مواقف وردود فعل الصحافة العالمية من الحرب على غزة

(الأسبوع الرابع)

مقدمة:

مثلت أحداث الحرب الدائرة في غزة محور اهتمام الصحافة العالمية على مدار شهر من اندلاعها، وعبر عدة تقارير تم التوقف على أبرز ملامح ذلك التركيز الذي عكس في المقام الأول أن الحرص على مصالح إسرائيل هو بوصلة التوجه. في التقرير الأول من هذه السلسلة [1]وُجد أن الصحافة الدولية تناولت الحرب بالتحليل من حيث التحذيرات المسبقة لإسرائيل من تداعيات سياساتها، والتوصيف للمباغتة وأبعاد الفشل الإسرائيلي الأمني والاستخباراتي والعسكري، ومن ثم محاولة التفسير والتحليل للأزمة لاسيما مفارقة القدرة على مباغتة أجهزة استخبارات تعد نفسها الأفضل في عالم التكنولوجيا، ومحاولات تتبع ردود الفعل الدولية وموجات التعاطف الشعبي. وكذلك تناول الإعلام ما يتصل بالبحث عن وساطة للتهدئة ووقف التصعيد، سواء كانت هذه الوساطة قطرية أو تركية أو مصرية وعبر الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، أو باتصالات مباشرة مع الكيان وهذه الأطراف.

بالإضافة لاهتمام الصحافة المحلية الإسرائيلية وكذلك الدولية بالإشارة للتبعات السياسية والاقتصادية على الداخل الإسرائيلي، سواء من تفكك وخلاف حكومي حاد ومحاسبة تنتظر نتنياهو وحكومته، أو التبعات على دول المنطقة التي تعاني انفصالا بين الحكومات المطبعة والشوارع التي لا تعترف بهذا التطبيع وتحتج على الممارسات الإسرائيلية، ومن ثم مدى إمكانية أن تصيب غضبة الشعوب هذه الأنظمة.

كذلك تناولت الصحف العالمية في بداية المعركة تأثير الحرب على توازن القوى الدولي الذي يرى البعض أنه أصبح يميل أكثر لصالح الصين وروسيا بسبب الحرب التي أخذت الأنظار عن الحرب الدائرة في أوكرانيا، كما أنه إذا ما اتخذت الصين وروسيا موضع الوسيط في الحرب على غزة فإنها ستخرج وقد ربحت شعوب المنطقة ومصالح كبرى مع كثيرٍ من حكوماتها. هذا وصولا للسيناريوهات المتوقعة بحسب التصريحات الإسرائيلية، وأهداف كل من إسرائيل (غير الواضحة بعد) وحماس التي تسعى لتحرير الآلاف من أسراها وفك الحصار وتحريك القضية الفلسطينية وإعادتها لواجهة الاهتمام الدولي والبحث عن حل لها، والسياق الدولي والإقليمي والتحذيرات من توسع الحرب إقليميًا، وكذلك الكارثة الإنسانية بغزة وآليات فك الحصار أو استمراره وتبعات ذلك على الجميع.

أما في التقرير الثاني من هذه السلسلة[2]، فنحن أمام تحيزات الصحف ومواقع الأخبار الأجنبية بشكل أكثر وضوحًا، وقد استعملت معظم الصحف الغربية مصطلح “الحرب بين إسرائيل وحماس”، وهو المصطلح الذي استخدمه المسؤولون الإسرائيليون منذ بدء الحرب، في تبني تام لوجهة النظر الإسرائيلية، وفي استمرار لمحاولة تصفية القضية وعزلها ليس فقط عن محيطها الإقليمي والدولي بل عن الداخل الفلسطيني وعن الداخل الغزاوي بشكلٍ خاص، حتى تشرعن عملية شيطنتها ودعشنتها. والبعض الآخر استعمل مصطلح “الحرب بين غزة وإسرائيل”، في اختزالٍ جديد للقضية باعتبارها بين فصيل مقاوم وإسرائيل لمحاولة تسويغ عزله وتدمير أي تنسيق بين هذا الفصيل وبين الفصائل الأخرى. وهو ما يجب الحذر منه، فهي مصطلحات ليست بريئة، وتعبر عن انحيازات إعلامية غربية لوجهة النظر الإسرائيلية، مهما حاولت ارتداء الحياد أو الموضوعية.

دارت التغطية الصحفية خلال الأسبوع الثاني حول عدة محاور، منها: حديث التحذيرات لإسرائيل من الحرب البرية وتوسع نطاق الحرب، وحديث التهجير وأزمة النازحين، وأزمة معبر رفح والأجانب العالقين، والمساعدات، والتخوفات حول العلاقات المصرية الإسرائيلية، والاصطفافات والبحث عن إدانة وعزل لحماس، والوساطة، وحديث التبعات السياسية والاقتصادية وبالذات على مصر والأردن ولبنان، وارتفاع كلفة الاستدانة لهذه البلدان ذات الاقتصادات الهشة.

كما كان أحد أبرز محاور التناول الإعلامي عالميًا، التعبير عن محاولات غربية مستميتة للتسوية بين الضحية والجلاد عندما تعلق الأمر بمجزرة المستشفى المعمداني، بل والدفاع المبدئي عن الجلاد وعن حقه بالدفاع عن النفس، ومحاولة فرض هذه الرؤية الأمريكية والغربية على الفاعلين في المنطقة وعلى الآخرين بنفس طريقة فرض قيم المثلية والشذوذ، وفي إطار اصطفاف واستقطابات دولية وإقليمية على غرار ١١ سبتمبر فمن ليس معنا فهو ضدنا.

تصاعد إعلاميًا حديث المآلات بالنظر للتبعات الاقتصادية للحرب على المنطقة وبالذات مصر والأردن، مع تخطيط إسرائيلي وأمريكي وأوروبي لاستغلال تأزم الوضع في الدولتين للضغط عليهما بقبول التهجير، ولو تم تزيينه إعلاميًا بعبارات مثل المؤقت أو الدعم الإنساني، لكنه في حقيقته تهجير قسري تقدمه بعض التحليلات كأنه الحل الوحيد. وتبدو خيارات الدولتين محدودة إزاء هذه الضغوط، فلابد أن تأخذ في اعتبارها الشوارع المحلية والعربية، التي عادت إليها حيويتها جزئيًا، بالتعاطف الواسع مع القضية الفلسطينية، وخاصةً بعد المجازر البشعة لمجرم الحرب نتنياهو والازدواجية الغربية في استنكار ما حدث لأوكرانيا وإقرار ما تفعله إسرائيل بل والدفاع عنه وتشبيه حركات المقاومة بالقوة الروسية.

أما في التقرير الثالث من هذه السلسلة[3]، فقد تمحورت أهم عناوين الصحافة بشكل أساسي حول تحذيرات داخلية ودولية لإسرائيل من الاجتياح البري؛ حيث إنه وفقًا لحديث التبعات السياسية والاقتصادية ببعض التقارير غير ممكن، ووفقًا لأكثرها تفاؤلا فهو ممكن ولكن بتكلفة عالية جدًا ربما تقود لتبعات لن تتحملها إسرائيل قبل الفلسطينيين في مدن أشباح بالنسبة لقوات غير مدربة، وتخوض حربًا غير نظامية أو حرب شوارع بالمدن. أما التحذير الثاني من توسيع نطاق الحرب، فهو التخوف من ارتكاب مزيد من المجازر والحصار الذي يوسع دائرة التعاطف الشعبي مع الفلسطينيين، ومن ثم يزيد من تفاقم الأوضاع ليس فقط داخل غزة أو إسرائيل وإنما في دول الجوار والمنطقة برمتها؛ حيث تتسع دائرة الغضب ومن ثم الضغوط على النظم الصديقة لواشنطن في المنطقة، وبالذات مصر والأردن في ظل أزماتهما الاقتصادية الخانقة.

كما أن اتجاهًا ما قد برز إعلاميًا حول أزمة اللاجئين والنازحين والأوضاع الإنسانية بالقطاع يدفع صوب تهجيرٍ قسري، مع اختلاف حول السيناريوهات: هل هو تهجير إلى مصر مع مزايا اقتصادية تتعلق بالديون والمنح والمساعدات مقابل صفقة لاجئين قد تمول أوروبيًا أو خليجيًا، أم تهجير لصحراء النقب وكأننا عدنا للمربع صفر، حيث الحديث على أرض بلا شعب لشعب بلا أرض وتقسيمات في الأراضي المحتلة وتحريك السكان كقطع الشطرنج. وكلا السيناريوهين لن يعيقه سوى ثبات المقاومة، وأهل غزة وصمودهم.

وعكس التناول الإعلامي تزايد المخاوف الإقليمية والدولية سواء من قوة حماس وإسنادها الإقليمي وجهود الوساطة الجادة والمحرجة للاحتلال وحلفائه، أو من توسع الحرب إقليميًا بما له من تداعيات على موازين القوى الدولية والإقليمية وقدرة على قلب موازين وحسابات الاستراتيجيات الأمريكية في المنطقة ذلك بخلاف الخوف من التبعات الاقتصادية الإقليمية والدولية للحرب في ظل حربين متزامنتين في أوكرانيا والشرق الأوسط معقل النفط والمشروعات الطموحة لممالك الخليج، والمقترنة بصفقات تطبيع تعثرت، أو مشروعات في منطقة البحر الأحمر التي أصبحت في مرمى نيران الحوثيين وحلفاء إيران في المنطقة. هذا مع فشل بناء تحالف إقليمي ودولي ضد حماس وفصائل المقاومة حتى الآن، رغم كراهية أنظمة عربية لها بالتوازي مع التبني الفرنسي والأمريكي والغربي عامةً لوجهة النظر الإسرائيلية ودعمها ماليًا وعسكريًا.

أيضا تناول الإعلام العالمي صراعات وساطات جانبية في ضوء اختلاف مستوى القرب والبعد من حماس بين مصر وتركيا وقطر، لكن الموضوع الأساسي لهذه الوساطات هو الإفراج عن الرهائن تارة مقابل المساعدات الإنسانية والإغاثية وتارةً أخرى مقابل الأسرى في سجون الاحتلال. لكن يبدو أن من يمسك بزمام المبادرة في هذا الأمر هو الوسيط القطري؛ حيث العلاقات الوثيقة مع حماس والتغطية الإعلامية الأفضل من قناة الجزيرة لما يجري بقطاع غزة وقدرتها على فضح انتهاكات الاحتلال عالميًا، مع مغازلات هنا وهناك لمصر بدور مقابل صفقة ما تتعلق بالتهجير وقبوله استغلالا للظرف الاقتصادي الخانق محليًا ودوليًا. واتصالا بما سبق، فيما يلي أهم محاور التقرير الرابع الذي يشمل رصد وسائل إعلام عالمية في الفترة من ٢٨ أكتوبر وحتى ٧ نوفمبر ٢٠٢٣، ليصل إلى دلالات عامة حول شهر من رصد متابعة الإعلام العالمي للحرب على غزة:

  • الاجتياح البري المتعثر وأهدافه:

في هذا الإطار، نُشرت عدة تقارير على رأسها تقرير أسوشيتد برس بعنوان ”مثل قتال الأشباح.. مهمة مرعبة تنتظر الجيش الإسرائيلي”، وهو التقرير الذي نشرته عدة صحف يُسلط الضوء على ما وصفته الوكالة بالمهمة المرعبة التي يكابدها الجيش الإسرائيلي، والمتمثلة في محاولاته ضرب أنفاق غزة. فهدف القضاء على حماس سيتطلب تطهير شبكة أنفاقها الواسعة، وهي مهمة يُعقدها وجود الرهائن، وفق ما يخلص التقرير الذي يتلبس فيه الصحفي والخبراء المشاركون دور الناصح الأمين لجيش الاحتلال، إذ يشير إلى أن تطهير تلك الأنفاق وتدميرها سيكون أمرًا بالغ الأهمية إذا سعت إسرائيل إلى تفكيك حماس، كما تعهدت بذلك. لكن القتال في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان والتحرك تحت الأرض يمكن أن يجرد الجيش الإسرائيلي من بعض مزاياه التكنولوجية، مع إعطاء ميزة لحماس فوق الأرض وتحتها[4].

كما حذرت صحيفة يديعوت أحرونوت من احتمالية وجود أنفاق لحماس مع مصر والتي قد تسمح لحماس بتهريب الأسلحة وكذلك قادتها، مشيرةً إلى ضرورة مراقبة رفح عن كثب، وهي مزاعم ربما تُمهد لقصف المنطقة الحدودية مع مصر. وتلفت الصحيفة إلى أن إسرائيل بدأت مرحلتها الثانية من الحرب، في وقت تسعى فيه حماس لتأخير التوغل البري من خلال حربها النفسية والتلويح بإمكانية إطلاق سراح الرهائن. وقدر الجيش الإسرائيلي أن الوقت ليس في صالحه، وأنه مُنح الضوء الأخضر لإرسال القوات الأولى[5].

تمثل عملية تطهير الأنفاق في غزة «سيناريو كابوس» للجنود الإسرائيليين الذين يفعلون ذلك، ومثل حرب المدن، ستكون العملية بطيئة ومعقدة، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الإندبندنت التي عنونت “الأنفاق والفخاخ.. لماذا تواجه إسرائيل «كابوسًا» في غزة؟”. وتشير الصحيفة إلى أن التوغلات القصيرة في عامي 2014 و2009 كانت تهدف إلى إزالة تجمعات من أسلحة حماس، وليس «تدمير» المجموعة بأكملها، كما أن مقاتلي حماس يعرفون عن طبيعة غزة أكثر بكثير من الغزاة الإسرائيليين. هم لديهم أيضًا ترسانة من الأسلحة -لا يعرف الجنود الإسرائيليون مداها- بما في ذلك آلاف الطائرات المسيرة. لكن حماس ستعمل سرًا انطلاقًا من متاهة أنفاق تحت الأرض تعرف باسم «مترو غزة». والاستعداد للقتال في مثل هذه التضاريس صعب للغاية، وسيتطلب معلومات استخبارية مكثفة حول شكل شبكة الأنفاق، وهو ما قد لا يمتلكه الإسرائيليون[6].

وفي نفس سياق تحليل تعثر الاجتياح البري وتباطؤه، فإن وول ستريت جورنال ترى أن إسرائيل تواجه حماس أقوى من المرة الأخيرة التي غزت فيها إسرائيل غزة بريًا، حيث تشهد الحرب الحالية عودة حماس «مُدَجَّجٌة بالسِّلاح» بقوة أكثر بأسًا وأسلحة أكثر فتكًا مما كانت عليه في غزو 2014، مع طائرات مسيرة وصواريخ محلية وأنفاق محصنة، وفق ما يخلص تقرير للصحيفة[7].

وفي إطار تبرير الاجتياح البري وهدف القضاء على حماس، تشير جيروزاليم بوست إلى أن عديد من الحكام العرب يرغبون في أن تتمكن إسرائيل من هزيمة حماس، فالانتصار على حماس وهزيمتها ضروري لتوسيع دائرة اتفاقيات إبراهام لتشمل السعودية. ذلك أن عديدًا من الحكام العرب يرغبون في التخلص من حماس باعتبارها وكيلًا لإيران، أو رمزا لحركات الإسلام السياسي المناوئ للحكم في بلدانهم والذي يُشكل خطرًا عليهم، وبالتالي فالهدف مشترك بين حكومة نتنياهو وهذه البلدان وفق ما يخلص مقال نشرته الصحيفة[8].

وبين إنكار الاحتلال ونشر المقاومة لإخفاقاته، تظهر بعض التقارير الغربية على استحياء إخفاقات إسرائيل، ففي تقرير لمجلة نيوزويك بعنوان “جندي إسرائيلي يعترف بإخفاقات لامتناهية في غزة” أُشير إلى انتقاد جندي إسرائيلي «الإخفاقات اللامتناهية» التي سحقت دوافعه ودوافع رفاقه في غزة، وهي التصريحات التي شجبها المتحدث باسم الجيش وقال إنها تتناقض مع توجيهات وقيم الجيش[9].

  • حديث المعبر والمساعدات وعرقلة وصولها من قبل إسرائيل والهدنة الإنسانية:

فوفق ما يخلص تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، أنه مع تزايد النقد العربي والإسلامي لمصر حول المساعدات، بدأت مصر تُلقي باللائمة على إسرائيل في منع دخول المساعدات لغزة. فقبل الصراع، كانت حوالي 500 شاحنة تعبر يوميًا إلى غزة، ولكن في الأيام الأخيرة، دخل ما معدله 12 شاحنة فقط يوميًا[10].

ورغم الإعلان المصري استعداد المستشفيات المصرية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، فإن استمرار إغلاق معبر رفح يعني أنه لا يمكن لأحد مغادرة غزة، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة واشنطن بوست. ويشير التقرير إلى أن نظام المستشفيات في غزة ينهار أمام القصف الإسرائيلي المستمر، في وقت تواصل فيه أعداد الجرحى الارتفاع – أكثر من 21,000، وفقًا لآخر إحصاء صادر عن وزارة الصحة في غزة. ويجري الأطباء المنهكون عمليات جراحية للمرضى في الممرات وعلى الأرضيات، وغالبًا ما يكون ذلك دون تخدير وغيرها من الإمدادات الحيوية، لكن «قوات الاحتلال تمنع العبور من الجانب الفلسطيني» ونقلت الصحيفة عن أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، قوله، إن 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية خارج الخدمة بسبب الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية أو انقطاع التيار الكهربائي[11].

وفق تقرير لوكالة بلومبرج، فإنه وبالتوازي مع ذلك تأتي خطط الإجلاء عبر معبر رفح والتحول من الممر الآمن للجميع إلى فكرة خروج الأجانب مقابل عدد محدود من الجرحى والمصابين، والذي تضيق عليه إسرائيل، فقد اتهمت حماس إسرائيل بتقويض اتفاق سمح للأجانب ومزدوجي الجنسية بالبدء في مغادرة قطاع غزة، مما يعرض الصفقة لخطر الانهيار[12].

وفي هذا الإطار، تتزايد الانتقادات الغربية، وإن ببطء، للمأساة الإنسانية الناجمة عن مجازر إسرائيل بغزة، إذ يشير تقرير للجارديان إلى أن حرب غزة هي أسوأ معاناة إنسانية، ففي غزة، يحصل طفل عمره 10 ساعات على شهادة وفاة وليس شهادة ميلاد. فإلى متى ستستمر هذه المأساة؟ وفق ما يتساءل التقرير[13].

في إطار الرضوخ الدولي للتعنت الإسرائيلي، انخفض سقف الدول الكبرى والمؤسسات الدولية من المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار إلى هدن إنسانية لا تزال مرفوضة حتى كتابة هذا التقرير من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث تربط إسرائيل أي وقف لإطلاق النار بإطلاق سراح الأسرى الذين تسميهم رهائن أو مختطفين. وفق ما يخلص تقرير لصحيفة واشنطن بوست، ​​يُنظر إلى التعليق المؤقت للقصف الجوي الإسرائيلي على أنه من المحتمل أن يكون مفيدًا في كسر المعوقات بشأن إطلاق سراح الرهائن ودخول المساعدات وخروج الأجانب من غزة، بمن فيهم المواطنون الأمريكيون. علمًا أن استمرار الرفض الإسرائيلي لوقف إطلاق النار لأسابيع وضع الإدارة الأمريكية في تحدي مع الرأي العام الدولي، الذي تمثل في موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على قرار برعاية العرب يدعو إلى وقف كامل لإطلاق النار. وصوتت 14 دولة فقط من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة ضد الإجراء، فيما صوت غالبية حلفاء الولايات المتحدة للقرار[14].

وفي هذا السياق، قال مسؤولون مصريون إن المفاوضات للتوصل إلى اتفاق محدود لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة يتقدم «ببطء»، بينما يحاول الوسطاء موازنة «التوقعات المرتفعة» لكلا الجانبين، وفق ما جاء في تقرير لموقع ذا ناشيونال[15].

  • توسع الحرب والمخاوف حولها:

حيث شهدت هذه الفترة اضطرابات أكبر على الحدود، سواء بين إسرائيل ومصر حيث أسقطت مسيرتين وصواريخ قادمة من جنوب البحر المتوسط، وتوسعت المناوشات على الحدود اللبنانية وشهدنا خطابًا للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وتهديدات متبادلة متصاعدة بين قادة إسرائيل وقادة الحزب.

وفي هذا الإطار، تأتي التحذيرات المصرية من توسع الحرب حيث سعى السيسي إلى طمأنة المصريين القلقين والمطالبين بالرد بعد وقوع سقوط مسيرتين في مدينتى، طابا ونويبع، محذرًا من أن توسع حرب غزة يشبه ‘قنبلة موقوتة’، وفق ما يخلص تقرير لموقع ذا ناشيونال[16].

تتصاعد المخاوف في المنطقة من أن يتحول الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب إقليمية أوسع تشمل دولًا أخرى في المنطقة، وفق ما يخلص مقال نشره موقع ذا كونفرزيشن الذي يُحذر من أن مواقف الشعوب الغاضبة في مصر وسوريا والأردن قد تدفع الحكام لاتخاذ خطوات مؤيدة لحماس، ولو خطابيًا، خوفا على استقرار حكمها حتى وإن كانت ترغب بعدم الانزلاق في الحرب[17].

وبحسب ما تخلص افتتاحية لصحيفة هآرتس، يجب أن يدرك كل إسرائيلي ومسؤول في هذا البلد أن استمرار نتنياهو في منصب رئيسًا للوزراء في هذا الوقت المصيري هو مقامرة بمستقبل إسرائيل، ويتعين إقالته على الفور على خلفية منشور ألقى فيه باللوم على رؤساء مؤسسة الدفاع في الإخفاق الذي حدث في 7 أكتوبر[18].

بنفس السياق، فإنه وفق ما يخلص تحليل لصحيفة الجادريان، يتراجع الدعم المتضائل بالفعل لرئيس الوزراء الإسرائيلي مع تزايد الدعوات لاستقالته وتنامي الغضب الشعبي تجاهه. ويشير التحليل لأنه، ولأكثر من عقد من الزمان، تواترت الدعوات التي تطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاستقالة لأسبابٍ عديدة: تزايد مستويات عدم المساواة، وأزمة الإسكان في إسرائيل، وميله إلى الشعبوية القبيحة، وفضائح الفساد المتعددة التي تورط فيها. ولا يزال قيد المحاكمة، ومؤخرًا، محاولات لإجراء إصلاح قضائي. ولفتت الصحيفة إلى أن 76% من الجمهور الإسرائيلي غير راضين عن أداء الحكومة في أعقاب هجوم حماس[19].

وإن التخوف من توسع الحرب أو استمرارها أكثر لا يقتصر على الخوف على إسرائيل وإنما على الأنظمة السياسية المحيطة، فقد باتت الآن ثلاث دول عربية، مصر والأردن واليمن، أكثر عرضةً لعدم الاستقرار بسبب الحرب في غزة، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الإيكونوميست، الذي يشير إلى أنه حتى الآن لا تزال الحرب محصورة في الغالب على حدود غزة (على الرغم من وجود مخاطر لفتح جبهة ثانية مع لبنان). لكن الآثار الثانوية، في شكل احتجاجات حاشدة، هي مصدر قلق متزايد لـ «العالم العربي»، وهو مجموعة من 450 مليون شخص منتشرين فيما يقرب من عشرين دولة شعوبها متعاطفة مع الفلسطينيين، وسيثير على الأرجح تجريد الفلسطينيين من حقوقهم الغضب والاحتجاج في المنطقة على نحوٍ غير مسبوق[20].

بل يشير البعض إلى أن الحرب إسرائيلية بدعم أمريكي على غزة أحدثت زلزالًا سياسيًا في الشرق الأوسط، والذي ستهز ارتداداته سياسات القرن الأفريقي، مما يسقط هيكل السلام والأمن المترنح بالفعل في المنطقة، حيث أصبحت حماس ملهمة للحركات المسلحة هناك، والتي يمكن أن تثير القلق من جديد في الصومال وكينيا، في منطقة يتداخل فيها النفوذ الغربي والإقليمي والدولي، وتتواجد فيها الصين والإمارات والسعودية وإيران بقوة، وفقًا لمقال نشرته مجلة ريسبونسبل ستيت كرافت[21].

وتراقب القوى الإقليمية عن كثب مؤشرات على ما إذا كان القتال سيبقى محصورًا في غزة، أم أنه قد يؤدي إلى عدم استقرار أوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفق ما يخلص تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي، الذي يشير إلى أنه وفي ضوء استمرار إسرائيل في حربها في غزة، ومع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين وتوسع هجمات حزب الله الذي يقول بأن كل الخيارات مفتوحة، فقد أصبحت الدول المجاورة على حافة الهاوية[22].

وفق ما يخلص تقرير لموقع المونيتور، وضمن حديث المخاوف، تعكس زيارة وزير الدفاع السعودي لواشنطن رغبة الرياض في تأمين ضمانات أمنية للمملكة، حيث تشعر السعودية بالقلق من أن الحرب بين إسرائيل وحماس قد تضر بمصالحها. فهي لا تستطيع التفرقة ما إذا كانت صواريخ ومسيرات الحوثيين العابرة لمجالها الجوي موجهة إلى إسرائيل أم إليها، وهي تخشى تزايد قوة الحوثيين وإيران وحماس بالأساس[23].

ويتزايد التخوف من توسع الحرب بالتوازي مع الوضع المشتعل في الضفة الغربية ذاتها، حيث أشعل هجوم حماس والرد الإسرائيلي روح المقاومة لدى الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية، والذين زاد انجذابهم للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي مخاوف تنسحب على فلسطينيي الداخل أيضًا، وفق ما يخلص تقرير نشره أيضًا موقع المونيتور[24].

وفي إطار الخوف على الكيان الإسرائيلي من انقسامات حادة بسبب سلوك نتنياهو، جاءت افتتاحية هآرتس بعنوان “نتنياهو، فقط ارحل”، والتي تشير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عاد إلى طرقه الشريرة، وحرض أنصاره على أهالي الأسرى المحتجين، إذا كان هذا السلوك في الأوقات العادية يسمم المجتمع وأنظمة الدولة، فإنه في زمن الحرب يعرض إسرائيل لخطر وجودي، الأمر الذي يستوجب رحيله الآن، وفق ما تخلص افتتاحية هآرتس[25].

وفي إطار توسع الحرب أيضًا أو محاولة ردع الأطراف الأخرى عن دخولها، وبما يعكس استعراضًا للقوة، فإنه وفق ما يخلص تقرير لفوكس نيوز يأتي دفع الولايات المتحدة بترسانة أسلحة إلى المنطقة، حيث انضمت غواصة نووية للصواريخ موجهة إلى أصول عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. ويقول مراقبون إن مشاركة البنتاجون المعلومات حول موقعها أمر نادر للغاية؛ فهي تمثل جزءًا مما يسمى بـ «الثالوث النووي» الأمريكي للأسلحة الذرية[26].

  • استمرار حديث الوساطات والوسطاء وترتيبات ما بعد الحرب:

حيث تلعب الدوحة دورًا حاسمًا في السباق لإطلاق سراح الرهائن في غزة، ولدى أمير قطر فرصة سانحة الآن لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق نار دائم. وقد يحدد ذلك الدور المستقبلي الذي تلعبه قطر في حل الصراع الأكثر صعوبة في العالم، وفق ما يخلص مقال نشرته مجلة فورين بوليسي[27].

في نفس الإطار، تأتي التقارير حول الضغوط الداخلية التي تتعرض لها الحكومة الإسرائيلية للتفاوض والدخول بصفقة، إذ تواجه الحكومة الإسرائيلية صخبًا متزايدًا لمبادلة ما يقدر بنحو 229 رهينة في غزة بآلاف السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الجارديان[28].

وفي إطار التنافس حول الأدوار والوساطات، تشير مقالة في المجلس الأطلنطي إلى المخاوف من دور تركي محتمل فيما بعد الحرب، وترى المقالة أن إمكانية مُضي أردوغان قدمًا في مساره الإصلاحي لعلاقاته الإقليمية بما في ذلك مع إسرائيل وكذلك قدرته على لعب دور مؤثر لدى طرفي الصراع، ستعتمد على ما إذا كان خطابه في 28 أكتوبر هو مجرد فورة خطابية أم قرار استراتيجي. ذلك وفق ما يخلص المقال الذي يشير إلى المخاوف من تصريحات أردوغان حول حماس كحركة تحرر وطني، وأن تصبح هذه الرؤية توجهًا استراتيجيًا في أنقرة، وليس فقط أن الهدف النهائي للرئيس أردوغان هو أن يكون حاضرًا ومؤثرًا في تسوية ما بعد الحرب فيما يتعلق بغزة، وأن يكون لاعبًا رئيسًا في عملية الوساطة وإعادة الإعمار. ومثل بعض المراقبين الإقليميين، يرى المقال أن تركيا في وضع فريد للعب مثل هذا الدور[29].

وبنفس إطار المابعديات، وبشأن مستقبل حكم غزة، يقترح محمد دحلان، مستشار الأمن القومي السابق للسلطة الفلسطينية، تشكيل حكومة تكنوقراط لمدة عامين لتوحيد الفصائل، ثم انتخابات لحكومة تحل محل السلطة الفلسطينية، وهو ما أشار إليه تقرير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل[30].

فيما يشير البعض إلى أنه لن يتدخل أي طرف ثالث لحكم غزة بعد انتهاء الحرب، وفق ما يخلص مقال نشرته مجلة ذي أتلانتك، حيث إن إسرائيل شنت ما يبدو وكأنه المرحلة الأولى من توغل بري واسع النطاق في غزة، متعهدة بضرورة القضاء على حماس أو جعلها غير فاعلة على نحوٍ ما، حتى على حساب تمزيق غزة إربًا، ولكن ليست هناك أية خطة عن ماذا بعد؟ في الوقت ذاته من غير المتوقع أن يتدخل أحد لتحمل عبء معضلة إسرائيل المستحيلة، أو، بكل بساطة، تنظيف الفوضى التي تعيشها. فمصر لا تريد المسؤولية، والسلطة الفلسطينية تخشى السيطرة على غزة دون موارد، والأمم المتحدة ستكافح من أجل فرض الأمن وإعادة الإعمار[31].

وفق ما يخلص تقرير لشبكة سي إن إن، لا تزال الانقسامات الحادة بين الولايات المتحدة وشركائها العرب مستمرة بشأن الاستجابة على حرب إسرائيل في غزة، بعد أن التقى وزير الخارجية أنتوني بلينكين بنظرائه من الشرق الأوسط في عمان بالأردن. حيث تسعى الدول العربية لوقف إطلاق نار ومناقشة حل شامل للقضية الفلسطينية، فيما تبحث الإدارة الأمريكية عن هدن إنسانية تنقذ إسرائيل وتعطيها فرصة لإعادة ضبط خططها ومحاولة تحريك ملف المساعدات الإنسانية التي تسمح بها إسرائيل بشكلٍ محدود لا أكثر[32].

وبسياق التناول الإعلامي للوساطات أيضًا، تحدث تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست، أنه قد أمضت طائرة يستخدمها مسؤولون إسرائيليون ساعات في مصر، الأمر الذي قد يشي بأن الرحلة كانت جزءًا من جهود مستمرة بعيدة عن الرأي العام للتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن، وفق التقرير[33].

  • توسع الغضب الدولي من جرائم الحرب الإسرائيلية:

شهدت هذه الفترة سحب كلا من بوليفيا وتشيلي والأردن والبحرين وتركيا وجنوب افريقيا وهندوراس سفرائها من إسرائيل، وتصاعدت تصريحات تلك البلدان ضد المجازر التي يرتكبها الاحتلال، وهو الأمر الذي قوبل بغضب واستنكار إسرائيلي، وفي بعض الحالات استبقت اسرائيل الخطوات وسحبت سفرائها مبكرا، كما فعلت مع تركيا عقب خطاب أردوغان لجماهير محتشدة لدعم القضية الفلسطينية بإسطنبول. جاءت خطوة استدعاء الدبلوماسيين الإسرائيليين بعد أن وصف أردوغان إسرائيل بأنها «مجرمة حرب»، وتمثل تراجعًا في العلاقات الثنائية التي أعيدت بالكامل في الخريف الماضي، وفق ما يخلص تقرير لموقع المونيتور[34].

ووفق ما يخلص مقال لمنتدى الشرق الأوسط، فلقد غَيَّر هجوم حماس على إسرائيل الصورة الإستراتيجية للشرق الأوسط بضربة واحدة، وبدد عقودًا من الأوهام حول الاستقرار في المنطقة، حيث وإن استقرت العلاقات بين حلفاء أمريكا بالمنطقة وإيران، فإن علاقات إيران وقوى الإسلام السياسي بإسرائيل ليست كذلك، وهو ما يشير لتوتر قد يؤدي إلى توسع الحرب بين حلفاء الولايات المتحدة ومحور إيران والقوى المنضوية معها[35].

في نفس السياق، ووفق ما يخلص تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت، تغازل الصين شعوب المنطقة والعالم الإسلامي، وربما أيضًا تمهد لمصالحها في المنطقة ببعض الأفعال البسيطة، حيث أبلغ مستخدمو الإنترنت في الصين عن اختفاء إسرائيل من الخرائط الإلكترونية لشركات بايدو وعلي بابا الصينيتين، ويقول الإسرائيليون الذين يعيشون في الصين إن هذه الخطوة تحمل تداعيات اقتصادية[36].

أيضا تشير بعض التقارير إلى أن الاحتجاج العالمي يتزايد بعد القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين في غزة، إذ يثير استمرار الهجمات الدموية ذات الخسائر غير المتناسبة على المدنيين إدانة دولية واسعة للعمليات الحربية الإسرائيلية، على أثر الاحتجاجات المتزايدة للشعوب في عديد من البلدان حول العالم وفق ما يخلص تقرير لموقع المونيتور[37].

وقد استخدمت إسرائيل قنابل تزن 2000 رطل (900 كج) في قصف مخيم جباليا، وبلغ عرض الحفر الاصطدامية للضربة في 31 أكتوبر على المخيم المكتظ حوالي 40 قدمًا، وفق ما يخلص تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز[38].

ويبدو أن آثار الغضب الدولي تطال الإدارة الأمريكية، حيث وفق ما يخلص تقرير لشبكة سي إن إن، تواجه إدارة بايدن ضغوطًا متزايدة في واشنطن لتغيير مسار الحرب الإسرائيلية في غزة والدعوة علنًا إلى وقف إطلاق النار، مع تزايد قلق الإدارة من أن صور الموت والدمار في القطاع قد يعزل البلاد عن المسرح العالمي[39].

ويتوسع الغضب ليطال المجتمع الأمريكي وصولا لفريق بايدن الانتخابي، فوفق ما كشف موقع أكسيوس، يعاني الفريق السياسي للرئيس بايدن حالة من الانقسام بشأن موقف إدارته من حرب إسرائيل في غزة، إذ يرى بعض مساعديه أن البيت الأبيض يُحرض على هجوم غير أخلاقي على الفلسطينيين، بينما يعتقد آخرون أن بايدن يُظهر وضوحًا أخلاقيًا في حماية إسرائيل[40].

وعطفًا على ذلك، يشير تقرير آخر إلى أن إسرائيل تشكل صداعًا لبايدن، حيث يحاول تحقيق توازن دقيق عندما يتعلق الأمر بسياسة أمريكا بشأن الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، إذ يواجه انتقادات اليسار بينما يحاول الاحتفاظ بعلاقات قوية مع حليف طويل الأمد في الشرق الأوسط، وفق ما يخلص تقرير لمجلة نيوزويك[41].

أيضا تشير دويتشه فيله إلى أن الانتقادات الدولية تتسع رقعتها تجاه عملية إسرائيل في غزة، فقد أصبحت جنوب إفريقيا أحدث دولة تسحب سفيرها من إسرائيل بسبب ما تقول هي -ودول أخرى- إنه «عقاب جماعي» للمدنيين، في وقتٍ يتزايد فيه الضغط الدبلوماسي على إسرائيل، وفق ما يخلص التقرير الذي أشار لسحب كلٍ من كولومبيا وتشيلي والإكوادور وهندوراس والأردن والبحرين وتركيا لسفرائهم من إسرائيل[42].

ووفق ما يخلص تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، أنه في محاولة أمريكية لإنقاذ الموقف وتقليل النقد جراء مقتل مزيد من المدنيين، أخطرت إدارة بايدن الكونجرس بنيتها إرسال قنابل سبايس دقيقة التوجيه لإسرائيل وسط تنامي المخاوف من ارتفاع أعداد القتلى المدنيين في غزة[43].

ووفق ما يخلص تقرير لموقع أفريكا ريبورت، في نفس الإطار تأتي الاحتجاجات الشعبية العربية على مواقع التواصل الاجتماعي ضد موسم الرياض والمهرجانات الفنية، والانقسام في الوسط الفني وحول مواقفه، ومصر من بين عديد من الدول العربية التي لا يزال الفنانون فيها منقسمين بشأن الإجراءات التي يجب اتخاذها عندما يواجهون وقائع الحرب الإسرائيلية في غزة؛ ويجدون أنفسهم أمام معضلة صعبة: هل يمارسون فنهم كالمعتاد، أم يمتنعون تضامنًا مع الفلسطينيين[44]؟

  • اتضاح معالم مخطط التهجير أكثر وتزايد المخاوف حوله:

في هذا الأسبوع انتشرت إعلاميًا الوثائق المسربة التي تشير بوضوح لترجيح نتنياهو وحكومته لمخطط التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء، حيث أشار موقع سكواوك بوكس إلى تسريب وثيقة حكومية إسرائيلية إلى موقع إخباري إسرائيلي تخطط «للنقل القسري» لسكان غزة إلى مصر. وتكشف الوثيقة المسربة لموقع سيخة ميكوميت العبري تفاصيل خطط التطهير العرقي والتهجير القسري الدائم لسكان غزة إلى صحراء سيناء، وإجراءات «دفعهم» إلى الامتثال للخطة.

والوثيقة تعود لوزارة المخابرات الإسرائيلية ومؤرخة 13 أكتوبر، وهي تؤكد خططًا سابقة لمؤسسات فكرية مرتبطة بنتنياهو لإنشاء «مدن خيام» جديدة و«منطقة مقيدة» على أراضي مصر لإبعادها عما سيصبح أرضًا إسرائيلية أكبر جديدة. وتوصي بأن تقوم المؤسسة الدفاعية بنقل كامل لجميع سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء، باعتبارها أفضل الخيارات في نهاية الحرب. وتنقسم خطة النقل إلى عدة مراحل: في المرحلة الأولى، يجب اتخاذ إجراءات حتى «يجري إجلاء» سكان غزة جنوبًا، بينما تتركز الضربات الجوية في شمال قطاع غزة. وفي المرحلة الثانية، سيبدأ توغل بري في غزة، مما يؤدي إلى احتلال قطاع غزة بأكمله، من الشمال إلى الجنوب، ومن ثم «تطهير المخابئ تحت الأرض من مقاتلي حماس»[45].

وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الإيكونوميست، فإنه في ضوء احتدام الحرب في غزة والخوف على استقرارها الداخلي، تعزز مصر حدودها في مواجهة موجات اللاجئين والإسلاميين المحتملة[46]. واستمرارا في البناء على الوثيقة المسربة، فوفق ما يخلص تقرير لوكالة أسوشيتد برس، فإن تسريب مخطط تهجير 2.3 مليون نسمة من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، أثار إدانة الفلسطينيين وفاقم التوترات مع القاهرة[47].

في نفس السياق، يشير تقرير لوكالة بلومبيرج إلى المفارقة بين التأكيدات على عدم قبول التهجير وبين استمرار العدوان، إذ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره المصري إنه لا ينبغي تهجير الفلسطينيين في غزة إلى مصر أو إلى أي دولة أخرى، بينما تمضي إسرائيل قدمًا في هجوم أجبر أكثر من نصف سكان القطاع على الفرار من منازلهم[48].

لكن اتصلت إسرائيل بالقادة الدوليين، طالبة مساعدتها في إقناع السيسي بالسماح للاجئين الفلسطينيين بدخول سيناء. وفي المقابل، قال مسؤول مصري كبير إن القاهرة مهتمة بالحوار مع الفصائل الفلسطينية لمنع نقل سكان غزة إلى سيناء، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت[49].

وتتساءل لوس أنجلوس تايمز: لماذا ترفض مصر والدول العربية الأخرى قبول اللاجئين الفلسطينيين من غزة؟ مجيبةً على نفسها، بأن رفض مصر بشدة استقبال اللاجئين في سيناء، خشية تصفية القضية الفلسطينية وتكرار نكبة جديدة، وكذلك بسبب المخاوف الأمنية وإمكانية تقويض اتفاق السلام مع إسرائيل، كما أنه لا يوجد ضمان للعودة؛ ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم وجود سيناريو واضح لكيفية انتهاء هذه الحرب وفق ما يخلص التقرير[50]، وهو سؤال استنكاري بالأساس طرحه عدة مسئولون إسرائيليون وأمريكيون.

وفق ما يخلص مقال نشرته مجلة أتلانتك كاونسيل، فإنه مع استمرار الحرب في غزة، تواجه مصر ضغوطًا للتحرك، ففي حين توسع إسرائيل غاراتها البرية في غزة، تشهد مصر الآثار الارتدادية للحرب وتواجه ضغوطًا خارجية وداخلية متزايدة للتحرك سواء فيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين، أو اتخاذ موقف أكثر حزمًا من الحرب. ويرى المقال أن مخاطر الإذعان للرغبات الأمريكية والإسرائيلية مرتفعة في نظر السيسي، فإذا جرى فتح الحدود، فإن الهجرة الجماعية للفلسطينيين من شأنها أن تهدد بتسلل مقاتلي حماس إلى سيناء، ومن ثم احتمالية شن هجمات وهجمات مضادة، وبالتالي تقويض اتفاقيات السلام، بالإضافة إلى شعور القيادة المصرية بالقلق من حماس، التي تعتبرها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين التي قام النظام بتصنيفها إرهابية منذ ٢٠١٣[51].

  • التداعيات الاقتصادية للحرب:

وفي استمرار لحديث التداعيات الاقتصادية، حذر البنك الدولي من أن الصراع في الشرق الأوسط قد يتسبب في تجاوز سعر النفط 150 دولارًا للبرميل -ما يقرب من ضعف سعر اليوم– وأن استمرار الصراع سيهدد الأمن الغذائي العالمي، وسط مخاوف من اتساع الحرب إلى دول أخرى في المنطقة، وفق ما يخلص تقرير لموقع المونيتور الذي يقارن الوضع حاليًا بالوضع فيما بعد ١٩٧٣ حين اُستُخدم النفط كسلاح لأول مرة[52].

وفق ما يخلص تقرير لوكالة بلومبرج، فقد بدأت مصر في كبح إمدادات الغاز الطبيعي الحيوية لبعض الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة، مثل صناعات الأسمدة، في إشارة إلى التأثير الاقتصادي المتزايد للحرب على دولة تواجه بالفعل انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي بسبب نقص الوقود[53].

وفي هذا الإطار، يخلص تقرير لموقع أفريكا ريبورت إلى أنه سيسمح استئناف تدفق الغاز من إسرائيل لمصر ببدء التصدير مرةً أخرى، على الرغم من الضغط على إمدادات الطاقة المحلية، حيث إن تدفقات الغاز الإسرائيلي لمصر يُتوقع أن تُستأنف بحيث يُعاد تصديرها لأوروبا الحليف الرئيسي الثاني لإسرائيل بعد الولايات المتحدة[54].

كما تشير تقارير إلى أن السياحة في المنطقة تضررت من مخاوف امتداد حرب غزة، إذ تظهر الحجوزات لموسم الذروة لقطاع السياحة في مصر والأردن ولبنان، وخاصةً من السياح الغربيين، علامات على التراجع، هذا القطاع هو مصدر رئيس للعملات الأجنبية في لبنان والأردن ومصر، وكلها دول تقع على حدود إسرائيل وتتعرض لدرجات متفاوتة من الضغط الاقتصادي، وفق ما يخلص تقرير لموقع ذا ناشيونال[55]. ويرصد تقرير لصحيفة الإندبندنت تحت عنوان “كيف يدمر الصراع بين حماس وإسرائيل السياحة في مصر؟” أنه بعد مرور شهر على الحرب في غزة، يُعاني قطاع السياحة في مصر، وقال أحد مصادر الصناعة إن حجوزات منتجعات البحر الأحمر المصرية من خلال شركته انخفضت بنسبة 80 في المائة[56].

وعلى نفس المنوال، عنونت فاينانشيال تايمز بأن الصراع في غزة يهز اقتصادات الشرق الأوسط، حيث تُهدِّد الحرب في غزة الاقتصادات الهشة والمعتمدة على السياحة في دول المنطقة، مثل مصر والأردن ولبنان، وتثير الجريدة مخاوف من انتشار التداعيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط[57].

والشق الأخطر من التداعيات الاقتصادية للحرب يقع على عاتق إسرائيل، ذلك وفق تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت، ففي تقدير أولي لوزارة المالية الإسرائيلية تقول إن حرب إسرائيل مع حماس ستتكلف أكثر من 50 مليار دولار، وتفترض الخزانة الإسرائيلية أن الصراع مع حماس لن يستمر لأكثر من عام، وتسلط الضوء على صعوبة تأمين الأموال المطلوبة، مع التركيز على تحديات زيادة رأس المال على الصعيدين المحلي والدولي في ظل الظروف الصعبة الحالية[58].

خاتمة: أبرز دلالات التغطية الإعلامية العالمية في شهرٍ من العدوان:

تمثلت أهم أحداث الأسبوع الرابع وحتى نهاية الشهر الأول من العدوان في مذابح الاحتلال في جباليا ومستشفيات غزة التي أخرجتها عن الخدمة، وأحدثت ضجة عالمية حولت الأنظار تجاه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع وربما عالميًا، خاصةً مع استخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دوليًا وبكميات غير عادية، ورفضها لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحديها له بالاستمرار في تلك المجازر، وتركيز الخطاب حول المساعدات والهدن الإنسانية والوساطات المرتبطة بها والإجلاء سواء للرعايا الأجانب أو للجرحى من الفلسطينيين.

انتقلت الصحافة الأجنبية من تبني الرواية الإسرائيلية تمامًا إلى محاولة التوازن بتغطية المأساة الإنسانية في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي العشوائي في محاولة لإثبات بعضًا من موضوعيتها، لكن استمرت المصطلحات الرئيسية حول الحرب باعتبارها الحرب بين حماس وإسرائيل الناجمة عن هجمات حماس على إسرائيل التي تصفها غالبية تلك الصحف بالهجمات الإرهابية.

انتقلت التحليلات إلى التخوفات بشأن المستقبليات والقدرة على التحكم فيها سواء مستقبل إسرائيل وتوغلها البري، أو مستقبل غزة أو حماس، وصولا لمستقبل الاستقرار في المنطقة والتوازنات الإقليمية والدولية. وفي هذا الإطار، بدت تخوفات جدية من التبعات الاقتصادية للحرب سواء على إسرائيل، أو على الدول الحليفة في محيطها كمصر والأردن، أو دول المنطقة الهشة مثل اليمن ولبنان وغيرها من البلدان، مع تخوفات من تبعات اقتصادية كبيرة على أسعار النفط وأمن الطاقة والغذاء بسبب احتمالية توسع الحرب أو استمرارها.

وتطال المخاوف مستقبل إسرائيل والانقسامات داخلها، وأيضًا الانقسامات الحادة في الرأي العام الأمريكي والغربي، والتي لا تميل لصالح إسرائيل بمرور الوقت وافتضاح جرائمها ومجازرها عبر الإعلام الدولي ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ يطال الانقسام الإدارة الأمريكية ذاتها وليس فقط الشارع الأمريكي ويتسرب للحكومات في الدول الأوروبية أيضًا.

وعلى مستوى التفاصيل، انتقلنا من الحديث عن وقف إطلاق النار إلى الحديث عن الهدن الإنسانية المتقطعة وذات النطاق الجغرافي المحدد، في محاولة لاختراع مصطلحات وتوصيفات ومخارج على مقاس إسرائيل، وباشتراطاتها القاسية حول المساعدات الإنسانية والوقود وغيره. ويبدو الهدف الأساسي من ذلك هو محاولة إدارة بايدن المحافظة على ما تبقى من صورة أخلاقية متخيلة للولايات المتحدة أمام شعبها وأمام العالم، فيما تتزايد الانقسامات حول المواقف الغربية في الغرب نفسه.

انتقلت العديد من الصحف والمقالات من النطاق التحليلي للأحداث إلى منطق الناصح الأمين للاحتلال، سواء أكان ذلك بالإسراع في إنهاء العملية البرية أو إعادة التفكير في خطط ما بعد الحرب أو حتى استحالة تحقيق أهداف الحرب البرية المعلنة وضرورة تحديد أهداف أكثر تواضعًا. لكن الخلاف هنا ليس على مشروعية وشرعية ما تقوم به إسرائيل، وإنما منطق الخوف على إسرائيل ووجودها جراء سوء تخطيط قياداتها.

وفي الحديث المتنامي عن الوساطات والحلول والأزمة الإنسانية، هناك شكوك فعلية حول نوايا الاحتلال وحلفائه من تعمد ربط المساعدات بالرهائن أو الأسرى من جهة، ومن جهة أخرى توجيهه للمرضى باتجاه الخارج بدلا من جلب المساعدات للداخل وللمستشفيات في غزة، بحيث تبدو هذه العملية تخدم خطط التهجير القسري لسكان القطاع وفصل الشمال عن الجنوب مع عدم استثناء أية منطقة من القصف. لكن هذا مع استمرار الوقت يفقد الاحتلال الدعم الأمريكي والغربي شعبيًا، وهو ما قد يؤثر على مواقف الحكومات التي تريد الحفاظ على وجودها في الانتخابات القادمة في هذه البلدان، أو على شرعية مقولاتها في إطار النظام الدولي الذي اُنتُهكت كافة قواعده وقوانينه.

أيضًا، فإننا إزاء حديث المابعديات، وهو محاولة إعلامية مبكرة للقفز للأمام على جثة غزة وعلى واقع لا يزال متحركًا ولم يهدأ بعد، سواء مناقشات ما بعد الحرب أو ما بعد حماس، والمحاولات الدءوبة للقفز على حقيقة الهزيمة الإسرائيلية، ومحاولة إبعاد الأزمة في غزة عن كاهل إسرائيل إنقاذًا لها وحتى لا تواجه ٧ أكتوبر جديدة.

وأخيرًا، فإن الحديث الإعلامي عن التبعات الاقتصادية للحرب يتصاعد، مع التركيز أكثر على تأثيراتها على دول الجوار ذات الاقتصادات الهشة المعتمدة على الخارج بشكلٍ كبير، سواء فيما يتعلق بالديون أو السياحة والتجارة الدولية. حيث تتزايد التحذيرات لهذه البلدان، ويتزايد الضغط عليها من قبل الاحتلال وحلفائه للقبول بالحد الأدنى الذي يسمحون به، سواء فيما يتعلق بالهدنة أو التهجير أو تمرير الضغط إلى فصائل المقاومة للتوقف وعدم توسيع الجبهات، مع إشارات محدودة وعرضية على تأثيرات هذه الحرب وتوسعها على إسرائيل نفسها وعلى الاقتصاد العالمي وأسعار الطاقة والغذاء وأمنهما.

 

هوامش

[1] عمر سمير، مواقف وردود فعل الصحافة العالمية من الحرب على غزة، موقع مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 18 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/88ZjU

[2] عمر سمير، مواقف وردود فعل الصحافة العالمية من الحرب على غزة، موقع مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 22أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:  https://bit.ly/3tGVRbQ

[3] عمر سمير، مواقف وردود فعل الصحافة العالمية من الحرب على غزة مواقف وردود فعل الصحافة العالمية من الحرب على غزة، موقع مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 31 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:  https://bit.ly/3Qx14L1

[4] Associated Press, A spiderweb of Hamas tunnels in Gaza Strip raises risks for an Israeli ground offensive,  28.10. 2023, available at: https://bit.ly/3svx6Pt

[5] Yedioth Ahronoth, Hamas tunnels into Egypt can bring weapons in and allow leaders to escape, 29.10. 2023, available at: https://bit.ly/3SCwDWr

[6] Independent, Tunnels, traps and the ticking timer: Why Israel is facing a ‘nightmare’ in Gaza, 30.10. 2023, available at: https://bit.ly/3SvkjHp

[7] WSJ, Hamas Has Deadlier Weapons Than the Last Time Israel Invaded Gazza, 4.11. 2023, available at: https://bit.ly/3sql1v0

[8] The Jerusalem Post, Advancing Israel-Saudi normalization hinges on defeating Hamas, 6.11. 2023, available at: https://bit.ly/3MDiCE2

[9] Newsweek, Exclusive: Israeli Military Slaps Down Soldier Who Criticized Gaza Failures, 7.11. 2023, available at: https://bit.ly/3soOYvz

[10] The Jerusalem Post, Egypt says ‘Israeli obstacles’ impeding aid delivery to Gaza, 28.10. 2023, available at: https://bit.ly/3FNqkIb

[11] Washington Post, Egypt’s hospitals are ready to treat injured Gazans, but the border is closed, ,31.10. 2023, available at: https://bit.ly/3QQlYGg

[12] Bloomberg, Gaza Evacuation Deal at Risk of Collapsing After Hamas Push-Back, 4.11. 2023, available at: https://bit.ly/3MAArDH

[13] The Guardian, We are no strangers to death but the misery of this Gaza war is the worst human suffering, available at: https://bit.ly/47mF8co

[14] Washington Post, U.S., in policy switch, urges humanitarian pauses in Gaza, 28.10. 2023, available at: https://bit.ly/469TYSu

[15] The National, Gaza hostage negotiations advancing ‘slowly’ but high expectations could prevent deal, 30.10. 2023, available at: https://bit.ly/3sAicHI

[16] The National, El Sisi reassures Egyptians as war rages next door in Gaza, 28.10. 2023, available at: https://bit.ly/47qqcd5

[17] The conversation, Will the Israel-Hamas war become a regional conflict? Here are 4 countries that could be pivotal?, 29.10. 2023, available at: https://bit.ly/471C31y

[18] Haaretz, Netanyahu’s Coalition Must Remove Him Immediately, 30.10. 2023, available at:  https://bit.ly/3QqhiFM

[19] The Guardian, Netanyahu’s political future looks shakier in midst of Israel-Hamas war, 31.10. 2023, available at: https://bit.ly/40t0WAX

[20] The Economist, Could the Israel-Hamas war trigger unrest across the Arab world?, 3.11. 2023, available at: https://bit.ly/40yPzYk

[21] Responsible Statecraft, How the Israel-Hamas war is destabilizing the Horn of Africa, 3.11. 2023, available at: https://bit.ly/3QUxNvq

[22] Ravi Agrawal, Will There Be a Wider War in the Middle East?, Foreign Policy. 3.11. 2023, available at: https://bit.ly/49wSm8b

[23] Al Monitor, Saudi defense chief concludes US trip, seeks security assurances as Gaza rages, 4.11. 2023, available at: https://bit.ly/49qPA4u

[24] Al Monitor, Israel-Hamas war lures next generation of West Bank militants, 5.11. 2023, available at: https://bit.ly/40ujgJK

[25] Haaretz, Editorial, Just Leave, Netanyahu, 7.11. 2023, available at: https://bit.ly/4764vPM

[26] Fox News, US military deploys nuclear-powered submarine in Middle East, 6.11. 2023, available at: https://bit.ly/3QRnbNG

[27] Foreign Policy, How Qatar Became the Middle East’s Indispensable Mediator, 28.10. 2023, available at: https://bit.ly/3u6eJ4b

[28] The guardian, Israel under growing pressure to trade Palestinian prisoners for Gaza hostages,  29.10. 2023, available at: https://bit.ly/3QtXaCQ

[29] Rich Outzen, Erdogan leans on Israel, pushes for post-war role in Gaza, Atlantic Council, 30.10. 2023, available at: https://bit.ly/40yu6yI

[30] The times of Israel, Ex-Fatah strongman Dahlan calls for postwar democracy in Gaza, including Hamas, 31.10. 2023, available at: https://bit.ly/49no08h

[31] The Atlantic, Israel’s Dangerous Delusion,1.11. 2023, available at: https://bit.ly/47qwnhy

[32] CNN, Divides remain between US and Arab partners after Blinken meets counterparts in Jordan, available at: 4.11. 2023, https://bit.ly/468sWem

[33] The Jerusalem Post, Plane used by Israeli officials spent hours in Egypt, suggesting hostage negotiation activity, 4.11. 2023, available at: https://bit.ly/49F79Oq

[34] Al Monitor, Israel recalls diplomats from Turkey after Erdogan’s ‘grave’ statements, 28.10. 2023, available at: https://bit.ly/49p7vbL

[35] Middle East Forum, Uncertain Future: Implications Of Israel’s All-Out Assault On Gaza,  31.10. 2023, available at: https://bit.ly/460Exfm

[36] Yedioth Ahronoth, China scrubs Israel off online maps amid Hamas war,  31.10. 2023, available at: https://bit.ly/47qwgTa

[37] Al Monitor, Global outcry grows after Israeli strikes on Gaza’s Jabalia refugee camp, 1.11. 2023, available at: https://bit.ly/3Qy3Kb9

[38] The New York Times, Israel Used 2,000-Pound Bombs in Strike on Jabaliya, Analysis Shows, 3.11. 2023, available at: https://bit.ly/476EakJ

[39] CNN, US warns Israel amid Gaza carnage it doesn’t have long before support erodes, 3.11. 2023, available at: https://bit.ly/462lAZD

[40] Axios, Scoop: Biden’s 2024 team roiled by Israel-Hamas war, 4.11. 2023, available at:  https://bit.ly/3MAclJx

[41] Newsweek, Joe Biden’s Israel Headache is Getting Worse and Worse, 4.11. 2023, available at:  https://bit.ly/3sxFvlt

[42] DW, Israeli operation in gaza international criticism grows, 6.11. 2023, available at:   https://bit.ly/3skhQ8i

[43] WSJ, U.S. Plans $320 Million Weapons Transfer to Israel as Gaza Toll Mounts Biden administration notifies Congress of intention to send American-made precision Spice bombs, 6.11. 2023, available at: https://bit.ly/3FQyxLp

[44] The Africa Report, Dilemma for Egyptian, Arab artists in solidarity with Palestinian people, 7.11. 2023, available at: https://bit.ly/47o9TxF

[45] The Skwawkbox, Breaking: Israeli govt doc leaked to Israeli news site plans Gaza ‘forced transfer’ to Egypt,  28.10. 2023, available at: https://bit.ly/3FQJeh7

[46] The Economist, As the Gaza war rages, Egypt fears for its stability, 29.10. 2023, available at: https://bit.ly/461YJgN

[47] Associated Press, An Israeli ministry, in a ‘concept paper,’ proposes transferring Gaza civilians to Egypt’s Sinai,  30.10. 2023, available at: https://bit.ly/465xu5g

[48] Bloomberg, Biden and Sisi Agree Gazans Shouldn’t Be Displaced to Egypt, 30.10. 2023, available at: https://bit.ly/49qJIbr

[49] Yedioth Ahronoth, Israel pressures Egypt to take in Palestinian refugees,  31.10. 2023, available at: https://bit.ly/3ugMvne

[50] Los Angeles Times, Why Egypt and other Arab countries refuse to accept Palestinian refugees from Gaza, 3.11. 2023, available at: https://bit.ly/47kH2ds

[51] Atlantic Council, As the Gaza war continues, Egypt is facing pressure to act, 3.11. 2023, available at: https://bit.ly/3MD1yhE

[52] Al Monitor, Gaza war could double oil prices, threaten global food security, 31.10. 2023, available at: https://bit.ly/3sjujJd

[53] Bloomberg, Egypt Cuts Gas to Some Industries After Israeli Supply Drops, 1.11. 2023, available at: https://bit.ly/3MDoCwF

[54] The Africa Report, Egypt hopes to resume LNG exports hit by war in Gaza, 3.11. 2023, available at:  https://bit.ly/4666Lp4

[55] The national, Levant tourism hit by fears of Gaza war spillover, 1.11. 2023, available at:  https://bit.ly/3sjX3BM

[56] Independent, How the Hamas-Israel conflict is ruining tourism in Egypt, 7.11. 2023, available at: https://bit.ly/3u5V30h

[57] Financial Times, Gaza conflict shakes Middle East economies, 4.11. 2023, available at:  https://bit.ly/49rasZn

[58]  Yedioth Ahronoth, Israel’s war with Hamas to cost over $50 billion, Finance Ministry says, ,5.11. 2023, available at:

 https://bit.ly/47o4zue

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى