجتمعات الإسلامية بما يفرض عليها حالة من اللافعل واللافعالية، من خلال هذا كله تتأكد لدينا -من قراءة نموذج المؤتمر- قدرة المجتمعات المسلمة على الحركة في ظل تزايد واستمرار الهجمات والأزمات، فمن خلال آليات المؤتمر واستعراضه الجاد لقضايا المسلمين، تزايد زخم الوجود الإسلامي، ومعه تزايدت أعداد المسلمين في أمريكا اللاتينية، وذلك في ظل موجات ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، وتعد أحوال الجالية المسلمة هناك أفضل بكثير من غيرها في مناطق آخرى كالصين وميانمار.

  • المراجعات الذاتية ومستقبل المؤتمر:

يتعرض المؤتمر للعديد من القضايا المتشابكة ذات الأبعاد المتقاطعة، ومن ثم يحتاج مراجعات ذاتية للدفع بما يتوصل إليه المؤتمر نحو أرض الواقع، ومن المهم أن تكون هذه المراجعة ذاتية داخلية للوقوف على أهم المشكلات التي تعوق تنفيذ توصيات المؤتمر، ويمكن أن يتم ذلك من خلال تدشين لجنة متابعة دورية تقوم على متابعة التوصيات والقرارات وتوفير ما يلزم لها من آليات لتنفيذ هذه التوصيات، وهذا ينقلنا إلى نظرة مستقبلية حول مسار ومسيرة المؤتمر، حيث -كما سبق أن أشرنا- أن منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تتمتع بمييزات تجعل منها أرض خصبة لنشر الإسلام، بما ينعكس في تحسين أوضاع الجاليات المسلمة.

 

الهوامش

[1] يتقدم الباحث بالشكر والتقدير للباحثة ندى رضا؛ لما قدمته من عونٍ ومساعدةٍ في تجميع المادة الأولية للتقرير.

[2] على منتصر الكتاني، الأقليات المسلمة في العالم اليوم، (مكة المكرمة: مكتبة المنارة، 1988)، ص 77.

[3] شيماء حطب، أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي: إرهاصات تاريخية وفلسفة للتقارب، موقع مركز الحضارة، بتاريخ ديسمبر 2018، تاريخ الاطلاع: 10 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/FlQngGH

[4] بدر إبراهيم الجهيمي، كثير من المهاجرين العرب فقدوا لغتهم وضيعوا دينهم فأدى إلى ذوبان المسلمين، جريدة الرياض، بتاريخ ديسمبر 2006، تاريخ الاطلاع: 10 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/2Szrm9T

[5] للمزيد راجع: ناصر بن إبراهيم بن عبدالله آل تويم، التحديات الثقافية التي تواجه الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية وسبل مواجهتها: الأرجنتين نموذجًا، مجلة الإسلام والعالم المعاصر، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، المجلد 7، العدد 3-4، 2012، ص ص 7-141.

[6] ناصر بن إبراهيم بن عبد الله، المرجع سابق، ص 18.

[7] المسلمون في بلاد كولومبوس، موقع إسلام ويب، بتاريخ يونيو 2006، تاريخ الاطلاع: 13 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/lJ0Pg3i

[8] محمد بن حسن المبارك، أنسب مكان لتكثيف المناشط الدعوية هي أمريكا الجنوبية، موقع شبكة الألوكة، بتاريخ أكتوبر 2012، تاريخ الاطلاع: 12 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/j4bdZ8J

[9] المسلمون في بلاد كولومبوس، مرجع سابق.

[10] يمكن الاطلاع على المزيد بخصوص المركز من خلال الموقع الرسمي عبر الرابط التالي: https://cdial.org.br/

[11] محمد يوسف هاجر، المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية: المسلمون في أمريكا اللاتينية الواقع الاجتماعي والثقافي والعقبات والحلول، أبحاث ووقائع المؤتمر العالمي التاسع: الشباب والانفتاح العالمي، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، 2002، ص ص: 201 – 208.

[12] المؤتمر الدولي 35 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، يفتتح أعماله تحت شعار “مسلمو أمريكا اللاتينية في مواجهة ظاهرة الكراهية” بالبرازيل، وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالسعودية، بتاريخ: نوفمبر 2022، تاريخ الاطلاع: 15 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/20vNfPb

[13] للمزيد انظر: ناصر بن إبراهيم بن عبد الله، مرجع سابق، ص ص 31 – 42.

[14] الوزارة تشارك في مؤتمر “اللغة العربية في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الواقع والمأمول”، موقع وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بتاريخ: 20 نوفمبر 2018، تاريخ الاطلاع: 15 أغسطس ٢٠٢٣، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/uYAcSm6

[15] عبد الله العنزي، مؤتمر مسلمي اللاتينية والكاريبي يوصي بإنشاء مركز متخصص لإعداد معلمي العربية وإحياء رسالة المسجد، صحيفة سبق الإلكترونية، بتاريخ: 25 نوفمبر 2018، تاريخ الاطلاع: 15 أغسطس ٢٠٢٣، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/RAo2LQZ

[16] خالد رزق تقي الدين، حول مشكلات الشباب المسلم في البرازيل، موقع الألوكة، بتاريخ: 5 يناير 2013، تاريخ الاطلاع: 16 أغسطس 2022، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/7bmSTf5

[17] المؤتمر الـ 28 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي يبدأ أعماله غدًا، موقع سودارس، بتاريخ: 21 مايو 2015، تاريخ الاطلاع: 16 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/mUPGaip

[18] إبراهيم السخاوي، بالصور.. ننشر توصيات مؤتمر تحصين الجاليات المسلمة من الإرهاب والتطرف، بوابة الأهرام، بتاريخ: 21 أغسطس 2016، تاريخ الاطلاع: 18 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/kedQdAA

[19] المؤتمر الـ 32 لمسلمي أمريكا اللاتينية يبدأ أعماله الجمعة القادمة تحت عنوان “المواطنة الحقوق والواجبات” بمشاركة المملكة وأكثر من 20 دولة، وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بتاريخ: 12 ديسمبر 2019، تاريخ الاطلاع: 18 أغسطس 2013، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/JzdLNRX

[20] اختتام فعاليات المؤتمر الثاني والثلاثين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بتاريخ: 17 ديسمبر 2019، تاريخ الاطلاع: 20 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/nNTsGSM

[21] المؤتمر الدولي 35 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي يفتتح أعماله تحت شعار “مسلمو أمريكا اللاتينية في مواجهة ظاهرة الكراهية ” بالبرازيل، موقع وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بتاريخ: 19 نوفمبر 2022، تاريخ الاطلاع: 22 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/20vNfPb

[22] للمزيد حول ذلك الأثر راجع: خالد رزق تقي الدين، الأثر الحضاري لمسلمي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، بحث مقدم لمؤتمر سبل النهوض بالجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، مركز الملك فهد الإسلامي بالأرجنتين، 2012.

[23] خالد رزق تقي الدين، حول مشكلات الشباب المسلم في البرازيل، مرجع سابق.

[24] خالد رزق تقي الدين، الأرجنتين: اختتام فعاليات مؤتمر “سبل النهوض بالجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي “- موقع الألوكة، بتاريخ: 5 مارس 2012، تاريخ الاطلاع:  25 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي:  https://2u.pw/R0OGmCf

[25] بدء جلسات مؤتمر الوقف ودوره في خدمة الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، موقع وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بتاريخ: 25 يناير 2022، تاريخ الاطلاع: 25 أغسطسط 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/1nFcR59

[26] المؤتمر الدولي الافتراضي الـ 34 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي يختتم أعماله، جريدة الرياض، بتاريخ: 26 يناير 2022، تاريخ الاطلاع: 27 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/7JBUF67

[27] ناصر بن إبراهيم بن عبد الله، التحديات الثقافية التي تواجه الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية وسبل مواجهتها، مرجع سابق، ص ص 42- 49.

[28] 10 توصيات في ختام مؤتمر الهوية الإسلامية بالبرازيل، موقع الجمعية الكويتية للتواصل الحضاري، بتاريخ: 27 سبتمبر 2017، تاريخ الاطلاع: 30 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/XTXrB3B

[29] مؤتمر مسلمي أمريكا اللاتينية يوصي بالاهتمام بالبحث العلمي، موقع الجزيرة الآن، بتاريخ: ديسمبر 2020، تاريخ الاطلاع: 2 سبتمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/kuL7jn8

[30] يمكن مطالعة ذلك من خلال الرابط التالي: https://2u.pw/6fPi4EU

[31] برقية شكر للمملكة وتوصيات في ختام مؤتمر مسلمي أمريكا اللاتينية والكاريبي، مجلة سبق، بتاريخ: نوفمير 2022، تاريخ الاطلاع: 5 سبتمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/3oSF3O4

[32] رئيس “الدعوة بأمريكا اللاتينية” يشيد بدعم المملكة للأقليات المسلمة، موقع المدينة، بتاريخ: ديسمبر 2018، تاريخ الاطلاع: 5 سبتمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/acg2llD

[33] هاني صلاح، أهم المؤسسات الإسلامية العاملة في البرازيل، موقع رابطة العلماء السوريين، بتاريخ: يناير 2014، تاريخ الاطلاع: 10 سبتمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/ctQ6S70

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى