سياسات الولايات المتحدة: الاستمرارية والتغير خلال العام الأخير من إدارة بوش

مقدمة:

السؤال المركزي في هذا التقرير: ما هو الجديد في مسار المشروع الأمريكي في المنطقة في عام 2008 وهو العام الأخير لإدارة الرئيس الأمريكي بوش؟ وتتمثل أبرز ملامح هذا الجديد فيما يلي:
– وضوح التحالف الصهيوني الأمريكي مع مرور (60) عامًا على إنشاء الكيان الصهيوني، كذلك من الجديد:
– تصعيد الضغوط على إيران وحزب الله وحماس والتصعيد في السودان، أي التصعيد ضد تحالف مقاومة المشروع الأمريكي-الصهيوني.
– استخدام الجزرة مع المطبّعين (ليبيا) من الدول الإسلامية خصوصًا في شمال أفريقيا، مع استخدام الضغوط ضد حلفاء آخرين (سوريا وإيران) لدفعهم إلى إبداء مزيد من المرونة والاعتدال.
وهناك مستويان للإجابة عن هذا السؤال:
– المستوى الرأسي؛ من خلال رصد سياسات الولايات المتحدة تجاه القضايا المختلفة داخل العالم الإسلامي.
– المستوى الأفقي؛ أي التشبيك بين هذه السياسات على امتداد العالم الإسلامي.
ولكن ما هي مكونات الإطار النظري الذي تم الرصد بناء عليه؟
صعدت الولايات المتحدة من ضغوطها على دول العالم الإسلامي في إطار إدارتها لعدد من الملفات الساخنة في العالم الإسلامي بصفة عامة ومنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، وذلك باستخدام أدوات متعددة على صعيد المحاور التالية: الصراعات والأزمات، الإصلاح السياسى، القوة الناعمة.
ومن ثم ينقسم التقرير بين محورين أساسيين: التدخلات الأمريكية في الصراعات والأزمات الداخلية والإقليمية من ناحية أولى، ودعاوى الإصلاح السياسى وآليات القوة الناعمة من ناحية ثانية. وهما محوران أساسيان في سياسات إدارة بوش منذ عام 2000، ولكن عام 2008 يكتسب أهمية في استقصاء حال هذه السياسات وذلك في ضوء الأسئلة التالية:
هل هناك ملامح تغير أم استمرارية في هذه السياسات؟ وهل أثمرت النتائجَ المرجوة عند تدشينها؟ وما الجديد في الأدوات، والذى يتلاءم مع امتداد استراتيجية “الحرب على الإرهاب”؟ وما هو الخيط الناظم بين المواقف والسياسات الأمريكية تجاه هذه القضايا الساخنة والرخوة في العالم الإسلامي؟

أولًا- الصراعات والأزمات

فيما يتعلق بالصراعات الساخنة في العالم الإسلامي وأزماته والتى تقوم الإدارة الأمريكية بإدارتها والتدخل فيها بشكل سافر، يمكن تصنيفها في المجموعات التالية:
1. قضايا الصراع العربي-الإسرائيلي؛ وتتفرع إلى التسوية الفلسطينية-الإسرائيلية، والملف اللبناني، والملف السوري. وتبرز في هذه المجموعة ملامح استمرار المقاومة للمشروع الأمريكي-الصهيوني في المنطقة برمتها انطلاقًا من فلسطين.
2. قضايا الجوار المباشر لقلب الصراع في المنطقة؛ وهي الملف العراقي والإيراني والأفغاني والباكستاني، ومحورها الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان وتداعياته على السياسات تجاه إيران وتجاه باكستان. في نفس الوقت لا يمكن فصل هذه المجموعة عن تداعيات الصراع العربي-الإسرائيلي، فمشروع إيران الإقليمي يمتد من العراق إلى لبنان إلى فلسطين، ومن ثم فسياسة الولايات المتحدة تجاه عناصر القوة الإيرانية هي سياسة أيضًا ضد هذا المشروع وتحالفاته.
3. أمن الخليج ودارفور وتنافس المصالح من جانب الولايات المتحدة مع القوى الصاعدة وخاصة روسيا والصين والاتحاد الأوروبي.
4. شمال أفريقيا ومناوئة النفوذ الأوروبي التقليدي(*).
5. الحرب على الإرهاب وهي القاسم المشترك في سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه جميع القضايا، فهذه الحرب تمثل الإستراتيجية الأمريكية العالمية التي تنبثق عنها بقية السياسات وتنتظم في منظومة تراكمية من شرق العالم الإسلامي إلى غربه.

1- الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي:

ما يزال الموقف الأمريكي اللفظي يدعم قيام دولة فلسطينية جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، ولكن هذه الدولة بالطبع لها سمات تكفل تحقيق مصالح إسرائيل والولايات المتحدة. وفي هذا الإطار استمرت الإدارة الأمريكية في دفع الدول العربية لتحمل مسؤولياتها – كما تراها الولايات المتحدة– تجاه القضية الفلسطينية ومساعدة الشعب الفلسطيني على التوصل إلى اتفاق سلام، بنهاية العام الحالي قبل انتهاء فترة ولاية بوش، ويضمن مصالحة شاملة مع إسرائيل[1]. وذلك في إطار عدد من المبادئ الحاكمة التي تمثل أساس الرؤية الأمريكية – في ظل الإدارة الأمريكية الحالية – للصراع الفلسطيني الإسرائيلي[2]:
§ ضرورة وفاء الجانبين (الفلسطينيين والإسرائيليين) بالتزاماتهما بموجب خارطة الطريق.
§ قيام الفلسطينيين ببناء اقتصادهم ومؤسساتهم السياسية والأمنية، من أجل القضاء على الإرهابيين وتفكيك البنية التحتية المغذية للإرهاب. وحتى يستطيع الفلسطينيون القيام بهذا الأمر فإنهم بحاجة إلى مساعدة إسرائيل والمنطقة والمجتمع الدولي بأسره.
§ التوصل إلى تسوية شاملة للصراع تجعل فلسطين وطنًا للشعب الفلسطيني؛ حيث تكون هناك دولة فلسطينية قابلة للحياة، ومتصلة جغرافيًّا، وذات سيادة، ومستقلة، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لإسرائيل كوطن للشعب اليهودي. لأن تحقيق السلام بين الجانبين سيكون عاملًا حاسمًا في هزيمة قوى التطرف والإرهاب في المنطقة[3].
§ إنهاء توسيع المستوطنات وإزالة البؤر الاستيطانية غير المرخّصة.
§ دون أن يعنى كل هذا تخلى الولايات المتحدة عن التزامها بأمن إسرائيل.

مسارات السياسة الأمريكية تجاه ملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي:

منذ انعقاد مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة في نوفمبر 2007، وقد قامت الولايات المتحدة بالتعامل مع عملية السلام في الشرق الأوسط من خلال عدد من الممارسات التي تقوم في مجملها على دعم المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، وتحسين الظروف على الأرض بالنسبة للفلسطينيين، والمحافظة على التأييد الإقليمي والدولي لمحادثات السلام[4].
وقد عبرت الولايات المتحدة خلال هذا العام عن إصرار شديد على التوصل لاتفاقية سلام بين الجانبين بنهاية العام الحالي 2008، هذا المسعى الذي تم التأكيد عليه في مؤتمر أنابوليس، وقد اتضح هذا الإصرار من تكرار الزيارات التي قام بها مسئولون رفيعو المستوى في الإدارة الأمريكية إلى المنطقة، وتوجت هذه الزيارات بزيارة الرئيس الأمريكى لإسرائيل. كما قامت وزيرة الخارجية كونداليزا رايس بتسع زيارات إلى المنطقة منذ انعقاد المؤتمر، ولكن كل الجهود الأمريكية هذه باءت بالفشل حيث انخفض سقف التوقعات الأمريكية إلى مجرد التوصل إلى مخطط لاتفاق نهائي، فما تزال قضايا الحل النهائي المتعلقة بحدود الدولة الفلسطينية ومستقبل القدس والمستوطنـات الإسرائيلية في الضفة الغربية ولاجئو 1948 المعوق الأساسي للتوصل لأي اتفاق بين الجانبين[5].
وفي إطار التعامل مع هذا الملف اعتمدت سياسة الولايات المتحدة على عدد من المسارات في إدارة ممارساتها تجاه الصراع، التي يمكن بيانها على النحو التالي:

أولًا- التنسيق الإقليمي مع دول الجوار الفاعلة

حيث كثفّت الإدارة الأمريكية خلال عامها الأخير من حشد التأييد الإقليمي والدولي من أجل إنجاز تسوية للصراع بنهاية عام 2008 قبل رحيلها عن البيت الأبيض، وكانت البداية مع مؤتمر أنابوليس للسلام على عقد في نهاية عام 2007، هذا التأييد الإقليمي والدولي تنظر له الإدارة الأمريكية باعتباره يضع اللبنة الأساسية لتسوية الصراع قبل رحيلها عن سدة الحكم. ومن ثم أكد مسئوليها في أكثر من مناسبة على الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول المجاورة للصراع وضرورة أن تفي هذه الدول بالتزاماتها[6].
كما ضغطت على عدد من القوى الإقليمية لاتباع سياسات معينة تراها الولايات المتحدة مهمة من أجل إنجاز التسوية، فعلى سبيل المثال تضغط الولايات المتحدة باستمرار على مصر من أجل تأمين حدودها مع قطاع غزة، لمنع تهريب الأسلحة إلى أفراد المقاومة الفلسطينية، ومنع حركة حماس من الحصول على أي دعم يمكنها من استمراره تهديدها لأمن إسرائيل [7]. كما حاولت الولايات المتحدة بشتى الطرق وقف الدعم الذي يمكن أن تحصل عليه المقاومة الفلسطينية من بعض دول الجوار مثل سوريا وإيران وبعض القوى الأخرى المناوئة لها مثل حزب الله.

ثانيًا- دعم الداخل الفلسطيني:

عمدت الولايات المتحدة -بالتعاون مع إسرائيل- إلى خلق معادلة استقطابية فلسطينية داخلية تقوم على دعم حركة فتح، خاصة جناح الرئيس أبو مازن الذي يمثل قوى الاعتدال أمريكيًّا، في مواجهة حركة حماس -وما يتخذ مسلكها المقاوم من الحركات الفلسطينية الأخرى مثل حركة الجهاد، والذين يمثلون قوى التشدد والإرهاب بالتعريف الأمريكي، والتضييق على حريتها في العمل[8]. لذلك وجدنا إسرائيل خلال العام المنصرم – بتشجيع أمريكي- تتبع مجموعة من السياسات التي تضمن إيجاد هذه المعادلة، فنجد أنها قد اتجهت إلى الإفراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين، كتعبير عن حسن النية ولبناء الثقة مع الجانب الفلسطيني، وبطبيعة الحال لم يكن بين هؤلاء أي أسير ينتمي إلى حركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي، فغالبيتهم كان من المجموعات المرتبطة بحركة فتح[9]. بالإضافة إلى هذا شددت إسرائيل من حصارها على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، في محاولة منها لتأليب الشعب الفلسطيني الذي يقطن غزة ضد الحركة وأفكارها وقادتها، باعتبارهم السبب الرئيسي في المعاناة التي يعيشها هؤلاء.
استمرت الولايات المتحدة أيضًا في تضييق الخناق على قوى المقاومة الفلسطينية، ومنع الموارد المالية –أو “تجفيف المنابع” بالتعبير الأمريكي الإسرائيلي- التي قد تكون متاحة لها من خلال التبرعات، فقامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتوقيع مذكرة تفاهم مع منظمة الجمعيات الخيرية الأميركية من أجل فلسطين، لاستحداث آلية لتوزيع التبرعات على الفلسطينيين، من أجل ضمان عدم وصول هذه التبرعات لمناوئي السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين[10].

ثالثًا- إظهار مزيد من الدعم للدولة العبرية

فدعم إسرائيل قد اتضح من الزيارات المتكررة التي قام بها كبار المسئولين الأمريكيين لها، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي بوش ونائبه ديك تشينى وزيارات وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس- المتكررة خلال عام 2008. الأمر الذي كان يعني ضمنيًّا إظهار الدعم الأمريكي الكبير للدولة العبرية بمناسبة مرور ستين عامًا على إقامة دولة إسرائيل.
وكان أهم هذه الزيارات على الإطلاق زيارة الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل في مايو 2008 للمشاركة في احتفالاتها بهذه المناسبة، والخطاب الذي ألقاه في الكنيست، والذي عبر بشدة عن هذا الدعم غير المحدود لإسرائيل –الذي وصل إلى حد التماهي مع الدولة العبرية على حد وصف السفير الإسرائيلي في واشنطن- في مواجهة ما قد يتهددها من مخاطر من وجهة النظر الأمريكية والإسرائيلية[11]. فضلًا عن الغياب شبه التام للحديث عن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من مفردات هذا الخطاب بصفة خاصة.
نجد هذا الدعم أيضًا في رفض الخارجية الأمريكية نشر تقرير أعده موفدها الخاص لشئون الأمن في الأراضي الفلسطينية جيمس جونز عن الأوضاع الأمنية في الأراضى الفلسطينية؛ حيث أفادت تقارير إعلامية بأن التقرير يتضمن انتقادات شديدة اللهجة للسياسات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية[12].
هذا الدعم غير المحدود للدولة العبرية -وهو أحد ثوابت السياسة الأمريكية– لم يخلُ أيضًا من ممارسة بعض الضغوط اللفظية على الكيان الصهيوني، من أجل تدعيم مصداقية دورها في عملية السلام، وتدعيم مصداقية الرغبة الإسرائيلية في التوصل إلى حل سلمي للصراع، فأعلنت الولايات المتحدة على لسان مسئوليها انتقاد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية ومطالبتها إسرائيل وقف مثل هذه الأنشطة؛ حيث أكدت أكثر من مرة على أن هذه الأنشطة لن تفيد عملية السلام، وستقلص من مستوى الثقة بين الجانبين، ومن ثم طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية إسرائيل بوقف هذه الأنشطة[13].
وجدير بالذكر أن نشاط الاستيطان الإسرائيلي قد تضاعف خلال هذه الفترة طبقًا لتقرير أصدرته حركة “السلام الآن الإسرائيلية”، الذي أكد على أنه قد بدأ البناء في 443 وحدة سكنية بالضفة الغربية هذا العام مقارنة بإتمام البناء في 240 وحدة في عام 2007[14].
وفي ختام تناول هذا الملف تأتي الإشارة إلى عدد من الملاحظات المهمة على سلوك الولايات المتحدة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أولها: أن أهم المتطلبات التي شددت عليها الإدارة الأمريكية من الجانب الفلسطيني هي الإصلاح وبناء مؤسسات الأمن والقضاء[15]. ولكن ما المقصود ببناء المؤسسات الأمنية الواردة في هذه المبادئ؟
بناء المؤسسات الأمنية يهدف في نهاية الأمر إلى دعم قدرة السلطة الفلسطينية المعتدلة –من وجهة النظر الأمريكية– والمتمثلة في حركة فتح والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن على بسط سيطرتها على كافة الفصائل والتيارات الفلسطينية، خصوصًا تلك التي تعتبرها واشنطن إرهابية وتهدد وجود الكيان الصهيوني وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس، وذلك من أجل تمرير التسوية، بالصورة التي تراها واشنطن وتل أبيب، وهي بالطبع لن تخلو من إهدار أكثر لحقوق الشعب الفلسطيني، نتيجة للخلل الكبير في توازن القوى بين الجانبين، الذي يكفل لإسرائيل فرض وجهة نظرها لحل الصراع، والقضاء على قوى المقاومة والممانعة سواء بأدوات إسرائيلية متمثلة في مزيد من العمليات العسكرية والحصار ضد الشعب الفلسطيني، أو بأدوات فلسطينية مغلفة بمبادئ براقة –لا يختلف عليها أحد- من قبيل إصلاح المؤسسات الأمنية والقضائية وفرض حكم القانون.
يتبين هذا الأمر من المبدأ الأمريكي الذي يتمحور حول أنه لكي “يستطيع الفلسطينيون بناء مؤسساتهم فإنهم بحاجة إلى مساعدة إسرائيل والمنطقة والمجتمع الدولي بأسره”. إذن المطلوب دولة فلسطينية بشروط إسرائيلية أمريكية، لا تتوافر لها مقومات الدولة التي تمكنها من حماية مصالحها في مواجهة غيرها من الدول خصوصًا الكيان الصهيوني.
ثاني هذه الملاحظات، أنه أصبح الحديث فقط –من جانب الإدارة الأمريكية- عمّا توصل إليه مؤتمر أنابوليس للسلام، باعتباره الأساس الذي يجب أن تقوم عليه مساعي السلام في الفترة القادمة، فدائمًا ما يتم ترحيل الأسس التي تم الاتفاق عليها مسبقًا كمبادئ عامة لإنهاء الصراع، في محاولة إسرائيلية بدعم أمريكي لفرض معطيات الواقع الجديد، الذي غالبًا ما يتضمن مزيدًا من التنازلات من الجانب الفلسطيني في مقابل لا شيء يقدم إلى الجانب الفلسطيني. فعل سبيل المثال، انتهى الحديث تقريبًا عن قرار مجلس الأمن 242 الذي يقضي ببناء دولة فلسطينية على حدود ما قبل يونيو 1967، ونسيان ما تم التوصل إليه في التسعينيات خصوصًا اتفاقيات أوسلو، ومع مجئ الألفية الأولى أصبح الحديث عن خارطة الطريق، ثم الآن الحديث عن ما تم الاتفاق عليه في أنابوليس.
فجميع التصريحات الصادرة عن المسئولين الأمريكيين على اختلاف مستوياتهم تؤكد على هذا المعنى. إلى الحد الذي جعل وزيرة الخارجية الأمريكية تصف ما تم في المؤتمر على أنه تقدم خارق في تاريخ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي[16]. فالولايات المتحدة أضحت تعتبر أن مؤتمر أنابوليس قد أرسى الدعائم، وبنى الأساس لقيام الدولة الفلسطينية، ومن ثم فهو الآن المرجعية الأساسية لحل الصراع[17].
وآخر هذه الملاحظات يكمن في أن الولايات المتحدة تعمل بشتى الطرق على إدماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، لذلك حاولت دائمًا من خلال طرح عدد من المشاريع التي كان آخرها الشرق الأوسط الكبير لتحقيق هذا الهدف، وقد ربطت الولايات المتحدة بين تحقيق تقدم في عملية السلام في المنطقة وبين اعتبار إسرائيل جزءًا لا يتجزأ من الشرق الأوسط وشريكًا أساسيًّا فيه، ولذلك اعتبرت الولايات المتحدة أن المبادرة العربية جهدًا مهمًا في هذا الإطار ولكنها طالبت بالمزيد[18]. بالرغم مما قدمته المبادرة من تنازلات كبيرة في مجال التطبيع مع اسرائيل، إلا أن المطلوب أمريكيًّا ما يزال كثيرًا.

2- الملف اللبناني:

الملف اللبناني هو أحد الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة للضغط على سوريا وإيران، وهو أيضًا أحد وسائلها في محاصرة نفوذ وقوة حزب الله المتنامية. فهي -ومن ورائها إسرائيل- تسعى جاهدة إلى تقويض قوة الحزب، التي تعتبر أحد العقبات أمام تنفيذ مخططاتها ومخططات الكيان الصهيونى في السيطرة على المنطقة.
فقد أدت الحرب التي دارت رحاها بين إسرائيل وحزب الله -عقب أسر قوات الحزب لجنديين إسرائيليين في عام 2006- إلى انتباه الولايات المتحدة وإسرائيل إلى القوة المتنامية للحزب، وقدرته على الإضرار بمصالحهم، والزخم كبير الذي اكتسبه الحزب خصوصًا على المستوى الإقليمي باعتباره الوحيد الذي استطاع أن يتصدى لمقدرات القوة الإسرائيلية خصوصًا تلك العسكرية، فرغم عدم تحقيق نصر عسكري لأي من الطرفين، فإن هذا الدعم الذي اكتسبه الحزب، والاعتقاد الذي بدأ ينتشر بأن إسرائيل قوة يمكن على الأقل التصدي لها، أدى إلى قناعة لدى إسرائيل والولايات المتحدة بأن الحزب بات خطرًا يجب على الأقل احتوائه، إن لم تكن هناك إمكانية للتخلص منه تمامًا، لذلك كانت سياسات الولايات المتحدة تجاه لبنان خلال هذا العام -ومنذ انتهاء الحرب تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، واتضح هذا من خلال عدد من المسارات التي اتبعتها الإدارة الأمريكية تجاه ما يحتويه هذا الملف من قضايا شائكة ومصالح جوهرية.
وقبل الخوض في هذه المسارات تجب الإشارة إلى أزمتين مرتبطتين إلى حد كبير بواقع ودور حزب الله في العملية السياسية داخل لبنان خصوصًا تلك المتعلقة بالمقاومة وتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة. أولى هذه الأزمات كانت اختيار رئيس الجمهورية، تلك الأزمة التي امتدت شهورًا طويلة ظل فيها لبنان بدون رئيس، وحاول كل تيار فرض وجهة نظره فيما يتعلق بشخصية الرئيس الجديد بما يخدم في النهاية مصالح هذا التيار ومن يدعمه من قوى إقليمية وقوى دولية، وجاء اتفاق الدوحة(*) ليضع نهاية لهذه الأزمة بالاتفاق على اختيار قائد الجيش الجنرال ميشال سليمان رئيسًا للبنان، ورغم ترحيب الولايات المتحدة باتفاق الدوحة إلا أن الكثير من المسئولين الأمريكيين اعتبروه انتكاسة لدور وجهود الولايات المتحدة في المنطقة حيث أعطى هذا الاتفاق لحزب الله قوة كبيرة[19].
أما الأزمة الثانية فكانت تلك المتعلقة بصياغة بيان الحكومة الجديدة التي اختار الرئيس الجديد فؤاد السنيورة رئيسًا لها، وقد كان جوهر الخلاف في صياغة البيان هو دور الدولة اللبنانية وقدرتها على بسط سيادتها على كامل التراب اللبناني، وكل القوى والتيارات الموجودة.
وكان الخلاف بالأساس حول مصير سلاح حزب الله، ومطالبة الأكثرية بأن تكون مرجعية المقاومة لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة هي الدولة فقط دون حزب الله أو أي فصيل آخر، واستندت قوى الأكثرية إلى أن حزب الله قد جر لبنان إلى حرب مع إسرائيل، خسر فيها الشعب اللبناني الكثير سواء من ناحية الخسائر المادية وتدمير البنية التحتية أو من ناحية الخسائر البشرية ومقتل وجرح المئات من اللبنانيين، وانتهت المداولات التي جرت في البرلمان اللبناني إلى حل وسط يقر بالاعتراف بحق لبنان في تحرير كل أراضيه، وأكد الرئيس اللبناني أثناء الاحتفال بعيد الجيش في أغسطس أن كل الوسائل متاحة ومشروعة لتحرير مزارع شبعا المحتلة من طرف إسرائيل. ولكن في نفس الوقت أكد البيان أن كل قرارات وإجراءات الحكومة يجب أن تستند إلى مبدأ وحدة وسلطة الدولة[20].
أما فيما يتعلق بمسارات السياسة الأمريكية تجاه الملف اللبناني، فيمكن بيان أهمها على النحو التالي:

أولًا- دعم الحكومة اللبنانية:

حيث سعت الولايات المتحدة دائمًا إلى التأكيد على دعمها للحكومة اللبنانية بشتى الوسائل، من أجل زيادة قدرتها على بسط نفوذها وسيطرتها على كافة أنحاء لبنان، وضمان سيطرتها على ممارسات وسياسات التيارات السياسية والعسكرية في الداخل، خصوصًا تلك الصادرة عن حزب الله، باعتباره أحد القوى المهدِّدة لمصالح الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، خصوصًا بعد أن أظهر الحزب قوة وممانعة كبيرة في أثناء الحرب اللبنانية الإسرائيلية في عام 2006، والشعبية والدعم الكبيرين اللذين اكتسبهما، على اعتبار أنه القوة الوحيدة التي استطاعت تحقيق ما فشلت فيه الأنظمة العربية الرسمية، وهو مواجهة الكيان الإسرائيلي وإلحاق هزيمة به على الأقل على المستوى السياسي. لذلك حاولت الولايات المتحدة دعم الحالة الاستقطابية التي يعيشها لبنان منذ فترة ليس بالقصيرة، هذه الحالة القائمة على طرفي نقيض، الأكثرية ومختلف القوى والتيارات السياسية المؤيدة لها والسائرة في فلكها من ناحية، في مواجهة المعارضة خصوصًا حزب الله من ناحية أخرى، فأعلنت أكثر من مرة عن دعمها للحكومة اللبنانية والتيارات والقوة المؤيدة لها[21]، أكدت واشنطن مرارًا على أن سياساتها تجاه لبنان ترتكز على تطبيق قراري مجلس الأمن 1701 و1559 واتفاق الدوحة[22].
ولذلك جاء كان سعى الولايات المتحدة طوال هذا العام إلى دعم الجيش وقوات الأمن ليكونا قادرين على مد نفوذهما وسيطرتهما إلى كافة أرجاء البلاد؛ حيث عملت على تحديد احتياجات الجيش اللبناني، وتقديم الدعم اللازم له سواء كان في صورة تدريب أو أسلحة ومعدات[23]. فتوصلت مع لبنان إلى اتفاقية لدعم التعاون العسكرى بين البلدين، يتم بموجبه تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، كما وقّع الجانبان ثلاثة اتفاقات تقدم بموجبها الولايات المتحدة أسلحة مشاة وذخيرة وأجهزة اتصالات إلى الجيش اللبناني بقيمة 63 مليون دولار[24]. وبهذا وصل مجموع مساهمات الولايات المتحدة لمساعدة لبنان في برامج مكافحة الإرهاب ونزع الألغام إلى 7.4 مليون دولار في عام 2008 وأكثر من 16 مليون دولار منذ عام 2006[25].

ثانيًا- الضغط على قوى إقليمية أخرى:

فالولايات المتحدة تنظر إلى لبنان باعتبارها أحد أدواتها لمواجهة طموحات قوى أخرى في المنطقة خصوصًا إيران وسوريا، فاتخذت من هذا الملف مدخلًا لوضع مزيد من الضغوط على هذه القوى لدفعها نحو اتباع سياسات معينة تتوافق مع المصالح الأمريكية في المنطقة. فلم تترك الولايات المتحدة مناسبة إلا وجهت فيها انتقادات شديدة اللهجة إلى هذه القوى خصوصًا إيران وسوريا على سياساتها تجاه لبنان، فعلى سبيل المثال استغلت الولايات المتحدة الحشود العسكرية التي عبأتها سوريا على الحدود مع لبنان بعد التفجير الذي شهدته دمشق في الثامن والعشرين من سبتمبر، واعتبرت هذه الحشود أمرًا مقلقًا وقد تكون مدخلًا لمزيد من التدخل السوري في الشؤون اللبنانية[26].
وفى سياق هذين المسارين من تعامل الولايات المتحدة مع الملف اللبناني يأتي المسار الثالث.

ثالثًا- ممارسة بعض من الضغط على إسرائيل:

حيث مارست الولايات المتحدة بعضًا من الضغوط على إسرائيل لتحرير مزارع شبعا حتى لا تبقى أي حجة لحزب الله للاحتفاظ بسلاحه، أو تتخذه بعض القوى مدخلًا لإتباع سياسات تعتبرها الولايات المتحدة ضارة بمصالحها في المنطقة.[27] والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا عملت الولايات على تحريك هذا الملف؟ –في هذا الوقت بالذات- رغم أنها في فترات سابقة رفضت تحريكه، أو حتى الضغط على إسرائيل بشأنه.
يمكن القول إن هذا يرجع إلى فقدان الولايات المتحدة لزمام المبادرة في الملف اللبناني لصالح قوى أخرى إقليمية مثل إيران وسوريا على سبيل المثال، وقوى دولية خصوصا فرنسا. وفقدان الولايات المتحدة زمام المبادرة -ليس فقط على الساحة اللبنانية بل في المنطقة بصفة عامة– وتجلى ذلك في رفض عدد من القوى والتيارات السياسية للتدخل الأمريكي في لبنان، فقد صرح المرجع الشيعي الأعلى في لبنان السيد محمد حسين فضل الله أنه “لا شرعية لأية حكومة أو سلطـة تعمل على تسهيل الأمور للأميركيين لتمكينهـم مـن تحقيق نصر سياسي على أنقاض حروبهم الفاشلة التي صنعت الدمار في المنطقة وخارجها”[28]. أيضًا دخلت روسيا إلى الساحة اللبنانية معلنة دعمها لاستقلال لبنان واستقراره وسيادته، والعمل على وجوب تنشيط التبادل الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات بين البلدين وتطوير قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية[29].

3- الملف السوري:

استمر مسلسل التذبذب في العلاقات الأمريكية السورية ما بين تصاعد حدة التوتر بين الجانبين من جهة وبين تهدئة وانفتاح نسبيين من جهة أخرى، وتمثل سوريا أهمية كبرى لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، نظرًا لتأثيرها ونفوذها في عدد من الملفات والقضايا الإقليمية المهمة، والتي يأتي على رأسها العراق وفلسطين ولبنان وإيران، ولذلك حرصت الولايات المتحدة على التعاطي مع هذا الملف من خلال عدد من المسارات، ومن أهمها:
أولًا- تصعيد مستوى الضغوط:

فدائمًا ما كان تعامل الولايات المتحدة مع سوريا يقوم على توجيه مجموعة من الاتهامات الجاهزة للنظام السوري من قبيل القيام بنشاطات نووية غير مشروعة، ودعم الإرهاب، والعمل على زعزعة استقرار لبنان، فضلًا عن تسهيل انتقال المقاتلين الأجانب –أو الإرهابيين من وجهة نظر الإدارة الأمريكية- عبر حدوده إلى العراق، أيضًا القيام بانتهاكات منظمة لحقوق الإنسان، ورفض القيام بأي إصلاحات ديمقراطية في بنية النظام السياسي في البلاد[30].
وكانت العلاقات قد شهدت توترًا مستمرًا خصوصًا فيما تسميه واشنطن الأنشطة النووية السرية لسوريا، تصاعدت حدة الاتهامات الأمريكية ضد سوريا خلال هذا العام بدورها السلبي –من وجهة النظر الأمريكية– في الكثير من الملفات لبنان والعراق على سبيل المثال، فجاءت الغارة الأمريكية على منطقة البوكمال والتي تم خلالها اغتيال أبو غادية الذي تقول الولايات المتحدة أنه أحد كبار مهربي المسلحين الذين يقاتلون القوات الأمريكية في العراق[31]. كما أن النظام السوري –من وجهة النظر الأمريكية- يدعم الإرهاب ويتخذ تدابير لزعزعة استقرار لبنان[32].
ورغم الانفتاح النسبي الذي شهدته العلاقات بين البلدين خلال هذا العام، صعّدت الولايات المتحدة من اتهاماتها لدمشق في اجتماع دول الجوار العراقي الذي استضافته سوريا في نوفمبر، خصوصًا ما يتعلق بسماح سوريا للإرهابيين –بالتعبير الأمريكي– بالدخول إلى العراق[33]، كما صعّدت من لهجتها داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بمزاعمها حول محاولة سوريا بناء مفاعل نووي في موقع الكُبر الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية العام الماضى[34]. وأعلنت الولايات المتحد طلبها من مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقرير شامل عن الأنشطة النووية السرية التي قامت بها سوريا، والجهود التي قامت بها الوكالة من أجل التأكد من هذه الشكوك[35].

ثانيًا- نحو انفتاح نسبي في العلاقات:

كان المسار الآخر في التعامل الأمريكي مع سوريا هو التحول نحو قدر الانفتاح النسبي مع القيادة السورية، كرد فعل على بعض السياسات التي اتخذتها سوريا، وتراها أمريكا مهمة لتثبيت الاستقرار الإقليمي خصوصًا في العراق، فقد كانت سوريا قامت بتعيين سفير -نواف عبود الشيخ فارس- لها في العراق بعد قطيعة دبلوماسية استمرت زهاء الثلاثين عامًا[36].
ولكن النقطة الأبرز فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة من مسألة الانفتاح الدولي على النظام السوري، هو إعلان الولايات المتحدة أنها تعمل على إعادة تقييم سياساتها تجاه سوريا بما في ذلك إستراتيجية العزلة وفرض العقوبات الاقتصادية، وكانت أحد العوامل التي دفعت الولايات إلى هذا الأمر هو التقارب الكبير الذي حدث بين سوريا وفرنسا مؤخرًا[37]. والذى توج بزيارة الرئيس السوري لفرنسا، ومشاركته في احتفالات فرنسا بعيدها الوطني، فضلًا عن مشاركته في قمة تدشين الاتحاد من أجل المتوسط. فبالرغم من الإعلان عن أن هناك خلافًا في وجهات النظر بين فرنسا والولايات المتحدة حول مسالة الانفتاح مع سوريا بعد دعوة الرئيس السوري لزيارة فرنسا[38]. إلا أن الجانب الفرنسي أكد على أن الولايات المتحدة قد تعاملت بصورة براجماتية مع الانفتاح الفرنسي على سوريا[39].
ولذلك شهد هذا العام عددًا من الاجتماعات بين الجانبين على مستوى رفيع بين وزراء خارجية البلدين ومسئولين كبار في البلدين، وبرغم هذه الاجتماعات فإن الجانب الأمريكى أكد مرارًا أن العلاقات مع سوريا لن تشهد اختراقًا كبيرًا دون حدوث تطورات إيجابية –من وجهة النظر الأمريكية- في ملفات عدة تشمل: لبنان والعراق وفلسطين، وملف السلام مع إسرائيل، وحزب الله وإيران، ودعم الحركات الإرهابية، والأنشطة النووية السورية، وحقوق الإنسان[40].
ويبدو، على ضوء سوابق تعامل الولايات المتحدة مع الملف السوري مقارنة بملفات أخرى (منذ بداية عملية السلام في 1991)، أن الهدف الأمريكي من الانفتاح على سوريا وتشجيعها لمحادثات السلام غير المباشرة مع إسرائيل بوساطة تركية، هو العمل على تقويض التحالف الثلاثي بين سوريا وإيران وحزب الله، في محاولة منها لعزل هذه القوى عن بعضها البعض حتى يسهل التعامل مع كل منها بصورة منفردة؛ الأمر الذي يتيح لها قدرة أكبر على تنفيذ سياساتها الخاصة بتفكيك آخر قوى الممانعة لسياساتها وسياسات حليفتها إسرائيل.
ويبرز في إطار هذا الملف تساؤل مهم حول أهمية استمرار العلاقة الأمريكية-السورية، الأمر الذي لم يدفع الولايات المتحدة مثلًا إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، والحذر في مستوى الضغوط التي تفرضها عليها. وأيضًا لم تتخذ سوريا إجراءً أكثر قوة ضد الولايات المتحدة، بل على العكس أكدت الخارجية السورية على أنها لا تنوى تخفيض عدد دبلوماسييها في الولايات المتحدة ردًا على الغارة الأمريكية على منطقة البوكمال[41].

4- القضية العراقية:

وتعاطى الولايات المتحدة مع هذا الملف تم في إطار عدد من المسارات التي أكدت عليها سياسات وممارسات الإدارة الأمريكية خلال هذا العام، خصوصًا بعد أن استطاعت القوات الأمريكية من تحقيق بعضًا من النجاحات على المستوى الأمني هناك؛ حيث أشارت تقديرات الجيش الأمريكي والحكومة العراقيـة إلى تراجع كبير في مستوى العنف خلال العام الماضـي نتيجة تعزيز القوات الأمريكية مطلع 2007[42]. إلا أن الولايات المتحدة استمرت في التأكيد على هشاشة الوضع الأمني في العراق، خصوصًا في ظل قضايا معلقة لم يتم حلها وتعتبر من أهم مصادر التهديد، التي قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع في العراق مرة أخرى، ومن هذه القضايا انتخابات مجالس المحافظات وانضمام قوات الصحوة إلى صفوف الجيش والشرطة والقطاع العام ووضع كركوك الغنية بالنفط[43]. ومن أهم مسارات التعامل الأمريكي مع الملف العراقي:

أولًا- ضمان التواجد الأمريكي المباشر خلال الفترة القادمة

حيث استمرت تأكيدات قادة الجيش الأمريكي بأنه بالرغم من التقدم الحادث في مستوى تدريب وتجهيز القوات العراقية، إلا أن العراق سوف يظل في حاجة دائمة إلى القوات الأمريكية لفترة طويلة قادمة[44]. وتحذير المسئولين الأمريكيين المستمر من العواقب الوخيمة للانسحاب الأمريكي المتسرع من العراق، وضرورة أن يكون الانسحاب الأمريكي مرتبطًا بالتطورات على أرض الواقع وليس بجدول زمني محدد[45].
وفى هذا الإطار تمكنت الولايات المتحدة من إقرار الاتفاقية الأمنية المتعلقة بوضع القوات الأمريكية في العراق قبل انتهاء التفويض الممنوح لها من جانب الأمم المتحدة بنهاية العام 2008، أيضًا إقرار اتفاقية الإطار الاستراتيجي الذي يحدد شكل العلاقات بين البلدين في الفترة القادمة.
حظيت الاتفاقية الأمنية باهتمام أمريكي كبير؛ حيث تبناها عدد من المسئولين الكبار في إدارة الرئيس الأمريكي بوش وعلى رأسهم نائب الرئيس والداعم الأكبر للحرب على العراق ديك تشيني[46]. كما أن الإدارة الأمريكية حاولت أن تقنع أعضاء الكونجرس الأمريكي بجدوى هذه الاتفاقية وأهميتها لتحقيق مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن التطمينات التي أعطتها الإدارة للنواب بأن النص سيكون شبيهًا بمعاهدات أخرى وقعتها واشنطن مع ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وتيمور الشرقية لإبقاء قواتها هناك، ولإعطاء الجيش حصانة قانونية تمنع مقاضاته أو ملاحقته في البلد المضيف، وتمنحه صلاحية التحرك عسكريًّا، لم تكن كافية، مما جعل أعضاء الكونغرس يتريثون في مناقشة المعاهدة[47]. هذه الاتفاقية –وطبقًا لتصريحات المسئولين الأمريكيين– تركز على البعد الأمني باعتباره الأهم في علاقة الولايات المتحدة بالعراق[48]. ويمكن بيان أهم ما تضمنته هذه الاتفاقية[49] على النحو التالي:
فيما يتعلق بوضع القوات الأمريكية في العراق
نصت الاتفاقية على احترام القوات الأمريكية للقوانين والأعراف والتقاليد العراقية. وللحكومة العراقية أن تطلب من القوات الأمريكية مساندتها لحفظ الأمن والاستقرار والعمليات ضد تنظيم القاعدة، والتأكيد على أن تنفيذ هذه العمليات يجب أن يتم في إطار احترام الدستور العراقي والسيادة. بالإضافة إلى التعاون بين الجانبين لتأهيل القوات العراقية وتزويدها بما تحتاجه من التدريب والتجهيز والإسناد والإمداد وبناء وتحديث المنظومات اللوجستية.

فيما يتعلق بالولاية القضائية على الجنود الأمريكيين

نصت الاتفاقية على أنه للعراق الحق الأوّلي لممارسة الولاية القضائية على أفراد قوات الولايات المتحدة وأفراد العنصر المدني بشأن الجنايات الجسيمة المتعمدة وطبقًا للفقرة الثامنة (8)؛ حين ترتكب تلك الجرائم خارج المنشآت والمساحات المتفق عليها وخارج حالة الواجب. وللعراق الحق الأولي لممارسة الولاية القضائية على المتعاقدين مع الولايات المتحدة ومستخدميهم، ولسلطات أي من الطرفين أن تطلب من سلطات الطرف الآخر أن يتخلى عن حقه الأولي في الولاية القضائية في حالة معينة.
وفي الحالات التي يمارس فيها العراق الولاية القضائية عملًا بالفقرة (1) من هذه المادة، يكون لأفراد قوات الولايات المتحدة وأفراد العنصر المدني الحق في أن تُـطبق عليهم معايير الإجراءات القانونية والضمانات المتماشية مع تلك المتاحة بموجب القانون الأميركي والقانون العراقي.

مسألة انسحاب القوات الأمريكية

وبالنسبة لانسحاب القوات الأمريكية فإن الاتفاقية أكدت على انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر عام 2011. وعلى جميع قوات الولايات المتحدة المقاتلة الانسحاب من المدن والقرى والقصبات العراقية في موعد لا يتعدى تاريخ تولي قوات الأمن العراقية كامل المسؤولية عن الأمن في أية محافظة عراقية، على أن يكتمل انسحاب قوات الولايات المتحدة من الأماكن المذكورة أعلاه في موعد لا يتعدى 30 يونيو عام 2009.
كما تشير الاتفاقية إلى اعتراف الولايات المتحدة بالحق السيادي لحكومة العراق في أن تطلب خروج قوات الولايات المتحدة من العراق في أي وقت. وتعترف حكومة العراق بالحق السيادي للولايات المتحدة في سحب قوات الولايات المتحدة من العراق في أي وقت.

مواجهة التهديدات الخارجية

أكدت الاتفاقية أنه عند نشوء أي خطر خارجي أو داخلي ضد العراق أو وقوع عدوان ما عليه، من شأنه انتهاك سيادته أو استقلاله السياسي أو وحدة أراضيه أو مياهه أو أجوائه، أو تهديد نظامه الديمقراطي أو مؤسساته المنتخبة، وبناءً على طلب من حكومة العراق، يقوم الطرفان، بالشروع فورًا في مداولات استراتيجية، ووفقًا لما قد يتفقان عليه فيما بينهما، وتتخذ الولايات المتحدة الإجراءات المناسبة، التي تشمل الإجراءات الدبلوماسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو أي إجراءٍ آخر، لردع مثل هذا التهديد. وقد أكدت على عدم جواز استخدام أراضي ومياه وأجواء العراق ممرًا أو منطلقًا لشنّ هجمات ضد بلدان أخرى.
وجدير بالذكر أن الحكومة الأمريكية قد مارست الكثير من الضغوط على الحكومة العراقية من أجل إقرار هذه الاتفاقية، حيث كانت هناك العديد من النقاط الخلافية المتضمنة في الاتفاقية ولا يوافق عليها العراق، من أهمها مسألة وضع جدول زمني لانسحاب كامل القوات الأمريكية من العراق فضلًا عن الحصانة التي أرادتها الولايات المتحدة لجنودها العاملين في العراق[50].
فمن الناحية الأمنية شملت هذه الضغوط توقف القوات الأمريكية عن ملاحقة الحركات الإرهابية والجماعات الخاصة، وتجميد حماية البحرية الأميركية للمياه العراقية، لاسيما في ميناء أم قصر ومرفأين لشحن النفط، بالإضافة إلى إطلاق المعتقلين لدى القوات الأميركية وتجميد التعاون الاستخباراتي وعمليات مراقبة ورصد العبوات ومخازن الأسلحة.
وعلى الجانب الاقتصادى لوّحت الرسالة الأميركية بجملة إجراءات على رأسها وقف الحماية الأمنية الأميركية لفرق إعادة الإعمار، وإنهاء مشاريع إعمار بقيمة 4.9 مليار دولار، وإلغاء مشاريع لإعمار البنى التحتية للملاحة الجوية في العراق بقيمة مائتي مليون دولار، إضافة إلى وقف استثمارات ومشاريع أميركية بقيمة 23 مليار دولار، مما سيؤدى إلى انسحاب فرق إعادة الإعمار من المحافظات، بعد رفع الحماية الأمنية الضرورية، مما سيؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية والموازنات المحلية وحكم القانون.
كما هددت الولايات المتحدة أيضًا بوقف الحماية والدعم الأميركيين للمنظمات الدولية العاملة في العراق، ما يعني عمليًّا انسحاب بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، ونهاية مهمة بعثة الحلف الأطلسي لتدريب القوات العراقية[51].
وقد تم إقرار هذه الاتفاقية وسط معارضة شديدة من بعض القوى الرئيسية داخل العراق فضلًا عن المعارضة لها من جانب بعض القوى الإقليمية وعلى رأسها إيران وسوريا، ففي داخل العراق أعلن المرجع الشيعي السيستاني عن قلقه من الاتفاقية الأمنية وأنها قد تتسبب في عدم استقرار العراق[52]. وطالب مقتدى الصدر بعدم توقيع المعاهدة مع الولايات المتحدة ودعا إلى التوحد والمقاومة ضد هذا الاتفاق بكل السبل السياسية والسلمية والعلنية، وخرجت مظاهرات حاشدة من أنصار الصدر عقب إقرار القرار من البرلمان العراقي تندد به[53]. ووصل الأمر بمقتدى الصدر إلى دعوة أنصاره إلى التوقيع على وثيقة “عهد وبيعة” يتعهدون فيها بالجهاد “ضد جيوش الظلام” عسكريًّا وثقافيًّا، وكتب فيها “أن أسعى إلى تحرير بلاد المسلمين عمومًا والعراق خصوصًا من جيوش الظلام (أي الاحتلال والاستعمار أينما كان)، إما بالجهاد والمقاومة العسكرية أو بالجهاد والمقاومة الثقافية للفكر الغربي العلماني”[54].
أما آية الله جواد الخالصي، الأمين العام لـ «المؤتمر التأسيسي» زعيم التيار الخالصي فقد اعتبر هذه الاتفاقية بمثابة استبدال صريح للاحتلال الأمريكي بقواعد ثابتة للولايات المتحدة، وسوف تعمل على سلب العراق سيادته واستقلاله[55].
واعتبرت هيئة علماء المسلمين في العراق على لسان متحدثها الإعلامى مثنى حارث الضاري أن هذه الاتفاقية هي “تمديد للاحتلال الأميركي” للبلاد، وأنها تعطي فرصة لقيام القوات الأمريكية بانتهاكات في حق العراقيين، كما أنها لن تمنع الولايات المتحدة من مهاجمة الدول المجاورة[56].
وعلى الجانب الكردي، حذر قائدًا حزبين كرديين عراقيين هما “حزب الحرية والعدالة العراقي الكردستاني” و”حزب الحرية والعدالة الكردستاني”, من إقامة قواعد عسكرية أميركية في شمالي العراق، وأكدا أن أبناء العشائر الكردية سيتصدون للقواعد الأمريكية بقوة السلاح، وأكدوا رفضهم للاتفاقية الأمنية بين الحكومة العراقية وواشنطن[57].

ثانيًا- الضغط على بعض القوى الإقليمية

استمرت الولايات المتحدة في استخدام العراق كورقة ضغط على إيران من أجل مواجهة نفوذها وعزلها، خصوصًا فيما يتعلق بوقف برنامجها النووي، كما سنرى بالتفصيل لاحقًا[58]. وفي هذا السياق كانت هناك عدد من الاتهامات الأمريكية لإيران فيما يتعلق بدورها السلبي في العراق، فكانت هناك اتهامات لها ولحزب الله بضلوعها في تدريب مسلحين شيعة وإمدادهم بالسلاح، حيث قاما – كما تزعم الولايات المتحدة – بتدريب “الفرق الخاصة” العراقية في قُم وطهران ومشهد والأهواز، وقد ركزت هذه التدريبات على تقنيات الاغتيالات ضد الأفراد أو القوات الأميركية والعراقية[59].
بالإضافة إلى مواصلة تدخل طهران في الشئون الداخلية في العراق، فعلى سبيل المثال تم اتهام طهران بمحاولة عرقلة الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة والعراق[60]؛ حيث قامت –كما أكد قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو– بمحاولة رشوة أعضاء في البرلمان العراقي لعرقلة تمرير الاتفاق الأمني[61]. وقد اعتبرت واشنطن أن مثل هذه التدخلات تمثل خطرًا على استقرار العراق[62].
وبالرغم من هذه الاتهامات والتوتر في العلاقات مع طهران، فإن هذا لم يمنع الإدارة الأمريكية من الجلوس والحوار معها، وجاء الحوار الأمريكي-الإيراني حول العراق أحد ثمرات هذا التعاون[63].
وهنا تبرز ملاحظتان مهمتان، بالرغم من هذه الاتهامات التي توجهها الولايات المتحدة إلى قوى إقليمية بلعب أدوار سلبية في استقرار الأوضاع الداخلية في العراق، فإنها أبدًا –في هذا الإطار- لم تطرح أنها قوة احتلال، وأن العراقيين لن ينعموا بالعيش فيها إلا بخروج هذا المحتل.
وثاني الملاحظات يكمن في التضخيم الأمريكي – وربما التهويل- من القدرة الإيرانية الكبيرة على التأثير في الأوضاع داخل العراق واستقراره، من خلال العديد من الإشارات الصادرة عن بعض المسئولين الأمريكيين في العراق حول أن إيران تسعى إلى التأثير في نتائج الانتخابات المقبلة في العراق بوسائل شتى لتكون نتيجتها في صالح خدمة أهدافها، وهي تعتمد في هذا الأمر على عدد من الأدوات مثل تدبير الاغتيالات ضد مرشحين بعينهم، وتدريب جماعات مسلحة خصوصًا تلك التي فرت إلى إيران بعد إعلان مقتدى الصدر عن التهدئة ووقف العمليات المسلحة[64]. وردًا على هذه الاتهامات أكدت إيران أن الولايات المتحدة تسعى إلى تشويه صورتها في العراق من خلال حملة إعلامية منظمة[65].

ثالثًا- دعم العملية السياسية والقوة العراقية

حيث عملت الإدارة الأمريكية على تشجيع العملية السياسية وعملية المصالحة الوطنية بين جميع أطياف الشعب العراقي [66]. وظلت الإدارة الأمريكية تؤكد على أن أحد الأسباب في تدهور الوضع في العراق هو فشل الحكومة العراقية في توفير حياة آمنة للمواطن العراقي؛ لذلك كانت الولايات المتحد دائمًا تؤكد على أن استقرار الأوضاع لن يكون إلا بتوفير حياة جيدة للعراقيين.
كما عملت الولايات المتحدة على تدعيم القوة العراقية المسلحة من خلال عقد اتفاقيات لتزويد العراق بمجموعة من الأسلحة الحديثة، وذلك في إطار صفقة قدرت قيمتها 10.7 مليار دولار[67]. كما طلب العراق من الولايات المتحدة تزويده بأسلحة متطورة خصوصًا طائرات من طراز إف/16 في إطار سعي القيادة السياسية إلى تقوية الجيش العراقى وزيادة كفاءته، وبالتالي تقليل الاعتماد على القوات الدولية هناك[68].
رابعًا- حشد الدعم الإقليمي للحكومة العراقية
كانت أحد الأدوات المهمة التي اعتمدت عليها الولايات لمساعدتها في تثبيت الأوضاع داخل العراق، هي الاستعانة بجيران العراق من أجل انجاز هذه المهمة؛ لذلك طالبت الإدارة الأمريكية الدول العربية بالتطبيع مع العراق، وفتح بعثات دبلوماسية لهم في بغداد، أيضًا مطالبتهم بإلغاء الديون المستحقة لها على العراق[69]. فمسألة تثبيت الاستقرار في العراق كانت –وما تزال- مهمة صعبة على الولايات المتحدة أن تقوم بها بمفردها، فثمة قناعة كانت في ذهنية الإدارة الأمريكية برئاسة بوش تؤكد على أنه إذا كانت الولايات المتحدة قد انفردت باتخاذ قرار الغزو، فإنها يجب ألا تحمل تكلفة إعادة الإعمار بمفردها، لذلك كان لابد من الاستعانة بجيران العراق خصوصًا تلك الدول الحليفة لواشنطن في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتمثيل الدبلوماسي[70]. وفي إحدى الزيارات المتكررة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة في عام 2008، أكدت أن “واشنطن ملتزمة بمساعدة العراقيين في الوصول إلى “عراق ذي هوية عربية قوية” كي يكون “العائق الأكبر أمام النفوذ الإيراني السلبي” في المنطقة”[71].
فمن مصلحة الولايات المتحدة في الوقت الآني من مصلحتها أن يلتف العرب حول العراق من أجل مساعدته من أجل تحقيق الاستقرار ومنعه من أن يكون ساحة تستخدمها قوى أخرى لتحقيق أهداف خاصة، ومن ثم التمكن من احتواء النفوذ الإيراني المتزايد في العراق خاصة وفى المنطقة بصفة عامة. ومن ثم حثت الولايات المتحدة الكثير من دول الجوار العراقى على تطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع العراق، وتقديم كافة أشكال الدعم له[72].

رابعًا- القضية الكردية

حيث برزت الدعوة إلى التنسيق بين الولايات المتحدة والعراق وتركيا لمواجهة عناصر حزب الله [73]. كما تعهدت الولايات المتحدة بمساعدة أنقرة في مواجهة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وذلك بتقديم الدعم التقني والمشاركة في تقديم المعلومات اللازمة من أجل نجاح أنقرة في مواجهة حزب العمال[74].
وفي إطار التعاطي مع الملف العراقي تجدر الإشارة إلى ملاحظات مهمة في سياق السلوك والممارسات الأمريكية تجاه الملف العراقي.
أولها- بدت قناعة لدى بعض كبار المسئولين بأن الحرب على العراق هي خطوة لن تكررها الولايات المتحدة مرة أخرى، وأنها سوف تعتمد على وسائل أخرى في التعاطي مع ما تراه يهدد مصالحها الحيوية في العام، وهذا ما أكده وزير الدفاع الأمريكى “روبرت جيتس” في إشارة إلى أنه ليس من المرجح أن تكرر واشنطن الحرب التي شنتها على العراق والأخرى على أفغانستان قريبًا، وبدلًا من ذلك، سيتم استخدام “مقاربات غير مباشرة لمنع المشاكل من أن تتحول إلى أزمات تتطلب تدخلًا أمريكيًّا باهظ الثمن ومثيرًا للجدل”[75].
ثانيها- في مقابل ذلك يرى كثيرون من مسئولي الإدارة الأمريكية أن قرار الحرب الأمريكية على العراق كان صحيحًا، وأنه كان لا بد منه. ولكن الانتقادات ظلت توجه إلى الطريقة السيئة التي أُديرت بها الحرب بعد عملية الغزو، وفي هذا الإطار جاء كتاب “الحرب والقرار” الذي ألفه مساعد وزير الدفاع السابق دوجلاس فيث وأحد مهندسي الحرب على العراق، والذي اتهم فيه المسئولين في الإدارة الأمريكية إبان قرار الغزو الأمريكي للعراق بالفشل في أداء المهام الخاصة بالحرب، خصوصًا التخطيط لما بعد الغزو، وعلى رأس هؤلاء وزير الخارجية السابق كولن باول ومسئولي المخابرات وكونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي آنذاك، والحاكم الأمريكي السابق للعراق بول بريمر[76].
ثالثها- سعت الولايات المتحدة إلى إخراج العراق من دائرة الممانعة الإقليمية لسياسات الولايات وحلفائها الإقليميين خصوصا إسرائيل، ولذلك تحرك عدد من النواب داخل الكونجرس الأمريكي من الموالين لإسرائيل من اجل إجبار الحكومة العراقية الحالية على الاعتراف بالدولة العبرية)[77](. ومثل هذا التحرك يعكس أحد الأهداف التي ابتغتها الولايات المتحدة من الحرب على العراق، والإطاحة بنظام صدام حسين، والذي كان أحد أهم قوى المقاومة للمشروع الأمريكى، حتى وإن كانت هذه الممانعة من جانب النظام العراقي السابق كان يبتغي منها أهدافًا أخرى غير تلك المعلنة.
أما رابع هذه الملاحظات فهو سعي الإدارة الأمريكية إلى تقليم أظافر القوة العراقية وضمان عدم قدرتها على تهديد جيرانها مرة أخرى في المستقبل؛ لذلك قامت الولايات المتحدة بنقل مئات من الأطنان المترية من اليورانيوم من العراق إلى كندا في عملية سرية استغرقت عدة أسابيع في إطار ما سمى بـ “عملية ماكول” [78]. ولكن السؤال الذي يثور في هذا السياق هو: لماذا باعت الحكومة العراقية بمساعدة الولايات المتحدة مخزون اليورانيوم العراقي؟

5- الملف النووى الإيراني:

يقترن الإصرار الأمريكي على عدم امتلاك إيران للطاقة النووية، بتوجيه عدد من التهم في ظل سعيها إلى عزل النفوذ الإيرانى، ومنعها من تحقيق حلمها بامتلاك التكنولوجيا النووية[79]: فإيران هي دولة راعية للإرهاب[80]، وتهدد أمن المجتمع الدولي، وتدعم حزب الله وحركة حماس، علاوة على قيامها بتسليح المتطرفين في أفغانستان والعراق، وترهيب جيرانها الخليجيين[81].
ويمكن القول أن سياسة الولايات المتحدة تجاه القضية النووية الإيرانية قد اتخذت أربعة مسارات أساسية:

أولًا- ممارسة مزيد من الضغوط الدولية وفرض مزيد من العقوبات

حيث اتجهت الإدارة الأمريكية إلى فرض عدد من العقوبات في محاولة منها لإثناء القيادة الإيرانية عن عزمها امتلاك التكنولوجيا النووية. وجاءت هذه العقوبات على عد مستويات أولها متعلق بالعقوبات على بعض الشركات والمؤسسات الإيرانية، حيث أكدت الولايات المتحدة أن هذه المؤسسات والشركات تساهم في حصول إيران على ما تحتاجه مواد، تمكنها من المضي قدمًا في تخطي العتبة النووية، فأعلنت وزارة الخزانة أنها قامت بتجميد جميع ممتلكات خمس منظمات إيرانية اتهمتها بالمساهمة في تطوير البرنامج النووى الإيراني، كما حظرت على المواطنين الأمريكيين أو الشركات الأمريكية التعامل مع هذه المنظمات[82]. وفرضت أيضًا عقوبات مالية على أكبر شركات إيران للشحن البحري المعروفة اختصارًا باسم(IRISL) و18 شركة من الشركات المنتمية لها أو المتفرعة عنها، وذلك لنقلها أسلحة ذات طبيعة عسكرية ومواد ذات علاقة بها[83]. أيضًا هناك عقوبات فرضت على شركات صينية وروسية وفنزويلية ومن دول أخرى لاتهامها ببيع تكنولوجيا يمكن أن تساعد إيران وسوريا وكوريا الشمالية على تطوير أسلحة حساسة[84].
هناك أيضًا مستوى متعلق بزيادة عزلة إيران الدولية، فقد قرر الرئيس بوش تمديد فترة حالة الطوارئ القومية(*) المتعلقة بإيران مدة سنة واحدة[85]. كما وضعت الولايات المتحدة موضع التنفيذ تدابير مالية جديدة من شأنها أن تسد الطريق أمام إيران، وتمنع التفافها والوصول إلى المؤسسات المالية الأميركية عن طريق المصارف الأجنبية وعقد صفقات لمصلحتها[86].
كما ألغت الترخيص العام (U-turn) الذي كان يسمح للمؤسسات المالية الأميركية بإجراء بعض التحويلات لحسابات بنوك وأشخاص إيرانيين، شريطة أن تبدأ عملية التحويل وتنتهي في الخارج على يد مؤسسة مالية ليست أميركية أو إيرانية، على أن تمر فقط عبر النظام المالي الأميركي من مؤسسة مالية تابعة لدولة ثالثة غير أميركا وإيران إلى مؤسسة مالية أخرى تابعة لدولة ثالثة[87]. كما أقر مجلس الأمن في شهر نوفمبر صيغة توافقية لقرار يطال

ب إيران بوقف تخصيب اليورانيوم دون أن يعتمد هذا القرار فرض عقوبات جديدة عليها لرفض روسيا فرض عقوبات جديدة على طهران[88].
ومستوى ثالث من العقوبات متعلق بفرض مجموعة من العقوبات على بعض رموز النظام الإيراني والمؤسسات المالية الإيرانية، فعلى سبيل المثال وضعت وزارة المالية الأمريكية الجنرال الإيراني أحمد فوروزنده (والتي تقول الولايات المتحدة أنه جنرال في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني) في القائمة السوداء، ويتهم مسئولون أمريكيون فوروزنده بالمشاركة في التخطيط لشن هجمات ضد مسئولين في الحكومة العراقية والقوات الأمريكية في العراق[89].

ثانيًا- تطوير القدرة الدفاعية الإسرائيلية والتلويح بالخيار العسكري

كان أحد المسارات التي اتبعتها الإدارة الأمريكية في التعامل مع إيران التلويح الدائم بالخيار العسكري في التعامل مع برنامجها النووي، بالرغم من أن هناك اتجاهًا داخل الإدارة الأمريكية يعتبر هذا الخيار غير محبذ ويجب عدم التفكير فيه على الأقل في الوقت الحالي[90].
وفى سياق هذا الحديث عملت الولايات المتحدة على تزويد إسرائيل بمختلف الأدوات التي تمكنها من التعامل مع الخطر الإيراني وإبقائه عند حده الأدنى، فإلى جانب الدعم المعنوي الذي حصلت عليه خصوصًا في الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوش أمام الكنيست خلال زيارته الأخيرة للمشاركة في احتفالاتها بمرور ستين عامًا على إنشائها، استجابت الولايات المتحدة لمعظم الطلبات الإسرائيلية المتعلقة بتوثيق التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وفي مقدمتها ربط إسرائيل بنظام الإنذار المبكر المتطور لرصد إطلاق الصواريخ بعيدة المدى لدى إطلاقها من أي موقع في أنحاء العالم، وتحديدًا رصد الصواريخ الإيرانية البالستية[91]. وفي هذا السياق زودت واشنطن الدفاعات الإسرائيلية نشر رادارات الإنذار المبكر المعروفة بـ X-Band، علمًا بأن هذه الرادات مرتبطة بشبكة الأقمار الصناعية الأمريكية، وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في هذا الشأن ستقيم عناصر عسكرية أمريكية بصفة دائمة في إسرائيل.
فضلًا عن ذلك، قامت القوات الإسرائيلية بمناورات ضخمة في مرتفعات الجولان خلال شهر أغسطس الماضي[92]. كما عملت الولايات المتحدة خلال هذا العام على تزويد القوة العسكرية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة العسكرية الأمريكية، فزودت الولايات المتحدة إسرائيل بقنابل مخصصة لتدمير الدشم الخرسانية، وهو الأمر الذي اعتبره الخبراء الإسرائيليون أن أسلحة من هذا النوع هو ما تحتاجه إسرائيل إذا أقدمت على توجيه ضربة للمنشات النووية الإيرانية. ووافقت الولايات المتحدة على بيع 25 مقاتلة من طراز (F-35) المتقدمة، على أن يكون من حق الإسرائيليين شراء عدد 50 طائرة أخرى من نفس الطراز في الفترة القادمة بموجب عقد قيمته 15.2 مليار دولار[93].
كما حاولت الولايات الأمريكية بشتى الطرق عقد صفقات سلاح كبيرة لإعادة تسليح العراق وأفغانستان واحتواء كوريا الشمالية وإيران، تتخطى قيمة هذه الصفقات مبلغ 32 مليار دولار مقارنة بـ 12 مليار دولار في عام 2005، ولم تقتصر هذه الصفقات على منطقة الشرق الأوسط بل امتدت إلى شمال أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا[94].

ثالثًا- استعداء دول الجوار الإقليمي

العمل على حشد الرفض الإقليمي ضد إيران من خلال إظهار أن ما تقوم به، خصوصًا دورها في العراق وسعيها للحصول على التكنولوجيا النووية، كلها أدوار تعمل على تقويض استقرار المنطقة وبسط مزيد من الهيمنة الإيرانية عليها، بما يهدد مصالح دول المنطقة خصوصًا دول الخليج العربي. لذلك حاولت الولايات المتحدة عزل إيران عن محيطها الإقليمي بالتعاون مع الدول المجاورة والمتحالفة مع معها، وتكوين ما يشبه ائتلاف لمواجهة الطموح الإقليمي للجمهورية الإسلامية، فدائمًا ما ربطت الولايات المتحدة تعاملها مع الملف النووي الإيراني بأنه ليس فقط دفاعًا عن مصالحها ولكن أيضًا دفاعًا عن مصالح أصدقائها وحلفائها في المنطقة[95].
وقد حاول الرئيس الأمريكي بوش خلال زيارته للمنطقة في يناير الماضى دفع دول الخليج نحو إبداء مزيدا من التشدد تجاه إيران، ودفع هذه الدول إلى إبرام اتفاقات لشراء الأسلحة و تبني سياسة الاحتواء العنيفة ضدها[96]. فضلًا عن تصعيد صيغ التعاون بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة من أجل كسب المزيد من تعاطفهم، فعلى سبيل المثال توقيع اتفاق للتعاون النووي مع دولة البحرين، وقد اعتبرت وزارة الخارجية في بيان لها أن هذا الاتفاق يتعارض مع أنشطة إيران النووية[97].

رابعًا- مجموعة الحوافز والانفتاح على المجتمع الدولي

لم تخلُ العصا الأمريكية من جزرة حاولت بها إغراء إيران لدفعها نحو تنفيذ المطالب الأمريكية، وذلك بمزيد من الانفتاح على المجتمع الدولي وإخراجها من عزلتها الدولية، فضلًا عن إمكانية إعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن. وتقديم مجموعة من الحوافز في مجالات مختلفة سواء الاقتصادية أو السياسية أو الدبلوماسية…إلخ.[98] ولم تتخلَّ الولايات المتحدة أيضًا عن المحادثات المباشرة مع إيران بشان برنامجها، وإن كانت هذه المحادثات تمت بصورة سرية لم يعلن عنها[99].
ومع بداية النصف الثاني من عام 2008 تغير النهج الأمريكي في التعامل مع إيران؛ حيث بدأت التصريحات أقل حدة، ولاحت في الأفق بوادر إمكانية حدوث طفرة في العلاقات بين البلدين؛ وتواتر الحديث عن إمكانية فتح مكتب لرعاية مصالحها في طهران [100]. وتجلى ذلك في عدد من المؤشرات في هذا الصدد، حيث حضر دبلوماسي أمريكي كبير -هو وليم بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية- المحادثات المباشرة التي عقدتها القوى الأوروبية مع إيران في جنيف في يوليو 2008[101]. هذا بالإضافة إلى مجموعة من التصريحات الإيجابية التي صدرت عن المسئولين الأمريكيين بشأن إيران، والتي تؤكد تغير سياسة الولايات المتحدة –على الأقل على المستوى اللفظي– تجاهها، وعلى رأس هذه التصريحات ما أكدت عليه وزيرة الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة ليس لديها أعداء دائمون [102]. كما تدرس الولايات المتحدة إقامة مستوى ما من التمثيل الدبلوماسي لها في إيران، من خلال إقامة شعبة لرعاية المصالح الأمريكية، وكانت الحكومة الأمريكية قد اتخذت –في وقت سابق- مبادرة غير مسبوقة، ووافقت على فتح مؤسسة أمريكية غير حكومية مكتبًا لها في إيران[103]، وتهدف واشنطن من هذه الخطوة إلى التواصل المباشر مع الشعب الإيراني، فيما يبدو أنه محاولة لممارسة نوع جديد من الضغوط على القيادة الإيرانية من خلال استقطاب الرأى العام الإيراني، على اعتبار أن سياستها المتشددة تجاه إيران ليست موجهة ضد الشعب الإيراني وإنما ضد القيادة الإيرانية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار والسلم في المنطقة.
وردًا على هذه المؤشرات الإيجابية، دعا الرئيس الإيراني نجاد إلى تحسين علاقات طهران مع واشنطن والتعاون معها في العديد من الملفات الإقليمية وعلى رأسها الأمن والاستقرار في العراق[104].

خامسًا- تغيير النظام الإيراني

العمل على تغيير النظام الإيراني كأحد السبل في هذا الشأن، وإن كانت الولايات المتحدة لم تفعل الكثير من أجل تحقيق هذا الهدف، كما أن محاولاتها في هذا الصدد باءت بالفشل[105]. فقد حاولت الولايات المتحدة العمل على زعزعة استقرار النظام الإيراني عن طريق مجموعة من العمليات سرية(*) وافق على تمويلها الكونجرس الأمريكي في نهاية عام 2007[106].

التعامل الإيراني مع الضغوط الأمريكية والأوروبية فيما يتعلق ببرنامجها النووي:

حكمت الرؤية الإيرانية في التعامل مع هذه الضغوط الأمريكية والدولية في إطار مبدأين أساسين، أولهما رفض أي نوع من العقوبات المفروضة عليها سواء تلك التي فرضتها الولايات المتحدة بصورة منفردة أو تلك التي فرضها المجتمع الدولي من خلال القرارات المختلفة التي أصدرها مجلس الأمن على مدار العام، واعتبار أن هذه العقوبات لا تقوم على أي أساس قانوني[107]. أما ثانيهما فكان الرفض المطلق لأي حديث عن تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم بالتزامن مع أي محادثات دبلوماسية حول برنامجها النووي.
وفي إطار هذين المبدأين اتجهت إيران خلال هذا العام إلى مزيد من التصعيد في التعامل مع هذه الضغوط، والإمعان في إظهار مقدرات القوة لديها، فقامت إيران -على سبيل المثال- في شهر فبراير بإطلاق صاروخ إلى الفضاء، أيضًا قامت بمجموعة من المناورات العسكرية العالية المستوى في رسالة مفادها أن إيران تمتلك القوة الكافية للرد على أي هجوم عسكري على أراضيها[108]. كما أعلنت أنها وضعت أول نموذج لقمر صناعي في مدار حول الأرض باستخدام صاروخ محلي متطور -وجدير بالذكر أن التكنولوجيا المستخدمة في حمل الأقمار الصناعية يمكن أن تستخدم في حمل الرؤوس النووية- وطورت عددًا من مقاتلاتها الجوية لتكون قادرة على التحليق لمسافة 3 آلاف كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود[109]. فضلًا عن تطوير قدرتها البحرية بإنتاج غواصات محلية الصنع قادرة على إطلاق صواريخ وطوربيدات[110]. وأعلنت أنها تمتلك 5000 جهاز طرد مركزي منشأة ناتنز النووية[111].
وقد هددت أكثر من مرة بإغلاق مضيق هرمز في حال تعرضها لأي هجوم من أي دولة[112]، وجدير بالذكر أن هذا المضيق من أهم الممرات الملاحية في العالم حيث يمر من خلاله حوالي 40% من نفط العالم.

6- ملف أفغانستان وباكستان:

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان توترًا شديدًا خلال عام 2008، الأمر الذي دفع البعض إلى اعتبار مسار العلاقات في هذا العام أنه الأسوأ منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ويمكن أن يؤشر لبداية هذا التدهور مع اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو.
وقد تراوح مسار العلاقات خلال العام بين التدهور في جانبه الأكبر وبعضًا من التحسن؛ ويمكن أن يؤشر لهذا التدهور بالآتي:
· تخلى الولايات المتحدة عن الرئيس الباكستاني برفيز مشرف قبل تقديمه استقالته بكثير، فقد اعتبرته واشنطن أنه أصبح يمثل عبئًا على حملة واشنطن ضد الإرهاب، فمنذ اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بيناظير بوتو، وقد بدأت واشنطن تمارس العديد من الضغوط على الرئيس مشرف لدعم الديمقراطية كما تدعي. حتى انتهى الأمر باستقالته، وإعلان الولايات المتحدة أن هذا شأن داخلي لا يجب أن تتدخل هي فيه. ويمكن إرجاع موقف الولايات المتحدة في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة رأت أن مشرف بدأ يتخلى تدريجيا –تحت ضغوط داخلية- عن التزاماته في الحرب على الإرهاب كما حددتها هي، كما أنه فقد مصداقيته في حماية المصالح الأمريكية وتنفيذ مطالب سياساتها، فضلًا عن إمكانية استبداله بحليف جديد، ولو في إطار عملية تداول داخلية للسلطة توصف بأنها ديمقراطية.
· بعث السيناتور هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ برسالة إلى الرئيس بوش يطالبه فيها بتخفيض المساعدات الموجهة إلى باكستان حتى تستعيد الحقوق المدنية فيها كاملة وتبذل المزيد من الجهود في الحرب على الإرهاب[113].
· رفض باكستان أن تستخدم الولايات المتحدة الأراضي الباكستانية في القيام بأي عمليات عسكرية ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة بدون إذن مسبق من الحكومة الباكستانية، حيث كان الرئيس السابق قد برفيز مشرف قد رفض عرضًا سريًّا قدمته الولايات المتحدة لنشر قوات أمريكية لمحاربة عناصر القاعدة وطالبان في منطقة الحدود الباكستانية- الأفغانية[114].
· اتهام واشنطن بدعم ورعاية المجموعات الإرهابية في باكستان [115]. فقد اتهمت باكستان مؤسسة “راند” البحثية الممولة من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) المخابرات والجيش الباكستانيين بدعم طالبان[116].
· اعتراض باكستان على تعيين الولايات المتحدة الرئيس السابق لمعتقل جوانتانامو الجنرال جاي هود كمبعوث عسكري لديها[117].
· رفضت الولايات المتحدة – في وقت ما – بعض السياسات التي نوهت إليها عدد من التقارير الصحفية بشأن إجراء مفاوضات(*) بين حكومة باكستان والمليشيات الإسلامية المتواجدة في المناطق القبلية شمالي باكستان[118]. وطبقًا لعدد من المحللين فإن الولايات المتحدة حاولت بشتى الطرق إفشال هذا الحوار، واتهمها البعض بتنفيذ الهجوم الذي تعرضت له القوات الباكستانية في منطقة “مهمند” على الحدود الباكستانية الأفغانية، والتي قالت عنه واشنطن أنه كان يستهدف بعض العناصر التي كانت تنفذ هجمات ضد قوات التحالف[119].
· الضغط على باكستان من أجل السيطرة على حدودها مع أفغانستان لمنع تسلل مقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة إلى الأراضي الأفغانية[120].
· اتهام أجهزة الاستخبارات الأمريكية جهاز الاستخبارات الباكستاني بوجود انقسام داخله، ووجود اختراق كبير فيه من جانب حركة طالبان، ومن ثم وجود بعض العناصر العاملة فيه والتي لديها نوع من التعاطف مع حركة طالبان[121].
· رفض الحكومة الباكستانية لأي توغل في أراضيها من جانب القوات الأمريكية دون إذن مسبق من الحكومة[122]. وجدير بالذكر أن هناك تقارير أشارت إلى عقد باكستان لاتفاق سري مع واشنطن، بمقتضاه تسمح الحكومة للقوات الأمريكية بالقيام بعمليات عسكرية ضد العناصر المقاتلة في منطقة وزيرستان الجنوبية، وفي مقابل ذلك يحق للحكومة الباكستانية –بموجب الاتفاق السري- إعلان احتجاجها على أية هجمات أمريكية واستدعاء السفير الأمريكي لدى إسلام آباد كوسيلة احتجاجية، ولكن دون اتخاذ رد فعل على الأرض[123].
في مقابل مؤشرات التدهور هذه، شهدت العلاقة بين البلدين تطورًا مهم توج بإعلان شراكة استراتيجية بينهما خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في يوليو 2008، أكدت هذه الشراكة على التعاون بين البلدين في العديد من المجالات التي تمثل أولوية كبرى خصوصًا للولايات المتحدة، يأتي على رأسها مكافحة الإرهاب، ومساعدة الحكومة الباكستانية على رفع مستوى المعيشة للشعب الباكستاني والتعاون في المجالات الاقتصادية والصحية والتعليمية…إلخ[124].

مسارات السياسة الأمريكية تجاه محاربة الإرهاب

أكدت الولايات المتحدة على دعمها باكستان في مواجهة خطر المتشددين والإرهاب، وأنها ستوفر كل أشكال الدعم والمعدات اللازمة لتحقيق هذا الهدف بالقضاء على الإرهابيين خصوصًا هؤلاء الذين يتخذون من الأراضي الباكستانية -خصوصًا منطقة وزيرستان الجنوبية- منطلقًا لهجمات ضد قوات التحالف في أفغانستان[125]. وتعتبر الولايات المتحدة أن أكبر خطر إرهابي لها يأتي من منطقة القبائل في أفغانستان؛ فهذه المنطقة تعتبر ملاذًا آمنًا لمقاتلي حركة طالبان والقاعدة[126].
ومن أجل ذلك أكدت الولايات المتحدة على ضرورة التعاون العسكري الوثيق مع الحكومة الباكستانية من أجل مواجهة مقاتلي حركة طالبان والقاعدة، أثناء عبورهم الحدود بين أفغانستان وباكستان، لحرمان هؤلاء المقاتلين مما تسميه الملاذات الآمنة[127]. وفي هذا الإطار أكدت الولايات المتحدة على ضرورة تشجيع أفغانستان وباكستان على العمل معًا من أجل تأمين المناطق الحدودية، من خلال إقامة مراكز لإيجاد تنسيق أكثر على الحدود، على أن توجد فيها قوات مشتركة من القوات الدولية للمساعدة الأمنية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوات أفغانية وباكستانية[128]. كما بدأت القوات الأمريكية الخاصة في تدريب قوات باكستانية شبه النظامية –في إطار سياسة مشابهة لما قامت به في العراق مع قوات الصحوة السنية- على مقاتلة مليشيات طالبان وتنظيم القاعدة، في خطوة تهدف لتعزيز جبهة محورية في مواجهة التشدد وسط تصاعد موجة العنف على جانبي الحدود بين أفغانستان وباكستان[129].

دعم الديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الإنسان

حيث أكدت الولايات المتحدة على استمرار دعمها لباكستان -حتى بعد رحيل الرئيس برفيز مشرف من الحكم– في مكافحة التطرف الديني والإرهاب والمشكلات الأخرى المتعلقة بالاستقرار الاقتصادي والتنمية[130].
كانت أحداث مومباي التي تعرضت لها العاصمة الاقتصادية للهند في الفترة من 26-29 نوفمبر 2008 واستهدفت عددًا من المواقع بالمدينة كبورصة مومباي وفندقي تاج محل وأوبروي ومحطة للسكك الحديدية إضافة إلى معبد يهودي، مناسبة لتصعيد الولايات المتحدة ضغوطها على باكستان من أجل بذل مزيد من الجهود لمحاربة الإرهاب ومواجهة العناصر التي تستخدم أراضيها لشن هجمات على الدول الأخرى[131].
وكانت الولايات المتحدة والهند قد وجهتا أصابع الاتهام إلى جماعة “عسكر طيبة” التي تتخذ من باكستان مقرًا لها بالضلوع في تنفيذ هجمات مومباى[132].
إلا أن العديد من التحليلات تشير إلى أن جهات أخرى قد تكون متورطة في تخطيط وتنفيذ هذه الأحداث؛ منظمات هندوسية متطرفة، أو بعض رجال المافيا الهندية، وتشير تكهنات أخرى إلى أنها عملية مشتركة بين المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي وبعض العناصر المتشددة في المخابرات الباكستانية، وذلك لجر الهند إلى مزيد من التعاون مع الغرب والولايات المتحدة خصوصًا في الحرب على الإرهاب، بعد أن حاولت الهند على مدار الفترة الماضية جعل نفسها قدر الإمكان بعيدة عمّا تسميه الولايات المتحدة الحرب ضد الإرهاب، لعدم إثارة مسلمي الهند، ويدعم من هذا التكهن الأخير وصول وفود من أجهزة المخابرات الأمريكية وإسرائيل وغيرها من الدول للمشاركة في التحقيقات لاكتشاف الجناة[133].

نحو مزيد من الاستقرار في أفغانستان

خلال هذا العام زادت درجة التصعيد التي شهدتها هذه القضية خصوصًا بعد الهجمات الكثيرة التي نفذتها حركة طالبان هناك ضد قوات التحالف؛ الأمر الذي أثار العديد من الشكوك حول قدرة هذه القوات الحكومية والدولية على هزيمة الحركة وأنصارها. وتعود حالة عدم الاستقرار التي تعيشها أفغانستان إلى عدم قدرة الحكومة الأفغانية على إحكام سيطرتها على كامل الإقليم الأفغاني، فهى تسيطر فقط على ثلث البلاد، بينما تسيطر حركة طالبان على حوالى 10% في حين تسيطر على المساحة المتبقية القبائل الأفغانية[134].
ما يزال هناك عدد من الأمور التي تعتبرها الولايات المتحدة تحديات كبيرة لها في طريق تثبيت الاستقرار في افغانستان؛ من أبرزها تجارة المخدرات والإرهاب واستمرار خطر المليشيات التي تشن هجمات من معاقل لها على الحدود الأفغانية الباكستانية[135]. كما أن التقارير الصادرة من الولايات المتحدة تؤكد عدم قدرة الحكومة الأفغانية على التصدي للمقاتلين من حركة طالبان والقاعدة، فضلًا عن أن الفساد المنتشر في هذه الحكومة سوف يسرِّع من انهيار السلطة المركزية في البلاد وبالتالي حدوث مزيد من عدم الاستقرار في الأوضاع[136].
وشهدت أيضًا الأوضاع الأمنية هناك تدهورًا، حيث تفاقمت مستويات العنف هناك بنسبة 43% في السنوات الخمس الماضية، كما ارتفعت نسب زراعة المخدرات بمعدل 100% منذ العام 2000، في حين تراجع دعم الأفغانيين للقوة الدولية في بلادهم بنسبة 33% في الأشهر الماضية[137]، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى التفكير جديًّا في تغيير استراتيجية الحرب هناك.

وقد حاولت الولايات المتحد دعم استقرار أفغانستان من خلال عدد من الأدوات:

· بدأت الولايات المتحدة تنفذ خططًا بزيادة القوات الأمريكية العاملة هناك وطلب مزيد من المساعدة من الدول الأعضاء في الناتو، من أجل المساعدة في تأمين البلاد وتعقب فلول حركة طالبان وتنظيم القاعدة[138]. وفي هذا الإطار بدأت الولايات المتحدة تتحدث عن إمكانية سحب المزيد من القوات الأمريكية التي تقاتل في العراق وضمها إلى قوات التحالف الموجودة في أفغانستان[139]. بالإضافة إلى ذلك قامت وزارة الدفاع الأمريكية بتحريك حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن من مياه الخليج العربي إلى خليج عُمان لتكون قريبة من مسرح العمليات في أفغانستان وتقديم المساعدة لقوات التحالف[140].
· التأكيد على دعم العملية الديمقراطية هناك[141]. لذلك ركز المؤتمر الدولي لدعم أفغانستان والذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس في يونيو 2008، ركز على الإنجازات التي حققتها الحكومة الأفغانية في عدد من المجالات مثل الديمقراطية والرعاية الصحية والبنية التحتية والتعليم وغيرها من المجالات الأخرى، وفي هذا المؤتمر تعهدت الولايات بتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي للحكومة الأفغانية من أجل تحقيق مزيد من التقدم في الأوضاع هناك[142].

هذه التحديات –السابق ذكرها- دفعت الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في الاستراتيجية التي تتبعها في الحرب في أفغانستان لتكون أكثر عدائية، من خلال منح قواتها مزيدًا من المرونة في ملاحقة مقاتلي طالبان والقاعدة الذين يتخذون من منطقة القبائل في باكستان قاعدة لهم[143]. وفى هذا الإطار أكدت الولايات المتحدة على ضرورة الاستفادة من النجاح الذي حققته الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق[144]. نشرت الولايات المتحدة قوات إضافية في جنوب أفغانستان بهدف دعم القوات الأفغانية والأجنبية المتواجدة هناك[145].
ولكن هل يمكن أن تجدي زيادة القوات في وقف العنف في أفغانستان كما حدث في العراق؟ أكد قائد القوات العاملة في أفغانستان أنه لابد من التركيز على مجالات أخرى مثل شؤون الأمن والتنمية وإعادة الإعمار لمساعدة السكان ونشر سلطة الدولة[146].
وفي هذا الإطار بذلت الولايات المتحدة مزيدًا من الجهود لتفعيل الشراكة الاستراتيجية – والتى كان قد اتفق عليها كل من الرئيس بوش والرئيس الأفغاني حميد كارزاي في مايو 2005 – كجزء من المجهود الأميركي الأكبر لمساعدة ديمقراطية أفغانستان الناشئة وفي تأمين سلامة مواطنيها وبناء مؤسسات حكم رشيدة وفعالة ومحاربة الفساد والاتجار بالمخدرات وإعادة إعمار البلاد[147].
كما سعت الولايات المتحدة أيضًا إلى التأكيد على ضرورة التعاون الإقليمي من جانب دول الجوار لأفغانستان (خصوصًا من دول مثل الهند) على المستويين السياسي والاقتصادي، ولذلك طالبت الولايات المتحدة بتوفير استراتيجية للتكامل الإقليمي لتوثيق الروابط بين أفغانستان ودول آسيا الوسطى[148].

الحوار مع طالبان (الفصل بين القاعدة وطالبان)

وكانت هذه أحد الوسائل المهمة التي بدأت الإدارة الأمريكية في اتباعها من أجل تحسين الأوضاع في أفغانستان وضمان تحييد حركة طالبان، التي كبدت هجماتها قوات التحالف خسائر كبيرة، لذلك أعلنت في أكثر من مناسبة دعمها هذا الاتجاه، خصوصًا بعد التقارير التي أفادت بأن الحكومة الأفغانية بصدد إقامة حوار مع قادة الحركة من أجل دمجهم في العملية السياسية هناك، حيث قاد أحمد شاه زي -رئيس الوزراء الأفغاني السابق- تيارًا من قادة أحزاب المجاهدين السابقين يدعو إلى حل سلمي للصراع في أفغانستان، على أساس إرسال قوات من دول إسلامية لحفظ السلام والاستقرار في أفغانستان، بدلًا من قوات التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي. ويسعى هذا التيار إلى إقناع طالبان بوقف النار والدخول في حكومة وحدة وطنية، وكان شاه زي نقل رسائل من الحكومة الأفغانية إلى شخصيات على صلة بقيادة طالبان كما التقى مسئولين في الحكومة الباكستانية في هذا الإطار[149].
وقد أعلنت الولايات المتحدة من جانبها أنها ستدعم أي مفاوضات سلام مع حركة طالبان من أجل إنهاء الهجمات التي يقوم بها هؤلاء، على أن تتم هذه المفاوضات وفقًا لشروط الحكومة الأفغانية، وتخضع خلالها الحركة لسيادة الدولة الأفغانية، وألا تشمل عملية المصالحة أي فرد من تنظيم القاعدة، وتهدف الولايات المتحدة من هذه الخطوة إلى تحييد مقاتلي الحركة، ودفعها إلى التخلي عن السلاح والانضمام إلى العملية السياسية، وفي نفس الوقت عزل مقاتلي تنظيم القاعدة[150].
وقد رفضت طالبان هذه الدعوة لعقد مصالحة وطنية قبل أن ترحل كل القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية[151].

7- القضية السودانية:

في إطار التعاطي الأمريكي مع هذا الملف تبدي الولايات المتحدة اهتمامًا بعدد من القضايا التي تعتبرها هي الأولى بالرعاية في التعامل الأمريكي مع السودان. هذه القضايا هي: الوضع في دارفور ومنطقة أبيي وجنوب السودان، فضلًا عن مسار العلاقات الأمريكية السودانية بصفة عامة. ولكن ما تزال قضية دارفور هي المحدد الأساسي لطبيعة تعامل الولايات الأمريكية مع السودان.
وقبل البدء في تناول السياسة الأمريكية تجاه هذا الملف الساخن، يجب التنويه إلى أن السودان يحظى بأكبر برنامج مساعدات للوكالة الأميركية للتنمية الدولية في أفريقيا، وبالتالي فإن السودان بصراعاته الداخلية المشتعلة لا يزال يمثل أولوية قصوى للسياسة الخارجية الأميركية في أفريقيا[152].
لا تزال هناك استمرارية في الرؤية الأمريكية لما يجرى في دارفور على أنها عملية إبادة جماعية لا يمكن السكوت عليها، وقد شبّه الرئيس الأمريكي ما يجرى في دارفور بالمذابح التي تعرضت لها رواندا في عام 1994 وأدت إلى مقتل 800 ألف شخص[153]. وعلى هذا الأساس صعَّدت الولايات المتحدة من ضغوطها على الدولة السودانية، وقد تجلى هذا التصعيد في عدد من المؤشرات، يمكن بيان أهمها على النحو التالي:
· تشديد العقوبات على السودان[154].
· الإصرار على إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى السودان، في اتجاه مزيد من التدويل لقضية السودان، والخلاف الكبير الذي ثار حول هذه القضية[155].
· في السياق ذاته ظلت قضية دارفور القضية المركزية في اهتمامات الإدارة الأمريكية تجاه السودان، واعتمدت الولايات المتحدة على أدوات رئيسية في التعامل مع هذه الأزمة[156]؛
· تعامل أحادي من جانبها فقط بتشديد العقوبات على السودان، وقد فرضت الولايات المتحدة – على سبيل المثال – عقوبات على سبعة أشخاص سودانيين تعتبرهم مسئولين عن العنف في دارفور، وعقوبات على أكثر من 160 شركة تملكها أو تسيطر عليها الحكومة السودانية.
· توفير المساعدات الإنسانية لسكان الإقليم.
· المساعدة على التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، لذلك قامت الإدارة الأمريكية بتعيين مبعوث خاص لها لدى السودان هو رتشارد وليامسون في الأول من ديسمبر عام 2007.
· العمل مع المجتمع الدولي من خلال إرسال قوات دولية لحفظ السلام في دارفور “يوناميد”، وقدمت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة 400 مليون دولار لإقامة (35) معسكرًا لقوات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وأعلن المبعوث الأمريكي كذلك عن مبادرة أميركية لتأسيس مجموعة “أصدقاء يوناميد”(*)التي ستساعد في تنسيق احتياجات القوة والبلدان الموفرة لهذه القوات.
· التأكيد على ضرورة التحول السلمي إلى الديمقراطية في كافة أنحاء السودان[157].
· كما تستخدم الولايات المتحد تهمة دعم ورعاية الإرهاب في تعاملها مع الحكومة السودانية، حيث تعتبر الإدارة الأمريكية الحكومة السودان ذات التوجه الإسلامي بأن لها صلات بالمنظمات الإرهابية الدولية، ولذلك تصنف السودان باعتبارها دولة راعية الإرهاب، ويخضع السودان بسبب هذا الأمر لقيود على المساعدات الأجنبية المقدمة للحكومة، وحظر على الصادرات والمبيعات العسكرية، واشتراط إخطار الكونغرس بالنسبة لبعض الصادرات من المواد ذات الاستخدام المزدوج؛ وفرض قيود على تخفيض الديون، وغير ذلك من العقوبات الأخرى [158].
· أبدت الولايات المتحدة قدرًا من الانفتاح على النظام السوداني بعدما اتخذ مجموعة من الإجراءات التي أُدرِكت أمريكيًّا أنها إيجابية، حيث أعلنت واشنطن عن تفاؤلها بما اتخذته الحكومة السودانية من إجراءات للعمل على استقرار واستتباب الأوضاع في دارفور[159]. الأمر الذي دفع الإدارة الأميركية إلى الموافقة على استئناف الحوار مع الخرطوم لاستكمال تطبيع العلاقات بين البلدين بعدما علقته واشنطن في وقت سابق بسبب تصاعد النزاع على منطقة أبيي الغنية بالنفط[160]. حيث هدأت الولايات المتحدة من لهجتها مع الحكومة السودانية وأشادت بجهودها في حل مشكلة منطقة أبيي الغنية بالنفط. كما عبرت الولايات المتحدة عن تفاؤلها بشأن إيجاد حل جذرى لمشكلة دارفور[161]. وتوجت هذه التهدئة في القضية السودانية باتفاق كل من الحكومة السودانية والولايات المتحدة على استئناف الحوار بين البلدين لاستكمال عملية تطبيع العلاقات فيما بينهم[162].

وجدير بالذكر أنه في سياق تعامل السودان مع الضغوط الأمريكية، حاولت القيادة السودانية إبداء قدر كبير من المرونة في العديد من القضايا المعلقة والتي هي مسار خلاف مع واشنطن، في محاولة منها تخفيف الضغوط الدولية عليها والتي كان آخرها إصدار المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية مذكرة يطالب فيها باعتقال الرئيس السوداني لارتكابه جرائم حرب في دارفور، فحاولت الحكمة بتحريك عدد من الملفات والقضايا مثل دارفور ومنطقة إيبي لتحسين الأوضاع فيها وإيجاد حلول جذرية للمشاكل فيها، وعرض النظام السوداني على واشنطن الحصول على نصيب من بترول منطقة دارفور، في مقابل التعاون بينهما من أجل إيجاد السبل الكفيلة بحل أزمة دارفور[163].

8- أمن الخليج:

منطقة الخليج من أهم المناطق الاستراتيجية للمصالح الأمريكية في العالم، نظرًا لأنها المصدر الأساسي الذي تحصل منه الولايات المتحدة على واردتها من النفط، لذلك يحظى الخليج باهتمام خاص في الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، وهذه الأهمية قد زادت في الآونة الأخيرة، في ظل تفجر عدد من القضايا والصراعات الإقليمية والتي تعتبر دول الخليج العربي أدوات أساسية للسياسة الأمريكية لتنفيذ رؤيتها، وتنفيذ عدد من السياسات التي تراها الإدارة الأمريكية ضرورية لتحقيق مصالحها، على رأس هذه القضايا يبرز العراق ومحاصرة النفوذ الإيراني.
وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت مبادرة “حوار أمن الخليج” في مايو 2006، وقد أصبحت هذه المبادرة الآن آلية التنسيق الأمني الرئيسية بين الولايات المتحدة وأعضاء مجلس التعاون الخليجي. وتتمحور أهداف الحوار الأساسية في توفير إطار عمل لتعاطي الولايات المتحدة مع دول المجلس في ستة مجالات؛ هي تحسين القدرات الدفاعية لدول المجلس، وقضايا الأمن الإقليمي كالنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني ولبنان، ومكافحة نشر الأسلحة النووية، ومكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، وحماية البنية التحتية بالغة الأهمية، والتعهد بالتزامات إزاء العراق[164].
وفي هذا السياق اعتمدت الولايات المتحدة على عدد من المسارات في التعامل مع منطقة الخليج، هذه المسارات يمكن بيان أهمها على النحو التالي:

أولًا- استقرار الأوضاع في العراق

حيث تعتبر الولايات المتحدة أن سياسات الدول الخليجية نحو العراق أمرًا حاسمًا في استقرار أو عدم استقرار الأوضاع هناك، لذلك طلبت الولايات المتحدة مزيدًا من الدعم الخليجي للعراق، خاصة ما يتعلق بتطبيع العلاقات معه، وإقامة علاقات دبلوماسية معه، فأثنت الولايات المتحدة على قرارات عدد من الدول العربية والخليجية –مثل سوريا والكويت ومصر- بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع العراق[165].

ثانيًا- أمن الخليج ومحاصرة النفوذ الإيراني

فمع تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة سعت الولايات المتحدة إلى حصر هذا النفوذ بشتى الطرق، نظرًا لتأثيراته السلبية على المصالح الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية، لذلك سعت واشنطن إلى دعم حلفائها من الدول الخليجية، خصوصا ما يتعلق بتدعيم قدرة الردع الدفاعية لهذه الدول. وفى هذا الإطار أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها تزويد السعودية بـ900 صاروخ من أكثر الصواريخ تطورًا والتي توجه بالأقمار الصناعية، بالإضافة إلى تزويدها ومختلف دول المنطقة الحليفة بأكثر أنظمة الأسلحة التي تنتجها الولايات المتحدة تقدمًا، وذلك كجزء من مساعدات أمنية تبلغ كلفتها عشرين مليار دولار للدول الخليجية[166]. كما زودت الولايات المتحدة دولة الإمارات العربية بنظام دفاع صاروخي متقدم في إطار صفقة بلغت قيمتها حوالي سبعة مليارات دولار[167].

ثالثًا- دعم الإصلاح السياسي

تصعيد الضغوط فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في دول الخليج، لذلك انتقدت منظمة هيومان رايتس واتش الأمريكية السعودية لقيامها بالتمييز ضد الطوائف والأقليات الموجودة فيها خاصة الطائفة الإسماعيلية، وأكد التقرير الذي أصدرته المنظمة أن السعودية تستخدم خطاب كراهية ضد الأقليات[168]. واعتبرت المنظمة أن السعودية ليست بها أي نوع من الحريات الدينية في الوقت الذي تدعو فيه العالم إلى التسامح والحوار بين الأديان[169].
وأخيرًا، مارست الأزمة المالية العالمية، مسبوقة بارتفاع كبير وسريع في أسعار البترول، ثم مصحوبة بانخفاض سريع ومتزايد أيضًا في الأسعار في أقل من ستة أشهر. مارست هذه الأزمات انعكاساتها على العلاقات الأمريكية – الخليجية؛ ومن أهمها اتجاه الولايات المتحدة -وخاصة كما اتضح من تصريحات إدارة أوباما في بدايتها- إلى تخفيض الاعتماد على البترول.
هذا التقلب الشديد في الأسعار من ارتفاع كبير قياسي في الأسعار إلى انخفاض شديد في الأسعار في فترة وجيزة لا تجاوز الستة أشهر أثار العديد من التساؤلات حول تداعيات مثل هذا الاتجاه؟ والأسباب التي أدت إلى مثل هذا التدهور الكبير في الأسعار؟
فقد ارتبط حدوث هذا الانخفاض الكبير في أسعار النفط خلال نهاية هذا العام مع ظهور مجموعة من البيانات عن أداء الاقتصاد الأمريكي، الذي تأثر إلى حد بعيد بالآثار السلبية للأزمة المالية في الولايات المتحدة، ودخول الاقتصاد الأمريكي مرحلة ركود كبيرة. فعلى سبيل المثال أظهرت الأرقام الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في شهر نوفمبر، أن الاحتياطي الأمريكي من النفط الخام قد ازداد بمقدار 1.6 مليون برميل، وهذا يشكل ضعف الزيادة التي كانت متوقعة[170]. وترافق ذلك مع انخفاض مؤشر التصنيع في الولايات المتحدة إلى 38.9، وهو الأقل منذ أكثر من ربع قرن[171].
ولكن لماذا فشلت أوبك في تحقيق استقرار لأسعار النفط على مدار هذا العام ومنع هذا الانخفاض الكبير في الأسعار أو حتى الزيادة المبالغ فيها في الأسعار؟ هناك مجموعتين من العوامل كانت السبب في تراجع أسعار النفط؛ أولها مجموعة العوامل المرتبطة بالعرض والطلب، وهناك عوامل أخرى سياسية[172].
فبالنسبة لمجموعة العوامل المرتبطة بالعرض والطلب؛ فإن منظمة الأوبك ليست الفاعل الوحيد في سوق النفط، حيث تقدم المنظمة 40% فقط من حجم الاستهلاك العالمي والباقي تقدمه دول أخرى ليست أعضاء في المنظمة وعلى رأسها روسيا المنتج الثاني للبترول من حيث الحجم على المستوى الدولي، أيضًا هناك دول مثل المكسيك والنرويج. كما حدث ارتفاع في حجم المخزون العالمي لدى الدول الكبرى في استهلاك البترول مستغلة الانخفاض الذي حدث في أسعار النفط. كما أدت الأزمة المالية العالمية إلى دخول الكثير من الاقتصادات الكبرى في مرحلة ركود كبيرة وتراجع في مستوى النمو فيها، الأمر الذي أدى إلى تراجع الطلب العالمي على النفط.
أما المجموعة الثانية فمرتبطة بمجموعة من العوامل السياسية؛ حيث أن انخفاض أسعار البترول سوف يحجّم الدور الذي يمكن أن تلعبه قوى دولية على المستوى الدولي مثل روسيا وإيران وفنزويلا. فعلى سبيل المثال تحتاج كل من فنزويلا وإيران إلى إبقاء الأسعار عند حد 100 دولار للبرميل من أجل تمويل برامجهما الاقتصادية[173]. وفي المقابل فإن هذا الانخفاض في الأسعار سوف يفيد كبار مستهلكي النفط حول العالم خصوصًا الولايات المتحدة التي تعتبر أكبر مستهلك للنفط في العالم. وفي هذا السياق، يمكن إيراد عبارة قالها ستيفن شورك الخبير في شئون النفط “الكل حسب أن الصين والهند ستستمران في شراء النفط إلى الأبد، لكن الأمر ليس كذلك، فالطلب لم يعد كما كان. لا بل قد اتضح أن الذين كانوا يعتمدون على الاقتصادات النامية لتحل محل الولايات المتحدة كانوا على خطأ”[174].
وفيما يخص أثر انخفاض الدولار على قطاع النفط، فقد أشار تقرير منظمة أوبك لشهر يوليو 2008 أنه بالرغم من تسجيل أسعار النفط معدلات قياسية في يونيو من العام 2008، فإنه عند احتساب معدلات التضخم والتغير في أسعار الصرف العالمي فإن أسعار النفط الحقيقية قد انخفضت بمقارنتها بأسعار العام الماضي. فإذا كان متوسط سعر البرميل قد زاد إلى 66.76 دولارًا للبرميل في يونيو مقابل 64.36 دولار في مايو بنمو 3.7%. إلا أن الأسعار الحقيقية بعد احتساب التضخم وأسعار الصرف قد أشارت إلى ارتفاع متوسط سعر البرميل إلى 43.6 دولار للبرميل خلال يونيو/حزيران وهو سعر أقل مما كان عليه البرميل خلال نفس الشهر من العام الماضي حينما بلغ 44.3 دولار للبرميل[175].

9- الحرب الأمريكية على الإرهاب:
يعتبر هذا الملف والسياسات المتبعة فيه المحدد الأساسي لسلوك وسياسات الولايات المتحدة في العالم الإسلامي، وقد حظي هذا الملف بأهمية مركزية –بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر- في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العالم بصفة عامة وتجاه العالم الإسلامي بصفة خاصة.
وفي هذا السياق جاءت الاستراتيجية الدفاعية الجديدة للولايات المتحدة –والتي صدرت في أغسطس 2008– مؤكدة على أن أعظم تهديد يحيق بالأمن القومي للولايات المتحدة سيبقى ذلك الموجّه من جانب الإرهابيين والعقيدة العنيفة للمتطرّفين[176].
واستمرت الرؤية الأمريكية للحرب على الإرهاب باعتبارها حرب من أجل القيم والمبادئ العامة، لذلك لا يكفي أن تعمل الولايات المتحدة بمفردها وإنما على جميع الدول أن تنسق فيما بينها لمواجهة هذا الخطر الكبير، وهذا يتطلب من وجهة النظر الأمريكية معالجة وتوفير المتطلبات الأساسية للحياة لجميع البشر، وتسوية كافة الصراعات والمظالم، وإعطاء البشر مردودًا قيّمًا لمستقبلهم، وتوفير البدائل المادية والأيديولوجية لما تقدمه الجماعات الإرهابية.
وقد اعتمدت الولايات في التعامل مع هذه القضية المركزية على عدد من المسارات، التي يمكن النظر إليها على مستويين؛ الأول داخلي متمثل في التعامل القضائي مع الإرهاب والعمل على منع كافة أنواع الدعم الداخلي التي يمكن أن يحصل عليها الإرهابيين. والثاني على المستوى الخارجي حيث عمدت الولايات المتحدة إلى حشد التأييد الدولي لعدد من الإجراءات التي تضمن محاصرة نفوذ الجماعات التي تعتبرها إرهابية، ومنع وصول أي دعم لأنشطتها، أيضًا كانت هناك الأداة العسكرية في ضرب معاقل الإرهاب في إطار ما صاغته من مصطلحات خصوصًا تلك المتعلقة بمفهوم الدول التي تراها واشنطن راعية للإرهاب والحرب الاستباقية، فضلًا عن أن الحرب على الإرهاب كانت مدخلًا –أو بمعنى أدق مبررًا- مهمًا في سياسات أمريكية اتبعتها واشنطن تجاه عدد من الدول الإسلامية التي تراها مناوئة لمصالحها.

أولًا- على المستوى الداخلي

التعامل القضائي مع الإرهاب

الأداة القضائية أحد أهم الأدوات التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في إدارة هذا الملف، وعمدت إلى محاكمة المتهمين في قضايا تتعلق بالحرب على الإرهاب خصوصًا معتقلي جوانتانامو؛ حيث بدأت في العام 2008 تقديم المتهمين في ارتكاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى القضاء العسكري[177]. وجرت العديد من المحاكمات -أمام المحاكم العسكرية التي أنشأت خصيصًا في معتقل جوانتانامو- لهذا الأمر لمن وجهت لهم تهم تتعلق بالإرهاب، كان أبرزها محاكمة سائق أسامة بن لادن اليمني سليم حمدان، والذي أدانته المحكمة وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة أعوام ونصف[178]. كما بدأت فعاليات محاكمة خبيرة الأعصاب الباكستانية عافية صديقي والمتهمة بمحاولة قتل جنود أمريكيين في أفغانستان[179].
وفى إطار هذه الأداة أيضًا شهد العام 2008 سابقة فيما يتعلق بالتعامل القضائي مع معتقلي الإرهاب، حيث حكمت المحكمة العليا الأميركية بأن للأفراد المحتجزين في معتقل جوانتانامو بكوبا بصفتهم مقاتلين غير قانونيين، حقًّا دستوريًّا في الاعتراض على احتجازهم[180]. كما انتقد الكونجرس الأمريكي أساليب الاستجواب التي اتبعتها وزارة الدفاع الأمريكية وأجهزة الاستخبارات مع معتقلي “القاعدة” في معسكر جوانتانامو[181]. كما أصدرت محكمة أمريكية حكمًا هو الأول من نوعه، عندما رفضت قرارًا يعتبر أحد نزلاء معتقل جوانتانامو “عدوًّا محاربًا”[182].

الحصار والمراقبة الأمنية في الداخل (التضييق على المسلمين)

الاستمرار في التضييق على الهيئات الإسلامية بتهمة أنها تستخدم أنشطتها لدعم الإرهاب، على سبيل المثال جمدت وزارة المالية الأمريكية أصول جمعية خيرية كويتية، بعد أن اشتبهت في أنها تمول القاعدة[183].
وأقرت وزارة العدل الأمريكية برنامجًا جديدًا يحمل اسم “لمحة إرهابية” لمراقبة المسلمين من أصول عربية في الولايات المتحدة، ويهدف هذا البرنامج إلى مراقبة المسلمين الذين يسافرون كثيرًا إلى الخارج، وتوقيفهم عبر الحدود الكندية الأمريكية واستجوابهم بشأن نشاطاتهم وأعمالهم[184].
كما تمت إدانة قادة أكبر منظمة خيرية إسلامية في الولايات المتحدة –وهي مؤسسة الأرض المقدسة للأعمال الخيرية– بتهمة تمويل حركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية منذ عام 1995، وأكدت المحكمة أن المؤسسة قدمت أكثر من اثني عشر مليون دولار لحماس لتمويل مدارس ومستشفيات وبرامج خيرية[185].
ثانيًا- على المستوى الخارجي:
اشتمل المسار الخارجي للحرب على الإرهاب على:
تجفيف المنابع وحرمان الجماعات الإرهابية من التأييد الشعبي
حيث أكدت على ضرورة التصدي للحملات الدعائية والمعلومات المضللة التي تروج لها المنظمات الإرهابية والعناصر المتطرفة، ومنع الإرهابيين من تجنيد عناصر جديدة وأعضاء جدد محليًّا. واعتماد مجموعة من برامج المساعدات الخارجية، ومن أبرز هذه البرامج: مبادرة الشراكة بين دول الشرق الأوسط والولايات المتحدة، وهيئة تحدي الألفية؛ حيث انخرطت الولايات المتحدة في شراكة مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية حول العالم لإعادة بناء المدارس وخلق برامج تعليمية يمكنها الوصول إلى الفئات المهمشة مثل: الفتيات والأقليات العرقية والأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والمنكوبين بفعل الحروب والكوارث الأخرى في شتى أرجاء دول جنوب آسيا والشرق الأوسط[186].
أيضًا أكدت الولايات المتحدة على الصلة بين الجريمة العابرة للقارات وبين الإرهاب، الأمر الذي يتضح أكثر في الدول التي يتفشى فيها الفساد وتتسم بضعف مؤسساتها، وقد أشارت وكالة تطبيق القوانين الخاصة بالمخدارت إلى أن 19 مجموعة من المجموعات الـ44 التي صنفتها الحكومة الأميركية منظمات إرهابية أجنبية، هي مجموعات تشارك في الاتجار بالمخدرات وفي نشاطات إجرامية أخرى. وهذه الرابطة بين الإرهاب والجريمة المنظمة تشل قدرة الحكومة على محاربة الإرهاب وتضعف المؤسسات الحكومية وتخل بتطبيق القوانين[187].

القوة العسكرية

كان هذا المسار من أهم المسارات التي اعتمدت عليها الولايات المتحد في إدارة هذا الملف الشائك سواء من خلال الحروب العسكرية التي خاضتها وما تزال تخوضها سواء في أفغانستان أو العراق، ومن خلال تقديم المساعدة الفنية والعسكرية لبعض الدول التي تعاني من مشاكل متعلقة بوجود جماعات تستخدم العنف كأداة في تعاملها.
فعلى سبيل المثال، أرسلت الولايات المتحدة وحدة من مشاة البحرية الأمريكية المارينز إلي العاصمة الموريتانية، بهدف القيام بتدريبات في منطقة إنشيري شمال نواكشوط (وهي منطقة صحراوية تشبه مناطق البلاد المتاخمة للحدود مع الجزائر ومالي)، حيث يعتقد أنه تنشط هناك عناصر من الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال التي غيرت اسمها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي[188]. كما قامت الولايات المتحدة بإرسال كتيبة عسكرية جديدة تضم حوالى (95) عسكريًّا إلى شبه جزيرة سيناء للمساعدة في مكافحة الإرهاب[189]، أيضًا قامت الولايات المتحدة بقصف بلدة دوبلي جنوبي الصومال، واستهداف أحد قادة تنظيم القاعدة هناك[190].
كما قام برنامج المساعدة في مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية بتدريب أكثر من 6 آلاف عنصر في 150 بلد، ووفر لهم المعدات والتكنولوجيا اللازمة[191]. أيضًا أشارت تقارير صحفية إلى قيام الولايات المتحدة بعدد من العمليات السرية –وصل إلى 12 عملية- ضد تنظيم القاعدة في كل من باكستان وسوريا منذ عام 2004، وقد تم تنفيذ هذه العمليات بناءً على تفويض سري من وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد، وبعلم وموافقة الرئيس جورج بوش، وقد نص هذا التفويض السري على منح الجيش الأمريكي الصلاحية بمهاجمة “الشبكات الإرهابية” التابعة لتنظيم القاعدة في شتى أنحاء العالم، كما خوَّله أيضًا بتنفيذ عمليات في بلدان ليست في حالة حرب مع الولايات المتحدة[192].

الضغط على دول أخرى لتحقيق أهداف متعلقة بمصالحها

كان الإرهاب أحد الأدوات التي اعتمدت عليها السياسة الخارجية الأمريكية –خصوصًا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001– في الضغط على الكثير من الدول الإسلامية لتحقيق أغراض في كثير من الأحيان لم تكن لها علاقة بهذه التهمة، فدائمًا ما واجهت دول مثل إيران وسوريا وليبيا والسعودية مثل هذه التهمة، وإن كانت بدرجات متفاوتة.
وفى هذا السياق رفض القضاء الأمريكي تحميل السعودية وبعض أمرائها المسئولية عن تنفيذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأكدت المحكمة في حكمها أنه لا يمكن تحميل المملكة هذه المسئولية حتى وإن كانت على علم بأن التبرعات التي تقدمها للعديد من المنظمات الخيرية يذهب جزء منها إلى تنظيم القاعدة الذي أعلن مسئوليته عن الهجمات[193].
كما حاولت الولايات المتحدة إيجاد قدم لها في الشمال الأفريقي بوضع قضية مكافحة الإرهاب –إلى جانب قضايا أخرى متعلقة بمشكلة الصحراء الغربية والإصلاحات السياسية- في هذه المنطقة على قائمة الأولويات الأمريكية هناك، لذلك اهتمت وزيرة الخارجية رايس في زيارتها لدول شمال أفريقيا في سبتمبر بأن يكون موضوع مكافحة الإرهاب من أهم مجالات التعاون بين الولايات المتحدة ودول المنطقة[194].
وسعت الولايات المتحدة إلى بناء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، من خلال الاعتماد على التعاون مع حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا من أجل مكافحة هذا الخطر[195]. حيث أعلنت الولايات المتحدة أنها حققت بالتعاون مع حلفاء مثل السعودية والعراق والفلبين وأندونيسيا نجاحات كبيرة ضد الإرهاب، وتمكنت بفضل هذا التعاون من تقليص نفوذ عدد من الجماعات الإرهابية، وأن الجهود المستقبلية في هذا الصدد سوف تركز على اليمن والصومال والحدود الأفغانية الباكستانية[196].

الأداة الاقتصادية

من خلال تصعيد صيغ التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة ودول العالم الإسلامي، كمدخل لإيجاد ظروف حياتية ملائمة ترى الولايات المتحدة أن عدم توافرها في غالبية دول العالم الإسلامي هي من المسببات الأساسية للإرهاب وتفريخ جماعات العنف والاتجاهات المتطرفة، لذلك سعت الولايات المتحدة إلى ربط دول شمال أفريقيا –التى تصاعدت فيها حدة الأخطار الإرهابية في السنوات الأخيرة – معًا من خلال رابطة اقتصادية تجمعهم، واعتبر أن ذلك سيكون مفيدًا في منع نمو التطرف[197].

ويمكن إيراد عدد من الملاحظات حول تعامل الإدارة الأمريكية مع الحرب على ما تسميه الإرهاب خلال العام 2008، أهمها:
– أولًا: في سياق تعامل الولايات مع ملف الحرب على الإرهاب كان هناك نوع من التضارب في مواقف المسئولين الأمريكيين فيما يتعلق بموقع وقوة تنظيم القاعد في الوقت الحالي وبعد سبع سنوات من إعلان الحرب ضد الإرهاب. فمن جهة بالرغم من الضربات المتلاحقة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى تنظيم القاعدة في مناطق رئيسية من العالم، إلا أن عددًا من المسئولين الأمريكيين ما يزالون يؤكدون أن عناصر التنظيم تمثل خطرًا كبيرًا على الولايات المتحدة وأمنها القومي، وأنهم ما يزالون يمتلكون القدرة على تهديد المصالح الأمريكية في الداخل الأمريكي أو حول العالم[198]. وفي هذا الإطار أعلنت وزارة الداخلية الأميركية عن إخطار سبعة آلاف منشأة في البلاد، لم تكشف أسماءها، بأنها صُنّفت مواقع “مرتفعة الأخطار” حيال التهديدات الإرهابية، وذلك بسبب مجموعة عوامل تتعلق بموقعها أو طبيعة نشاطها[199]. على الجانب الآخر توقع مسئول أميركي بارز في مجال مكافحة الإرهاب زوال القاعدة، بسبب ما اعتبره تنامي الاعتراض في العالم الإسلامي على معتقدات التنظيم ونهجه القائم على العنف[200]. كما صرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) مايكل هايدن بأن القاعدة منيت بخسارة كبيرة في العراق وفي السعودية، وما تزال تواجه تراجعًا وتفقد مركزها في أماكن أخرى من العالم، وذلك بفضل تعزيز المشاركة العالمية في مكافحة الإرهاب وازدياد أعداد المسلمين والمتشددين السابقين الذين أصبحوا يرفضون علنًا وينكرون شرعية أساليب تلك الجماعة الإرهابية[201]. (لماذا هذا التضارب بين تصريحات مسئولي الإدارة الأمريكية حول قوة تنظيم القاعدة؟).
– ثانيًّا: هناك عشوائية فيما يتعلق بتعامل الولايات المتحدة مع موضوع مكافحة الإرهاب، فلائحة الإرهاب التي أصدرتها الولايات المتحدة هذا العام تضم نحو مليون شخص معظمهم من الأمريكيين، كما أنها تضم أسماء أمريكية بارزة، الأمر الذي أدى إلى توجيه الكثير من الاتهامات إلى هذه اللائحة[202].
– ثالثًا: نتيجة للأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية في الحرب على الإرهاب، بدأ اتجاه ينادي بضرورة تغيير الاستراتيجية الأمريكية في الحرب على الإرهاب[203].
– رابعًا: أنه في إطار الحرب الأمريكية على الإرهاب يبدو أن الولايات المتحدة ترفض أي نوع من الحوار مع الجماعات إلى تتمسك بالعنف وسيلة لإدارة علاقاتها مع النظم السياسية التي تعيش في كنفها، فهل يعتبر هذا مؤشرًا على رغبة الولايات المتحدة في استمرار الصراع المسلح مع هذه الجماعات حتى تجد المبرر في استخدام الأداة العسكرية والتدخل في شئون العالم الإسلامي؟ بمعنى آخر هل الولايات المتحدة من مصلحتها أن يستمر خطر تنظيم القاعدة؟

ثانيًا- دعاوى الإصلاح السياسي وآليات القوة الناعمة

كان التدخل في دول منطقة الشرق الأوسط من أجل فرض مجموعة من الإصلاحات السياسية والديمقراطية في نظمها السياسية الداخلية هو أحد وجهي عملة، تنوء بالسياسات الأمريكية بعيدًا عن ممارسات القوة الصلدة وضغوطها. والوجه الثاني هو آليات القوة الناعمة لتحسين صورة الولايات المتحدة وتغيير القلوب والعقول. وكلا وجهي العملة الواحدة برز على أولويات السياسة الأمريكية منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر.
1- دعاوى الإصلاح السياسي: مظاهر متكررة لدعاوى زائفة
إن الولايات المتحدة رأت عقب هذه الأحداث أن البيئة التسلطية التي تعيش فيها دول منطقة الشرق الأوسط هي السبب الأساسي في نمو الاتجاهات المتطرفة المعادية للولايات المتحدة ومصالحها حول العالم[204]، ولذلك رأت أن إصلاح هذه النظم وإدخال حزمة من الإصلاحات السياسية والديمقراطية التي تحقق مبادئ الديمقراطية والشفافية والمحاسبة وغيرها من مبادئ الحكم الصالح، هي سبيل من سبل مكافحة موجات التطرف والعنف، وقد استمرت الولايات المتحدة في ابتكار عدد من الأدوات التدخلية لتحقيق هذا الهدف كان أبرزها خلال الفترة الماضية منذ بداية عام 2008 ما يلي:
· الخطابات الأمريكية الرسمية التي تمجد في مبادئ الحرية والديمقراطية وفوائدهما الكبيرة، وحث الشعوب على الثورة على الأوضاع الظالمة ونبذ النظم الديكتاتورية التي تحكمهم، فيما اعتبر وسيلة جديدة لتغيير النظم غير تلك التي اتبعتها مع النظام العراقي بالقوة العسكرية. وفي هذا الإطار تبرز الحالة الإيرانية التي تضغط عليها الإدارة الأمريكية لتحقيق أهداف في ملفات أخرى في العلاقة الصراعية بين البلدين، فأكثر من مرة حث المسئولون الأمريكيون الشعب الإيراني على نبذ حكومته التي سلبتهم حريتهم[205].
· فرض مزيد من الضغوط على الكثير من الدول التي لا تحترم الممارسات الديمقراطية، سواء جاءت هذه الضغوط في شكل انتقادات حادة لأوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات داخل هذه الدول، مثلما فعل الرئيس بوش عندما انتقد الأوضاع الدينية داخل المملكة العربية السعودية، وكما جاء تقرير الحريات الدينية الذي انتقد أوضاع الطوائف الدينية داخل المملكة واتهام السعودية بإتباع سياسات وممارسات تميزية ضد عدد من الطوائف مثل الشيعة والطائفة الإسماعيلية[206]. أو من خلال التهديد بفرض عقوبات على قيادات ومسئولى الدول التي ترفض الانصياع لمبادئ الديمقراطية، فقد هددت واشنطن بفرض عقوبات على مسئولى النظام العسكري في موريتانيا، والذى أطاح بالرئيس الموريتانى المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله واستولى على السلطة في السادس من أغسطس 2008 [207]. أيضًا هناك الضغوط التي مارستها واشنطن على الحكومات العربية والإسلامية من أجل الإفراج عن سجناء الرأي والناشطين السياسيين، ودفعها إلى توسيع رقعة حرية التعبير لديها[208].
· إطلاق بعض المبادرات والتى تهدف في الأساس إلى العمل مع القواعد المجتمعية وليست الحكومات الرسمية. فحوى هذه المبادرات أنها تعمل على إعادة تشكيل منظومة القيم في العالم الإسلامي وإحلالها بأخرى ترى الولايات المتحدة أنها الأفضل لتحقيق رخاء هذه الدول؛ لذلك تبنت هذه المبادرات إصلاحات في النظم التعليمية ووسائل الإعلام وغيرها من المجالات التي تمس حياة المواطن العادي، وكان على رأسها مبادرة الشرق الأوسط الكبير، وفي هذا العام أطلقت الولايات المتحدة مبادرة المرأة الواحدة One Woman Initiative في العالم الإسلامي فقط، والتى تهدف إلى تمكين المرأة المسلمة في عدد من المجالات مثل قطاع الأعمال الخاص، والمهارات القيادية، والوصول إلى العدالة[209].
· المخصصات المالية لدعم عمليات الإصلاح في مختلف دول منطقة الشرق الأوسط[210].
· الحفاظ على صلات وعلاقات منتظمة بين المسئولين الأمريكيين – المنتشرين في السفارات الأمريكية في الدول ذات النظم التسلطية– والناشطين السياسيين في مجال الديمقراطية[211].
· التدخل في صياغة التشريعات الوطنية المتعلقة بحقوق الإنسان وبعض الفئات خصوصًا الشباب والأطفال، ويبرز في هذا الإطار التقارير الصحفية التي أكدت تدخل كنيسة تنصيرية أمريكية كبرى بالمساهمة في كتابة بعض التعديلات التي تم تمريرها مؤخرًا في قانون الطفل المصري، وهي تعديلات تتعلق بسن زواج الفتيات والختان، وحقوق الطفل المعاق؛ وذلك عن طريق منظمة أهلية محلية تعمل في مجال الطفل في مصر تديرها أمريكية ناشطة في مجال التنصير[212].
· بعض الأدوات الثقافية التي تنقل صورة عن الأوضاع داخل بعض البلدان ومدى الظلم والقهر الذي تعيشه شعوب المنطقة، في هذا الإطار عرضت أحد المسارح في الولايات المتحدة مسرحية مقتبسة عن حكاية شعبية فارسية توضح مدى سيطرة الدولة البوليسية في إيران على مواطنيها[213].
2- ملف القوة الناعمة وصورة الولايات المتحدة في العالم
أدت السياسات التي اتبعتها الإدارة الأمريكية منذ وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى موجة من الكراهية والرفض لسياساتها في مختلف دول العالم، وساءت صورة الولايات المتحدة كثيرًا، وجاء هذا نتيجة مباشرة لمجموعة السياسات العدوانية التي اتبعتها إدارة الرئيس بوش تجاه عدد من القضايا الدولية، والاعتماد المفرط على أداة القوة الصلبة خصوصًا العسكرية باعتبارها وسيلتها الرئيسية في تحقيقها لأهدافها، فضلًا عن عدم مراعاة واشنطن لمصالح حلفائها وشركائها في رسم سياسات النظام الدولي ومجموعة القرارات التي اتخذتها بصورة منفردة، مثل قرار الحرب على العراق والانسحاب من اتفاق كيوتو لضبط المناخ ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأدركت الولايات المتحدة خطأ هذه السياسات، وسعت جاهدة إلى إعادة الاعتبار لمكانة الدبلوماسية العامة، ووسائل القوة الناعمة كإحدى الأدوات الأساسية في تحقيق أهدافها وتنحية القوة العسكرية جانبًا بعض الشئ. وفى هذا الإطار يبرز:
– الاعتماد على أدوات جديدة للدبلوماسية تتمثل في المنظمات التي تسمى منظمات دبلوماسية المواطنين، وإحدى هذه المؤسسات هي منظمة المدن الشقيقة الدولية لتعزيز التفاهم بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي وذلك من خلال زيادة الاتصال بين المواطنين العاديين من مختلف المشارب الثقافية. وقد بلغ عدد المدن الأميركية التي أقامت علاقات شقيقة مع مدن في البلدان ذات الأغلبية المسلمة 94 مدينة، كما أن هناك 20 علاقة جديدة يجري تطويرها[214].
– برامج الاتصالات والتبادل العالمي التي تدعمها الحكومة الأميركية، وهي أحد الوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة لتحسين صورتها من خلال زيارات تنظمها للشباب من مختلف البلدان الإسلامية للاحتكاك المباشر بالولايات المتحدة ومجتمعها وثقافتها[215].
– الحدث الأبرز في هذا العام هو قيام الولايات المتحدة بتعيين مبعوث دائم لها لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، حيث أعلن الرئيس بوش في 27 فبراير 2008 احتفال جرى في البيت الأبيض عن تعيينه، ولأول مرة، مندوبًا أميركيًّا دائمًا لدى منظمة المؤتمر الإسلامي. وهذا المندوب هو الأميركي المسلم صدى قمبر، وهو رجل أعمال أميركي مسلم ناجح ويقيم علاقات وطيدة بمختلف دول العالم الإسلامي[216].
– تعيين أول واعظ مسلم في قوات المارينز[217].
– الولايات المتحدة بدأت تؤمن بأن الحرب على الإرهاب ليست فقط بالقوة العسكرية بل بدأت تتحدث عن معركة “كسب القلوب والعقول”. وفي هذا الصد أصدر الجيش الأمريكي كتيبًا يركز فيه على “كيفية كسب القلوب والعقول” إلى جانب استخدام القوة لهزيمة الأعداء[218].
– زيادة المخصصات المالية لبرامج الدبلوماسية العامة، حيث طلب الرئيس بوش من الكونجرس رصد ما يقرب من سبعة بلايين دولار كاعتمادات إضافية لتمويل مبادرات دبلوماسية ترمي إلى منح حلفاء الولايات المتحدة في مناطق مختلفة من العالم الأدوات الضرورية لترويج السلام والاستقرار، وإنشاء حكومات قوية، وإيصال خدمات أساسية لمواطنيها، وإشاعة الرخاء في المدى البعيد[219].
– حاولت الولايات المتحدة التعاون مع باقي دول العالم من أجل مواجهة بعض الأزمات التي تهدد المجتمع الدولي في الوقت الحالي، وكان على رأس هذه الأزمات أزمة الغذاء وخطر المجاعة الذي هدد الكثير من بلدان العالم، في إبريل 2008 وافقت الحكومة الأميركية على تقديم مساعدات غذاء طارئة بقيمة 200 مليون دولار، فيما طلب الرئيس بوش من الكونجرس في الشهر السابق لهذا رصد 770 مليون دولار إضافية كمساعدات غذاء وتنمية لمواجهة أزمة الغذاء التي تواجهها دول العالم خصوصًا الدول النامية[220]. وفى هذا السياق أيضًا قامت وزيرة الخارجية الأمريكية رايس بتدشين تشكيل فيلق مدني جديد للاستجابة للحالات الطارئة في العالم، وقالت رايس “أن مساعدة الدول على الخروج من النزاعات، والكوارث والأزمات السياسية يمثل تحديًا أمنيًّا دوليًّا بالغ التعقيد، ولهذا فإن الفيلق المدني الجديد سوف يتيح أسلوبًا جديدًا بالنسبة للجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار وإعادة البناء”[221].
– عرض لنماذج من الشباب المسلم الذي هرب من أوضاع سيئة في بلاده وبدأ حياة جديدة في الولايات المتحدة، حياة واعدة بالنجاح والمستقبل المشرق[222].
– الاعتماد على التكنولوجيا للدخول في حوارات مباشرة مع الشباب العربي والمسلم من أجل تحسين صورة الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال أشارت العديد من التقارير إلى أن الكثير من الجنود الأمريكيين ينتشرون بكثافة داخل التجمعات العربية والإسلامية بعالم سكند لايف الإلكتروني الافتراضي الشهير، حيث يدخلون في حوارات ومناقشات مع الزوار العرب والمسلمين، يسعون خلالها إلى تبرير السياسات الأمريكية بالشرق الأوسط[223].
– قيام الولايات المتحدة بإقامة مركز للقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا«أفريكوم»، يتولى متابعة تنفيذ البرامج المتعلقة بالأمن والاستقرار في القارة الأفريقية التي كانت وزارة الخارجية تتولى الإشراف على تنفيذها. وللولايات المتحدة في هذين المجالين حزمة من برامج التعاون العسكرية مع بلدان شمال أفريقيا ومنطقة الصحراء، أهمها ثلاثة برامج رئيسة على الأقل هي: أولًا- تدريب القوات على حفظ السلام في إطار برنامج “أكوتا” (African Contingency Operations Training and Assistance program) وثانيًا- “أيمت” أي برنامج التدريب والتعليم العسكري الدولي(International Military Education and Training program) وثالثًا- البرنامج الرئاسي لمكافحة الأيدز (Emergency Plan for AIDS Reliefs ‘President). وتُقدر موازنته بأكثر من 18 مليار دولار على مدى خمسة أعوام[224]. ولا تخلو هذه الإجراءات من دلالات كثيرة تشير إلى التنافس بين القوى الكبرى في النظام الدولي على النفوذ والموارد في أفريقيا.
– هناك أيضًا عدد من التقارير السنوية التي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية حول عدد من الأمور التي تعتبر إلى حد كبير متعلقة بالشئون الداخلية للدول، كما أنها في جانب منها تشير إلى سطوة وسيطرة الولايات المتحدة على مقاليد الأمور في النظام الدولي، الأمر الذي جعلها تنصب نفسها شرطي العالم المسئول عن أمنه، فباتت تصدر عددًا من التشريعات الداخلية والتي تفرض على بقية الدول في العالم أن تحترمها. ومن أمثلة هذه التقارير السنوية “التقرير السنوى عن حالة حقوق الإنسان” و”التقرير السنوي عن الاتجار في البشر” و”التقرير المتعلق برصد حالات معاداة السامية”. وفى الرابع من يونيو 2008 أصدرت الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي عن الاتجار في البشر، وأكدت مقدمة هذا التقرير على أنه يمثل أداة دبلوماسية تستعملها الحكومة الأميركية كوسيلة للحوار المتواصل وللتشجيع، وكدليل للمساعدة في تركيز الموارد على برامج وسياسات المقاضاة، والحماية والمنع[225]. ومن الملاحظات المهمة في هذا الإطار أنه يمكن القول إن الولايات المتحدة إلى حد كبير تستخدم هذه التقارير (خصوصًا تلك المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان والاتجار بالبشر حول العالم) كإحدى الوسائل التي تعتمد عليها في تحسين صورتها أمام شعوب العالم من خلال إظهارها ملتزمة خلقيًّا وسياسيًّا تجاه عدد من الأمور التي تمثل من الناحية الخلقية قيمًا مهمة ومؤثرة في نظرة الأفراد ويمثل الخروج على مقتضياتها أمرًا يستلزم المسئولية بمختلف أشكالها.
إذن تدهورت صورة الولايات المتحدة بصورة كبيرة في مختلف أرجاء العالم، خصوصًا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والحرب العالمية التي قادتها ضد الإرهاب كما ادعت وغزوها لبلدين إسلاميين: أفغانستان والعراق والضغوط المتزايدة على عدد من الدول الأخرى. تزامنت هذه التفاعلات مع اعتماد متزايد من جانب الإدارة الأمريكية على القوة الصلبة وبالأخص القوة العسكرية في إدارة ملفات سياستها الخارجية. ومع ظهور التأثيرات السلبية لمثل هذا الاتجاه فطنت هذه الإدارة إلى ضرورة إعادة الاعتبار بعض الشيء لأداة الدبلوماسية العامة (القوة الناعمة) كوسيلة مهمة لإعادة تحسين صورتها في العالم عامة وفى البلاد الإسلامية بصور خاصة. فاستحدثت منصب نائب وزير الخارجية لتحسين صورة الولايات المتحدة وشغلته السيدة كارين هيوز التي سرعان ما تركت المنصب بعد فشلها في المهمة المنوطة.
كما زادت المطالبات من جانب تيارات مختلفة داخل الولايات المتحدة للرئيس الأمريكى بتغير وجهة العلاقات الأمريكية مع العالم نحو مزيد من الاحترام، فدعا مجموعة من الأكاديميين ورجال الدين وسياسيين من الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما إلى تعزيز علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي[226].

خلاصة القول على ضوء الرصد الأفقي لعلاقة الولايات المتحدة مع دول العالم الإسلامي، يمكن رصد الملاحظات التالية:

أولًا- تعاملت الولايات المتحدة مع دول العالم الإسلامي بالاعتماد على عدد من الأدوات والأساليب الدبلوماسية التي تتراوح في الأساس بين الحوار من جهة، والضغوط بأشكالها المختلفة من جهة أخرى، وقد ظهرت هذه المزاوجة في موقف الولايات المتحدة في العديد من القضايا الإقليمية:
‌أ- فبالنسبة للقضية السودانية مثلًا -وخصوصًا دارفور- يلاحظ أنه بجانب الضغوط المتزايدة والعقوبات التي فرضتها، فإنه كان هناك ما يسمى بالحوار السوداني-الأمريكي والذى يهدف إلى تطبيع العلاقات بين الطرفين، وقد أسفر هذا الحوار عن عدد من التطورات الإيجابية، والتي شملت إطلاق سراح بعض السودانيين الذين كانوا معتقلين في جوانتانامو، ورفع الحظر عن الحاويات الأميركية التي كانت محتجزة في ميناء بورسودان في شرق البلاد، والنظر في معالجة التعقيدات الإدارية والمالية التي كانت تواجه السفارة السودانية في واشنطن[227].
وبالرغم من الضغوط الكثيرة التي وضعتها واشنطن على سوريا خلال هذا العام، الا أن هذه الضغوط لم تمنع التعاون السوري الكبير مع الولايات المتحدة في التعامل مع عدد من المشاكل الإقليمية مثل مشكلة اللاجئين العراقيين الموجودين على أرضه وقضية تسلل المقاتلين إلى العراق عبر حدوده مع سوريا [228]، فيما يمكن اعتباره محاولة سورية لكسر الحصار المفروض عليها والخروج من عزلتها الدولية وذلك بالانفتاح على الولايات المتحدة التي هي المحرك الأول لعزلها دوليًّا. ويمكن تفسير هذا المنحى الأمريكى من بالنظر إلى سعيها إلى تقويض شبكة التحالفات بين كل قوى الممانعة لها في المنطقة والالتفاف حولها، فبالنظر إلى مؤشرات الانفتاح بين واشنطن ودمشق و العديد من التصريحات الإيجابية بين الطرفين، يثور التساؤل حول لماذا هذا الانفتاح الأمريكي في هذا الوقت بالذات على دمشق، بالتزامن مع الضغط عليها فيما يتعلق بطموحاتها النووية؟ أحد التفسيرات وأكثرها واقعية هو أن الولايات المتحدة تسعى إلى تفكيك المحور الإيراني السوري إلى جانب حزب الله، بحيث تعمل على عزل إيران، وتركها بمفردها في مواجهة الولايات ومن خلفها القوى الكبرى وإسرائيل. وكذلك عزل حزب الله بإخراج سوريا من معسكر المقاومة ضد إسرائيل. وذلك من خلال المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية ورعاية فرنسية أمريكية، وذلك في نفس الوقت الذي جرى فيه الضغط على سوريا في موضوع المنشأة النووية السورية.
‌ب- كما يمكن استدعاء بعض لهجات الاعتدال في الخطابات الإيرانية والأمريكية المتبادلة عن إمكانية فتح قنصلية أمريكية في إيران، ناهيك عن المفاوضات غير المباشرة ومن وراء الكواليس حول الملف العراقي. وكان من أبرز ملامحها زيارة الرئيس نجاد للعراق.

ثانيًا- تستخدم الولايات المتحدة الداخل الوطني للترويج لأجندتها. فعلى سبيل المثال في قضية دارفور أشارت العديد من التقارير الصحفية إلى أن هناك عددًا من المنظمات الحقوقية العربية التي لعبت دورًا كبيرًا في القرار الذي اتخذه المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو باتهام الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب وطلب اعتقاله[229]. كذلك اتجهت الولايات المتحدة إلى تحقيق مصالحها في فلسطين عن طريق تأليب القوى الفلسطينية ضد بعضها البعض، فعقدت مؤتمرًا لدعم الشرطة الفلسطينية وسيادة القانون. وبالطبع استخدمت الرئيس محمود عباس والجناح المؤيد له داخل منظمة التحرير الفلسطينية من أجل تقليم أظافر المقاومة بالحديث عن مبادئ براقة لا يختلف عليها أحد مثل سيادة القانون، من أجل تحقيق أمن إسرائيل والمصالح الخاصة بها. أيضًا أشارت الكثير من التقارير إلى دعم الولايات المتحدة لمجموعات إرهابية في باكستان كما أعلن وزير الداخلية الباكستاني. وفى المقابل أبدت الكثير من الدول الإسلامية الحليفة لواشنطن اتباع مجموعة من السياسات والممارسات التي رأت أنها سوف تلقى الرضاء الأمريكى حتى ولو لم تطلب منهم واشنطن اتخاذ هذا المنحى صراحة، وهو الأمر الذي يبين إلى أي حد وصل تأثير التدخلات الأمريكية على العالم الإسلامى.
ثالثًا- السعي الحثيث من جانب الولايات المتحدة إلى تثبيت وجودها المباشر في منطقة الشرق الأوسط ووسط وجنوب شرق آسيا، ومن مؤشرات هذا الاتجاه نجد أن فاتورة الإنفاق العسكري للعام المالي 2008-2009 التي أقرها الكونجرس الأمريكي مؤخرا، تمهد لوجود طويل الأمد بأفغانستان. حيث تم تخصص اعتمادات مالية كبيرة لبناء منشآت عسكرية ومحطات لتوليد الكهرباء وتوسيع قاعدة “باجرام” الجوية. كما تستعد الولايات المتحدة أيضا لإقامة قواعد منشآت عسكرية سرية بمناطق متفرقة من العراق، وخاصة في مدينتي الرمادي والفلوجة[230]. وفي المقابل هناك إصرار من جانب الولايات المتحدة على ربط المنطقة بمنظومة تحالفات خارجية تضمن معها تواجدها المستمر في المنطقة، فقدم فريدريك كيجن -المؤرخ العسكري الأميركي والباحث في مؤسسة “انتربرايز” التي يسيطر عليها المحافظون الجدد- اقتراحًا بإيجاد منظومة أمن إقليمية تنهض بمهمة طمأنة البلدان الضعيفة وتحجيم أطماع البلدان الكبيرة لمنع حدوث حروب مستقبلية، وشدد على وجوب أن يكون العراق حجر الزاوية في هذه المنظومة، مشيرًا إلى أن البلدين الطامعين في المنطقة هما إيران وسورية، وسلوكهما غير مسئول[231].
رابعًا- سعي الولايات المتحدة إلى تقويض شبكة التحالفات بين كل قوى الممانعة لها في المنطقة والالتفاف حولها، فبالنظر إلى مؤشرات الانفتاح على دمشق، وعزل حزب الله وتصعيد الضغوط على إيران في نفس الوقت التلويح لها بالجزرة وإمكانية تطبيع العلاقات بين البلدين، وذلك بفتح مكتب لرعاية مصالح الأمريكيين في طهران، الأمر الذي تسعى الولايات المتحدة من خلاله إلى عزل هذه القوى عن بعضها البعض بحيث يمكن التخلص منها أو على الأقل احتواء نفوذها وتأثيرها في أقرب وقت ممكن.
خامسًا- الانتقائية في دعم التحولات الديمقراطية. فلقد كشفت إحدى المجلات الأمريكية النقاب عن خطة أمريكية لإزاحة حماس من السلطة عقب نجاحها في الانتخابات التشريعية 2006، بل إن إصرار خارطة الطريق على بناء المؤسسات الفلسطينية وتحديد الشريك الفلسطيني في التفاوض، كان مدخلًا إضافيًا لتمزيق وحدة الصف الفلسطيني، منذ أن وصلت حماس إلى السلطة وبداية حصارها وتأليب الرئاسة عليها، بدعاية أمريكية وإسرائيلية وأوروبية. هذا الأمر وغيره يؤكد أن الولايات المتحد تتدخل وتدعم بعض الإصلاحات فقط عندما تكون مخرجاتها في صالحها، دون التزام حقيقي بدعم العملية الديمقراطية في البلدان العربية والإسلامية، ومن ثم فإن تراجع الولايات المتحدة عن الدعم المقدم للعمليات الإصلاحية لصالح المحافظة على نفوذها في المنطقة وضمان عدم بروز أي قوى ممانعة بات واضحًا عندما أيقنت أن مثل هذه الأمور قد تفقدها نفوذها وموضع القدم لها في المنطقة. دون التخلي عن الدعم اللفظي وغير الجاد للديمقراطية وحقوق الإنسان، وعلى نحو يبرز الانتقائية والمعايير المزدوجة.
سادسًا: طرح معادلة صفرية بين بناء دولة مؤسسات قوية من جهة وحركات المقاومة أو الحركات التي تراها الولايات المتحدة حركات إرهابية من جهة أخرى، في لبنان ثار الجدل بين نواب الأكثرية ونواب المعارضة في المجلس النيابي – عند مناقشة بيان الحكومة – حول سلاح حزب الله، حيث اعتبرت واشنطن أن وجود سلاح حزب الله واستمرار قوته الحالية هو أمر مناقض لوجود الدولة اللبنانية ذاتها، لذلك عملت الولايات المتحدة على دعم الجيش اللبنانى من خلال مده بالسلاح والتدريب اللازم.
في فلسطين ربط عملية السلام ببناء دولة فلسطينية قوية الأمر الذي يعنى ضمنيا إخضاع كافة الحركات والتيارات لسلطة الدولة، والدولة – أو بمعنى أدق النخب الحاكمة فيها – هنا سواء في فلسطين أو في لبنان لا تريد الاعتماد على المقاومة المسلحة إلى جانب عملية التفاوض السلمى مع الكيان الإسرائيلي، ولكن تريدها الولايات المتحدة دولا قوية من منظور حماية المصالح الأمريكية ومصالح حليفتها إسرائيل.
وخطورة مثل هذه التوجهات تنبع من دروس تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، التي تؤكد أن إسرائيل لم تقدم على تنازلات جوهرية في الصراع مع العرب إلا بعد إعمال القوة –بمختلف أشكالها وليست المسلحة فقط– ضدها، وبالتالي فإن تقويض قوى المقاومة يضعف الفرص في تحرير الأراضي التي تحتلها إسرائيل، بل ويدعم فرص التوصل إلى تسويات للصراع أكثر إجحافًا وظلمًا بحقوق هذه الشعوب.
سابعًا: اعتبار أن ليبيا –فيما يتعلق ببرنامجها النووي والتنازلات التي قدمتها في قضية تعويضات العمليات الإرهابية التي قام بها مواطنون ليبيون- هي نموذج يجب الاحتذاء به من جانب سوريا وإيران[232]، ومن ثم أصبح الانصياع لكافة المطالب الأمريكية هو النموذج الذي يجب الاحتذاء به من وجهة النظر الأمريكية على اعتبار أن هذا يتماشى مع القوانين والأعراف الدولية، ولكن عندما يطلب من الولايات المتحدة أن تنصاع لهذا القانون الذي تطالب الآخرين باحترامه لا قانون ولا نموذج وإنما مصالح حيوية من وجهة نظر النخبة الحاكمة –المحافظين الجدد– يجب أن تحقق حتى لو أدى الأمر إلى إعادة إنتاج الحقبة الاستعمارية بشكلها التقليدي في صورة احتلال لدولتين (العراق وأفغانستان). والاستعمار الثقافى ومحاولة تغيير منظومة القيم الخاصة بشعوب منطقة جغرافية بعينها (الشرق الأوسط)، ومشاريع الإصلاح الذي طرحتها على مدار الفترة الماضية ولا تزال، أو تغيير منظومة القيم لدين بعينه (الدين الإسلامي) وطرح مقولات تجديد الخطاب الدينى.
ثامنًا: تستخدم الولايات المتحدة الداخل الإسلامي كأحد أدواتها في تنفيذ سياسات معينة ومواجهة التهديدات الناتجة عن تدخلها المفرط في شئون الكثير من الدول الإسلامية، بعدما فشلت هي في القيام بهذه المهمة، فشكلت مجالس الصحوة في العراق لمواجهة عناصر تنظيم القاعدة في العراق، وقامت بتدريب قوات باكستانية شبه نظامية (تشكيل بعض القبائل الباكستانية لمليشيات مسلحة) من أجل مواجهة العناصر المتشددة في منطقة القبائل والتى لا تسيطر عليها الحكومة المركزية في أفغانستان.
تاسعًا: لماذا دائمًا التأكيد على أهمية الدور الأمريكي في الكثير من قضايا العالم الإسلامي البينية، واعتبار أن حل مثل هذه المشاكل والصراعات مرهون بالتدخل الأمريكي الفعال، بالرغم من أن السوابق التاريخية تؤكد أن الولايات المتحدة تتدخل بالقدر الذي يحقق مصالحها هي فقط أو مصالح الدول المرتبطة بها (إسرائيل على سبيل المثال في الصراع العربي الإسرائيلي)، ومن أمثلة هذه القضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل، الصراعات الداخلية التي يشهدها السودان، وأخيرًا قضية الصحراء وتأكيد المغرب أثناء زيارة رايس له في سبتمبر أهمية الدور الأمريكي لحل هذا الصراع[233].
نعم الولايات المتحدة هي القوة الأكبر في العالم وتملك من الأدوات والوسائل ما يمكِّنها من التدخل في العديد من القضايا والملفات الإقليمية، ولكن افتقاد العالم الإسلامى لزمام المبادرة والقدرة على التدخل بفاعلية في هذا الملفات بما يخدم مصالح الأمة في المقام الأول من الخطر بما كان ليسمح بتنفيذ المخططات الأمريكية فيما يتعلق بمصالحها في هذا القضايا والملفات الشائكة والصراعات المحتدمة.
في النهاية، يمكن القول أن هناك مسارات عامة للسياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامى تقوم على: أولًا الحرب على الإرهاب؛ وهو المسار المحدد لكافة سياسات تعامل الإدارة الأمريكية مع قضايا وأزمات العالم الإسلامي، والتي يأتي على رأسها حرمان دول العالم الإسلامي من مقدرات القوة خصوصًا تلك المتعلقة بالحصول على التكنولوجيا النووية المتطورة، أيضًا هناك قضايا الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في اتجاه لا يضر بمصالح الولايات المتحدة سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي. وفي إطار سعيها إلى تنفيذ رؤيتها المتعلقة بهذه الملفات، تراوحت أدواتها بين تصعيد الضغوط إلى أقصى حد في إطار السياقيين الدولي والإقليمي وبما لا يضر بمصالحها ومصالح حلفائها هذا من جهة، وبين إبداء قدر من الانفتاح على الفاعلين الرئيسيين في هذه القضايا والصراعات من جهة أخرى، خصوصًا تلك التي تراها تلعب دور سلبيًّا مناقضًا للمصالح الأمريكية.

وأخيرًا، ماذا عمّا بعد إدارة بوش؟

إن هذا السؤال -ونظائره- يحوز اهتمام الدول الإسلامية بقدر اعتمادها على “الخارج” في إدارة أمورها، أو بقدر اعتقادها بأن تدخل “الخارج” معطى أساسي لا يمكن الفكاك منه.
لقد شهدت شهور الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة سؤالًا كبيرًا هو: هل سيمثل أوباما تغييرًا جوهريًّا في السياسة الخارجية الأمريكية، أم سيكون الداخل مجاله الأساس؟ ولقد دعَّم من محورية هذا السؤال مؤشرات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، والتي استحكمت قبيل انتخابات نوفمبر 2008 ومازالت.
ولقد جاء فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما بمقعد الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية في الرابع من نوفمبر 2008 كأول أمريكي من أصول أفريقية يصل إلى أرفع المناصب في البلاد، ليجدد الآمال في أن تعيد واشنطن النظر في الكثير من السياسات التي اتبعتها الإدارة الأمريكية تحت رئاسة بوش الابن طوال السنوات الثمان الماضية تجاه عدد من القضايا على رأسها الحرب على الإرهاب، مما أدى إلى تدهور صورة الولايات المتحدة في العالم خصوصًا بين جموع الشعوب الإسلامية، التي رأت أن هذه الحرب ضد الإسلام كدين في حد ذاته.
وفي ظل هذا السياق الملبد بغيوم الكراهية لكل ما هو أمريكي، شهدت الساحة السياسية الأمريكية تطورًا ملموسًا باختيار الشعب الأمريكي لأول رئيس أمريكي من أصول أفريقية، والذي أخذ على عاتقه خلال حملته الانتخابية جلب التغيير الذي ينشده الشعب الأمريكي داخليًّا، بعد ثماني سنوات من السياسات العقيمة التي اتبعها الجمهوريون، ولم تجلب سوى مزيدًا من الظروف المعيشية السيئة على كل المستويات. وخارجيًّا ساءت سمعة الولايات المتحدة وصورتها بين غالبية شعوب العالم، وأضحت رمزًا لخرق كل القواعد والأعراف الدولية دون رادع.
ولقد طرح أوباما مجموعة من السياسات الخارجية التي يرى أنها كفيلة بتحسين صورة الولايات المتحدة، وتمكنها من استرداد نفوذها وتأثيرها، في إطار إعادة تفعيل وتشغيل آليات القوة الناعمة، التي أوقفت إدارة بوش تأثيرها خلال سنوات حكمها. وجاءت تعيينات أوباما للمناصب المنوط بها إدارة عملية صنع السياسة الخارجية الأمريكية، لتعكس عودة قوية للمدرسة البرجماتية في السياسة الأمريكية، التي تقضي بانخراط دبلوماسي كبير، وفتح قنوات للحوار مع كل الأطراف[234].
وفي سياق تنفيذ رؤيته للسياسة الخارجية الأمريكية خلال سنوات حكمه المقبلة، أعلن أوباما أنه سيتخلى عن الكثير من السياسات التي اتبعتها إدارة جورج بوش[235]، وفي هذا السياق أعلن أوباما عن إلغاء نحو 200 قرار أو أمر تنفيذي اتخذتها إدارة الرئيس جورج بوش[236].
وكانت أولى مجالات التغيير في السياسة الخارجية الأمريكية هي الحرب على العراق، التي أكد أوباما أنه سوف يعمل على تنفيذ عملية سحب تدريجي ومنظم للقوات الأمريكية العاملة هناك خلال 16 شهرًا من توليه مقاليد الحكم، على أن تبقى قوات أمريكية هناك لمحاربة الإرهاب.
كما تعهد الرئيس الأمريكي بإغلاق معتقل جوانتانامو، ووقف التعذيب في السجون والمعتقلات الأمريكية، معتبرًا أن هذه الإجراءات من شأنها أن تتيح لأمريكا استعادة مكانتها على الصعيد الأخلاقي[237].
أما فيما يتعلق بالنظام الدولي وتعامل الإدارة القادمة مع قواه الدولية، فقد أكد أوباما على ضرورة الانفتاح على القوى الدولية خصوصًا الصين وروسيا[238]، وكانت من أهم القضايا الدرع الصاروخي، باعتباره أحد القضايا الخلافية على المستوى الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا، ولم يبدُ التزامًا واضحًا تجاه استكمال خطط بناء هذا الدرع، وما يزال موقفه منه نفس الذي أعلن عنه أثناء حملته الانتخابية وهو “دعم نشر منظومة الصواريخ الدفاعية عندما تثبت التقنية أنها قابلة للتشغيل”[239]. ولكن تقارير بولندية أكدت أن أوباما أبدى للرئيس التشيكي في محادثة هاتفية التزامه باستكمال خطط بناء الدرع الصاروخي[240].
أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فقد حظيت باهتمام الرئيس الأمريكي المنتخب سواء أثناء حملته الانتخابية أو بعد انتخابه، نظرًا للملفات والقضايا الساخنة التي تزخر بها هذه المنطقة، وانغماس الولايات المتحدة فيها بشكل مباشر، ناهيك عن حليفتها إسرائيل ومصلحتها في تسوية العديد من هذه الملفات بصورة معينة تكفل ضمان تفوقها على كل دول المنطقة، لذلك بدأ وفد أمريكي غير رسمي -مقرب من الرئيس المنتخب أوباما- زيارة لمنطقة الشرق الأوسط، بدأها من سوريا. وتهدف هذه الجولة لنقل انطباعات الشارع العربي عن الولايات المتحدة، واستطلاع فرص الحوار والسلام وحل مشاكل المنطقة، إلى الشعب الأميركي عبر وسائل الاتصال المباشر[241].
وفيما يتعلق بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، فقد أعلنت تقارير إعلامية أن أوباما سيدعم مبادرة السلام العربية، التي أقرتها القمة العربية في بيروت والقاضية بحصول إسرائيل على اعتراف البلدان العربية بإسرائيل، مقابل انسحابها إلى حدود ما قبل عام 1967[242]. وقد كانت مجموعة من كبار مستشاري السياسة الخارجية الأميركية قد حثت الرئيس المنتخب على منح المبادرة العربية الأولوية القصوى بعد وصوله البيت الأبيض[243].
أما فيما يتعلق بمسار الانفتاح الدبلوماسي مع طهران، واستئناف العلاقات الدبلوماسية معها على مستوى ما، فقد أعلنت رايس وزيرة الخارجية أن هذا الأمر متروك لأوباما، وقد كان أوباما قد أكد أنه على استعداد لإجراء مفاوضات مباشرة مع إيران حول برنامجها النووي[244]. ولكنه في نفس الوقت شدد على أنه ليس من المقبول أن يترك المجتمع الدولي إيران تتمكن من صنع السلاح النووي، بالإضافة إلى ضرورة أن توقف دعمها ورعايتها للإرهاب[245].
وبالنسبة لأفغانستان فقد أكد الرئيس المنتخب على أنه سوف يمنحها مزيدًا من الاهتمام، على اعتبار أنها في الوقت الحالي الجبهة المُحدِدة لمدى نجاح الحملة الأمريكية على الإرهاب، فالأوضاع هناك شديدة التدهور –كما تم الإشارة في إطار تناول هذا الملف– لذلك تعهد أوباما بتقديم مزيد من المساعدات والمعونات إلى أفغانستان حتى يتم إحلال السلام وتثبيت الاستقرار هناك بالقضاء على الإرهاب، ويعتمد أوباما في هذا السياق على ضرورة أن تقوم الحكومة الأفغانية بدورها في تنظيم البلاد والقضاء وقوات الشرطة بالطريقة التي تمنح الشعب الثقة[246].
وفيما يتعلق بصورة الولايات المتحدة في العالم وآليات القوة الناعمة التي تمتلكها، فقد أكد “أن القوة الحقيقية للولايات المتحدة لا تكمن في جبروت أسلحتها ولا في حجم ثروتها، بل تكمن في دوام قوة مُثُلها العليا: الديمقراطية، الحرية، الفرص، والأمل الذي لا يتزعزع”[247].
وبالرغم من هذه الاتجاهات الإيجابية التي أبداها أوباما وتعهد باتباعها بمجرد توليه مهام منصبه رسميًّا، إلا أنه يجب الانتباه إلى أن عملية التغيير في السياسة الأمريكية لن تكون بالوتيرة السريعة التي يتصورها الكثيرون في الولايات المتحدة والعالم، فأوباما سيظل محكومًا بمجموعة من الظروف الداخلية التي تمر بها الولايات المتحدة والتي تدور بالأساس حول الأزمة المالية التي تعاني منها المؤسسات المالية الأمريكية، وتهدد الاقتصاد الأمريكي بفقدان الكثير من مصادر قوته، والدخول في مرحلة ركود، ناهيك عن القيود المؤسسية التي تضعها طريقة عمل النظام السياسي الأمريكي وعملية صنع واتخاذ القرار المعقدة فيه، فضلًا عن الثوابت في السياسة الأمريكية، خاصة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.
بالإضافة إلى تحديات السياسة الخارجية الأمريكية، والمنغمسة في عدد من الملفات المضطربة، والتي هي في حاجة إلى معالجة رصينة تضمن عدم حدوث مزيد من التدهور وعدم الاستقرار على المستوى الدولي؛ فهناك حربين تديرهما الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وهناك القضية النووية الإيرانية، علاوة عن التنافس الدولي المتصاعد الوتيرة من جانب قوى مثل الصين وروسيا.
فكل ما يمكن أن يفعله أوباما -خصوصًا على المدى القصير- هو تغيير في تكتيكات وأدوات إدارة السياسة الخارجية الأمريكية، بالابتعاد عن آليات القوة الصلدة التي جعلتها إدارة بوش وسيلتها الأساسية في التعامل مع الكثير من المعضلات الدولية، والاعتماد على آليات التدخل متعددة الأطراف، وليست المنفردة بعيدًا عن الشرعية الدولية، الأمر الذي أساء كثيرًا إلى صورة الولايات المتحدة في الخارج.
ومن ثم، سيكون “العالم الإسلامي” ساحة أساسية لاختبار قدر التغير الذي سيصيب السياسة الأمريكية مع أوباما قريبًا أو بعيدًا عن التوجهات المتفائلة أو المتشائمة.
وأيًّا كانت درجة هذا التفاؤل أو التشاؤم وأسبابها، فإن انتظار “العالم الإسلامي” أن تأتي الحلول من الخارج لهو من أكثر الأدلة على وصل آلية تأثير القوى الخارجية على تفاعلات هذا العالم، ليس فقط مع إدارة بوش ولكن على نحو متكرر، وإن اختلفت الأدوات.
*****

الهوامش:

(*) اعتمد هذا التقرير بصورة أساسية لرصد مادته الأولية على عدد من المصادر الإخبارية، أهمها:
1. شبكة بي بي سي العربية.
2. موقع قناة الجزيرة.
3. موقع إسلام أون لاين.
4. شبكة سي إن إن العربية.
5. موقع مكتب الإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية يو إس إنفو، والذي تم نقله إلى موقع أمريكا دوت جوف.
6. التصريحات والبيانات الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية.
7. جريدة الحياة
8. جريدة المصري اليوم.
(*) سيتم تناولها في التقرير الخاص بالاتحاد الأوروبي.
[1] انظر تصريحات الرئيس بوش، جريدة المصري اليوم، 13\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=898..36
[2] انظر نص بيان الرئيس بوش حول عملية السلام، منشور على شبكة بي بي سي العربية، 11\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7182000/7182946.stm
[3] تصريحات أدلى بها نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، شبكة بي بي سي العربية، 25\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7310000/7310873.stm
[4] انظر الإفادة التي أدلى بها مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط ديفيد ولش في: أمريكا دوت جوف، 26\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/mideastpeace-arabic/2008/September/20080926164432bsibhew0.1731378.html?CP.rss=true
[5] بي بي سي العربية، 24\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7580000/7580327.stm
[6] انظر كلمة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في مجلس الأمن الدولي، موقع أمريكا دوت جوف، 29\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/mideastpeace-arabic/2008/September/20080929140935BSibheW8.922756e-03.html?CP.rss=true
[7] شبكة بي بي سي العربية، 25\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7206000/7206434.stm
[8] جريدة المصرى اليوم، 11\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=89571
انظر أيضًا ما أعلنت عنه أحد المجلات الأمريكية الشهيرة عن أن الإدارة الأمريكية قد خططت لإقصاء حركة حماس من السلطة عقب فوزها في الانتخابات التشريعية في عام 2006، واعتبرت المجلة أن هذا كان السبب سيطرة حركة حماس على السلطة في قطاع غزة، لمزيد من التفاصيل انظر التقرير الذي نشرته شبكة بي بي سي العربية، 25\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7278000/7278583.stm
انظر أيضًا: موقع قناة العربية الإخبارية، 29\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alarabiya.net/articles/2008/01/29/44871.html
[9] الجزيرة نت، 25\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/296EE937-D8D2-4F30-9974-98D16A494DBF.htm
انظر أيضًا جريدة الحياة، 26\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/08-2008/Item-20080825-fb512188-c0a8-10ed-01bf-ee33577fea53/story.html
[10] يو إس إنفو، 5\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=August&x=20080805125602bsibhew0.532345
[11] جريدة الحياة، 17\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/05-2008/Item-20080516-f2cf8e6b-c0a8-10ed-01e2-5c7312399fd1/story.html
[12] بي بي سي العربية، 26\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7750000/7750050.stm
[13] بي بي سي العربية، 26\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7582000/7582008.stm
[14] الجزيرة نت، 27\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/19AA06FD-C1BD-4EFC-8B77-6822B43194C2.htm
[15] انظر تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفى عقدته أثناء زيارتها الأخيرة للأراضي الفلسطينية وإسرائيل، موقع وزارة الخارجية الأمريكية، 25\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.state.gov/secretary/rm/2008/08/108877.htm
[16]http://www.america.gov/st/mideastpeace-arabic/2008/November/20081107130320bsibhew0.1746942.html?CP.rss=true
[17] بي بي سي العربية، 8\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7718000/7718157.stm
[18] انظر كلمة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في مجلس الأمن الدولي، أمريكا دوت جوف، 29\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/mideastpeace-arabic/2008/September/20080929140935BSibheW8.922756e-03.html?CP.rss=true
(* ) لمزيد من التفاصيل حول اتفاق الدوحة انظر التقرير الذي نشرته شبكة بي بي سي العربية، 26\2\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7412000/7412104.stm
للاطلاع على نص الاتفاق انظر: إسلام أون لاين 21/5/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1209357788485&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout
[19] الحياة، 24\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/world_news/05-2008/Item-20080523-173c020d-c0a8-10ed-01e2-5c739aa1b0c7/story.html
[20] بي بي سي العربية، 2\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7538000/7538417.stm
[21] لمزيد من التفاصيل، انظر المقابلة التي أجراها الرئيس الأمريكي بوش مع شبكة بي بي سي العربية، 7\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7397000/7397768.stm
[22] جريدة الحياة، 8\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/10-2008/Article-20081007-d85e7c0b-c0a8-10ed-00aa-b9bd37772608/story.html
[23] جريدة الحياة، 6\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/06-2008/Item-20080605-5a285674-c0a8-10ed-0165-7e5a0aa1f2bf/story.html
أيضًا انظر: جريدة الحياة، 22\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/07-2008/Item-20080721-47070988-c0a8-10ed-0007-ae6d95611d47/story.html
[24] بي بي سي العربية، 7\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7656000/7656053.stm
[25] جريدة الحياة، 12\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/10-2008/Article-20081011-ed0daf74-c0a8-10ed-00aa-b9bd25def632/story.html
[26] الجزيرة نت، 8\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/1C36605F-D93B-405B-A1E1-13CA05102C72.htm
[27] جريدة الحياة 16\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/06-2008/Item-20080615-8db913db-c0a8-10ed-0007-ae6d2b9be715/story.html
[28] جريدة الحياة، 23\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/06-2008/Item-20080622-b1770a6c-c0a8-10ed-0007-ae6df935239f/story.html
[29] جريدة الحياة، 8\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/11-2008/Article-20081107-7872bb86-c0a8-10ed-011c-4d16927d5e0f/story.html
[30] موقع مكتب الإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، يو إس إنفو، 25\4\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=April&x=20080425175112bsibhew0.8692438
[31] بي بي سي العربية، 28/10/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7694000/7694353.stm
[32] – موقع مكتب الإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، يو إس إنفو، 25\4\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=April&x=20080425175112bsibhew0.8692438
[33] الجزيرة نت، 24/11/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/americas/09-2008/Article-20080930-b4d402d0-c0a8-10ed-00aa-b9bdf0803464/story.html
[34] جريدة الحياة 22/11/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/11-2008/Article-20081121-c0a3b6c0-c0a8-10ed-0160-34085cce3be0/story.html
[35] بي بي سي العربية، 26\9\2008 من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7636000/7636544.stm
[36] بي بي سي العربية، 16\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7619000/7619206.stm
[37] الجزيرة نت، 5/10/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E305EA8E-BCBC-4025-AA1D-F1ECE9DEF189.htm
[38] جريدة الحياة، 18\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/06-2008/Article-20080617-97ce6155-c0a8-10ed-0007-ae6d873a2b4f/story.html
[39] جريدة الحياة، 19\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/europe/07-2008/Article-20080718-37af41f0-c0a8-10ed-0007-ae6dd35cee59/story.html
[40] سي إن إن العربية، 2/10/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/middle_east/10/2/us.syria/index.html
أيضًا انظر مجموعة المطالب التي طرحتها الولايات المتحدة على سوريا في الاجتماعات التي جمعت مسئولي البلدين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، جريدة الحياة، 1/10/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/americas/09-2008/Article-20080930-b4d402d0-c0a8-10ed-00aa-b9bdf0803464/story.html
[41] انظر تصريحات نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، بي بي سي العربية، 31/10/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7701000/7701671.stm
[42] بي بي سي العربية، 5\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7599000/7599368.stm
[43] انظر التقرير الربع السنوي الذي يقدمه البنتاجون إلى الكونجرس بشأن الحرب على العراق، بي بي سي العربية، 1\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7646000/7646056.stm
أيضًا انظر: جريدة الحياة، 2\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/10-2008/Item-20081001-b9c6595f-c0a8-10ed-00aa-b9bd00e690b7/story.html
[44] في هذا الإطار يمكن الاطلاع على الخبر المنشور في شبكة بي بي سي العربية، 18\1\2008 من خلال الرابط الالكنرونى التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7195000/7195901.stm
[45] – انظر التصريحات التي أطلقها السفير الأمريكى في العراق رايان كروكر والتي نشرتها شبكة بي بي سي العربية، 20\2\2008 من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7254000/7254080.stm
أيضًا تصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس والتي نشرتها شبكة بي بي سي العربية، 12\1\2008 من خلال الرابط الالكنرونى التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7240000/7240996.stm
[46] في هذا الإطار يمكن الرجوع إلى:
– تصريحات ديفيد ساترفيلد منسق السياسة الخارجية الأمريكية في العراق خلال اجتماع مشترك للجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب والتي نشرتها جريدة المصري اليوم، 6\3\2008، من خلال الرابط الإلكتروني:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=96251
– تصريحات مستشار السفير الأمريكي في العراق فيليب ريكر المنشورة على شبكة بي بي سي العربية، 17\4\2007، من خلال الرابط الإلكتروني:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7353000/7353421.stm
أيضًا راجع التقرير الذي نشرته عن زيارة ديك تشينى المفاجئة للعراق في شهر مارس 2008، جريدة المصري اليوم 18\3\2008،من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=97813
[47] جريدة الحياة، 12\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/06-2008/Item-20080611-792f3390-c0a8-10ed-0007-ae6dec93fa9a/story.html
[48] راجع تصريحات المستشار الأول لوزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ساتيرفيلد المنشورة في: جريدة الحياة، 11\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/06-2008/Item-20080610-73d98bc6-c0a8-10ed-0007-ae6d8d979a22/story.html
[49] لمراجعة النص العربي للاتفاقية انظر، الجزيرة نت 19/11/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0E901B04-B599-4D49-B774-4D0C1559B5DA.htm
لمراجعة النص الإنجليزي للاتفاقية، انظر الموقع الرسمي للبيت الأبيض، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.whitehouse.gov/infocus/iraq
[50] إسلام أون لاين، 23/8/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1219339684525&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[51] جريدة الحياة، 1\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/10-2008/Article-20081031-547dc743-c0a8-10ed-011c-4d161cbf2921/story.html
[52] بي بي سي العربية، 29\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7756000/7756262.stm
[53] بي بي سي العربية، 31/7/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7535000/7535365.stm
وسي إن إن العربية، 12\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/middle_east/11/21/iraq.killing/index.html
[54] الجزيرة نت، 15/8/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E07A1EA4-F960-460A-B581-1A6820891D2F.htm
[55] جريدة الحياة، 16/8/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/08-2008/Item-20080815-c78d7b5a-c0a8-10ed-01bf-ee33b55e3cb4/story.html
[56] الجزيرة نت، 16\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6EA00CD4-D93B-4765-8D1D-790C6C76F3D9.htm
[57] الجزيرة نت، 20\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/658CE22F-217E-4B60-83B8-C5F31F5C2BB4.htm
[58] انظر تصريحات الرئيس بوش في أثناء زيارته إلى المنطقة في شهر يناير 2008، ويمكن الاطلاع على هذه التصريحات من خلال الرابط التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7184000/7184815.stm
أيضًا انظر التقرير الذي نشره مكتب الإعلام الخارجى التابع لوزارة الخارجية الأمريكية يو إس إنفو المنشور، 10\4\2008 من خلال الرابط الالكنرونى التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=April&x=20080410170737bsibhew2.090091e-02
أيضًا انظر التصريحات التي أطلقها السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر والتي نشرتها شبكة بي بي سي العربية، 20\2\2008 من خلال الرابط الالكنرونى التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7254000/7254080.stm
[59] الجزيرة نت، 15/8/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E07A1EA4-F960-460A-B581-1A6820891D2F.htm
[60] جريدة الحياة، 29\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/09-2008/Item-20080928-aa5b2abc-c0a8-10ed-01ae-81abe5ea7d48/story.html
[61] بي بي سي العربية، 13\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7667000/7667486.stm
[62] – في هذا الإطار يمكن الاطلاع على الخبر المنشور في شبكة بي بي سي العربية، 19\1\2008 من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/press/newsid_7197000/7197462.stm
[63] تقرير نشرته شبكة بي بي سي العربية، 20\2\2008 عن محادثات أمريكية إيرانية من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7240000/7240771.stm
[64] الجزيرة نت، 9\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/CE77F51C-A2EA-437C-9A39-CCA4156BB241.htm
[65] الجزيرة نت، 15\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/3AFC83F5-E5AE-4D17-8653-FAFC3C286A78.htm
و: جريدة الحياة، 15\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/10-2008/Article-20081014-fc6bd78f-c0a8-10ed-00aa-b9bddb950fa4/story.html
[66] راجع في هذا الشأن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية رايس بخصوص الترحيب بقانون العدل والمحاسبة الذي أقره البرلمان العراقي والذي يقضي بالسماح لبعض أعضاء حزب البعث العراقي بتولي مناصب حكومية، يمكن الاطلاع على هذه التصريحات في التقرير الذي نشرته في شبكة بي بي سي العربية، 15\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7188000/7188756.stm
[67] الجزيرة نت، 2/8/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A936FAB5-4C0E-4327-9B10-ED523AC24D20.htm
[68] بي بي سي العربية، 5\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7599000/7599900.stm
[69] تقرير نشره مكتب الإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، 10\4\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=April&x=20080410173538bsibhew6.322879e-02
أيضًا راجع التصريحات التي أدلت بها كونداليزا رايس ونقلتها شبكة شبكة بي بي سي العربية، 20\4\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7357000/7357026.stm
[70] في هذا الإطار يمكن الاطلاع على الخبر المنشور في مكتب الإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية يو إس إنفو المنشور بتاريخ 9\2\2008 من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=April&x=20080417175055ssissirdile0.4092218
[71] راجع تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية والمنشورة في جريدة الحياة، 8\7\2008 من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/07-2008/Item-20080707-fef06922-c0a8-10ed-0007-ae6d90297fac/story.html
[72] إسلام أون لاين، 14\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1223905208899&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[73] الجزيرة نت، 15\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7B8A1D32-3C61-4A3D-88F2-946557AB5D3B.htm
[74] الجزيرة نت، 25\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/45252E49-26BB-43FE-987C-66E1D7F1076A.htm
[75] محاضرة التي ألقاها وزير الدفاع الأمريكي في جامعة الدفاع الوطني، سي إن إن العربية، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/9/29/us.army/index.html
[76] انظر التقرير الذي نشرته شبكة بي بي سي العربية، 10\3\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7286000/7286829.stm
[77] موقع إسلام أون لاين نقلًا عن وكالة أمريكا إن أرابيك، 14\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1212925310996&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[78] تقرير نشرته شبكة بي بي سي العربية، 7\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7493000/7493843.stm
أيضًا انظر التقرير الذي نشره موقع شبكة سي إن إن العربية، 6\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/middle_east/7/6/US.uranium_iraq/index.html
[79] راجع نص الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي بوش أمام مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية في أثناء زيارته للمنطقة في يناير 2008، شبكة بي بي سي العربية، 13\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7185000/7185947.stm
[80] جريدة المصري اليوم، 2\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=103511
[81] انظر أيضًا تصريحات الرئيس الأمريكي بوش في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في شرم الشيخ في مايو 2008، موقع يو إس إنفو، 19\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=May&x=20080519180321ssissirdile0.9224817
[82] بي بي سي العربية، 12/8/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7557000/7557339.stm
[83] موقع أمريكا دوت جوف، 12\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/September/20080914151455liameruoy0.2953913.html
[84] بي بي سي العربية، 24/10/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7690000/7690106.stm
((* وكان الرئيس جيمي كارتر قد أعلن حالة الطوارئ القومية الخاصة بإيران، في الأمر التنفيذي 12170، الذي أصدره في 14 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1979 إبان أزمة الرهائن الأميركيين في إيران. وقد نص الأمر على تجميد جميع أصول وممتلكات الحكومة الإيرانية الموجودة داخل الأراضي الأميركية.
[85] موقع أمريكا دوت جوف، 22\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/November/20081112175242ssissirdile0.9950525.html?CP.rss=true
[86] موقع أمريكا دوت جوف، 7\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/November/20081107163557bsibhew0.50198.html?CP.rss=true
[87] موقع أمريكا دوت جوف، 10\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/November/20081110145224bsibhew0.3521082.html?CP.rss=true
[88] بي بي سي العربية، 27/9/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7640000/7640130.stm
[89] شبكة بي بي سي العربية BBCArabic، 9\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7180000/7180196.stm
انظر أيضًا الحياة، 24\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/world_news/europe/05-2008/Item-20080523-16fad396-c0a8-10ed-01e2-5c73815b0bc6/story.html
هناك أيضًا مجموعة من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على مجموعة من الإيرانيين والمؤسسات في إيران، لمزيد من التفاصيل انظر: موقع يو إس إنفو، 9\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=July&x=20080709144823bsibhew0.2454492
[90] جريدة الحياة، 30\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/world_news/americas/05-2008/Item-20080529-3615372b-c0a8-10ed-01e2-5c738f94f5a8/story.html
[91] جريدة الحياة، 17\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/05-2008/Item-20080516-f2cf8e6b-c0a8-10ed-01e2-5c7312399fd1/story.html
انظر أيضًا، جريدة المصري اليوم، 12\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=104818
[92] سي إن إن العربية، 17\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/middle_east/8/17/missile.US-israel/index.html
انظر أيضًا جريدة الحياة، 1\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/09-2008/Item-20080928-aa601a29-c0a8-10ed-01ae-81ab85d6e585/story.html
[93] بي بي سي العربية، 15/9/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7616000/7616080.stm
[94] بي بي سي العربية، 14/9/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7615000/7615052.stm
[95] انظر تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون مكروماك، بي بي سي العربية، 9\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7178000/7178941.stm
[96] بي بي سي العربية BBCArabic، 12\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7184000/7184629.stm
[97] تقرير نشرته شبكة بي بي سي العربية BBCArabic، 25\3\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7312000/7312048.stm
انظر أيضًا دعوة الولايات المتحدة الهند للتدخل في قضية البرنامج النووي الإيراني، شبكة بي بي سي العربية، 23\4\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7362000/7362748.stm
انظر أيضًا البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية ونشرت تقريرًا عنه قناة العربية الإخبارية، 25\3\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alarabiya.net/articles/2008/03/25/47418.html
[98] يمكن الاطلاع على تفاصيل عرض الحوافز الذي قدمه المجتمع الدولي ممثلًا في الولايات المتحد وأعضاء مجلس الأمن الدائمين بالإضافة إلى ألمانيا من خلال: موقع يو إس إنفو، 17\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=June&x=20080617182200ssissirdilE0.936474
[99] تقرير نشرته قناة العربية الإخبارية، 14\4\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alarabiya.net/articles/2008/04/14/48286.htmlس
[100] جريدة الحياة، 25\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/asiastralia/06-2008/Article-20080624-bc0f526a-c0a8-10ed-0007-ae6d53cfc550/story.html
انظر أيضًا: بي بي سي العربية، 25\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7473000/7473730.stm
[101] بي بي سي العربية، 16\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7508000/7508750.stm
[102] سي إن إن العربية، 19\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/7/18/rice.jalili/index.html
[103] بي بي سي العربية، 14/10/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/business/newsid_7670000/7670773.stm
انظر أيضًا: الجزيرة نت، 5\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F0B056E0-CA01-4AD7-A0F7-16B4F6B51EBC.htm?wbc_purpose=%3cscript%3ealert(%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f’PTsecurity+Scanner+Test%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f’)%3c
[104] جريدة الحياة، 24\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/asiastralia/09-2008/Article-20080923-90b9a373-c0a8-10ed-01ec-19d7c2e06f8e/story.html
[105] انظر تصريحات مندوب الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، جريدة الحياة، 30\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/world_news/americas/05-2008/Item-20080529-3615372b-c0a8-10ed-01e2-5c738f94f5a8/story.html
*)) جدير بالذكر أن هذه الخطة التي كشفت عن مضمونها مجلة النيويوركر، تتضمن اقتراح الرئيس الأمريكي تخصيص مبلغ 400 مليون دولار أمريكي لهذا الغرض، وتهدف إلى تقويض الطموحات النووية الإيرانية والسعي إلى زعزعة وضع الحكومة من خلال استراتيجية تغيير النظام، كما تضمنت الخطة أيضا العمل مع مجموعات المعارضة وتقديم ما تحتاجه من موارد.
[106] جريدة الحياة، 30\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/asiastralia/06-2008/Item-20080629-d5acdeb7-c0a8-10ed-0007-ae6d8e9035cc/story.html
[107] بي بي سي العربية، 26\2\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7264000/7264128.stm
[108] جريدة المصري اليوم، ٦/٢/٢٠٠٨، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=92597
انظر أيضًا شبكة سي إن إن العربية، 10\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/7/9/missile.test_iran/index.html
[109] بي بي سي العربية، 17/8/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7567000/7567221.stm
[110] سي إن إن العربية، 27\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/8/26/submarine.iran/index.html
[111] الجزيرة نت، 26\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/BDE5F642-80C6-4A01-BEDA-2A32FAD93D0F.htm
[112] سي إن إن العربية، 29\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/11/29/iran.shirazbomb/index.html
[113] جريدة المصري اليوم، 12\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=89695
[114] بي بي سي العربية، 27\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7211000/7211606.stm
[115] لمزيد من التفاصيل انظر تصريحات وزير الداخلية الباكستاني حامد نواز لقناة العربية الإخبارية، 29\2\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alarabiya.net/articles/2008/02/29/46319.html
[116] إسلام أون لاين، 12\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1212925260403&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[117] بي بي سي العربية، 27\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7392000/7392603.stm
*)) كانت باكستان قد وقعت اتفاق سلام مع مسلحي حركة تطبيق الشريعة الإسلامية في وادي سوات يوم 21/5/2008، يقضي بإغلاق الحركة معسكراتها التدريبية، وتسليم المقاتلين الأجانب، ووقف استهداف قوات الأمن والمنشآت الحكومية، ولكن سرعان ما تراجعت الحركة عن هذا الاتفاق، وانتقدت واشنطن الاتفاق؛ بدعوى أنه يعطي الفرصة للمسلحين من أجل إعادة التجمع وتنظيم صفوفهم لشن هجمات جديدة على قوات التحالف بأفغانستان.
[118] بي بي سي العربية، 24\4\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7364000/7364165.stm
[119] إسلام أون لاين، 12\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1212925260403&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[120] انظر تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، الجزيرة نت، 25\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/364C5291-C93F-4192-947A-3EDE2468B5F7.htm?wbc_purpose=%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f%2f’_Current
[121] جريدة الحياة، 2\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/americas/08-2008/Article-20080801-7f9fc1d6-c0a8-10ed-0007-ae6de581db09/story.html
[122] سي إن إن العربية، 19\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/9/19/bush.zardari/index.html
[123] إسلام أون لاين، 9\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1225698039095&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[124] لمزيد من التفاصيل حول هذه الشراكة انظر: بيان الحقائق الذي أصدره البيت الأبيض، موقع يو إس إنفو، 28\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=July&x=20080729151427bsibhew0.4318964
[125] الجزيرة نت، 30\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/C09FB217-16DC-48CA-A4CA-96B922686696.htm
[126] جريدة الحياة، 24\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/asiastralia/09-2008/Article-20080923-90b36742-c0a8-10ed-01ec-19d7fce3eee3/story.html
[127] بي بي سي العربية، 11\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7609000/7609602.stm
[128] لمزيد من التفاصيل انظر: جلسة استماع عقدها أعضاء الكونجرس لوزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس، أمريكا دوت جوف، 24\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/September/20080924145650bsibhew0.1705438.html?CP.rss=true
[129] سي إن إن العربية، 25\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/10/25/US.train_pakistan/index.html
[130] يو إس إنفو، 21\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=August&x=20080821171717bsibhew0.3949396http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=August&x=20080821171717bsibhew0.3949396
[131] انظر تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية رايس، بي بي سي العربية، 4/12/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7764000/7764440.stm
[132] بي بي سي العربية، 3/12/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7762000/7762390.stm
[133] http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5B19DF71-5245-46F7-957F-7C56DF804054.htm
[134] لمزيد من التفاصيل انظر تقرير المخابرات الأمريكية، شبكة بي بي سي العربية BBCArabic، 28\2\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7268000/7268969.stm
[135] أمريكا دوت جوف، 26\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/September/20080926161011bsibhew0.2770197.html?CP.rss=true
[136] بي بي سي العربية، 9\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7660000/7660436.stm
[137] الجزيرة نت، 9\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/28AD6015-BF68-497F-96D4-BC0D2AB2A903.htm?wbc_purpose=%3cscript%3ealert(%2f%2f%2f
[138] شبكة بي بي سي العربية BBCArabic، 10\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7180000/7180320.stm
[139] الجزيرة نت، 13\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/14B565F6-ED61-436F-BA62-A26426F658FB.htm
[140] الجزيرة نت، 9\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/33DE3FC3-A481-4FFF-8377-A0C2B0E73E30.htm
[141] بي بي سي العربية، 20\3\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7306000/7306197.stm
[142] لمزيد من المعلومات عن هذا المؤتمر وما أسفر عنه، فضلًا عن كافة أشكال الدعم الذي قدمتها الولايات المتحدة للحكومة الأفغانية انظر: بيان الحقائق الذي أصدره البيت الأبيض، موقع يو إس إنفو، 13\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=June&x=20080613151659bsibhew0.474148
[143] سي إن إن العربية، 8\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/8/9/USweight.pakistan/index.html
[144] تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بيل جيتس، سي إن إن العربية، 8\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/9/20/gates.afghan/index.html
[145] الجزيرة نت، 19\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/FA354AED-E447-4819-B1DF-105095774810.htm
[146] انظر تصريحات قائد قوات حلف الأطلسي العاملة في أفغانستان الجنرال الأمريكي ديفيد ماكرنين، سى إن إن العربية، 8\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/8/8/mckiernan.surge/index.html
[147] أمريكا دوت جوف، 26\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/September/20080926161011bsibhew0.2770197.html?CP.rss=true
[148] الجزيرة نت، 4\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/9F1CC851-ACDD-476C-B039-E5D7D3542464.htm
[149] جريدة الحياة، 29\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/asiastralia/09-2008/Item-20080928-aa5ddd2a-c0a8-10ed-01ae-81ab7a2723ad/story.html
[150] سي إن إن العربية، 8\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/10/11/gates.taliban_support/index.html
أيضًا انظر: الجزيرة نت، 10\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/07A792B4-F053-4434-9711-7D644D12429B.htm
[151] بي بي سي العربية، 18\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7735000/7735059.stm
[152] تصريحات أدلت بها كاثرين ألمكويست مساعدة مدير شؤون أفريقيا في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم 23 إبريل 2008، ويمكن الاطلاع على مثل هذه التصريحات من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=April&x=20080425133519bsibhew0.4795038
[153] في هذا الإطار يمكن الاطلاع: بي بي سي العربية، 20\2\2008 من خلال الرابط الالكنرونى التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7254000/7254165.stm
[154] بي بي سي العربية، 4\1\2008 من خلال الرابط الالكنرونى التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7172000/7172591.stm
[155] يو إس إنفو، 9\2\2008 من خلا الرابط الالكنرونى التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=February&x=20080219155050bsibhew7.569522e-02
[156] في هذا الخصوص انظر بيان الحقائق الذي أصدره البيت الأبيض في 19 فبراير 2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=February&x=20080219155050bsibhew7.569522e-02
أيضًا في هذا السياق انظر: بي بي سي العربية، 14\2\2008، من خلال الرابط الالكنرونى التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7245000/7245776.stm
*)) اليوناميد هي عبارة عن قوة مختلطة من جنود حفظ السلام الدوليين التابعين بالأساس للاتحاد الأفريقي وعدد من الدول الأخرى، وقد تشكلت بموجب القرار رقم 1769 الصادر عن مجلس الأمن في 31 تموز/يوليو 2007. ولمزيد من المعلومات انظر بيان الحقائق الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية في 23 ابريل 2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=April&x=20080428165430bsibhew0.734646
[157] في هذا الخصوص انظر البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية في 23 أبريل 2008 بخصوص بدء عملية التعداد الخامس للسكان في السودان، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=April&x=20080423173509bsibhew0.9986841
[158] المرجع السابق.
[159] تصريحات المبعوث الأمريكى الخاص للسودان ريتشارد وليامسون، الجزيرة نت، 12\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4716C38F-9AE7-4476-8FE0-FA9FC9CA2F3F.htm
[160] جريدة الحياة، 13\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/nafrica_news/08-2008/Article-20080812-b86a925c-c0a8-10ed-01bf-ee33911f9862/story.html
[161] الجزيرة نت، 12\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4716C38F-9AE7-4476-8FE0-FA9FC9CA2F3F.htm
[162] جريدة الحياة، 13\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/nafrica_news/08-2008/Article-20080812-b86a925c-c0a8-10ed-01bf-ee33911f9862/story.html
[163]مقابلة تلفزيونية مع الرئيس السوداني البشير على قناة العربية، إسلام أون لاين، 23\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1219339679820&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[164] أمريكا دوت جوف، 13\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/usarabrel-arabic/2008/November/20081113162304bsibhew3.979129e-02.html?CP.rss=true
[165] جريدة الحياة 20\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/americas/09-2008/Article-20080919-7ba44cd3-c0a8-10ed-01ec-19d789c3eed0/story.html
[166] موقع يو إس إنفو، 15\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=January&x=20080115184913ssissirdile0.4139215
[167] بي بي سي العربية، 8\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7605000/7605464.stm
[168] بي بي سي العربية، 23\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/business/newsid_7630000/7630833.stm
[169] سي إن إن العربية، 11\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/middle_east/11/11/saudiarabia.intolerance/index.html
[170] بي بي سي العربية، 20\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7740000/7740664.stm
[171] بي بي سي العربية، 4\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/business/newsid_7708000/7708266.stm
[172] ممدوح الولى، أسعار البترول.. عرض وطلب وأشياء أخرى، إسلام أون لاين، 28/12/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1230490488913&pagename=Zone-Arabic-Namah%2FNMALayout
[173] بي بي سي العربية، 24\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/business/newsid_7688000/7688340.stm
[174] بي بي سي العربية، 4\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/business/newsid_7708000/7708266.stm
[175] الجزيرة نت، 28\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/KnowledgeGate/Templates/Postings/detailedpage.aspx?FRAMELESS=false&NRNODEGUID=%7B995C1CFE-069D-4D50-8878-C90CDE734DCE%7D&NRORIGINALURL=%2FNR%2Fexeres%2F995C1CFE-069D-4D50-8878-C90CDE734DCE.htm&NRCACHEHINT=Guest
[176] يو إس إنفو، 4\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=August&x=20080804154517bsibhew0.9653284
أيضًا خطاب الرئيس الأمريكى الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر أكد على هذا الخطر الكبير وأن الإرهاب هو أبرز التحديات على المستوى العالمى، لمزيد من التفاصيل انظر: خطاب الرئيس بوش في هذا الصدد، موقع أمريكا دوت جوف، 23\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/September/20080924153938bsibhew0.1524927.html?CP.rss=true
[177] بي بي سي العربية، 11\2\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_7239000/7239509.stm
[178] بي بي سي العربية، 6\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7544000/7544389.stm
[179] الجزيرة نت، 5\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4F9B0338-48CE-4BF3-BCA3-41E6C1F218E3.htm
[180] موقع يو إس إنفو، 13\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=June&x=20080613181750bsibhew5.71841e-03
[181] بي بي سي العربية، 18\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7461000/7461125.stm
[182] بي بي سي العربية، 24\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7472000/7472059.stm
[183] بي بي سي العربية، 13\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7454000/7454257.stm
[184] جريدة الحياة، 6\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/asiastralia/08-2008/Article-20080805-9426a85b-c0a8-10ed-01bf-ee33aac40acc/story.html
[185] بي بي سي العربية، 25\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7747000/7747622.stm
[186] تصريحات منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية السفير ديل دايلي، موقع أمريكا دوت جوف، 9\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/October/20081009174707amiwahar8.053005e-03.html?CP.rss=true
[187] موقع أمريكا دوت جوف، 23\10\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/October/20081023150207bsibhew0.7065088.html?CP.rss=true
[188] جريدة المصري اليوم، 18\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=90436
[189] بي بي سي العربية، 14\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7188000/7188571.stm
[190] بي بي سي العربية، 4\3\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7276000/7276270.stm
[191] تصريحات منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية السفير ديل دايلي، مرجع سبق ذكره.
[192] بي بي سي العربية، 10\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7721000/7721181.stm
[193] الجزيرة نت، 15\8\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/07CA2E66-5E41-4B47-ADBD-2C1157DD9941.htm
[194] – الجزيرة نت، 7\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/990DE6B3-9A25-4D60-BB81-EDDF7414AC1B.htm
[195] موقع يو إس إنفو، 29\2\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=February&x=20080229110721bsibhew4.565066e-02
[196] موقع أمريكا دوت جوف، 21\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2008/November/20081121120940amiwahar0.3499567.html?CP.rss=true
[197] موقع يو إس إنفو، 8\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=July&x=20080708165856bsibhew0.2677118
[198]- انظر شهادة مدير الاستخبارات القومية مايكل مكونيل، أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ، والتي نقلها موقع يو إس إنفو، 29\2\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=February&x=20080229110721bsibhew4.565066e-02
كما أشار إلى نفس الأمر التقرير السنوي الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في العالم، لمزيد من التفاصيل انظر: بي بي سي العربية، 30\4\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7376000/7376599.stm
[199] جريدة الحياة، 22\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/americas/06-2008/Article-20080621-aca760b2-c0a8-10ed-0007-ae6d3f156cfb/story.html
[200] جريدة الحياة 16\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/world_news/europe/05-2008/Item-20080515-edd15ad0-c0a8-10ed-01e2-5c7370f034cf/story.html
[201] موقع يو إس إنفو، 29\2\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=June&x=20080602141237bsibhew0.9390222
[202] سي إن إن العربية، 8\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/7/16/watchlist.fire/index.html
انظر أيضًا موقع إسلام أون لاين، 15\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216122877162&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[203] الجزيرة نت، 29\7\2007، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7AEB4451-A3A6-48D8-BAD0-9DAC7627CED8.htm
[204] انظر بيان الحقائق الذي أصدره البيت الأبيض، موقع يو إس إنفو، 9\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=July&x=20080726171810amiwahar0.5937464
[205] جريدة المصري اليوم، 14\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=89963
انظر أيضًا الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوش أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في شرم الشيخ في مايو 2008، موقع يو إس إنفو، 19\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=May&x=20080519124652bsibhew0.1343195
[206] الجزيرة نت، 5\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/45658479-8288-49A0-94E6-92F34111178C.htm
[207] – بي بي سي العربية، 29/8/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7587000/7587250.stm
[208] انظر مطالبة إدارة بوش من السلطات السعودية الإفراج عن أحد المدونيين السعوديين: بي بي سي العربية، 4\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7171000/7171537.stm
انظر أيضًا القلق الذي أبدته واشنطن نتيجة حملة الاعتقالات التي طالت العديد من رموز المعارضة المصرية قبل إجراء الانتخابات المحلية في مصر: بي بي سي العربية، 13\3\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7293000/7293412.stm
أيضًا انظر استنكار الحكومة الأمريكية لحكم القضاء المصرى بسجن الناشط سعد الدين إبراهيم: بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، 4/8/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.state.gov/r/pa/prs/ps/2008/aug/107709.htm
أيضًا انظر انتقاد الخارجية الأمريكية لأوضاع حقوق الإنسان في سوريا، 29/8/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.state.gov/r/pa/prs/ps/2008/aug/109000.htm
[209] لمزيد من المعلومات عن هذه المبادرة انظر:
http://www.america.gov/st/hr-english/2008/May/20080516143846ajesrom0.7434503.html
[210] انظر شهادة مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط أمام إحدى لجان الكونجرس الفرعية، موقع يو إس إنفو، 9\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=May&x=20080509121218bsibhew0.9232904
[211] انظر بيان الحقائق الذي أصدره البيت الأبيض، موقع يو إس إنفو، 9\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=July&x=20080726171810amiwahar0.5937464
[212] موقع إسلام أون لاين نقلًا عن وكالة أمريكان إن أرابيك، 4\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1213871565421&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
انظر أيضًا موقع الجزيرة، 15\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/325F70DF-B9E3-4E05-B16F-067B7F4030AC.htm
[213] موقع يو إس إنفو، 30\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=January&x=20080130093221bsibhew0.5119745
[214] لمزيد من المعلومات عن هذه المنظمة ودورها كأحد أدوات الدبلوماسية العامة في الولايات المتحدة، انظر التقرير الذي نشره موقع يو إس إنفو، 30\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=January&x=20080125163438bsibhew0.3505627
[215] لمزيد من المعلومات عن هذا البرنامج، انظر: انظر التقرير الذي نشره موقع يو إس إنفو، 30\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=February&x=20080229140919amiwahar8.224124e-02
[216] موقع يو إس إنفو، 25\2\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=February&x=20080227165800bsibhew0.4373438
[217]- http://www.america.gov/st/diversity-english/2008/February/20080204123903cpataruk0.6934015.html
[218] بي بي سي العربية، 9\2\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7236000/7236136.stm
انظر أيضًا المقال الذي كتبه جيمس جلاسمان وكيل وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة والشؤون العامة، موقع يو إس إنفو، 24\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=June&x=20080624181816ssissirdile0.0457117
[219] موقع يو إس أس إنفو، 30\1\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=March&x=20080307165556ssissirdile0.8758966
[220] موقع يو إس إنفو، 13\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=June&x=20080613123645bsibhew0.9119837
[221] موقع يو إس إنفو، 17\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=July&x=20080717153718bsibhew0.9922602
[222] موقع يو إس إنفو، 10\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=June&x=20080610152328amiwahar0.3303949
[223] موقع إسلام أون لاين، 28\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1213871378482%20&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[224] جريدة الحياة، 28\6\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/special/issues/06-2008/Article-20080627-ca58fac4-c0a8-10ed-0007-ae6d01c14a37/story.html
[225] – ويمكن الاطلاع على ترجمة لمقدمة هذا التقرير من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfilearabic&y=2008&m=June&x=20080604161344bsibhew4.749697e-02
[226] إسلام أون لاين، 26\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1221720343887&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[227] تقرير نشرته جريدة الحياة، 8\5\2008 ويمكن مراجعة التفاصيل من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/arab_news/nafrica_news/05-2008/Item-20080503-b0076a3c-c0a8-10ed-01e2-5c731eb1a8f8/story.html
[228] موقع مكتب الإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2008&m=February&x=20080211175329amiwahar0.6389429
[229] انظر في هذا الخصوص التقرير الذي نشره: موقع إسلام أون 15\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216122885471%20&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[230] موقع إسلام أون لاين نقلا عن صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، 14\7\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216030525746&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
[231] انظر تصريحات فريدريك كيغن المنشورة في: جريدة الحياة، 10\5\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.daralhayat.com/world_news/americas/05-2008/Item-20080509-ceb0f1d9-c0a8-10ed-01e2-5c73143b2b8c/story.html
[232] مقابلة صحفية مع مندوب الولايات المتحدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية جريجوري شولتي، جريدة الحياة، 20\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/americas/09-2008/Article-20080919-7badf145-c0a8-10ed-01ec-19d799023770/story.html
[233] انظر تصريحات وزير الاتصال (الإعلام) المغربي خالد الناصري، جريدة الحياة، 7\9\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/arab_news/nafrica_news/09-2008/Item-20080906-38fe6e91-c0a8-10ed-0041-8a332789aadf/story.html
[234] جريدة الحياة، 8\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/americas/11-2008/Article-20081127-dfa74f01-c0a8-10ed-0074-23973291aa8d/story.html
[235] بي بي سي العربية، 10/11/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7719000/7719005.stm
[236] جريدة الحياة، 10\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/americas/11-2008/Item-20081109-82c3407c-c0a8-10ed-011c-4d164e9db1a0/story.html
[237] بي بي سي العربية، 17/11/2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7732000/7732633.stm
[238] جريدة الحياة، 10\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/americas/11-2008/Item-20081109-82c3407c-c0a8-10ed-011c-4d164e9db1a0/story.html
[239] سي إن إن العربية، 9\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/11/9/obama.nocommitment/index.html
[240] الجزيرة نت، 9\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4FB0A304-914E-4BEB-A519-3FBB151EB948.htm
[241] الجزيرة نت، 14\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5B2D432E-4747-4689-A095-02506B14E55A.htm
[242] جريدة الحياة 17\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/europe/11-2008/Item-20081116-a69ab403-c0a8-10ed-0160-3408a1253b3d/story.html
[243] الجزيرة نت، 17\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/FD7DA09D-7728-48B7-8F3E-8E0DF8C232CD.htm
[244] بي بي سي العربية، 26\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7751000/7751133.stm
[245] جريدة الحياة، 9\11\ 2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.alhayat.com/world_news/americas/11-2008/Article-20081108-7d7ab9d8-c0a8-10ed-011c-4d1663aef585/story.html
[246] سي إن إن العربية، 23\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://arabic.cnn.com/2008/world/11/23/karzai.obama/index.html
[247] موقع أمريكا دوت جوف، 5\11\2008، من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
http://www.america.gov/st/elections08-arabic/2008/November/20081105151948bsibhew0.672909.html?CP.rss=true

نشر في حولية أمتي في العالم، عدد 2009

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى