مواقف باكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى من العدوان على غزة: دور مرجو وواقع صادم

مقدمة

شكل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة الحلقة المكملة للحصار الذي ضُرب على القطاع منذ أن سيطرت حماس عليه بعد فوزها في الانتخابات التشريعية. فلما فشل الحصار في تحقيق أهدافه بإسقاط حماس وتأليب الجماهير عليها، شنت إسرائيل هجومها على القطاع بعد أن تأكد لها استغلال حماس لفترة الحصار في إعادة التنظيم العسكري والاستعداد للقتال.
ومع وضوح هدف الحرب على غزة والمتمثل في القضاء على الحركات الإسلامية المقاومة بالإضافة إلى ضرب البني المدنية المؤيدة لها، يصح إدراج هذه الحرب ضمن سلسلة الحروب الحضارية، الموجهة من الحضارة الغربية (الكيان الصيهونى وحليفه الأمريكي) للقضاء على المشروع الإسلامى للحضارة الإسلامية.
ومواجهة مثل هذه الحروب يقتضى وعيًا عميقًا وموقفًا تكامليًا موحدًا فيما بين الأمة الإسلامية، يقتضى متابعته وتقويم مساره خاصة لدى تلك الدول التي واجهت ولا تزال تواجه أشكال من هذه الحروب كأفغانستان وبعض المناطق القبلية في باكستان، فضلًا عن دول آسيا الوسطى التي تشهد حروبًا خفية لكبح جماح الصحوة الإسلامية المتنامية فيها.

باكستان

جاءت مجزرة غزة في زخم هائل من الأحداث المتوالية التي شهدتها باكستان على الصعيدين الخارجي والداخلي، فعلى الصعيد الخارجي يتجلى توتر العلاقات الهندية الباكستانية بسبب التفجيرات التي استهدفت مدينة بومباي الهندية نهاية نوفمبر من العام المنصرم 2008، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى دولة باكستان التي انشغلت بالتحقيق في هذه المسألة طوال العدوان الإسرائيلي على غزة وفيما بعد وقف إطلاق النار إلى أن انتهى الأمر بإقرار وزير الداخلية بأن هذه الهجمات دُبرت جزئيًّا داخل باكستان.
أما على الصعيد الدخلي فيمكن رصد ثلاثة تطورات هامة في هذا الشأن أولها استمرار أعمال العنف والتفجيرات التي تقوم بها الجماعات الإسلامية المتشددة وتحديدًا مسلحو طالبان – باكستان في الداخل الباكستاني, ثانيها المعارك الطاحنة بين الحكومة ومتشددي حركة تطبيق الشريعة في إقليم وادي سوات بمعاونة طالبان باكستان إلى أن نجحت الحركة في توقيع اتفاق سلام في فبراير الماضي مع الحكومة يقضي بتطبيق الشريعة الإسلامية في هذا الإقليم. وثالثها قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربات صاروخية استهدفت بها القاعدة وطالبان في شمال غربي باكستان.
وقد كان لهذه الأحداث جميعها انعكاسات على موقف باكستان الرسمي من أحداث غزة حيث جاء متباطئًا متقطعًا بروتوكوليًّا لا يتناسب وما هو متوقع من دولة تعد من أكبر الدول الإسلامية في العالم، وذلك في مقابل الموقف غير الرسمي الذي وإن كان قد جاء متأخرًا إلا أنه كان إيجابيًّا متوهجًا ومعبرًا عن عاطفية الشعب الباكستاني إزاء القضايا العربية والإسلامية.
وفيما يلي رصد لأهم الخطابات والبيانات والممارسات التي توضح موقف دولة باكستان على المستويين الرسمي وغير الرسمي، يعقبه تحليل موجز لأهم الدلالات المنبثقة من هذا الرصد.
أولًا: الخطابات والممارسات الباكستانية إزاء الحرب على غزة

1. الموقف الرسمي:

§ أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة:

في بداية العدوان وتحديدًا في 28 ديسمبر أدان كل من الرئيس آصف علي زرداري ورئيس وزرائه يوسف رضا جيلاني الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، كما دعا الرئيس آصف علي زرداري إلى وقف العمليات العسكرية والعنف الذي تسبب في خسائر في الأرواح، مؤكدًا أن هذه الهجمات غير مشروعة بموجب الميثاق الدولي وتأتي بنتائج عكسية.
كما دعا زرداري المجتمع الدولي لدعم ترتيبات سلام عادلة وقد أكد جيلانى أن باكستان دائمًا ما تدعم التسوية العادلة والسلمية والدائمة للقضية الفلسطينية(1).
وفي ذات الوقت أعرب وزير الخارجية شاه محمود قرشي عن قلقه إزاء الوضع المؤسف في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي راح ضحيتها أكثر من مائتي شخص، وأكد أن هذا العنف الذي أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية والصعوبات الاقتصادية لسكان غزة سيؤدي إلى تفاقم النزاعات وتصعيد التوتر في المنطقة وتقويض الجهود الساعية إلى التوصل إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية(2).
وفي نهاية ديسمبر الماضي ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد صديق في تصريح للصحافيين موقف بلاده قائلا “أن باكستان لن تقيم علاقات مع إسرائيل ما لم تحل القضية الفلسطينية بطريقة عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني”(3).
وقد شاركت باكستان في الاجتماع الوزاري الاستثنائي للجنة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في الثالث من يناير الماضي، حيث ألقى وزير الدولة للشئون الخارجية (مالك عماد خان) بيانًا متضمنًا موقف بلاده من العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي يمكن إيجازه في النقاط التالية:
· الصدمة المروعة من جراء هذا الكم من الهجمات الذي تسبب في خسائر بشرية ضخمة.
· التعبير عن مشاركة باكستان لآلام الشعب الفلسطيني وعن التأييد الكامل والتضامن معهم في هذا الوضع المفصلي.
· الإدانة العميقة للعدوان الذي يشكل انتهاكًا لاتفاقيات حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف.
· اللجوء للقوة دائمًا ما يأتي بنتائج عكسية فلا يحل المشكلة بل يفاقمها ويقوض أية جهود رامية لتحقيق سلام في المنطقة.
· الدعوة إلى الوقف الفوري لهذه الاعتداءات وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
· الحاجة لتحقيق الوحدة والتماسك داخل الصفوف الفلسطينية.
· تأييد جميع المبادرات التي تهدف إلى إنهاء دائرة العنف والحصار المفروض على غزة مع حماية الفلسطينيين وإمدادهم بالمساعدات الإنسانية. وعلى المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لإحلال ترتيبات الحل السلمي العادل للقضية الفلسطينية على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام مع التأكيد على تأييد خطة السلام العربية.
· دعم كافة مباديء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تتعلق بفلسطين والقدس الشريف، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ المنظمة لموقف مُجمع في جانب الشرعية والعدل يتجاوز مجرد تخفيف الآلام الإنسانية الناجمة عن هذه الهجمات إلى تنسيق جهود الدول الأعضاء داخل الأمم المتحدة. وفي إطار تفعيل دور المنظمة تم اقتراح عقد قمة طارئة للمنظمة.
· تعاون الدول الأعضاء بالمنظمة مع الاتحاد الأوروبي لإحداث تأثير جمعي في سبيل منع أية اعتداءات أخرى.
· دعوة المجتمع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها الحق الأصيل لتأسيس دولة مستقلة على أراضيهم(4).
وفي منتصف يناير الماضي طالبت باكستان مجلس الأمن الدولي توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون للموت نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية. حيث عبر عن ذلك المندوب الباكستاني الدائم في الأمم المتحدة فرخ أميل خلال مداولات تتعلق بحماية المدنيين في الصراعات المسلحة مؤكدًا على فشل مجلس الأمن الدولي في القيام بمسئولياته الأولية وفق ميثاق الحفاظ على السلام والأمن الدولي(5).
وفي ذات التوقيت عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية عن موقف بلاده من العدوان بذات العبارات التي سبق أن أوردها وزير الخارجية قريشي في بيانه، ثم أعقب ذلك بالإشارة إلى أن البرلمان الباكستاني مرر قرارًا بالإجماع يدين الغارات الإسرائيلية على غزة، ويدعو القرار إلى وقف فوري للهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة، وحث إسرائيل على فتح جميع الطرق حتى يتسنى توفير إمدادات الإغاثة والدواء للفلسطينيين(6).

§ بعد وقف إطلاق النار:

اقتصر الموقف الرسمي في تلك الفترة على إرسال طائرة واحدة تحمل مساعدات إنسانية مقدمة من الحكومة والشعب الباكستانيين إلى سكان غزة، وقد اشتملت هذه المساعدات على عشرة أطنان من المواد الطبية، وكان في استقبال الطائرة التي وصلت عمان في السابع والعشرون من يناير الماضي السفير محمد أختر طفيل الذي عبر عن دعم باكستان للشعب الفلسطيني وأن هذه المساعدات ما هي إلا أحد مظاهر العلاقات العميقة بين الشعبين الباكستاني والفلسطيني(7).
2. الموقف غير الرسمي:
ألقى توتر العلاقات الهندية الباكستانية بظلاله خلال الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي بضعف التحركات الشعبية لمناصرة أهل عزة حيث اقتصر تحرك الشارع على أفراد ومؤسسات المجتمع المدني، يضاف إلى ذلك الوضع الأمني الداخلي في البلاد والتخوف من عمليات انتحارية عادة ما كانت تقع في شهر المحرم من كل عام، إلا أن فداحة العدوان الإسرائيلي واستمراره أخرج الجميع عن صمتهم حيث بدأت مسيرات الأحزاب السياسية تخرج تباعًا وراحت أحزاب المعارضة تقود زمام المبادرة وسط انتقادات لاذعة لحزب الشعب الحاكم الذي لم يحرك ساكنًا سوى بكلمات الشجب والاستنكار(8).
وبذلك يصعب الفصل التعسفي بين الموقف الشعبي والموقف النخبوي من العدوان الإسرائيلي على غزة للتداخل بينهما، لذا سيتم رصد هذا الموقف من خلال صوره على النحو التالي:

§ المسيرات الاحتجاجية والتظاهرات:

بدأت الاحتجاجات في اليوم التالي لبدء العدوان وذلك فى مدن كبرى مثل إسلام اباد وكراتشى ولاهور وبيشاور ضد الهجمات الاسرائيلية واظهرت عدم الرضا لفشل الأمم المتحدة فى حماية الشعب الفلسطينى البرىء(9).
وبعد أن وجه د.يوسف القرضاوي – رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – نداء إلى أبناء الأمة الإسلامية يدعوهم فيه إلى جعل يوم الجمعة 9 يناير يومًا عالميًا لنصرة قطاع غزة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، تصاعدت الاحتجاجات الشعبية في باكستان حيث تجمع مئات المتظاهرين في عدة مدن احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي. ففي إقليم بلوشستان، جنوب غرب البلاد بالقرب من الحدود الأفغانية، ردد المتظاهرون هتافات من بينها: “الموت لإسرائيل”، و”الموت لأمريكا”، و”الموت لبريطانيا”. كما طالبوا بغلق سفارتي إسرائيل والولايات المتحدة في باكستان، وإعلان الجهاد ضد إسرائيل(10). ودعا بعض المتظاهرين في مدن إلى “الحرب المقدسة” ضد الدولة اليهودية، وهتف المحتجون شرق مدينة لاهور: “الموت لإسرائيل الحمقاء”(11).
وقد بلغت الاحتجاجات ذروتها يوم الاثنين الثاني عشر من يناير الماضي حيث خرجت آلاف النساء في مسيرة احتجاجية ضخمة نظمها حزب الجماعة الإسلامية جابت الشوارع الرئيسية في مدينة كراتشي، احتجاجًا على المحرقة الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة، واحتجاجًا على الصمت الإسلامي والعالمي لهذه المجزرة، كما طالبت المشاركات بفتح باب الجهاد ضد اليهود. وحمّلت المسيرة النسائية الغاضبة، الولايات المتحدة، مسئولية دعم الاحتلال الإسرائيلي ماليًا وتقنيًا ودوليًا في مجزرته الجديدة. وحملت النساء لافتات كتب عليها عبارات “قاطعوا أمريكا وإسرائيل” وارتدت كثير منهن عصابات للرأس تدعو للجهاد ضد إسرائيل اللاتي وصفنها بأنها “أكبر تهديد للسلام العالمي”(12).
واللافت للنظر في هذه المسيرة الاحتجاجية مشاركة آلاف أطفال المدارس حيث حمل عدد منهم لافتات تدعو للجهاد وأخرى تصف أمريكا وإسرائيل والهند بالشياطين كما أحرقوا العلم الإسرائيلي(13).
كما خرجت مسيرات أخرى بدعوة من الجماعة الإسلامية وسط دعوات لجمع التبرعات لصالح أهل غزة وتشكيل لجان خاصة. كما خرج آلاف المواطنين في مختلف المدن بدعوة من حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف، للتظاهر ضد العدوان الإسرائيلي(14).

§ التحركات والتصريحات النخبوية:

أ- حزب الجماعة الإسلامية:
وصف أمير الجماعة قاضي حسين أحمد، الرئيس آصف علي زرداري وحكومته بالعملاء للولايات المتحدة، وذلك أمام الآلاف من أنصاره الذين خرجوا رجالًا ونساءً وأطفالًا في مظاهرة بالعاصمة إسلام آباد.
كما انتقد أحمد تكريم الرئيس زرداري لنائب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أثناء زيارته الأخيرة لإسلام آباد بوسام قائد أعظم، مشيرًا إلى أن إسرائيل تقتل الفلسطينيين بأسلحة أميركية وحكام باكستان يكرمون مسؤولين أميركيين دون أدنى مراعاة لمشاعر الفلسطينيين وآلامهم.
وقد دعا الزعيم الديني إلى مقاطعة البضائع الأميركية، وحث شعبه على التبرع لنصرة أهل غزة(15).
الجدير بالذكر أن القاضي حسين أحمد كان أحد القادة الدينيين التسع وتسعون الذين أصدروا بيانًا عشية القمة الاقتصادية العربية التي عقدت بالكويت يوم الإثنين التاسع عشر من يناير الماض، حيث طالبت تلك القيادات بنصرة أبناء غزّة، وسحب المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل، والاعتراف بالمقاومة الفلسطينية في فلسطين، ودعمها بشتى أنواع الدعم المادي والمعنوي، مشددين على ضرورة وقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، محذرين من خطر إسرائيل وأمريكا الداعم الأول والمستمر لليهود في فلسطين المحتلة(16).
وقد صرح غفور أحمد العضو الرفيع في الحزب الذي نظم إحدى الاحتجاجات، بأنه “من المؤلم أن تواصل إسرائيل هجماتها على غزة على الرغم من تبني 14 عضوا في مجلس الأمن قرارا بوقف هذه الهجمات”. وأضاف “إسرائيل لا تفعل ذلك إلا لأنها مدعومة من الرئيس الأمريكي جورج بوش”(17).
كما انتقد مسئول بالحزب موقف منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجماعات حقوق الإنسان؛ لفشلهم في منع مجزرة الفلسطينيين، ودعا إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل(18).
ب- حزب الرابطة الإسلامية:
انتقد المسؤول الإعلامي بالرابطة أحسن إقبال حزب الشعب الحاكم لتقاعسه عن القيام بواجبه في نصرة القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن باكستان دولة نووية، وبإمكانها أن تفعل شيئًا عمليًا على الأرض لو أرادت. وأضاف “من العار أن يتخلى الرئيس زرداري عن مسؤولياته الآن، وهو أمام اختبار حقيقي”. وأوضح أن رئيس الحزب نواز شريف يقوم بإجراء اتصالات مع عدد من القيادات العربية والإسلامية لتوحيد الجهود في وقف العدوان الإسرائيلي(19).

ثانيًا: الموقف الباكستاني.. رؤية تحليلية

1. استغراق باكستان في شأنها الخاص على المستويين الخارجي والداخلي بما يُعلي من مفاهيم المصلحة الوطنية في مقابل مفاهيم التضامنية والنصرة لقطاع حيوي داخل الأمة الإسلامية، ففي حين هب الشعب الباكستاني سريعًا من غفوته بمساعدة الأحزاب السياسية استمر الموقف الرسمي الباكستاني ضعيفًا طوال العدوان فلم يصدر عن رئيس الدولة ورئيس وزرائه ووزير خارجيته سوى بيان واحد لكل منهما في اليوم التالي لبدء العدوان، وقد جاءت هذه البيانات في صورة أقرب للبيان الإعلامي، وكذلك الحال فيما بعد وقف إطلاق النار يشهد بذلك المتمثل في ضآلة المساعدات المقدمة للتخفيف من الأوضاع الصحية والإنسانية التي يعاني منها أهالي غزة.
2. اقتصار الحكومة على عبارات الإدانة والاستنكار ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لاتخاذ الترتيبات الملائمة دون اتخاذ موقف عملي قاطع إزاء العدوان الإسرائيلي ويمكن أن يرجع ذلك إلى أن أحد الأماكن التي استهدفتها التفجيرات في مدينة بومباي الهندية كان مركز يهودي، حيث قُتل منهم العديد واتخاذ مثل هذا الموقف من الممكن أن يثير حفيظة إسرائيل التي تميل القيادة الباكستانية للتطبيع معها بشكل تدريجي باعتبار ذلك نقطة العبور إلى كسب ود الولايات المتحدة والحصول على مزيد من الدعم والمساعدات الأمريكية فضلًا عن رغبتها في التعاون العسكري مع الكيان الصهيوني لتحقيق نوعًا من التوازن العسكري مع الهند.
3. تحرك الموقف الرسمي بعد سكون دام أكثر من خمسة عشر يومًا باتخاذ خطوات إيجابية داخل مجلس الأمن وإصدار قرار الإدانة من مجلس النواب الباكستاني، وذلك كأحد السبل لتحسين ماء الوجه بعد الانتقادات اللاذعة التي وجههتها أحزاب المعارضة للحزب الحاكم ولرئيس الدولة، وكذلك عقب المسيرات الاحتجاجية الضخمة التي شهدها الداخل الباكستاني ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.
4. تصريح السفير طفيل أثناء استقباله لطائرة المساعدات إلى أهل غزة والذي أكد على غياب معنى التضامن بين أفراد الأمة الإسلامية في مقابل بروز قيم العلاقات الدولية بالمعنى الحديث.
5. بروز الدلالات الحضارية في الموقف غير الرسمي متمثلًا في الدعوة لنصرة أهل غزة والمطالبة بالجهاد ضد إسرائيل في إطار ما يسمى بالحرب المقدسة على الدولة اليهودية.
6. اشتعال الغضب الشعبي ليشمل إلى جانب إسرائيل كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بوصفهما من الدول الداعمة لإسرائيل على كافة المستويات وذلك في مقابل تكريم الرئيس زرداري لبايدن، والسماح لطائرات استطلاع أمريكية لشن غارات جوية ضد متشددي طالبان والقاعدة في مناطق القبائل شمالي غرب المحاذية للحدود مع أفغانستان. فضلًا عن الصمت الباكستاني الرسمي الناقد لمواقف هذه الدول في البيانات الرسمية الصادرة أثناء العدوان.
7. توقف المظاهرات والاحتجاجات بعد وقف إطلاق النار بما يشير إلى التحرك العاطفي للشعب الباكستاني إزاء الوضع الإنساني المتردي في غزة، والغفلة عن الوضع السياسي بل أن البعض يجهل حقيقة القضية الفلسطينية برمتها. وهي مسئولية مباشرة تقع على السلك الدبلوماسي العربي وكذلك على وسائل الإعلام الباكستانية المطبوعة والمشاهدة التي تتجاهل الوضع الفلسطيني وتفتقر لمراسلين يغطون لها الأحداث هناك بأعين باكستانية وبما يهم المشاهد والقاريء الباكستاني.

أفغانستان

أفغانستان بلد يملك تاريخًا طويلًا في مقاومة الأجنبي والانصار عليه بدءًا من الإمبراطورية البريطانية مرورًا بالإمبراطورية السوفيتية، وانتهاءًا بالإمبراطورية الغربية ممثلة تحديدًا في الولايات امتحدة الأميكية التي لم تنجح في تحقيق أهدافها من الحرب على أفغانستان بل وتسعى للخروج من المستنقع الأفغاني بأقل الخسائر الممكن.
وقد ألقت ثقافة المقاومة فضلًا عن الأطر المرجعية الإسلامية لأفغانستان بظلالها على الموقف من العدوان الإسرائيلي على غزة وتحديدًا الموقف غير الرسمي الذي هب غاضبًا ناقمًا على إسرائيل وحلفائها، واعيًا لمدلول هذه الحرب الحضارية، وداعيًا إلى الجهاد للدفاع عن الإسلام ولنصرة المسلمين في أرجاء الأمة الإسلامية. وذلك في مقابل موقف رسمي ضعيف متخاذل متواطئ مع حلفاء المعتدي.

أولًا: الخطابات والممارسات الأفغانية إزاء الحرب على غزة:

1. الموقف الرسمي:

في اليوم التالي للعدوان الإسرائيلي أصدرت جمهورية أفغانستان الإسلامية بيانًا إعلاميًا أعربت فيه أنها “تتابع الهجمات الأخيرة التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني البريء بقلق بالغ وتدينها بقوة وأن قصف وقتل المدنيين لا يمكن تبريره بالسياسات التي تتبعها حماس” ثم أنهت بيانها بالمطالبة “بوقف فوري للهجمات على قطاع غزة ودعوة كلا الجانبين إلى كبح المناورات العسكرية”(20).
كما أصدرت وزارة الخارجية الافغانية في ذات اليوم بيانًا أدان بقوة الغارات الجوية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة في فلسطين والتي خلفت مئات المدنيين بين قتيل وجريح(21).
واتخذ نواب البرلمان الأفغانى موقفًا أكثر قوة وإن جاء متأخرًا بإصدار بيان في السادس من يناير الماضي وصف الهجمات التى بدأت فى 27 ديسمبر بأنها “همجية”، مشيرًا إلى أن نحو ألفي شاب من مختلف الولايات مستعدون للذهاب إلى قطاع غزة والدفاع عن الفلسطينيين المسلمين، محذرا من أن استمرار الغزو الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية سيدفع إلى قيام “انتفاضة فى العالم الإسلامى ضد الكفار”. واتهم النواب كذلك الرئيس الأمريكى جورج بوش بـ”تبرير هذه الجريمة الإسرائيلية المريعة” برفضه اتخاذ موقف ضدها، منتقدين زعماء العالم لصمتهم(22).
وعلى صعيد التحرك الرسمي دوليًا طالب السفير زهير مندوب أفغانستان في الأمم المتحدة مجلس الامن الدولي – خلال مداولات تتعلق بحماية المدنيين في الصراعات المسلحة في الرابع عشر من يناير الماضي – بوقف فوري لإطلاق النار(23).
كما ألقى السفير الأفغاني بيانًا في الجمعية العامة – الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للأعمال الإسرائلية غير القانونية التي انعقدت في السادس عشر من يناير الماضي، ويمكن إيجاز ما تضمنه البيان من نقاط في الآتي:
· التعبير عن مشاركة أفغانستان والشعب الأفغاني لآلام غزة، مع النهوض التضامني مع الشعب الفلسطيني.
· التأكيد على خطورة استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وتصعيدها بصورة وحشية خاصة فيما يتعلق بالمدنيين الأبرياء، حيث راح ضحية هذه الهجمات أكثر من ألف فلسطيني من بينهم حوالي أربعمائة من الأطفال بخلاف إصابة خمسة آلاف من الفلسطينيين معظمهم في حالة خطرة وأغلبهم من النساء والأطفال. وكل ذلك يوضح استخفاف إسرائيل بحقوق الإنسان خلال الصراع بما يمثل انتهاكًا للاتفاقيات الإنسانية الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان.
· عرض مأساة أهل غزة خاصة مع عرقلة وصول إمدادات الإغاثة والمساعدات الإنسانية وإصابة الأهداف المدنية كالمدارس والمساجد.
· ما توصل إليه اجتماع الأنروا من وجود خلل في التشريعات الدولية الملزمة لإسرائيل باعتبارها إحدى الدول الأعضاء بالأمم المتحدة ومن ثم ضرورة تكريس الجهود غير العادية لوكالات الأمم المتحدة وقيادتها لبحث سبل مواجهة مثل هذه الظروف المؤسفة.
· تأييد ما توصل إليه مجلس الأمن من إدانة كافة أشكال العنف الموجه للمدنيين والدعوة لتطبيق قرار 1860 مع وقف فوري لإطلاق النار مصحوب بانسحاب كامل من قطاع غزة مع بدء مفاوضات السلام، هذا فضلًا عن السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمنكوبين.
· ضرورة إيجاد حل داخل دولتي إسرائيل وفلسطين يضمن التعايش جنبًا إلى جنب داخل حدود آمنة ومعترف بها، واعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لإقرار الأمن والسلام لكافة الأطراف.
· الحاجة لدفع المفاوضات بعد وقف إطلاق النار بمشاركة الأطراف الفاعلة في المنطقة (مع الإشادة بالجهود المتواصلة لمصر وجامعة الدول العربية) وكذلك بعض الأطراف الدولية جنبًا إلى جنب مع الدور المحوري للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
· دعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بإعلان وقف إسرائيل لإطلاق النار، مع إنهاء فوري للعنف.
· القناعة بأن وقف إطلاق النار لن يضع حدًا لمعاناة أهل غزة بل لابد من تأكيد الإرادة السياسية لإيجاد حل سلمي دائم لكلا الدولتين(24).
2. الموقف غير الرسمي:

نظرًا لتميز ذلك الموقف الذي جاء قويًا عاكسًا لمعنى التضامنية الأفغانية مع أحداث الأمة الإسلامية، فمن الأجدر في هذا المقام تصنيف هذا الموقف إلى المواقف الشعبية والمواقف النخبوية على النحو التالي:

(أ‌) الموقف الشعبي:

شهدت أفغانستان مظاهرات واسعة بعد صلاة يوم الجمعة الموافق الثاني من يناير الماضي وذلك احتجاجًا على استمرار الهجمات الاسرائيلية على غزة. ففي كابول احتج آلاف الأفغان خارج أكبر مسجدين في افغانستان وتجمع أكثر من ألف محتج خارج المسجد النبوي في كابول وهم يلوحون بأعلام حماس الخضراء ويرددون عبارة “الموت لامريكا واسرائيل وبريطانيا”. وقاموا باحراق دمية من الورق المقوى لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وقال احد المحتجين “نطالب الرئيس حامد كرزاي بأن يندد بهذا العمل. إنه رئيس بلد إسلامي… إذا لم يندد كرزاي بهذا العمل فاننا لن نقبل القوات الأجنبية في أفغانستان”.
وفي مكان آخر سار نحو ألف محتج في وسط مدينة هرات وتجمعوا خارج مسجد وأحرقوا أعلامًا وهم يرددون عبارة “تسقط إسرائيل”. وقال أحد رجال الدين أثناء الاحتجاج “لقد اجتمعنا هنا لنعبر عن مشاركتنا للشعب الفلسطيني المقهور الأعزل من أجل عمل شيء صغير لشعب فلسطين المسلم”(25).
وفي الثامن من يناير الماضي سجل أكثر من ألف أفغاني أسماءهم للتعبير عن رغبتهم الذهاب والقتال ضد اسرائيل في قطاع غزة وألقى كثيرون منهم باللوم على الولايات المتحدة. وقال حبيب الله إمام مسجد ميلاد النبي ومنظم الحملة “عدة مئات من الافغان بينهم أطباء ومدرسون تطوعوا أيضًا للتبرع بالدم لمساعدة شعب فلسطين الذي يعاني من البؤس”. وقال أفغاني عند المسجد “سوف أكون أسعد شخص يموت بجوار إخوتي المسلمين من أجل قضية نبيلة”. وبينما الوصول إلى غزة من أفغانستان مسألة مستحيلة قال كثير من المتطوعين أنهم سينتقمون من القوات الأمريكية داخل أفغانستان(26).
وفي الجمعة الغاضبة خرج آلاف المتظاهرين الغاضبين في عدة مدن، رافعين الأعلام الفلسطينية، ولافتات تدعو بالموت لإسرائيل والولايات المتحدة، ودعوا إلى فتح باب الجهاد للدفاع عن الإسلام في فلسطين وغيرها.
وأعلن متظاهرون في إقليم هيرات الجهاد في إطار ما أسموه بـ”الحرب المقدسة” ضد كل من يعترف بإسرائيل كدولة، في إشارة إلى جنود القوات الأمريكية والغربية المتواجدة بأفغانستان(27).

(ب‌)الموقف النخبوي:

1- حركة طالبان:
نشر بالموقع الرسمي لإمارة أفغانستان الإسلامية – طالبان بيان للإمارة في اليوم التالي للعدوان حول استشهاد مئات من المسلمين في غزة حيث أدانت ذلك الفعل من قبل الكيان الصهيوني الغاصب والمتجاوز على غزة مؤكدة على التضامن والمؤازرة للشعب الفلسطيني مع الدعاء بتقبل الشهداء والنصر على الأعداء، كما أكد البيان إن أمريكا وبريطانيا وعدة دول أوربية وأطراف أخرى لها فيها يد مباشرة ومساندة في هذه الهجمة الوحشية الصهيونية الأخيرة على غزة موجهًا انتقاده لمنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية للتقاعس في الدفاع عن حقوق ومطالب الشعب الفلسطيني، ثم انتهى البيان بأن السبيل الوحيد لنجاة الإسلام والمسلمين هو “أن تفيق الأمة الإسلامية من الغفلة والسبات، وتحيي روح الجهاد في نفسها، وتهرول عملًا إلى مساندة ومعاونة مسلمي فلسطين والعراق وأفغانستان، وتستعد إلى مقابلة ومبارزة العدو المشترك”(28).
وفي التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي دعا مقاتلو حركة طالبان الافغانية المسلمين في شتى أنحاء العالم إلى الاتحاد وشن حرب على إسرائيل ردًا على الغارات الجوية التي تشنها الدولة اليهودية على قطاع غزة(29).
وقد ترجم القول إلى عمل حيث شهدت أفغانستان نهاية ديسمبر الماضي مزيدًا من الهجمات الانتحارية انتقامًا لضحايا غزة حيث دمر مقاتل حركة طالبان عربتين أميركيتين في مديرية أندر في ولاية غزني، وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد ان العملية تأتي تضامنا مع أهالي غزة(30).
وفي أول وأكبر ظهور علني لحركة طالبان منذ سقوط الحكومة التي كانت تشكلها على يد القوات الأجنبية عام 2001، تظاهر يوم الجمعة الموافق الثاني من يناير الماضي نحو ألفين من عناصر الحركة في بلدة أندر بولاية غزني جنوب غرب العاصمة الأفغانية كابل للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة وقد ردد المتظاهرون هتافات تطالب العالم الإسلامي بنصرة أهل غزة ورفع الحصار عنهم، كما سجل مائة عنصر من طالبان أسماءهم للتطوع بالقيام بعمليات انتحارية ضد القوات الأميركية في أفغانستان باعتبارها الداعم الرئيس لإسرائيل في عدوانها على غزة(31).
2- حركة الحزب الإسلامي:
في السابع من يناير الماضي حث الزعيم الأفغاني الهارب المطلوب من قبل الولايات المتحدة قلب الدين حكمتيار – الذي يتزعم حركة الحزب الاسلامي المناوئة للوجود الغربي في افغانستان – المسلمين على التوحد وشن حرب ضد الولايات المتحدة بسبب دعمها المالي والعسكري لاسرائيل. ونُقل عن بيان صدر منه أن “الحزب الاسلامي لا يدين فحسب الغزو الاسرائيلي والهمجية ضد الفلسطينيين لكن اذا سمحت الظروف سيرسل أيضا مجاهدين للدفاع عن حماس ضد اسرائيل.” مضيفًا أن لديه “الآلاف من المتطوعين المستعدين للتوجه إلى غزة للحرب ضد إسرائيل”. وأن “هؤلاء الرجال مستعدون للتوجه في أي وقت ونحاول إيجاد وسيلة لذلك”(32).
3- تنظيم أهل السنة والجماعة:
عقب العدوان الإسرائيلي على غزة أعلن ناطق باسم ما يعرف بتنظيم أهل السنة والجماعة في هيرات أن جماعته سينتقمون لأهل غزة من الأميركيين بتنفيذ عمليات انتحارية(33).
4- اتحاد علماء أفغانستان:
أصدر ذلك الاتحاد بيانًا عقب العدوان مباشرة ندد فيه بالهجمات وبالصمت العربي والاسلامي(34).

ثانيًا: الموقف الأفغاني.. رؤية تحليلة:

يمكن تحديد بعض النقاط المستنبطة لموقف أفغانستان من أحداث غزة في الآتي:
1. ضعف بيانات الإدانة الصادرة عن الحكومة الأفغانية ووزارة الخارجية حيث جاءت في صورة بيانات إعلامية, وتجدر الإشارة إلى التذمر الشعبي من عدم تنديد الرئيس حامد كرزاي بالعدوان ويجوز أن يكون ذلك لعدم إثارة غضب الدول المساندة لإسرائيل والتي لها وجود على أراضي أفغانستان. كما تضمن بيان الحكومة تلميحًا للموقف الأفغاني الرسمي الرافض لسياسات حماس مع مطالبة كل من إسرائيل وحماس بضبط النفس وهذا مغاير تمامًا للموقف غير الرسمي الداعم لحماس معنويًّا فضلًا عن استعداده للدعم العملي في ساحات الجهاد.
2. تركيز التحرك الرسمي الدولي البروتوكولي على الأوضاع الإنسانية الصعبة لأهل غزة، وانتهاك إسرائيل للمواثيق الدولية، مع التأكيد على ضرورة إيجاد حل يضمن التعايش السلمي للدولتين، وهذا في مقابل الموقف الشعبي غير المعترف بقيام الدولة اليهودية الداعي للحرب المقدسة ضدها وضد داعميها. فبينما يركز الموقف الرسمي على حل الأزمة من خلال طاولة المفاوضات، يرى الموقف غير الرسمي أن السبيل الوحيد هو الجهاد ضد المعتدي.
3. عكس بيان النواب البرلماني تصاعد الغضب الشعبي ضد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وكذلك ضد الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل.
4. بروز الدلالات الحضارية في الخطابات غير الرسمية خاصة لحركة طالبان وكذلك التحركات الشعبية وذلك فيما يتعلق بالمسئولية التضامنية بين أجزاء الأمة الإسلامية واعتبار وجمع شهداء غزة مع شهداء أفغانستان في بوتقة واحدة، مع التنويه بواجب الدفاع عن الإسلام والمسلمين بالجهاد ضد العدو الراغب في تفتيت الأمة والقضاء على شوكة المسلمين.
5. الانتقال من مستوى الخطاب إلى مستوى الفعل، وذلك بتطوع الآلاف من الشعب الأفغاني للقتال ضد القوات الإسرائيلية في غزة فضلًا عن شن الهجمات ضد قوات الولايات المتحدة في أفغانستان.
6. استغلال حركة طالبان لأحداث غزة بإطلاق البيانات المتضمنة أن إسرائيل وحليفها الرئيس الولايات المتحدة تهدفان إلى تدمير الإسلام بما يضمن لها التأثير القوي على الرأي العام في أفغانستان، ومن ثم كسب مزير من الأنصار، فضلًا عن إيجاد ذريعة شرعية لتصعيد العمليات الانتحارية ضد القوات الأجنبية في الداخل الأفغاني.
7. الصمت الرسمي وغير الرسمي إزاء الوضع في غزة بعد وقف إطلاق النار، والعودة إلى الإنهماك في الشأن الداخلي الخاص.

آسيا الوسطى

آسيا الوسطى كتلة جغرافية واحدة مكونة من خمس دول سوفيتية سابقة مستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق وهي كازاخستان وقيرغيستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.
وتمثل آسيا الوسطى امتدادًا طبيعيًّا للعالم الإسلامي، تتنافس عليها القوى الكبرى لمقدراتها النووية والاقتصادية وثرواتها النفطية ولمعادنها النفيسة وموقعها الاستراتيجي المتميز(35).
وقد فتحت الثروات الهائلة التي تمتلكها الدول الخمس الشهية الإسرائيلية ودفعتها إلى التغلغل داخل هذه الدول، فأسرعت إلى الاعتراف بها وإقامة علاقات دبلوماسية معها بمجرد إنهيار الاتحاد السوفيتي السابق، مع الاهتمام بتبادل الزيارات بين المسئولين على أعلى مستوى، إلى أن تطور الأمر بإقامة علاقات عديدة منها مجالات حساسة كالمجال النووي والفضائي، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي في مجالات شتى مع باقي دول آسيا الوسطى.
الواقع أن هناك حسابات استراتيجية هامة وراء التغلغل الإسرائيلي داخل آسيا الوسطى، والتي تلاقت مع حسابات القوى الغربية وتحديدًا الولايات المتحدة، والمتمثلة في تنامي الصحوة الإسلامية داخل هذه البلدان والخوف من قيام حكومات إسلامية بديلة عن الأنظمة الشيوعية البائدة تكمل الحزام الإسلامي الكبير الذي يربط إيران وأفغانستان وباكستان. لذا أسرعت إسرائيل بإقامة علاقات متشعبة داخل هذه الجمهوريات لتقوية الأنظمة الحاكمة فيها للوقوف أمام المد الإسلامي، ومن أبرز مجالات التعاون في هذا الصدد التعاون المخابراتي لمكافحة الإرهاب الإسلامي، حيث بدأ منذ أواسط التسعينات تنفيذ برامج إسرائيلية لتدريب رجال المخابرات في جمهوريات آسيا الوسطى على أساليب مكافحة الإرهاب ونقل الخبرة الإسرائيلية في مكافحة ما تسميه الدولة الصهيونية الإرهاب الفلسطيني، وكان ذلك بمشاركة من المخابرات الأمريكية.
ومن ضمن الحسابات الاستراتيجية الكامنة خلف التغلغل الإسرائيلي ضمان منع وصول أسلحة أو تكنولوجيا نووية أو تقليدية متطورة ورثتها دول آسيا الوسطى عن الاتحاد السوفيتي السابق إلى الدول العربية أو إلى إيران(36).
وفي الوقت الذي كانت جمهوريات آسيا الوسطى ملعبًا مفتوحًا لإسرائيل بقيت تلك الجمهوريات في عالم النسيان من قبل العالم العربي والإسلامي، برغم أنها كانت شريكًا للعرب في بناء الإمبراطورية العربية الإسلامية والحفاظ عليها والمساهمة في الانتاج الثقافي العربي، حيث ظلت تلك الخلفيات التاريخية أعماق نظرية غير مُفعلة على أرض الواقع، فلم يقيم العرب علاقات دبلوماسية مباشرة معها (حيث أن معظم السفراء العرب غير مقيمين)، ولم يزيدوا حجم المبادلات التجارية ولا تم تبادل الخبرات ولا الاستفادة من التراكم الثقافي فيما بينهم(37).
كانت هذه لمحة سريعة عن علاقة آسيا الوسطى بطرفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإمكانية تخيل رد الفعل من أحداث غزة الذي وإن أمكن تحديده على المستوى الرسمي للحسابات السياسية، فإنه يتعذر ذلك على المستوى غير الرسمي خاصة مع بروز ملامح الصحوة الإسلامية برغم قمع واضطهاد الحكومات العلمانية القائمة.
أولًا: الخطابات والممارسات لدول آسيا الوسطى إزاء أحداث غزة:
1. الموقف الرسمي:
أصدرت وزارة خارجية كل من كازاخستان وطاجيكستان وأوزباكستان بيانات محايدة النبرة حول الوضع في غزة تضمن التعبير عن القلق من تصعيد التوتر في قطاع غزة، وأن الصراع العربي الإسرائيلي لا يمكن أن يحل باللجوء إلى القوة العسكرية، ومن ثم ضرورة توصل الطرفين لاتفاق وقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات(38).
وبرغم التزام حكومة قيرغيزستان الصمت إزاء مجزرة غزة، إلا أن مفتي قيرغيزستان وجه خطابًا نيابة عن دولته طالب فيه بوقف الصراعات المسلحة بين فلسطين وإسرائيل التي تسببت في مقتل العديد من المدنيين(39).
ولم يبق سوى تركمانستان التي تجاهلت الحدث بالكامل، حيث التزمت بمسلكها الحيادي السلبي إزاء التوترات الدولية والانشغال بالشأن الداخلي، وهذا الحياد يختلف عن الحياد الإيجابي لكل من جمهوريات كازاخستان وطاجيكستان وأوزباكستان.
2- الموقف غير الرسمي:
على نحو مغاير عن الموقف الرسمي كان لأحداث غزة أصداء قوية في الأوساط الشعبية والنخبوية التي تعاطفت مع القضية الفلسطينية وعبرت عن وقوفها إلى جانب غزة ضد إسرائيل بوسائل عدة نذكر منها:
(أ‌) الموقف الشعبي:
انطلقت التظاهرات والأعمال الاحتجاجية في بعض عواصم ومدن دول آسيا الوسطى تعبيرًا عن الغضب الشعبي والتضامن الإسلامي مع مأساة أهل غزة. وبرغم أن معظم تلك الفعاليات تقف وراءها قوى إسلامية كأحزاب وجمعيات وشخصيات، إلا أن هناك عدد هائل من عامة الشعب ممن تأثروا بمشاهد القتل والدمار التي تنقلها وسائل الإعلام من غزة، وعبروا عن استنكارهم لهذه الوحشية الإسرائيلية عبر الاشتراك في مثل هذه التظاهرات(40).
ففي كازخستان أدى استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة إلى إثارة مشاعر الغضب والاستياء لدى الشعب وأعمال الاحتجاج المناهضة لإسرائيل(41).
وفي طاجيكستان خرجت تظاهرات للتنديد بالعدوان الإسرائيلى على غزة(42).
وشهدت العاصمة القيزغيزية “بشكيك” أعمال احتجاجية بدعوة من اتحاد مسلمي قيرغيزستان أعرب المتظاهرون فيها عن إدانتهم لأعمال اسرائيل العدوانية وأحرقوا أعلامها في شوارع المدينة(43).‏
وفي مشهد مثير للتقدير تضامن أبناء الجاليات الإسلامية لدول آسيا الوسطى في ألمانيا مع إخوانهم في غزة حيث اشتركوا في مظاهرات مع أبناء الجاليات العربية والتركية والإيرانية انطلقت في مختلف المدن الألمانية احتجاجًا على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. ورفع المتظاهرون أعلامًا فلسطينية ولبنانية وتركية ولافتات تضمنت عبارات تندد بالمجازر الاسرائيلية وكذلك صورًا للجرحى والقتلى من الأطفال والنساء هناك(44).
(ب‌) الموقف النخبوي:
انحصر هذا الموقف في النخب والكيانات الإسلامية في إشارة إلى تجدد الهوية الإسلامية داخل دول آسيا الوسطى والتفاعل الإيجابي مع قضايا العالم الإسلامي.
ففي اليوم التاسع للعدوان صدر بيان عن اتحاد المسلمين في قيرغيزستان يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة معربًا عن قلقه على سلامة أهل غزة في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على حماس، وقد أرسل الاتحاد هذا البيان لسفارات كل من الولايات المتحدة والصين وروسيا(45).
وكان الاتحاد قد دعا انصاره للمشاركة في مظاهرة احتجاجية في العاصمة بيشكيك. كما قام بالتخطيط لإجراء فعاليات واسعة النطاق لدعم الفلسطينيين إذا لم يوقف المجتمع الدولي العدوان الاسرائيلي.
وقد دفع هذا الموقف التضامني من الاتحاد أحد المراقبين السياسين في قيرغيزيا للتعبير عن قلقه من أن “احتدام الوضع في فلسطينين سيعطي دفعة لظاهرة تسييس الإسلام”. منوهًا بوجود “ساسة يستعملون الإسلام لأغراضهم الشخصية بما ألحق الضرر بموقف الاسلام المعتدل والعقلاني، بينما تنامت ميول الإسلام المتشدد”(46).
يجب الإشارة في هذا الموضع أنه برغم عدم إدانة العدوان الإسرائيلي من جانب دولة قيرغيزستان سواء على المستوى الرسمي أو غير الرسمي إلا أن الفكر العلماني المسيطر يأبى مجرد التعبير عن الغضب أو التفاعل إيجابيًا مع أبرز الأزمات الإسلامية الحالية.
وقد صدر بيان عن اتحاد المسلمين في كازاخستان واللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان في آسيا الوسطى أدان العدوان الإسرائيلي وطالب بوقفه. كما دعا البيان الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والدينية في كازاخستان وبقية بلدان آسيا الوسطى لإدانة أعمال إسرائيل العدوانية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقتل السكان المدنيين(47).‏
ونظرًا لأن الحركة الإسلامية في طاجيكستان أنشط وأقوى الحركات الإسلامية في آسيا الوسطى، عبرت عن هذه القوة من خلال تفعيل الساحة السياسية وإثارتها ضد السلطات الشيوعية (48)، كان لحزب النهضة الاسلامية المعارض بطاجيكستان دور مميز خيث أدان ممارسات إسرائيل في غزة. وطالب نائب زعيم الحزب محي الدين كابيري خلال اجتماع شارك فيه حوالي 2000 شخص من الحكومة الطاجيكية إدانة إسرائيل والسماح للحزب بتنظيم الفعاليات الاحتجاجيـة، مؤكدًا “أن هذا صوت الطاجيكيين برمتهم، وصوت سكان آسيا الوسطى، واستمرارًا لما يقوم به إخواننا المجاهدين في فلسطين”(49).
ثانيًا: موقف دول آسيا الوسطى… رؤية تحليلية:
1. وقعت حكومات دول آسيا الوسطى خلال مجزرة غزة بين شقي الرحى فهي من جانب ترتبط بعلاقات قوية مع كلا من إسرائيل والولايات المتحدة ومن جانب آخر تتعرض لضغوط شعبية قوية مطالبة بالوقوف إلى جانب غزة ضد إسرائيل، لذا لجأت تلك الحكومات إلى سياسة الحياد الإيجابي بإصدار بيانات رسمية بوقف العنف وحل الأزمة سلميًا دون إدانة للعدوان الاسرائيلى، وقد تأخر صدور هذه البيانات لأكثر من عشر أيام بعد بدء العدوان.
2. ما أن توقفت الهجمات الإسرائيلية وتم إعلان وقف إطلاق النار حتى رُفع الحرج عن الحكومات في استئناف علاقاتها القوية بإسرائيل، فسرعان ما أعلنت وزارة الدفاع الكازاخستانية عن رغبتها في إنشاء مؤسسات مشتركة مع إسرائيل بهدف تحديث صناعتها العسكرية وتصنيع أسلحة تتطابق مع معايير الحلف الأطلسي(50)، وعلى هامش المؤتمر الاقتصادي العالمي في دافو أكد الرئيس الكازاخي باييف في اجتماع مع شيمون بيريز على مصلحة بلاده في تفعيل العلاقات الاقتصادية الثنائية مع دولة إسرائيل فضلًا عن التفاعل الثنائي لإيجاد حلول للمشكلات الهامة في السياسات العالمية(51). والأمل معقود على الأوساط الغير الرسمية في استمرار التعبير عن الغضب الإسلامي لفلسطين بما يشكل مزيد من الضغوط على الحكومات لتكف عن التعاون المفتوح مع إسرائيل، وهذا بدوره يتطلب اهتمامًا أكبر من جانب الدول العربية بهذه الجمهوريات المنسية وتكثيف العلاقات فيما بينها.
3. يعطى خروج التظاهرات والأعمال الاحتجاجية الخاصة بإحدى القضايا الإسلامية مؤشرًا لتنامي الصحوة الإسلامية وبروز الهوية الإسلامية بما يثبت فشل مخططات الأنظمة العلمانية والسياسة الإسرائيلية والغربية الهادفة للقضاء على المد الاسلامى داخل هذه الدول.
4. استغلت بعض القوى السياسية داخل هذه الدول أحداث غزة للدعاية لنفسها وكسب قلوب المواطنين(52).
5. غياب موقف تركمانستان على المستويين الرسمي وغير الرسمي قد يفسره القمع السياسي الداخلي وتقليص الحركة الإسلامية بالإضافة إلى اهتمام تركمستان بالعلاقات الاقتصادية في المقام الأول، وهو موقف يعد غريبًا بالمقارنة بدول الجوار وخاصة إيران وأفغانستان وأذربيجان.

خـــاتمة

انتهت الأسابيع الثلاثة من القصف والحرق والدمار لقطاع غزة بالعزة والنصر للمقاومة الصامدة الصابرة والتضامن والتكاتف الإسلامى معها وبالهزيمة النفسية والتصدع الداخلي للكيان الإسرائيلي المعتدي.
وانتصرت أيضا الأوساط غير الرسمية بالأمة الإسلامية التي ساندت المقاومة وحثتها على الصمود ممارسة ضغوطًا قوية على المستويين الرسمي المحلى والدولي فضلًا عن قدرتها على إدراك طبيعة تلك الحرب الحضارية والتصريح بها وطرح سبل لمواجهتها.
وكل ذلك يؤكد أن الأمة برغم ضعفها وتصدع كيانها لم تمت ولا زالت قادرة على النهوض من جديد، ولكن استنهاضها سيظل دائمًا مرتبطًا بالعمل الجاد على استغلال الفورة الشعبية والبعد عن التأثر اللحظي ورد الفعل المؤقت.
أما حكومات الأمة الإسلامية فتحتاج إلى توحيد جهودها واستثمار الروابط العقدية والتاريخية والثقافية المشتركة فيما بينها في بوتقة حضارة إسلامية متينة قادرة على الصمود أمام مخططات تدميرها.
*****

الهوامش

1. PRESIDENT ASIF ALI ZARDARI CONDEMNS ISRAELI ATTACKS IN GAZA
http://www.mofa.gov.pk/Press_Releases/2008/Dec/PR_415_08.htm

PRIME MINISTER CONDEMNS ATTACKS ON GAZA
http://www.mofa.gov.pk/Press_Releases/2008/Dec/PR_416_08.htm

2. THE FOREIGN MINISTER EXPRESSES CONCERN OVER SITUATION IN GAZA
http://www.mofa.gov.pk/Press_Releases/2008/Dec/PR_413_08.htm
3. باكستان تؤكد دعمها للمواقف والمبادرات العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية
http://www.kuna.net.kw/NewsAgenciesPublicSite/ArticleDetails.aspx?id=1880489&Language=ar
4. Statement of the Minister of State of Foreign Affairs of Pakistan H.E. Nawabzada Malik Amad Khan at the OIC Executive Committee Ministerial Meeting in Jeddah, 3 January 2009.
http://www.mofa.gov.pk/MOS_Speeches_Briefings/MOS_03_01_09.htm

5. باكستان تدعو مجلس الامن الدولي لتوفير الحماية للفلسطينيين في غزة
http://www.wam.ae/servlet/Satellite?c=WamLocAnews&cid=1226858063215&p=1135099400077&pagename=WAM%2FWamLocAnews%2FW-T-LAN-FullNews

6. How has Pakistan responded to the ongoing Israeli aggression in Gaza
http://www.mofa.gov.pk/Spokesperson/2009/Jan/Spokes_15_01_09.htm
7. PAKISTAN’S ASSISTANCE FOR THE PEOPLE OF GAZA,
http://www.mofa.gov.pk/Press_Releases/2009/Jan/PR_43_09.htm

8. الباكستانيون ينتفضون لغزة وسط انتقادات للحزب الحاكم
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A4846AB5-BD17-43F8-86BD-1B2A2969F4E2.htm

9. رئيس وزراء باكستان يدين الغارات الجوية الاسرائيلية فى غزة
http://arabic.china.org.cn/international/archive/bayi/2008-12/29/content_17028196.htm

10. الجمعة الغاضبة تشعل احتجاجات عشرات الآلاف بآسيا
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1230650233408&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout

11. مسلمو آسيا ينتفضون لغزة في الجمعة الغاضبة
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1230650233408&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
12. آلاف النساء في باكستان يتظاهرن ضد محرقة غزة
http://eslaah.net/le3.php?id=2822&baab=10&kesm=58

13. أطفال باكستان يتضامنون مع غزة
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=63760&
14. الباكستانيون ينتفضون لغزة وسط انتقادات للحزب الحاكم، مصدر سبق ذكره.
15. المصدر السابق.
16. 99 عالمًا وشخصية إسلامية يحددون الموقف الشرعي من أحداث غزّة
http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&sectionid=1&id=15499&task=view
17. آلاف النساء في باكستان يتظاهرن ضد محرقة غزة، مصدر سبق ذكره.
18. مسلمو آسيا ينتفضون لغزة في الجمعة الغاضبة، مصدر سبق ذكره.
19. الباكستانيون ينتفضون لغزة وسط انتقادات للحزب الحاكم، مصدر سبق ذكره.
20. Press Release On Israeli Attacks On Gaze Strip
http://www.mfa.gov.af/detail.asp?Lang=e&Cat=2&ContID=914

21. أفغانستان تشجب الهجمات الجوية الاسرائيلية على غزة
http://www.tihamah.net/show1363.html
22. ألفا أفغانى مستعدون للتوجه إلى غزة
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=61675&SecID=91&IssueID=0

23. STATEMENT BY. Ambassador Zahir at the Security Council
http://www.mfa.gov.af/detail.asp?Lang=e&Cat=1&ContID=922

24. STATEMENT BY H.E. Ambassador Zahir Tanin at the 10th Emergency Special Session on the Illegal Israeli Actions
http://www.mfa.gov.af/detail.asp?Lang=e&Cat=1&ContID=923

25. مظاهرات واسعة بمصر والأردن وتركيا وكشمير وأفغانستان احتجاجا على غزة
http://forums.moheet.com/showthread.php?t=5427
26. أفغان يتطوعون للقتال ضد القوات الاسرائيلية في غزة
http://www.swissinfo.org/ara/news/international.html?siteSect=143&sid=10174074&cKey=1231428561000&ty=ti
27. مسلمو آسيا ينتفضون لغزة في الجمعة الغاضبة، مصدر سبق ذكره.
28. بيان إمارة أفغانستان الإسلامية حول استشهاد مئات من المسلمين في غزة
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=324168
29. طالبان الأفغانية تطالب المسلمين بشن حرب على إسرائيل
http://www.alarabiya.net/articles/2008/12/29/63037.html

30. هجمات متصاعدة في أفغانستان انتقامًا لضحايا غزة
http://www.alssiyasi.com/?browser=view&EgyxpID=13395.html

31. طالبان تتظاهر في غزني تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2FE071CA-BF28-4C39-BDD9-2882ECC6A53A.htm

32. زعيم أفغاني مطلوب يعرض إرسال مقاتلين الى غزة
http://www.masrawy.com/News/MidEast/Reuters/2009/January/7/682213.aspx.htm

33. هجمات متصاعدة في أفغانستان انتقامًا لضحايا غزة، مصدر سبق ذكره.
34. المصدر السابق.
35. من أولى بمعرفة آسيا الوسطى والاستثمار فيها
http://www.felesteen.ps/Index.php?action=showwrite&id=633.htm
36. انظر الصفحات الخاصة بعناصر دول آسيا الوسطى على موقع:

Home


37. إهمال العرب للجمهوريات المنسية
http://muslimuzbekistan.net/ar/centralasia/mediawatch/detail.php?ID=16092
38. Statement by the Ministry of Foreign Affairs of the Republic of Kazakhstan on the situation in Gaza Strip
http://www.mofa.go.jp/announce/fm/kawaguchi/index.html
Tajik MFA makes statement over the conflict in the Gaza Strip

http://www.asiaplus.tj/en/news/48/44775.html

Statement of the Ministry of Foreign Affairs of the Republic of Uzbekistan

http://mfa.uz/eng/press_and_media_service/news_and_events/050109e_1.mgr
39. Kyrgyzstan’s Muftiyat deeply concerned with Gaza violence
http://news-en.trend.az/islam/1392519.html
40. أصداء غزة
.html http://208.109.168.188/details.php?docId=68789&issueNo=383&secId=15
41. تواصل التظاهرات تضامنا مع غزة وتنديـدًا بالمجازر الإسرائيلية… سيل من الأحذية على السفارة الإسرائيلية فـي بوينوس آيرس
http://furat.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=27133019220090118025652
42. أصداء غزة، مصدر سبق ذكره.
43. تواصل التظاهرات تضامنا مع غزة وتنديـدًا بالمجازر الإسرائيلية… سيل من الأحذية على السفارة الإسرائيلية فـي بوينوس آيرس، مصدر سبق ذكره.
44. عشرات الآلاف يتظاهرون في المانيا احتجاجا على المجازر الاسرائيلية في غزة
http://www.kuna.net.kw/NewsAgenciesPublicSite/ArticleDetails.aspx?id=1966922&Language=ar
45. Kyrgyz Muslims Call For Peace In Gaza
http://www.rferl.org/content/Kyrgyz_Muslims_Call_For_Peace_In_Gaza/1366555.html
46. مواقف محايدة لجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وغضب جماهيري من هجوم اسرائيل على غزة.
http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/1/398599.htm
47. تواصل التظاهرات تضامنا مع غزة وتنديـدًا بالمجازر الإسرائيلية… سيل من الأحذية على السفارة الإسرائيلية فـي بوينوس آيرس، مصدر سبق ذكره.
48. عناصر دولة طاجيكستان

Home


49. مواقف محايدة لجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وغضب جماهيري من هجوم اسرائيل على غزة، مصدر سبق ذكره.
50. كازاخستان ترغب في التعاون العسكري مع إسرائيل
http://us.moheet.com/show_news.aspx?nid=214991&pg=2
51. Nazarbayev held a number of bilateral meetings in Davos
http://www.kt.kz/index.php?lang=eng&act=arch&uin=1133435176&chapter=1153476007&n_date=2009-01-30
52. أصداء غزة، مصدر سبق ذكره.

نشر في حولية أمتي في العالم، عدد 2009

للتحميل اضغط هنا 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى