اتفاقية الأزهر مع الفاتيكان لحوار الأديان

فى أول سابقة من نوعها يشهدها تاريخ الأزهر وقع الشيخ فوزى الزفزاف وكيل الأزهر ورئيس اللجنة الدائمة للحوار بين الأديان السماوية بالأزهر مع الكاردينال أدنيزى رئيس المجلس الأسقفى للحوار بين الأديان بالفاتيكان أول اتفاقية تنظم الحوار الإسلامى المسيحى .

هدفت الاتفاقية إلى توحيد كلمة المؤمنين بالله على اختلاف دياناتهم لمواجهة قوى الإلحاد والاتجاهات الفكرية والسلوكية المعادية لسماحة الأديان[1] .

وفى الواقع الاتفاقية تأتى كتتويج لجهودٍ استمرت قرابة الأربعة أعوام ، إذ بدأت فكرتها مع مطلع عام 1994 . وظلت المناقشات بين الطرفين – الفاتيكان والأزهر – خلال هذه السنوات حتى صدور قرار الإمام الأكبر إمام الجامع الأزهر بتشكيل لجنة داخلية بالأزهر لتنظيم حوار الأديان .

وكان الفاتيكان قد طلب فى مستهل عام 1994 من الأزهر تشكيل لجنة مشتركة للحوار ، ويعتبر هذا الطلب من الفاتيكان هو المحرك الرئيسى وراء إبرام الاتفاقية ، وتوالت المكاتبات بينهما لتحديد صياغة الاتفاقية وأهم ما سوف تشتمل عليه من بنودٍ ونقاط ، وفى 28 مايو 1998 تم توقيع الاتفاقية بعد التوصل لصيغة مشتركة وذلك بمقر البابوية بالفاتيكان ، وكان الوفد المصرى قد حمل رسالة من شيخ الأزهر للبابا يؤكد فيها الإمام الأكبر على أن الفضائل المشتركة التى تلتقى الأديان عليها تجعل من الحوار مهمة سهلة للطرفين[2].

عُنيت الاتفاقية بالنص على إنشاء لجنة مشتركة مؤلفة من الجانبين ، لتقوم – وبنص الاتفاقية – على دعم مبادئ العدالة والسلام واحترام الأديان من خلال حوار إسلامى مسيحى .

وكان سعى الأزهر لتوقيع هذه الاتفاقية مدفوعاً بقناعة أن الحوار أقوى وسيلة لمواجهة العدوان الذى يمارس ضد الأديان، وكذلك مدفوعاً بالرغبة فى التصدى للحملة التى يتعرض لها الإسلام لتشويه صورته وطمس جوهره الحقيقى ؛ القائم على التسامح والإيمان بكافة الرسل والكتب والديانات السابقة[3] .

وتركز الاتفاقية كما تشير نصوصها على مجموعة إجراءات عملية تطبيقية لتفعيل الحوار لاسيما فيها يتعلق بالحملات الغربية ضد الإسلام ومحاولات إلصاق تهمة الإرهاب به [4] .

كما يذكر داخل الاتفاقية سعيها لتوضيح حقيقة الإسلام فى الدول المسيحية ، ولعل أهمية ذلك قد اتضحت حينما ألقى السيد / عمرو موسى وزير خارجية جمهورية مصر العربية فى إبريل 1998 محاضرة فى جامعة جوريجوريانا البابوية حول الحضارات والحوار بين الأديان ، وما أثاره ذكره لبعض آيات القرآن الكريم التى تؤكد على التسامح وتوصى بحسن معاملة الذميين من دهشة الحاضرين وإعجابهم إشارة إلى جهل الغرب المسيحى بالكثير من الحقائق البديهية فى الدين الإسلامى ، والتى سوف تعمل الاتفاقية بين الأزهر والفاتيكان على التعريف بها كما تشير نصوص الاتفاقية .

وهنا إشارة واجبة إلى أن الحوار ما بين الأزهر والفاتيكان بدأ بشكل جَلّى مع الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابق فى إبريل 1978 والكاردينال بنيودلى ممثل الفاتيكان بعد الزيارة الهامة للإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود إلى قداسة البابا ، والزيارة كما أعلن عنها قامت على هدى من القرآن واحترام عميق للإنجيل ولجميع الأنبياء.

وأبرز ما تم مناقشته فى هذه الزيارة قضية السلام كضرورة للبشرية[5] .

وهذه الزيارة وإن كانت أول حوار رسمى يقام بين الأزهر والفاتيكان فهى حلقة فى سلسلة طويلة من التفاعل الإسلامى المسيحى من أجل الحوار بدأت قبلها وتحديداً فى 1962 عندما ناقش المجمع الفاتيكانى الثانى لأول مرة فى تاريخ الكنيسة الغربية مشكلة العلاقة بين الكنيسة والديانات غير المسيحية ، وقد أولى هذا المجمع اهتماماً عاليا بالإسلام معترفاً بذلك بوضعه على خريطة الأديان العالمية .

وفى مايو 1964 أصدر البابا بولس السادس قراراً لإنشاء سكرتارية دائمة لشئون الديانات غير المسيحية تتولى إدارة الحوار مع المسلمين ، وذلك فى إطار اتجاه عام ساد الفاتيكان منذ أوائل الستينات بلغ أقصى وضوح له فى منتصفها للتعاون مع الديانات الأخرى .

وفى سياق ذلك نذكر الحوار المسيحى اليهودى ، والذى نتج عنه تبرئة اليهود الحاليين من دم السيد المسيح وصلبه ، وهو القرار الذى أنتج ردود فعل مختلفة ، إذ رفضته الكنيسة المصرية مثلاً على حين استقبلته كنائس أخرى بالبشر والحبور .

أما عام 1965 فقد شهد إصدار المجمع الفاتيكانى وثيقة خاصة بالإسلام من ست نقاط هى :

– على المسيحيين احترام المسلمين .

– المسلمون والمسيحيون يعبدون الإله الواحد خالق السماوات والأرض .

– المسلمون والمسيحيون يجتهدون ليخضعوا لإرادة الله .

– المسلمون والمسيحيون يستندون فى إيمانهم إلى إيمان إبراهيم أبو الأنبياء .

– المسلمون يجلون المسيح ويكرمون أمه مريم .

– المسلمون والمسيحيون ينتظرون يوم الدين وقيامة الأموات .

كما شهدت تلك الوثيقة مناشدة المجمع الفاتيكانى للمسلمين والمسيحيين – على السواء- لنسيان العداوات الماضية بين الطرفين[6] .

بعد تلك الوثيقة أُعطى الحوار الإسلامى المسيحى دفعات بعضها كان رسمياً وبعضها كان غير رسمى ، وتجدر الإشارة إلى أن الأزهر شارك فى اجتماعات الحوار منذ بدئه لكن بشكل غير رسمى حتى زيارة شيخ الأزهر للفاتيكان فى 1978 – سالفة الذكر – قبل تلك الزيارة كان الأزهر يرسل مندوباً عنه لحضور هذه الحوارات وغالباً ما كان هذا المندوب هو وزير الأوقاف .

ويمكن القول إنه خلال الفترة من منتصف الستينات وحتى عام 1998 عقد حوالى ثلاثين جولة من الحوار فى عواصم متعددة اتخذت أشكالاً متنوعة من مؤتمرات وندوات وحلقات دراسية ولقاءات مشتركة فعلى سبيل المثال :

* فى 1977 عقد مؤتمر إسلامى مسيحى فى قرطبة وحضره عدد من الشخصيات البارزة وتركزت أعمال المؤتمر على التقييم الإيجابى لعيسى ومحمد فى المسيحية والإسلام[7] .

* فى 1993 عقد المؤتمر الأول للحوار الإسلامى المسيحى على وهج حرب البوسنة ، وأثرى المؤتمر حضور وفود من جنسيات شتى [8] .

* فى يناير 1996 عقد المؤتمر العالمى للحوار الإسلامى المسيحى بسويسرا  بمناسبة مرور 900 عام على بدء الحروب الصليبية ، وناشد المؤتمر المسلمين والمسيحيين لفتح صفحة جديدة للعلاقات بينهما قاعدتها السلم .

* فى يونيو 1996 عقد المؤتمر الإسلامى المسيحى للحوار بشأن “القدس مدينة الأديان” ، وانطلق المؤتمر من أن الحوار الإسلامى المسيحى ضرورى لا سيما حول مناطق الاهتمام المشترك ، وخرج المؤتمر بتوصيات من قبيل : – ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ، وأنشأ المؤتمر صندوقاً لدعم سكان القدس المسلمين والمسيحيين[9] .

* فى مايو 1997 عقد المؤتمر الثانى للحوار الإسلامى المسيحى بين قيادات المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة برياسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبين وفد جمعية القدس ابجيديو الإيطالية لمواصلة التعاون المشترك الذى بدأ بين المؤسستين فى مؤتمر روما الإسلامى المسيحى الذى عقد فى نفس العام تحت عنوان “عالم واحد للجميع” استلهاماً من التعبير القرآنى : “تعالوا إلى كلمة سواء”[10] .

* فى ديسمبر 1997 تم عقد المؤتمر الإسلامى المسيحى الثالث وقد نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية تحت عنوان “المصريون والوعى بالعصر” وشارك فيه الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية وعدد من الشخصيات الأجنبية ذات الصلة بالحوار الإسلامى المسيحى [11] .

ولم يقتصر شكل الحوار على وجود منابر حوارية مؤقتة بل شهد قيام مؤسسات تحظى بالثبات والاستقرار لدعمه نذكر منها :

* جمعية الأبحاث الإسلامية التى قامت فى تونس 1978 بإشراف إسلامى مسيحى ولعل من أبرز الأنشطة التى قامت بها : نشرها لكتابين بعنوان : “الكتاب المقدس والقرآن” ، و”الإيمان والعدالة : تحدى مشترك بين الإسلام والمسيحية”[12] .

* مركز حوار الحضارات الذى أنشئ بمعرفة الهيئة القبطية الإنجيلية ، ويقوم بعقد ندوتين سنوياً فى موضوعات يشترك فى مناقشتها أطراف إسلامية وأخرى مسيحية بالقاهرة[13] .

* مركز التفاهم الإسلامى المسيحى التابع لإشراف جامعة “جورج تاون” الأمريكية والذى أنشأه رجل الأعمال الفلسطينى حسيب صباغ ، ويعمل المركز على ترسيخ العلاقة الإسلامية المسيحية بعد إخفاق الغرب فى التمييز بين الدين والعنف ويرأسه المفكر البارز جون اسبوزتيو[14].

* الهيئة الأمريكية للأبحاث والحوار بين الإسلام والمسيحية ومقرها مدينة شيكاغو الأمريكية ، وقد دأب على عقد مؤتمرات حول التعريف بالإسلام ، والعمل على تنمية الصلات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين فى الولايات المتحدة الأمريكية[15].

* مؤسسة “آل البيت” بالأردن والتى تأسست لدفع الحوار الإسلامى المسيحى قدماً بالتعاون مع المجلس الملكى للبحوث وتحت إشراف سمو الأمير الحسن ولى عهد الأردن ، وقد عقدت المؤسسة عدداً كبيراً من اللقاءات بين اطراف مسلمة وأخرى مسيحية تناولت قضايا مختلفة من قبيل مستقبل التعليم الدينى ، وضعية مسيحى البلاد العربية ، الأطر التاريخية للتعايش الإسلامى المسيحى وآفاق المستقبل لهذا التعايش على أساس من القيم الإنسانية المشتركة بين الإسلام والمسيحية …. وغيرها.

كما أصدرت المؤسسة عدداً من الكتب فذكر منها كتاب “عيال الله” للكاتب محمد الطالبى [16] .

* مؤسسة الحوار الدولى الإسلامى  المسيحى “ADIC” والتى أسسها د. على السمان ومقرها باريس – فرنسا ، وقد أنشئت المؤسسة بغرض إنماء فكرة دبلوماسية تقارب الأديان ، التى تبلورت بشكل واضح فى عدد من اللقاءات التى نظمتها المؤسسة فى مبنى السوربون بباريس .

وتسعى المؤسسة إلى تطويق كل أنحاء أوروبا عن طريق فتح فروع لها فى كل البلدان الأوروبية ، كما تسعى المؤسسة  إلى إدخال اليهودية فى الحوار [17] .

* رابطة الإخاء الدينى فى مصر والتى تكونت فى 1978 وتهدف إلى توفير المناخ الملائم لنمو روح الحب بين الشباب المسلم والمسيحى من خلال عدد من الندوات التى يحضرها الجانبان ويتبادلان من خلالها الرؤى والتصورات حول قضايا العصر ذات الاهتمام المشترك ، وامتدت هذه الرابطة لتغطى بفروعها 11 محافظة مصرية [18] .

* مركز الأبحاث فى الحوار المسيحى الإسلامى “CERDIC” فى “حريصا” بلبنان ، والذى أنشئ ليكون نواة للبحث الفكرى المشترك بين المسلمين والمسيحيين ، أنشأه جمعية الآباء البولسيين برعاية معهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت لتعزيز الحوار الفكرى الأكاديمى الرامى إلى إظهار مواضع التقارب والتعاون بين الإسلام والمسيحية ، ويقوم بعقد مؤتمرات سنوية حول قضايا عديدة كالعدل والسلام فى أسسهم ومشاكلهم وأبعادهم المشتركة بين الإسلام والمسيحية[19] .

رغم أن جولات الحوار كما يوضح العرض السابق لبعضها لم تقتصر على مصر ولا على أزهرها إلا أن توقيع الأزهر للاتفاقية بثقل تاريخه وواسع نفوذه وامتداد طلابه فى كافة الأنحاء يمثل أكبر دفعة للحوار الإسلامى المسيحى ؛ إذ أن ذلك يعالج القصور الذى اعترى الحوار ما قبل هذه الاتفاقية ، والذى كان أبرز مظاهره أن الجانب المسيحى هو الذى يختار موضوعات المناقشة ويحدد جدول الأعمال؛ ذلك أن الطرف المسلم كان مشتتاً ما بين جهود شخصية لعددٍ من المفكرين أو بين جهود مؤسسات لا تحظى بالشهرة والانتشار الكافيين ، وبالتالى لم تتمتع نتائج هذه الأنماط من الحوار الإسلامى المسيحى بالفعالية ولا الأهمية المنتظرة .

ورغم أن اتفاقية الأزهر مع الفاتيكان تأتى فى وقــت حساس إلا أنها حال الإعلان عنها أبرزت ردود فعل وآراء مختلفة بصددها ،  فكان هناك معارضون لها حجتهم أن الاتفاقية تقوم بين طرفين غير متكافئين لأن الكنائس الغربية فى عمومها والفاتيكان بشكل خاص مؤسسات قوية مادياً واجتماعياً وسياسياً وتحظى بالاستقلال عن حكوماتها وبالتالى سوف تكون فى وضعية تمكنها من فرض رأيها على الأزهر .

– كذلك أكد أصحاب هذا الاتجاه عدم إمكانية الدخول فى حوار مثمر مع غياب الاستعداد لتبادل التنازلات بين الطرفين [20] .

– آخرون قالوا : الحوار لا يمكن فصله عن واقع العلاقة بين العالم الإسلامى والغرب المسيحى وهى علاقة غير متكافئة فى مواجهة غرب متقدم بينما يعانى العالم الإسلامى التمزق الداخلى الذى يتجه فى أحيان كثيرة إلى العنف ويتحول أو يكاد يتحول فى دول إسلامية إلى حروب أهلية .

أما مؤيدو الحوار بين الأزهر والفاتيكان فقالوا : إن الأزهر كى ينجح فى مهمته عليه أن يستعين بكل الكفاءات الإسلامية فى قضية الحوار لأنه فى ذلك لا يمثل نفسه بل يعمل كمظلة للعالم الإسلامى كله، وأنه من الضرورى أن يقوم الحوار لأن الدين الإسلامى كسائر الأديان يمكن أن يساء فهمه أو استخدامه لذلك فالتفاهم بين الأديان يعدو واجباً حيوياً تغطيه الاتفاقية ، وعليه لابد أن يكون المشاركون فى مؤتمرات الحوار علماء مشهود لهم بالموضوعية لا وزراء رسميين [21] .

وفى خطوةٍ عملية لتطبيق الاتفاقية استقبل شيخ الأزهر وفوداً من الفاتيكان فى شهور يوليو وأغسطس 1998 لاستئناف الحوار والتباحث حول قضايا الاهتمام المشترك[22] .

_______________________________

إشراف: أ.د. سيف الدين عبد الفتاح

الهوامش

[1] جريدة الأهرام 31/5/1998

[2]جريدة الأهرام 15/6/1998

[3]جريدة الأهرام 15/6/1998

[4]جريدة الأهرام 30/5/1998

[5] جريدة الأهرام 24/7/1978

[6] مجلة روزا اليوسف 8/6/1998

[7] جريدة الأهرام 19/3/1977

[8] جريدة الأهرام 16/4/1993

[9] جريدة الأهرام 16/6/1996

[10] جريدة الأهرام 18/5/1997

[11] مجلة آخر ساعه 24/12/1997 وجريدة العالم اليوم 22/12/1997

[12] جريدة الأهرام 28/9/199

[13] جريدة الأهرام 18/5/1997

 [14] جريدة الأهرام 25/2/1997

[15] جريدة الأهرام 21/2/1992

[16] جريدة الأهرام 20/11/1989،  وجريدة الرأى  23/11/1987

[17] جريدة الأهرام 29/6/1994

[18] جريدة الأهرام 24/8/1979

[19] اندراوس بشته وعادل تيودور خورى ، “سلام للبشر : المسيحية والإسلام ينظران إلى السلام ومشاكله وأبعادة المقبلة ، المكتبه البولسية ، لبنان ، 1997

[20] جريدة الأنباء 5/7/1996

[21] جريدة الأهرام 17/6/1998

[22] جريدة الأهرام 17/7/1998

 

  • نُشرت هذه الدراسة في: أمتي في العالم.. الأمة والعولمة، (القاهرة: مركز الحضارة للدراسات السياسية،1999).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى