ردود فعل الأقليات المسلمة على طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي

مقدمة

لقد شهد يوم السابع من أكتوبر 2023 يوم انطلاق معركة طوفان الأقصى ابتداءً طوفانًا عالميًا من ردود الفعل تجاه ذلك الحدث الجلل الذي قلب موازين العالم، وأسقط الكثير من الأقنعة وأحيا في الأمة عقيدةً وقيمًا ووعيًا وتاريخًا بالرغم من حالة الاستضعاف التي تعيشها أمة الإسلام اليوم.

إن معركة طوفان الأقصى بمشهدها الرائع وما تبعها من عدوان إسرائيلي غاشم بمثابة موقظًا لهذه الأمة من سُباتها، وقد سقط معها الكثير من الشعارات الدولية والقوالب والصور النمطية عن الحرية والسلام التي لطالما رددها الكثيرون خلف العالم الغربي الذي ضرب بموقفه الداعم للكيان الصهيوني المحتل وعدوانه على قطاع غزة شعاراته المزعومة عرض الحائط، كاشفًا عن نواياه الحقيقية التي كانت تتدثر في ثوب دعوات السلام المراوغة. ومن هنا، كان لهذا الحدث الفاصل الكثير من ردود الفعل الشعبية على مستوى العالم، وفي هذا الإطار يأتي هذا التقرير للوقوف على ردود فعل الأقليات المسلمة تحديدًا، باعتبارها جزء من الأمة، وتسليط الضوء عليها خلال شهر من العدوان لبيان تنوعها بين مجتمعٍ وآخر وتعدد أساليبها وتفاوت حدتها، وأخيرًا أثرها ومآلاتها المحتملة في المستقبل.

أولا- الأقليات المسلمة في العالم ومعركة طوفان الأقصى: ردود أفعال متنوعة ومتفاوتة:

لقد أدت الهزيمة المدوية التي لحقت الكيان الإسرائيلي بفعل هجوم المقاومة الفلسطينية على غلاف غزة صباح يوم السابع من أكتوبر 2023 -معركة طوفان الأقصى- وما تبع ذلك من عدوان المحتل الإسرائيلي على قطاع غزة، أدت إلى ردود فعلٍ متنوعة ومتفاوتة من قبل الأقليات المسلمة على مستوى العالم.

ومما تجدر الإشارة إليه أنه على الرغم من كون القضية الفلسطينية تعد القضية الأولى بالنسبة للعالم العربي والإسلامي، إلا أن طوفان الأقصى وما تبعه من عدوان إسرائيلي على غزة مثَل نقطة مفصلية في تاريخ الاهتمام العالمي بالقضية وخاصةً بالنسبة لشعوب العالم الغربي، التي لم تكن القضية على قائمة أولويات الكثير منها فضلا عن دعم الفلسطينيين والوقوف عند معاناتهم.

فبحسب استطلاع رأي نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، نجد أن أكثر من ثلاثة أرباع الألمان قالوا إن الصراع لم يكن له أهمية تذكر بالنسبة لهم، وحتى في الولايات المتحدة، قال 55 في المائة ممن شملهم الاستطلاع في شهر مايو إنهم لا يشعرون بقوة تجاه هذه القضية، وتقليديًا، أظهر الرأي العام الأمريكي أقوى دعم لإسرائيل، في حين كانت إسبانيا من بين أكثر الدول الأوروبية والغربية بشكلٍ عام تعاطفًا مع الفلسطينيين، إلا أن هذه التوجهات شهدت تحولات امتدت أصداؤها عبر العالم وكان لها انعكاساتها، مع نفير الأقليات المسلمة المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة[1].

ففي بداية الأحداث، أي بعد هجوم 7 أكتوبر ومع تأييد غالبية الأقليات المسلمة لما قامت به المقاومة، أبدى الغرب تحيزه التقليدي نحو التعاطف مع إسرائيل في ظل تصوير هجوم المقاومة على أنه هجومًا إرهابيًا، ولكن مع تصاعد الأحداث بدأ التحول حيث جاء ذلك على إثر سلسلة المجازر ضد الأبرياء العزل، ومشاهد قصف الأبراج على ساكنيها، ومجزرة مستشفى المعمداني التي نُقلت مباشرةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متجاوزةً في ذلك بعض وسائل الإعلام الغربية التي أظهرت تحيزًا واضحًا للمحتل. وهنا بدأت ترتفع أصوات من سياسيين ونواب وغيرهم وكذلك من النخبة المثقفة، وحتى من عامة الشعب للمطالبة بإيقاف هذه المجازر، لتكون بداية انكسار حدة الهجوم المعادي والتحول في المواقف على مستوى المجتمع المدني وثلة من السياسيين خارج الدائرة الرسمية المركزية، كما كان بروز البعد الإنساني والحقوقي في الخطاب والمواقف، حيث قام أكثر من 600 من الفنانين السويديين بالتوقيع على عريضة عنوانها “أوقفوا العنف الوحشي” على أهل غزة. وفي هذا السياق بدأ يقل الضغط على المسلمين، وسرعان ما خرجت جماهير المسلمين ومعهم نسبة من غير المسلمين إلى الشوارع للتظاهر ضد هذه المظالم[2].

ولابد من الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من الأقليات المسلمة في العالم داعمة للمقاومة وما حققته في السابع من أكتوبر ومنددةً بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، إلا أن هناك بعض الأفراد المنهزمين على المستوى العقدي والانتماء الثقافي الأصيل، المتأثرين بالسردية الصهيونية والموقف الغربي -وهم قلة- يرون أن المقاومة هي سبب العدوان ومن ثم هم ينددون فقط بالعدوان على المدنيين ولا يدعمون المقاومة، في ظل حالة من التماهي والمساواة بين صاحب الحق والمعتدي تحت شعارات الإنسانية بتعريفها الغربي المشوه الذي ينزع عن القيم جوهرها المتسم بالثبات والوضوح والإطلاق. ففي حوار مع أحد مسلمي تايلاند يقول: “في المرة الأولى، جاءت حماس لتقتل الكثير من الناس. لكن الآن في فلسطين [غزة]، أطلقت إسرائيل العديد من القنابل ومات الكثير من الناس، ليس الجميع [في غزة] ينتمون إلى حماس، لكن الكثير من الناس هناك ماتوا، الآن أعتقد أن هذا يكفي”.[3]

بناءً على ما سبق، يمككنا رصد ردود فعل الأقليات المسلمة وتقسيمها وفق سياقاتها كالآتي:

1- مجتمعات مثلت الأقلية المسلمة فيها الفصيل المروج والمؤجج للتظاهر، ضمن حشد شعبي كبير رافض للعدوان الإسرائيلي على المدنيين، وموقف حكومي داعم لإسرائيل

ويعتبر هذا هو حال الكثير من دول العالم وعلى رأسهم الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وكذلك بعض دول شرق وجنوب آسيا كاليابان والفلبين وبعض الدول الأفريقية. فقد شهدت الدول الأوروبية والولايات المتحدة مظاهرات حاشدة تضم الجاليات المسلمة بشكلٍ رئيسي ضمن تجمع جماهيري كبير، ونذكر هنا على سبيل المثال ما شهدته فرنسا من مظاهرات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ومما تجدر الإشارة إليه أن فرنسا تضم إحدى كبرى الجاليات المسلمة مقارنةً بدولٍ أوروبية أخرى، حيث يمثل المسلمون 10 في المائة من إجمالي سكانها. وقد وُوجهت تلك المظاهرات في البداية بقمعٍ شديد، حيث تم حظر خروج المظاهرات من قبل وزيري الداخلية والعدل، إذ يرى وزير العدل أن تقديم هجوم 7 أكتوبر كشكل من أشكال المقاومة المشروعة هو بمثابة الدعوة إلى الإرهاب؛ ونتيجة لذلك زادت حدة الخطاب المعادي للمسلمين.

وكما هو معلوم، فإن المسلمين في فرنسا يُعانون بالفعل من التمييز العنصري ضدهم منذ فترة كبيرة، إلا أن حدة ووتيرة هذا العداء صار أكبر وأكثر عمقًا بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية، هذا فضلا عن التضييق على كل من يُبدي تعاطفًا مع الفلسطينيين سواء من الصحفيين أو الأكاديميين أو غيرهم[4].

وقد تكرر ذلك في دول غربية أخرى، فقد خرجت مظاهرات كبيرة فى كلٍ من هولندا (والتي مثلت استثناء على الصعيد الأوروبي في اتساع رقعة التظاهر، خاصةً مع ضخامة عدد الجاليات المسلمة والعربية والأفريقية هناك)[5]. وكذلك بريطانيا، فقد شهدت عدد من المظاهرات المؤيدة لما قامت به حماس من هجوم على مستوطنات غلاف غزة فى السابع من أكتوبر، حيث احتفل البعض بما قامت به حماس رافعين أعلامًا فلسطينية ومطلقين هتافات مؤيدة للفلسطينيين، ثم توالت بعد ذلك المظاهرات برفض العدوان الإسرائيلي على غزة فى شوارع لندن. ويأتي هذا فى ظل موقف حكومي صارم فى تأييد إسرائيل وإدانة حماس، وقد تجلى ذلك فى رفع الأعلام الإسرائيلية على مؤسسات حكومية وقيام رئيس الوزراء ريشي سوناك بزيارة كنيس يهودي للتضامن مع إسرائيل واليهود البريطانيين[6].

وينطبق نفس هذا السيناريو على غالبية الدول الأوروبية، حيث المواقف الحكومية الداعمة بصرامة للاحتلال الإسرائيلي فى مقابل عدد من المواقف الشعبية المنددة بالعدوان على غزة، والتي تضم الأقليات المسلمة كمحفز رئيسي.

بالتوازي، نجد أن المجتمع الأمريكي يواجه حالا شبيهًا، حيث خرج المئات من المسلمين احتجاجًا على ما يحدث في غزة من عدوان صهيوني واستنكارًا للموقف الأمريكي الداعم له بشكلٍ غير محدود، وكذلك انتقاد التوجه الإعلامي المساند للسردية الإسرائيلية على حساب ما يجري في أرض الواقع من مجازر وإبادة بحق الفلسطينيين. فعلى سبيل المثال، أدى مئات المصلين صلاة الجمعة 13 أكتوبر 2023 في مسجد القبة الذهبية في مدينة تيمبي بولاية أريزونا، مرتديين الأوشحة الفلسطينية وقمصانًا مكتوب عليها “فلسطين حرة”. وفى هذا الإطار، بعث إمام مركز الجالية الإسلامية “عمر الطويل” في تيمبي برسالة أدان فيها قتل وتهجير المدنيين الفلسطينيين وتوسع إسرائيل فى حربها ضد حماس، وقد تكرر الأمر في عددٍ من المساجد في مدن وولايات مختلفة، فقد خرجت مظاهرات فى العاصمة واشنطن ولوس أنجلوس والمريلاند وغيرهم. وقد استدعى هذا الدعم للفلسطينيين من قبل الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة إحياء ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وخطابات الإسلاموفوبيا، ووصم المسلمين بالإرهاب وأنهم يمثلون خطرًا أمنيًا لابد الحذر منه[7].

في كندا، كذلك كان للأقلية المسلمة وضع مشابه من حيث الفعل ورد الفعل الحكومي المعادي[8].

وفي الشرق الآسيوي، نظم أعضاء الجالية الإسلامية في اليابان احتجاجًا بالقرب من السفارة الإسرائيلية في طوكيو، ورفع المشاركون لافتات وهتفوا بشعارات مثل “إسرائيل إرهابية” و”فلسطين حرة”، وقد قامت الشرطة بمنعهم من التقدم نحو السفارة[9].

2- مجتمعات مثلت فيها الأقلية المسلمة الموقف الوحيد الداعم للفلسطينيين في مقابل حكومات وشعوب داعمة للكيان الصهيوني

ينطبق هذا الوصف على الهند وعدد من دول شرق وجنوب آسيا، ففي الهند احتشدت جموع غفيرة في ولاية كيرلا جنوبي الهند، تلبيةً لدعوة “حزب الرابطة الإسلامي” تنديدًا بجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وعدوانه المتواصل على قطاع غزة، في مشهد يعكس سباحة المسلمين في الهند ضد التيار الهندوسي الداعم للاحتلال[10].

نذكر أيضًا في نفس السياق على سبيل المثال المظاهرات التي خرجت في تايلاند أمام السفارة الإسرائيلية، فالمجتمع التايلاندي مجتمع غالبيته بوذية داعمة للكيان الصهيوني، ويُمثل المسلمون منه 5 في المائة فقط، فالعديد من المتظاهرين جاءوا من أقصى جنوب البلاد، حيث يشكل المسلمون من عرق الملايو الأغلبية[11]. ويأتي هذا ضمن موقف رسمي وشعبي يرى أن المقاومة الفلسطينية شنت هجومًا إرهابيًا على إسرائيل في السابع من أكتوبر، خاصةً وأن عدد من المسؤولين أفاد بقتل ما لا يقل عن 30 تايلانديًا في الهجوم الأولي الذي شنته حماس مما أجج الرأي العام ضد الفلسطينيين وعزز من خطاب الكراهية ضد المسلمين في تايلاند[12].

3- الأقلية المسلمة في مجتمعات لديها موقفًا رسميًا رافضًا بشدة للعدوان الإسرائيلي على المدنيين لكنها لا تدعم المقاومة

وهذا ينطبق على عدد من الدول الأفريقية وعدد كبير من دول أمريكا اللاتينية، حيث دعت الأرجنتين والبرازيل وبوليفيا وكولومبيا وتشيلي وكوبا والسلفادور وبيرو والمكسيك وهندوراس والإكوادور إلى هدنة إنسانية فورية. وقامت بوليفيا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، فقد خرجت فيها مظاهرات شارك فيها المسلمون ضمن حشد جماهيري داعم للفلسطينيين، كما شهدت الأرجنتين والإكوادور مظاهرات حاشدة داعمة للفلسطينيين وردد المتظاهرون هتافات “فلسطين حرة”، و”لتعد الإمبريالية لموطنها”، وطالبوا بتوقف قصف الاحتلال على الأحياء السكنية في قطاع غزة، وفي هذا السياق أكد ممثل الجالية المسلمة في الإكوادور دفيد رودريغز للإعلام، على أن الولايات المتحدة وإسرائيل على مدى سنوات يمارسون مختلف أنواع الضربات على فلسطين[13].

4-الأقلية المسلمة في الدول الداعمة للفلسطينيين شعبًا ومقاومة

ومن النماذج الهامة التي تجدر الإشارة لها في هذا الصدد ما قام به مسلمو روسيا، فلقد شهدت مختلف المدن الروسية حالة من الاهتمام الشديد من قبل المسلمين تجاه ما يحدث في غزة، حيث يشير البعض إلى أن القضية باتت محل اهتمام الكثير من الشباب الروس المسلمين الذين لم يكونوا يهتمون كثيرًا بالشأن العام الإسلامي، فى هذا الإطار قام المسلمون في موسكو بوقفة تضامنية مع غزة أمام السفارة الفلسطينية. هذا فضلا عن حالة الغضب العارم في بعض أقاليم شمال القوقاز، التي أدت إلى عجز السلطات المحلية عن احتواء غضب المسلمين من الحرب الإسرائيلية على غزة، ما أخرج الوضع عن السيطرة وتسبب في عدة حوادث، أبرزها اقتحام مطار محج قلعة، عاصمة جمهورية داغستان، لدى وصول رحلة قادمة من تل أبيب. وفي هذا السياق، أكد الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، المستشرق كيريل سيميونوف، بأن “مسلمي روسيا شبه متفقين على دعم الفلسطينيين في صراعهم مع إسرائيل، حيث يكاد جميع مسلمي روسيا بلا استثناء يدعمون المقاومة الفلسطينية، وحركة حماس ويجري الدعاء في كل المساجد تقريبًا من أجل فلسطين”[14].

ويأتي هذا في ظل الموقف الحكومي الروسي –المخالف للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي- بعدم إدراج حركة “حماس” على قائمة الإرهاب، والمحافظة على قنوات اتصال بهم، حيث قامت الخارجية الروسية باستقبال وفد من حماس، وبغض النظر عن دلالات مثل هذا الموقف الذي يتعلق بشكل أساسي بالصراع الروسي مع الغرب، إلا أنه أتاح للأقلية المسلمة الساحة للتعبير بقوة عن التأييد للمقاومة الفلسطينية ورفض العدوان الصهيوني على غزة[15].

وينطبق هذا الوضع أيضًا على جنوب أفريقيا التي تدعم الحركات التحررية بشكلٍ صريح، وقد شهدت احتجاجات من قبل المسلمين وغيرهم للتنديد بجرائم الاحتلال[16].

وبناءً على ما سبق، تجدر الإشارة إلى أن ردود فعل الأقليات المسلمة عبر العالم لم تقتصر فقط على التظاهر، بل شملت التبرع بالمال والمقاطعة الاقتصادية للشركات الداعمة للكيان الصهيوني. فضلا عن قيام الكثير من الشباب المسلم والدعاة في الغرب باستغلال منصات التواصل الاجتماعي في نشر القضية بكافة اللغات للتعريف بأبعادها، ورفع مستوى الوعي العالمي بها، والكشف عن عنصرية الغرب وازدواجية معاييره والطعن في منظومته القيمية الهشة.

ثانيًا- ردود فعل الأقليات المسلمة: الآليات والأدوات:

لقد تنوعت ردود فعل الأقليات المسلمة -كما أُشير- بين التظاهر، والتبرع بالمال، والمقاطعة الاقتصادية، وتوظيف الإعلام الرقمي. وفي هذا الإطار، يمكننا تقسيم هذه الآليات والأدوات حسب نوعها كما يلي:

  • أدوات اقتصادية

لقد اتسعت رقعة المقاطعة الاقتصادية للسلع الداعمة للكيان المحتل عبر العالم، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك صورًا أخرى من المقاومة الاقتصادية. فعلى سبيل المثال، شهدت ألمانيا إضرابًا تجاريًا من قبل المسلمين يوم الجمعة 20 أكتوبر، حيث شارك 120 متجرًا من فلسطينيي وعرب ومسلمي ألمانيا في العاصمة الألمانية في هذا الإضراب، معلنين ما سموه “قائمة الشرف” لأصحاب المتاجر الذين يُعبرون بإضرابهم عن استنكارهم لجرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد أهل غزة وتضامنهم الكامل معهم[17].

2- الأداة الإعلامية

وفي هذا السياق، قدم عدد من الإعلاميين من أصول عربية وإسلامية استقالتهم من وسائل إعلامية؛ بسبب تحيزها الواضح للمحتل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني[18].

كما قام عدد من المشاهير ولاعبي كرة القدم المسلمين باستغلال عدد متابعيهم الكبير على منصات التواصل الاجتماعي لبيان موقفهم الداعم لأهل غزة، فعلى سبيل المثال قام لاعب الكرة الفرنسي المسلم من أصول جزائرية كريم بنزيما بالتعبير عن تعاطفه مع أهل غزة؛ فصرّح وزير الداخلية الفرنسي بأن بنزيما له ولاء للإخوان المسلمين، بل إن أحد مسؤولي الحزب الشعبوي الفرنسي طالب وزير الداخلية بأن يعاقب هذا اللاعب الذي –حسب تعبيره- “خان وطنه”، وذلك بسحب الجنسية الفرنسية منه، إلا أن الوزير اضطر إلى مراجعة موقفه بعد موجة التعاطف معه[19].

3- مسارات سياسية وحقوقية

على المستوى السياسي والحقوقي، نجد الكثير من النواب وأعضاء البلديات المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة يُطالبون بشكلٍ ضاغط ليحولوا مسار أحزابهم نحو دعم غزة والمطالبة بوقف إطلاق النار. فعلى سبيل المثال، يشهد حزب العمال البريطاني انقسامًا واضحًا جراء تصريح زعيمه كير ستارمر في مقابلة أجراها مع إذاعة “LBC” فى الثاني عشر من أكتوبر 2023 قال فيها إنه يؤيد قطع إسرائيل للماء والكهرباء والغذاء عن الفلسطينيين في إطار حربها على حركة “حماس” في غزة، وهو ما اعتبره كثيرون في الحزب مخالفًا لمبادئ “العمال” وقيمه وحقوق الإنسان. على إثر ذلك توالت الاستقالات من قبل أعضاء مجالس البلديات خاصةً المسلمين، فقد أكدت عضو مجلس بلدية مانشستر آمنة عبد اللطيف، أن استقالتها جاءت بعد أيامٍ من تصريحات ستارمر، ورفض مسؤولي الحزب في المدينة مناقشة الأمر، لافتة في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية إلى أنها “محبطة من تأييد قادة في الحزب لجريمة الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة”. لقد أدت هذه الاستقالات المتكررة إلى فقدان الحزب الأكثرية في المجلس، كما تسلم الحزب 150 رسالة عضو بلدية مسلم تطالبه بالضغط من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، ومع استمرار الضغط الشعبي أصدر زعيم الحزب توضيحًا بشأن تصريحاته الأولى، وتراجع عنها قائلاً إنه “في تلك المقابلة أيد فقط حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهذا لا يتضمن قطع الكهرباء والماء عن الفلسطينيين، وأنه يقود جهدًا كبيرًا منذ أسبوعين من أجل هدنة تسمح بدخول المساعدات لغزة”.

وقد ضمت قائمة الشخصيات التي انضمت إلى هذا الحراك “العمالي” الاحتجاجي، عمدة لندن صادق خان ورئيس الحزب في أسكتلندا، أنس سيروار[20].

على صعيدٍ آخر، أطلقت مؤسسة “أصدقاء الأقصى” البريطانية، وهي جمعية إسلامية تطوعية غير ربحية تعمل على دعم الشعب الفلسطيني ومعارضة عمليات التهويد الصهيونية للمسجد الأقصى والقدس[21]، أطلقت حملة باسم “لا وقف لإطلاق النار، لا تصويت”. وتهدف الحملة للضغط على البرلمانيين من أجل دعم غزة، وقد شارك فيها الآلاف من البريطانيين، وبالفعل قد نجح عدد من البريطانيين من أصول فلسطينية وعربية في جذب نظر البرلمانيين في منطقتهم، وحصلوا منهم على وعودٍ بنقل مطالبهم إلى قيادة حزبي العمال والمحافظين[22].

4- دور المؤسسات والمراكز الإسلامية

لقد قامت المساجد في الدول غير الإسلامية بدورٍ محوري في الحديث عن القضية وربط المسلمين بعقديتها، حيث تحرر الخطاب في المساجد وتطرق عدد من خطباء الجمعة في أوروبا للظلم الواقع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما تم تأدية صلاة الغائب في العديد من المساجد على أرواح الشهداء والضحايا[23]. بالإضافة إلى دور المساجد يأتي دور المجالس والمراكز الإسلامية، فعلى سبيل المثال نجد المجلس البريطاني الإٍسلامي يقوم بدورٍ كبير في حث الأفراد على القيام بدورهم نحو القضية سواء من خلال نشر الوعي أو التبرع المالي، فضلا عن تشديده على ضرورة تقديم البلاغات للشرطة البريطانية ضد حوادث الإسلاموفوبيا والعنصرية التي يتعرض لها المسلمون[24].

ثالثا- ردود فعل الأقليات المسلمة: النتائج والمآلات:

1- الآثار الإيجابية على الصعيد الرسمي

لقد قامت الأقليات المسلمة في العالم بإسهامٍ هام وفعال في تحريك الرأي العام العالمي نحو دعم القضية الفلسطينية، خاصةً فى دول العالم الغربي. فالجاليات المسلمة الكبيرة فى الدول الأوروبية وقدرتها على الحشد والتنظيم، من خلال المساجد أو المراكز الإسلامية، كانت تشعل فتيل التظاهر الشعبي، ولقد ساهمت هذه الحشود نسبيًا في الضغط على الحكومات. وقد رأينا تغيرات في بعض المواقف الرسمية من بعض الدول الغربية، فعلى سبيل المثال، تغيرت لهجة السياسة الفرنسية تجاه التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث صرح ماكرون أن الاحتلال الإسرائيلي أصبح يستهدف المدنيين والنساء والأطفال في قطاع غزة، كما وافقت الحكومة الفرنسية على بعض المسيرات الداعمة للفلسطينيين، كذلك شهد الموقف الإيطالي تغيرًا واضحًا، حيث أصدر نائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الخارجية “أنطونيو تاجاني” تحذيرًا للحكومة الإسرائيلية بشأن هجماتها الوحشية تجاه المدنيين، كما أكدت روما استعدادها لعلاج الأطفال الفلسطينيين في غزة، إضافة إلى إرسالها سفينة مستشفى تابعة للبحرية إلى الشرق الأوسط للمساعدة في علاج الأطفال[25].

وقد قامت بريطانيا بإقالة وزيرة الداخلية “سويلا برافرمان” بعد انتقادها تعامل الشرطة البريطانية بتساهل مع المتظاهرين[26]، بالإضافة إلى ذلك أكد استطلاع رأي لـ “رويترز” و“إيبسوس” تراجع الدعم الشعبي الأمريكي لحرب إسرائيل على “حماس” من 41% قبل شهر إلى 32%، ووفقًا أيضًا لاستطلاعات الرأي يُطالب 86% من الأمريكيين إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار على حماس. ويُضاف إلى ما سبق، التقرير الذي نشره موقع “أكسيوس” في بداية شهر نوفمبر حذر فيه من تزايد انقسام المجتمع الأمريكي، إذ بدأت تظهر آثاره في حرم الجامعات وأماكن العمل وشوارع المدن وداخل مبنى الكابيتول والبيت الأبيض، مما قد يعمق من الانقسامات التي قد تؤثر على إعادة تشكيل السياسة الأمريكية إن لم تتراجع عن موقفها الداعم للاحتلال[27].

2- الآثار الإيجابية على الصعيد الشعبي

في هذا الإطار، لا يمكننا غض الطرف عن الجانب الإيجابي الكبير لهذه الحرب في تحويل إسرائيل وداعميها إلى أقلية تتركز غالبيتها في الحكومات والمؤسسات الرسمية، في مقابل تأييد الغالبية العالمية للقضية الفلسطينية والوقوف ضد إسرائيل. فدماء الفلسطينيين، مقاومين ومدنيين، وجهود المساندين لهم من الشعوب والأقليات المسلمة الممتدة استنهضت العالم، وألهبت الشوارع بالتظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والمنددة بأعدائهم والجرائم الشنيعة التي هي ديدنهم.

لقد حدث تحول في الرأي العام العالمي نحو القضية[28]، لاسيما لدى جيل الشباب في الغرب الذي بات يعترف الكثير منهم بأنهم يتعرضون منذ سنوات لعملياتٍ متراكمة من تزييف الوعي والحقائق. وقد أثرت عدة عوامل على توجهات الرأي العام الغربي خاصةً في أوساط الأجيال الأصغر سنًا تجاه القضية الفلسطينية، أهمها الدور المتزايد لمنصات التواصل الاجتماعي، حيث يقوم معظم الشباب بالحصول على معلوماتهم من خلال هذه المنصات، إذ تسمح لهم بالوصول إلى المعلومات بشكلٍ مباشر من خلال متابعة النشطاء الفلسطينيين على الأرض، ويأتي هذا ليتكامل مع التأثير المتزايد للحركة الاجتماعية الممثلة في الأقليات المسلمة والمهاجرين العرب[29].

وفى إطار هذا التحول فى التوجهات الفكرية، نجد أن الكثير من أبناء شعوب العالم الغربي قد تجاوز القضية إلى الالتفات إلى دين الإسلام ذاته، فقد أثارت هذه الحرب فضول الكثيرين نحو الإسلام الذي قدم له أهل غزة مقاومين ومدنيين نموذجًا رائعًا على مستوى العقيدة والعمل تباعًا.

فالثبات الأسطوري لأهل غزة، واليقين في النصر رغم المعاناة الشديدة المصحوبة بآلام الفقد والدمار قد آثار التساؤل فى عقل الإنسان الغربي المادي حول سر هذا الصمود، حيث بدأ الكثيرون منهم يتساءلون عن قوة هذا المعتقد الذي يقف وراء هذا الثبات وهذه العزة. وقد أعلن بعض هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم اتجهوا إلى دراسة الإسلام وقراءة آيات القرآن، بل تطور ذلك لدى البعض أن دعوا غيرهم لمشاركتهم تلك الدراسة وأسسوا مجموعات لمن يرغب في ذلك، وبفضل لله قاد ذلك بعضهم إلى اعتناق الإسلام وإعلانه على الملأ، وبعضهم ما يزال في مرحلة البحث عن الحقيقة. ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق، أن الأقليات المسلمة فى العالم الغربي أسهمت من خلال المساجد والمراكز الإسلامية التابعة لها في تعزيز هذه الحالة الدعوية من خلال الأنشطة الدعوية، وتقديم الإجابات لغير المسلمين الذين يأتون للسؤال عن الإسلام وتعاليمه[30].

3- الآثار السلبية

على صعيدٍ آخر، لا يمكن إغفال أثر هذه الموجة من اليقظة الإسلامية على مستقبل الأقليات المسلمة في العالم، لاسيما في الدول الغربية نظرًا لخصوصية موقفها في دعم الكيان المحتل. حيث يأتي ذلك في ظل سياق مجتمعي يشهد منذ سنوات صعود اليمين المتطرف وخطاب الكراهية للمسلمين، ومن ثم فإن الحرب على غزة بمثابة زيادة اشتعال لهذه الحالة من تصاعد الإسلاموفوبيا. وفي هذا الصدد، صدر تقرير عن مجلس العلاقات الإسلامية -الأمريكية “كير” يُشير إلى تلقي المجلس 774 شكوى تحيز وعنصرية في الفترة بين 7 أكتوبر حتى 24 اكتوبر 2023، فيما تلقى المجلس ما مجموعه 63 طلبًا في شهر أغسطس بأكمله، مما يدل على زيادة واضحة في الشكاوى. ومن الحوادث التي تسبب بها الخطاب الأمريكي -الأوروبي المناهض للفلسطينيين ما جرى في ولاية إلينوي الأمريكية في 15 أكتوبر، عندما أقدم رجل يبلغ من العمر 71 عامًا على قتل طفل فلسطيني مسلم في السادسة من العمر بعد طعنه 26 طعنة، وأصاب والدته بجروح، على خلفية الكراهية للإسلام. ومما جاء في التقرير أيضًا أن رجلاً قاد شاحنته ولوّح بالسلاح ضد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في ولاية مينيسوتا.

لم يقتصر الأمر على الانتهاكات الميدانية، بل امتد إلى تهديد المسلمين المقيمين في أمريكا وأوروبا على وسائل التواصل الاجتماعي، كما همَ عدد من الدول غربية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى مراقبة ومحاسبة وطرد الداعمين للفلسطينيين والرافعين للعلم الفلسطيني، وسحب إقاماتهم وجنسياتهم. وفي هذا الإطار، يُعلق الكاتب والمحلل في الشؤون الأوروبية والدولية حسام شاكر، قائلا إنّ “دعاية العدوان الحربي على غزة استخدمت بقوة تعبيرات عنصرية واضحة، ووجدت أصداءً واسعة جدًا في التغطيات الإعلامية بشكلٍ ينزع الصفة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني وضمنًا عن العرب والمسلمين”[31].

خاتمة

وبناءً على ما سبق، لقد تفاوتت ردود فعل الأقليات المسلمة في العالم نحو طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة بحسب السياق المجتمعي والسياسي، وكذلك القوة العددية لهذه الأقلية. وإن كانت ردود فعل الأقليات المسلمة امتدت على مستوى العالم، إلا أن إسهامها في الغرب كان الأبرز. ويعود هذا بطبيعة الحال إلى مركزية الدور الغربي في تاريخ وجذور القضية ذاتها، وفي هيمنته العالمية الإمبريالية، ومعاداة قطاعات منه للإسلام. ومن هنا، يجب على الأقليات المسلمة في العالم أن تدرك حجم الدور المنوط بها في نشر الإسلام، والإسهام في رفع وعي الشعوب غير المسلمة بقضايا الأمة الإسلامية، وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين لديها.

وفي هذا الإطار، ندعو أن يكون المجلس العالمي للأقليات المسلمة أكثر فاعليةً في تنسيق جهود وربط عمل كل المؤسسات المعنية بالأقليات المسلمة في العالم ببعضها، وذلك من خلال برامج واضحة المعالم تحدد لكلٍ من هذه الأقليات دورًا دعويًا أو توعويًا أو غير ذلك بحسب قوة هذه الأقلية والمساحة المتاحة لها، هذا فضلا عن أهمية الاعتناء بقضايا الأقليات التي تعاني الاضطهاد والتضييق الشديد كما هو حال مسلمي كشمير والإيجور وميانمار.

ومن هنا، لابد من الإشارة إلى أن هذه القضية بأبعادها (أوضاع الأقليات) هي جزء من قضية الأمة الكبرى في السعي نحو النهوض باسترداد أراضيها ومقدساتها، ومن ثم في سبيل استعادة قوتها ودورها الحضاري والقيام بحق عالمية الرسالة، وهذا مما يتطلب مزيدًا من تضافر جهود كل أطياف الأمة على كافة الأصعدة والمستويات، ولعل هذه الحرب ونصرها الممزوج بالآلام يرسم بداية فعلية لهذا.

 

الهوامش

[1] إسراء صلاح الدين، كيف غيرت حرب إسرائيل على غزة اتجاهات الرأي العام العالمي، الدستور، 22 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://www.dostor.org/4559940

[2] محمد الغمقي، المسلمون في الغرب وتداعيات الحرب على غزة، مجلة المجتمع الكويتية، 22 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://mugtama.com/22/310775/

[3] Zsomber Peter, Hundreds of Muslims in Thailand Protest Israel’s Bombing of Gaza, VOA, 21 October 2023, available at:

https://rb.gy/zhjvn2

[4] Laurent Bonnefoy, “In France, Freedom of Speech Flouted and Repressed”, Orientxxi, 17 November 2023, available at:

https://rb.gy/c0ji3o

[5] هدى العطاس، صوت غزة بالهولندية حياة الفلسطينيين مهمة، مجلة المجلة، 26 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://rb.gy/c7a6bz

[6] حرب غزة تسلط الضوء على الجاليات المهاجرة في الغرب، الشرق الأوسط، 11 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://rb.gy/azd94e

[7] Jack Healy, Ernesto Londono and Eileen Sullivan, “Gaza Crisis Unites American Muslims in Anger and Mourning” The New york Times, 13 October 2023, available at:

https://rb.gy/y2lze2

[8] حرب غزة: الغوابي تخشى ’’انتعاش‘‘ المشاعر المعادية للمسلمين، RCI، 20 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/UhpuYI7

[9] خالد الشامي، متظاهرون في اليابان يتضامنون مع الشعب الفلسطيني تحت شعار الحرية لغزة، المصري اليوم، 13 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://www.almasryalyoum.com/news/details/3004964

[10] محمد سرحان، المسلمون في الهند والسباحة ضد التيار الهندوسي الداعم لإسرائيل، مجلة المجتمع الكويتية، 29 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://mugtama.com/29/311375/

[11] Zsomber Peter, Hundreds of Muslims in Thailand Protest Israel’s Bombing of Gaza, Op.cit.

[12] Palestinian supporters warn of increasing anti- Muslim hate in Thailand, The new Arab, 1 November 2023,  available at:

https://rb.gy/rriat3

[13] مظاهرات في الأرجنتين والإكوادور تضامنا مع فلسطين، وكالة أنباء الأناضول، 20 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/7drCn84

[14] رامي القليوبي، الحرب الإسرائيلية على غزة تغضب مسلمي روسيا، العربي الجديد، 11 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://rb.gy/kst3v4

[15]لماذا استقبلت روسيا وفد “حماس” في خضم حرب غزة، الشرق نيوز، 29 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://rb.gy/mww7wo

[16] حكيم ألادي نجم الدين، طوفان الأقصى وجديد مواقف إفريقيا جنوب الصحراء تجاه القضية الفلسطينية، مركز الجزيرة للدراسات، 9 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://studies.aljazeera.net/ar/article/5783

[17] محمد الغمقي، المسلمون في الغرب وتداعيات الحرب على غزة، مرجع سابق.

[18]المرجع السابق.

[19] المرجع السابق.

[20] بهاء جهاد، حرب غزة تفجر أزمة داخل حزب العمال البريطاني بسبب موقف زعيمه كير ستارمر، الشرق نيوز، 23 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/dVoAx7R

[21] في لندن أصدقاء الأقصى ينجحون في عقد معرض فلسطين 2017 بصائر، 9 يوليو 2017، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/6M9WwQS

[22] أيوب الريمي، برلمانيو بريطانيا بين دعم وقف إطلاق النار بغزة أو خسارة الأصوات، الجزيرة، 14 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/asTfEJE

[23] محمد الغمقي، المسلمون في الغرب وتداعيات الحرب على غزة، مرجع سابق.

[24] https://mcb.org.uk/features/palestine/

[25] عبير مجدي، كيف يتغير الرأي العام الغربي تجاه الحرب على غزة، مركز رع للدراسات الإستراتيجية، 20 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://rb.gy/la9dvi

[26]انتقدت تعامل الشرطة مع مظاهرات غزة من هي وزيرة الداخلية البريطانية المقالة، الحرة، 13 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://rb.gy/z23lcf

[27] عبير مجدي، كيف يتغير الرأي العام الغربي تجاه الحرب على غزة، مرجع سابق.

[28] نور الدين اسكندر، غزة تكشف الأقلية العالمية، ميادين، 13 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://rb.gy/2s4znl

[29] دينا شحاتة، “كيف نظر الإعلام والرأي العام الغربي لحرب غزة 2023، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 23 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://acpss.ahram.org.eg/News/21033.aspx

[30] علي فتيني، الصمود الأسطوري لغزة وأثره الدعوي في الغرب، مجلة المجتمع الكويتية، 30 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://mugtama.com/30/314192/

[31] خالد كريزم، ثلاثة أضعاف العام الماضي.. حوادث الإسلاموفوبيا تزداد مع حرب غزة، تي آر تي عربي، 1 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/UFECcus

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى