طوفان الأقصى: حال الضفة الغربية والقدس في ظل العدوان على فلسطين

(الأسبوع الرابع)

يُعد استمرار الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية على الضفة الغربية والقدس الشريف جزءًا لا يتجزَّأ من الحرب الهمجية على فلسطين بمكوناتها، وهو ما يستلزم مزيدًا من المقاومة والصمود الفلسطيني أمام هذه الانتهاكات وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، وتتطوَّر هذه المقاومة باستمرار أمام هذا التصعيد.

ويستكمل هذا التقرير -مراكمةً على تقارير المتابعة الدورية للحرب- رصد بعض نماذج هذه الانتهاكات الإسرائيلية والحراك الشعبي في الضفة الغربية والقدس، مع استعراض مواقف السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تمارس مهامها من رام الله؛ هذا لتجلية جزء من الصورة عن الوضع هناك ومدى تفاعله مع تفاقم الأوضاع في غزة، وذلك خلال الأسبوع الرابع في الفترة (من 29 أكتوبر إلى 6 نوفمبر 2023).

ورصدت المتابعة في الفترة الماضية أن الأوضاع في الضفة الغربية والقدس الشريف تهيمن عليها بقدرٍ كبير قوات الاحتلال الإسرائيلي وأمن السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يُكبِّل المقاومة بشدَّة وبالكاد تقوم ببعض الأعمال الضعيفة غير المؤثِّرة، وإن كانت تعبِّر عن اشتعال السخط والغضب في النفوس، لكن هذه الحالة بدا أنها تتصاعد وتتطوَّر باستمرار العدوان على غزة وزيادة التنكيل والممارسات الهمجية في الضفة والقدس.

ومن جانبها، حافظت السلطة الفلسطينية ومؤسساتها على أداء ضعيف وأجادت في هذا الضعف للحد الذي جعلها خارج المعادلة تقريبًا، إذ اقتصر أداؤها في البداية على الإدانة ومناشدة المجتمع الدولي لوقف العدوان على غزة، دون القيام بما هو أبعد من ذلك، بالرغم من تلاحم أهل الضفة وتضامنهم مع المقاومة، إذ ظهرت بطولة وفدائية الشباب المقاوم في الضفة رغم ضعف الحيلة والتضييق على سُبل المقاومة.

وفيما يلي يستكمل التقرير هذه المتابعة:

أولا- السلطة الفلسطينية

أ) استمرار التراجع

بمتابعة مواقف السلطة الفلسطينية يتَّضح أن أداءها المتخاذل منذ اندلاع الحرب قد أدَّى إلى تراجع الاهتمام بها تدريجيًّا، فلا يكاد أحدٌ الآن يُعير الرئيس الفلسطيني أيَّ اهتمام خلال الأسبوع الرابع، فبلد في حالة حرب، بل تُرتكب بحق شعب هذا البلد أكبر جرائم الحرب تاريخيًّا، وقضية هذا البلد هي القضية الأولى على مستوى العالم بتصريحات ساسته واهتمام وسائل إعلامه ونشاط منظماته الرسمية والشعبية بل وعلى مستوى الأفراد، ثم هو -أي الرئيس- لا يكاد يذكره أحد! حتى إن وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية لم تنشر عن الرئيس سوى 8 أخبار خلال هذا الأسبوع الأخير، تتضمَّن ترحيبًا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص حماية المدنيين واستقبالًا لوزير خارجية البحرين ووزير خارجية الولايات المتحدة واتصالات مع بابا الفاتيكان ورئيس وزراء بريطانيا ومستشار النمسا، وبيانًا طالبت فيه الرئاسة بتوفير الحماية الدولية لشعب فلسطين[1].

وهذا القدر من التواصل مع الرئيس بالمقارنة مع الفترة الأولى للحرب يُعد تراجعًا مضرًّا جدًّا بمكانة الرئيس والسلطة ومنظمة التحرير وحركة فتح؛ لأن هذا بمثابة مؤشِّر على تراجع أهمية هذه المؤسسات ومدى ما يمكن أن تقدِّمه من دور في هذا الصراع.

في حين أن هذه الحرب كان يمكن لمؤسسات السلطة أن تستفيد منها دون أن تدفع أثمانًا سياسية كبيرة، وحتى إن دفعت فإنها تستحق، كما كان يمكن لها أن تُعيد تموضعها إيجابيًّا في خارطة المشهد السياسي داخليًّا وخارجيًّا.

ولعلَّ معدَّل نشاط رئيس الوزراء الفلسطيني كان أكثر نوعًا ما من الرئيس، وحرص على تثبيت خطاب أكثر اشتباكًا مع جرائم الاحتلال، وإن لم يكن لهذا الخطاب أثرٌ عمليٍّ بطبيعة الحال.

إسرائيل من جانبها زادت السلطة الفلسطينية حرجًا حين حجبت مخصَّصات غزة من الضرائب التي تجمعها، فقد صَوَّتَ الكابينيت الإسرائيلي الموسع، مساء الخميس 2 نوفمبر، على تحويل أموال المقاصة مقتطعة، في ظل الخلافات بين وزير المالية، بتسلئيل سموترييتش، والأوساط الأمنية في إسرائيل بشأن ما إذا كان يتعين تحويل بعض عائدات الضرائب في الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية.

وجاء في بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة، أن الكابينيت قرر “خصم -من أموال السلطة الفلسطينية- جميع الأموال المخصصة لقطاع غزة، بالإضافة إلى الخصم الذي يتم بموجب قانون الأموال المدفوعة للإرهابيين وعائلاتهم”، في إشارة إلى مخصَّصات ذوي الشهداء والأسرى في سجون الاحتلال[2].

وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، قد أمر بتجميد أموال المقاصة الفلسطينية، بسبب ما وصفه عدم إدانة السلطة عملية «طوفان الأقصى» التي شنَّتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن سموتريتش، قوله إنه أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في رسالة، أن وزارة المالية لن تقدِّم أموالا للسلطة الفلسطينية هذا الشهر. ذلك حيث تقوم إسرائيل بجمع الضرائب نيابةً عن السلطة الفلسطينية مقابل واردات الفلسطينيين من السلع المستوردة، وتحول الأموال إليها شهريًا، بمتوسط 750 مليون شيكل (190 مليون دولار)[3].

وهو الإجراء الذي اضطرت حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله أن تعترض عليه، حيث أكَّد رئيس الوزراء، في اجتماع الحكومة 6 نوفمبر، أن غزة جزء لا يتجزَّأ من النسيج الوطني، ومكون جغرافي أساسي لدولة فلسطين، وهذه الأموال هي أموال شعبنا، وسنستمر في المطالبة بها بأكملها حتى نحصل عليها، مشيرًا إلى أن هناك تدخُّلاً دوليًّا في هذا الأمر، ونأمل أن يأتي بالنتيجة المرجوة خلال الأيام القادمة، مؤكدًا أن المال ليس أغلى من دم الأطفال في غزة والضفة[4].

ب) أفكار حول إعادة السلطة الفلسطينية للمشاركة في إدارة قطاع غزة

الكاتب الإسرائيلي أرئيل كهانا قال إن الغرب يعمل الآن لإعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، بعد إسقاط حكم حماس فيها، وذلك بحسب ما يُفهم من تصريحات الرئيس الأمريكي، ونظيره الفرنسي. وتابع في مقاله المنشور في صحيفة “إسرائيل اليوم”: “تجاوزت المحادثات الأفكار المبدئية، ودخلت إلى مستويات تفصيلية عالية. وضمن أمور أخرى، طلب مندوبو السلطة ‏مقابلا على استعدادهم لأن يستعيدوا السيطرة على القطاع، مثل تقييد الاستيطان، والاعتراف بوجود دولة فلسطينية فور دخول ‏السلطة إلى القطاع”.

ولفت في المقال إلى أنه “تأتي الاتصالات مع الفلسطينيين خلف ظهر إسرائيل، التي لا يزال قادتها يركزون في هذه المرحلة على الخطط الحربية، ‏وليسوا متفرغين للبحث في الحلول السياسية التي ستأتي بعدها”[5].

رئيس الوزراء الفلسطيني قال أيضًا في السياق ذاته إن السلطة الفلسطينية لن تتعاون في هذا الشأن دون تنفيذ عملية سلام حقيقية تؤدِّي إلى إقامة دولتين ذاتي سيادة. وقال لصحيفة «الجارديان» البريطانية: «إذا عدنا لحكم غزة وإدارة شؤونها دون إيجاد حل سياسي للضفة الغربية، فإننا سنبدو وكأننا ندخل القطاع على متن طائرة إف 16 أو دبابة إسرائيلية»[6].

وذكرت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكَّد لدى استقباله وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، استعداده لقبول تولِّي المسؤولية عن قطاع غزة، ولكن «ضمن أجواء جديدة بلا حرب أو عنف، وضمن مَنح (منظمة التحرير) الفلسطينية زمام الحكم في كل المناطق؛ قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية». وكان بلينكن قد أوضح أنه يزور رام الله «كي يؤكد أن الإدارة الأمريكية تفكر فيما سيَعقب هذه الحرب، حتى يكون الهدف منارة تُرشدنا فيما نفعله». وأشار بلينكن إلى أن هناك عددًا من المقترحات لقطاع غزة ما بعد الحرب، لكن إدارة الرئيس جو بايدن تفضِّل حلًّا فيه «مزيج من سلطة فلسطينية متجدِّدة، بالتعاون مع منظمات دولية، وربما قوة لحفظ السلام». وجنبًا إلى جنب مع ذلك، السعي لفتح آفاق الأمل لمسيرة سياسية تُفضي في نهاية المطاف إلى حل الدولتين[7].

ج) إدارة الصراع السياسي الداخلي

وعلى الصعيد السياسي الداخلي، فإن حركة حماس لم تجد بدًّا من التعبير على لسان أحد قياداتها بأن السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية يطالبون الغرب بالقضاء على حركة حماس، وهو ما استهجنه أحد مسؤولي حركة فتح بأنه في ظِلِّ حرب الإبادة الدامية التي يتوحَّد شعبُنا في مواجهتها تُسيء هذه التصريحات لدماء الشهداء ولرجال المقاومة في الميدان ولنضالات وتضحيات شعبنا الذي يتصدَّى للعدوان، مؤكدًا: سنظلُّ سدًّا منيعًا في ظهر حماس التي تشكِّل جزءًا أصيلًا من نسيجنا ونضالنا الوطني، وكل قوى وأبطال شعبنا في مقاومتهم الإنسانية المشروعة في معركة التحرير ودحر الاحتلال[8].

إلا أن الرئيس محمود عباس كان قد قال في بداية المعركة: إن سياسات وأفعال حركة حماس “لا تمثل الشعب الفلسطيني”[9].

وبشكلٍ عام، لا تبدو الرئاسة أو منظمة التحرير الفلسطينية أو حركة فتح فاعلة في المشهد الحالي، وتتعالى أصوات شعبية تتردَّد على مواقع التواصل الاجتماعي ويشيع انتشارها من الضفة فضلًا عن غزة تستنكر مواقف المؤسسات الرسمية الفلسطينية وتخاذلها وضعفها الشديد في هذه الحرب.

ثانيًا- الضفة ومقاومة الانتهاكات الإسرائيلية

يُثبت المقاومون في الضفة أنهم صامدون ومصرُّون على التعبير عن هذا الصمود ومقاومة العدو بكل وسيلة متاحة لهم، وهو أمر يضع إسرائيل بين خيارات كلها أسوأ من بعضها، فهي لا تستطيع أن توقف هذا الاحتجاج والصمود إلا بمزيد من القمع والتنكيل والقتل اليومي، وهذا القمع والتنكيل والقتل يؤجِّج المشاعر الغاضبة أكثر وأكثر فلا تتوقَّف الاحتجاجات وعمليات المقاومة ضد الاحتلال.

أ) الأوضاع في جنين

تشهد جنين اقتحامًا يوميًّا متصاعدًا من قوات الاحتلال منذ اندلاع الحرب وصل إلى عدَّة مرات في اليوم الواحد، ويُمثِّل صمود المقاومة في جنين ملحمة بطوليَّة، حيث تواجه المقاومة بأسلحة قليلة وخفيفة آليات الاحتلال الصهيوني وجنوده، ويجبرونهم على الانسحاب، ولكن بعد ارتقاء عددٍ من الشهداء في كل مرة بالإضافة لعددٍ من المصابين.

وداهمت القوات عدة منازل واعتدت على مواطنين بالضرب المبرح، بعد الاعتداء منازلهم في جنين. وشرعت الجرافات بتدمير دوار الداخلية أمام مجمع المؤسسات، وهدم أسوار وجرف عدة شوارع وإتلافها وإغلاق الطرق الواصلة بين جنين وطولكرم ونابلس.

وقصفت الطائرات المسيَّرة بصواريخ منطقة جورة الذهب داخل مخيم جنين ما أسفر عن استشهاد 3 شباب وإصابة آخرين، مع إطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين ومنازلهم. كما استهدفت قوات الاحتلال مستشفى جنين الحكومي بوابل من قنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العديد من المرضى والأطباء والعاملين في المستشفى بالاختناق.

في المقابل، فجَّر المقاومون عبوات محلية الصنع في عربات الجيش الإسرائيلي التي نفذت عملية الاقتحام.

وتواكب عملية الاقتحام الإسرائيلية انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم وأحياء واسعة في المدينة، بعد تدمير الاحتلال لمحولات الكهرباء، كما شهدت الاتصالات والإنترنت تشويشًا.

ولم تسلم قيادات سياسية من كوادر حركة فتح من أذى الاحتلال، حيث داهمت قوات الاحتلال منزل أمين سر حركة “فتح” في محافظة جنين عطا أبو رميلة، قبل أن تعتقله مع نجله أحمد، عقب الاعتداء عليهما بالضرب المبرح.

ونشر الإعلام الحربي في “سرايا القدس – كتيبة جنين”، مقطع فيديو يظهر “مشاهد من تفجير عبوة “التامر” شديدة الانفجار في جرافة عسكرية “D9” وإعطابها واشتعال النيران فيها ومقتل وإصابة من فيها يوم الاثنين 30 أكتوبر[10].

وقال أحد مقاتلي «كتيبة جنين» إن “إسرائيل استخدمت مع شباب المقاومة في المخيم طرقًا كثيرة، وفي كل مرة كانت تخفق في النيل منهم، ومع كل اقتحام تستعمل أساليب جديدة”. وأضاف، أن القوات الخاصة الإسرائيلية كانوا يدخلون إلى أزقة المخيم عن طريق شاحنات بلوحات أرقام فلسطينية، وأحيانًا بسيارات لبيع الألبان، ويرى أن كتيبة جنين استطاعت بأساليبها الخاصة التي تخترعها بما يتوفر لديها، أن تتفوق على القدرة العسكرية الكبيرة للجيش الإسرائيلي. واليوم يسعى شباب الكتيبة للوصول إلى طريقة تحميهم من الطائرات المسيَّرة الانتحارية، لتقليل قدرتها على استهداف المقاومين في الميدان[11]. كما نفّذت المقاومة عملية إطلاق النار عند مفرق بيت ليد شرقي طولكرم، وقد أقرَّ طاقم طبي إسرائيلي مقتل مستوطن في الثلاثينيات من عمره، متأثرا بإصابته[12].

ب) الانتهاكات الإسرائيلية

استمرَّت عمليات القتل والتنكيل والاعتقال بالضفة الغربية والقدس، حيث لم يتمكَّن سوى 5500 مواطن مقدسي من صلاة الجمعة 3 نوفمبر، في المسجد الأقصى المبارك، بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المشدَّدة، عند مداخل البلدة القديمة من القدس وبوابات المسجد. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، في بيان: إن قوات الاحتلال منعت المصلين من الدخول الى المسجد الأقصى المبارك، ما حال دون تمكن الآلاف من الصلاة. وأدَّى المواطنون صلاة الجمعة خارج البلدة القديمة، وتحديدًا في وادي الجوز المجاور، وقمعهم الاحتلال بالرصاص الغاز السام، واعتدى عليهم بالضرب.

وهذه هي الجمعة الرابعة على التوالي، التي لا يتمكَّن فيها المصلُّون من الوصول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه، بسبب الإجراءات العسكرية المشدَّدة، في حين كان العدد يصل سابقًا إلى أكثر من 50 ألف مواطن[13].

وقالت عدَّة منظمات حقوقية إسرائيلية إنه خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب قام المستوطنون باستخدام واستغلال انخفاض نسبة الاهتمام بالضفة الغربية، إلى جانب الأجواء العامة الغاضبة ضدَّ الفلسطينيِّين، من أجل تصعيد حملة الهجمات العنيفة في محاولةٍ منهم لتهجير تجمُّعات سكَّانية فلسطينية قسريًّا. وخلال هذه المرحلة الزمنية، تمَّ تهجير ما لا يقل عن ثلاثة عشر تجمُّع سكني رعوي. في حين يواجه الكثير من الأشخاص خطر إجبارهم على الفرار في الأيام المقبلة، إن لم يتم اتخاذ إجراءات فورية بهذا الصدد. هذا، ويكون المزارعون الفلسطينيون عرضةً للخطر على وجه الخصوص في هذا الوقت من العام، خلال موسم قطاف الزيتون، حيث إنهم هم والمستوطنون يعلمون أنهم إن لم يقوموا بقطْف زيتونهم فإنهم سيخسرون ما يعادل دخلهم لمدة عام. ويوم 28 أكتوبر، تمَّ قتل بلال محمد صالح من قرية الساوية، حينما كان يعمل على أشجار الزيتون التي يملكها. يُذكر أن صالح هو الفلسطيني السابع الذي يُقتل على أيدي المستوطنين منذ اندلاع الحرب الحالية.

وتكمل المنظمات في بيانها: مع الأسف الشديد، فإن الحكومة الإسرائيلية تدعم هذه الهجمات، ولا تحرِّك ساكنًا لوقف هذا العنف، بل على العكس: إن وزراء الحكومة وغيرهم من المسؤولين يدعمون العنف، وفي الكثير من الحالات يكون الجيش حاضرًا خلال أعمال العنف، بل وحتى يُشارك فيها، ويشمل ذلك الحوادث التي قَتَلَ فيها المستوطنون فلسطينيِّين. وعلاوة على ما تقدَّم، تمَّ توثيق العشرات من الحوادث منذ بدء الحرب، التي شارك فيها مستوطنون عنيفون بمهاجمة التجمعات الفلسطينية المجاورة، وهم يرتدون الزيَّ العسكري، ويستخدمون أسلحة حكومية[14].

ومن نماذج الاعتداءات المتكرِّرة أيضًا ما ذكره حسن بريجية، مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بمدينة بيت لحم من أن جيش الاحتلال والمستوطنين هدموا 17 بيتًا في قرية شوشحلة[15] قرب بيت لحم جنوبي الضفة، وأشار إلى أن المنازل مشيدة من الحجر القديم، ويعود عمرها إلى ما يزيد على 200 عام. ولفت إلى أن مستوطنين برفقة قوات إسرائيلية هدموا المنازل مستغلين الانشغال في الحرب الدائرة على قطاع غزة[16].

وفي السياق ذاته، نفَّذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات وتنكيل بفلسطينيين آخرين خلال مداهمات لها في الضفة الغربية المحتلة.

وبلغ عدد شهداء الضفة بنهاية الفترة محل التناول 163 شهيدًا ونحو 2400 مصابًا منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر[17].

ج) حراك الضفة والقدس

عمَّ الإضراب الشامل، يوم الأربعاء 1 نوفمبر، بلدات ومدن الضفة الغربية كافَّة، وذلك تضامنًا مع أهالي قطاع غزة وتنديدًا باستمرار المجازر الإسرائيلية المتتالية، وآخرها مجزرة مخيم جباليا، وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة، وقد أُغلقت المحلات التجارية، وتعطَّلت المؤسسات الحكومية والعامة والبنوك، وخلت الشوارع من المواطنين والمركبات. وتشمل فعاليات الإضراب مظاهرات وحدوية تنطلق في كافة محافظات الضفة، والتوجه إلى نقاط التماس مع الاحتلال تنديدًا بالمجازر في غزة. ومساء الثلاثاء 31 أكتوبر وفي ساعاتٍ متأخرة من الليل، جرت مسيرات غاضبة، ومواجهات مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية، تنديدًا بمجزرة مخيم جباليا، استشهد خلالها طفل برصاص الاحتلال في بلدة بيت أمر شمال الخليل، وأصيب عددٌ آخر من الفلسطينيِّين[18].

واستمرَّت عمليات الطعن وإطلاق النار والمواجهات بين أهل الضفة الغربية والقدس مع المستوطنين فضلا عن اندلاع المظاهرات، وبالرغم من تذبذب معدلات هذه العمليات زيادة ونقصانًا، إلا أنها في ازدياد بشكلٍ عام، وإن تراجعت في يومٍ أو يومين متتالييْن فإنها تعود للتصاعد في الأيام التالية، وهو ما يؤدِّي إلى إصابة الجنود والمستوطنين وأحيانًا قتلهم[19].

وقد أُصيب شرطيان إسرائيليَّان، صباح الاثنين 6 نوفمبر، في عملية طعن في القدس، فيما أطلقت قوات الاحتلال النار على شاب فلسطيني اتهمته بتنفيذ العملية التي أدَّت إلى إصابة شرطية إسرائيلية في حرس الحدود بجروح خطرة ماتت على إثرها، وإصابة شرطي بجروح طفيفة، وإثْر هذه العملية؛ أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مداخل البلدة القديمة من القدس وأبواب المسجد الأقصى المبارك، وفي 30 أكتوبر، قُتل فلسطيني آخر قرب محطة وقود ليست بعيدة من باب العمود بعدما طعن شرطيًّا إسرائيليًّا وأصابه بجروح وُصفت حينها بالخطرة [20].

ومن جانبه حذَّر جهاز الأمن العام «الشاباك» من اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية، مع ازدياد عنف المستوطنين والاشتباكات مع الفلسطينيين وسط الحرب المستمرة في غزة. وأفادت «القناة 12» بأن رئيس «الشاباك»، رونين بار، حذَّر مجلس الحرب والحكومة الأوسع، ومؤسسة الجيش، بشأن المسألة.

في هذا السياق، حذرت الولايات المتحدة وفرنسا من أن الوضع في الضفة الغربية وصل إلى نقطة غليان. ونقل التقرير عن مصادر إسرائيلية قولها: «من المرجح أن تؤدِّي هذه الأحداث إلى اشتعال في المنطقة» والإضرار بالمجهود الحربي ضد «حماس»، وقالت «القناة 12» إن بعض صناع القرار الإسرائيليين يحثُّون الوزيرين اليمينيَّين المتطرفين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير على «تحمل المسؤولية وتهدئة الأمور»[21].

د) العمالة الفلسطينية في إسرائيل

قرَّرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، السماح بدخول 8 آلاف عامل من الضفة الغربية المحتلة للعمل في إسرائيل في ظل الحرب على قطاع غزة المحاصر، وذلك بسبب النقص الحاد في عدد العمال في إسرائيل، بحسب ما كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية. علمًا أنه منذ بدء الحرب، منع الاحتلال دخول قرابة 130 ألف عامل من الضفة الغربية، ومعظمهم يعملون في مجالي الزراعة والبناء، مما دفع وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، إلى السعي لتمرير قرار حكومي بجلب 160 ألف عاملا أجنبيًا، ليحلوا مكان العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية[22].

في مقابل هذا القرار، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في توقيت متزامن تقريبًا على التنكيل والاعتداء على عمال من الضفة الغربية المحتلة، وأجبرتهم على التعري لمجرد محاولتهم الدخول إلى مناطق الـ48 من أجل العمل. وأظهر توثيق مصور، العمال الفلسطينيين وهم عراة، فيما أقدمت قوات الاحتلال على الاعتداء عليهم وهم مكبلو الأيدي والأرجل[23].

واستنكرت حركة حماس هذه الممارسات وأدانتها، وقالت الحركة في بيان عبر تلجرام، إن مشاهد التعذيب والإهانة والسّحل المتعمّد التي يتعرض لها أبناء شعبنا في الضفة الغربية على يد جنود الاحتلال الصهيوني الذين يوثِّقون بسادِيَّة جرائمهم بالصوت والصورة، تعدُّ جريمة نكراء تذكِّرنا بمشاهد التعذيب النازية والفاشية. واعتبرت حماس أن الجانب الإسرائيلي في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية يبحث عن انتصارٍ متوهَّم، بعد أن مرَّغت المقاومةُ أنفَه في غزة العزَّة، بحسب ما جاء في البيان.

وتابعت: ندعو أهلنا في كل مدن وقرى الضفة الغربية لرفض الاعتقال ومقاومته، والاشتباك مع قوات الاحتلال، والنفير العام لمواجهة جرائمه ومستوطنيه الذين يعيثون فسادًا في الضفة ويُهددون شعبنا بالتهجير منها[24].

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، في بيان صحفي إنه اطَّلع على مقاطع فيديو تظهر جنودًا إسرائيليين يسْحلون مدنيين فلسطينيين ينحدرون من بلدة يطا في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد تجريدهم من ملابسهم وتعصيب أعينهم وتقييدهم من أياديهم وأرجلهم ثم تركهم في العراء لساعاتٍ طويلة.

وأعرب المرصد الحقوقي عن الصدمة من تعرض المدنيين الفلسطينيين خلال اعتقالهم، إلى الضرب المبرح بوحشية بأعقاب البنادق ودوس الجنود على رؤوسهم.

وشدَّد الأورومتوسطي على أن أخذ وتعذيب الرهائن والتنكيل بهم يُعد أمرًا محظورًا بموجب القانون الدولي، الذي يُلزم كافة الأطراف بعدم احتجاز معتقلين تحت ظروفٍ وحشية وضرورة معاملتهم بشكلٍ إنساني وعدم التعدي على الحق في عدم الحرمان التعسُّفي من الحياة[25].

خاتمة

بعد شهرٍ من العدوان الإسرائيلي على فلسطين، تُثبت التفاعلات الحاصلة في الضفة الغربية والقدس، سواء من المقاومة وأفراد الشعب الفلسطيني أو من الاحتلال الإسرائيلي، أن تصاعد وتيرة العنف والاشتباكات لن تتوقَّف وستظل مرتبطة بل ومتصاعدة باستمرار الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبالنسبة للمقاومة والحراك الشعبي الفلسطيني، فإنه يُكافح من أجل التنغيص على العدو، وزيادة توتُّر كافة الجبهات المفتوحة عليه، صحيح أن هذه المقاومة تتم بأدواتٍ محدودة، ولكن هذا المتاح بالنسبة لأهل الضفة الغربية، وهي منطقة تعتمد بالأساس على الحراك المدني وليس المسلَّح، وتُعاني منذ مطلع العام بالأخص من حالة ممتدَّة من القتل والاعتقال والتضييق.

الاحتلال الإسرائيلي من جانبه لا يرى إلا أنه مضطر لاستمرار نهجه القمعي الهمجي من أجل توصيل رسالة بأن شيءً لن يُثنيه عن تحقيق ما يُريد من سيطرة وهيمنة وانتصار، لكن الجميع يُدرك أن إطالة أمد الصراع بهذا المستوى العنيف وفي ظل استدعاء حوالي 360 ألفًا من قوات الاحتياط من مختلف أنحاء العالم فضلًا عن الداخل المحتل، يمثل فاتورة باهظة الثمن على الأمن والاقتصاد والاجتماع والعلاقات الداخلية والخارجية الإسرائيلية، وهو ما يراهن عليه الفلسطينيون في الضفة على الأقل؛ أن يؤدِّي هذا الصمود لتسوية مؤقَّتة فيها نوعٌ من المكاسب للفلسطينيِّين يكافئ الأثمان الغالية التي تمَّ بذلُها على مدار الصراع، لاسيما في هذا الشهر الأخير.

أما السلطة الفلسطينية، فإنها بتكوينها منذ أوسلو 1993، قد وصلت إلى مرحلة شيخوخة لا تملك هيكليًّا أن تستعيد معها شيءً من الحيويَّة والمقاومة للإملاءات الإسرائيلية والغربية، فهي لا تستطيع إلا أن تمارس حالة التكلُّس والجمود الأكثر مناسبةً لها في ظل أجواء الحرب الدائرة الآن، أو التماهي بشكلٍ أكبر مع التوجُّهات الإسرائيلية والغربية دون إرادة وطنية فلسطينية مستقلَّة.

كما أن السلطة الفلسطينية رغم اشتعال الأحداث في الضفة من انتهاكات إسرائيلية تشمل القتل والاعتقال واقتحام المخيمات والمناطق المختلفة وتخريب المنازل والاعتداء على المزارع والمواطنين الفلسطينيين، فإننا لا نكاد نرى أثرًا لهذه الأحداث في خطاب السلطة. بل أن أدوات السلطة التي تمتلكها مثل قوات الشرطة لا تتوجَّه إلا إلى أبناء الشعب الفلسطيني قمعًا واعتقالًا وترويعًا وقتلًا في العديد من الأحيان، لكن حين يعتدي مستوطنون مغتصبون على أبناء الشعب الفلسطيني فليس أمام الفلسطينيين إلا الصمت أو الدفاع عن أنفسهم بصدورٍ عارية وأيادٍ فارغة، لأن قوات السلطة الفلسطينية عليهم لا لهم.

وفي الحقيقة، فإن وضع السلطة سواء بما تقوم هي به أو بما يُفعل بها من جانب إسرائيل لا يؤهِّل السلطة الفلسطينية لمقترحات غربية بإعادتها إلى قطاع غزة كما أورد التقرير، فلا تبدو مظاهر لإمكانيات سياسية ولا حتى على المستوى الدعائي للقيام بمثل هذا الدور.

 

هوامش

[1] انظر بيان تلك الأخبار على موقع وكالة الأنباء الفلسطينية على موقعها عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Regions/Details/4?pageNumber=1

[2] الكابينيت يقتطع المبالغ المخصصة لغزة وذوي الأسرى من أموال المقاصة الفلسطينية، عرب 48، 2 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3FYIuXq

[3] وزير المالية الإسرائيلي يأمر بتجميد أموال المقاصة الفلسطينية، القدس العربي، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/40IPAch

[4] أشتية: اقتطاع مبالغ جديدة من “المقاصة” قرار سياسي يهدف إلى فصل غزة عن الضفة، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 6 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Pages/Details/83753

[5] أرئيل كهانا: الغرب يعمل لإعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، عربي 21، 27 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3MVEUBp

[6] اشتية: السلطة لن تحكم غزة دون اتفاق يشمل الضفة الغربية في دولة فلسطينية موحدة، الشرق الأوسط، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/49ozKaw

[7] السلطة تربط تسلّمها غزة بـ«حل شامل»، الشرق الأوسط، 6 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3MC7yHv

[8] فتح تستهجن تصريحات أبو مرزوق ضد السلطة، وكالة معا، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.maannews.net/news/2104640.html

[9] انظر: أحمد خلف، طوفان الأقصى: حال الضفة الغربية والقدس (تقرير الأسبوع الثاني من 14 أكتوبر إلى21 أكتوبر)، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 22 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3sv0Hsx

[10] انظر في اقتحامات جنين بعض النماذج في الأخبار التالية:

– إضراب عام في الضفة.. 3 شهداء بعد اقتحام الاحتلال مخيم جنين، التلفزيون العربي، 1 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/49ojczk

– “سرايا القدس – كتيبة جنين” نشرت لقطات لتفجير جرافة عسكرية إسرائيلية بعبوة ومقتل وإصابة من فيها، الوكالة الوطنية للإعلام، 1 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3Sye99t

– بسبب ضربات الفصائل.. إسرائيل تقتحم جنين ثم تنسحب!، قناة الحدث، 5 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/49tgEQz

– الجيش الإسرائيلي يقتحم جنين واعتقال عشرات الفلسطينيين في الضفة، 7 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3suzxlu

[11] مقاتل بكتيبة جنين للجزيرة نت: معضلتنا في المسيرات الانتحارية الإسرائيلية، الجزيرة نت، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/49GaXz1

[12] مقتل جندي إسرائيليّ إثر عملية إطلاق نار قرب طولكرم في الضفة الغربية، عرب 48، 2 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3Qw4wpp

[13] 5500 مصلٍّ فقط أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، 3 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.wafa.ps/Pages/Details/83505

[14] نداء عاجل إلى المجتمع الدولي: أوقفوا التهجير القسري في الضفة الغربية، بتسيلم (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة)، 29 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/479Esrd

[15] شوشحلة، قرية صغيرة تقع بالقرب من تجمع غوش عتصيون الاستيطاني، بين القدس وبيت لحم والخليل، ويسكنها عدد من العائلات الفلسطينية، غالبيتهم تم تهجيرهم خلال السنوات الماضية بفعل اعتداءات المستوطنين.

[16] الضفة الغربية.. الاحتلال يهدم 17 منزلا تاريخيًا ومسيرات تندد بالعدوان على غزة، الجزيرة نت، 1 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/49rGQLg

[17] صفحة وزارة الصحة الفلسطينية على فيسبوك، 8 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3ueTPA8

[18] إضراب شامل بالضفة نصرةً لغزة، عرب 48، 1 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/47yZIqe

[19] انظر تقديرات وإحصاءات لعمليات إطلاق النار وزرع العبوات الناسفة والتصدِّي للمستوطنين والمظاهرات في موقع معطى، متاح عبر الرابط التالي: https://mo3ta.ps/?page_id=57

[20] انظر:

– إصابة شرطيين إسرائيليين بعملية طعن في القدس المحتلة، العربي الجديد، 6 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3SCTFMW

– مقتل جندية إسرائيلية طعنا بسكين في القدس الشرقية وتحييد المهاجم، فرنسا 24، 6 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3QRmyDI

[21] «الشاباك»: عنف المستوطنين سيشعل الضفة ويضر بجهود الحرب، الشرق الأوسط، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3Qx1AbN

[22] تقرير: الاحتلال يصادق على دخول 8 آلاف عامل من الضفة، عرب 48، 30 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/49tZFxt

[23] قوات الاحتلال تنكل بعمال من الضفة وتجبرهم على التعري، عرب 48، 31 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي:  https://bit.ly/460pzpG

[24] حماس: مشاهد تعذيب جنود إسرائيليين لأبناء الضفة تذكّر بـ”النازية”، القدس العربي، 31 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/40x2auJ

[25] قوات الاحتلال تنكل بعمال من الضفة وتجبرهم على التعري، مرجع سابق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى