مقاومة غزة ودلالات عشرة أعوام من الحصار

مقدمة:

بدأ الحصار الإسرائيلي بشكل جزئي على غزة بعد الانتخابات التشريعية والتي حصلت فيها حركة حماس على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في 2006، ومع تصاعد الخلاف الفلسطيني-الفلسطيني، وسيطرة حماس على قطاع غزة في 2007، أحكمت إسرائيل الحصار على غزة من البر والجو والبحر، حيث أعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي غزة “كيانٌ مُعادٍ” في سبتمبر 2007، وطبقًا لهذا الإعلان فإن إسرائيل ليست ملزمة بموجب القانون الدولي بتقديم أي خدمات لسكان غزة، حيث اعتمدت إسرائيل على تكييف الحصار قانونيًا لتطبيقه على غزة وفق زعمها، فالحصار عمل عدواني ينفذ في الحروب، ويمكن للدول محاصرة الدول الأخرى المعادية رسميًا للدفاع عن نفسها أو إذا أقر مجلس الأمن ذلك للحفاظ على السلم والأمن العالميين[1]؛ ليدخل القطاع مع بداية 2017 عامه العاشر من الحصار.
والبعض يرجع الحصار في رغبة إسرائيل حصار حركة حماس على الصعيدين السياسي والعسكري، فعلى المستوى السياسي تخوفت إسرائيل من صعود حماس، خاصة بعد سيطرتها على غزة وعجز حركة فتح عن تقديم نفسها كبديل في القطاع، أما على المستوى العسكري فتزايد قدرة حماس العسكرية وزيادة قدرة صواريخها المصنعة محليًا تعد من أهم أسباب الحصار، خاصة بعد عملية أسر حماس للجندي جلعاد شاليط في 2006، حيث وصف بعض المسؤولين الإسرائيليين الحصار بأنه حرب اقتصادية شاملة من أجل الضغط على السكان لإضعاف الحكومة في القطاع[2]. وإذا كان ربط شدة واستمرار الحصار بالموقف من حماس حقيقية لا تنكر، فإن أصل الحصار يعود إلى الاحتلال نفسه كحقيقة تحاصر فلسطين كيانًا وشعبًا وقضية. وما شهدته الضفة وغيرها منذ أوسلو1993 وإلى اليوم يؤكد أن القضية أكبر من حماس.
والجانب المؤلم من الحصار لم يكن بحالٍ ما يفعله الاحتلال الصهيوني، بقدر ما جاء من الجانب المصري، الذي قاد العرب والفلسطينين عقودًا من أجل قضية فلسطين، ثم تحول في عهد حسني مبارك إلى شريك في إهدارها وحصارها؛ وبالأخص؛ حصار عزة. لقد شارك نظام مبارك في سنواته الخمس الأخيرة في تشديد الحصار على غزة من جهته وجعل من قضية معبر رفح الحدودي آيه على هذا الانقلاب غي عقيدته السياسية تجاه فلسطين لا غزة وحدها.
ولقد أصبح الحصار أسوأ بمراحل مع تغيير النظام المصري في يوليو2013 ، وما أعقب ذلك من هجمات استهدفت مقارَّ أمنية في شبه جزيرة سيناء المتاخمة للحدود مع قطاع غزة، حيث شددت السلطات المصرية من إجراءاتها الأمنية على حدودها البرية والبحرية مع القطاع، حيث طالت تلك الإجراءاتُ شبكة الأنفاق.
وباشرت آليات تابعة للجيش المصري، في أكتوبر 2014، بمدّ أنابيب مياه عملاقة على طول الحدود مع غزة في محاولة للقضاء على “أنفاق التهريب” المنتشرة أسفل الحدود المصرية مع القطاع، عن طريق إغراقها بمياه البحر.[3] هذا بالإضافة إلى غلق معبر رفح بشكل يكاد يكون دائمًا مع بعض الاستثناءات لأيام قليلة في السنة، ووفقًا لإحصائيات وزارة الداخلية الفلسطينية، كان عام 2015 الأسوأَ في عمل معبر رفح منذ عام 2009؛ إذ لم يُفتح سوى 22 يومًا استثنائيًا، وعلى فترات متفرقة، أما في عام 2016 فتم فتح المعبر 35 يومًا فقط للحالات الإنسانية، والمرضى وحاملي الإقامات والجوازات الأجنبية[4].
بدأت إسرائيل حصارها لما يقرب من مليوني شخص موجودين في قطاع غزة مع عدم توافر أي وسيلة للهرب من ذلك الحصار، حيث قامت إسرائيل بانتهاك القانون الإنساني الدولي من خلال تقييد حركة التجارة والناس، وكان لذلك العديد من الآثار على مختلف الجوانب الحياتية للناس في غزة. ويتمثل جوهر الأزمة في الحرمان من الحقوق الأساسية لسكان غزة وتدهور مستويات معيشتهم بسبب استمرار التدهور الاقتصادي الذي يزيد من حدة الفقر بالإضافة إلى زيادة حجم البطالة؛ والانخفاض المطرد في حالة البنية الأساسية وفي مجالات الرعاية الصحية والتعليم والصرف الصحي.
كما واجه قطاع غزة ثلاث حروب شنتها القوات الإسرائيلية خلال سبع سنوات (الأولى حرب الفرقان/ الرصاص المصبوب في أواخر 2008 وبداية 2009 واستمرت 23 يومًا، الثانية حجارة السجيل/ عمود السحاب نوفمبر 2010 واستمرت ثمانية أيام، والثالثة العصف المأكول/ الجرف الصامد في يوليو واستمرت ستة أيام 2014)[5] مما زاد من آثار الحصار على كل من البنى التحتية وقدرة الاقتصاد الغزاوي على التعافي، بالإضافة إلى الإضرار بالقطاعات التعليمية والصحية مع عدم استطاعة غزة إعادة الأعمار.
تدور هذه الورقة حول نتائج الحصار على قطاع غزة على الصعيد الإنساني الحقوقي وسبل مقاومة هذا الحصار من الناس، سواء من الداخل أو من الخارج، لتنقسم الورقة إلى: أولًا الحصار ونتائجه خاصة في قطاعات الكهرباء والاقتصاد وإعادة الإعمار وحركة المعابر والمياة والصحة، ثانيًا مقاومة الحصار: نماذج من الداخل ومن الخارج.

أولًا- الحصار الإسرائيلي على غزة ونتائجه:

ويشمل الحصار الإسرائيلي على غزة الآتي: غلق المعابر التجارية، وفرض قيود على استيراد المواد الصناعية والزراعية ومواد البناء، وتعليق جميع الصادرات، وخفض كميات الوقود المسموح لها بالدخول لتوليد محطة الكهرباء، بالإضافة إلى البنزين والديزل وغاز الطهي، وفرض حظر تام على حركة الناس في معبر إيريز وهو المعبر الموصل للضفة إلا في الحالات الإنسانية، وخفض مناطق الصيد، و خفض مساحات الأراضي المزروعة، وفرض قيود على التحويلات المالية إلى بنوك غزة[6]. وستتناول الورقة آثار الحصار على القطاعات المختلفة في غزة:
1- قطاع الكهرباء
تعيش غزة أزمة كهرباء متفاقمة للعديد من الأسباب أهمها الحصار الإسرائيلي إلا أنها لم تبدأ معه، بل بدأت مع تشكيل قطاع الكهرباء وتبعيته للسلطة في رام الله، عقب فوز حماس في الانتخابات التشريعية في 2006 وزيادة الخلاف الفلسطيني-الفلسطيني ومع صعود حماس لسدة الحكم في 2007، وزادت حدة الأزمة مع فرض رام الله ضرائب على الكهرباء حيث زادت النسبة بين سعر الكهرباء في غزة عنه في إسرائيل بنسبة 165%[7]، وبدأت الأزمة تتفاقم بشدة مع تدمير الطائرات الإسرائيلية محطة التوليد الوحيدة في القطاع، حينها استطاعت الحكومة في غزة التخفيف من حدة أزمة الكهرباء، بسبب إمداد مصر لمدينة رفح بـ25 ميغاوات، ولكن نتيجة الاشتباكات الدائرة بين الحكومة المصرية والمسلحين في سيناء أصبحت خطوط الكهرباء المصرية تنقطع بشكل مستمر مما زاد من حدة أزمة الكهرباء.
وتفاقمت الأزمة مع زيادة عدد السكان بنحو نصف مليون نسمة خلال السنوات العشر الأخيرة، والزيادة الطبيعية في المنشآت الصناعية، إضافة إلى زيادة أسعار الوقود العالمية، وعدم وجود السيولة المالية الكافية لشراء السولار، حيث بلغ عجز الطاقة قرابة 400 ميغاوات، في حين يحتاج القطاع إلى 600 ميغاوات، وذلك بحسب ما نشرته دائرة العلاقات العامة والإعلام بشركة توزيع الكهرباء؛ ما أدى إلى تناقص عدد الساعات التي تصل فيها الكهرباء إلى سكان غزة من 12 إلى 8 وأخيرًا 4 ساعات[8].
2- الاقتصاد:
وكان للحصار الإسرائيلي -بالإضافة إلى غلق معبر رفح- تأثير كارثي على اقتصاد غزة الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات والتي قيدتها إسرائيل. فبحسب وزارة الاقتصاد في غزة، فإن الحصار يتسبب بخسائر قيمتها مليون دولار يوميًا على كافة الأنشطة الاقتصادية، وانخفاض الناتج المحلي بنسبة 50%، أما بالنسبة للصناعات التحويلية انخفضت بنسبة ـ77,5% نتيجة اعتمادها على حركة التصدير[9]، وفيما يتعلق بالزراعة فلا يستطيع المزارعون الوصول إلى 35% من أراضيهم لأنها تقع في المناطق صعبة الوصول، بالإضافة إلى تحديد عدد أميال الصيد البحري مما وضع العديد من المزارعين والصيادين تحت خط الفقر وأصحبوا يحتاجون إلى المساعدات المالية، مما فاقم الأزمات في العديد من الملفات الاقتصادية الهامة في غزة ومنها:
أ‌- البطالة:
وبقراءة البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، نجد أن عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة حوالي 218 ألفًا، بنسبة وصلت إلى 43.2% مقابل 19.6% في الضفة المحتلة؛ منهم 76% من الشباب[10]، فحسب البنك الدولي فإن نسب البطالة في غزة تعد الأعلى عالميًا.
ويمكن إرجاع ذلك الارتفاع غير المسبوق في معدلات البطالة إلى الحروب الثلاث التي واجهها القطاع وأدت إلى تعطل آلاف العمال بعد تدمير المنشآت الاقتصادية التي يعملون بها، بالإضافة إلى تأخير عملية الإعمار، وهو ما أثّر على كافة القطاعات الاقتصادية العاملة في تلك المجالات، وقضى بها إلى الإغلاق أو الإفلاس[11].
ب‌- الفقر وانعدام الأمن الغذائي
تُشير تقديرات الأونروا إلى ارتفاع معدلات الفقر والفقر المدقع في غزة لتجاوز 65%، حيث تجاوز عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من الأونروا والمؤسسات الإغاثية الدولية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 80%من سكان قطاع غزة. وطبقًا للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة فإن العديد من الأسر في غزة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وتنفق الأسر الغزاوية معظم دخلها على الغذاء، فـ44% من الأسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي، و16% معرضة له[12].
3- عملية إعادة الإعمار
أثبتت عملية إعادة الإعمار فشلها في قطاع غزة خاصة بعد تعذر وصول أموال وتعهدات المانحين التي أقروها على طاولة مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة بتاريخ 12 أكتوبر الأول 2014 والبالغة 5.4 مليارات دولار مِنحًا، جزء منها لإعادة الإعمار وآخر لدعم السلطة[13]. ولم تفلح آلية إعادة الإعمار الحالية في ترميم الدمار الهائل في غزة بعد ثلاث حروب تحت الحصار، فلم يتم إعادة إعمار إلا 11% من الوحدات السكنية المدمرة.
أما فيما يتعلق بالمانحين لإعادة إعمار غزة فهم غير ملتزمين بإرسال منحهم رغم ما يعلنون عنه في مؤتمرات إعادة الإعمار؛ حيث لم يصل منها إلا 37% من حجم المنح المتعهد بها، بالإضافة إلى أن آلية الحصار الإسرائيلي تجعل من الصعب إعادة الإعمار، وبحسب التقارير فإن حاجة قطاع غزة من الأسمنت يوميًا تصل إلى 10 آلاف طن لا يدخل منها سوى 2000 طن في حال فتح المعابر، وذلك لأن الأسمنت من أهم السلع الممنوعة من الدخول إلى القطاع[14].
4- تضييق حركة المعابر
قامت السلطات الإسرائيلية بإغلاق كل المعابر إلى قطاع غزة مع استثناءات يومية أو أسبوعية طبق خطة محددة سلفًا لحركة البضائع والناس، والمعابر هي: معبر المنطار (كارني) أُغلق مع بدء الحصار، فلا يفتح إلا أيامًا محدودة بالإضافة إلى أنه في حال فتحه فإن البضائع يتم تفتيشها مرتين مما يضيع الكثير من الوقت ويتلف العديد من البضائع، أما معبر بيت حانون (إيريز) وهو معبر للحركة البشرية ويتم التضييق على الغزاويين في حركة الدخول والخروج من القطاع، ومعبر العودة (صوفا) وهو معبر تجاري صغير مخصص لمواد البناء ومن الممكن أن يعمل بدلًا من معبر المنطار، ومعبر الشجاعية (ناحال عوز) وهو معبر مخصص لنقل الوقود ومنذ أكثر من عشر سنوات لم يتم نقل الاحتياج الغزاوي من الوقود إذ دائمًا ينقل بشكل ناقص أو لا ينقل على الإطلاق، ومعبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) وهو معبر تجاري بين إسرائيل والقطاع وأحيانًا يفُتح لحركة الناس ومنذ الحصار تعرض للإغلاق مرارًا، أما بالنسبة لمعبر رفح وهو معبر تحت السيطرة الفلسطينية المصرية بمراقبة أوروبية ومنذ 2013 وهو مغلق بشكل كامل إلا في استثناءات كما سبق الإشارة[15].
وبحسب مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، خرجت من غزة 453 شاحنة محملة بالبضائع في الربع الثاني من عام 2016، مقارنةً بـ595 شاحنة في الربع الأول من نفس العام؛ ما يُشير إلى تراجع كبير في ظل الأرقام المرصودة عام 2000 والتي تُشير إلى أنه في الشهر الواحد كانت تخرج من غزة ما معدله 1,271 شاحنة (صادرات)؛ لكنها ما لبثت أن انخفضت في عام 2007 بسبب الحصار الإسرائيلي إلى 481 شاحنة في الشهر، واستمر التراجع عامًا بعد عام حتى وصل للمعدلات الحالية.
وعلى مدار العام بقيت إسرائيل تمنع دخول العديد من السلع والبضائع والمواد الخام والمعدات والآليات والماكينات، وعلى رأسها مواد البناء، والتي تدخل فقط وبكميات مقننة وفق خطة روبرت سيري لإدخال مواد البناء (الأسمنت – الحصمة – الحديد – البوسكورس).
5- المياه:
ونتيجة للحصار فإن نظم كل من المياه والصرف الصحي تأثرت بشكل كبير نتيجة للسياسات الإسرائيلية، فوفقًا لتقرير الأونروا لعام 2014، “يحصل 50%من سكان قطاع غزة على إمدادات المياه الجارية لمدة ست إلى ثماني ساعات مرة كل أربعة أيام فقط و30٪ يحصلون على الماء لمدة ست إلى ثماني ساعات مرة كل ثلاثة أيام فقط. وقد خفضت وحدات تحلية المياه مستويات تشغيلها بحوالي 40٪ منذ بداية عام 2014″[16]. هذا بالإضافة إلى زيادة نسبة المياه الملوثة في مياه غزة الجوفية حيث تصل إلى 97% بسبب دخول مياه البحر ومياه الصرف الصحي مما يزيد من نسبة تعرض السكان للعديد من المخاطر الصحية، ومما يزيد الوضع سوءًا أن 85% من مصادر المياه الفلسطينية يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي[17].
6- الصحة:
نتيجة إصرار إسرائيل على منع الاستيراد فإن القطاع الصحي في غزة يعاني نتيجة نقص كل من المسلتزمات الطبية والأدوية وقطع الغيار، وإن تم دخولها للقطاع فهي تكون إسرائيلية المنشأ في تعمد واضح من إسرائيل لأن تكون غزة سوقًا لسلعها هي فقط، ومن جانب آخر تمنع إسرائيل دخول مواد البناء مما يقلل من كفاءة القطاع الصحي نتيجة إغلاق العديد من المستشفيات نتيجة عدم القدرة على ترميمها خاصة بعد ثلاث حروب شنتها إسرائيل على غزة[18].
ويزداد الوضع سوءًا مع كل حرب في قدرة المستشفيات في غزة على علاج الحالات المرضية والمصابين جراء القصف، حيث يزداد العجز في الأدوية والمستلزمات الطبية ونقص في الكادر البشري هذا من جانب، وعلى الجانب الآخر فإن استمرار غلق معبر رفح والتضييق على الأنفاق يجعل الوضع كارثيًا[19].
يتضح من العرض السابق أن الوضع على شفا كارثة إنسانية في غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلي وتجاوزه مدة السنوات العشر، خاصة مع وقف المساعدات الدولية المباشرة للحكومة في غزة واقتصارها على المنح الموجهة لمؤسسات المجتمع المدني عكس ما كان يحدث قبل انتخاب حماس في 2006، وكما قال أحد المسؤولين الإسرائيلين “نحن نريد أن يخسر الفلسطينيون الوزن لا أن يموتوا من الجوع”[20]، وذلك الوضع يطرح سؤال الاستجابة: كيف يتفاعل الناس في غزة مع ذلك الحصار؟ وهل كان لهذا الحصار آثار على المقاومة؟ وما هي محاولات كسر الحصار؟

ثانيًا مقاومة الحصار على غزة:

تنقسم مقاومة الحصار على غزة إلى مقاومة داخلية وتنقسم هي الأخرى إلى مقاومة عسكرية ومقاومة مدنية، وهناك مقاومة خارجة تتمثل في الحراك الدولي وظاهرة سفن كسر الحصار، وهو ما سيتم تناوله:

1- المقاومة الداخلية:
كما سبق الذكر فإن الحصار على غزة فرض في البداية في محاولة لكسر المقاومة العسكرية لحركة حماس، وعقابًا لغزة –أوبالأحري الفلسطنيين- على انتخابهم حماس في الانتخابات التشريعية ومن ثم استيلاء الأخيرة على السلطة في غزة، ويشكل استمرار المقاومة العسكرية في القطاع أحد أهم الإشكاليات الإسرائيلية.
أ‌- المقاومة العكسرية:
يجب التأكيد على أن المقاومة العسكرية لحركة حماس غاية في المرونة، وتنقسم إلى إطلاق الصواريخ، وعمليات اختطاف للجنود الإسرائيليين، وظهرت أخيرًا الأنفاق[21]؛ ففي الحرب الأخيرة في 2014 استطاعت كتائب القسام أن تثير قلق إسرائيل بفكرة شبكة الأنفاق المخترقة لخطوط العدو الأمامية وقدرتها على نقل الحرب في داخل المستوطنات الإسرائيلية، وتنقسم الأنفاق إلى ثلاثة أنواع: الأنفاق الهجومية وهي التي تحفر على طول الحدود، الأنفاق الّتي تستخدم لإطلاق الصواريخ، إضافة إلى الأنفاق التي تستخدم من أجل تنقل عناصرها وقياداتها بين المناطق المختلفة والاحتماء من القصف الإسرائيلي والتي تكون داخل المدن[22]. وأثارت الأنفاق الرعب في 2014 بشكل خاص عندما خرج 13 مقاتلًا من حماس من داخل أحد الأنفاق، واشتبكوا مع قوة إسرائيلية، لأنهم كانوا يخططون للوصول إلى كيبوتس نيرعام ومدينة سديروت الإسرائيليتين.[23]
أما بالنسبة لعمليات الخطف، فكان لخطف جلعاد شاليط كبير الأثر في الضغط على إسرائيل وكانت صفقة الإفراج عنه تضمنت الإفراج عن 450 معتقلًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد؛ والإفراج عن جميع النساء المعتقلات في السجون الإسرائيلية وعددهن 30 سيدة؛ والإفراج عن جميع المعتقلين من كبار السن، وجميع المعتقلين المرضى، وعن معتقلين من مدينة القدس وعددهم 45 معتقلًا؛ الإفراج عن ستة معتقلين من فلسطينيي 48، مع العلم أن إسرائيل كانت تعارض بشدة الإفراج عن أي معتقل من القدس ومن فلسطينيي 48، لأنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية. ونتيجة لذلك كررت المقاومة خطف الجنود الإسرائيليين في حرب 2014 وتم أسر شاؤول آرون[24].
أما عمليات إطلاق الصواريخ وهي الذريعة الأساسية في الحصار، ففي 2016 قامت كتائب القسام بعمل تجارب صاروخية لإيصال رسالة مفادها أن قدرات حماس الصاروخية قد تم تطويرها من حيث مدى المسافة والقوة التفجيرية وآليات الإطلاق والسقوط، من أجل توضيح أن الصواريخ قد تفادت الأخطاء التي وقعت في الحروب السابقة[25].
وبجانب كتائب القسام يوجد العديد من حركات المقاومة التي اثبت وجودها في المقاومة العسكرية في الحروب الإسرائيلية الماضية ومنها: سرايا القدس وهي الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وتمتلك صواريخ وأسحلة مضادة للدروع، وألوية الناصر صلاح الدين ولها العديد من القدرات التسليحية[26]، وأظهرت حركات المقاومة دور بطولي في التصدي للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة في 2014[27].
وفي المجمل فإن المقاومة العسكرية مستمرة برغم الحصار المفروض – حسبما تؤكد إسرائيل أنه فرض من أجلها – بأشكال وطرق مختلفة ومتنوعة، وقد أكدت حركة حماس على استعداد المقاومة في مساندة انتفاضة القدس (انتفاضة الطعن) وما زال المقاومون يتدربون في حال حدوث انفلات في وضع غزة والقدس[28].
ب- المقاومة المدنية:
والمقصود بها هنا المقاومة غير العسكرية، وهي تتشعب بشكل كبير في غزة، فمنها الأنفاق على الجانب المصري والتي تستخدم في تهريب البضائع الممنوعة من الدخول، حيث زادت الأنفاق التي حفرت في 2010-2011 بشكل كبير، وفي تلك الفترة انخفضت أسعار السلع بشكل كبير نتيجة لتجارة التهريب عن طريق الأنفاق، حيث زادت نسبة الواردات المهربة عن طريق الأنفاق بنسبة 60% بين أعوام 2008-2010ـ[29]، ونتيجة لازدهار التجارة في الأنفاق فقد فرضت الحكومة في غزة جمارك وضرائب على البضائع المهربة من أجل تسديد رواتب الموظفين في الحكومة والتي عادة ما تؤخرها إسرائيل بالشهور. ومن جانب آخر، فعملية إنشاء الأنفاق توفر العديد من الوظائف للعمال في القطاع، فيعمل نحو 12 ألف عامل فلسطيني في حفر الأنفاق رغم المخاطر وذلك نتيجة لتصاعد معدلات البطالة نتيجة للحصار الإسرائيلي[30].
تفاعل أهل غزة مع الحصار بمبادرات لكيفية التعايش وحل الأزمات بشكل جزئي في بعض القطاعات المتضررة مثل: استخدام الألواح الشمسية لتوفير الكهرباء، محاولة الأسر لزراعة احتياجاتها الزراعية في المساحات المختلفة، وتقوم منظمة الغوث والعون للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بإنشاء مدارس تدار بالطاقة الشمسية مع إشراك المدرسين والطلبة وأولياء الأمور في عملية إنشاء المدارس، مع محاولات زراعة أسطح المدارس، وبالإضافة إلى فتح قنوات تعليمية على قناة يوتيوب للتعليم عن بعد ليصل التعليم إلى المناطق المتضررة في القطاع[31]، ومن جانب آخر تنتشر المكتبات المتنقلة والتي تهدف إلى نشر المعرفة إلى المناطق المتضررة جراء الحروب الثلاث في قطاع غزة والتي لم يتم إعمارها[32]، وذلك للمساهمة في تخفيف حدة الحصار على العملية التعليمية.
2- المقاومة الخارجية:
يجب التأكيد على أن الفاعل الأساسي الخارجي هو المجتمع المدني وليس الدول والحكومات، فالأخيرة تجعل الأمر أسوأ وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى المساعدات العسكرية والدبلوماسية التي تمنحها إلى إسرائيل، تقوم الولايات المتحدة بمنع إصدار أي قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن.
أما على جانب محاولات كسر الحصار فقامت حملات سفن لهذا الغرض، فقامت سفن عديدة من مختلف الدول العربية والغربية بمحاولات كسر الحصار عن قطاع غزة عن طريق البحر؛ لأنه المنفذ الوحيد في ظل إغلاق كل من مصر وإسرائيل المعابر، بعضها نجح في الوصول محملًا بمساعدات وبروح تضامنية مع سكان القطاع، والبعض الآخر اعترضته قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأولى تلك السفن كانتا سفينتي الحرية وغزة الحرة واللتان وصلتا شواطئ غزة في أغسطس 2008. وعلى مدار السنوات العشر الماضية سمحت إسرائيل لسبع سفن محملة بالمواد الإغاثية بالوصول إلى شواطئ غزة وهي: سفينة لجنة الإغاثة الإنسانية في مصر 2008، الأمل 2008، الكرامة 2008، ديجينتي 2008، الكرامة (2) 2008، ماريان 2015، ليدي ليلي2016، ثم منعت إسرائيل وصول العديد من السفن إلى غزة وهي: المروة الليبية 2008، سفينة العيد 2008، الكرامة (3) 2009، الإخوة اللبنانية 2009، روح الإنسانية 2009، أسطول الحرية (1) وهو الأشهر نتيجة قتل القوات الإسرائيلية عشرة ناشطين كانوا على متن سفينة مرمرة التركية، سفينة الأمل 2010، أسطول الحرية (2) 2011، التحرير والحرية 2011، أستيل 2012، سفينتا الزيتونة والأمل[33].
وفي الختام فالسؤال المطروح حاليًا: ما هي دلالات الحصار على المقاومة في غزة؟ وهنا يجب التأكيد على أنه وبالرغم من تمسك إسرائيل بتعريف الحصار في القانون الدولي لتبرير حصارها على غزة إلا أن تبريرها هذا ملفق ومرفوض من منظور القانون الدولى نفسه، لأنه وعلى رغم من تمسك إسرائيل بقولها إن انسحابها في 2006 من غزة يعفيها من أي مسئولية تجاه سكانها، إلا أنه قانونيًا مسئولة عن تسهيل حياة الناس نتيجة سيطرتها على الجوانب الرئيسية لحياة سكان غزة والتي من ضمنها الاعتماد الكامل لاقتصاد غزة على إسرائيل، بالإضافة إلى أن الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل حاليًا وهو يعد من أنواع العقاب الجماعي الذي يحرمه القانون الدولي حتى وإن وصفت إسرائيل غزة ككيان معادٍ، فلا يجوز منع المواد الغذائية والمستلزمات الطبية التي تمنعها إسرائيل، ومن جانب آخر مسئوليتها عن السكان المدنيين أثناء الحروب الثلاث الماضية في ظل الحصار وعدم اتخاذها أي تدابير وقائية للحيلولة دون وصول القصف والتدمير[34]، وهذا من حيث الجانب القانوني.
أما من حيث الجانب العسكري، فنجد أن حركة المقاومة -وبالرغم من تضافر العديد من العوامل لكسر شوكتها، فهي بين حصار إسرائيلي بتعاون مصري وبموافقة فلسطينية ضمنية في الضفة، وسكوت دولي شبه كامل- إلا أنها استطاعت التعامل مع السياقات المفروضة عليها ونجحت في الاستمرار والتطوير، فالعروض العسكرية التي تنظمها كتائب القسام في غزة تدل على فهم الحركة المقاومة لدورها الفعال في صد الهجمات الإسرائيلية على القطاع، بالإضافة إلى تعلمها من الأخطاء التكتيكية والفجوات التقنية التي وقعت في الحروب السابقة وذلك في ظل محدودية الأدوات والآليات المتاحة لها في ظل الظروف الحالية.
وعلى الجانب الإنساني فهناك شقان: الأول- تعايش سكان القطاع مع الحصار ومحاولاتهم التكيف مع أزماته بأشكال مختلفة ومتعددة، يوضح الرؤية المتأصلة لدى سكان القطاع بأهمية المقاومة وتفهمهم لظروفها، فصمودهم مقاومة، وحياتهم في حد ذاتها مقاومة لاحتلال وحصار طال انتظار انتهائهما؛ والشق الثاني هو الحركات الدولية والإقليمية التي تسعى بكل الطرق لفك الحصار والذي يتضح منه تفهم تلك الحركات للوضع الإنساني المتأزم الذي تعيشه غزة، ورفضهم له ومحاولة تغييره باطراد على الرغم من التضييق الإسرائيلي وعدم السماح بالمرور، بل وأحيانًا أخرى بالقتل واستمراره على مدى عشر سنوات في محاولات يراها البعض غير مجدية.
وفي النهاية، فإن أزمة غزة يتضح منها حجم أزمة الخلاف العربي سواء في الداخل الفلسطيني وعدم سعي السلطة بشكل كافٍ لوقف الحصار في مقابل طرح شروط للمصالحة وللمساعدة في وقف الحصار وذلك من أجل مصالحها السياسية، والخلاف العربي المستمر والممتد الذي يتضح منه عدم وضوح رؤية محددة للتعامل مع الحصار ليكون سكوتهم كموافقة ضمنية عليه، وأزمات الإقليم ودوله التي مرت بثورات وأزماتها في التعامل مع الثورات المضادة مما خلق حالة من الانكفاء الداخلي، بالإضافة إلى أن الاهتمام العالمي انصب على جماعات العنف في المنطقة مثل تنظيم الدولة وإغفل الأزمات الإنسانية التي يمر بها الإقليم بشكل كبير. وتُظهِر أزمة غزة التغيير الكبير في التحالفات الإقليمية وتأثيرها على التعامل مع تلك الأزمة، لتكون غزة جزءًا أساسيًا من أزمات المنطقة ولكن بدون تسليط الضوء عليها بشكل كافٍ للتعامل الفوري معها، وعلى الرغم من ذلك فإن غزة ما زالت تقاوم، وأكبر المقاومين هم الغزاويون الذين يتعايشون ويتعاملون مع الحصار بشكل يومي.

الهوامش:

* باحثة بمركز الحضارة للدراسات السياسية.
[1] Khalid Manzoor Butt and Anam Abid Butt, “Blockade on Gaza Strip: A Living Hell on Earth’’ in Journal of Political Studies, (Punjab, Lahore: Department of Political Science, Vol. 23, Issue – 1, 2016) pp.158
[2] للمزيد حول الحصار على قطاع غزة، انظر:
http://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2016/6/2/%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9

[3] للمزيد حول الحصار على غزة/ انظر الرابط التالي:
http://felesteen.ps/details/news/156473/%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D9%8A%D8%A1.html
[4] للمزيد حول أيام فتح معبر رفع، انظر الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2016/12/13/%D9%85%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%B1%D9%81%D8%AD-%D9%81%D8%AA%D8%AD-35-%D9%8A%D9%88%D9%85%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D9%85-2016
[5] للمزيد حول الحروب الإسرائيلية على غزة، انظر الرابط التالي:
http://www.noonpost.org/content/3182
[6] Khalid Manzoor Butt and Anam Abid Butt, oip. Cit, pp161.
[7] للمزيد حول أزمة الكهرباء في غزة، انظر الرابط التالي:
http://ida2at.com/electricity-crisis-gaza-fighting-the-darkness
[8] المرجع السابق.
[9] Haggay Etkes a, Assaf Zimring, When trade stops: Lessons from the Gaza blockade 2007–2010, Journal of International Economics,( Amsterdam :Elsevier,Volume 95, Issue 1, January 2015)pp26
[10] Khalid Manzoor Butt and Anam Abid Butt, oip. Cit, pp164.
[11] https://www.unrwa.org/ar/newsroom/features/%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B0-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
[12] https://paltoday.ps/ar/post/257506/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B1%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%86%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%84%D9%86%D8%B5%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
[13] للمزيد حول أزمة الاقتصاد في غزة، انظر الرابط التالي:
/http://ida2at.com/the-palestinian-economy-in-2016-highest-poverty-and-unemployment-rates/
[14] http://www.noonpost.org/content/3611
[15] للمزيد حول المعابر، انظر الآتي:
– http://www.aljazeera.net/news/arabic/2008/2/2/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%B1-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
– http://www.aliqtisadi.ps/ar_page.php?id=c2dea3y12770979Yc2dea3
– https://www.sasapost.com/palestinian-crossings/
[16] Khalid Manzoor Butt and Anam Abid Butt, oip. Cit, pp168-169.
[17] للمزيد حول أزمة غزة المائية برجاء الاطلاع على الآتي:
http://www.aljazeera.net/programs/arab-present-situation/2016/3/10/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%83%D9%84-%D9%88%D8%AD%D9%84%D9%88%D9%84
[18] Ron J. Smith, Healthcare under siege: Geopolitics of medical service provision in the Gaza Strip, Social Science & Medicine,( Amsterdam :Elsevier, issue 146 ,2015)pp335-336
[19] للمزيد حول أزمة الصحة في غزة، الاطلاع على:
-http://alresalah.ps/ar/post/122411/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A-%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%8A-%D8%A8%D8%B8%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF%D8%A7
-http://felesteen.ps/details/news/149518/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%86%D9%82%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%BA%D8%B2%D8%A9.html
[20] Tamer Qarmout and Daniel Béland, The Politics of International Aid to the Gaza Strip, Journal of Palestine Studies, (Washington: The Institute for Palestine Studies, Vol. XLI, No. 4 ,Summer 2012)pp36-37
[21] للمزيد حول الأنفاق في غزة، انظر الرابط التالي:
http://aawsat.com/home/article/158271
[22] http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/02/gaza-hamas-strategic-weapon-tunnels-against-israel.html#ixzz4d5aXZv7K
[23] http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/3/4/%D8%AE%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AA%D8%AE%D8%B7%D8%B7-%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82
[24] للمزيد حول أسر الجنود الإسرائيليين، انظر الرابط التالي:
http://www.sasapost.com/prisoner-exchange-operations/
[25] للمزيد حول قدرات حماس الصاروخية، انظر الرابط الآتي:
https://arabi21.com/story/957997/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9
[26] للمزيد حول الحركات المقاومة المسلحة في غزة، انظر الرابط التالي:
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2013/08/130819_gaza_armed_groups
[27] للمزيد من التفاصيل حول دور المقاومة في الرد على العدوان الإسرائيلي في 2014، انظر الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/encyclopedia/military/2015/7/7/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-2014
[28] من أجل تفاصيل عن قدرة حماس في مواجهة إسرائيل، انظر الرابط التالي:
http://ida2at.com/hamas-is-ready-for-a-new-war-with-israel/
[29] Nicolas Pelham, Gaza’s Tunnel Phenomenon: The Unintended Dynamics of Israel’s Siege, Journal of Palestine Studies(California: University of California Press on behalf of the Institute for Palestine Studies, Vol. 41, No. 4 ,Summer 2012)pp15
[30] للمزيد حول الأنفاق برجاء الاطلاع على الرابط التالي:
http://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/egypt/2014/11/02/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7-%D8%B4%D9%8A%D8%AF%D8%AA-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%A3%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-.html
[31] حول مدارس الأونروا وأنشطتها لتخفيف حدة الحصار، انظر الروابط التالية:
http://portal.unrwa.ps/Details.aspx?pid=253614BBAC999B38B5B60CAE531C4969
http://portal.unrwa.ps/Details.aspx?pid=C8758B517083196F05AC29810B924ACA
http://portal.unrwa.ps/Details.aspx?pid=798CEBCCB32617AD94123450FD137104
[32] للمزيد حول المكتبات المتنقلة، انظر الرابط الآتي:
http://www.huffpostarabi.com/2017/03/25/story_n_15564890.html?ncid=fcbklnkarhpmg00000001

[33] للمزيد حول سفن كسر الحصار، انظر الروابط التالية:
– http://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2016/9/22/%D8%B3%D9%81%D9%86-%D9%83%D8%B3%D8%B1-%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%A9
– http://ramallah.news/post/66532/%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D8%A3%D9%87%D8%A8-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%B3%D9%81%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%83%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%B2%D9%8A%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%A9
– http://www.dw.com/ar/%D8%B3%D9%81%D9%86-%D9%83%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%A3%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%A3%D8%AC%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/a-5807194
[34] Khalid Manzoor Butt and Anam Abid Butt, oip. Cit, pp174.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى