الموقف التركي من نزاع ناغورني كاراباخ: الدوافع، المسارات، خريطة الأطراف الإقليمية المتنافسة

مقدمة:

يتسم الموقف التركي تجاه نزاع ناغورني كاراباخ بالدعم الرسمي المُعلن لأذربيجان؛ سياسيًا ودبلومسيًا وعسكريًا. وكان الموقف التركي من هذه القضية إبان الحرب الأولى في 92–1994 يتمحور أساسًا حول الدعم السياسي والدبلوماسي لأذربيجان، بخلاف الدعم الكامل -الذي يتضمن دعمًا عسكريًا كبيرًا- والذي قدمته تركيا لأذربيجان في حربها ضد أرمينيا عام 2020.

ويُعتبر نزاع كاراباخ من النزاعات شديدة التعقيد؛ إذ تتداخل فيه العديد من الأطراف الإقليمية والدولية تلعب دورًا مؤثرًا في تشكيل مساره. وتعود جذور النزاع إلى بداية التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحصول كل من أرمينيا وأذربيجان على الاستقلال؛ حيث دخلت الدولتان في حرب بين 92-1994، وتم وقف إطلاق النار بعد مفاوضات قامت بها مجموعة “مينسك” المسؤولة عن إدارة الصراع[1]. إلا أن هذا النزاع لم ينته ولكن تم تجميده فقط؛ حيث تجددت الاشتباكات بين طرفي النزاع من وقتٍ لآخر، كما في عام 2016، وبصورة أشد في 2020 والتي انتهت بوساطة روسية وبمكاسب محدودة لأذربيجان. لكن الحرب تجددت بين الطرفين في 2022، إلى أن تمكنت روسيا من الوساطة لوقف القتال.

وتُعتبر منطقة جنوب القوقاز -التي تضم كل من جورجيا وأرمينيا وأذربيجان- منطقة مهمة وحيوية ومجالا لنفوذ وتنافس ثلاث دول إقليمية أساسية؛ وهي: روسيا، وتركيا، وإيران. فهي منطقة نفوذ وجوار قريب بالنسبة لروسيا، التي لا تسمح بتدخل غربي في هذه المنطقة، حفاظًا على أمنها. كما تعتبر منطقة تداخل عرقي وديني وإثني بالنسبة لتركيا وإيران؛ حيث يوجد آذريو إيران الذين يمثلون قلقًا بالنسبة لطهران وتخشى تطلعهم للانفصال أو للانضمام لدولة أذربيجان. وبالنسبة لتركيا، فمعظم سكان أذربيجان هم من عرق تركي، فضلا عما يمثله النفط الأذربيجاني من أهمية لأنقرة، بالإضافة لأنها توفر ممرًّا لنقل الطاقة من أذربيجان إلى أوروبا. ورغم بعض مظاهر التعاون والتفاهم، تُعتبر تركيا منافسًا أساسيًّا لروسيا في المنطقة، بالإضافة إلى أن تركيا وإيران تتنافسان في جنوب القوقاز بجانب تنافسهما أيضًا في مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط. وبالرغم من تنافس الدول الثلاث، إلا أنها تعمل غالبا على تسوية مصالحها بطرق سلمية، وتشترك في أنها لا تحبذ تدخل الدول الغربية في هذه المنطقة.

في هذا الإطار، يسعى هذا التقرير للإجابة عن تساؤلات أساسية: ما دوافع الموقف التركي الداعم لأذربيجان في نزاع ناغورني كاراباخ؟ وما أهم المسارات التي يتخذها هذا الدعم؟ وما الأطراف الأخرى المتنافسة لتوجيه دفة تلك الأزمة المتجددة؟ ولكن قبل الإجابة عن تلك التساؤلات، يتناول التقرير أبرز معالم التطور التاريخي للنزاع.

الخلفية التاريخية للنزاع وأبرز تطوراته:

كانت كل من أذربيجان وأرمينيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي؛ وذلك منذ عام 1920، وكان إقليم كاراباخ تحت إدارة أذربيجان. وسعى الأرمن لضم الإقليم إليهم، ومع وصول جورباتشوف للحكم في الاتحاد السوفييتي في منتصف الثمانينيات؛ بدأت تتراجع سيطرة الحكومة المركزية السوفيتية على الجماعات العرقية. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991 سيطر الأرمن على الإقليم، واحتل الأرمن سبع مقاطعات من أذربيجان مجاورة لكاراباخ. وقد كان الأرمن يسعون للسيطرة على الأراضي الآذرية المحيطة بإقليم كاراباخ والممتدة بين الإقليم وأرمينيا لتأمينه؛ فيما يُعرف “باستراتيجية الطوق الأمني”. وبالفعل استطاع الأرمن تحقيق ذلك من خلال احتلال “ممر لاشين” في 20 مايو 1992. وفي يوليو 1993 استطاع الأرمن السيطرة على 17% من أراضي أذربيجان. وقد تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في مايو 1994 في مدينة “بيشكيك” القرغيزية؛ وذلك بعد مفاوضات قامت بها “مجموعة مينسك”. واستطاعت الاتفاقية وقف الكثير من أعمال العداء، إلا أن مجموعة مينسك أخفقت في التوصل لحل نهائي للأزمة[2].

في أبريل 2016 تجددت الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، في أول مرة يكسر فيها وقف إطلاق النار منذ 1994. وقُتل حوالي 200 شخص في تلك الاشتباكات، كما خسرت أرمينيا بعض الأقاليم التي تُسيطر عليها. وهنا تجلى الدعم التركي؛ فبدا أن أذربيجان استطاعت تطوير قواتها؛ إذ تدربت القوات الأذربيجانية مع القوات التركية، كما قامت أذربيجان بشراء صواريخ “أرض جو” من تركيا، وأسلحة أخرى من روسيا[3].

في سبتمبر 2020 تجددت الاشتباكات مرة أخرى؛ حيث قامت أذربيجان بشن ضربات عسكرية ضد أرمينيا لاستعادة الإقليم، (الذي تعترف الأمم المتحدة بسيادة أذربيجان عليه)[4]. واستمرت هذه المعارك حوالي ستة أسابيع، نتج عنها مقتل حوالي 7000 جندي، واستعادت أذربيجان فيها حوالي ثلث إقليم كاراباخ، ومعظم المناطق السبع المجاورة (التي كانت تحت سيطرة أرمينيا). وتوقفت هذه الحرب من خلال وساطة روسية، وبعدها أدخلت روسيا قوات حفظ للسلام لمنع تجدد القتال. وظهرت قوة أذربيجان في هذه الحرب، كما ظهرت على طاولة المفاوضات[5].

في سبتمبر 2022 تجددت الاشتباكات بين الطرفين مرة أخرى؛ حيث قامت أذربيجان بشن هجوم كاسح على أرمينيا[6]، وقُتل حوالي 100 جندي أرميني وحوالي 50 جندي من أذربيجان[7]. ونتيجة لمفاوضات روسية تم التوصل لوقف لإطلاق النار[8]. وظهر الدور التركي المؤازر لأذربيجان واضحا وقويا؛ ومن ثم يدور محور اهتمام هذا التقرير عبر مسار هذا النزاع حول الموقف التركي.

أولا- الموقف التركي من النزاع: الدوافع، والمسارات:  

ما وراء الموقف التركي الداعم لأذربيجان       

تنحاز تركيا رسميًا لصالح أذربيجان في هذا النزاع، فما دوافع هذا الانحياز؟ يوجد عدد من الأسباب التي تجعل تركيا تدعم أذربيجان؛ ألا وهي:

دوافع ثقافية وحضارية: فكما تقدم توجد روابط دينية وثقافية وعرقية وتاريخية بين تركيا وأذربيجان، فغالبية الآذريين منحدرون من عرق تركي؛ بما يمثل حوالي 75% من نسبة السكان[9]. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي تحديدًا، قامت تركيا بتوطيد علاقاتها مع الأطراف ذات الأصول التركية في المنطقة؛ مثل أذربيجان، كازاخستان، قيرغيزستان، وأوزبكستان، إلا أن الأمر كان أكثر قربًا مع أذربيجان. ذلك لأنه يوجد إدراك مشترك أن تركيا وأذربيجان شعب واحد في دولتين. ومن الأمور التي توطد العلاقات بين تركيا وأذربيجان الدين واللغة. كما أنه على الجانب الآخر يتواصل نوع من العداء بين أرمينيا وتركيا منذ ما سمي بمذابح الأرمن في 1915؛ التي تتهم أرمينيا تركيا بارتكابها. ومن ناحية ثالثة، اتبعت تركيا حتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي سياسة خاصة تجاه أذربيجان والجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى؛ مفادها “وقف نفوذ وخطر الأصولية الشيعية الراديكالية” الذي كان يهدد توجهها “السياسي العلماني”[10].

دوافع سياسية: تحرص تركيا على الموازنة بأذربيجان في مواجهة أرمينيا وأنصارها، وأنصار أرمينيا من وجهة نظر تركيا هم قادة دول مجموعة مينسك (أمريكا، وروسيا، وفرنسا). كما تسعى تركيا أن يكون لها مكانة إقليمية، وذلك بالمشاركة في مفاوضات النزاع، حيث يوجد العديد من التنافسات الإقليمية والدولية داخل هذا النزاع -كما سنرى[11].

هذا بالإضافة لأسباب اقتصادية أساسية؛ وتتمثل في أن تركيا ليست دولة غنية بالطاقة، إلا أنها تتمتع بموقع متميز يجعلها ممرًا استراتيجيا لنقل الطاقة من الشرق الأوسط والقوقاز إلى أوروبا. وبالفعل، يوجد بين تركيا وأذربيجان خطوط لنقل الطاقة إلى أوروبا كما أشرنا، ما أدى إلى تطور صداقة استراتيجية بين الجانبين. هذه الخطوط هي خط أنابيب النفط “باكو- تبيليسي- جيهان” “Baku- Tibilisi-Ceyhan”، BTC””؛ وهو نشط منذ عام 2006، وخط أنابيب الغاز الطبيعي “باكو- تبيليسي – أرضروم” “Baku – Tibilisi- Erzurum”، “BTE”[12].

مسارات الموقف التركي من النزاع

تنوعت وتطورت سبل ومسارات الدعم التركي لأذربيجان؛ وذلك بداية من فترة حرب 1992-1994؛ إذ قدمت تركيا الدعم لأذربيجان، وذلك على الرغم من اعتراف تركيا باستقلال أرمينيا عام 1991. فقد دعمت تركيا أذربيجان سياسيًا؛ حيث أغلقت حدودها مع أرمينيا عام 1993، ودعمتها دبلوماسيًا في المنظمات الدولية، كما قدمت لها الدعم العسكري، بل بادرت تركيا في هذه الفترة بعدة تصريحات تهدد أرمينيا بالتدخل العسكري. إلا أن ذلك التهديد لم ينفذ لعدد من الأسباب؛ منها وجود معارضة داخلية، بالإضافة إلى أن ذلك كان من الممكن أن يُعيق مسعى تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي، فضلا عن وجود قوة بحجم روسيا تدعم أرمينيا في النزاع[13].

لكن عقب وصول حزب العدالة والتنمية للحكم في 2002 أصبحت تركيا تتخذ سياسة خارجية منفتحة على دوائر مختلفة للحركة، بعد أن كانت تُركز أكثر على الغرب. فصارت تمنح اهتمامًا لمناطق مثل الشرق الأوسط وأفريقيا وخاصةً منطقة جنوب القوقاز وكاراباخ. وقامت تركيا بزيادة التعاون مع مجموعة “مينسك”، بالرغم من انتقادها لسياسة المجموعة، من أجل حل نزاع كاراباخ.

وفي إطار سياستها تجاه القوقاز وسّعت تركيا علاقاتها مع أذربيجان وزادت من تعاونها معها على المستوى الاستراتيجي[14]. فقد وقعت تركيا اتفاقية “الشراكة الإستراتيجية والمساعدة المتبادلة” مع أذربيجان في عام 2010؛ وهو ما يُوفر لتركيا إطارًا قانونيًا لمشاركة أذربيجان في النزاع. وتنص المعاهدة على تدريبات عسكرية مشتركة، كما أن كلا من الطرفين يدعم الآخر بكل الوسائل المتاحة في حالة وقوع عدوان من قبل طرف ثالث[15].

بعد الثورات العربية في 2011 بدأت تركيا تتبع سياسة أكثر نشاطًا وأكثر تصعيدًا مثل التدخل في الأزمة السورية والانخراط في نزاع الغاز مع اليونان، وفي الأزمة الليبية، وبالطبع في نزاع كاراباخ[16].

ومن أبرز المحطات حرب 2020، حيث حصلت أذربيجان على دعم سياسي ودبلوماسي قوي من تركيا، فقد صرح أردوغان في 28 سبتمبر 2020 أن “السلام الدائم، لن يكون ممكنًا إلا إذا غادرت أرمينيا الأراضي الأذربيجانية التي كانت تحتلها”[17]. كما صرحت وزارة الخارجية التركية بأن “أذربيجان ستستخدم بالتأكيد حقها في الدفاع عن النفس لحماية مواطنيها وسلامة أراضيها، وستوفر تركيا الدعم الكامل لأذربيجان”. وصرح وزير الخارجية ساعتها “مولود جاويش أوغلو “أن تركيا تقف إلى جانب أذربيجان في الميدان وحول طاولة المفاوضات”.

وقدمت تركيا دعمًا عسكريًا لأذربيجان ساهم في تفوقها وانتصارها في حرب 2020، حيث كان لكلٍ من “الطائرات التركية المسيرة بيرقدار TB2″ التي حصلت عليها أذربيجان من تركيا و”للقنابل الموجهة بالليزر من نوع  MAM-Lالتي أنتجتها شركة روكيستان التركية، والتي حملتها هذه الطائرات المسيرة دون طيار” دورًا كبيًرا في حرب كاراباخ. وكان لكبار العسكريين الأتراك دور استشاري في العمليات والخطط الأذربيجانية[18].

ومما كان محلا للجدل، ما صرحت به أرمينيا من أن تركيا جندت مرتزقة سوريين لمساعدة الجيش الأذربيجاني في الحرب، وأيد تلك التصريحات عائلات مقاتلين قُتلوا في النزاع؛ (وذلك في مقابلات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي). وفي المقابل، اتهمت تركيا أرمينيا بتجنيد أكراد لمساعدتها في الحرب[19].

وفي يوينو 2021، وقعت تركيا “إعلان شوشة” مع أذربيجان؛ وهو اتفاق ينص على أن أي هجوم على أي من البلدين سيعتبر هجومًا على الطرفين، وينص أيضًا على اتفاق البلدين على التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي والعسكري وأمن الطاقة[20]. ومدينة شوشة هي مدينة آذرية، لها أهمية ثقافية وتاريخية ورمزية للشعب الآذري، احتلها الأرمن في 1992، وحررها الجيش الآذري في حرب 2020؛ ومن ثم فاختيارها لذلك الإعلان يُشير إلى دلالة سياسية، وإلى الحضور التركي في منطقة القوقاز[21].

وفي اشتباكات سبتمبر 2022 في ظل سلسلة الاشتباكات التي تتجدد وتتوقف بين الحين والآخر بين أرمينيا وأذربيجان، أصدرت تركيا عددًا من التصريحات الرسمية لدعم أذربيجان وتأكيد انحيازها لها. حيث خاطب وزير الخارجية التركي “مولود تشاوش أوغلو” أرمينيا بأن تتوقف عن استفزاز أذربيجان[22]. وأكد نائب الرئيس التركي “فؤاد أقطاي” “وقوف بلاده الدائم مع أذربيجان”، وكان ذلك بعد إعلان أذربيجان سقوط عدد من القتلى في اشتباكات 2022[23].  وأعلنت أرمينيا توقف هذه الإشتباكات في 15 سبتمبر والتي استمرت يومين تاليين[24]. واستمرت التصريحات التركية إلى تأكيد الدعم والانحياز التركي لأذربيجان في هذه الاشتباكات، لكن مما هو جدير بالذكر أن تركيا تُعتبر الدولة الوحيدة التي تتخذ موقفا واضحا وصريحا في الانحياز لأحد طرفي هذا النزاع، من دون الأطراف الأخرى.

 

ثانيًا- أطراف إقليمية متنافسة في النزاع:

يأتي هنا الحديث عن كلٍ من الموقفين الإيراني الروسي من النزاع، باعتبارهما طرفين إقليميين منافسين للدور التركي في منطقة جنوب القوقاز.

إيـران:

على الرغم من أن إيران تتبنى موقف الحياد رسميًا تجاه نزاع كاراباخ، إلا أنها في حقيقة الأمر تدعم أرمينيا المسيحية، في مواجهة أذربيجان التي أغلب سكانها مسلمون شيعة، فما الذي يفسر ذلك؟

يوجد عدد من الأسباب؛ أبرزها أنه -بالرغم من أن أغلب سكان أذربيجان مسلمون شيعة- فإن الشعب الأذربيجاني ذو أصول تركية، وينظر لنفسه باعتباره دولة أوروبية تؤيد الغرب. وهو ما يُخالف سياسة إيران التي تنظر لأمريكا على أنها “الشيطان الأكبر”. كما أن أذربيجان تتبنى “النموذج الكمالي العلماني” وترفض “النموذج الخميني” في إيران[25]. وبالتالي، تخشى إيران من نموذج أذربيجان القومي العلماني أن يجذب الإيرانيين الشيعة، ويهدد من ثم نموذج إيران المذهبي الشيعي[26].

أيضًا الخلفية التاريخية لها أثرها؛ إذ يمثل الآذريون حوالي 16% من سكان إيران، وقامت مقاطعة أذربيجان -التي تقع في شمال إيران- بمحاولة الاستقلال عن إيران في عام 1945 باسم “جمهورية أذربيجان الشعبية”، ولكن استطاعت إيران بعد ذلك إنهاء هذه المحاولة[27]. وما تخشاه إيران الآن هو امتداد صراع كاراباخ إليها ومطالبة إيران بالانفصال والانضمام لدولة أذربيجان أو المطالبة بالحكم الذاتي أو بالاستقلال. كما تخشى إيران النفوذ التركي في المنطقة من هذا الباب؛ وخاصة من تشكل تحالف تركي أذربيجاني يتنامى إلى أن يُهدد النفوذ الإيراني[28]. وبالتالي، فإن لإيران مصالح في المنطقة مع روسيا في مقابل تنافسها مع تركيا.

وفي حرب كاراباخ الأولى في التسعينيات تبنت إيران موقف الحياد رسميًا، إلا أنها قدمت مساعدات لأرمينيا، وكانت طريق الإمداد الرئيسي لأرمينيا، وذلك عندما كانت كل طرق الإمداد مغلقة أمام الأخيرة في الفترة من 1992-1993. كما كانت إيران مصدر إمداد الوقود والموارد الغذائية الرئيسية لأرمينيا[29]؛ ما ساعدها على النجاة من حصار تركيا وأذربيجان في تلك الفترة. وفي السنوات التالية لحرب كاراباخ الأولى توسعت العلاقات الإيرانية-الأرمينية بشكلٍ كبير؛ حيث زار جميع رؤساء إيران أرمينيا بداية من “محمد خاتمي” (1997-2005) وحتى “حسن روحاني” (2013-2021). وقد بلغ حجم التجارة بين البلدين حوالي 364 مليون دولار في عام 2018[30].

وكان من أبرز بواعث القلق الإيراني -والتي أدت إلى تحول في السياسات- ما ظهر بشكلٍ كبير من تفوق أذربيجاني في حرب 2020 جراء المساعدة التركية العسكرية والاقتصادية؛ الأمر الذي غير من المشهد الجيوسياسي في جنوب القوقاز. أدى ذلك إلى قلق إيران من زيادة النفوذ التركي، وانعكس على سياستها التي بدأت تتجه لفرض التوازن بين أرمينيا وأذربيجان. فقامت إيران بتحسين علاقتها مع أذربيجان، كما اتضح في الخطاب الإيراني منذ سبتمبر 2020؛ حيث وصف “على أكبر ولايتي” مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، ناغورني كاراباخ بأنها “أرض محتلة”، وتعهد باستعداد إيران لمساعدة أذربيجان على استعادة السيطرة عليها. كما قال خامنئي: “يجب تحرير الأراضي الأذربيجانية التي تحتلها أرمينيا وإعادتها لأذربيجان”. وقد تم اتخاذ ذلك الموقف بالرغم من سقوط بعض القذائف الأذربيجانية بالخطأ على الأراضي الإيرانية؛ وإصابة بعض الإيرانيين. كما أسقطت إيران الطائرات دون طيار الأذربيجانية التي انحرفت عبر الحدود.

لكن هذه المؤشرات للتقارب مع أذربيجان لم تلغ مساحة الخلاف مع تركيا حول سبل إدارة النزاع، فبعد ظهور تقارير بوجود مرتزقة مدعومين من تركيا في كاراباخ، أعرب المسئولون الإيرانيون عن عدم تسامحهم مع وجود إرهابيين[31].

إلا أن المحاولات الإيرانية في تلطيف العلاقات مع أذربيجان لم تستمر كثيرًا، فسرعان ما اتجهت العلاقات الإيرانية الأذربيجانية إلى التوتر. ففي بداية أكتوبر 2021 قامت إيران بإجراء مناورات عسكرية في شمال غربيها  في منطقة حدودها مع أذربيجان. وأعرب الرئيس الأذربيجاني “إلهام علييف” عن قلقه من الوجود العسكري الإيراني بالقرب من الحدود الأذربيجانية؛ وهي أول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. ويمكن القول إن من أسباب هذا السلوك الإيراني استياء إيران من التقارب الأذربيجاني مع إسرائيل؛ حيث تحصل أذربيجان على طائرات بدون طيار وأسلحة أخرى من إسرائيل؛ الأمر الذي ساعد أذربيجان على التفوق في الحرب ضد أرمينيا، وتحصل إسرائيل على النفط من أذربيجان؛ وهذا التقارب يمثل بلا شك تهديدًا لإيران[32].

في المقابل ردت أذربيجان على إيران بإجراء مناروات عسكرية مع تركيا على حدودها مع إيران في الفترة من 5-8 أكتوبر ذاته. وقد ظهر هذا التوتر في العلاقات بين أذربيجان وإيران في بداية سبتمبر بعد القيود التي فرضتها أذربيجان أمام مرور الشاحنات الإيرانية المحملة بمنتجات نفطية ومتجهة إلى إقليم كاراباخ وأرمينيا[33]. وتلى هذه المناورات مناورات أخرى أجرتها إيران في 17 أكتوبر 2022 “مناورات إيران القوية” في محافظتي “أردبيل وأذربيجان الشرقية” المجاورتان لحدود إيران الغربية مع أذربيجان وأرمينيا. وردت أذربيجان بمناورات عسكرية مع تركيا في 2 نوفمبر 2022 “القبضة الأخوية” في حدودها المتاخمة لإيران. وتطور الوضع إلى توتر على المستوى الدبلوماسي حيث طردت أذربيجان أربعة دبلوماسيين إيرانيين لاتهامها لهم بأعمال لا تتوافق مع وضعهم الدبلوماسي ومحاولتهم القيام بانقلاب عسكري في الدولة. هذا بالإضافة لاستدعائها سفير إيران في أذربيجان “عباس موسوي” في أبريل 2023 للتعبير عن استيائها من سياسة إيران، ومطالبتها باحترام استقلال سياسة أذربيجان الخارجية[34].

ويمكن القول إن التواجد التركي في منطقة القوقاز، وفي أزمة ناغورني كاراباخ، له دور في هذا التوتر في العلاقات الآذرية الإيرانية. فازدياد النفوذ التركي الملحوظ بعد حرب كاراباخ 2020، يمثل تهديدا للمصالح الإيرانية في المنطقة، والمناورات التركية الآذرية بمثابة ردٍّ واضحٍ بالدعم التركي لأذربيجان على المناورات العسكرية الإيرانية، والسياسة الإيرانية. إلا أنه لا يمكن القول إن هذا التوتر يعود للعامل التركي فقط؛ حيث إن التقارب بين أذربيجان وإسرائيل –كما أشرنا- يمثل التهديد الأكبر لإيران.

روسيا:

تعتبر روسيا منطقة جنوب القوقاز منطقة تأثير ونفوذ بالنسبة لها، ومن ثم يُمثل تدخل تركيا في النزاع بجانب أذربيجان تحديًا لموسكو؛ وما يزيد الأمر إشكالا هو أن تركيا عضو في الناتو، كما أن تركيا تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية بجوار روسيا. في المقابل، تُعتبر أرمينيا حليفًا رسميًا لروسيا وذلك من خلال عضويتها في منظمة الأمن الجماعي “CSTO”، “Collective Security Treaty Organization”؛ وبالتالي “ففي حالة وقوع نزاع عسكري يمكن أن يؤثر على أراضي أرمينيا فإن روسيا سوف تكون ملزمة بإشراك منظمة الأمن الجماعي”[35]. وقد أنشأت روسيا في أرمينيا قاعدتين عسكريتين؛ هما “باريربوني” و”كيومري”. كما وقعت روسيا مع أرمينيا اتفاقية عسكرية في 2010 بموجبها تكون روسيا مسئولة عن تأمين حدود أرمينيا بالكامل وليس فقط حدودها مع تركيا، بالإضافة لإلزام روسيا بإمداد أرمينيا “بأنظمة تسليحية متقدمة”[36].

وعلى الرغم من تلك العلاقات الوثيقة مع أرمينيا، إلا أن روسيا تقيم أيضا علاقات استراتيجية مع أذربيجان، حيث يوجد علاقات اقتصادية جيدة بين البلدين، وقد وصل حجم التبادل التجاري بينهما في 2021 لحوالي 3 مليارات دولار. كما وقع البلدان “اتفاقية تعاون مع الحلفاء” في 22 فبراير 2022، وهو ما يمنع إفساد العلاقات بين البلدين.

وبالرغم من تضارب مثل هذه المصالح بين روسيا وتركيا إلا أن الدولتين بينهما العديد من المصالح الأخرى؛ من بينها مفاوضات وتسويات الأزمة السورية، والأزمة الليبية، وكلاهما لا يريد تدخل الغرب. فقد أدركت الدولتان أن تصعيد الصراع لن يفيد، وهو ما انعكس في إدارة الأزمة عقب إسقاط تركيا لطائرة روسية في 2015 وحدوث توتر في العلاقات بين البلدين. وبالتالي يتعاون البلدان في عديد من المجالات، فقد قامت تركيا بعقد صفقة “نظام الدفاع الجوي S-400” مع روسيا؛ وهو ما أدى لرفض واستنكار أمريكي لتلك الصفقة[37].

وتعتمد روسيا في نزاع كاراباخ على سياسة تجميد الصراع وتوازن القوى. فتوازن في علاقتها بين طرفي الأزمة وتسيطر على الوساطة في النزاع. وقد هيمنت روسيا على الوساطة في حرب 2020، وتم تهميش مجموعة “مينسك” المسئولة عن الوساطة في هذه القضية. وتم عقد “اتفاق وقف إطلاق النار” في 2020 بين رئيس الوزراء الأرميني “نيكول باشينيان” والرئيس الأذربيجاني “إلهام علييف” والرئيس الروسي “بوتين” كوسيط. وقامت روسيا بنشر حوالي 2000 جندي روسي لحفظ السلام في ناغورني كاراباخ، وبالتالي عززت من نفوذها في جنوب القوقاز[38]. وافتتحت روسيا وتركيا “منشأة عسكرية مشتركة” في أذربيجان في 2021 من أجل المساعدة في مراقبة وقف إطلاق النار في كاراباخ[39]. هذا بالإضافة لوساطة روسيا لوقف اشتباكات 2022.

ومن ناحية أخرى، وقع توتر بين روسيا وبين الحكومة الأرمينية برئاسة وزارة “نيكول باشينيان” والذي وصل للسلطة عن طريق احتجاجات في عام 2018. وترى روسيا أن الغرب قاد هذه الاحتجاجات من أجل تقويض نفوذها في أرمينيا. وكانت موسكو ساعتها تسيطر على المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان، إلا أن باشينيان تحول نحو الولايات المتحدة في 2018. ومما تجدر الإشارة إليه أن منهج أردوغان في استخدام القوة الصلبة في أرمينيا بدا يصب في مصلحة روسيا؛ لأنه على استعادة نفوذها في أرمينيا الذي فقدته في 2018[40].

وقد تميز الموقف الروسي في حرب 2020 بعدم الوضوح؛ بمعني عدم التحيز بشكل واضح لأحد طرفي النزاع؛ حيث كان برز خطابان في وسائل الإعلام الروسية الحكومية: خطاب مؤيد لأرمينيا وآخر مؤيد لأذربيجان[41]. هذا بالإضافة إلى أنه بالرغم من أن روسيا حليف لأرمينيا فإن الدعم الروسي العسكري والسياسي لأرمينيا لم يكن مفتوحا بل تميز بالشحّ. يمكن القول إن السبب في ذلك يرجع إلى التوتر في علاقة بوتين مع باشينيان، فيبدو أن بوتين لم ينسَ تصريحات باشينيان عندما كان في المعارضة والذي كان ينتقد اعتماد أرمينيا بالكامل على روسيا، وينتقد استغلال روسيا لضعف أرمينيا في الأزمة.

ويمكن القول إن من مصلحة روسيا تجميد الصراع وعدم وضع حل فعلي وحقيقي للأزمة؛ فروسيا تصدر السلاح لكلٍّ من أرمينيا وأذربيجان، والفرق أن أذربيجان تشتري السلاح بأسعار عالمية بينما أرمينيا تشتري السلاح بأسعار محلية روسية[42]. وهذا الموقف الروسي في حرب 2020 تجاه أرمينيا كان من أسباب تفوق أذربيجان وصب في مصلحة تركيا، فقد حصلت تركيا على مجال وحرية أكبر في سياستها تجاه النزاع، وبالطبع قدمت الدعم الكامل لأذربيجان في النزاع.

 

خاتمة:

بعد وصول حزب العدالة والتنمية للحكم أعطت تركيا مزيدًا من الاهتمام لجنوب القوقاز في سياستها الخارجية، بالإضافة إلى أنه بعد الثورات العربية بدأت تتخذ تركيا سياسات أكثر تصعيدية. فعلى سبيل المثال، اصطدمت تركيا بالنظام السوري وقامت بالعديد من العمليات العسكرية في شمال سوريا من أجل محاربة الأكراد الذين يهددون أمنها القومي. وبشأن النزاع محل الاهتمام في هذا التقرير، فقد كانت تركيا –ولا تزال- تدعم أذربيجان في نزاع كاراباخ منذ بدايته؛ ففي حرب 1992 قدمت دعما دبلوماسيا أكثر من استخدامها للقوة الصلبة، إلا أنه في حرب 2020 قدمت تركيا مزيدًا من الدعم العسكري والسياسي لأذربيجان.

وبالرغم من روابط الدين واللغة والتاريخ بين تركيا وأذربيجان، إلا أن ذلك ليس السبب الوحيد للدعم التركي لباكو؛ حيث يوجد مصالح اقتصادية أيضًا مثل نقل الطاقة من أذربيجان لأوروبا عن طريق تركيا، بالإضافة لسعي تركيا لإيجاد مكانة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط وجنوب القوقاز. ويظهر ذلك في تنافس تركيا مع كلٍ من روسيا وإيران. تتنافس تركيا مع روسيا في عدد من الدوائر مثل الأزمة السورية وفي ليبيا وبالطبع في نزاع كاراباخ. بالإضافة إلى أن إيران منافس لتركيا في الشرق الأوسط أيضًا في العراق وسوريا، وتُعتبر منافسا لها في منطقة القوقاز.

وفي حالة نشوب اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان جديدة، فمن المتوقع أن تقدم تركيا الدعم لأذربيجان؛ سواء دعما عسكريا أو من خلال تصريحات، إلا أنه لا يمكن توقع أن تتدخل تركيا بشكل عسكري مباشر في النزاع. وذلك لأن الاقتصاد التركي في تلك المرحلة لا يحتمل اشتراك تركيا في حرب، هذا بالإضافة إلى وجود روسيا في النزاع ولا يمكن أن تصطدم تركيا معها، فالطرفان يستطيعان التفاوض وتسوية مصالحهما في النزاعات في حالة تضارب المصالح؛ وهو ما ظهر في الأزمة السورية؛ ذلك لأن بينهما العديد من المصالح الاقتصادية والعسكرية، وتكلفة الصراع بينهم ستكون كبيرة.

___________________________

هوامش

مراجعة وتحرير: شيماء بهاء

[1] “مينسك” تم إنشاؤها عام 1992 لحل الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك تحت مظلة منظمة التعاون والأمن الأوروبية، ويرأسها كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.

[2] جلال خشيب، إقليم ناغورني كاراباخ.. بين الإرث التاريخي القوقازي والحسابات الإقليمية التركية- الإيرانية، رؤية تركية، مجلد 5، عدد 2، 31 يوليو 2016، تاريخ الإطلاع: 22 نوفمبر 2021، ص ص 176-181، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/bUgJl

[3] Zeynab Vatankhah, Bahram Navazeni, Turkey’s Approach to the Nagorno-Karabakh Crisis (2003-2020), the Quarterly Journal of Political Studies of Islamic World, Vol. 9, No. 36, December 2021, p. 23.

[4]  أزمة ناغورنو قرة باغ: ديناميات الصراع، واحتمالاته، وانعكاساته عربيًا، تقدير موقف، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 7 أكتوبر 2020، تاريخ الإطلاع: 21 نوفمبر 2021، ص1، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/AxiTW

[5] Averting a New War between Armenia and Azerbaijan, International Crisis Group, 30 January 2023, Accessed: 30 May 2023, available at: https://cutt.us/1ER6l

[6] 100 قتيل على الأقل في أعنف اشتباكات حدودية بين أذربيجان وأرمينيا منذ 2020، euronews ، 13 سبتمبر 2022، تاريخ الإطلاع: 1 يونيو 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/Y9N4A

[7]  أرمينيا تعلن وقف إطلاق النار مع أذربيجان وإيران ترفض تغيير الحدود التاريخية، الجزيرة، 15 سبتمبر 2022، تاريخ الإطلاع: 13 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي:  https://cutt.ly/OwgujhW5

[8] دعوات أوروبية للتهدئة بين أرمينيا وأذربيجان وموسكو تتحدث عن هدنة، DW ، 13 سبتمبر 2022، تاريخ الإطلاع: 1 يونيو 2023، متاح عبر الرابط التالي:  https://cutt.ly/1wgujV2P

[9]   أحمد عبد الحافظ فواز، القوقاز: الصراعات الجيواستراتيجية وإشكالية الهوية، قضايا ونظرات، العدد26، يوليو 2022، تاريخ الإطلاع: 17 يوليو 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/vNT04

[10] جلال خشيب، إقليم ناغورني كاراباخ.. بين الإرث التاريخي القوقازي والحسابات الإقليمية التركية- الإيرانية، مرجع سابق، ص ص 181-183.

[11] Zeynab Vatankhah, Bahram Navazeni, “Turkey’s Approach to the Nagorno-Karabakh Crisis (2003-2020)”, Op. cit., p.32.

[12]  LUSINE AVANESYAN, Turkey’s Policy toward South Caucasus: The cases of Nagorno-Karabakh and Abkhazia Conflicts, Master Thesis, American University of Armenia, May 2014, Accessed: 5 January 2023 , p.32, available at: https://cutt.us/YAiaL

[13]  Ibid, pp.30-31.

[14] Zeynab Vatankhah, Bahram Navazeni, “Turkey’s Approach to the Nagorno-Karabakh Crisis (2003-2020)”, Op. cit., pp. 27-29.

[15]  Daria Isachenko, Turkey–Russia Partnership in the War over Nagorno-Karabakh, Centre for applied Turkey Studies, November 2020, Accessed: 22  November 2021, available at: https://cutt.us/ryAso

[16] Sofia Maria Satanakis, Katrin Süss, The Shift in Turkey’s Foreign Policy, AIES, March 2021, p.1,  Accessed: 22 November 2021, available at: https://cutt.us/CZiPR

[17] Cory Welt, Andrew S. Bowen, Azerbaijan and Armenia: The Nagorno-Karabakh Conflict, Congressional Research Service, 7 January 2021, p.12, Accessed: 26 November 2021, available at: https://cutt.us/6tTgG

[18]  حوليا كينيك، سينم جليك، دور المسيرات التركية في الفعالية العسكرية لأذربيجان، رؤية تركية، مجلد 11، عدد1، 25 فبراير 2022، تاريخ الإطلاع: 18 يوليو 2023، متاح على الرابط التالي: DOI:10.36360/1560-011-001-005.

[19] Cory Welt, Andrew S. Bowen, Azerbaijan and Armenia: The Nagorno-Karabakh Conflict, Congressional Research Service, Op. cit., p.12.

[20] Emil Avdaliani, New World Order and Small Regions: The Case of South Caucasus, (Singapore, Palgrave Macmillan, 2022), p. 146.

[21]  صالحة علام، إعلان شوشة وتطورات الحرب الروسية الأوكرانية.. هنا تقف تركيا، الجزيرة، 25 مارس 2022، تاريخ الإطلاع: 17 يوليو 2023، متاح عبر الرابط التالي:  https://shorturl.at/ahrA5

[22] أرمينيا تعلن مقتل 49 من جنودها في اشتباكات، الجزيرة، 13 سبتمبر 2022، تاربخ الإطلاع: 30 مايو 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/apKU5

[23]  نائب أردوغان يؤكد وقوف تركيا الدائم مع أذربيجان بعد الإشتباكات الحدودية مع أرمينيا، CNN بالعربية، 14 سبتمبر 2022، تاربخ الإطلاع: 13 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/Es5E5

[24]  أرمينيا تعلن وقف إطلاق النار مع أذربيجان وإيران ترفض تغيير الحدود التاريخية، مرجع سابق.

[25] جلال خشيب، إقليم ناغورني كاراباخ.. بين الإرث التاريخي القوقازي والحسابات الإقليمية التركية- الإيرانية، مرجع سابق، ص 186.

[26] حرب قره باغ.. لماذا تقف إيران مع أرمينيا المسيحية وتدعم تركيا السنية أذربيجان الشيعية؟، الجزيرة، 3 أكتوبر 2020، تاريخ الإطلاع: 12 يونيو 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/psxM1

[27] المرجع سابق.

[28] نجيب عبد المجيد نجم، مستقبل الصراع على اقليم ناغورني قره باغ ودور القوى الفاعلة فيه، مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية، مجلد 10، عدد 39، 2021، ص ص 154-155، تاريخ الإطلاع: 19 مايو 2023، متاح عبر الرابط التالي:  https://cutt.us/WXWYr

[29] Emil Avdaliani, New World Order and Small Regions: The Case of South Caucasus, Op. cit., p. 143-144.

[30] جلال خشيب، إقليم ناغورني كاراباخ.. بين الإرث التاريخي القوقازي والحسابات الإقليمية التركية- الإيرانية، مرجع سابق، ص 187-188.

[31] Emil Avdaliani, New World Order and Small Regions: The Case of South Caucasus, Op. cit., pp.144-146.

[32] بندر الدوشي، الأزمة تتوسع..مناورات عسكرية تركية أذربيجانية قرب حدود إيران، العربية، 4 أكتوبر 2021، تاريخ الإطلاع: 10 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي:  https://shorturl.at/fgvH4

[33]  زاهر البيك، مناورات عسكريى على طرفي الحدود الإيرانية الأذرية..ما أسبابها وهل تتصاعد إلى مواجهة؟، الجزيرة، 5 أكتوبر 2021، تاريخ الإطلاع: 11 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي:  https://shorturl.at/ezL12

[34]  شيماء عبد الحميد، أذربيجان تعلق أنشطة سفارتها في طهران وتطرد دبلوماسيين إيرانيين.. فما مستقبل الخلاف بين الدولتين؟، مركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات، 15 إبريل 2023، تاريخ الإطلاع: 11 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي:   https://t.ly/ookDL

[35] Daria Isachenko, Turkey–Russia Partnership in the War over Nagorno-Karabakh, Op. cit., p.2-3.

[36]  أحمد طارق البوهي، التسوية الأذرية – الأرمينية: تنافس النفوذ الروسي – التركي، قضايا ونظرات، العدد 22، يوليو 2021، تاريخ الإطلاع: 17 يوليو 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/vBJM2

[37]   أحمد طارق البوهي، التسوية الأذرية – الأرمينية: تنافس النفوذ الروسي – التركي، مرجع سابق.

[38]   أحمد عبد الحافظ فواز، القوقاز: الصراعات الجيواستراتيجية وإشكالية الهوية، مرجع سابق.

[39]  المرجع سابق.

[40] Daria Isachenko, Turkey–Russia Partnership in the War over Nagorno-Karabakh, Op. cit., p.3-4.

[41]  أليسا شيشكينا، سياسة اللاحسم: لماذا لم تتدخل روسيا في صراع ناغورني كاراباخ؟، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 14 أكتوبر 2020، تاريخ الإطلاع: 12 أغسطس 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://t.ly/s0rZG

[42] خطيئة باشينيان التي لم ينساها بوتين.. لماذا تبخل روسيا في مساعدة أرمينيا؟، الحرة، 9 أكتوبر 2020،  تاريخ الإطلاع: 12 أغسطس 2023، متاح على الرابط التالي: https://t.ly/Uf0iV

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى