مواقف القوى الكبرى من الحرب على لبنان: ما الاختلاف؟

مقدمة:

منذ اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، أعلن حزب الله فتح جبهة “إسناد” للمقاومة الفلسطينية؛ وذلك بهدف تخفيف الضغط عن غزة والتضامن مع المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني، مما دفع إسرائيل إلى وضع حزب الله ضمن أهدافها الاستراتيجية في الحرب؛ وبعد فترة من المواجهات الجزئية، اتسع العدوان عندما قامت إسرائيل بتفجير آلاف من أجهزة النداء “البيجر” التي يستخدمها قادة وعناصر في الحزب يوم 17 سبتمبر2024، بعد أن جرى زرع عبوات ناسفة صغيرة في تلك الأجهزة قبل أن تُباع إلى حزب الله، وقد أدت هذه العملية الإرهابية الإجرامية إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف، من بينهم مدنيون، وفي اليوم التالي، قامت إسرائيل بتفجير أجهزة اللاسلكي (walkie-talkie) لتشل بذلك شبكة اتصالات حزب الله بشكلٍ كامل. لتشكل هجمات أجهزة “البيجر واللاسلكي”، أكبر خرق أمني يتعرض له الحزب منذ نشأته في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، لكنها كانت أيضًا مقدمة لتصعيد أكبر قامت به إسرائيل؛ حيث قامت في اليوم العشرين من الشهر نفسه باغتيال إبراهيم عقيل قائد العمليات الخاصة في الحزب وعضو مجلسه الجهادي، والذي تولى مسؤوليات فؤاد شكر عقب اغتياله في 30 يوليو 2024، إلى جانب قادة من وحدة الرضوان، وهي وحدة القيادة لدى حزب الله.([1])

تطور العدوان إلى حربٍ مباشرة على الأراضي اللبنانية؛ حيث أطلقت إسرائيل يوم 23 سبتمبر2024 ما أسمته عملية “سهام الشمال”، وجاءت ذروة التصعيد الإسرائيلي في 27 من الشهر نفسه، باستهداف مقر القيادة المركزية لحزب الله، مما أدى إلى اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وقادة عسكريين آخرين([2])، لتبدأ بعدها عملية قصف واسع النطاق شملت الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى على امتداد لبنان امتدت إلى بيروت؛ لتجعل الشعب اللبناني نفسه في مواجهة مع حزب الله، للحفاظ على أمن لبنان وليضع حدًا للتهديد الوشيك المتمثل في وجوده في جنوب لبنان.

في المقابل، تواصلت الجهود بين الأطراف الدولية (الولايات المتحدة وأوروبا) للوصول إلى حلٍ دائم لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان؛ وذلك بعد المقترح الذي تقدم به المبعوث الأمريكي إلى إسرائيل ولبنان آموس هوكشتاين، وعلى الرغم من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان؛ والذي أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد موافقة المجلس الوزاري المصغر في 26 نوفمبر2024([3])، إلا أنه كان هناك تباينًا في الموقفين الأمريكي والأوروبي منذ بداية العدوان الصهيوني على لبنان. فالولايات المتحدة الأمريكية هي شريك بل فاعل رئيس، سواء في العدوان على غزة أو لبنان، إلا أنها في البداية قدمت خطابًا متلونًا يهدف إلى وقف إطلاق النار في لبنان، ولكن سرعان ما تراجعت عن هذا الاتجاه، مما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يرى أن كل رهاناته تؤتي ثمارها، وأن ليس عليه وقف إطلاق النار، وبالفعل استمر العدوان ما يقرب من شهرين، ثم تدخلت بعدها الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بمشاركة الجانب الأوروبي، الذي كان يدعو لوقف إطلاق النار في لبنان منذ اليوم الأول من الحرب.

وعليـــه، يطرح التقرير عددًا من التساؤلات فيما يتعلق بالمواقف الأمريكية والأوروبية بشأن العدوان على لبنان، تتمثل في الآتي: ما أهم ملامح المواقف الأمريكية والأوروبية تجاه الحرب على لبنان؟ وكيف تباينت دوافع هذه المواقف؟ ولماذا أصبح الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مهتمين بشكلٍ متزايد بوقف الحرب على لبنان؟ وما الدوافع الأساسية لظهور فرنسا بشكلٍ خاص في وقف الحرب في لبنان؟ ولماذا لم تجتمع الإرادة الأمريكية الأوروبية على وقف الحرب في غزة كما حدث في الحالة اللبنانية؟ وما هو الموقف الشرقي ممثلا في روسيا والصين؟ وهل اختلف عن الموقف الغربي تجاه العدوان الإسرائيلي على لبنان؟

أولًا- الولايات المتحدة الأمريكية والموقف المتأرجح من الحرب الإسرائيلية على لبنان

تأرجح الموقف الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في لبنان؛ حيث في البداية طالبت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بوقفٍ فوري لإطلاق النار، إلا أن واشنطن تراجعت عن المطالبة بوقف العدوان؛ ودفعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نحو استخدام هجوم إسرائيل على حزب الله كفرصة لإنهاء هيمنته التي استمرت لفترة طويلة؛ فقد أفاد تقرير لوكالة “رويترز” الإخبارية، بأن المسؤولين الأمريكيين تراجعوا عن دعواتهم لوقف إطلاق النار بدعوى تغير الظروف([4]).

وقد أشار التقرير إلى أن هذا النهج يبدو جديًا بالنسبة للولايات المتحدة، مستشهدين بتصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي، حينما قال: “ندعم إسرائيل في شن هذه الهجمات بهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله، حتى نتمكن في نهاية المطاف من التوصل إلى حل دبلوماسي”، وذكر أن أمريكا استقرت بعد دبلوماسية مكثفة على مدى أسابيع بهدف وقف إطلاق النار، على نهج مختلف تمامًا، مبني على ترك الصراع الدائر في لبنان يأخذ مساره، كما لفت التقرير النظر إلى أن هذا التغيير في المسار يعكس التضارب في الأهداف الأمريكية المتمثلة في احتواء الصراع المتنامي في الشرق الأوسط، وفي الوقت ذاته إضعاف حزب الله المدعوم من إيران بشكلٍ كبير.

كذلك أشار التقرير إلى ما قاله جون الترمان المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، بأن الولايات المتحدة تريد أن تؤدي الحملة الإسرائيلية إلى إضعاف قدرات حزب الله، فمن المؤكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستستفيدان من إلحاق الهزيمة بعدوٍ مشترك، وهو حزب الله الذي تستخدمه طهران لتهديد الحدود الشمالية لإسرائيل، رغم أن تشجيع الحملة العسكرية الإسرائيلية المتوسعة ينذر باندلاع صراع يخرج عن السيطرة، وفقا لـ “رويترز”([5]).

  • أسباب تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن تأييدها وقف إطلاق النار

يرى المفاوض الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر، أن واشنطن ليس لديها أمل يُذكر في تقييد إسرائيل، وأنها ترى فوائد محتملة في العملية بالنسبة لها؛ منها أن إضعاف حزب الله قد يحدّ من نفوذ طهران في المنطقة ويُقلل التهديد على إسرائيل والقوات الأمريكية، كما أن الضغط العسكري قد يجبر حزب الله على وضع السلاح وتمهيد الطريق لانتخاب حكومة جديدة في لبنان من شأنها أن تهمش الجماعة اللبنانية التي تلعب دورًا كبيرًا في لبنان منذ عقود([6]).

هدف آخر للموقف الأمريكي، وهو تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 في لبنان وتأمين المنطقة الحدودية مع إسرائيل، ويقول مسؤولون أمريكيون إن الهدف النهائي هو تطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي كلف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” بمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على منطقة حدوده الجنوبية مع إسرائيل، خالية من الأسلحة أو أي مسلّحين، بخلاف التابعين للدولة اللبنانية([7]).

على صعيدٍ آخر، حذر محللون أخرون من أن الصراع  يزيد بشكلٍ كبير من خطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا، خاصةً وأن المنطقة كانت تنتظر حينها رد إسرائيل على الضربة الصاروخية الإيرانية، وبعيدًا عن احتمال اندلاع حرب قد تجر الولايات المتحدة، هناك مخاوف من أن يتحول لبنان إلى غزةٍ أخرى. وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بات رايدر، إن الحل الدبلوماسي يظل الطريق الوحيد لإنهاء التوترات القائمة في لبنان، وضمان استقرار دائم، مشيرًا إلى التزام الولايات المتحدة بتنسيق الجهود الإقليمية لتحقيق هذا الهدف، وأضاف أن الحرب تُبرز أهمية إيجاد حلول دبلوماسية مستدامة لتحقيق الاستقرار والأمن على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، موضحًا أن البنتاجون يعمل مع الشركاء في المنطقة لضمان حماية المصالح الأمريكية والإسرائيلية، إضافةً إلى تعزيز الأمن لحلفاء واشنطن وسط مخاوف من تصعيدٍ محتمل قد يؤثر على المنطقة بأسرها، كما أشار رايدر إلى أن البنتاجون يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات المختلفة وفي مقدمتها «حزب الله»، كاشفًا عن جهود متواصلة للتنسيق الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن حجم ونطاق العمليات العسكرية، مشددًا على أهمية تحقيق التوازن بين الدفاع عن إسرائيل وتقليل الخسائر البشرية في صفوف المدنيين([8]).

  • لماذا لجأت الولايات المتحدة الأمريكية أخيرًا للحل الدبلوماسي؟

تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بعد نحو شهرين من العدوان على لبنان، وسقوط ما يقرب من 4 آلاف شهيد، حيث اجتمعت الإرادة الأمريكية الأوروبية على ضرورة توقف الحرب في لبنان، في حين مر على الحرب على غزة أكثر من عام، سقط خلاله أكثر من 44 ألف شهيد وشهدنا دمارًا كاملا للبنية التحتية دون أية خطوات فعلية لوقف هذا العدوان الوحشي الغاشم!!!

ويبدو أن الإدارة الأمريكية لجأت إلى الحل الدبلوماسي بالتنسيق مع إسرائيل لعدة أسباب، ربما يكون منها محاولة بايدن الدفع بعجلة وقف الحرب لتحقيق إنجاز أخير في فترته السياسية، وأيضًا الاكتفاء بالتورط الإسرائيلي في لبنان عند هذا الحد؛ وقال نتنياهو في خطاب إعلان وقف إطلاق النار على لبنان، إن هذا الاتفاق جاء لثلاثة أسباب، وهي: التركيز على إيران، إعادة التسلح الإسرائيلي، وفصل حزب الله عن حماس، قائلا “أصبحت حماس وحيدة”([9]).

فعلى الرغم من أن العدوان العسكري الإسرائيلي على لبنان وجه ضربةً قوية لحزب الله، إلا أنه لم يتم تحقيق أي من الأهداف الإسرائيلية المحددة، وكان الثمن المدفوع لهذه المغامرة العسكرية مرتفعًا، وليس من المستغرب أن يشعر الغالبية من سكان إسرائيل حاليًا بالإحباط ويعتبرون هذه الحرب في نهاية المطاف حربًا خاسرة. ولم يسفر وقف إطلاق النار عن دولة أقوى وأكثر أمنًا، بل عن دولة تعيش في خوفٍ وانقسامٍ داخلي فيما يتعلق بالسياسة التي يجب اتباعها لضمان بقاء الدولة الإسرائيلية؛ حيث واجهت الإدارة الإسرائيلية للأمور العديد من الانتقادات داخل الحكومة الإسرائيلية وداخل الكنيست فور الإعلان عن وقف إطلاق النار في لبنان، من ضمن ذلك انتقادات بسبب ضعف الاتفاق؛ حيث لم يتضمن إنشاء منطقة عازلة ولم يحقق أهدافه، وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير “إن الاتفاق خطأ تاريخي، وهو عودة لمفهوم الصمت مقابل الصمت”([10]).

ثانيًا- أوروبا ودعم وقف إطلاق النار

جاء الموقف الأوروبي عكس موقف الولايات المتحدة الأمريكية المتأرجح تجاه الحرب على لبنان، ليوحي بأن أوروبا مُلزمة بأن تلعب دورًا حاسمًا في وقف الحرب في لبنان، وفي هذا الصدد ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية، أن إسرائيل تتعرض لانتقاداتٍ لاذعة من جانب الزعماء الأوروبيين الذين يحاولون منعها من مواصلة حروبها في غزة وجنوب لبنان، وأوضحت أن ما يعزز جهود هؤلاء، هو أن الضربات العسكرية الإسرائيلية تستهدف قواعد حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في جنوب لبنان، والتي تضم قوات أوروبية، وقالت “سي إن إن” إنه: “من الدعوات إلى وقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل والنظر في فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف، إلى المحادثات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي بشأن مراجعة اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، يحاول الزعماء الأوروبيون استخدام نفوذهم للضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للتفاوض لوقف إطلاق النار”([11]).

ونقلت “سي إن إن” عن هيو لوفات العضو في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله إن: “علاقات إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي تتعرض لضغوطٍ غير مسبوقة في هذه المرحلة”، وأضاف “هناك الكثير من الإحباط، في عواصم أوروبا الغربية على الأقل، بشأن الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع الدبلوماسية خلال العام الماضي”، مردفًا أن “بعض دول الاتحاد الأوروبي شعرت أن الولايات المتحدة كان ينبغي لها أن تفعل المزيد لتعديل الإجراءات الإسرائيلية وتقييدها”، وقال لوفات إن: “العلاقات كانت متوترة في البداية بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي تراه العديد من الحكومات الأوروبية، بما في ذلك تلك التي لا تزال تدعم إسرائيل، غير متناسب ويتناقض مع القانون الدولي”. وأوضح لوفات أن العدوان على لبنان ربما “قلب الأمور إلى حافة الهاوية” بالنسبة إلى العديد من الدول الأوروبية، علمًا أن ما أسمّاه “اللوم الأوروبي لإسرائيل وصل إلى مستوياتٍ جديدة، عندما بدأت الضربات العسكرية الإسرائيلية في ضرب مواقع بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان”([12]).

وللتدليل على التناقض في المواقف الأوروبية نجد أنه بدأت أول دعوة لوقف إطلاق النار في غزة في مارس 2024 أي بعد حوالي ستة أشهر من حرب الإبادة الجماعية، وقالت في هذا الصدد ألت إيف غيدي، مديرة مكتب المؤسسات الأوروبية في منظمة العفو الدولية، تعقيبًا على قرار المجلس الأوروبي بالدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة: “لقد طال انتظار الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ولكنها خطوة غير كافية بالنظر إلى الأهوال التي يعاني منها المدنيون الفلسطينيون منذ ستة أشهر. فقد قُتل أكثر من 32,000 فلسطيني في الحملة العسكرية الإسرائيلية الوحشية والعشوائية، وفَقد ما يزيد على ألف طفل أطرافهم، وتحولت أحياء وبلدات بأكملها إلى أنقاض، ودُمر نظام الرعاية الصحية بالكامل تقريبًا. وتلوح في الأفق الآن مجاعة وشيكة من صُنع إسرائيل… كان من الممكن تجنب كل هذا ومنعه لو توصلت جميع الأطراف في وقتٍ سابق إلى وقف لإطلاق النار. إنَّ ما يحدث في غزة هو كارثة إنسانية من صنع الإنسان، ويجب محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جميع الجرائم التي يشملها القانون الدولي”، ومن ثم إنَّ إخفاق المجلس الأوروبي في تحميل إسرائيل المسؤولية عن انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي يبعث برسالة تُعزز الإفلات من العقاب، ويساهم في الكارثة في غزة.

“وقد تفاقم الوضع المزري بفعل تشويه بعض الدول الأعضاء لسمعة الأونروا، وقطع المساعدات الحيوية المنقذة للحياة عنها، وترك الناس محاصرين دون سُبل وصول إلى الغذاء أو المياه النظيفة، بينما يتعرضون للقصف بالأسلحة والذخائر التي تُصدرها بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إسرائيل. يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء اتخاذ تدابير عملية وخطوات ملموسة لمنع ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. ويجب عليه أن يُعيد التمويل الكامل للأونروا، وأن يوقف جميع صادرات الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل. وينبغي إجراء مراجعة كاملة لمدى احترام إسرائيل لالتزاماتها بحقوق الإنسان. كما يجب على الدول الأعضاء أن تدرك الأسباب الجذرية للصراع، وأن تدعو إلى إنهاء نظام الأبارتهايد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال”([13]).

  • الدعم المادي والعسكري الأوروبي للجيش اللبناني

أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، خلال مؤتمر “دعم لبنان” الذي عُقد في باريس في أكتوبر 2024، أن الاتحاد سيُقدم للجيش اللبناني 20 مليون يورو في 2024، و40 مليونًا في 2025، ودعمًا إنسانيًا بقيمة 80 مليونًا، كما أضاف أنه يتعين على قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) العمل ضمن التفويض الحالي المعطى لها على أن يصدر قرار أممي لاحقًا يخولها القيام بالمزيد من المهام. وفي سياق الدعم الأوروبي للجيش اللبناني، كشف مصدر دبلوماسي إيطالي أن “هناك مساعي دولية لتجنيد وتدريب وحدات جديدة في الجيش”، كما أضاف أن روما سترتب قريبًا مؤتمرًا خاصًا بها يركز على تعزيز قدرات الجيش، وفق ما نقلت وكالة رويترز، فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي تقديم تعهدات بقيمة 800 مليون دولار للبنان، منها 200 مليون دولار للجيش اللبناني؛ وذلك على هامش مؤتمر باريس([14]).

أيضًا قالت وزيرة الخارجية الألمانية أناليىنا بيربوك قبيل اجتماع باريس الذي ضم نحو 70 وفدًا لبحث مساعدة لبنان، إن ألمانيا قدمت 96 مليون يورو إضافية من المساعدات الإنسانية والتنموية للبنان، وأضافت بيربوك: “نوضح أننا لا ننظر فقط للمعاناة في لبنان هذه الأيام، بل نتخذ إجراءات تضمن دعم الناس على الأرض، والذين يريدون في الغالب شيئًا واحدًا فقط: العيش في أمان وسلام في المستقبل، تمامًا مثل الكثير من الناس في إسرائيل”. والهدف، حسب بيان مشترك بين وزارة الخارجية الألمانية ووزارة التعاون الاقتصادي والتنمية، هو الوصول إلى النازحين داخليًا وضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي في لبنان، وحسب البيان الذي وصلت منه نسخة لـ DW “خصصت وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية 60 مليون يورو للبنان وسوريا، والتي أقرّتها لجنة الميزانية، كما تخصص وزارة الخارجية 36 مليون يورو للمساعدات الإنسانية في لبنان وسوريا”، وأضاف البيان أن “الدعم الألماني يقدم من خلال منظمات الأمم المتحدة، وكذلك عبر المنظمات غير الحكومية مثل الصليب الأحمر الألماني (DRK)، بالإضافة إلى صندوق لبنان الإنساني (LHF) وصندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني .” (WPHF) وتابع البيان أن “الهدف هو الوصول إلى النازحين داخليًا وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي في لبنان”([15]).

كما أعربت سفيرة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، عن قلق بلادها من التصعيد في لبنان وأكدت أنه لابد من بذل كل الجهود من أجل وقف العنف وضبط النفس ووضع خطة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، ووقف إطلاق نار في غزة أيضًا، مؤكدة أن الخيار الشجاع بالسلام وليس بالحرب، وقالت لن نسمح للبنان أن يتحول إلى غزة وتهجير المئات، كما دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أثناء زيارته للبنان إلى خفض التصعيد، والحاجة إلى حل دبلوماسي يقوم على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701؛ حيث جاءت زيارته في أعقاب إدانته للضربة التي وقعت في مرتفعات الجولان، والتي أودت بحياة مدنيين بشكل مأساوي وأثارت مخاوف عميقة بشأن خطر المزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار([16]).

  • أسباب الاهتمام الأوروبي بوقف إطلاق النار في لبنان
  • علاقات تاريخية وثيقة بين أوروبا ولبنان

تجمع الاتحاد الأوروبي ولبنان علاقات ا

قتصادية وثيقة في إطار اتفاقية الشراكة بينهما، والتي دخلت حيز التنفيذ في أبريل 2006، وترتكز هذه الشراكة على القيم والمصالح المشتركة، وتتضمن حوارًا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا منتظمًا، واتصالات واسعة النطاق بين الأشخاص ومساعدة تنموية وإنسانية مهمة، وتعزز الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي ولبنان حقوق الإنسان، والحوار السياسي، وحرية تنقل السلع، والتعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ويلتزم الاتحاد الأوروبي بدعم الديمقراطية، والحكم الرشيد، والاندماج الاجتماعي، والتعليم، والتنمية المستدامة في لبنان، إذ يدعم الاتحاد الأوروبي المجتمع المدني اللبناني كشريك فاعل في صنع القرار السياسي، وتُجري المؤسسات الأوروبية حوارًا منتظمًا مع هذه المجموعة، بهدف الوقوف على الاحتياجات الحقيقية للسكان فيما يتعلق بحقوق الإنسان، والحكم الرشيد والتنمية([17]).

  • قوات اليونيفيل

كما أن للاتحاد الأوروبي مصلحة كبيرة في تقوية الدولة اللبنانية، وجعل لبنان أحد عناصر الاستقرار الإقليمي، ويتعاون الاتحاد الأوروبي بصورةٍ خاصة مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، بهدف تعزيز التماسك الوطني والتأكيد على دور الدولة كجهة شرعية وحيدة مسؤولة عن توفير الأمن. ويعزز الحوار السياسي بين الاتحاد الأوروبي ولبنان التعاون بينهما، بهدف إرساء السلام والاستقرار والأمن في البلاد، فبعد تمديد ولاية قوات “اليونيفيل”، لم يعد حضور أوروبا يقتصر على الجوانب المتعلقة بالتمويل أو التعاون فقط، إذ إنه من خلال التواجد على الأرض، تتبنى أوروبا لأول مرة دورًا نشطًا وتتولى مسؤوليات سياسية بالغة الأهمية، ومن خلال إرسال عدة آلاف من القوات من فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، أصبح الاتحاد الأوروبي ملزمًا بتولي دور مهم في المنطقة([18]).

  • مخاوف الاتحاد الأوربي من موجات الهجرة لأوروبا

كان هناك تخوفًا أوروبيًا من موجات الهجرات؛ حيث مع استمرار سيناريو الحرب على لبنان، كان سيشق العديد من اللبنانيين طريقهم نحو أوروبا، مما يؤدي إلى زيادة ضغوط الهجرة على الاتحاد الأوروبي، تمامًا مثل أزمة اللاجئين في عام 2015، لذا فقد أعلن الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو للبنان من أجل مواجهة أزمة الهجرة ومعالجتها من جذورها، وبالفعل اعتبارًا من 21 أكتوبر 2024، فر ما يُقدر بنحو 425 ألف شخص من لبنان، وعبروا أقرب حدود متاحة إلى سوريا، بالإضافة إلى ذلك، سعى نحو 16 ألفا و700 مقيم لبناني إلى اللجوء إلى العراق([19]).

وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إن إسرائيل تتعرض لانتقادات أوروبية ومحاولة لمنعها من مواصلة عدوانها على غزة ولبنان، وأن التحرك في هذا الاتجاه يتعزز بعد الاستهداف الإسرائيلي لقوات “اليونيفيل” التي تضم أوروبيين، كما تناول تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” مخاوف الاتحاد الأوروبي من حرب كبرى في لبنان، “إذ تشعر العواصم الأوروبية بالقلق بشأن عواقب صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط يشمل لبنان”، وينبع القلق الأوروبي -وفق التقرير- في المقام الأول من موجة لجوء بسبب الحرب، وقالت الصحيفة إن “القادة الأوروبيين يضغطون على إسرائيل لتجنب استهداف المنشآت النفطية والنووية في إيران لوقف التصعيد”.([20])

  • الضغط الشعبي الأوروبي الداخلي

لا يمكن تفنيد المواقف السياسية دون النظر إلى المواقف الشعبية وموجات الرأي العام، فقد واجهت أوروبا حراكًا طلابيًا وموجات انتقادات عنيفة لسياساتها المتخاذلة ضد وقف الحرب على المدنيين في فلسطين ولبنان واستمر هذا الحراك الشعبي بعد العدوان الأخير على لبنان.

فقد خرج عدد من المتظاهرين في الدول الأوروبية للتنديد بـ “جرائم إسرائيل” في قطاع غزة ولبنان والمطالبة بإنهاء الحرب، ووقف الإبادة الجماعية؛ وذلك مع استمرار تصاعد وتيرة جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين([21]).

على سبيل المثال لا الحصر، اشتبك عدد من المتظاهرين في إيطاليا مع الشرطة خلال مظاهرات مؤيدة لغزة في مدينة نابولي؛ حيث طالبوا بإنهاء الحرب في غزة ولبنان، وذلك بالتزامن مع اجتماع وزراء دفاع مجموعة السبع، حسبما قالت صحيفة “الجورنال” الإيطالية([22]).

أما في ألمانيا، فقد استخدمت الشرطة الألمانية، الكلاب لتفريق متظاهرين خرجوا بالعاصمة برلين للتنديد بالجرائم الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وانطلق المتظاهرون في مسيرة مرددين هتافات من قبيل “الحرية لفلسطين” و”إبادة جماعية”، واعتقلت الشرطة العديد من المتظاهرين، واستخدمت العنف ضد المحتجين.

وفي إسبانيا، تجمَّع العشرات في مدينة بالما للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، بالإضافة إلى المطالبة بوقف بيع الحكومة الأسبانية الأسلحة لإسرائيل، كما دعوا إلى السماح بدخول الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود، إلى المناطق المستهدفة “على الفور”([23]).

  • فرنسا والدور الفاعل لوقف الحرب

كانت الولايات المتحدة وفرنسا قد طرحتا مقترحًا لوقف إطلاق النار في لبنان في نهاية سبتمبر 2024، لكنه لم يُطبّق، وفي بيانٍ مشترك للدولتين ورد أن الرئيسين “عرضا تطور الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط، وخصوصًا الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان، يتيح للسكان على جانبي الخط الأزرق (بين لبنان وإسرائيل) العودة الى منازلهم بكل أمان”، وأضاف البيان أن “الجانبين ملتزمان بالبقاء في تشاورٍ وثيق بشكلٍ مباشر ومن خلال فريقيهما للأمن القومي”([24]).

كان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مواقف داعمة وإصرار على وقف إطلاق النار بشكل مختلف تمامًا عن مواقفه تجاه العدوان على غرة، فيمكن القول إن ماكرون كان يقود ويدفع من أجل وقف إطلاق النار في لبنان؛ فقد أعلن الرئيس الفرنسي أن دولته ستدعم لبنان، وقال خلال افتتاح المؤتمر الدولي سالف الذكر لدعم لبنان الذي استضافته باريس في 24 أكتوبر 2024، وكان يستهدف جمع نحو 500 مليون يورو لمساعدة النازحين بسبب النزاع، إن “فرنسا ستقدم مساعدات بقيمة 100 مليون يورو”. وأضاف “يجب أن تتوقف الحرب في أسرع وقت ممكن”، موضحًا أن الهدف هو “دعم سيادة لبنان” وبالتالي “إظهار أن الأسوأ ليس حتميًا وإفساح المجال أمام اللبنانيين لاستعادة التحكم بمصيرهم”([25]).

هناك العديد من الدوافع للموقف الفرنسي الداعم للبنان، على النقيض مع المواقف الفرنسية تجاه غرة، فهناك دوافع تخص الوضع الاعتباري والتاريخي للبنان لدى فرنسا في الشرق الأوسط، والحضور الفرنسي الدائم لدى لفيف من النخبة والطبقة السياسية بلبنان، إذ تُعتبر فرنسا لاعبًا نشطًا داخل المشهد السياسي اللبناني، ولهذا الحضور؛ الذي ضمر في السنوات الأخيرة وبقي في مستوى رمزي مع مكونات بذاتها، أبعاد تاريخية وثقافية ترتبط بالحقبة الاستعمارية، بل إلى ما قبل ذلك منذ القرن التاسع عشر، زمن الحقبة العثمانية. وقد لعبت الإرساليات التعليمية والدينية والثقافية دورًا بارزًا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر([26]).

قد يكون الإصرار الفرنسي أيضًا على التدخل وإحلال السلام في لبنان، لمواجهة النقد والمعارضة الداخلية في فرنسا، والتي زادت حدتها ليس فقط على الصعيد الداخلي بل والأوروبي بصفةٍ عامة، مع تفاقم الأزمة الحقوقية والأخلاقية والإنسانية الناجمة عن الأزمة، مما يعني أن العدوان والحرب الجارية تنعكس بشكل مباشر على المناخ السياسي والثقافي الغربي، وقد ظهر هذا الضغط الداخلي من خلال المظاهرات الشعبية والحراك الطلابي في أوروبا لدعم فلسطين، وربما اتخذ الرئيس الفرنسي هذا الخطاب الداعم للبنان؛ لكسب الدعم في الداخل الفرنسي وامتصاص الغضب الشعبي([27]).

وكأن مشاهد القتل والخراب وحرق المدنيين أحياءً في غزة، لم تُحرك القادة الأوروبيين لوقف الحرب على القطاع!! وقد كان هذا جزء لا يتجزأ من الازدواجية القيمية الأوروبية، وهو الأمر الذي يؤكد أن التدخل الفرنسي في لبنان، ما هو إلا لحسابات المصالح الفرنسية في لبنان والمنطقة.

وعليه يمكن القول إن محددات العلاقة الأساسية في السياسة الخارجية الفرنسية تجاه لبنان، لم تتجاوز المصالح الفرنسية، كما لم تصل فرنسا إلى مستوى الفاعل للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بل جاء دورها كوسيط بين أطراف الصراع، بما يعني أن خيوط اللعبة الأساسية كانت ولازالت في يد الولايات المتحدة الأمريكية، فهي التي قررت متى تبدأ ومتي تنتهي الحرب على لبنان من خلال وكيلها الصهيوني في المنطقة العربية.

ثالثًا- الموقف الشرقي (روسيا والصين) من العدوان الإسرائيلي على لبنان

  • الموقف الروسي

تنوَّعت مواقف الدعم الروسي للبنان وتفاوتت بدايةً من خطابات رسمية داعمة إلى التدخل الدبلوماسي وصولًا إلى الدعم العسكري؛ حيث شعرت روسيا بعد اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله في 27 سبتمبر 2024، أن الأمور المتدهورة في الشرق الأوسط تكاد تتجاوزها وتفلت من يديها إلى غير رجعة، فأدانت بأشد العبارات جريمة الاغتيال ووصفتها بأنها عملية اغتيال سياسي، وحملت وزارة الخارجية الروسية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، وقالت في بيان، “إننا نُدين بشدة جريمة قتل سياسية أخرى ترتكبها إسرائيل. وهذا العمل العنيف محفوف بعواقب وخيمة أكبر على لبنان والشرق الأوسط بأكمله”([28]).

كما أشارت وزارة الخارجية الروسية، إلى أن تصرفات الجيش الإسرائيلي ستؤدي حتمًا إلى موجة جديدة من العنف، ودعت إسرائيل إلى وقف عدوانها على لبنان، وخلص البيان إلى أنه “في الوضع المتفجر الحالي، يجب على الأعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمنع المنطقة من الانزلاق إلى مواجهة مسلحة واسعة النطاق”، ومن نيويورك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 28 سبتمبر 2024 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن مقتل زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله جريمة قتل سياسية. مضيفًا “إن أساليب الاغتيالات السياسية التي أصبحت ممارسة شبه روتينية، مثيرة للقلق للغاية”([29]).

كما حاولت روسيا التدخل الدبلوماسي لوقف العدوان على لبنان، فوفقًا لصحيفة “بديعوت أحرونوت” الإسرائيلية كانت قد أبدت روسيا استعدادها للمساعدة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومن المفترض أن تلعب دورًا في استقرار الوضع في لبنان وسوريا، كما وردت أنباء تفيد بأن “الروس سيكون لهم وضع خاص في تنفيذ الاتفاق ومنع المزيد من التصعيد”، وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل معنية بالتدخل الروسي ودفعت نحوه، على أمل أن يتم الحفاظ بهذه الطريقة على استقرار الاتفاق والقدرة على تطبيقه([30]).

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، لوكالة نوفوستي إن موسكو مستعدة للمساعدة في إحلال السلام بين لبنان وإسرائيل وتعمل على هذا الأمر، بما في ذلك عبر الاتصالات الثنائية، وأضاف بوغدانوف، ردًا على سؤال عما إذا كانت هناك مقترحات بأن تصبح روسيا الاتحادية ضامنًا للاتفاق بين لبنان وإسرائيل: “فيما يتعلق بلبنان، نحن على تواصل مع الجميع، وكعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، نعمل على إعداد القرار 1701، ونشارك بنشاطٍ في جميع المناقشات التي تجري في نيويورك، وفي أماكن أخرى، وخلال الاتصالات الثنائية. ونحن، بطبيعة الحال، على استعداد لتقديم مساهمتنا في إحلال السلام والاستقرار. وهذا يتطلب اتفاقيات مقبولة للطرفين حتى لا يتم المساس بمصالح الأطراف”([31]).

أمَّا فيما يتعلق بالدعم العسكري، ووفقًا للبيانات التي نشرتها صحيفة النهار اللبنانية نقلا عن مصادر استخباراتية، فقد نقلت روسيا طائرات بدون طيار إلى حزب الله وتقوم بتدريب مقاتليه على استخدامها، نشرت هذه البيانات أيضًا قناة كان 11 التليفزيونية الإسرائيلية، مما أثار موجة جديدة من القلق الإسرائيلي بشأن توسيع المساعدات الروسية في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت نفسه، أفادت مصادر أن روسيا تتفاوض مع المتمردين الحوثيين في اليمن بشأن نقل صواريخ مضادة للسفن، في حين لم يدل الجانب الروسي بتعليقات رسمية حول هذا الأمر([32]).

وعلى الرغم من تلك المواقف الروسية الداعمة، إلا أن هذه المحاولات لوقف العدوان سواء على لبنان أو غزة لم ترتق للمستوى للمطلوب؛ فقد اعتمد الموقف الروسي في القضية الفلسطينية على الاحتكام للقوانين الدولية والعمل على وحدة الصف الفلسطيني، كما أن موقف روسيا واضح من لبنان ودعت إسرائيل لسحب قواتها من لبنان، وهددت بأن هذا سيؤدي إلى مزيدٍ من الصراعات في المنطقة، إلا أن موسكو لم تبذل جهدًا كافيًا لإحلال السلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي يمكن تبريره بأن الحروب المتفجرة في المنطقة العربية تجذب انتباه الغرب بعيدًا عن أوكرانيا، مما سمح للقوات الروسية بتحقيق تقدمًا على خطوط المواجهة مع أوكرانيا في الأشهر الأخيرة.

وهو على النقيض من موقفها الداعم المباشر من الأحداث في سوريا؛ حيث لم تمر ساعات قليلة على اجتياح المعارضة السورية لمدينة حلب في 1 ديسمبر 2024، حتى أقالت روسيا المسؤول عن قواتها في سوريا الجنرال سيرغي كيسيل، وعيّنت ألكسندر تشايكو، الذي يوصف في روسيا بقائد معركة “تحرير حلب” عام 2017، خلفًا له في مؤشر على فشل كيسيل بمواجهة تقدم المعارضة، وإعطاء الجنرال الجديد فرصة إعادة “ضبط الأوضاع”، بموازاة ذلك، أكد ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن “روسيا تواصل دعم الرئيس السوري بشار الأسد، وتعمل حاليًا على تشكيل موقف بخصوص الحاجة إلى اتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار في الأوضاع في سوريا”([33]).

  • الموقف الصيني

قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 عملت الصين على إدخال لبنان ضمن إطار “الدبلوماسية الناعمة” حيث تحاول بكين فرض نفوذها في بلدٍ لم يكن تاريخيًّا ضمن الاهتمامات الصينية، عزز ذلك الترويج من قبل “حزب الله اللبناني” بأن الصين “قاب قوسين أو أدنى” من إنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية والسياسية، وبأن استثماراتها قد “أُنجزت واكتملت”، ما يعني قرب الاستغناء عن حزمة الإنقاذ التي يقدمها صندوق النقد الدولي، وبرغم أن بكين احتفظت خلال الحرب اللبنانية الإسرائيلية 2006 بموقفها تجاه النزاعات الإقليمية الداعي إلى تسوية سلمية للصراع من قبل الأطراف المعنية، فإن اسمها أُقحم بهذه الحرب في قضية تدمير سفينة إسرائيلية من نوع “ساعر” بصاروخ مضاد للسفن، هذا فضلا عن “مبادرة الحزام والطريق” عام 2017، فقد حدثت طفرة إيجابية في تلك العلاقات لتميل كفة الميزان التجاري اللبناني لصالح الصين، وهي التي اعتيد أن تميل لصالح الغرب، وكانت القفزة الأكبر للتعاون التجاري بين البلدين عام 2019، حين أنشأ المركز الصيني لتنمية التجارة الدولية (CCPIT) مكتب تمثيل له في لبنان من أجل زيادة العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وكذلك توفر الصين العديد من الامتيازات الثقافية كجزء من “القوة الناعمة”([34]).

وفي ظل التصعيد المفاجئ للصراع اللبناني الإسرائيلي 2024، تباينت الإدانة الصينية للعدوان من خطابات رسمية وصولًا إلى الدعم العسكري من خلال قوات اليونيفيل، فقد نفَذت قوات السلام الصينية في لبنان، مهمات حفظ السلام، وتتألف قوة حفظ السلام الصينية من مجموعات هندسية متعددة الأغراض ومجموعات هندسية للبناء ومجموعات طبية.

الأمر نفسه حدث فيما يتعلق بالعدوان على فلسطين، فمنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، حرصت الحكومة الصينية على التعبير عن موقفها الداعم للفلسطينيين، وضرورة وقف إطلاق النار، ووضع حد للنزاع في المنطقة. كما أكَّدت بكين مرارًا على حق فلسطين في الحصول على عضوية كاملة داخل الأمم المتحدة، وإيمانها بحل الدولتين كسبيل لتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وكثَفت الصين جهودها الدبلوماسية سعيًا لوقف إطلاق النار، ووضع حل للأزمة الإنسانية المتفاقمة، حيث استخدمت الصين خطابًا دبلوماسيًا صارمًا ضد الجرائم الإسرائيلية في غزة، كما أدانت الموقف الأمريكي، وخصوصًا العقبات التي خلقتها الولايات المتحدة بالتصويت ضد مجموعة من قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن. إضافة إلى ذلك، دعمت الصين قرارات محكمة العدل الدولية المختلفة لإدانة إسرائيل، مؤكدةً في المحافل الدولية المختلفة على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة والحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، فضلًا عن إنهاء الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني([35]).

في هذا السياق، شكل الصراع في غزة فرصةً للصين في تعزيز سمعتها الدولية كقوة تسعى لإحلال السلام في الشرق الأوسط، في مقابل تدهور سمعة الولايات المتحدة دوليًا خصوصًا في الشرق الأوسط نتيجة لموقفها الداعم لإسرائيل وتعنتها في تمرير قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، علاوة على ذلك تمكنت الصين من الجمع بين فتح وحماس على طاولة التفاوض في بكين في دورتين للحوار الوطني خلال شهري أبريل ويونيو 2024، في خطوة تعكس الرغبة الصينية في التفاعل مع القضية الفلسطينية بشكلٍ إيجابي. في الدورة الأولى في شهر أبريل، اتفق كل من فتح وحماس على ثمان نقاط أساسية لتكون محورًا للتفاوض وتوقيع اتفاق لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية في الدورة الثانية من المحادثات. وفي الدورة الثانية في يوليو، اجتمع 14 فصيلًا فلسطينيًا من بينهم حماس وفتح وصدر “إعلان بكين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية” متضمنًا نقاط للعمل المشترك([36]).

خلاصة القول، إنه بالرغم من المواقف التي أبدتها الصين وروسيا لوضع حل للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة ولبنان سواء من خلال سلوكهما التصويتي في مجلس الأمن، والتنديد بإسرائيل والموقف الأمريكي، أو حتى محاولة الجمع بين الفصائل الفلسطينية في بكين، إلا أن الواقع لا يعكس أي تحولًا في سياسة روسيا والصين الخارجية في الشرق الأوسط. فقد استمر الموقف الشرقي ضمن الإطار التقليدي الذي صار عليه، مقتصرًا على الجهود الدبلوماسية دون تحقيق أية نتائج حقيقية على أرض الواقع فيما يخص حل الصراعات.

خاتمة:

الدرس المستفاد الأول والأخير والدائم، يتمثل في أن ديمقراطية الغرب وفهمه لحقوق الإنسان لا يعملان إلا لصالحه، فلم تتحرك القيم الأوروبية والإنسانية لإجبار الكيان الصهيوني على وقف الحرب والإبادة الجماعية في فلسطين، ولكنها انطلقت لدعم وقف إطلاق النار في لبنان بخطة زمنية أمريكية الصنع، فالولايات المتحدة الأمريكية هي الآمر الناهي، وقد تبين هذا من التأرجح في مواقفها تجاه الحرب على لبنان لتحقيق أهدافها في المنطقة، والتي يأتي على رأسها القضاء على حزب الله، باعتباره أحد أذرع إيران في المنطقة، فتبين أن الفاعل الدولي الفعلي سواء في لبنان أو فلسطين، هو الولايات المتحدة الأمريكية، وإقليميًّا هما إسرائيل وإيران.

وبالنسبة لأوروبا، فإن الاتحاد الأوروبي يمكن وصفه بـ(الدافع) وليس بـ(الفاعل المؤثر)، فقد تحركت أوروبا في الدفع لوقف الحرب في لبنان من منطلقات مخاوف الهجرة إليها وامتصاص الغضب الشعبي الداخلي.

الأمر نفسه بالنسبة إلى فرنسا على وجه الخصوص؛ حيث ما كانت إلا مجرد (وسيط دافع) وليست (فاعلا) في الوصول لوقف إطلاق النار، وبشكل يمكن القول معه إن تصريحات الرئيس الفرنسي وما حدث من تحركات ليست تعبيرًا عن تغير في موقف فرنسا، وإنما للإبقاء على حضورها في لبنان، وامتصاص الغضب الشعبي الداخلي، مما يبقي على الدول الأوروبية في وضعية التابع والدور الثانوي غير المؤثر، وفي مقدمتها فرنسا.

وكما فشلت الدول الأوروبية وظهرت أزمات القيم والحضارة والانسانية والشعارات الوهمية التي طالما نادت بها واتخذت منها ذريعة للتدخل في سياسات العديد من الدول في المنطقة العربية، فشلت أيضًا الدول العربية منذ اليوم الأول لحرب السابع من أكتوبر 2023 على فلسطين بشكلٍ فج، هذا فضلا عن خيبات أمل على جانب الشعوب العربية مكممة الأفواه، فقد تهاوت كل مظاهر الدعم والإسناد العربي والإسلامي، جاءت الحرب الصهيونية على لبنان لتكمل سلسلة الخذلان العربي في إطارٍ من الصمت التام، فعندما اندلعت الحرب في لبنان، واجهت الدول العربية أزمة أخرى في مواقفها الهزيلة الممتدة منذ السابع من أكتوبر 2023، فلم تعترض حكوماتها على الدرس العسكري الذي قدمته إسرائيل لحزب الله وإيران ولا على قتل المدنيين ومشاهد الدمار التي أصابت الأراضي العربية.

أما فيما يتعلق بالموقف الشرقي (روسيا والصين)، فيبدو أن التدخل الحذر للدولتين جاء في إطار عدم المساس بمصالحهما داخل المنطقة من خلال هدفين رئيسيين: اكتساب النفوذ الدولي، ومواجهة القوة الأمريكية والغربية، ولكن الصين وروسيا لديهما أساليب مختلفة للغاية، وأول هذه الاختلافات أن روسيا متورطة عسكريًا في المنطقة من خلال التدخل في سوريا، وهو الأمر الذي لا تنوي الصين القيام به، فما زالت الصين حريصة على عدم اتخاذ أي خطوات سياسية أو عسكرية قد تؤثر على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

وعليه، ومما سبق، يتبين أن كل الصراعات الحالية في المنطقة العربية مترابطة، وأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو في قلب الأزمات كافة، وكما قال المستشار طارق البشري إن فلسطين هي “الأمان في العمق”؛ حيث حدّد أثر فلسطين على الدول المتاخمة لها؛ واصفًا إياه بكونه “أثرًا حاكمًا لمصائر الدول”: “لقد تقوض نظام اجتماعي سياسي كامل في مصر بعد هزيمة 1948، وانتهى حكم أسرة مالِكة بقيت في الحكم مائة وخمسين سنة، وكذلك تقوَّض النظام السياسي السوري وانتقلت سوريا من شأنٍ إلى شأن، وفي هزيمة 1967 تقوض نظام سياسي اجتماعي كامل تغير هيكليًا وجذريًا وآل من شأنٍ إلى شأن. وهذا درس تاريخي من دروس علم السياسة؛ لأن الوظيفة الأساسية للدولة هي أن تحمي هذه الجماعة وتصون أمنها؛ مما نعبر عن بمصطلح “كفالة الأمن القومي”، ومن ثم فإن الحل الوحيد الممكن هو الحل الشامل وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين”([37]).

________________

هوامش

([1]) البيجر الموقوت “تقرير يكشف تفاصيل خطة التسع سنوات، سكاي نيوز ، 8 أكتوبر 2024،  متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/hcS9Dvau

([2]) Deep intelligence penetration enabled Israel to kill Hassan Nasrallah, the guardian, 30/9/2024, available at: https://2u.pw/9GCTcJ5e

([3]) كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار مع لبنان، تليفزيون العربي على اليوتيوب، 4 ديسمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/s6MszzLu

([4]) Simon Lewis, Humeyra Pamuk, The new US strategy on the Lebanon conflict: Let it play out, Reuters, October 13, 2024, available at: https://2u.pw/VGSLEjiF

([5]) Ibid.

([6]) Ibid.

([7]) UN Resolution 1701 is the linchpin of the Israel-Hezbollah ceasefire. Will it hold?, France 24, 27/11/2024,available at:  https://2u.pw/FvGa2x1M

([8]) Pentagon Press Secretary Maj. Gen. Pat Ryder Holds An Off-Camera, On the Record Press Briefing , The Department of Defense, 23/9/2024,  available at: https://tinyurl.com/58a7a23r

([9]) خطاب نيتنياهو لإعلان وقف إطلاق النار في لبنان، مرجع سابق.

([10]) بن غفير يصف اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله بـ”الخطأ التاريخي”، موقع RT، 26 نوفمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/uc1EPKNT

([11]) Nadeen Ebrahim, Israel’s ties with Europe strained by wars in Gaza and Lebanon, CNN, October 20, 2024, available at: https://2u.pw/OgD2Aeyo

([12]) Ibid.

([13]) الاتحاد الأوروبي: دعوة المجلس الأوروبي إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة غير كافية لإنهاء معاناة المدنيين، منظمة العفو الدولية، 22 مارس 2024، https://tinyurl.com/34zxnftt

([14]) عين أوروبا على جيش لبنان.. دعم بـ60 مليونًا وتدريب، العربية الاخبارية، 24أكتوبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/cTkKXaER

([15]) 96 مليون يورو مساعدات إضافية من ألمانيا للبنان، الخليج، 24 أكتوبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/hO2VeZqh

([16]) Foreign Secretary calls for de-escalation on the Blue Line,U K government, 2 August 2024, available at: https://2u.pw/eAIf2uvm

([17]) Recommendation on the implementation of the EU-Lebanon Action Plan, European Commission, 5 July 2006, available at: https://2u.pw/SvEsV7zj

([18]) Lacroix: Resolution 1701 remains the framework, and UNIFIL stands ready to support an agreed roadmap to lasting peace, United Nations Interim Force In Lebanon, 14 Nov

2024, available at: https://2u.pw/Ynij4v27

([19])Europe is not prepared for the looming Lebanese refugee crisis, The conversation, 28 October 2024, available at: https://2u.pw/SrHTeODE

([20]) التايمز: لهذا تسعى ميلوني لإخراج الأسد من عزلته، الجزيرة نت،  17/10/2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/GapPImt3

 ([21]) للمزيد حول الحراك الشعبي المساند للقضية الفلسطينية انظر: آية عنان، تحولات الرأي العام العالمي الغربي تجاه القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 31 ديسمبر 2023،  متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/XVSY36u

حول الحراك الطلابي انظر:  آية عنان، الحراك الطلابي العالمي المساند للقضية الفلسطينية الآفاق والدلالات والنتائج، مركز الحضارة للدراسات  والبحوث، مايو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/DSS9mTHZ

([22])  الآلاف يتظاهرون في إيطاليا ضد الحرب في غزة ولبنان وأوكرانيا، موقع الجزيرة، 27/10/2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/qbWFrg4p

([23]) شرطة برلين تستخدم كلابا لتفريق مظاهرة حاشدة تدعم غزة، موقع الجزيرة، 20 أكتوبر 2024، متاح عبر الرابط التالي:  https://tinyurl.com/s6z3buj3

([24]) بايدن وماكرون يبحثان الجهود الرامية إلى وقف النار في لبنان، مونت كارلو، 23 نوفمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي:  https://2u.pw/0kMQryhB

([25]) مؤتمر باريس ينجح في جمع أكثر من مليار دولار لمساعدة لبنان وجيشه، France24، 24 أكتوبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://tinyurl.com/5n82pvny

([26])  موقع وزارة الخارجية الفرنسية الدبلوماسية الفرنسية حول العلاقات اللبنانية الفرنسية، د.ت، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/of28RGH2

([27]) آية عنان، التحول في الرأي العام الغربي تجاه القضية الفلسطينية، مرجع سابق.

([28])سعيد طانيوس، خفايا الموقف الروسي من الحرب في الشرق الأوسط، independent Arabia، 3 أكتوبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://tinyurl.com/nhkcjjyb

([29]) المرجع السابق.

([30]) الإعلام العبري يتحدث عن بنود اتفاق لإنهاء الحرب مع لبنان و”دور روسي مهم”، موقع روسيا اليوم، 29 أكتوبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://tinyurl.com/42khvjzz

([31]) روسيا تعرب عن استعدادها للمساعدة في إحلال السلام بين لبنان وإسرائيل، موقع روسيا اليوم،31 أكتوبر 2024، متاح عبر الرابط التالي:   https://tinyurl.com/n6y8zew3

([32]) نقلت روسيا طائرات مسيرة إلى حزب الله وتتفاوض مع الحوثيين بشأن إمدادات الصواريخ، Avia.pro، 10 أكتوبر 2024،  متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/r9DDrpD1

([33])  خبراء روس موسكو تتجه لمعركة “كسر عظم” مع المعارضة السورية، موقع الجزيرة نت، 2 ديسمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي:  https://tinyurl.com/4pp3fcu6

([34]) مرفت عوف، الصين في لبنان.. هل يمتلك “شي جين بينغ” حلا لبيروت؟، موقع الجزيرة نت، 9 سبتمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي:   https://tinyurl.com/yp35ss6n

([35]) ريهام عماد، الموقف الصيني من الحرب على غزة: رؤية تحليلية، مركز ترو للدراسات،22 نوفمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي:  https://2u.pw/owBz8v2K

([36])  المرجع السابق.

([37]) انظر: طارق البشري، العرب في مواجهة العدوان، (القاهرة: دار الشروق،2002)، ص ص 104- 106.

  •  فصلية قضايا ونظرات- العدد السادس والثلاثون- يناير 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى