دورة تدريبية التعريف بمداخل العلوم النقلية والتراثية

دورة تدريبية

“التعريف بمداخل العلوم النقلية والتراثية للباحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية”

 

20/11/2001

 

استهدفت هذه الدورة التدريبية وضع منهاجية للتعامل مع العلوم الشرعية من قِبل الباحثين في العلوم الاجتماعية والإنسانية. بالتركيز على الجانب التعليمي أو التعريف بالعلم النقلي وفروعه، مع العمل على إبراز جانبي النموذج المعرفي والمنهاجيات المستَشفَّة، بما يلقي أضواء على إمكانيات تفعيلها.

فاستكمالاً لمسار مركز الحضارة للدراسات السياسية في تخطيط وتنظيم وتنفيذ دورات علمية تهدف إلى المساهمة في “تشكيل العقل العلمي المسلم“، طرح الأستاذ الدكتور سيف الدين عبد الفتاح فكرة دورة تهدف إلى إطلاع الباحث المتخصص في العلوم الاجتماعية والإنسانية على المفاتيح الأولية للتعامل مع العلوم النقلية والتراثية؛ بغية تجسير الفجوة القائمة بين هؤلاء الباحثين الشباب وبين تراثهم، مع التركيز على النواحي المنهجية.ثم قدم الأستاذ الدكتور طه جابر العلواني مقترحًا مكملاً للسابق، يهتم بإضافة أبعاد النقد والتجديد والتفعيل لمنهجيات العلوم النقلية؛ تعميقًا للخبرات وتقريبًا للمسافات.

 

بيد أن فضيلة الشيخ علي جمعة والأستاذة الدكتورة نادية محمود مصطفى ارتأيا أن الوضع الراهن للباحثين ودرجة اطلاعهم على العلوم النقلية يصعب معه التحرك إلى مستويات النقد والتجديد والتفعيل، الأمر الذي يستوجب استغراق مرحلة تمهيدية غير قصيرة، تتحقق فيها غايات “التعريف” و”التشويف” و”التأليف” الأوّليّ بين هؤلاء الباحثين وعلوم التراث الإسلامي الأساسية، وأن يقتصر التفعيل والتشغيل على تنويهات بإمكانياتها، وعقد مقارنات مع الأفكار والمنهجيات والنظريات المعاصرة.

وبناء عليه عقدت دورة“التعريف بمداخل العلوم النقلية والتراثية للباحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية” بدءًا من 20 نوفمبر 2001 الموافق الخامس من رمضان 1422هـ، على مراحل جزئية، بدأت بالاستماع الجماعي إلى تسجيلات “فيديو –كاسيت” لمحاضرات ألقاها فضيلة الشيخ على جمعة (في الجمعية الخيرية للخدمات الثقافية والاجتماعية) للتعريف بمداخل العلوم الشرعية والتراثية (علم التوحيد، علم السيرة، علم الحديث، علم أصول الفقه، علوم العربية)، حيث جرت حولها نقاشات وتعقيبات وتوضيحات بإشراف الأستاذة الدكتورة نادية مصطفى،مع تقديم مجموعات قراءات مفتاحية للمتدربين تم تجميعها من مصادر مختلفة.وقد قدم المتدرّبون تقارير وتعليقات حول هذه المحاضرات، أعقبها تقرير ختامي قدمته أ.د.نادية مصطفى لـخَّص الحالة الذهنية والفكرية، بل والنفسية لمجموعة المتدربين، وذلك تحت مقولة صاغتها الدكتورة على النحو التالي:“الباحث بين مطرقة وسندان العلاقة بين العلوم الشرعية والعلوم الاجتماعية:طريق ذو اتجاهين متوازيين ومتعاكسين: أين منطقة التقاطع والالتقاء؟ وكيف يمكن أن يصبح طريقًا مزدوجًا ذا اتجاه واحد؟”

وبناء على هذا التقرير، جاءت المرحلة الثانية من الدورة لتشرف بمحاضرات مباشرة من فضيلة الشيخ، فيما بين أول أبريل إلى أول يوليو 2002م، حيث قدم فضيلته خلالها ثماني محاضرات دارت حول التعريف بغاية الدورة، والإشارة إلى خصائص التراث الإسلامي منهجيًا، وأهمية الوقوف على النموذج المعرفي لدى مفكري الحضارة الإسلامية، وعناصر العقلية التي حكمت تفكيرهم العلمي، مع التنويه ببعض الأدوات التي حكمت صياغتهم لكتاباتهم ونتاجاتهم العلمية .

وجاءت المرحلة الثالثة كمحاولة لجني بعض ثمار المرحلتين السابقتين؛ حيث طُلب من المتدربين إعداد تقارير حول “موضوعات مختارة”يُبرزون فيها ما أمكنهم استفادته من الاطلاع على المداخل التراثية العامة ومداخل بعض العلوم بصفة خاصة. فقدّمت تقارير حول (سلوك المسلم في الغرب، القوامة، التعارف الحضاري، الإرهاب، الجهاد، العهود والمعاهدات الدولية، النصر وعوامله، الإصلاح، اليهود، السَّلم)، أبرزوا فيها إمكانات الاستفادة المعاصرة من كتب العلوم الإسلامية: من التفاسير، وشروح الحديث وكتب الفقه القديم والمعاصر، بل ومن الأصلين (الكتاب والسُّـنة) نفسيهما.

وأخيرًا، تُوجّت الدورة –في مرحلتها الرابعة والأخيرة- بمحاضرات ست لفضيلة الشيخ تعرض فيها لمداخل وأدوات منهجية تمكّن الباحثين من التعامل مع القرآن الكريم والسُّـنة المطهرة والتعامل مع بعض العلوم التراثية –كأصول الفقه مثلاً.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى