من الاختراقات إلى الحروب الإلكترونية عبر العالم بيجاسوس الإسرائيلي نموذجًا

مقدمة:

يعد الفضاء الإلكتروني ساحة كبرى للتفاعلات الفردية والمحلية والدولية؛ حيث أصبح صورة افتراضية للواقع بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ من حيث التفاعل بين الأفراد والمجتمعات والدول؛ السلبي منه والإيجابي، العلني أو الخفي، تفاعلا قائما على التعاون أو الصراع أو حتى قد يصل الأمر إلى الحروب والإرهاب الإلكتروني[1].

ومن أهم التفاعلات التي تشغل العديد في الوقت الراهن التجسس الإلكتروني؛ سواء من قبل الدول أو الشركات أو الأفراد؛ حيث أصبح التجسس الإلكتروني من أبرز التهديدات الأمنية الحديثة التي تتعرض لها الحكومات والمواطنون من طرف استخبارات خارجية أو أخرى داخلية تجاه مواطنيها على حد سواء. وقد تضاعفت عمليات التجسس الإلكتروني مع التطور التكنولوجي، حتى إن هناك من الحكومات من شرّعت بشكل غير مباشر التجسس الإلكتروني داخليا وخارجيا على المؤسسات والمواطنين. وقد شهد مجال التجسس الإلكتروني تطورا هائلا في السنوات القليلة الماضية، حيث يمكن تعددت طرقه وأساليبه وأدواته؛ ومنها على سبيل المثال:

ساعات الحائط: حيث تحتوي على كاميرا مخفية، مزودة ببطارية ذات عمر طويل، ويمكن الاتصال بها عبر شريحة مزودة بها والاستماع إلى التسجيلات، كما يمكن أن تستقبل رسائل نصية لتفعيل عملها وبدء التسجيل أو الإيقاف، إضافة إلى أنه من الممكن بث تسجيل مباشر واستقباله بواسطة هاتف محمول.

أقمار التجسس: تعتبر الأقمار الصناعية من أهم أساليب التجسس الإلكتروني؛ حيث إنها تتطور كل عام مع تطور التكنولوجيا في العالم، ويوجد نحو 5000 قمر صناعي في سماء العالم وظيفتها مراقبة الدولة لسكانها ومراقبة الدول الأخرى التي من شأنها أن تقع صراعات معها.

تطبيقات الجاسوسية الإلكترونية: يستخدم هذا الأسلوب بالاعتماد على التنقل الجغرافي للشخص مع الربط على مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة المنشورات التي يقوم الشخص بنشرها والتفاعل معها، استخدمت هذه التطبيقات والبرامج مع المتهمين بالإرهاب عبر دول العالم، الذين كانوا ينتمون إلى جهات مشكوك بأمرها، حيث يقوم البرنامج بمراقبة نشاط الفرد على المنصات الإلكترونية وتتبع انتقاله وتسجيل الجهات التي يلتقي معها على أرض الواقع مع تسجيل صوتي للحديث الذي يدور بين تلك الأطراف.

نظارات التجسس الاستخباراتية: تعتبر هذه النظارات أداة تجسس حكومي؛ إذ يشتهر بها رجال الشرطة في الموانئ والمطارات، وهي عبارة عن نظارة شمسية تعطي الملف الجنائي الكامل لأي أحد يقع نظر الشرطي عليه، هذه النظارات وظيفتها الإمساك بالمجرم والتعرف عليه حتى لو كان بين عشرات الآلاف من الناس.

الحشرات التجسسية: اليعسوب والصرصار والذبابة هي ثلاثة أنواع من الحشرات تم تطوير أجهزة تجسس تشبهها تماما، ولكل واحد منهم تقنيات ومميزات تختلف عن الآخر بغرض جمع المعلومات الاستتخباراتية[2].

ومما سبق، قد يظهر للعيان أن التجسس الإلكتروني تقوم به دول بغرض حماية مصالحها، وهذا ما ظهر في عدة فضائح ووثائق مسربة حول تجسس دول على بعضها البعض وعلى مواطنيها[3]؛ مثل تسريبات عميل الاستخبارات الأمريكي إدوارد سنودن[4]. إلا ان التطور التكنولوجي أتاح وسهل من عمليات التجسس الإلكتروني على آخرين؛ سواء من قبل الدول أو الشركات أو حتى الأفراد، ولعل برنامج بيجاسوس الذي تظهر أخباره من فترة لأخرى في الآونة الأخيرة حول عمليات تجسسه على الهواتف الذكية وأصحابها من رؤساء دول وسياسيين ورجال أعمال ومشاهير يجعلنا نتساءل: هل بات أحد في مأمن من التجسس عليه في ظل طغيان التطور التكنولوجي والإلكتروني في حياة الأفراد والكيانات الجماعية في الوقت الراهن؟

وعليه يركز هذا التقرير على تتبع قصة برنامج بيجاسوس وتطوره على مدار أعوام خمسة أو عشرة ماضية، من حيث ماهيته وتطوره وضحاياه، ونوعية التهديد الذي يمثله، وردود الفعل العالمية عليه، ثم نختم بتأمل حول مستقبل التجسس الإلكتروني في وأثره على التفاعلات بين الأفراد والدول في ظل عالم شديد التعقيد والتغير.

أولًا- ماهية برنامج بيجاسوس وتطوره:

تم اكتشاف برنامج بيجاسوس أول مرة في أغسطس 2016 بعد محاولة فاشلة لتنصيبه على هاتف آيفون لناشط في حقوق الإنسان في الإمارات العربية يدعى أحمد منصور، من خلال رابط مشبوه في رسالة نصية. وفي 2018 تم اكتشاف أن بيجاسوس اخترق نحو 200 جهاز عندما قام فريق بحثي من معهد Citizen Lab الأمني في كندا، بإجراء عملية تتبع ورصد لانتشار البرمجية الخبيثة على مستوى مشهد الاختراقات الإلكترونية وعمليات التجسس، ولكن في نهاية 2018، تبين أن قصة بيجاسوس تعود إلى عام 2013، عندما قامت الشركة الإسرائيلية المطورة NSO Group ببيع برمجيتها إلى بعض عملائها الجدد، إلا أنه لم يتم معرفة متى بدأت عمليات بيع البرنامج على وجه الدقة[5].

وقد طور برنامج بيجاسوس شركة “إن.إس.أو N.S.O “؛ وهي شركة إسرائيلية متخصصة في تطوير أدوات التجسس السيبراني، تأسست عام 2010 ويعمل فيها نحو 500 شخص ومركزها قرب تل أبيب[6]، ومؤسسNSO Group هو ضابط سابق في وحدة “Unit 8200” المسئولة عن عمليات التجسس الإلكتروني بالجيش الإسرائيلي، وتلزم موافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية على برمجيات التجسس التي تبيعها الشركة الإسرائيلية، وذلك قبل عرضها للبيع على العملاء الأجانب. وبحسب القانون الإسرائيلي فإن بيجاسوس تتم معاملته كسلاح حربي؛ إذ لا يمكن بيعه إلى أي جهة أو حكومة إلا بعد موافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية[7].

ويعتبر بيجاسوس من أخطر برامج التجسس وأكثرها تعقيدًا؛ إذ هدفه الأساسي هو إصابة الهواتف العاملة بأنظمة “Android” و”IOS”، وعادة ما تختلف النسخة التي تهاجم نظام “أي أو إس” عن التي تهاجم نظام أندرويد. وتكمن قوة هذا البرنامج وخطورته فى ضخامة كمية البيانات التي يجمعها وقدرته العالية على جمع البيانات حتى في أوضاع عدم الاتصال بالإنترنت؛ حيث يستغل هذا البرنامج من تغلغل الهواتف الذكية في حياة الأفراد؛ فيحول الهاتف إلى جهاز مراقبة على صاحبه[8]، وعادة ما يستهدف الثغرات الموجودة في الهواتف الذكية[9].

وبيجاسوس من نوع “البرامج الضارة المعيارية” (modular malware)؛ أي إنه مؤلف من وحدات؛ حيث يقوم أولا بـ”مسح” (Scan) الجهاز المستهدف، ثم يثبت الوحدة الضرورية لقراءة رسائل المستخدم وبريده الإلكتروني، والاستماع إلى المكالمات، والتقاط صور للشاشة، وتسجيل نقرات المفاتيح، وسحب سجل متصفح الإنترنت، وجهات الاتصال، كما أن بإمكانه الاستماع إلى ملفات الصوت المشفرة، وقراءة الرسائل المشفرة بفضل قدراته في تسجيل نقرات المفاتيح وتسجيل الصوت؛ حيث يسرق الرسائل الصادرة قبل تشفيرها، والرسائل الواردة بعد فك تشفيرها. وبهذا فالبرنامج يمكنه فعل أي شيء يمكن للمستخدمين القيام به؛ بما في ذلك قراءة الرسائل النصية، وتشغيل الكاميرا والميكروفون، وإضافة وإزالة الملفات، ومعالجة البيانات[10].

مع اكتشاف بيجاسوس عام 2016 تبين أن اختراق الهواتف يحدث من خلال ما يسمى “التصيد الاحتيالي”؛ أي بإرسال  الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني التي تدفع الهدف للنقر على رابط اختراق. ولكن من بعدها، ازدادت قدرات برنامج بيجاسوس تقدمًا، وأصبح بإمكانه الوصول إلى أهدافه عن طريق ما يسمى “الهجمات الخالية من النقر” zero-click، التي لا تتطلب أي تفاعل من مالك الهاتف ليتمكن من البرنامج اختراقه. وغالبًا ما تستغل هذه الهجمات ثغرات “الهجمات دون انتظار” zero day؛ وهي عيوب أو أخطاء في نظام التشغيل لا تكون الشركة المصنعة للهاتف المحمول قد اكتشفتها قبل تسويق الهاتف وبيعه؛ وبالتالي لا تتمكن من إصلاحها[11].

ولا تختلف نسخة أندرويد كثيرا عن نسخة آي أو إس، لكنها لا تعتمد على ثغرات “زيرو- داي” لاختراق الجهاز وإنما تعتمد على أسلوب معروف جدا لكسر حماية الجهاز يدعى “فراماروت” Framaroot، بالإضافة إلى اختلاف آخر هو أنه في حال فشل بيجاسوس في كسر حماية نسخة “آي أو إس” فإن الهجوم بأكمله يفشل، لكن في حالة نسخة أندرويد فإنه حتى لو فشل الفيروس في الوصول إلى جذر الهاتف لتثبيت برامج التجسس فإنه سيظل يحاول الطلب من المستخدم الحصول على الأذونات اللازمة لاستجلاب بعض البيانات على الأقل[12].

وعيوب أو أخطاء نظام التشغيل أو Zero Day عادة ما تركز عليها شركة آبل؛ لأنها تروج لهاتفها الأحدث “آي فون” على أنه غير قابل للاختراق؛ حيث تستثمر شركات التكنولوجيا العملاقة مبالغ طائلة سنويا للتأكد من أنها ليست عرضة لقرصنة قد تعطل أنظمتها، وتعرض تلك الشركات “مكافآت صيد ثغر” لخبراء المعلوماتية في حال حذروها من عيوب في برامجها قبل أن يتم استخدامها، وخاصة عيوب شن الهجوم، وعادة ما يراقب العاملون في شركة NSO الإسرائيلية شبكة الإنترنت المظلم؛ حيث يتداول ويتفاوض قراصنة معلومات حول الثغرات الأمنية التي اكتشفوها، أو يكتشفها العاملون بالشركة بأنفسهم ليقوموا هم باستغلالها[13].

وفي تطور آخر لبيجاسوس بدأ البرنامج في استخدام التطبيقات المثبتة على الهاتف من أجل اختراقه، فعلى سبيل المثال في عام 2019، رفع تطبيق المراسلة “واتساب” دعوى قضائية ضد الشركة الإسرائيلية قال فيها إنها استخدمت إحدى الثغرات في نظام التشغيل الخاص به لتثبيت برامج التجسس لنحو 1400 هاتف، وبمجرد الاتصال بالشخص المستهدف عبر “واتساب”، يمكن أن يتم تحميل بيجاسوس سرًّا على هاتفه حتى لو لم يرد على المكالمة، وبدأت NSO في استغلال الثغرات الأمنية في برنامج iMessage المثبّت على هواتف آبل؛ وهو ما مكّنها من اختراق أجهزة آيفون بكل سهولة.

وترى شركات التجسس -مثل NSO- أن استغلال البرامج المثبّتة على الأجهزة افتراضيًا مثل iMessage، أو المستخدمة على نطاق واسع مثل واتساب، أفضل كثيرًا؛ لأنها تزيد من أعداد الهواتف المحمولة التي يتمكن برنامج التجسس من اختراقها بنجاح. ويبدو مما سبق أن المطورين والمبرمجين في الشركة الإسرائيلية يعملون من أجل إيجاد ثغرات واستغلال تطبيقات جديدة يمكن من خلالها اختراق أجهزة الهواتف الذكية. ويمكن أيضًا تثبيت بيجاسوس عبر جهاز إرسال واستقبال لاسلكي يوضع قريبًا من الهدف، أو وفقًا لكتيب NSO، يمكن تثبيته يدويًا ببساطة إذا تمكن أحد العملاء من سرقة هاتف الهدف. ويفتح هذا سباقًا أمنيًا قد لا يستطيع الأفراد والشركات المنتجة لتكنولوجيا الاتصال اللحاق به[14].

وبذلت شركة NSO -وما زالت تبذل- جهودًا كبيرة حتى تجعل برنامجها صعب الكشف، ويعتقد الباحثون في مجال الأمن أن الإصدارات الأحدث من بيجاسوس تعمل في ذاكرة الهاتف المؤقتة فقط، وليس في قرصه الصلب، وهو ما يعني أنه فور إيقاف تشغيل الهاتف، يختفي كل أثر للبرنامج تقريبًا، مما يعني أنه إذا تم الكشف على جهاز ولم يظهر أثر لبيجاسوس فإن هذا لا يعني أنه لم يتم اختراق الجهاز من قبل أو أنه لن يخترق في المستقبل[15]؛ حيث يختفي مفهوم الأمان. وبالفعل أصبح من الصعب جدًا التعرف على هجمات بيجاسوس قبل وقوعها وأثناءه.

وبيجاسوس ليس هو البرنامج الوحيد الذي يمكنه اختراق الهواتف الذكية، فهناك ما يقرب من ستة برامج تملكها شركات أخرى حول العالم، ولكن بيجاسوس وشركته الإسرائيلية الأكثر شهرة عالميا؛ نظرا  إلى امتلاك الأخيرة أكبر عدد من الزبائن حول العالم وأنها الأكثر ترويجًا لقدراتها علنيًّا [16]. ومع تزايد التطور التكنولوجي فإن المزيد من تلك البرامج سيتم طرحه في الأسواق وهناك دائما من يرغب في الشراء، مع ما يصاحب ذلك من أسئلة ومشكلات عن الأبعاد الأخلاقية والقانونية والاجتماعية التي تتعلق بالخصوصية والأبعاد السياسية والاقتصادية المتعلقة بالأمان وتأثر المصالح ليس على مستوى الأفراد فحسب بل على مستويات الدول والكيانات الكبيرة من ضحايا مثل هذه البرامج أيضًا.

ثانيًا- أهم ضحايا برنامج بيجاسوس:

بدأت فضيحة برنامج بيجاسوس الإسرائيلي الأخيرة مع حصول كل من “فوربيدن ستوريز” ومنظمة العفو الدولية على قائمة بخمسين ألف رقم هاتف اختارها زبائن لمجموعة “إن اس أو” الإسرائيلية منذ 2016 بهدف القيام بعمليات تجسّس محتملة، وأرسلت المنظمتان القائمة إلى مجموعة من 17 وسيلة إعلامية؛ بينها صحف مثل واشنطن بوست وذي غارديان ولوموند وذلك في يوليو 2021[17]؛ إلا أن تلك القائمة لم تكن الأولى ولم يكن معروفًا ما الذي يفعله بيجاسوس في الهواتف الذكية.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية زاد الجدل حول البرنامج مع المزيد من الاكتشافات والفضائح الناتجة عن ظهور أسماء لشخصيات شهيرة تم اختراق هواتفها عن طريق هذا البرنامج، أو معرفة بعض الشخصيات والدول التي قامت بشرائه وكيف استخدمته، وقائمة من ضحاياه[18].

فالقائمة سابقة الذكر ذات الخمسين ألف رقم لهاتف توضح أن معظم الهواتف لصحفيين، ولكن بعضها يعود أيضًا لساسة ونشطاء حقوقيين ومدراء شركات وآخرين، ومن بين المستهدفين بالبرنامج ساسة أوروبيون بارزون كرئيس وزراء بلجيكا السابق ورئيس المجلس الأوروبي الحالي شارل ميشيل. كما تم استهداف رقم والده، لويس ميشيل، الذي كان عضوًا في البرلمان الأوروبي حتى عام 2019[19].

الاسم الآخر البارز في تلك القائمة هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ حيث عثر على رقم هاتف يستخدمه منذ عام 2017 من بين الأرقام المستهدفة، كما عثر على أرقام تعود لأحد حراسه الشخصيين السابقين ورقم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ورئيس الوزراء الأسبق إدوار فيليب[20].

وثمة حوالي 15 ألف رقم من اللائحة المنشورة تعود لأشخاص من المكسيك؛ من بينهم الرئيس أندريس مانويل لوبيس أوبرادور، وبعض أفراد أسرته وآخرين من معارفه، وكانت المكسيك أول دولة تمتلك برنامج “بيجاسوس” عام2011. وتم ربط البرنامج بمقتل صحفي مكسيكي؛ حيث اغتيل سيسيليو بينيدا بيرتو بالرصاص عام 2017 بعد أن نشر تقارير لسنوات عن الفساد ومافيا المخدرات، بالإضافة إلى وجود أرقام 26 صحفيًّا مكسيكيًّا، من بينهم رئيس مكتب صحيفة “نيويورك تايمز” في العاصمة المكسيكية ورقم إحدى معدات التقارير في العاصمة لصالح قناة “سي إن إن” الأمريكية[21].

وفي المجر تم استهداف الصحفيين سزابولكس باني وأندراس زابو، اللذين يعملان في Direk36 الاستقصائية المعارضة[22]، ومن بين من تعرض للتجسس إحدى أشهر الصحفيات الاستقصائيات في أذربيجان، خديجة إسماعيلوفا، هذا بالإضافة لعديد كبير من الصحفيين والنشطاء الحقوقيين في البلاد، وعُثر في هواتفهم على آثار لبرنامج التجسس بيجاسوس، وفي القائمة السابقة ظهرت أسماء نحو ألف شخص من أذربيجان استخدمت الحكومة البرنامج للتجسس عليهم[23].

وفي إلى الهند أوضحت القائمة السابقة أن حكومتها تجسست على أكثر من 500 رقم من بينهم معارضون ووزراء[24]، واتهمت باكستان الهند أنها استخدمت البرنامج للتجسس على رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان[25].

وتجسست راوندا على المعارضة وعلى هاتف رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وبشكل عام يعتقد أن راوندا تجسست على ما يقارب 3500 هاتف ذكي[26].

وتستخدم إسرائيل نفسها البرنامج كما تشاء، وقد ظهرت تقارير تفيد تجسس إسرائيل على مسئولين ونشطاء ومنظمات فلسطينية، ومن ضمنهم مؤسسة “الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان” و”الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين”، و”الحق” و”اتحاد لجان العمل الزراعي”، و”اتحاد لجان المرأة العربية”، و”مركز بيسان للبحوث والإنماء”؛ حيث صنفت إسرائيل تلك المنظمات على أنها منظمات إرهابية[27]، وأشارت بعض التقارير إلى أن إسرائيل تقوم بتجربة مدى فاعلية النسخ المطورة من البرنامج على الناشطين الفلسطنينيين.

واتضح أيضا استخدام معظم الدول العربية للبرنامج، فهناك 16 دولة عربية استخدمت برنامج بيجاسوس؛ حيث تبين أن هناك 16 مشغلا للبرنامج في الدول العربية، وتتصدر الإمارات قائمة الدول العربية المستهدفة بالبرنامج ب(6) مشغلين، تليها قطر (5)، فالأردن (3)، ثم البحرين ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس (2)، فالسعودية والجزائر والعراق ومصر وسلطنة عمان وليبيا والكويت واليمن (مشغل واحد). استخدِم البرنامج في الدول العربية للتجسس على الأمراء والصحفيين والناشطين، لكن من المثير معرفته أن البعض تجسس به على أطفاله وزوجاته[28]، بالإضافة إلى ذلك فقد تم ربط البرنامج بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، حيث تم اختراق هاتف كل من خطيبته وصديقه[29].

ثالثًا- ردود الفعل العالمية:

أثارت القائمة السابقة ردود فعل متباينة في دول العالم كله، حيث مثلت فضيحة عالمية ليس لاكتشاف البرنامج في حد ذاته؛ ولكن لنوعية الأسماء الموجودة في القائمة من صحفيين ونشطاء وأمراء ووزراء ورؤساء وزراء وحتى رؤساء جمهوريات، وترواحت رودود الأفعال بين التالي:

أعلنت الجزائر، أنها تحتفظ بحق الرد، على ما وصفته “الاعتداء الممنهج على حقوق الإنسان”، عبر استخدام برنامج التجسس بيجاسوس، ضد بعض مسئوليها، وقالت الخارجية الجزائرية في بيان: “الجزائر تعرب عن قلقها العميق بعد كشف مجموعة من المؤسسات الإعلامية ذات السمعة المهنية العالية، عن قيام سلطات بعض الدول وخاصة المغرب، باستخدام واسع النطاق لبرنامج التجسس بيجاسوس ضد مسئولين ومواطنين جزائريين”[30]. وقد أشير في هذا السياق إلى اتهام الجزائر للمملكة المغربية حيث تتوتر العلاقات بينهما في الفترة الأخيرة.

ومن جانبها رفضت المملكة المغربية ما وصفته “بالادعاءات الزائفة”، ونددت بها جملة وتفصيلا، وأكدت عدم ارتكازها على أساس من الواقع، وأنها على غرار ما سبقها من ادعاءات مشابهة لمنظمة العفو الدولية بهذا الخصوص؛ سواء في التجسس على مسئولين جزائريين أو التجسس على الرئيس الفرنسي أو حتى التجسس على ملك المغرب نفسه الملك محمد السادس[31].

وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تعليق على برنامج التجسس الإسرائيلي بيجاسوس أن من المهم ألا تقع هذه البرامج في الأيدي الخطأ(!)، إنه يجب ألا تملكه دول ليس فيها أي إشراف قضائي على كيفية استخدام برمجيات التجسس[32].

وبالنسبة لباقي الدول التي ظهرت أسماؤها كدول استخدمت بيجاسوس في التجسس على آخرين، فقد فتحت كل من الهند والمجر والمكسيك تحقيقات بهذا الشأن لمعرفة من المتورطون في تلك الفضيحة، وإن بدت تحقيقات صورية لن تصل إلى شيء غير تهدئة الرأي العام المحلي والعالمي حول تلك الفضيحة، أما الدول العربية التي ظهر تورطها في استخدام البرنامج فاكتفت بالنفي دون إجراء أي تحقيقات[33].

ولم تكن الدول هي الكيانات الوحيدة التي قامت باتخاذ رد فعل على تلك الفضيحة، فقد أعلنت شركة أمازون العالمية أنها قررت قطع شبكة الإنترنت عن برامج تجسسية لشركة NSO الإسرائيلية؛ حيث صرحت أمازون عبر رسالة إلكترونية إن شركة الإنترنت التابعة لها AWS، قطعت خطوط الإنترنت عن بعض الخدمات التي تقدمها شركة NSO، وذلك عقب اكتشاف أن جيف بيزوس رئيس شركة أمازون كان أحد ضحايا برنامج بيجاسوس[34].

أما فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد أدرجت وزارة التجارة الأمريكية شركتي (إن.إس.أو) وكانديرو الإسرائيليتين على قائمتها السوداء للمعاملات التجارية، وقالت الوزارة إنهما باعتا برامج تجسس لحكومات أجنبية استخدمتها في استهداف مسئولين حكوميين وصحفيين وغيرهم.

وتم أيضا إدراج “بوزيتيف تكنولوجيز” الروسية وشركة استشارات “مبادرة أمن الكمبيوتر” في سنغافورة على نفس القائمة. وقالت الإدارة إن هذه الشركات تاجرت بالأدوات الإلكترونية الـمُستخدمة في الدخول غير المصرح به لشبكات الكمبيوتر، وجاء إدراج تلك الشركات في هذه القائمة لضلوعها في أنشطة تتعارض مع الأمن القومي الأمريكي أو مصالح السياسة الخارجية، وفرض قيود على بيع منتجات لها من نظيراتها في الولايات المتحدة[35].

أما رد فعل شركة NSO نفسها فقد نفت ما أطلقت عليه “ادعاءات لا أساس لها من الصحة”، وقالت إن تكنولوجيا بيجاسوس تستخدم من قبل دول لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، وإنها لا تستخدم في غير ذلك، وإنها تقوم بالتأكد من الدول قبل بيعها تلك البرمجيات[36].

خاتمة:

إن الفضاء السيبراني يتيح للعالم معلومات وقدرات لم تكن متاحة للأفراد أو الشركات أو التنظيمات أو الدول من قبل، إلا أن تلك الإتاحة لها جانب آخر. فملفات تعريف الارتباط (الكوكيز Cookies)، وبرمجيات الرصد monitoring software، والبرمجيات الخبيثة malware (البرامج الضارة، مثل برامج التجسس spyware) جعلت المزيد والمزيد منا يدرك أن الشاشة التي أمامنا ليست درعًا واقية لخصوصيتنا، ولكنها نافذة على حياتنا عبر الإنترنت، يمكن من خلالها رؤية وتتبع أي وكل شيء تقريبًا مما يدخل في اختراق وغزو واحتلال الخصوصيات الشخصية والخاصة والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها.

وأنواع غزو الخصوصية هي أيضًا متنوعة تمامًا، ففي المجتمع الصغير الضيق ما قبل كل هذا التطور التكنولوجي، كان انتهاك الخصوصية قد يجلب على المرء العار أو تشويه السُّمعة، أما في مجتمع المعلومات، مثل هذه الانتهاكات تتضمن جمع المعلومات غير لمصرح به، وليس بالضرورة نشرها، ولا يلزم أن الأشياء الخاصة ستصبح عامة؛ فقط يمكن الوصول إليها واستخدامها بواسطة آخرين ذوي امتيازات؛ سواء لنشرها أو التهديد به أو غير ذلك[37].

وكشفت فضيحة بيجاسوس عن أن إنتاج وبيع برمجيات المراقبة الإلكترونية يقعان اليوم بالكامل في أيدي شركات خاصة؛ ما يعني أن الأمن والمراقبة باتا منتجات تجارية، وأن تجارة الأسلحة السيبرانية وبرامج المراقبة الإلكترونية، مثلها مثل شركات الأمن والحماية الخاصة، لا تكاد تخضع لأي رقابة تذكر، وعليه فالشركات الخاصة، التي تضع الربح على رأس سلم أولوياتها، ولا تخضع لرقابة حقيقية من أي جهة وتعمل خارج إطار المؤسسات الديمقراطية، قد أصبحت تلك الشركات منذ فترة طويلة لاعبًا دوليًّا هامًا؛ وقادرا على تحقيق مصالح لأطراف وإصابة آخرين بأضرار بالغة[38].

يطرح ما سبق أسئلة عدة عن مستقبل التفاعلات عبر الساحة العالمية وفي دواخل الدول والمجتمعات؛ لعل أولها هو: كيف أصبحت حياتنا هكذا خارج الخصوصية وقابلة لأن تكون تحت المراقبة الدائمة من الآخرين؟ وثانيها- من الذي يملك هذه القدرة على مراقبتنا وما هي أهدافه؟ وثالثها بالطبع- هو ما الذي يجب عمله إزاء هذه الحالة التي تدخل في سمات ما أسماه زيجمونت باومان بالعالم السائل؟

إن الإجابة عن هذه الأسئلة ليست بالسهلة، خاصة في عالم التكنولوجيا المفتوح بغير حدود حاليا؛ حيث أصبحت حياتنا مرتبطة ارتباطا متزايدا ومعقدا بالعالم الافتراضي، ويزيد بيجاسوس -وغيره من برمجيات التجسس الأمور تعقيدًا- لأنه يضع حياة الأفراد في أيدي الآخرين دون وعي منهم، وعلى غير رغبتهم، ويدفع ثمن ذلك في الأغلب غير القادرين، بينما تلك المعلومات متاحة لأصحاب الامتيازات؛ فهم من يستطيع الدفع.

ففي عالم التجسس الإلكتروني والذي يتطور يوما بعد يوم، وحتى بحظر شركاته الست العاملة حاليًّا، فإن ذلك لا يعني القضاء على برمجيات التجسس، بل على الأكثر إخفاءها عن الأعين مرة أخرى، وكلما زادت تلك البرمجيات في الانتشار وزادت أنواعها فذلك يعني رخص ثمنها، وما يعنيه ذلك انتقال استخدام تلك البرمجيات من الدول؛ سواء أكانت قمعية أو ديمقراطية تحترم حكم القانون؛ وسواء تهدف إلى محاربة ما تسميه هي بالإرهاب أو القضاء على المعارضة السياسية، انتقالها إلى الأفراد حيث يتمكن الفرد من التجسس على مديره وزميله في العمل وأفراد أسرته، وصولا إلى وزارات ومؤسسات دولته والدول الأخرى.

إن سؤال كيف أصبحت حياتنا تحت المراقبة الدائمة؛ إنما يعبر عما أسماه أستاذنا د.عبد الوهاب المسيري رحمه الله “ثمن التقدم”؛ فهو الثمن المدفوع لكل ذلك التطور التكنولوجي، الثمن الذي يدفعه رجل الشارع العادي لأنه يحمل هاتفا يوصف بالذكي ويجلس أمام حاسب آلي، ثمن أن يكون هو جزءا صغيرًا من بيانات تباع لشركات أخرى، الثمن هو بكل بساطة أن يفقد خصوصيته عن وعي وعدم وعي، وعن إرادة وعدم إرادة؛ بل أن يبقي أثره على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعية بعد موته؛ سواء أراد هذا أو لم يُرد، وإذا كان شخصٌ يحارب الفساد أو الجريمة المنظمة أو يدافع عن أرضه فمن الممكن أن يفقد حياته كما حدث في المكسيك أو في فلسطين كما تقدم أعلاه.

أما من الذي يراقب وما هو هدفه وما مستقبل ذلك؟ فالبادي أنه في المستقبل القريب لن يستطيع أحد الإجابة عن هذا السؤال؛ ففضيحة بيجاسوس أكدت ما هو معلوم مسبقًا من أن الدول القميعة ستستخدم كل الوسائل للحفاظ على الأنظمة، وأن الشركات ستبيع لمن يستطيع الدفع دون البحث في أخلاقيات هذا الأمر، وأن غير هذين الفاعلين سيستخدمون هذه البرامج لمختلف الأهداف: الخيِّـرة والشريرة.

لكن خطورة بيجاسوس وأمثاله فيما يتعلق بسؤال في المستقبل هي في تصور حالة “الكل يتجسس على الكل”، كتلك التي وصفها توماس هوبز من قبل بحرب الكل ضد الكل؛ حيث لا يستطيع أحد حماية نفسه أيا كانت وظيفته أو مكانته الاجتماعية أو ثروته أو دولته أو منصبه.

 

أما ماذا نحن فاعلون؟ فإنه أصعب أسئلة الموقف العالمي والحضاري الحالي وأولاها بالعناية. هل ننخرط في معركة التجسس والتجسس المضاد؟ هل ندعو إلى العناية بمضادات التجسس وحاميات الخصوصية من عالم السيبرانية نفسه؟ هل نجدد خطاب الأخلاق الإنسانية والعالمية ونضمنها حقوق الإنسان والقوانين المحلية والدولية ونشدد العقوبات على انتهاكها؟ هل نراجع فكرة الانخراط المفتوح في العالم السيبراني بسعته ونعمل على تحديدها وتقييدها؟… كل هذا مما يجب فتح المجال للتفكير الحر والمنظم فيه لا سيما من منظور حضاري يجتهد في الجمع بن ثنائيات القضية بين الحرية والأمن، والخصوصية والانفتاح، والفاعلية والأخلاق.

فصلية قضايا ونظرات – العدد الرابع والعشرون – يناير 2022

=========================

الهوامش

[1] للمزيد حول هذا الموضوع، انظر:

  • الأعداد الحادي والعشرين أبريل 2021، والثالث والعشرين أكتوبر 2021 من فصلية قضايا ونظرات، على موقع مركز الحضارة للدراسات والبحوث، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/qhKa5

[2] ما هو التجسس الإلكتروني وماهي اساليبه وطرق مكافحتها؟، سايبر وان، 3 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 30 نوفمبر2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/v83zx

[3] التجسس الإلكتروني.. كيف تقوم الإستخبارات باختراق الهواتف وأجهزة الكمبيوتر؟، وحدة الدراسات والتقارير، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، 3 أكتوبر 2020، تاريخ الاطلاع 30 نوفمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/dXgZ2

[4] إدوارد سنودن هو خبير كمبيوتر محترف أميركي الأصل، وعميلٌ سابق في الوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية، وكشف تورط وكالة الأمن القومي في بعض ممارسات المراقبة المحلية، التي كان يعتقد أنها تنتهك الخصوصية، نشر الأدلة التي وصل إليها وكانت من أكبر فضائح التجسس على المستوي العالمي.

[5] محمد عادل، برنامج التجسس “بيغاسوس” تحت المجهر، موقع الشرق، 23 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 15 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/3UmGO

[6] بعد فضيحة بيغاسوس.. شركة إسرائيلية طورت أداة تمكنها من اختراق هواتف آيفون، موقع الجزيرة، 13 سبتمبر 2021، تاريخ الاطلاع 15 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/LQicJ

[7] محمد عادل، برنامج التجسس “بيغاسوس” تحت المجهر، مرجع سابق.

[8] قاتل بلا أثر.. من هو الجاسوس الإسرائيلي بيغاسوس الذي يثير الفوضى في العالم؟، موقع ميدان، 14 أغسطس 2021، تاريخ الاطلاع 15 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ZzyjY

[9] كيف يعمل برنامج التجسس بيجاسوس وهل فعلا أغلقته الشركة الإسرائيلية؟، موقع الجزيرة،21 يوليو 2021،  تاريخ الاطلاع 12 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/GcJEK

[10] المرجع السابق.

[11] ما هو برنامج “بيجاسوس” الإسرائيلي للتجسس.. ولماذا يعد أقوى نظام لاختراق الهواتف في العالم؟، عربي بوست، بتاريخ 20 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 12 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/QNfSC

[12] كيف يعمل برنامج التجسس بيجاسوس وهل فعلا أغلقته الشركة الإسرائيلية؟، 21 يوليو 2021، موقع الجزيرة، تاريخ الاطلاع 12 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/GcJEK

[13] المرجع السابق.

[14] شيماء عبد المنعم، ما هو برنامج التجسس الإسرائيلي “بيجاسوس”؟ وكيف يخترق الهواتف الذكية؟، صدي البلد، بتاريخ، 21 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 12 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/yNWRR

[15] خبير لـDW عربية: برنامج “بيجاسوس” التجسسي ذكي جدا وكشفه صعب، موقع DW، بتاريخ 21 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 12 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/g1gwm

[16] بيغاسوس” ليس البرنامج الوحيد الذي تستعين به الحكومات للتجسس.. هناك غابة شاسعة لسوق التجسس، عربي بوست، 23 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 3 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/tY8yk

[17] فضيحة بيغاسوس: دعاوى قضائية وتحقيقات ونفي اتهامات، فرانس 24، 23 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 1 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ALlLi

 [18] للمزيد حول ضحايا برنامج بيجاسوس، انظر:

  • الولايات المتحدة تدرج NSO الإسرائيلية مصممة برنامج بيجاسوس على القائمة السوداء، الخليج الجديد، 3 نوفمبر 2021، تاريخ الاطلاع 1ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/CLavy
  • ما الذي نعرفه عن برنامج التجسس الإسرائيلي “بيجاسوس” حتى الآن؟، يورونيوز، 19يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 12 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/S8B28

[19] من يتجسس على من.. كيف استعان زعماء ببرنامج “بيجاسوس” الإسرائيلي لمراقبة خصومهم وحتى عائلاتهم؟، عربي بوست، 18 نوفمبر 2021، تاريخ الاطلاع 2 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/BWXdq

[20] قضية برنامج التجسس بيغاسوس: فرنسا تندد بوقائع “صادمة وخطيرة للغاية”، فرانس 24، 17 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 2 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/BeUba

[21] للمزيد حول استخدام بيجاسوس في المكسيك، انظر:

  • مسؤول: حكومة المكسيك الحالية لم توقع عقود شراء برنامج التجسس بيجاسوس ، يورونيوز، 21 يوليو2021، تاريخ الاطلاع 2 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/YENaH
  • النيابة المكسيكية تفتح تحقيقًا في استخدام محتمل لبرنامج “بيغاسوس” داخل الحكومة، مونت كارلو العربية، 21 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 2 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/0JpRK

[22] قضية بيغاسوس: النيابة العامة المجرية تحقق في الاتّهامات الموجّهة إلى الحكومة، يورونيوز، 22 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 2 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/HdH0y

[23] ميراندا پاتروسيك وكيلي بلوس، تسريبات “بيغاسوس”- آذربيجان: صندوق حديد ربما يحمي خديجة من التجسس، موقع درج، 19 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 6 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/nXDMd

[24] بيغاسوس: محكمة هندية تحقق في استخدام برنامج التجسس الإسرائيلي لاختراق هواتف مسؤولين، بي بي سي عربي، 27 أكتوبر 2021، تاريخ الاطلاع 6 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/drjQL

[25] باكستان تطالب بالتحقيق في تجسس الهند عليها عبر “بيغاسوس”، وكالة الأناضول، 23 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 6 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/K12aF

[26] أبرز الدول التي كانت ضحية فضيحة “بيجاسوس”، موقع DW، بتاريخ 23 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 21 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/SyCpV

[27] للمزيد حول تجسس إسرائيل على الفلسطينيين، انظر:

  • “إسرائيل” استخدمت “بيغاسوس” للتجسس على منظمات فلسطينية، موقع الميدان، 8 أكتوبر 2021، تاريخ الاطلاع 7 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/vJh3M
  • منظمات: اختراق أجهزة نشطاء فلسطينيين ببرنامج “بيغاسوس”، موقع DW، 8 نوفمبر 2021، تاريخ الاطلاع 7 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/KTl4f

[28] 16 دولة عربية شملها التجسس ببرنامج “بيغاسوس”.. ما التفاصيل؟، موقع الجزيرة، 15 أكتوبر 2021، تاريخ الاطلاع 7 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/wwkXq

[29] إسرائيل تؤكد لفرنسا أنّها تتعامل “بجدية” مع قضية بيجاسوس، مصراوي، 29 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 12 أكتوبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/qEkub

[30] ردود أفعال دولية متابينة على فضيحة بيغاسوس.. دعاوى تشهير وتحقيقات، موقع DW، 23 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 8 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ZFouc

[31] ملف “بيغاسوس”: هل تجسست الأجهزة المغربية على الملك محمد السادس وعائلته؟، مونت كارلو الدولية، 20 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 8 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/cpAJK

[32] برنامج تجسس لشركة إسرائيلية يثير ردود فعل دولية، بي نيوز، 22 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 8 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ltv6r

[33] المرجع السابق.

[34] أول در فعل عملي على فضيحة “بيغاسوس”.. “أمازون” تفصل خوادم الشركة الإسرائيلية صاحبة برنامج التجسس، موقع لكم، 21 يوليو 2021، تاريخ الاطلاع 8 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/coZMd

[35] للمزيد حول رد الفعل الأمريكي على فضيحة بيجاسوس، انظر:

  • أمريكا تدرج شركة إسرائلية على القائمة السوداء، موقع البصيرة العربية، 4 نوفمبر 2021، تاريخ الاطلاع 8 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/EQRj9
  • لعنة بيجاسوس.. إدراج شركتين إسرائيليتين على القائمة السوداء الأمريكية، العين الإخبارية، 3 نوفمبر 2021، تاريخ الاطلاع 8 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/eyAtM

[36] واشنطن تضيف الشركة الإسرائيلية المصممة لبرنامج بيغاسوس للتجسس إلى لائحتها السوداء، فرانس 24، 3 نوفمبر 2021،تاريخ الاطلاع 10 ديسمبر 2021،  متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/dYeN3

[37] لوتشيانو فلوريدي، الثورة الرابعة: كيف يعيد الغلاف المعلوماتي تشكيل الواقع الإنساني، ترجمة: لؤي عبد لمجيد السيد،  سلسلة عالم المعرفة، (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سبتمبر 2017)، ص ص 145- 147.

[38] فضيحة “بيغاسوس”: لا يوجد نظام آمن!، موقع DW، 3 أغسطس 2021، تاريخ الاطلاع 1 ديسمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/rKYWW

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى