البرازيل: من اليمين المتطرف إلى اليسار مجددًا

مقدمة[1]:

مرَّت البرازيل بعد نهاية حقبة الاستعمار البرتغالي، الذي استمر لمدة ما يقرب من ثلاثة قرون (1500- 1827)، بعددٍ من التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الأيديولوجية لم تتوقف حتى وقتنا الراهن (مارس 2023)، إذ بعد استقلالها دخلت في مرحلة من الملكية استمرت حتى عام 1889 حين ألغيت بفعل انقلاب عسكري دُبر ضدها في ذلك العام؛ ليُعلن بعدها جمهورية البرازيل، ومعها قيام نظام حكم عسكري. وخلال فترة الحكم العسكري (1889: 1985) عرفت البرازيل الاستبداد السياسي، ووقعت في فخ أزمات اقتصادية واجتماعية مختلفة. ومع ذلك، ظهرت بوادر رغبة في التحول من اقتصاد الاعتماد على الخارج إلى اقتصاد التصنيع. إلا أنه بعد عام 1974 شهدت البرازيل تولي عسكريين راغبين في إحداث تحول ديمقراطي سلمي وتدريجي في البلاد، فانتعشت الحريات، ونشطت مؤسسات المجتمع المدني وتأسست الأحزاب السياسية؛ ليتسلم المدنيون الحكم منذ عام 1985، ومعهم تبدأ البرازيل حقبة جديدة من الديمقراطية السياسية والليبرالية الاقتصادية، ويتم إصدار دستور البرازيل عام 1988[2].

ومع أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البرازيل بدأت آثارها في الظهور على الأقل منذ نهاية الحرب الباردة، وبالأخص خلال حكم فرنادنو كاردسو (1995: 2003)[3] الذي بدأ في تبني أجندة الليبرالية الاقتصادية والخصخصة، مع برامج الدعم الاجتماعي والحد من الفقر، إلا أنه عادةً ما تُربط نهضة البرازيل بحكم لولا دا سيلفا (2003: 2010)[4]، الذي ترجم منجزات سابقيه، وعمقها، فحول البلاد من مجرد دولة فقيرة ذات تعداد سكاني ضخم، أكثر من ثلثه يرزح تحت خط الفقر، إلى قوة صاعدة في النظام الدولي، لها استقلاليتها في السياستين الداخلية والخارجية.

بعد ذلك ترك لولا منصبه؛ لأن الدستور يمنع من تولي الرئاسة لأكثر من مدتين رئاسيتين متتاليتين، إلا أن آثار سياساته ونجاحاته أوصلت ديلما روسيف (2011- 2016)[5] من حزب العمال الذي أسسه لولا إلى الحكم، والتي حاولت الاستمرار على نهجه، إلا أن تعدد جهات المعارضة السياسية والاجتماعية، وعدم نجاح حزبها في تأمين أغلبيات في المجالس النيابية أزاحتها عن الحكم قبل استكمال ولايتها الثانية. وخلال هذه الفترة الانتقالية التي تولى فيها نائبها، ميشال تامر[6]، ظهرت ملفات فساد لاحقت قيادات حزب العمال، وعلى رأسها لولا دا سيلفا، وزجت به في السجن، محكوم عليه بـ 10 سنوات، قضى منها ما يقرب من سنةٍ ونصف؛ أحسن اليمين والأحزاب المنافسة للعمال من استثمارها لإلحاق الهزيمة بحزبه وباليسار عمومًا، وبخاصةٍ جايير بولسينارو “اليميني” (2019-2022)[7] الذي عمل على صياغة خطاب مناهض لهذه النخب من ناحية، وزعزعة الثقة فيها من ناحيةٍ أخرى، الأمر الذي مكنه من الوصول في النهاية لرئاسة البرازيل[8].

حكم بولسينارو البرازيل بأجندة يمينية محافظة، اهتمت بنخبة رجال الأعمال، وبالقيم المسيحية، وأعطت العسكريين اليد العليا في مؤسسات الدولة المختلفة، كما شجعت على حمل السلاح وبيعه، تحت شعار “شعب يملك سلاحه… لا يُستعبد”. كما قدمت سياسات بولسينارو أولويات الاقتصاد على البيئة والمناخ، ووثق علاقات بلاده بالولايات المتحدة في عهد ترامب. وقد جرى تشبيه بولسينارو “بترامب الاستوائي” Tropical Trump[9]. إلا أن هذه الأجندة لم تكتمل بسبب حكم المحكمة العليا بالإفراج عن لولا بسبب تحيز القاضي الذي حكم في الدرجة الأولى، ويعود لولا للمشهد الانتخابي بعد ما يمكن تسميته “الموت السياسي”، وتزداد أسهمه الانتخابية، ثمّ يفوز بفارق ضئيل عن بولسينارو في جولة الإعادة التي أُجريت في 30 أكتوبر 2022[10].

وفي هذا الإطار، يقف التقرير على طبيعة التحولات السياسية والاقتصادية التي يمكن أن تحدث مع عودة لولا “اليساري” لرئاسة البرازيل على حساب “اليميني” جايير بولسينارو الرئيس المنتهية ولايته، وذلك من خلال فحص عدد من القضايا المتصلة بالداخل والخارج، من خلال المرور أولًا: على ممهدات التحول، وثانيًا: على الملامح الأولية للتحول.

أولًا- ممهدات التحول

كان صعود جايير بولسينارو لرئاسة الجمهورية البرازيلية، وتنصيبه رسميًا في يناير 2019، ومعه أكثرية من اليمين المتطرف في المجالس النيابية وحكام الولايات، بمثابة تحول سياسي كبير في تاريخ البرازيل المعاصر، إذ قطع الصلة مع أربعة عهود سابقة، حكم فيها يساريون البلاد، خلال المدة من 2003 وحتى 2016. إلا أن هذا الانقطاع لم يدم طويلًا، حتى شهدت البلاد مجموعة من التطورات مهدت بدورها لحدوث تحولات جديدة، أبرزها ما يلي:

1- تفشي فيروس كورونا:

تعامل بولسينارو مع تفشي فيروس كورونا في البرازيل بأسلوب شعبوي، قام على أساس التقليل من خطورة الفيروس وإنكار وجوده، إذ وصف الفيروس على أنه “إنفلونزا بسيطة”، فضلا عن مهاجمة المختصين والخبراء، إذ أقال وزير الصحة بسبب دعوته المواطنين للتباعد الاجتماعي. كما أطلق حملة تحت شعار “البرازيل لا يمكن أن تتوقف” مفادها حث أصحاب الأعمال على عدم التوقف عن الإنتاج، إضافةً إلى تبني نظريات المؤامرة، إذ أشار إلى أن الدول تستعد للحروب، والحروب قد تكون نووية أو بيولوجية!، كما أدانت نخب مقربة منه الصين باعتبار أن انتشار الفيروس خطأها، وقد هدد بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية؛ لتبنيها ما اعتبره سياسات أيديولوجية في التعامل مع الفيروس.

وبقدر ما انعكست هذه التصورات والمواقف على حالة تفشي فيروس كورونا في البرازيل بقدر ما أثرت في شعبية بولسينارو، إذ راح ضحية الفيروس ما يقرب من 685 ألف من قاطني البرازيل حتى أكتوبر 2021، كأكبر عدد من الضحايا في العالم بعد الولايات المتحدة، ما وصفه بعض معارضيه “بإبادة جماعية تسببت فيها الحكومة للبرازيليين”، كما أظهرت استطلاعات الرأي التي أُجريت في منتصف عام 2022 تراجع شعبية بولسيناور، وارتفاع احتمالات هزيمته في مقابل مرشح اليسار لولا دا سيلفا[11].

2- سياسات اقتصادية متعثرة، وتردي في الأوضاع الاجتماعية:

شهدت سنوات حكم بولسينارو تعثر اقتصادي واضح، بسبب تفشي فيروس كورونا من جانب، وسوء إدارة الحكومة للأزمة من جانبٍ آخر، فانكمش الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل بنسبة 4.1٪ في عام 2020، ووصلت معدلات البطالة إلى مستوى تاريخي مرتفع بلغ 13٪، وارتفع الدين الحكومي من 75٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019 إلى 89٪ عام 2020، كما بلغ الريال البرازيلي أدنى مستوى تاريخي له مقابل الدولار الأمريكي في هذا الوقت.

ورغم أن النصف الثاني من عام 2021 شهد تحركات حكومية لتقديم اللقاحات، ودعم الانتعاش الاقتصادي للبلاد، فانخفضت معدلات البطالة إلى دون الـ 10٪ خلال عامي 2021 – 2022، كما حقق الناتج القومي نموًا يقارب الـ 2٪، بالإضافة إلى انخفاض الدين الداخلي إلى 77.6٪ في يوليو 2022، فإنه قد وصل عدد البرازيليين تحت خط الفقر مقدرًا بـ40 يورو (في الشهر) إلى 23 مليونًا، فضلًا عما رصدته التقارير من أنه بنهاية عام 2019 عانى أكثر من نصف سكان البرازيل (117 مليونًا) درجة من درجات انعدام الأمن الغذائي، كما لم يجد 43.4 مليونًا طعامًا كافيًا، وواجه 19 مليونًا الجوع. وبسبب فيروس كورونا ارتفعت أعداد من يواجهون الجوع إلى 33.1 مليون برازيليٍ في بداية عام 2022[12].

بالإضافة إلى ذلك، تعمقت صور اللامساواة في البرازيل، وأخذت أبعادًا مختلفة. تمثل البعد الأول في انعدام المساواة المناطقية؛ إذ بنهاية عام 2021 بلغ معدل الفقر في المنطقة الشمالية 35.3٪، بما يُعادل ضعف المعدل الوطني تقريبًا، بينما بلغ معدل الفقر في الجنوب 7.7٪. أما البعد الثاني فهو عنصري؛ أظهر أن العمال البيض -الذين يمثلون 43.1٪ من السكان (أقلية)- لديهم دخل أعلى بنسبة 74٪ في المتوسط مقارنةً بالسود. كما بيّن استطلاع أن التمايز في الدخل تجلى بشكلٍ أكبر عند فحص وظائف ورواتب النساء، وبخاصةٍ الأفرو-برازيليات، منهم في الشمال الشرقي، حيث تتلقى المرأة البرازيلية السوداء في المتوسط ما يقرب من 44.4٪ من متوسط دخل الرجل الأبيض. كما اتضحت عدم المساواة من خلال أرقام التوظيف: فمن بين العاملين، كانت نسبة البيض في الوظائف غير الرسمية حوالي الثلث (34.5٪)، بينما ارتفعت النسبة بين السود والأشخاص من عرق مختلط إلى 47.4٪. ويمكن أن يرتبط العمل في القطاعات غير الرسمية بنقص الوصول إلى أنواع الحماية الاجتماعية وبرامج الرعاية الصحية[13].

3- استقطاب سياسي:

تبنى بولسينارو خلال حملته الرئاسية خطاب الصراع بين الخير والشر، ورفع شعار “البرازيل أولًا، والرب فوق الجميع”، إذ مارس بولسينارو -حسب محلل برازيلي- “لعبة التماهي مع مؤيديه؛ وبالتحليل النفسي يمكن ملاحظة تقمصهم النرجسية عندما يعتلي هو سدة الحكم”. فهو يتمتع بشخصية جذابة، استطاعت عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي الوصول إلى أعدادٍ كبيرة من الناس أكثر من تلك التي تحضر التجمعات. كما حاول بولسينارو، في الأشهر الأخيرة التي سبقت الانتخابات، الإعلان عن زيادة المنحة الاجتماعية للفقراء، وتقديم مساكن للمحتاجين، كنوعٍ من الدعاية لنفسه بالطريقة نفسها التي يقوم بها لولا وأنصاره.

لكن، ولدت تصريحات بولسينارو بشأن انتقاد الديمقراطية، ومؤسساتها، وآلياتها، وزعمه المسبق قبل الانتخابات باحتمالات التزوير، ممثلةً في نظام الانتخاب الإلكتروني، ردة فعل معاكسة من قبل شرائح كبيرة من النخب المؤثرة في المجتمع، فتجمع ما يقرب من 3000 فرد قبل شهرين من الاقتراع، من رواد الأعمال والمصرفيين والمحاميين، ووقعوا بيانًا يدينون فيه هجوم بولسينارو على النظام الانتخابي ودعموا فيه سيادة القانون[14].

تأكدت هذه المخاوف، بعد أن وقعت أحداث شغب يوم الأحد 8 يناير 2023، من قبل أنصار الرئيس بولسينارو فاقتحموا المقار الرئيسية للسلطات الثلاث، بما في ذلك القصر الرئاسي في العاصمة برازيليا، فكانت هذه بمثابة سابقة لم تحدث في تاريخ ديمقراطية البرازيل، سبقها بأيام رحيل بولسينارو قبل حفل تنصيب الرئيس الجديد بيومين إلى الولايات المتحدة، رافضًا تسليمه الوشاح الرئاسي[15].

4- عودة لولا “الشعبية الطاغية”:

يستند لولا إلى رصيده السابق من التقدم في التعليم، والصحة والاقتصاد، والبرامج الاجتماعية التي ساهمت في انتشال ما يقرب من 24 مليون برازيلي من براثن الفقر إلى الطبقة الوسطى، فساعدتهم على تملك منازل، وزادت من دخلهم الحقيقي لأكثر من الضعف، بالإضافة إلى انخفاض معدلات البطالة من 10٪ إلى ما يقرب من 6٪. كما يستند لولا إلى قدرته على المزج بين سياسات يسارية للحد من الفقر وتحقيق العدالة، وسياسات ليبرالية تحمي الصناعات الرأسمالية وتضمن الربح لنخبة رجال الأعمال.[16] فضلًا عن نجاحه ليس فقط في تسديد ديون البرازيل لصندوق النقد الدولي قبل موعدها، بل أقرض الصندوق 10 مليارات دولار عام 2009.[17] بالإضافة إلى تنوع واستقلالية سياساته الخارجية، التي أعطت للبرازيل مكانة بين الدول النامية والمتقدمة على السواء[18].

حاول لولا أثناء حملته الانتخابية تذكير الجميع بأنه “ابن الشعب”، وحشد موجة تصويت للديمقراطية في مواجهة الاستبداد. كما لعب الشمال الشرقي مسقط رأس لولا، الذي يضم 40 مليون صوت، ويسكن فيه أغلبية السكان الأصليين، ضحايا سياسات بولسينارو، حيث تضاعف معدل الاستيلاء على أراضي السكان الأصليين ثلاث مرات، لعب دورًا بارزًا في زيادة فرص دا سيلفا في النجاح، إذ وقع اختيار قيادات الشمال الشرقي من السكان الأصليين على لولا. وبذلك، يرمز لولا إلى الماضي أكثر من الحاضر أو المستقبل، إذ يُشير إلى برنامجه بالقول: “هل تعرفون كيف سأحكم، انظروا كيف حكمت في السابق”[19].

ثانيًا الملامح الأولية للتحولات في الداخل والخارج

يُعد انتخاب لولا دا سيلفا وعودته من السجن إلى القصر، بمثابة قاطرة كافة التحولات التي حدثت خلال الشهور الماضية قبل انتخابه، وتلك التي يُتوقع لها أن تحدث في البرازيل سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، بما هو معروف عن شخصيته، وثقافته، وخلفيته الاجتماعية والسياسية اليسارية.

1- الداخل: من الاستقطاب إلى التحالفات الواسعة:

انتمى بولسينارو عبر تاريخه السياسي إلى عددٍ من الأحزاب اليمينية في البرازيل، إلا إنه استقر في الحزب الاجتماعي الليبرالي. كما شدد بولسينارو على أهمية القيم المحافظة، والحفاظ على دور الكنيسة، التي تحترم النوع الاجتماعي، وترفض سياسات دعم التحول الجنسي والمثلية والإجهاض، كما تبنى خطابًا معاديًا للمرأة، والسود، والمهاجرين، انطلاقًا من تبنيه نظرة قومية وطنية، فضلًا عن اعتماد سياسة ليبرالية اقتصادية تدعم الخصخصة، وتُشجع أسلوب “الصفقة”، الذي يُعطي أولوية للربح الاقتصادي.[20] لقد صعد مشروع بولسينارو على دعم من المسيحيين الإنجيليين، ولوبي ملاك الأراضي الزراعية، وأنصار حمل المدنيين للأسلحة، في ظل أجواء انعدام الأمن وارتفاع معدلات الجريمة[21].

ولذلك، قُدر عدد العسكريين الذين شغلوا مناصب سياسية في مستويات الإدارة العليا والمتوسطة في الحكومة الفيدرالية بنحو 7 آلاف، تولى بعضهم مسؤولية ملف البيئة وغابات الأمازون. فصممت حكومة بولسينارو برنامج لغزو الأمازون، لتقدم تفويض مطلق لكبار ملاك الأراضي لاستغلال تربة غابات الأمازون، ففقدت الأمازون مساحة 13 ألف كيلومتر مربع من الغابات خلال سنوات حكمه بزيادة 20٪ عن السنوات السابقة. وفي مايو 2022 صرح وزير البيئة، أنه من المهم استغلال لحظة انشغال الصحافة بفيروس كورونا لتغيير اللوائح وتبسيط الإجراءات المتعلقة باستغلال أراضي الأمازون. وبذلك، كان الاهتمام بالبيئة في ذيل الاهتمام في البرازيل، والعبث بالطبيعة جاء باسم التنمية؛ فقضى بولسينارو على آليات حماية البيئة في البرازيل.

ارتكن بولسينارو في حملته الانتخابية للولاية الثانية إلى ثلاثة ركائز “الرب، والعائلة، والوطن” لبرنامجه، دعمّ ذلك قبلها بتولي قساوسة إنجيليين مناصب وزارية في مجال التعليم والأسرة، كما أعلن تحوله من الكاثوليكية إلى البروتستنتية الإنجيلية؛ لاستمالة الناخبين المتدينين[22].

أما مشروع لولا، فعلى النقيض من ذلك، يدعم السود، والأقليات، والشذوذ الجنسي، والحريات السياسية والمجتمعية، وعدم حمل السلاح، أو استخدام العنف المجتمعي، بالإضافة إلى تصريحه بضرورة وجود برازيل تسع الجميع[23]. على هذا الخيط الأخير، بنى لولا خطابه وسلوكه قبل وبعد الانتخابات، إذ اختار المرشح السابق غيرالدو ألكمين[24]، الذي سبق خوضه الانتخابات الرئاسية ضد لولا في عام 2006،  ليكون نائبًا له.[25] كما زاد عدد وزراء حكومته إلى 37، بعدما كانوا 23 فقط في عهد سلفه، مُثلت فيها المرأة بستة مقاعد، والسود بأربع وزارات[26]؛ ليضمن بذلك تكوين تحالف واسع من تكنوقراط وسياسيين، يمكنه من حكم البلاد، مع وجود أغلبية من غير حزبه في المجالس والولايات، وقد عُقد أول اجتماع للحكومة في السادس من يناير 2023[27].

ساعد لولا في تكوين هذا التحالف طبيعة الحياة الحزبية في البرازيل، وتنوع توجهات الأحزاب السياسية، إذ لا يتمتع أي حزب بأغلبية مطلقة سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، فبينما يتألف مجلس الشيوخ من 81 عضواً، يُمثل حزب العمال -الذي ينتمي إليه لولا- بتسعة أعضاءٍ فقط (11٪)، ويُمثل حزب الديمقراطي الليبرالي -الذي ينتمي إليه بولسينارو- 14 عضوًا (17٪)، وهو الحزب الأكثر تمثيلاً في المجلس بأكمله. أما مجلس النواب الذي يتألف من 513 نائبًا، منهم 99 ممثلين عن الحزب الليبرالي (19٪) و68 ممثلين عن حزب العمال (13٪).

ومع ذلك، سيجد لولا تحديًا آخر يتمثل في أن حكام الولايات هم في أغلبهم دعموا بولسينارو، إذ أعلن 14 حاكمًا دعمهم للأخير (في مقابل 10 فقط أعلنوا دعمهم لولا من أصل 27 ولاية) من بينهم ساو باولو –أكبر ولايات البرازيل- التي يسكنها 45 مليون نسمة، وأهمها من حيث دورها في الاقتصاد القومي، والتي تولاها فريتاس[28] الوزير السابق في إدارة بولسينارو[29].

ولكن يُشير أحد المختصين في النظام السياسي البرازيلي، أن الرئيس البرازيلي يتمتع وفقًا للدستور بصلاحيات رئاسية أوسع مقارنةً بالنظم الرئاسية الأخرى، كتلك الموجودة في الولايات المتحدة على سبيل المثال، وهو ما يضمن له قدرة أوسع على تشكيل التحالفات، وقيادة النظام السياسي، وتسيير دفة الحكم، كما أنه يرى أن سياسي بحنكة دا سيلفا، سيستطيع أن يوظف هذا التنوع لصالحه، وهو ما تبلور فعليًا في سرعة تشكيله للحكومة[30].

2- السياسة الخارجية: من الميل إلى الولايات المتحدة إلى إعادة التوازن والاستقلالية:

من المعروف في أدبيات السياسة الخارجية لدول أمريكا اللاتينية، وللبرازيل بالتحديد، أن الرئيس يلعب دورًا مميزًا في ملفات السياسة الخارجية المختلفة، وأن شخصية الرئيس وقناعاته عامل حاسم في تغيير تفضيلات السياسة وأيديولوجيتها. ولذلك، ستكون قضايا السياسة الخارجية مؤشرًا مهمًا على معالم التحول في السياسة البرازيلية بصفة عامة على مستوى الخطاب وعلى مستوى التحركات الفعلية.

اتسم خطاب بولسينارو في ملفات السياسة الخارجية بالشعبوية، والاتساق مع الخطاب اليميني في الولايات المتحدة وإسرائيل. فمال ناحية الولايات المتحدة في عهد ترامب، ووصف الصين بأنها تريد شراء البرازيل، وأنه سيقلل الاعتماد عليها، في مقابل شركاء آخرين غربيين، كما لم يتضح لسياسته اهتمام خاص بمناطق العالم النامي، وبخاصةٍ أفريقيا، كما عمل على مغازلة إسرائيل، وزارها، فضلًا عن إعلانه رغبته في نقل السفارة البرازيلية إلى القدس في خطوة شبيهة بخطوة ترامب[31].

ومع هذا الخطاب الذي صدّره بولسينارو بهدف أنه “سيحرر وزارة الخارجية من التحيز الأيديولوجي في العلاقات الخارجية الذي سيطر عليها في السنوات الأخيرة، وأنه سيُنمي علاقات بلاده مع الدول المتقدمة، التي يمكن الاستفادة منها اقتصاديًا وتكنولوجيًا”، فإن هذا لم يتحقق بالكامل على أرض الواقع. إذ إن خطابه بشأن الصين، لم يتحول إلى واقع بسبب دورها المتزايد في الاقتصاد البرازيلي، كونها شريكًا تجاريًا أول للدولة بفارقٍ كبير عن الولايات المتحدة، ثاني الشركاء، كما لم يستطع الإحجام عن دور بلاده في إطار مجموعة البريكس بالتعاون مع الصين وروسيا وجنوب أفريقيا والهند، أيضًا ساهم خطابه في وضع مسافة بينه وبين الاتحاد الأوروبي، وبخاصة ألمانيا، بسبب القضايا المتعلقة بسياسات حكومته في مجال البيئة في منطقة غابات الأمازون، فضلًا عن السياسات الحمائية الاقتصادية في المجالات الزراعية التي اتبعتها البرازيل[32].

ويمكن القول إن التغير الوحيد كان مؤقتًا وخطابيًا بدرجةٍ كبيرة مع الولايات المتحدة في السنوات التي حكم فيها ترامب أمريكا. ففي بيان للخارجية البرازيلية -وخروجًا على ثوابت سياساتها الخارجية: عدم الانحياز، رفض التدخل، والسلمية- رحبت بمقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني على يد القوات الأمريكية. فضلًا عن تصريح ترامب برغبته ترقية درجة التحالف مع البرازيل إلى حليف رئيس من غير الناتو، وهو ما تحقق في يونيو 2019؛ وذلك لزيادة التعاون الأمني والعسكري مع البرازيل[33]. كما أخذت البرازيل رسميًا خطًا حياديًا “سلبيًا” تجاه الأزمة الأوكرانية، لا هو يدين روسيا على طول الطريق، ولا يدعم أوكرانيا وحلفاءها دائمًا، أو حتى يُنادي بوقف العمليات العسكرية، وإنما تذبذب سلوكها التصويتي وتصريحاتها تجاه الأزمة، ففي الوقت الذي صوتت فيه لصالح إدانة الغزو الروسي في جلسة مجلس الأمن 25 فبراير 2022، امتنعت عن التصويت في مجلس حقوق الإنسان بشأن تعليق عضوية روسيا[34].

ولكن ما إن أُعلن فوز لولا رسميًا، حتى قدم العديد من رؤساء أمريكا اللاتينية له التهنئة، خاصةً التي تنتشر فيها حكومات يسارية، إذ يعد هذا الفوز ليس فقط انتصارًا لليسار في البرازيل، ولكنه انتصار مهم لليسار في أمريكا اللاتينية. كما تلقى لولا اتصالات دعم وتهنئة من قادة الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وكندا وأستراليا، الذين دعوا إلى ضرورة التعاون معًا في مجالات تغير المناخ والميادين الأخرى السياسية والاقتصادية.

في أول إشارة لملفات السياسة الخارجية قال لولا في خطاب التنصيب: “اليوم نقول للعالم إن البرازيل عادت وإنها مستعدة لاستعادة مكانتها في مكافحة أزمة المناخ”[35]. إن هذه الإشارة توضح الكثير حول معالم التحول الذي يسعى لولا لإحداثه في سياسة بلاده الخارجية، مقارنةً بسلفه؛ إذ على غرار فترات حكم لولا السابقة، من المرجح قيامه بدورٍ نشط في الشؤون الدولية، سعيًا لزيادة نفوذ البرازيل مع الحفاظ على مبدأ استقلالية السياسة الخارجية، والعلاقات الودية مع جميع البلدان. داخل النصف الغربي من الكرة الأرضية، من المتوقع أن يشمل هذا النهج تعاونًا متزايدًا مع حكومات دول أمريكا اللاتينية، وإنعاش المنظمات الإقليمية المختلفة، وأن يوازن لولا علاقات بلاده مع الولايات المتحدة بسبب الفترة التي شهدت توتر بعد تولي جو بادين، وخاصةً وأنه يريد تطبيع علاقات الولايات المتحدة مع فنزويلا[36].

ترجم لولا هذا واقعيًا، في قيامه بأولى جولاته الخارجية إلى الأرجنتين؛ لدفع عملية التكامل الإقليمي في 23 يناير 2023، وناقش مع نظيره كيفية زيادة التعاون الاقتصادي والسياسي، وكذلك إمكانية إصدار عملة مشتركة للمعاملات التجارية والمالية بين البلدين[37]. ثمّ في 10 فبراير زار واشنطن لبحث سبل التعاون مع الولايات المتحدة، فجاء على رأس الاهتمامات قضايا البيئة، وتدعيم الديمقراطية، ومكافحة اليمين المتطرف، والنفوذ الصيني في العالم، فضلًا عن دعوة البرازيل لاتخاذ موقف أكثر إيجابية تجاه الأزمة الأوكرانية[38].

على الصعيد العالمي، يُتَوقع أن يحافظ لولا على علاقات وثيقة مع الدول أعضاء البريكس (روسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا)، والعمل مع الدول النامية الأخرى لتعزيز مصالحها في المنظمات متعددة الأطراف. ومع ذلك، فإنه من غير المرجح أن يغير موقف البرازيل فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، أو أن ينخرط بصورة مباشرة في المنافسة بين الولايات المتحدة والصين -وهما أكبر الشركاء التجاريين للبرازيل[39]. وقد أعلنت إدارة لولا أنه سيزور بكين لمدة 4 أيام تبدأ في 28 مارس؛ لمناقشة القضايا المتعلقة بالتجارة والاستثمار، والحرب الروسية الأوكرانية، وغيرها من القضايا المهمة على الساحة الدولية[40].

التغير الأهم الملموس عن سلفه، الذي سيكون له آثار بعيدة المدى هو في مجال سياسات البلاد تجاه البيئة؛ حيث صرح لولا في قمة المناخ السابعة والعشرين بشرم الشيخ: إنه سيُغير سياسات البرازيل البيئية “180 درجة” عن سياسات بولسينارو؛ إذ تحت حكم الأخير، شهدت إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية أعلى مستوى لها منذ 15 عامًا، ما عرّض الجهود العالمية للخطر بشأن تخفيف حدة تغير المناخ، كما حول بولسينارو حوكمة ملف البيئة من يد المختصين بشؤون البيئة والمجتمع المدني إلى يد العسكريين، الذين مالوا نحو أمننة سياسات البلاد تجاه الأمازون[41].

وتُعد البرازيل عالميًا من أهم الأطراف الفاعلة في مجالات الاهتمام بالبيئة وتحقيق التنمية المستدامة. ولقد شهدت البرازيل أثناء سنوات حكم لولا 2003 – 2010 إنجازات واضحة في الحد من إزالة الغابات في منطقة الأمازون[42]. ومن هنا، شدد لولا في خطاباته على أن “البرازيل على أتم الاستعداد لتولي زمام المبادرة من جديد في مكافحة أزمة المناخ، وسنحاول إثبات أنه من الممكن خلق قيمة مضافة وتكوين ثروات دون تدمير بيئتنا، فالبرازيل وكوكب الأرض كله بحاجةٍ إلى أمازون مفعم بالحياة”[43].

3- عرب البرازيل: أي تداعيات لفوز لولا؟

يعيش في البرازيل ما يقرب من 11 مليونًا من أصول عربية، يُطلق عليهم “عرب البرازيل”، أغلبهم لبنانيون وسوريون؛ وينخرطون في المجتمع البرازيلي في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية. ونظرًا لانخراطهم في المجتمع سادت حالة من الانقسام بين أفراد الجالية، تبعًا لانتماءاتهم السياسية، وطبيعة أنشطتهم التجارية، وخلفياتهم الوظيفية والعلمية؛ فهم لا يشكلون قوة موحدة للتأثير، إذ تلعب المتغيرات الجليلة دور مهم في تكون مواقفهم. فمثلًا “لا يشعر أحفاد الموجات الأولى من المهاجرين عادةً بارتباطٍ كبير بجذورهم”، بخلاف الجيلين الأول والثاني من العرب البرازيليين الذين يميلون إلى اتباع سياسات نشطة تجاه الشرق الأوسط مع الشعور بأنهم أقرب إلى العالم العربي[44].

ورغم أنه لا توجد إحصاءات تفحص آراء عرب البرازيل من الانتخابات، فإنه يسود اعتقاد بأن العرب من رجال الأعمال، والمنخرطين في أنشطة التجارة الزراعية دعموا بولسينارو، في حين أن النخب الفكرية والتعليمية والفنانين اتجهت نحو لولا، كما صوت المسلمون المتدينون للأخير، بسبب القضية الفلسطينية، كما أنه حسب بعضهم أظهر انفتاحًا على مجتمع المسلمين أكثر من بولسينارو[45].

لذلك، فإن تأثيرات فوز لولا على عرب البرازيل أو الجاليات العربية في البرازيل ستختلف تبعًا لوجهات نظرهم السياسية، ومواقفهم الأيديولوجية، ومصالحهم الخاصة. ففي حين قد تجد بعض الفئات التي كانت منتفعة اقتصاديًا من سياسات بولسينارو في فوز لولا انتقاصًا من مكاسبهم، سيجد بعض المسلمين المهتمين بقضايا العرب والإسلام والقضية الفلسطينية في لولا مخلص من تطرف بولسينارو بيمينيته المسيحية القريبة من إسرائيل.

خاتمة:

إن عودة لولا دا سيلفا إلى المشهد السياسي في البرازيل، إلى جانب تفشي فيروس كورونا، وما تبعها من سياسات اقتصادية واجتماعية هشة أنقصت من شعبية بولسينارو، وعمقت الاستقطاب السياسي في المجتمع البرازيلي، ساهمت في وضع بذور التحولات السياسية والاقتصادية التي ستشهدها البرازيل مع عودة اليسار إلى رئاسة الجمهورية ممثلًا في قيادته التقليدية لمؤسس حزب العمال، لولا دا سيلفا. إلا أن السياق الذي سيحكم فيه لولا يختلف كليًا عن السياق الذي حكم فيه في الفترات سابقة، عندما تسلم البلاد بحالة من الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ساعدت في تحقيق نجاحات ملموسة في وقتٍ قياسي، وليس أدل على ذلك أن النسبة التي فاز بها لولا في الانتخابات الرئاسية كانت أقل نسبة يحصل عليها رئيس ناجح في تاريخ ديمقراطية البرازيل، بفارق أقل من 1٪ فقط عن منافسه الأقرب في جولة الإعادة.

ولذلك، فإن حجم التحديات التي تحيط برئاسة لولا هذه المرة أكبر وأعقد، في ظل مجتمع تبدو الهوة واسعة بين مكوناته ليس فقط سياسيًا واقتصاديًا، ولكن عنصريًا أيضًا. وللتعامل مع هذا التحدي لجأ لولا إلى سياسات التحالفات الواسعة في الداخل، وإعادة التوازن في السياسات الخارجية. فشكل حكومة كبيرة تضم إلى جانب حزبه كافة الأحزاب الممثلة في البرلمان تقريبًا بما في ذلك أحزاب يمين الوسط. كما مثّل بلاده في قمة المناخ السابعة والعشرين، حتى قبل تسلمه مقاليد السلطة الرسمية؛ ليؤكد عبرها تجديد التزام بلاده بالأجندة البيئية، وبضرورة حماية غابات الأمازون، وعودة البرازيل كقوة فاعلة في القضايا الدولية. بالإضافة لقيامه في الأيام الأولى بعد تنصيبه بزيارة الأرجنتين، أتبعها بزيادة إلى الولايات المتحدة، ثمّ سيشهد مارس قبل نهايته زيارة عمل مطولة للصين.

إن عودة لولا قد تعني الكثير للعرب والمسلمين ليس فقط داخل البرازيل، وإنما خارجه أيضًا، على الأقل من الناحية الرمزية. إذ إن بولسينارو كان قد أعلن في حملته الانتخابية رغبته نقل عاصمة بلاده للقدس، في خطوة على غرار ما قام به ترامب. وعلى الرغم من أنه لم يقم بتنفيذ هذا الوعد، فإن مجرد الإعلان عنه قد أصاب عددًا من الدول العربية والإسلامية بحالة من الضيق بسبب هذه التصريحات، كما أن أحدًا لم يكن يدري هل كان سيحقق هذا الوعد حال نجح في الوصول لولاية ثانية أم لا. لولا على المستوى الرمزي أقرب للدفاع عن القضايا العادلة في المجتمع الدولي، وفي القلب منها فلسطين، التي اعترف بها كدولة قبل عام من انتهاء ولايته الثانية في 2009. كما يشدد دائمًا على توثيق العلاقات في إطار تعاون الجنوب – الجنوب، الذي كان قاطرة للسياسة الخارجية البرازيلية في سنوات حكمه السابقة، والذي يتوقع أن يُعاد تفعليه في فترته الرئاسية الجديدة.

 

 ________________________

الهوامش

[1] يتقدم الباحث بالشكر للزميل/ أحمد بسيوني لقيامه على المساعدة في جمع جزء من مادة هذا التقرير.

[2] عاطف معتمد، مدخل تعريفي: ملامح دولة تصنع المستقبل، (في): محمد عبد العاطي (مُحرر)، البرازيل: القوة الصاعدة في أمريكا اللاتينية، (الدوحة: مركز الجزيرة للدراسات، 2010)، ص ص 18-21.

[3]  فرنادنو كاردسو، رئيس أسبق للبرازيل، وُلد عام 1931، جاء من خلفية أكاديمية متخصصة في علم الاجتماع والسياسة، تركزت أبحاثه حول نظرية التبعية، وحصل على العديد من الأوسمة والجوائز. عمل لمدة طويلة كأستاذ في مدرسة كوليج دي فرانس. وكان قد ترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وشهدت فترة رئاسته إدخال إصلاحات مؤسسية وسياسية عديدة تتعلق بترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان، ودور المجتمع المدني، للمزيد عنه انظر:

Fernando Henrique Cardoso, Britannica, Accessed: 5 March 2023, 4:20,  available at: http://bit.ly/41Gi6Ls

 [4] لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ولد في بلدية غارانيونز في أكتوبر 1945، كابن لأحد العمال البسطاء، لم يكمل تعليمه بسبب ضغوط الحياة، التي اضطرته للعمل في سن مبكر كعامل في مصانع الحديد والصلب، وقُطع أحد أصابعه أثناء عمله. بدأ حياته السياسية عندما التحق بنقابة الصلب (الاتحاد العمالي للصلب) في عام 1972، ثمّ أخذ يبرز بين أفراد هذا الاتحاد، ويشتهر بسبب قدرته الخطابية. بعدها أسس حزب العمال المعروف اختصارًا (PT) عام 1982، ونجح في انتخابات مجلس النواب عام 1986. ترشح لولا للرئاسة ثلاث مرات أعوام 1989، 1994، 1998، قبل أن ينجح في انتخابات عام 2002؛ ليتولى الرئاسة لفترتين متتاليتين من 2003 حتى 2010، ويبلغ لولا من العمر 77 عامًا، للمزيد عنه انظر:

Luiz Inácio Lula da Silva, Britannica, Accessed: 5 March 2023, 5:20, available at: http://bit.ly/3yeFfan

[5] ديلما روسيف، من مواليد عام 1947، بدأت مشوارها السياسي مبكرًا في عمر 16، حينما شاركت في الحركات الاحتجاجية ضد الحكم العسكري في البرازيل. عملت روسيف لسنوات كمحامية. كما عُينت في حكومة لولا دا سيلفا كوزيرة للمناجم والطاقة (2003- 2005)، ورئيس لموظفي الرئاسة من 2005 حتى 2010. شهدت الحقيبة الوزارية في عهدها إنجازات ملموسة، كان على رأسها توصيل الكهرباء إلى 11 مليون مواطن في ضواحي وأرياف البرازيل. بعد أن خاضت روسيف السباق الرئاسي عن حزب العمال، كانت أول امرأة في تاريخ البرازيل تتولى منصب رئيس الجمهورية، للمزيد عنها انظر:

Dilma Rousseff, The Archives of Women’s Political Communication, Lowa State University, Accessed: 5 March 2023, 8:20,available at: http://bit.ly/3F2D7X3

 [6] ميشال تامر، هو ابن لأحد العائلات المهاجرة ذات الأصول اللبنانية، ولد عام 1940، ودرس الحقوق في كلية القانون في ساو باولو، التحق بحزب الحركة الديمقراطية البرازيلية، الذي أصبح رئيسه فيما بعد، وكان أحد أعضاء لجنة إعداد دستور 1988. ينشر تامر في العديد من الصحف والمجلات، وله مؤلفات تدور حول القانون والدستور والديمقراطية في البرازيل، للمزيد عنه انظر:

President Michel Temer Bio, Brazilian-American Chamber of Commerce, Accessed: 6 March 2023, 11:00, available at: https://bit.ly/3L20G5Z

[7] جايير بولسينارو، عسكري سابق، وصل إلى رتبة نقيب في الجيش، ويُمثل قادة الحقبة الدكتاتورية العسكرية النماذج الملهمة بالنسبة له، إذ وضع في مكتبه صور لكافة رؤساء البرازيل إبان الحكم العسكري، إلى جوار صورته. نجح في الوصول إلى مجلس النواب عن ولاية ريو دي جانيرو في 1991، واشتهر بدعمه البرازيليين حمل السلاح، وكان شعاره المُتكرر الإشارة بأصابعه على شكل مسدس. لم يكن اسمه معروفًا خارج ريو، إلا أن الأزمة التي ضربت البلاد مع اتهامات الفساد التي وُجهت لنخبة اليسار منذ 2014، ساعدته في الصعود إلى قمة الساحة السياسية؛ ليرشح نفسه في انتخابات عام 2018، وينجح في جولة الإعادة بنسبة 55٪. وبهزيمته في جولة الإعادة في أكتوبر 2022، أصبح أول رئيس يخسر انتخابات ولايته الثانية، للمزيد عنه انظر:

David Child, Who is Jair Bolsonaro, Brazil’s new far-right president?, 1st January 2019, Accessed: 5 March 2023, 6:20, available at: http://bit.ly/3EZYl7S

[8]  للمزيد بشأن هذه الأزمة، راجع:

– ستـار شــدهـــان الـــــزهيــري، الأزمة السياسية في البرازيل وانعكاساتها السياسية والاقتصادية، مجلة لارك، مجلد 1، عدد 24، مايو 2017.

[9] عثمان الزياني، التحول السياسي في البرازيل: من انحرافات اليسار الى مأزق اليمين المتطرف، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات، تقييم حالة، 29 يناير 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3ye0g4T

[10] A Test for Democracy: Brazilian Presidential Elections, Council on Foreign Relations Channel, YouTube, 13 October 2022, Accessed: 5 February 2023, available at: https://bit.ly/3Zvu5KA

[11] وليد قاسم، الشعبوية وجائحة كورونا: أدلة من الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل، مجلة كلية السياسة والاقتصاد، جامعة بني سويف، مجلد 14، العدد 13، يناير  2022، ص 61-62.

[12] Delivorias Angelos, Brazil’s Economy: Challenges for the New President, (Brussels: European Parliamentary Research Service, 2022), pp. 6-8.

[13] Ibid. p.8-9.

 [14] فيلم – البرازيل.. الجولة المصيرية، قناة الجزيرة، اليوتيوب، 21 أكتوبر 2022، تاريخ المشاهدة: 9 فبراير 2023، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/3ZN2cxf

[15] البرازيل.. الديمقراطية وتهديد اليمين المتطرّف، تقدير موقف، العربي، 15 يناير 2023، تاريخ المشاهدة: 12 فبراير 2023، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/3EV31vV

[16] للمزيد بشأن السياسات الاقتصادية للولا:

– فنر عماد خليل العبادي، عدنان خلف حميد، الهندسة السياسية.. دروس مستخلصة من نماذج دولية مختارة، قضايا سياسية، العدد 65، مايو – يونيو 2021، ص ص 275 -278.

– صبري أحمد أبو زيد، محمد كمال صابر، محمد الأمين عبد الرحمن، الآفاق الاقتصادية والبيئية للتنمية المستدامة في كل من مصر والبرازيل، المجلة العلمية للدراسات التجارية والبيئية، جامعة قناة السويس، المجلد 12، العدد 4، 2021، ص ص 155-157.

[17]محمد عزت، لولا ضد بولسونارو.. هل انتخابات البرازيل صراع بين الخير والشر حقا؟ً، ميدان، 28 أكتوبر 2022، تاريخ الاطلاع: 26 فبراير 2023، الساعة: 11:00، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/3EV45Qr

 [18] للمزيد بشأن مرتكزات سياسة لولا الخارجية:

– قاسم حسين السعدي، السياسة الخارجية للبرازيل بعد انتهاء الحرب الباردة وأثرها على النظام الدولي (2002-2010(، مجلة جامعة بابل، العلوم الإنسانية، المجلد 25، العدد 5، 2017.

– وليد أحمد عطاطره، الدبلوماسية البرازيلية: الاتجاه جنوبا نحو الصعود الدولي، معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، رسالة ماجستير غير منشورة، (بيرزيت: جامعة بيرزيت، 2014).

[19] فيلم – البرازيل.. الجولة المصيرية، مرجع سابق.

 [20]أيمن يوسف، معاني صعود اليمين المحافظ في البرازيل في انتخابات 2018 داخليًا وخارجيًا وفلسطينيًا، (منظمة التحرير الفلسطينية: مركز الأبحاث، 2019)، ص 176-178، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3yyhIl7

[21]  صدفة محمد محمود، فوز مرشح اليمين برئاسة البرازيل: الدلالات والسيناريوهات المستقبلية، مجلة الديمقراطية، المجلد 19، العدد 73، يناير 2019، ص 203-204.

[22]  فيلم – البرازيل.. الجولة المصيرية، مرجع سابق.

 [23] وثائقي|البرازيل – ما ردة فعل المجتمع البرازيلي على فوز لولا بالانتخابات الرئاسية؟، وثائقية دي دبليو، 12 يناير 2023، تاريخ المشاهد: 28 فبراير 2023، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/3Ylphpv

[24] غيرالدو ألكمين، وُلد في نوفمبر 1952، وشارك وهو في سن الـ 19 في الحركة الديمقراطية البرازيلية؛ لمناهضة الحكم العسكري في البلاد، كما كان أصغر عمدة بلدية. وكان قد عمل كطبيب ممارس، وفي عام 1988 أصبح أحد المؤسسين المشاركين في الحزب الاشتراكي الاجتماعي، وخاض سباق الانتخابات الرئاسية ضد لولا دا سيلفا في الولاية الثانية عام 2006. بعدها أصبح حاكم ولاية ساو باولو لفترتين متتاليتين من 2010 حتى 2018، للمزيد عنه انظر:

Geraldo Alckmin, Willison Center, Accessed: 6 March 2023, 12:00, available at:  https://bit.ly/3JiqauD

[25] فانيسا بوشلوتير، لولا دا سيلفا يهزم جايير بولسونارو ويعود إلى رئاسة البرازيل، بي بي سي، 30 أكتوبر 2022، تاريخ الاطلاع: 20 فبراير 2023، الساعة: 12:40، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/3Ypr2Cd

[26] رئيس البرازيل المنتخب يهاجم سلفه: سلمني بلدا “في حالة شح”، سكاي نيوز عربية، 23 ديسمبر 2022، تاريخ الاطلاع: 31 يناير 2023، الساعة 1:30، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/3SaxTxV

[27] شاهد: أول اجتماع وزاري لحكومة لولا في البرازيل، يورونيوز، 6 يناير 2023، تاريخ الاطلاع: 1 مارس 2023، الساعة: 6:20، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/3EYyopn

 [28] تارسيسيو دي فريتاس، ولد في يونيو 1975، تلقى تعليمًا عسكريًا، وخدم في الجيش لمدة 17 عامًا، تولى مناصب حكومية مختلفة في ظل إدارة ديلما روسيف، وبعدها اُختير وزيرًا للبنية التحتية في عهد جايير بولسينارو. ونجح في انتخابات الولاية بعدما ألحق الهزيمة بمرشح حزب العمال عام 2022، للمزيد عنه انظر:

Governador, SAO PAULO Website, Accessed: 6 March 2023, 10:40, available at:   http://bit.ly/3ZH0fTv

[29] سانتياجو فيار، عودة لولا: انعكاسات “المباراة الانتخابية” الأكثر جدلاً في البرازيل، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 13 نوفمبر 2022، تاريخ الاطلاع: 26 فبراير 2023، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/41NumKc

[30] A Test for Democracy: Brazilian Presidential Elections, Op. cit.

[31] أيمن يوسف، معاني صعود اليمين المحافظ في البرازيل في انتخابات 2018 داخليًا وخارجيًا وفلسطينيًا، مرجع سابق، ص ص 179-185.

[32] Claudia Zilla, Foreign Policy Change in Brazil: Drivers and Implications, (Berlin: SWP Research Paper, 2022), pp. 5-6.

[33] Ibid. pp. 18-19.

[34] Ibid. p.22.

 [35] لولا دا سيلفا في خطاب النصر: البرازيل عادت للساحة الدولية ولن تكون منبوذة وهي بحاجة إلى الوحدة، RT العربية، 31 أكتوبر 2023، تاريخ الطلاع: 1 مارس 2023، الساعة: 8:10، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3IT97y7

[36] العلاقات الأمريكية البرازيلية.. لولا في واشنطن للقاء نظيره الأمريكي بايدن، فرانس 24، 10 فبراير 2022، تاريخ الاطلاع: 2 مارس 2023، الساعة 5:50، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/41LgVdH

[37] صدفة محمود، عقبات التكامل: ما فرص نجاح مشروع العملة المشتركة بين البرازيل والأرجنتين؟، إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية، 25 يناير 2022، تاريخ الاطلاع: 2 مارس 2023، الساعة: 11:10، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/3ygDtFM

 [38] لولا الخميس إلى واشنطن لإنعاش العلاقات الثنائية بين البرازيل والولايات المتحد، سويس إنفو swissinfo.ch (SWI)، 8 فبراير 2023، تاريخ الاطلاع: 1 مارس 2023، الساعة 20:30، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/3ZIdYZH

[39] Nigel Walker, Brazil: 2022 presidential election, (UK Parliament: House of Commons Library, December 2022), avilable at:  https://bit.ly/3F0FXvB

[40] أول زيارة.. رئيس البرازيل يلتقي نظيره الصيني في بكين، صوت بيروت إنترناشونال، 18 فبراير 2023، تاريخ الاطلاع: 3 مارس 2023، الساعة: 19:20، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3SYX86M

[41] Claudia Zilla, Foreign Policy Change in Brazil: Drivers and Implications, Op. cit.

 [42] آلاء عثمان، البرازيل في مؤتمر المناخ.. تمثيل منقسم و”لولا” يرفع راية “الأمازون”، الشرق، 17 نوفمبر 2022، تاريخ الاطلاع: 28 يناير 2023، الساعة: 12:00، متاح عبر الرابط التالي: http://bit.ly/3kQ9m4R

 [43] سانتياجو فيار، عودة لولا: انعكاسات “المباراة الانتخابية” الأكثر جدلاً في البرازيل، مرجع سابق.

[44] Arab Brazilians count on Lula to heal divisions, forge closer ties with Middle East nations, Arab News, 4 November 2022, Accessed: 3 March 2023, 8:00, avilable at: http://bit.ly/3STwqw2

[45] Eman Abusidu, Brazil elections: Arab diaspora fear four more years of Bolsonaro, Middle East Eye, 28 October 2022, Accessed: 3 March 2023, 9:00, avilable at: http://bit.ly/3ZmlqK8.

 

فصلية قضايا ونظرات – العدد التاسع والعشرون – أبريل 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى