الرعاية الدينية للمهاجرين: نموذج دار الفتوى في أستراليا

مقدمة:

تأتي قضية الرعاية الدينية للأقليات المسلمة على رأس أولويات الهيئات والمؤسسات الدينية الإسلامية الكبرى، خاصةً في مجتمعات التنوع الثقافي والعرقي؛ لما يفرضه هذا التنوع من ضغوطٍ وتحدياتٍ تتعلق بأزمات الهوية والاندماج في المجتمعات الغربية وما ينتج عنها من مشكلاتٍ اجتماعية وتربوية، وكذلك ارتفاع وتيرة الإسلاموفوبيا في ظل صعود اليمين المتطرف.

في أستراليا، تعيش الجاليات المسلمة ضمن واقع متأرجح بين سياسات حكومية متصالحة مع التواجد والفكر الإسلامي، وبين تياراتٍ وحركاتٍ شعبوية ترى في الإسلام والمسلمين احتلالًا لأستراليا ومن ثم تدعو لفرض سياسات تفضي إلى الحد من انتشار الإسلام وزيادة عدد المسلمين هناك، وقد أنتج هذا الواقع ظهور العديد من المؤسسات والهيئات الدينية التي تسعى لمواجهة هذه التحديات سعيًا للتغيير والبناء.

نستقرأ في هذا التقرير حال دار الفتوى في أستراليا كأحد نماذج البناء والمقاومة خارج الدائرة الإسلامية، حيث تُمثل دار الفتوى حالة فريدة تستحق النظر والتحليل كونها تعمل وتتحرك ضمن سياقٍ منعزل جغرافيًا وثقافيًا عن العالم الإسلامي، وفي ظل ارتفاع موجات العنصرية ضد المسلمين، بجانب مشكلات اللغة والتنوع الثقافي والعرقي داخل الأقلية المسلمة ذاتها.

منهجيًا، ينبغي تسكين نموذج دار الفتوى في أستراليا كأحد نماذج المقاومة والبناء ضمن مستوى الشعوب والأفراد فيما يتعلق بردود أفعال الشعوب المسلمة على الهجمات والتحديات التي يُواجهونها في مختلف المجتمعات، لمعالجة قصور التجارب النخبوية التقليدية في رأب تصدعات جبهات المواجهة، وفتح مساحات أرحب وأوسع للبناء. وهذا التسكين يُفيد في أمرين: الأول، البحث والتقصي عن أدوات ومسارات النموذج ذات التأثير المباشر في أحوال المسلمين بعيدًا عن قنوات الجهات الرسمية، ثانيًا، أن تكون عمليات التقييم والمعالجة ضمن هذا المستوى دون الصعود إلى مستويات رسمية تقتضي معايير أدق ومساحات تأثير أوسع.

اتصالًا بما سبق، نرسم في هذا التقرير خريطة لطبيعة عمل مؤسسة دار الفتوى في أستراليا لتقديم الرعاية الدينية للأقلية المسلمة كأحد نماذج المقاومة والبناء في المجتمعات الإسلامية. وهذا بالتساؤل حول الأدوات التي توظفها دار الفتوى في هذا المسار، وكذلك كيفية التفاعل والتعاطي مع التحديات التي تواجه المسلمين هناك. وعلى هذا الأساس نُقسم التقرير إلى محورين: الأول: أحوال المسلمين في أستراليا: أبرز التحديات والمؤسسات الإسلامية المتفاعلة، الثاني: دار الفتوى والرعاية الدينية للأقلية المسلمة في أستراليا، بجانب خاتمة تتضمن أبرز ما توصلنا إليه من دلالات وخلاصات يُمكن من خلالها أن نُقيّم ونُطوّر نموذج دار الفتوى بأستراليا في مواجهة التحديات الحضارية التي تُهدد المجتمع الإسلامي.

أولًا- أحوال المسلمين في أستراليا: أبرز التحديات، والمؤسسات الإسلامية المتفاعلة:

  • وصول المسلمين إلى أستراليا:

كان وصول المسلمين إلى أستراليا عبر رافدين: الأول: على أيدي صيادي السمك الذين أتوا من جزيرة سيليس أو سولاويسي بإندونيسيا عام 1803([1])، وهم معروفون بالمكساريين. أما الثاني: كان في عام 1850، عندما قامت الحكومة الأسترالية باستقدام 12 شخصًا من مستكشفي الصحراء، ومعهم 120 جملًا لاكتشاف مجاهل الصحراء الأسترالية([2]). وعندما تُرك استخدام الإبل وتقدمت وسائل المواصلات، اشتغل المسلمون بحرفٍ أخرى كالتجارة، والتعدين، أو عادوا إلى بلادهم، وكان هذا الرافد الأقوى تأثيرًا حيث هجرة المسلمين من بلاد عدة إلى أستراليا([3]).

تتابعت بعد ذلك هجرات المسلمين إلى أستراليا حتى توقفت مع بداية الحرب العالمية الثانية، لحين شروع الحكومة الأسترالية في تطبيق سياسة التعددية الثقافية بعد الحرب، ومن ثم عادت الهجرات من جديد بأعدادٍ كبيرة منذ عام 1954([4]).

وقد ساهم المسلمون في مد أول خط حديدي عبر قارة أستراليا وأُطلق عليه اسم غان، وهو اختصار لكلمة أفغان تخليدًا لذكرى قوافل المسلمين، ومع تزايد أعدادهم بدأوا في تشييد العديد من المُصليات عبر طرق القوافل التي سلكوها، ثم شيدوا المساجد([5]) التي مثلت نواة تكون المجتمع المسلم في أستراليا.

يُمثل الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية في أستراليا، حيث بلغ عدد المسلمين هناك 604200 ألف نسمة، يمثلون نسبة 2.6% من إجمالي السكان البالغ عددهم 23 مليون ونصف نسمة في عام 2016([6]).

جدير بالإشارة أن المجتمع الإسلامي في أستراليا يتمتع بمعدلات زيادة مرتفعة، بلغت هذه الزيادة %0.8، ويعزو علماء الديموغرافيا هذه الزيادة إلى معدلات النمو المرتفعة مع موجات الهجرة الحديثة، وتنتمي الغالبية من المسلمين في أستراليا إلى الطائفتين السنية والشيعية ولكن ذلك بجانب طوائف أخرى كالأحمدية والإباضية والدروز([7]).

  • الهيئات والمنظمات الإسلامية في أستراليا:

تقع المساجد الموجودة في أستراليا معظمها تحت إدارة جمعية أو منظمة مسؤولة عن شؤون المسلمين المحلية، هذه المساجد بعضها يُمثل مكانًا للعبادة، والبعض الآخر على هيئة مراكز إسلامية شاملة لعقد أنشطة أخرى اجتماعية وتربوية ورياضية وغيرها، وهناك خدمات تُقدمها الجمعيات الإسلامية عن طريق هذه المراكز. هذه الجمعيات كونت في كل ولاية مجلسًا إسلاميًا يكون أعضاؤه من ممثلي كل جمعية، وكونت هذه المجالس مجلسًا وطنيًا سُمي الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية عام 1946، مقره في سيدني([8]). ويضم ذلك الاتحاد ممثلًا عن كل ولاية أسترالية، وعدد المجالس الأسترالية تسعة، ويقوم الاتحاد بجهودٍ كبيرة منها بناء المدارس لتعليم أبناء المسلمين في أستراليا([9]).

ومن المؤسسات والهيئات الإسلامية في أستراليا، جمعية الدعوة الإسلامية، وجمعية اتحاد المسلمين في أستراليا، وجمعية الدعوة الإسلامية لغرب أستراليا، وجمعية النساء المسلمات في أستراليا، والمركز الإسلامي للمعلومات والخدمات بأستراليا([10]).

  • المشكلات والتحديات التي تواجه المسلمين في أستراليا:

لا يواجه المسلمون مشكلات خاصة بالدين مع حكومة أستراليا في الغالب، لكن المشكلات غالبًا ما تكون مع الأفراد، خاصةً المتعصبين([11])، فهناك مجموعة من المتعصبين ضد الإسلام يرفضون الحجاب على سبيل المثال، ويصفونه بأنه غير أسترالي، وأنه أداة للعلاقات الأبوية التي تتحدى مبادئ المساواة بين الجنسين([12]).

وهناك نوع آخر من المشكلات التي تُواجه المسلمين في أستراليا، وهي المشكلات العقدية بسبب شعور الفرد المسلم بالاغتراب وتحدي الهوية، وكذلك عمليات التبشير، هذا بالإضافة إلى المشكلات الأخلاقية نتيجة حياتهم في مجتمعٍ منفتح بقيم تخالف تعاليم الإسلام([13]). وكذلك تُعاني الأقلية المسلمة في أستراليا من مشكلات ضعف المستوى التعليمي، مما وضعهم في مناصب أقل من غيرهم، وأدى إلى انتشار البطالة بين المسلمين. فوفقًا لبعض التقديرات منذ حوالي 20 عامًا، فإن 76.7% من المسلمين في أستراليا ليس لديهم أي مؤهلات علمية، مقابل 4% فقط يحملون شهادات جامعية، و1.6% شهادة دبلوم، و6% شهادة تجارة، و10.7% شهادات أخرى، كما أن شخص بين كل أربعة مسلمين عاطل عن العمل([14]). لكن الواقع يشير إلى أن هذه المشكلة بدأت في الاضمحلال مع الأجيال الجديدة، حيث ارتفعت نسبة الحاصلين على مؤهلات عليا ما يقارب11% ونسبة الحاصلين على شهادة دبلوم إلى 5%، حسب تقرير منظمة التعاون الإسلامي عام 2019([15]).

أيضًا من المشكلات التي واجهت الأقلية المسلمة في أستراليا غلبة الطابع العرقي على الجمعيات الإسلامية في بداياتها، وكذلك المساجد، فنجد مسجدًا للأتراك، ومسجدًا للبنانيين، وهكذا. لكن هذه المشكلة كذلك تضمحل مع الجيل الجديد، خاصةً مع الجهود الكبيرة التي بذلتها القيادات الإسلامية في أستراليا للتصدي لفكرة العرقية بين الأقلية المسلمة، على رأسها جهود دار الفتوى في أستراليا، وكان من أبرز نتائج هذه الجهود منذ فترة طويلة تأسيس الاتحاد الأسترالي للجمعيات الإسلامية عام 1946([16]).

4- دار الفتوى في أستراليا: المسار والأدوار

تنبثق دار الفتوى عن المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا لتكون هيئة عليا دينية تمثل المسلمين هناك، وذلك بدعم ما يزيد على عشرين جمعية ومؤسسة إسلامية، تُمثل المسلمين من كافة الولايات الأسترالية. حيث استطاعت نخبة من أهل الوعي عام 2004، أن يتوصلوا إلى أهمية إقامة دار للفتوى في أستراليا تُعنى بشؤون المسلمين. على الجانب التنظيمي والإداري، لا تتبع دار الفتوى دولة أو مؤسسة بعينها، وإنما هي مؤسسة مستقلة، وتعتمد في تمويلها على التبرعات من الأشخاص أو المؤسسات المنتسبة للدار. وتخضع مناهج دار الفتوى إلى كتاب الله وسنة رسوله “عليه الصلاة والسلام”، وما قرره علماء الإسلام أصحاب المذاهب الإسلامية المعتبرة([17]).

اما عن الأدوار التي تؤديها دار الفتوى، فتتمثل فيما يلي([18]):

– إمداد المؤسسات الإعلامية بمقالات دينية، ودراسات واقعية تعكس أوضاع الأقلية الإسلامية.

– إعلام المسلمين بالأطعمة والأشربة التي يحل للمسلم تناولها.

– تزويد المدارس الحكومية، والخاصة بأساتذة مختصين لتعليم القرآن الكريم، وعلم الدين الصافي بالتنسيق مع الجمعيات الإسلامية.

– تزويد الراغبين من المسلمين بالفتاوى الشرعية مدعمةً بالأدلة العقلية والنقلية.

– تزويد المسلمين بالروزنامة السنوية للتقويم الهجري، وإمساكية شهر رمضان المبارك.

– كذلك تُعنى بالقضايا والشؤون الاجتماعية، وحل وجوه الإشكال فيها.

– توجيه النصائح والإرشاد للأسر المسلمة في مختلف القضايا التي قد تعرض لهم.

– تزويد أئمة المساجد والمراكز والجمعيات الإسلامية في أستراليا بالمواد الدينية المستقاة من الكتاب والسنة.

-إقامة دورات تحفيظ القرآن الكريم، والمتون الشرعية باللغتين العربية والإنجليزية، بالتنسيق مع الجمعيات الإسلامية.

-إحياء المناسبات الدينية، والتذكير بمعانيها بالتعاون مع الجمعيات الإسلامية.

أما عن أدوات التأثير والفعالية، تقوم دار الفتوى في أستراليا بالعديد من الفعاليات تسعى من خلالها إلى تقديم الرعاية الدينية للجالية المسلمة هناك، وتتمثل هذه الأدوات في تنظيم المؤتمرات والندوات الدولية والملتقيات العلمية، بجانب عقد دورات تـأهيلية للأفراد والمؤسسات التعليمية والتربوية بهدف التوعية والإرشاد، بالإضافة إلى المحاضرات العلمية التي تُقدمها لعامة المجتمع المسلم بشكلٍ دوري لنشر صحيح الدين وتعزيز الهوية الإسلامية لدى شباب المسلمين، فضلًا عن المشاركة والتفاعل مع المؤسسات والهيئات ذات الاهتمام المشترك في خدمة الأقلية المسلمة في أستراليا، مثل مشاركة الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني أمين عام دار الفتوى في المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة([19]).

وعلى صعيد الاشتباك مع قضايا العالم الإسلامي، تقوم دار الفتوى بتنظيم لقاءات افتراضية مع شخصيات وهيئات ذات تأثير بخصوص القضايا التي ترتبط بعموم المسلمين في العالم، ومن أمثلة ذلك، نظمت دار الفتوى لقاء على الإنترنت في عام 2020 بمناسبة المولد النبوي الشريف بمشاركة ممثلين عن أكثر من 20 دولة تحدثوا فيها عن عظمة شخصية الرسول وضرورة التصدي للإساءة له “صلى الله عليه وسلم”، وغيرها من الاحتفالات والفعاليات التي تحرص دار الفتوى على المشاركة فيها([20]).

ثانيًا- دار الفتوى والرعاية الدينية للأقلية المسلمة في أستراليا

وفق ما تقدم، فإن دار الفتوى تعمل بشكلٍ أساسي على تلبية حاجات الأقلية المسلمة في أستراليا، وتُعنى بكافة شؤون المسلمين للنهوض بهم إلى مراتب حضارية أفضل، وتسعى بذلك لبناء مرجعية إسلامية تضمن للمواطن المسلم الأسترالي حقه بالعيش بعزٍ وأمان، وتعمل على مواجهة التحديات الحضارية والثقافية والاجتماعية خاصةً موجات التمييز العرقي والديني التي يتعرضون لها من حينٍ لآخر. ويمكن تقسيم مسيرة دار الفتوى بأستراليا في تقديمها للرعاية الدينية للمهاجرين المسلمين إلى مسارين:

1-مسار الهجوم والمقاومة:

نرصد في هذا المسار مساحات عمل دار الفتوى التي تُعنى بمقاومة التحديات وموجات الهجوم بمختلف أنواعها الدينية والثقافية والاجتماعية، كذلك نسعى إلى رصد أدوات دار الفتوى في مواجهة هذه التحديات وسبل مقاومتها لحماية ورعاية المجتمع المسلم في أستراليا، ضمن هذا المسار نستعرض أمثلة لهذه المساحات والأدوات على النحو التالي:

أ-مساحات الهوية والعقيدة الإسلامية: تواجه الأقلية المسلمة في أستراليا العديد من التحديات التي تتعلق بالهوية والثقافة الإسلامية التي تضع منظومة العقيدة الإسلامية في خطر، فمثلًا يمنع القانون الأسترالي قوامة الأسرة المسلمة على الأبناء بعد بلوغهم سن السادسة عشرة من العمر من خلال منح الأبناء رواتب شهرية تساعدهم على الاستقلال. كما أن المرأة يحق لها الحصول على الطلاق دون علم زوجها، بجانب قوانين الشواذ التي تسمح بزواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة وتدريس المواد الجنسية في المرحلة الثانوية، يُضاف إلى ذلك عمليات التنصير والتبشير ومنع طلاب المراحل الأساسية من الصوم وإجبارهم على الإفطار([21]).

تُمثل هذه المشكلات وغيرها، خطرًا داهمًا لمقومات الهوية الإسلامية لدى المجتمع المسلم بأستراليا، لذلك عملت دار الفتوى على مواجهة تلك التحديات من خلال إحياء دور المساجد وزيادة عددها، والعمل على إنشاء المدارس والجامعات الإسلامية، فضلًا عن تأسيس أول برلمان أسترالي للشباب المسلم وأول نادٍ ثقافي ورياضي لإقامة أنشطة نوعية تُعزز من الهوية الإسلامية، بجانب دعم الحضور الإسلامي في وسائل الإعلام والإذاعات الإسلامية، وبالإضافة إلى توثيق عقود الزواج والطلاق ومواثيق الإرث وفق الشريعة الإسلامية([22]).

ب- موجات عداء التواجد الإسلامي في أستراليا: تُعد ظاهرة العنصرية والتمييز من أبرز المشكلات التي تواجه الأقلية الإسلامية في أستراليا، وقد ظهر هذا الاتجاه المعادي للتواجد الإسلامي في أستراليا أواخر الثمانينيات وتزايدت موجات العنصرية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 حيث أصبح الإسلام ومكانته في أستراليا محل نقاشٍ وجدل. وتعتبر قضية حقوق المرأة وعدم مساواتها بالرجل نقطة محورية للنقد في المجتمع الأسترالي([23])، وتشير الدراسات إلى أن معظم ضحايا العنصرية الموجهة ضد المسلمين هناك كن من النساء المحجبات([24])، وفي سياق ذلك المد العنصري ضد المسلمين ظهرت حركة معادية للإسلام تسمي نفسها “استعيدوا أستراليا” قامت بتنظيم العديد من المظاهرات ضد الوجود الإسلامي في أستراليا([25]).

سعت دار الفتوى بأستراليا لمواجهات موجات العنصرية والتمييز ضد المسلمين عبر العديد من الفعاليات الدينية والمجتمعية، التي تعزز ترابط المجتمع المسلم في أستراليا لمواجهة ظاهرة العنصرية([26]). فعلى سبيل المثال، أُقيم مؤتمر الأخوة الإنسانية من أجل العمل المشترك لتحقيق مستقبل أفضل في الإمارات تحت عنوان: “كيف تساعد القيم الإنسانية في القضاء على العنصرية بين المجتمعات؟” بمشاركة دار الفتوى لعرض نشاطات الدار لتوطيد مفهوم التعايش ونبذ العنصرية، بجانب ذلك تُنظم دار الفتوى بشكلٍ دوري عددًا من الملتقيات التفاعلية والندوات العلمية بين أبناء الأقلية المسلمة لتفعيل قيم الترابط والأخوة في مواجهة التشدد والعنصرية. كما ذكر الدكتور إبراهيم أبو محمد مفتي أستراليا في حوار للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن “خطابات العنصرية والكراهية تُستخدم لتبرير العنف والعدوان والتمييز ضد الأقليات، وتُفاقم المشكلات الاجتماعية والسياسية”؛ لذلك أسست دار الفتوى بأستراليا “لجنة الأقليات” التي تهدف إلى توعية المجتمع بحقوق الأقليات المسلمة وتعزيز التعايش السلمي المشترك بين المجتمعات المختلفة([27]).

ج-تصدعات المجتمع المسلم: يتميز المجتمع الإسلامي بأستراليا بالتنوع والتعددية بين الثقافات والجاليات المختلفة، سواء على المستوى الاجتماعي أو الديني أو السياسي، وقد أدى هذا التنوع إلى ظهور مشكلة الاندماج بالمجتمع الأسترالي التي تنبع من الاختلاف بين المعتقدات الدينية والعادات الاجتماعية والتيارات الثقافية المتنوعة وأحيانًا المتضاربة داخل الأقلية المسلمة، وبين تلك السائدة في المجتمع الأسترالي الغربي([28]). من أوجه ذلك الإشكال ما تعانيه الأقلية المسلمة في أستراليا من وجود فجوة بين الجيل القديم من الآباء والأجداد المهاجرين الذي يرغب في المحافظة على هويته وتقاليده ولغته وتاريخه، وبين الجيل الجديد من الأبناء الذي يريد أن يندمج -بل يذوب- في المجتمع الجديد الذي وُلد وتربى وتعلم فيه، خاصةً أن الإعلام الأسترالي بشكلٍ عام غير منصف لقضايا الإسلام والمسلمين ويتأثر بالإعلام الغربي المعادي للإسلام([29]).

وعليه، عملت دار الفتوى في أستراليا لسد هذه الفجوات بشتى السبل، حيث تعقد عددًا من الملتقيات والدورات الموجهة لفئات صغار السن والشباب من أبناء المجتمع المسلم في أستراليا؛ بهدف التوعية والتوجيه الديني والثقافي للمحافظة على الهوية الإسلامية، وحمايتهم من الانخراط والذوبان في السلوكيات الشاذة لدى المجتمع الأسترالي. ومن أمثلة ذلك دورة “أولادنا المراهقون المغتربون” التي يُقدمها الدكتور سليم علوان الحسيني الأمين العام لدار الفتوى بأستراليا([30]). وعلى مستوى الآباء والأمهات، سعت دار الفتوى لضبط نسق الأسرة المسلمة من خلال عمليات التوجيه والإرشاد، حيث نظمت على سبيل المثال ندوة عن العنف الأسري وآثاره على التشتت داخل الأسرة([31]). بجانب ذلك، تُحافظ دار الفتوى على استمرار الارتباط النفسي والمجتمعي للفرد المسلم بالهوية الإسلامية، من خلال إحياء الشعائر والمناسبات الدينية مثل الاحتفال بالأعياد والمولد النبوي واستقبال شهر رمضان وغيرها من المناسبات.

2-مسار البناء والتنمية:

في هذا المسار، نرصد جهود دار الفتوى لتشييد وتوسيع مساحات البناء في سبيل تهيئة نماذج مجتمعية إسلامية جديدة وتمكينها من مواجهة التحديات المستقبلية، وفق منهجية ديناميكية تتعاطى مع متغيرات الزمان والمكان.

أ-نشر الدعوة الإسلامية: تعمل دار الفتوى في أستراليا على استغلال المساحات التي يخلقها التنوع الثقافي والعرقي في المجتمع الأسترالي من أجل نشر الدعوة الإسلامية وتوسيع رقعة انتشار الإسلام، حيث تقوم -كما سبق البيان- بتغذية المؤسسات الإعلامية بمقالات دينية وإفادتها بدراسات واقعية تعكس أوضاع الأقلية المسلمة وتعبر عن رأيهم إزاء كل ما يجري من الأوضاع الراهنة. هذا بجانب تزويد المدارس الحكومية والخاصة بأساتذة مختصين لتعليم القرآن الكريم وعلوم الدين بالتنسيق مع الجمعيات الإسلامية، كما تحافظ دار الفتوى على إحياء المناسبات الدينية والتذكير بمعانيها في احتفالياتٍ واسعة، الأمر الذي يجعل المسلمين محط أنظار المجتمع الأسترالي بما يساعد في نشر العقيدة الإسلامية والدفاع عنها ومكافحة مخالفيها، فضلا عن قيام الدار على تعليم الأحكام العملية، ونشر الأخلاق الإسلامية والفضائل النبوية([32]).

ب- التوجيه والإرشاد للمؤسسات التعليمية والتربوية: تدرك دار الفتوى في أستراليا أهمية التعليم والمؤسسات التعليمية والتربوية في تحسين أوضاع الأقلية المسلمة، ومن هنا تستغل هذه المساحة من خلال عمليات التوجيه والإرشاد المباشرة للمعلمين والمربين، وبذلك تُعد دار الفتوى الموجه والمرشد الديني لكثيرٍ من المؤسسات التربوية والتعليمية في الولايات الأسترالية من أجل تحصينهم وتزويدهم بالأدلة الشرعية التي يحتاجها المدرسون.

ومن أبرز أدوات دار الفتوى في هذا الصدد المحاضرات، على سبيل المثال سلاسل المحاضرات الدينية بمشاركة الهيئات العلمية والإدارية لمختلف المؤسسات التعليمية، كذلك الاجتماعات الدورية للمدرسين بهدف تلقي كتب العلم وشرحها([33])، فضلًا عن فعاليات الملتقى العلمي الدوري مع المشايخ والأساتذة المعلمين([34])، بالإضافة إلى المؤتمر الدولي لمناقشة التحديات التي تواجه التعليم في المدارس الإسلامية (الابتدائية – الإعدادية – الثانوية)([35]).

ج- استغلال مساحات الفضاء الإلكتروني: تُعد دار الفتوى بأستراليا من أبرز النماذج الإسلامية التي تستغل مساحات الفضاء الإلكتروني في تقديم رعايتها الدينية للجالية المسلمة، على مستوى الرؤية، تؤمن الدار بضرورة دخول المؤسسات الدينية الفضاء الإلكتروني واستغلال مساحاته الدعوية لنشر المفاهيم الصحيحة، وقد عبر عن ذلك الأمين العام لدار الفتوى في المؤتمر الدولي الـ 34 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية([36]) الذي أكد على خطورة تطورات الذكاء الاصطناعي وآثاره على المسلمين في حال عدم مواكبة هذه التطورات([37]).

على مستوى التطبيق، فإن دار الفتوى بأستراليا تقدم خدماتها إلكترونيًّا بشكلٍ واسع، إذ يتضمن الموقع الإلكتروني للدار عددًا كبيرًا من النوافذ العلمية([38])، منها الأسس الإسلامية: التي تُقدم موادًا تعليمية للعقيدة الإسلامية والصلاة والصيام والحج والعمرة والزكاة والطهارة، بجانب المكتبة الإسلامية التي تشمل عددًا من المواد والكتب المتنوعة في مختلف المجالات الدينية، كذلك نافذة الإعلام الإسلامي التي تضم حسابات الدار على مختلف منصات التواصل الاجتماعي بجانب عدد من الدروس المسموعة والمرئية والمقروءة، بالإضافة إلى نافذة الفتوى والتي تحتوي الكثير من الفتاوى مع إمكانية التواصل مع المفتي، كما تقدم دار الفتوى العديد من الفعاليات والملتقيات والمحاضرات العلمية عبر المنصات الإلكترونية المختلفة.

د- العلاقة مع الأزهر الشريف: يُعتبر الأزهر الشريف منارة العلم التي تٌضيء العالم منذ 1083 عامًا؛ لذلك فإن مد الجسور بين الأزهر ودار الفتوى بأستراليا يُعد من أهم مساحات بناء وتشييد نماذج مجتمعية لمواجهة التحديات التي تحيق بالمجتمع المسلم في أستراليا، وعليه فقد حافظت دار الفتوى منذ تأسيسها على علاقة قوية مع الأزهر الشريف، وهو ما يظهر في حفاوة الزيارات المتبادلة([39]). كما أن دار الفتوى ترتكز إلى الأزهر الشريف كمرجعية دينية ومنهج إسلامي وسطي، إذ يقول الأمين العام لدار الفتوى أن “الأزهر.. الحصن الذي نلجأ إليه لرد الشبهات والادعاءات الباطلة التي تُسيء للإسلام”([40])، كما يبدو ذلك أيضًا في تأثر الكثير من فتاوى الدار بفتاوى علماء الأزهر الشريف([41]).

وبالتالي، فإن الترابط الديني والفكري بين دار الفتوى والمؤسسات الإسلامية العالمية يُعزز من قدرات الدار، وسعيها في تأسيس نماذج ذات مرجعية قوية يستند إليها المجتمع المسلم مستقبلًا في مواجهة ما قد يتعرض له من أزماتٍ وتحديات.

  • تعزيز الترابط الهوياتي مع العالم الإسلامي: من ضروريات العمل الدعوي والديني خاصةً في مجتمعات الأطراف -مثل أستراليا- أن يكون هناك ترابط وقنوات اتصال دائم مع مجتمعات المركز، لاسيما على المستويات الدينية والفكرية والثقافية، ذلك لأن الانقطاع عن مركز الدين الإسلامي يُشكل انقطاعًا عن المرجعية والهوية الدينية ككل، ومع الوقت يتحول ذلك إلى صورٍ مختلفة من الذوبان والتماهي الاجتماعي والثقافي والأخلاقي مع المجتمع الآخر. في أستراليا، مثلت دار الفتوى حلقة وصل بين المجتمع الإسلامي الأسترالي ومجتمعات العالم الإسلامي في شتى بقاع الأرض، حيث عملت على ترسيخ التضامن الإسلامي وفتح حوار مستمر مع المجتمعات الإٍسلامية الأخرى، وهذا ما أكده الأمين العام للدار في لقاءٍ له مع سفير دولة الكويت([42]).

كما تُشارك دار الفتوى في مختلف الفعاليات والمؤتمرات الدولية التي تنعقد في دول العالم الإسلامي، مثل المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم([43]). يتصل بذلك موقف دار الفتوى من القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة الإسلامية، حيث أقامت دار الفتوى العديد من الفعاليات التضامنية مع تضحيات الشعب الفلسطيني في مختلف الأحداث، ومن أمثلة ذلك تنظيم دار الفتوى في وقتٍ سابق وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بمشاركة الأمين العام للدار([44]). وبهذا تسعى دار الفتوى بأستراليا إلى تعزيز الترابط الهوياتي مع العالم الإسلامي في إطار دورها الرئيس لتقديم الدعم والرعاية للجالية الإسلامية، وتشييد نماذج مجتمعية لمقاومة تحديات العصر.

وفيما يتعلق بقضايا المجتمع الأسترالي باعتبار المسلمين جزء منه، فإن دار الفتوى بأستراليا تتفاعل مع هذه القضايا بشكلٍ متوازن على نحوٍ يضمن استمرار السياسات الحكومية المعتدلة تجاه الأقلية المسلمة. فعلى سبيل المثال، استجابت دار الفتوى للقوانين التي سنتها الحكومة في إطار مواجهة جائحة كورونا وقامت الدار بتعليق صلوات الجماعة واللقاءات بالمساجد([45])، اتصالًا بذلك تُشارك دار الفتوى الجهات الحكومية بولايات أستراليا مختلف الفعاليات التي تنظمها فيما يتعلق بالعديد من القضايا استجابةً لسياسات ترابط المجتمع ونبذ العنف والعنصرية([46]).

خاتمة: دلالات وخلاصات

من خلال القراءة السابقة في ضوء دراسة نموذج دار الفتوى في أستراليا ودوره في تقديم الرعاية للمسلمين هناك، يمكن استخلاص صورة عامة لأوضاع المسلمين في أستراليا بين نواحي القوة التي تتجلى في كون الأقلية المسلمة في تلك القارة البعيدة تتميز بالتجدد والتأقلم خاصةً الشباب، ويدعم ذلك وجود عدد مناسب من الهيئات والمؤسسات التي تقدم العديد من الخدمات التي يحتاج إليها المسلمون، بجانب وجود دعم حكومي للمسلمين مقارنةً ببقية الدول الغربية، وبين جوانب الضعف التي تتمثل في تدهور المستويات التعليمية وما يتنج عنها من تدني المناصب وانتشار البطالة. ويعود ذلك لعدم وجود علماء وقيادات دينية متمكنة، بجانب قيام الأقلية المسلمة على مبدأ العرقية.

بين هذا وذاك توجد العديد من الفرص التي تعمل دار الفتوى على استغلالها من عينة تزايد الطلب على المدارس الإسلامية، فكانت الاستجابة عبر إنشاء العديد من المدارس -كما ذكرنا. أيضًا صعود أجيال جديدة من شباب المسلمين في الجامعات الأسترالية متفاعلةً مع واقع مشكلات العالم الإسلامي، ومتأثرةً بفعاليات واتجاهات دار الفتوى التي بدأت عقب أحداث 11 سبتمبر وعملت على تأهيل هؤلاء الشباب لشغل مناصب ذات تأثير وقوة في المجتمع الأسترالي.

بشكلٍ عام، على الرغم من الدور الفعال الذي تقوم به دار الفتوى في أستراليا، إلا أن هذا الدور يُمكن تقويمه وتطويره في ضوء وجود شخصية -أو شخصيات- قيادية تتميز بالعلم الشرعي يمكن اعتبارها مرجعية لعامة المسلمين على مستوى القيادة والتنظيم، بجانب تفعيل سبل التواصل والتعاون مع الهيئات والمؤسسات الدينية الأخرى في أستراليا بما ينعكس في تطوير وتحسين أوضاع الأقلية المسلمة.

لكن مما لفت الانتباه مؤخرًا فيما يتصل بالتفاعل مع قضايا العالم الإسلامي، أنه بالرغم من وجود موقف قوي للأقليات المسلمة حول العالم من أحداث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023([47])، إلا أن دار الفتوى في أستراليا لم يكن لها موقف واضح من الأحداث، فكان من الممكن أن تستغل هذه الأحداث في تعزيز الترابط الهوياتي بين الأقلية المسلمة في أستراليا والعالم الإسلامي.

جدير بالملاحظة أيضًا، فيما يخص الاشتباك مع قضايا العالم الإسلامي، أن أدوات التفاعل لدى دار الفتوى تبقى أدوات افتراضية بعيدة عن الواقع -مثل تنظيم المؤتمرات، والندوات، والوقفات التضامنية- وليست ذات تأثير قوي في مجريات الأحداث، كحركات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية مثلًا.

إجمالًا، يمكن القول إن دار الفتوى في أستراليا تمثل أحد النماذج المجتمعية الإسلامية الفريدة التي تؤكد على قدرة المجتمعات المسلمة وإمكانياتها على الحركة، خاصةً على مستوى الشعوب والأفراد في ظل تزايد واستمرار الهجمات والأزمات، فمع تزايد حدة التحديات التي تواجه المسلمين تُبرز دار الفتوى مزيدًا من أدوات المقاومة والمواجهة وتُفرز مساحات جديدة للبناء والتغيير.

__________________

هوامش

([1]) محمد بن ناصر العبودي، شمال أستراليا رحلة وحديث في أحوال المسلمين، (الرياض: الثلوثية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2013)، ص 38.

([2]) السيد أحمد محمود، المسلمون في قارة أستراليا، مجلة البيان، العدد 273، 2010، ص 84.

([3]) سيد عبد المجيد، الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا، (جدة: دار الأصفهاني للطباعة، 1973)، ص 33.

([4]) السيد أحمد محمود، المسلمون في قارة أستراليا، مرجع سابق، ص84.

([5]) سيد عبد المجيد، الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا، مرجع سابق، ص31.

([6]) Global Muslim Diaspora: Muslim Communities and Minorites in Non-oic Member States: Australia Report, Organization of Islamic Cooperation, 2019, p.8.

([7]) Jan A Ali, Islam and Muslims in Australia, Melbourne University Press (MUP), 1 December 2020, available at: https://2u.pw/BNbXAzz

([8]) محمد بن ناصر العبودي، شمال أستراليا رحلة وحديث في أحوال المسلمين، مرجع سابق، ص53.

([9]) سيد عبد المجيد، الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا، مرجع سابق، ص ص، 34 – 35.

([10]) السيد أحمد محمود، المسلمون في قارة أستراليا، مرجع سابق، ص84.

([11]) محمد بن ناصر العبودي، شمال أستراليا رحلة وحديث في أحوال المسلمين، مرجع سابق، ص34.

([12]) ملخص بحوث (122) المسلمون في أستراليا التاريخ وسياسات التعددية الثقافية، مركز المسبار للدراسات والبحوث، بتاريخ: 25 مايو 2020، تاريخ الاطلاع: 15 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/DOaJUtf

([13]) حمزة عبد الكريم نجادات، المشكلات التربوية لدى الأقليات المسلمة في أستراليا، حولية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، مجلد٤، العدد33، ص645.

([14]) سامي بن عبد الله الدبيخي، أمير بتلر، المسلمون في أستراليا، مجلة البيان، العدد215، 2005، ص ص80.

([15]) Global Muslim Diaspora: Muslim Communities and Minorites In Non-oic Member States: Australia Report, Op. cit., p. 33.

([16]) المرجع السابق، ص ص 81 – 85.

([17]) دار الفتوى في أستراليا.. شمس الإسلام في بحور الظلام، منتديات ستار تايم، تاريخ الاطلاع: 16 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/GT2Iu

([18]) الخدمات التي تؤديها دار الفتوى، موقع دار الفتوى في أستراليا، تاريخ الاطلاع: 17 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي:  https://2u.pw/oOgsnVt

([19]) مشاركة أمين عام دار الفتوى لأعمال المؤتمر الدولي السنوي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في القاهرة، موقع دار الفتوى، تاريخ الاطلاع: 18 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/1iO7IaB

([20]) المشاركة في لقاء دار الفتوى المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا بمناسبة المولد النبوي الشريف، تاريخ الاطلاع: 18 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/NXkqr

([21]) حمزة عبد الكريم نجادات، المشكلات التربوية لدى الأقليات المسلمة في أستراليا وحلولها، مرجع سابق، ص ص، 645 – 747.

([22]) أحمد أبوزيد محمد، مسلمو أستراليا وخطر ذوبان الهوية، المستودع الدعوي الرقمي، 8 نوفمبر 2007، تاريخ الاطلاع: 20 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/17C2Dfh

([23]) Jan A Ali, Islam and Muslims in Australia, Op. cit.

([24]) محمد سناجلة، هل المسلمات المحجبات مستهدفات بالعنصرية في أستراليا والهند؟، الجزيرة نت، بتاريخ: 31 مارس 2022، تاريخ الاطلاع: 20 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/M4CUkPC

([25]) مظاهرات معادية للإسلام بأستراليا، الجزيرة نت، بتاريخ: 4 أبريل 2014، تاريخ الاطلاع: 20 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/jjkks

([26]) للمزيد حول هذه الفعاليات، يصدر عن دار الفتوى بأستراليا كتاب سنوي بعنوان المميزات السنوية لرصد النشاطات والفعاليات التي تستحوذ على اهتمامات الأقلية المسلمة في أستراليا، ويُنشر هذا الكتاب على الموقع الرسمي للدار، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/TMXKi

([27]) المسلمون في الغرب بين تحديات الوجود وظاهرة الإسلاموفوبيا.. حوار مع مفتي أستراليا د. إبراهيم أبو محمد، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، 21 مارس 2023، تاريخ الاطلاع: 20 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/uk0HRth

([28]) خليل الشامي، المسلمون يواجهون مشكلة الاندماج في المجتمع الأسترالي، وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، بتاريخ 11 أغسطس 2017، تاريخ الاطلاع: 21 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ftwug

([29]) إبراهيم بن حمد القعيد، الأقليات المسلمة في أستراليا ونيوزلندة، في: مهدي أمين التوم وآخرون، الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي، (الرياض: جامعة محمد بن سعود، 1999)، المجلد الرابع، ص 587

([30]) كتاب المميزات السنوية 2021 لدار الفتوى بأستراليا، ص 25، متاح على موقع الدار الإلكتروني عبر الرابط التالي: https://2u.pw/qutHXWP

([31]) ندوة توجيهية عن العنف الأسري – حكومة ولاية نيو ساوث ويلز بالتعاون مع دار الفتوى، موقع دار الفتوى، 27 أبريل 2023، تاريخ الاطلاع: 21 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/tRUUoRb

([32]) يظهر ذلك جليًا في تصريحات الأمين العام لدار الفتوى، انظر: دار الفتوى في أستراليا: نفحات شهر رمضان المبارك دروس وعبر لبناء المجتمع، ميدل ايست تايمز الدولية – أستراليا، تاريخ الاطلاع: 21 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/7xcBPa7

([33]) كتاب المميزات السنوية 2021 لدار الفتوى، مرجع سابق، ص8

([34]) المرجع السابق، ص10.

([35]) كتاب المميزات السنوية 2020 لدار الفتوى، بتاريخ: 3 أغسطس 2023، تاريخ الاطلاع: 22 نوفمبر 2023، ص10، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/pbV7iAx

([36]) المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلـس الأعلى للشئون الإسلامية، الهيئة العامة للاستعلامات – مصر، بتاريخ: 9 سبتمبر 2023، تاريخ الاطلاع: 23 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/SwtigsC

([37]) على كمال، أمين عام دار الفتوى بأستراليا: خطورة استخدام آلات الذكاء الاصطناعي تكمن في إفساد التربية وتغيير القيم، الشروق، بتاريخ: 19 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 23 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/u2ypH6a

([38]) يمكن مراجعة ذلك في كتب المميزات السنوية 2019، 2020، 2021، على الموقع الإلكتروني للدار عبر الرابط التالي: https://cutt.us/TMXKi

([39]) انظر: زيارة تاريخية للأزهر الشريف إلى أستراليا، موقع دار الفتوى بأستراليا، بتاريخ 22 مارس 2016، تاريخ الاطلاع: 24 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/3ldg6oH

([40]) مقال جريدة صوت الأزهر، موقع دار الفتوى بأستراليا، بتاريخ 24 نوفمبر 2021، تاريخ الاطلاع: 24 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/R1F6316

([41]) من فتاوى علماء الأزهر الشريف في معتقد الحلول والجهة، موقع دار الفتوى بأستراليا، بتاريخ 8 نوفمبر 2015، تاريخ الاطلاع: 24 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/YVccHK2

([42]) نجيب البدر سفير دولة الكويت لدى استراليا يجتمع بوفد دار الفتوى ومجلس العلماء في أستراليا، موقع سفارة دولة الكويت بأستراليا، ب-ت، تاريخ الاطلاع: 25 نوفمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/gcXEUIU

([43]) أميرة العناني، الأمين العام لدار الفتوى بأستراليا: ارتباط الفتوى بمسايرة قضايا العصر ضرورة، الدستور، بتاريخ: 18 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/ng2kyig

([44]) كتاب المميزات السنوية 2021، مرجع سابق، ص27.

([45]) تعليق صلاة الجمعة في المساجد مؤقتا، موقع دار الفتوى، 19 مارس 2019، تاريخ الاطلاع: 12 ديسمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/avAHyDJ

([46]) يمكن مراجعة هذه الفعاليات ضمن كتاب المميزات السنوية 2021، مرجع سابق، ص 34.

([47]) للمزيد حول موقف الأقليات المسلمة من طوفان الأقصى، انظر: يارا عبد الجواد، ردود فعل الأقليات المسلمة على طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 4 ديسمبر 2023، تاريخ الاطلاع: 6 ديسمبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/eTwPJ8k

  • نُشر التقرير في فصلية قضايا ونظرات- العد الثاني والثلاثون- يناير 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى