جديد المواقف الغربية والأوروبية من العدوان على غزة

(17 أكتوبر – 25 أكتوبر)

للأسبوع الثاني على التوالي استمرت رسائل الدعم السياسية والدبلوماسية والعسكرية الصادرة من القوى الغربية الكبرى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى، التي انطلقت في السابع من أكتوبر الماضي من القطاع. تنوعت هذه الرسائل بين زيارات إلى تل أبيب ودول الجوار، وحضور مؤتمرات، واتصالات دائمة مع قيادات إسرائيل وقادة الدول المعنية بصفة مباشرة في المنطقة مثل مصر، والأردن، وقطر.

تبعًا للتطورات التي جرت هذا الأسبوع، فإن هذا التقرير يهدف إلى تتبع جديد مواقف القوى الغربية الرئيسية: الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، والاتحاد الأوروبي، فضلًا عن إسبانيا والنرويج في أربعة قضايا أساسية: قصف المستشفى الأهلي (المعمداني) باعتباره انتهاكًا صارخًا وصريحًا لقوانين الحرب ولحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ومرور المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والعملية البرية الإسرائيلية في غزة، وأخيرًا، إطلاق سراح الرهائن.

أولًا: الولايات المتحدة

تُعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تل أبيب يوم الأربعاء (18 أكتوبر) واحدة من أبرز المشاهد التي أطَّرت دعم الولايات المتحدة، ووضحت موقفها ودورها في الحرب على غزة. فقُبيل هذه الزيارة، وأثناءها، وبعدها بدأت تتكشف معالم موقف أمريكي أكثر وضوحًا تجاه ما تقوم به إسرائيل، وتجاه القضايا الرئيسية والفرعية محل النقاش، والتي سيقف عليها هذا التقرير.

يلزم، بدايةً، التأكيد على أن عمل الولايات المتحدة ودعمها استمر على المحاور الأربعة: التعاطف الدبلوماسي الثنائي، والدبلوماسية الجماعية، وحشد الدعم الدولي لإسرائيل، وردع الأطراف المعادية أو تحييدها، والدعم العسكري اللامحدود[1].

فما زيارة الرئيس جو بايدن، وقبلها وزير خارجيته وقائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي، إلا بَلورة لهذا التعاطف الدبلوماسي الثنائي، والانخراط النشط للولايات المتحدة في الحرب. وعلى هذا المحور شدد الرئيس على أنه جاء لإسرائيل للقول إنها: “لا تقف وحدها”، وأن الولايات المتحدة تقف مع إسرائيل. أكد بايدن أثناء هذه الزيارة على تبنيه للرواية الإسرائيلية بشأن “دعشنة حماس”، إذ قال: “إن حماس ارتكبت من الشرور والفظائع التي تجعل داعش تبدو أكثر عقلانية منها إلى حدٍّ ما”[2].

كما جاءت أجندة هذه الزيارة لتعكس هذا التعاطف، فمن جانب تحدث الرئيس مع أهالي قتلى طوفان الأقصى من الإسرائيليين، وأهالي الأسرى لدى المقاومة، وطمأنهم بعمل الولايات المتحدة على مدار الساعة وبكامل طاقتها لردِّ الأسرى إليهم، ووعدهم بجعل دولتهم آمنة مرة أخرى لليهود، مثلما كان الدافع من زرعها، مبالغًا: “لو لم يكن هناك إسرائيل لاخترعتها”. ولتعكس من جانب آخر انخراط الولايات المتحدة في الحرب، فبعد اجتماعٍ ثنائي مغلق مع رئيس الوزراء، التقى الرئيس بحكومة الحرب أو ما يُعرف بمجلس الحرب؛ مناقشًا معهم خطوات إسرائيل القادمة، وطبيعة الدعم الذي تحتاجه، وغيرها من الأمور ذات الصلة، وعلى رأسها تحرير الرهائن (الأسرى)، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وبالتأكيد (العملية البرية)[3].

ويشير غادي تاوب، المحاضر في كلية السياسة العامة في الجامعة العبرية بالقدس، إلى أن انخراط الولايات المتحدة بهذه الطريقة يجعلها شريكة في الحرب، وضمن صناع القرار فيها، ومتحكمة في مواقف إسرائيل، بل قال: “إن بايدن سد أي طريق يؤدي إلى نصر مؤزر لإسرائيل، فهو يوضح لأعدائنا أننا ضعفاء ونعتمد على الآخرين”. وأشار إلى أنه “قدم ترجيح كفة ميزان القوى في المنطقة على حسابنا (النصر المُتخيل لإسرائيل)”[4].

ومع هذا الدعم – اللامحدود-  والمشاطرة الأمريكية للرواية الإسرائيلية ومواقفها، فإن عدة شواهد أخرى تؤكد على وجاهة هذا التحليل. فمن جانب أكدت الولايات المتحدة أن هدفها الأول: هو تحرير الأسرى، إذ صرح بايدن أثناء زيارته: “كرئيس أميركي، ليس هناك أولوية أعلى من إطلاق سراح جميع هؤلاء الرهائن وعودتهم آمنين”[5]. وقد ردَّ جو بايدن قبلها على سؤال لصحفي أثناء صعوده للطائرة بعد إطلاق حماس لأسيرتيْن: هل ترغب في تأجيل العملية البرية لحين إطلاق مزيد من الرهائن؟ فرد “بنعم”. إلا أن البيت الأبيض أشار إلى أن الرئيس لم يسمع بقية السؤال، إذ سمعه: هل تود إطلاق مزيد من الأسرى؟ وليس شيئًا آخر[6]. ولكن بعدها، تناول تقرير -نقلًا عن مسؤولين أمريكيين- أن الولايات المتحدة (البيت الأبيض) نصحت إسرائيل بتأجيل العملية البرية[7].

توالت التحليلات الناقلة عن مسؤولين رسميين تفيد بأن إدارة بايدن تشعر بالقلق من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق في غزة، ومن أن القوات الإسرائيلية ليست مستعدَّة بعد لشنِّ غزوٍ برِّيٍّ بخطة يمكن أن تنجح. ففي محادثات هاتفية جرت بين وزير الدفاع الأمريكي ونظيره الإسرائيلي، أكد فيها على ضرورة الدراسة المتأنية للكيفية التي قد تقوم بها القوات الإسرائيلية بغزو بري لغزة، حيث تحتفظ حماس بشبكات أنفاق معقَّدة تحت مناطق مكتظَّة بالسكان. ومع ذلك أصرَّ مسؤولو إدارة بايدن على أن الولايات المتحدة لم تخبر إسرائيل بما يجب عليها فعله، وما زالت تدعم الغزو البري[8].

وقد أشار وزير الدفاع الأمريكي إلى أن وزارته تركز على ثلاثة أهداف، هي: دعم الدفاع الإسرائيلي من خلال المساعدة الأمنية، وإرسال إشارات ردع قوية لأي جهة قد تفكر في دخول الصراع، ومواجهة أي تهديدات للقوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة. كما وجه بانتقال الوحدة 26 مشاة للمنطقة[9]، فضلًا عن إرسال عدد من الخبراء والجنرالات المعروفين بخبرتهم في حرب المدن إلى إسرائيل[10]. واعترضت قوات الولايات المتحدة في شمال البحر الأحمر ثلاثة صواريخ، قالت أنها أُطلقت من اليمن، وربما كانوا متجهين صَوب إسرائيل[11].

وامتدادًا لذلك، أشارت الولايات المتحدة من خلال تحركاتها المعلنة، وعبر خطاباتها المُتكررة في مختلف المناسبات الدبلوماسية إلى أنها لا تدعم وقف إطلاق النار في الوقت الحالي، وأنه لا حديث عنه إلا بعد تحرير كامل الأسرى[12]. كذلك رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية فكرة وقف إطلاق النار في وقت مبكر من يوم الإثنين (17 أكتوبر)، قائلًا: “إنها في غير مصلحة إسرائيل، وفي صالح حماس التي ستساعدها في ترتيب قوتها، وتمنحها الوقت لمزيد من الاستعداد”[13]. كما صوَّتت أمريكا بالرفض على مشروعي قرار استهدفَا بالأساس وقف إطلاق النار، والسماح بالدخول الدائم للمساعدات الإنسانية، وكانت في إحداهما الدولة الوحيدة الرافضة له، أي استخدمت حق النقض (الفيتو)[14].

أما فيما يخصُّ المساعدات الإنسانية، فأعلن بايدن في المؤتمر الصحفي المصغَّر على متن الطائرة، أنه اتفق مع إسرائيل على إدخال 20 شاحنة إلى غزة عبر معبر رفح، ثمّ أعلن -بعدها- عن عزمه تقديم حزمة مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية. فحسب تعبيره: “سيساعد هذا التمويل على دعم أكثر من مليون نازح ومتضرر من النزاع بالمياه النظيفة، والغذاء، والطاقة، والرعاية الطبية، والاحتياجات الأساسية الأخرى”، مؤكدًا على ضرورة حماية المدنيين، والتفريق بين الفلسطينيين وحماس، وضرورة استمرار تدفُّق المساعدات إلى غزة[15].

أما بخصوص تدمير المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، فقد انساقت الولايات المتحدة وراء رواية إسرائيل، فبعد أن وجَّه بايدن أجهزة بلاده لجمع المعلومات بشأن الحادثة، تبيَّن له أن تدمير المستشفى جاء نتيجة صاروخ أطلقته حماس، وليس لإسرائيل علاقة به![16]

أما فيما يخصُّ الدعم العسكري غير المحدود، فبجانب ما أرسلته الولايات المتحدة حتى الآن إلى إسرائيل من صواريخ لترميم القبة الحديدية وغيرها من المُعدات، وتحريكها لحاملة طائراتها (دوايت أيزنهاور) إلى شرق المتوسط، لتعزيز مراقبة البحر المتوسط، تقدَّم الرئيس بطلب تمويل إضافي بحزمة مالية غير مسبوقة لدعم إسرائيل، وأوكرانيا، وتايوان، تُقدر بنحو 105 مليار دولار، خُصص منها 50 مليار لدعم القاعدة الدفاعية الصناعية، و14 مليار “كدعم إضافي” إلى إسرائيل. وأعلن عن ذلك الرئيس في خطاب يوم الجمعة 20 أكتوبر بشأن إسرائيل وأوكرانيا، مبرزًا أوجه الشبه بين الحالتين، ومؤكدًا على ضرورة دعم الولايات المتحدة لهما؛ حمايةً للديمقراطية، ودفاعًاعن قيم الولايات المتحدة، وقيادتها للعالم[17].

ومن هنا، يخلص الخبير الإسرائيلي “أمير أورن” إلى أن أولويات أمريكا، هي على الترتيب:

  1. إطلاق سراح الأسرى
  2. حماية أرواح المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية
  3. القضاء على حماس

كما يرى أن لبايدن هدف آخر يتمثل في أن تأخذ إسرائيل أوكرانيا على ظهرها، أي تمرير المساعدات المطلوبة لأوكرانيا، عن طريق إظهار الدعم لإسرائيل[18].

وبصدد محور الدبلوماسية مُتعدد الأطراف، وحشد الدعم الدولي لإسرائيل، ففضلًا عن مشاركة الولايات المتحدة في قمة القاهرة للسلام، وفي مجلس الأمن، أضيفت دولة جديدة إلى دول البيان الخماسي ليصبح سداسيًّا، ألا وهي كندا، وأُطلق عليه (Qunit+). إذ في يوم الأحد (22 أكتوبر) تحدث الرئيس بايدن، ورئيس وزراء كندا ترودو، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، ورئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك من المملكة المتحدة بشأن الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، للتأكيد مُجدَّدًا على دعمهم لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها ضد ما وصفوه “بالإرهاب”، مع الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين[19].

ما يمكن أن يصف التصريحات الأمريكية، إن لم يكن مجمل الموقف الأمريكي، خلال هذا الأسبوع هو الإشارات المتضاربة، إذ ما فتئ أن أصدر بايدن بعض التصريحات، حتى يقوم هو ذاته بنقضها إما فعلًا، وإما قولًا. فالحفاظ على الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية –على سبيل المثال– يتطلب هدنة إنسانية على الأقل، كذلك يناقض البيت الأبيض تصريحات الرئيس بايدن ومسؤولين في إدارته بشأن العملية البرية، حيث “ينصح” مسؤولون بإرجائها لحين تحرير الأسرى، في حين يعمد البنتاجون إلى إمداد إسرائيل بكل ما تحتاجه من عدة وعتاد لأجل العملية البرية، ويقولون إنهم لا يتدخلون فيما تنوي إسرائيل فعله!

ثانيًا: المملكة المتحدة

يؤطَّر نشاط دبلوماسية المملكة المتحدة هذا الأسبوع بزيارة رئيس وزرائها ريشي سوناك يوم الخميس (19 أكتوبر) إلى الشرق الأوسط، أي بعد زيارة بايدن بيوم واحد، والتي استهلَّها بزيارة إلى تل أبيب، فأظهر لها تضامن المملكة ودعمها الكامل لإسرائيل، وحقها في الدفاع عن نفسها، واصفًا إيها “بأمة تحت الهجوم”. وإلى جانب إسرائيل زار سوناك السعودية، وقطر، ومصر، وفلسطين (رام الله). وفي خطابه بشأن هذه الجولة في مجلس العموم البريطاني، بدا الحضور متفاعلين مع ما ردَّده بشأن دعم إسرائيل.

إلى جانب هذا الدعم المطلق، لخص زيارته في هذا الشأن إلى:

  1. ضرورة إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، وأعلن عن 20 مليون جنيه إسترليني إضافية لدعم المدنيين في القطاع.
  2. العمل الجاد من أجل إجلاء البريطانيين في غزة.
  3. العمل على الحل المستدام للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والتأكيد على حل الدولتين.
  4. دعم خطوات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.
  5. حماس ليست فقط خطرًا على إسرائيل، ولكن على دول عِدة في الإقليم.
  6. انفجار المستشفى المعمداني كان سببَه صاروخًا من داخل غزة متجهًا نحو إسرائيل.
  7. رفض أي شكل لمعاداة السامية داخل المملكة، وسيتم التعامل معه بكل حزم[20].

تعليقًا على هذه الزيارة، أشار الصحفي والناقد البريطاني (جون كريس) إلى أن الهدف منها كان إظهار سوناك نفسه على أنه رجل دولة عالمي، وضليع فيما يخص الشؤون الخارجية. باختصار رأى أن هذه الزيارة كان هدفها التقاط بعض الصور التي تؤكد على كون سوناك رجل دولة يتعامل مع الأزمات الدولية الكبرى، وليس فقط الأزمات التي تواجهها بلاده من تضخُّم وبطالة وخلافه[21].

المُلاحظ من كلمة سوناك سواء في إسرائيل أو أمام مجلس العموم، هو عدم ذكره لأهمية مراعاة القانون الدولي الإنساني أو وقف إطلاق النار. تأكد هذا مع امتناع المملكة عن التصويت في مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء (18 أكتوبر) على قرار يدعو لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بصورة دائمة[22].

كما أكد وزير الخارجية البريطاني في قمة القاهرة للسلام على أن “حماس كانت دائمًا تقف أمام رؤية السلام بين إسرائيل وفلسطين، لذا علينا -المجتمع الدولي- ألَّا نترك حماس تفوز بالحرب. واستدرك على الملاحظة السابقة بقوله: “إنه تحدَّث مع المسؤولين الإسرائيليِّين ليكون الدفاع عنها في إطار الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين”[23].

ثالثًا: فرنسا

تأتي زيارة الرئيس ماكرون إلى تل أبيب يوم الثلاثاء (23 أكتوبر) بلورة أكثر لانحياز بلاده لإسرائيل، فحُددت أهداف هذه الزيارة في أربعة محاور: منع التصعيد، وتحرير الأسرى المتبقِّين في غزة، وضمان أمن إسرائيل، والعمل من أجل حل الدولتين. كما شملت لقاءً مع نظيره الإسرائيلي، ورئيس الوزراء، وزعيمي المعارضة، فضلًا عن لقاء مع أهالي القتلى والأسرى الفرنسيين لدى حماس. بعدها توجَّه ماكرون إلى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية[24]، ومنها انتقل إلى الأردن، فمصر يوم الأربعاء (25 أكتوبر).

ورغم أن التصريحات التي سبقت الزيارة تحدثت بشأن دعوة لعمل “هدنة إنسانية”، فإن المُعلن بعد الزيارة ومؤتمرها الصحفي، لم يُشَرْ فيه إلى مثل هذه الدعوة، بل جاءت على العكس، دعمًا كاملًا للعمليات العسكرية التي وصفها أنها لا بد أن تكون وحشية، ولكن وفقًا للقانون الدولي. واعتبر حماس إرهابًا على الجميع الاتحاد لمحاربته، فدعا إلى قيام تحالف لمحاربة حماس مثلما فعلوا مع تحالف محاربة داعش[25]. يؤكد ذلك أيضًا امتناع فرنسا عن التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار البرازيل بوقف إطلاق النار.

لقد وصفت هذه الزيارة بالمتأخِّرة، إذ سبقتْها زيارة العديد من القادة الأوروبيِّين، كما انتُقدت أجندة أهدافها من قبل المعارضة اليمينية في فرنسا؛ بسبب إعلانها المسبق على أن الرئيس سيدعو إلى “هدنة إنسانية”، مشيرة -أي المعارضة- إلى أن ما يجب أن يُطلب من “الإرهابيين” هو ترك أسلحتهم وتحرير الأسرى. وفي الوقت ذاته كانت تيارات في اليسار الفرنسي قد انتقدت وصف ماكرون حماس بالمنظمة الإرهابية، ودعته إلى وقف الحرب، ما يعكس انقسامًا داخل الدوائر السياسية في باريس. ويبدو أن هذا الانقسام رجح سياسة أكثر تشدُّدًا في التعامل مع الحرب، وأكثر انحيازًا لإسرائيل، وأكثر قربًا من موقف اليمين المُتشدد رغم عدم انتماء الرئيس إليه[26].

رابعًا: ألمانيا

حمل المستشار الألماني أثناء زيارته إلى تل أبيب ومصر يوم الأربعاء (18 أكتوبر) الرسائل ذاتها التي أكدت عليها تصريحاته وبياناته السابقة: الوقوف إلى جانب إسرائيل، والحفاظ على أمنها، وإطلاق سراح الرهائن دون شروط، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والتأكيد على عدم معاداة السامية[27].

يُنظر في ألمانيا إلى دعم إسرائيل على أنها شرط للهوية الألمانية الحديثة، على أساس القطيعة مع الماضي المُعادي للسامية، ومن ثمَّ، أصبحت هذه الحساسية هي الدافع الأساسي في التعامل مع إسرائيل، وما يخصُّها من قضايا داخل ألمانيا أو خارجها[28].

خامسًا: إيطاليا

بعد إلقائها لكلمتها في الجلسة الافتتاحية لقمة السلام في القاهرة يوم السبت (21 أكتوبر)، توجَّهت ميلوني مباشرة إلى تل أبيب، حيث التقت برئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي رحب بها مُعبرًا عن أن الأفضل من الوقوف بجانب إسرائيل هو القدوم إليها. ودعت ميلوني في كلمتها في القمة إلى ضرورة ألا يتحول ما يحدث في غزة إلى صراع أوسع، أو إلى حربٍ دينية، أو إلى صدام بين الحضارات، ما قد يؤدِّي إلى تراجع جهود التطبيع التي استمرَّت خلال السنوات الماضية، مؤكدة على أن أعمال حماس هدفها وقف عملية السلام بين الدول العربية وإسرائيل. كما دعت أثناء لقائها بنتنياهو على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، مع ضرورة حماية المدنيين[29].

سادسًا: الاتحاد الأوروبي

أخذ النشاط الرسمي الأوروبي عدَّة خطوات في الأيام التي تلت الحرب على غزة، فبينما سارعت رئيسة البرلمان الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية إلى زيارة تل أبيب يوم الجمعة (13 أكتوبر)، معربتين عن تضامنهما القوي مع إسرائيل، سعت المؤسسات ذاتها – وفي مناسبات مختلفة- إلى التأكيد على ضمان الوصول السريع والآمن للمساعدات الإنسانية، وعلى موقف الاتحاد الأوروبي الرافض لتوسع الاستيطان الإسرائيلي، وعلى ضرورة إحياء حل الدولتين[30].

وفي كلمة تقييمية لممثل السياسة الخارجية والدفاعية يوم الاثنين (23 أكتوبر)، أشار فيها إلى أربعة مبادئ يجب أن تحكم مواقف الاتحاد ودوله، وهي:

  1. مبدأ لا تمييز بين البشر على أي أساس.
  2. المبدأ الإنساني (حق إسرائيل في الدفاع وفقًا للقانون الدولي مع حماية المدنيين).
  3. التماسك السياسي، إذ يشير إلى ضرورة أن تقف دول الاتحاد معًا على نفس النهج في هذه القضية.
  4. مبدأ منع الصراع (بمنع توسع الصراع وإيجاد حل فوري للأوضاع في غزة).

ويمكن أن نقتبس من كلمته ما يلي، تلخيصًا لموقف الاتحاد، فأشار إلى أنه تأكد أثناء قمة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة (20 أكتوبر)، وأثناء قمة القاهرة للسلام: “أن الاتحاد أدان على الفور الهجوم الإرهابي المروع الذي شنَّته حماس بأشدِّ العبارات، ودعا إلى الإفراج الفوري غير المشروط عن جميع الرهائن (الأسرى). ولكن الخسارة المأساوية في أرواح الفلسطينيين تفطر القلب أيضًا. فالفشل في الاعتراف بالناس كبشر دائما مقدمة لأسوأ أنواع العنف، ولا يمكننا أن نتجاهل إنسانية المدنيين الفلسطينيين الذين يريدون أيضا أن يعيشوا في سلام، فيتنافى قطع الماء والكهرباء والوقود عنهم مع قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان”[31].

النرويج وإسبانيا: دعوات أوروبية أكثر جدية لوقف الحرب

كانت النرويج من ضمن الدول التي أعربت عن تضامنها مع إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها عقب عملية طوفان الأقصى مباشرة، ولكنها أكَّدت في الوقت نفسه على أن يكون هذا الدفاع “ضروريًّا، ومتناسبًا، ومتماشيًا مع القانون الدولي الإنساني”، مع السماح بنفاذ المساعدات إلى غزة، وتجنب سياسة العقاب الجماعي للمديين، أو وقف المساعدات عن القطاع بسبب ما قامت به حماس[32].

ولكن بعد هذا التاريخ، اتجهت لهجة التعاطي الدبلوماسي مع الموقف بالتدريج تجاه رفض حصار غزة والضربات الإسرائيلية على المدنيين، فبعد أن أعلن وزير الخارجية النرويجي عن دفعة مساعدات إضافية مقدارها 70 مليون كرونة نروجية (ما يُقارب 6 ملايين و250 ألف دولار)، أدان الهجوم على المستشفى الأهلي العربي، مؤكدًا عن ضرورة أن تكون أعمال الدفاع عن النفس بموجب القانون، وألا تستهدف المدنيين، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، فضلًا عن ذلك، أعلنت النرويج عن دفعة إضافية ستساهم بها في تمويل الأونروا[33].

وفي مداخلة مع قناة الجزيرة، دعا وزير الخارجية إلى وقف إطلاق النار والتحقيق بشأن الهجمات التي حدثت في إسرائيل وغزة. كما أشار إلى أن ما دخل من مساعدات يمثل نقطة في بحر احتياجات القطاع، وأنه سيضغط من أجل تحرير مزيد من الأسرى، وسيطلب من إسرائيل مد القطاع بالمياه والكهرباء[34].

أما إسبانيا، فبعد أيام من الغارات المتواصلة على قطاع غزة، بدأت تخرج أصوات من داخلها تدين ما تقوم به إسرائيل، بل دعت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية الحكومة إلى تقديم نتنياهو للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية باتهامات تتعلق بارتكاب جرائم حرب. كما حضرت الوزيرة مظاهرة في مدريد لدعم الشعب الفلسطيني، مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية التي تخطط لها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وغردت بمسؤولية إسرائيل عن تدمير المستشفى الأهلي[35].

وقد ردت السفارة الإسرائيلية في مدريد ببيان اتهمت فيه “عناصر معينة” في الحكومة الإسبانية بالتحالف مع حماس وتعريض الجاليات اليهودية في إسبانيا للخطر.

وردَّت إسبانيا على البيان باتهام السفارة بنشر الأكاذيب عن بعض أعضاء الحكومة، وأكد البيان على أن موقف إسبانيا هو: الإدانة القاطعة والمطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن، والاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضمن الحدود التي يفرضها القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي[36].

وأخيرًا، دعا رئيس وزراء إسبانيا في قمة القاهرة للسلام إلى ضرورة إيصال المساعدات إلى غزة، ووقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى فورًا، مؤكدًا في النهاية على أهمية حل الدولتين[37].

وختامًا،

تُظهر مواقف القوى الغربية والأوروبية مُجددًا أوجه التضارب في الخطاب والممارسة بشأن العدوان على غزة، كما تظهر وجود مقاييس ودوافع مختلفة لهذه الدول في مواقفها من هذا العدوان. وفي المجمل، أدخل استمرار الحرب على غزة لأكثر من أسبوعين الحرب في سياق الموازنات السياسية الداخلية والدولية للقوى المختلفة، وعلى رأسها الدول الأكثر دعمًا لإسرائيل (وهي الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، وكندا)، إذ بدا من مواقف هذه الدول أن مواقفها المتشدِّدة في الانحياز لإسرائيل نابعة من توافقات وظروف داخلية “سياسية” رجَّحت كفة دعم إسرائيل على وقف قصف المدنيين.

كما بلور موقف الاتحاد الأوروبي مُجدَّدًا هذا التضارب في السياسات بين دوله الأعضاء، فبينما زارت رئيستا المفوضية والبرلمان الأوروبيين إسرائيل، معلنتين تضامنهما مع إسرائيل حكومة وشعبًا، يذكر ممثل السياسية الخارجية بأن ما يحدث في غزة من قطع للمياه، والكهرباء، والوقود أمر مُخالف للقانون الدولي.

أما المواقف الأقل تشدُّدًا في دعم إسرائيل، ومن نماذجها: النرويج وإسبانيا، فجاءت أيضًا وفقًا لتوازنات داخلية، ونتيجة لمواقف وزراء حكومة ائتلافية، خاصةً في حالة إسبانيا. ويظل الموقف النرويجي الأكثر وضوحًا واتساقًا في دعم وقف إطلاق النار ومساعدة المدنيين في غزة.

 

——————————–

الهوامش:

*  ماجستير العلوم السياسية، تخصص العلاقات السياسية الدولية، ومدير مساعد للأبحاث بمركز أركان للدراسات والأبحاث والنشر.

[1] للمزيد، راجع:

– أحمد عبد الرحمن خليفة، طوفان الأقصى: مواقف رسمية أمريكية وأوروبية، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 16 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://bit.ly/46EfZtI.

[2] Remarks by President Biden and Prime Minister Netanyahu of Israel Before Bilateral Meeting | Tel Aviv, Israel, Whitehouse, 18 October 2023, Accessed: 23 October 2023, 11:08, available at: https://bit.ly/46K9vtg.

[3] للمزيد بشأن جدول أعمال هذه الزيارة،

– Press Gaggle by Press Secretary Karine Jean-Pierre and NSC Coordinator for Strategic Communications John Kirby En Route Tel Aviv, Israel, Whitehouse, 17 October 2023, Accessed: 23 October 2023, 10:48, available at: https://bit.ly/497E9ON.

[4] Steven Erlanger, Israelis Praise Biden Visit but Fear U.S. Constraints on Action, The New York Times, 19 October 2023, Accessed: 23 October 2023, 1:38, available at: https://bit.ly/3QtBpE6.

[5] Readout of President Joseph R. Biden, Jr. Meeting with Prime Minister Benjamin Netanyahu of Israel and the War Cabinet, Whitehouse, 18 October 2023, Accessed: 23 October 2023, 11:23, available at: https://bit.ly/3Mbb1MQ.

[6] Biden ‘didn’t hear the full question’ on whether Israel should delay Gaza ground assault, White House says – as it happened, The Guardian, 20 October 2023, Accessed: 23 October 2023, 1:30, available at: https://bit.ly/3S9hPhJ.

[7] Edward Wong, Eric Schmitt, Michael D. Shear and Ronen Bergman, U.S. Advises Israel to Delay Gaza Invasion, Officials Say, The New York Times, 22 October 2023, Accessed: 23 October 2023, 1:41, available at: https://bit.ly/3SdlNWL.

[8] Helene Cooper, Adam Entous and Eric Schmitt, U.S. Raises Concerns About Israel’s Plan of Action in Gaza, Officials Say, The New York Times, 23 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 1:34, available at: https://bit.ly/3Sgm0sb.

[9] قوة عسكرية قابلة للتكيف، تتألف من عناصر مشاة وطيران وخدمات لوجستية، وجميعها تعمل تحت قيادة واحدة، متمركزة في البحر، تم تجهيزها للقيام بمهام برمائية والاستجابة للأزمات والمشاركة في عمليات طوارئ عبر مجموعة من السيناريوهات العسكرية.” وتكمل هذه الوحدات نشر أسراب مقاتلات من طراز F-15 وF-16 وأسراب هجوم من طراز A-10 في المنطقة تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي. كما وضع الوزير ما يقرب من 2000 فرد يمثلون مجموعة متنوعة من الوحدات في حالة استعداد عالية لزيادة قدرة الوزارة على الاستجابة في الشرق الأوسط، وذلك للقيام بمهام تتراوح بين النقل والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

[10] من بين هذه الضباط، الجنرال جيمس جلين، الذي شارك في قيادة العمل الميداني في الحرب على داعش في العراق.

Joseph Clark, DOD Increases Deterrence Posture in Middle East, Continues Aid to Israel, Department Of Defense (DOD) News, 17 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 1:58, available at: https://bit.ly/46IxtVI.

[11] DOD Responds to Attacks, Continues Efforts to Deter Spread of Israel-Hamas War, Department Of Defense (DOD) News, 19 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 1:58, available at: https://bit.ly/3QwiecM.

[12] Biden says there won’t be a ceasefire in Gaza until after hostages are released as he cuts his remarks early to head to the Situation Room, 23 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 4:22, available at: https://bit.ly/3s1Tb8h.

[13] Joey Garrison, ‘Then we can talk’: Biden says no ceasefire in Israel-Hamas war until hostages released, 23 October 2023, USA TODAY, Accessed: 24 October 2023, 2:22, available at: https://bit.ly/45PVOrn.

[14] Farnaz Fassihi, The U.S. vetoes a Security Council resolution on the Israel-Hamas conflict, The New York Times, 23 October 2023, Accessed: 23 October 2023, 3:38, available at: https://bit.ly/45JDUGQ.

[15] U.S. Announcement of Humanitarian Assistance to the Palestinian People, Whitehouse, 18 October 2023, Accessed: 23 October 2023, 11:23, available at: https://bit.ly/3MfwBjv.

[16] Statement from President Joe Biden on the Hospital Explosion in Gaza, Whitehouse, 17 October 2023, Accessed: 23 October 2023, 3:55, available at: https://bit.ly/49ar7An.

[17] Remarks by President Biden on the United States’ Response to Hamas’s Terrorist Attacks Against Israel and Russia’s Ongoing Brutal War Against Ukraine, Whitehouse, 20 October 2023, Accessed: 23 October 2023, 11:30, available at: https://bit.ly/3Q8OKAy.

[18] بعد طلب الكونغرس تمويل المساعدات لإسرائيل : نتنياهو يهاتف بايدن،  قناة i24 Arabic على اليوتيوب، 20 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 23 أكتوبر 2023، الساعة 11:05، متاح على الرابط التالي: https://bit.ly/49iy4PU.

[19] Joint Statement on Israel, Whitehouse, 22 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 12:03, available at: https://bit.ly/46Gqgpb.

[20] Rishi Sunak gives a statement in the House of Commons following visit to the Middle East, Sky New Channel on YouTube, 23 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 12:03, available at: https://bit.ly/3MfeSIP.

[21] John Crace, Tough talking Rishi goes on photo op tour of Middle East, The Guardian, 19 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 2:30, available at: https://bit.ly/46JFrhp.

[22] UK’s PM Rishi Sunak in Israel. What’s on his agenda?, Aljazeera, 23 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 12:03, available at: https://rb.gy/sw4gv.

[23] كلمة وزير خارجية المملكة المتحدة جيمس كليفرلي في قمة القاهرة للسلام حول التصعيد بغزة، قناة الحدث على اليوتيوب، 21 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 23 أكتوبر 2023، الساعة 11:05، متاح على الرابط التالي: https://bit.ly/3s49KjQ.

[24] Why is France’s Macron visiting Israel?, Aljazeera, 24 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 12:03, available at: https://bit.ly/3ScKbaQ.

[25] مؤتمر صحفي للرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، قناة الحدث على اليوتيوب، 24 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 25 أكتوبر 2023، الساعة 11:05، متاح على الرابط التالي: https://bit.ly/46KXvHY.

[26] Macron in the Middle East: Where does France stand on Israel-Hamas war?, France24, 24 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 9:30, available at: https://bit.ly/3s74hJ3.

[27]  Security of Israel is the prime motivation for Germany, The Federal Chancellor, 18 October 2023, Accessed: 25 October 2023, 9:30, available at: https://bit.ly/3tRXDH2.

[28] Hanno Hauenstein, Germany must face its issues over Israel and the past. Silencing a Palestinian author won’t help, The Guardian, 20 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 1:30, available at: https://bit.ly/46AsVRn.

[29] From Cairo to Quint+. How Meloni is moving on Israel, Decode39, 23 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 1:40, available at: https://bit.ly/3Qd6IBO.

[30] EU Statement – UN General Assembly 3rd Committee: Interactive dialogue on the Commission of Inquiry on the Occupied Palestinian Territory, including East Jerusalem and Israel, The European External Action Service, 23 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 12:30, available at: https://bit.ly/40hw0n1.

[31] Israel/Palestine: what the EU stands for, The European External Action Service, 23 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 12:30, available at: https://bit.ly/3FxFpNU.

[32] Prime Minister Støre´s address to the Storting on the situation in the Middle East, Government.no, 23 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 12:30, available at: https://bit.ly/49aISj4.

[33] Statement by Minister of Foreign Affairs Espen Barth Eide, Government.no, 23 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 12:30, available at: https://bit.ly/40bScyL.

[34] وزير خارجية النرويج للجزيرة: الوضع في غزة فظيع ونحن بحاجة لوقف القتل، قناة الحدث على اليوتيوب، 23 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 23 أكتوبر 2023، الساعة 4:50، متاح على الرابط التالي: https://bit.ly/460GeJX.

[35] Diplomatic spat between Israel and Spain over Gaza, euobserver, 18 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 4:35, available at: https://bit.ly/3QbIVlP.

[36] Spain rejects Israeli claims of its officials aligning with Hamas, The Guardian, 17 October 2023, Accessed: 24 October 2023, 4:46, available at: https://bit.ly/3FPMRnL.

[37] رئيس وزراء إسبانيا: يجب إيصال المساعدات الإنسانية لغزة ولابد من وقف إطلاق النار، قناة الحدث على اليوتيوب، 21 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 23 أكتوبر 2023، الساعة 11:05، متاح على الرابط التالي: https://bit.ly/3s4F6qE.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى