الحراك الطلابي العالمي المساند للقضية الفلسطينية الآفاق والدلالات والنتائج
مقدمة:
شكل مشهد اقتحام شرطة نيويورك حرم جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية، بسماح من رئيسة الجامعة المصرية الأصل “نعمت مينوش شفيق”، واعتقال مجموعة من الطلبة والأساتذة، لحظة فارقة، ليس فقط فيما يتعلق بالتحول في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، بل أيضاً تجاه القيم الغربية المتعلقة بحرية التعبير، فجاء المشهد ليؤكد أنه لا حرية للتعبير في الديموقراطيات الغربية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل!
فبعد أحداث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، انهارت السردية الإسرائيلية أمام مشاهد الحقيقة التي فضحت الإرهاب الصهيوني، وهو ما اتضح من خلال عدة مؤشرات رئيسة، جاءت من أهمها المظاهرات الشعبية التي اجتاحت العالم شرقا وغربا، داعمة للشعب الفلسطيني، مروراً بالخطابات الغربية غير الرسمية الداعمة للجانب الفلسطيني؛ فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية ( صحافة- فضائيات اخبارية ) بالخطابات المؤيدة للقضية الفلسطينية، وصولاً إلى استطلاعات الرأي العالمي، التي أظهرت حدوث انقساماً جيلياً في التضامن مع الشعب الفلسيني، فأكدت نتائج هذه الاستطلاعات، الدعم الصريح من الشباب الغربي للفلسطينيين أكثر من إسرائيل.[1]
الأمر الذي أكدته الاحتجاجات الطلابية الغربية الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي اتسعت رقعتها منذ إبريل 2024 ، واجتاحت عدد كبير من الجامعات، ليست الأمريكية، فقط بل اتسع نطاقها ليضم عدد كبير من الدول الغربية
وفي هذا الصدد، تسعى الدراسة لبحث الحراك الطلابي العالمي الداعم للقضية الفلسطينية ومناقشة نطاقه ودلالاته، وردود الفعل المختلفة عليه، وتأثيره الحالي والمستقبلي حول تفكيك الخطاب الصهيوني في المجتمع والثقافة الغربية، في ضوء محاولة الإجابة علي عدد من التساؤلات: ماأسباب اندلاع هذه الاعتصامات والاحتجاجات داخل الجامعات الغربية؟ وماهي أهم مطالبها؟ وماهي مواقف الأنظمة الرسمية تجاه هذه الاحتجاجات ولماذا؟ وما مدى تأثيرها على أرض الواقع، سواء على الاستراتيجية الاسرائيلية أو الغربية بشكل عام ؟
-
نطاق الحراك الطلابي العالمي:
انطلقت المظاهرات المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، يوم 17 أبريل 2024؛ حيث نظم تحالف طلابي يضم أكثر من 120 منظمة طلابية وأعضاء هيئة التدريس اعتصاما، ونصبوا خيامهم في حديقة الجامعة، وقالوا إنهم أقاموها في احترام كامل للقانون، بحيث لا يتهمهم المسؤولون بتعطيل الفصول الدراسية، وانتقلت الاحتجاجات الى شباب الجامعات الأمريكية في 45 ولاية أمريكية من أصل 50، مثل جامعة هارفارد، وجامعة بوسطن وجامعة ييل، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا وغيرها، وتضمّنت إقامة معسكرات أو اعتصامات في ما يقرب من 140 حرمًا جامعيًا أمريكيًا[2]، ولم يقتصر نطاق الاعتصامات علي الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل انتشرت الاحتجاجات على نطاقٍ واسع أيضاً في الجامعات الأوروبية، بل وجامعات العالم أيضا؛ حيث وصلت إلي اليابان بعد أحداث الاعتقالات الجماعية في جامعة “ليفين“، واحتلال مباني الحرم الجامعي في جامعة “لايبتزغ” في ألمانيا، واحتجاجات “ساينس بو” في فرنسا، وجامعة “خنت” في بلجيكا، فقد اندلعت احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات في أكثر من 25 دولة، وفي كثير من الحالات، انضم أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب المحتجين أو دعموهم. [3]
بالإضافة إلي انضمام عدد من الطلاب اليهود، دعماً لتلك الاعتصامات في مواجهة الحرب الاسرائيلية علي قطاع غزة ؛ حيث قاد الحراك نواد طلابية في الجامعات، منها نواد يهودية تنادي بالسلام، وشارك في الاعتصامات طلاب من جنسيات وديانات وأعراق مختلفة، ومن الأندية التي شاركت في الحراك الطلابي “طلاب من أجل العدالة في فلسطين”، ونادي “الصوت اليهودي من أجل السلام”.[4]
-
مطالب وشعارات شباب الجامعات
دعا الطلاب بشكل مباشر إلى وقف الحرب الإسرائيلية، ووقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تمارسها إسرائيل في غزة ، ووقف تعاون إدارة جامعاتهم مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها من الشركات الداعمة للاحتلال، وقطع العلاقات الحكومية والمالية مع إسرائيل، خاصة وزارة الدفاع الإسرائيلية، وسحب الاستثمارات من الشركات التي تساعد إسرائيل في حربها على غزة، خصوصا العاملة في مجال التسليح، ووقف التعاون مع جامعات ومؤسسات تعليمية إسرائيلية، وبيع أسهم الجامعة في الصناديق والشركات التي يقول الناشطون إنها تستفيد من غزو إسرائيل لغزة، وبعد تدخل الشرطة والحكومة، بدأ الطلاب أيضا المطالبة بحرية التعبير.[5]
وردد الطلاب خلال حراكهم العديد من الشعارات، من بينها “فلسطين حرة”، و”لن نستريح ولن نتوقف”، و”أوقفوا الاستثمارات واكشفوا عنها، و”تحيا فلسطين”، واستخدموا في احتجاجاتهم طرق محاكاة مشاهد المجازر التي ترتكبها إسرائيل، مثل تكوين مشاهد بأجسادهم وهم ملقون علي الأرض والدماء تسيل منهم، ومن المشاهد التي اشتهرت اعلاميا علي مواقع التواصل الاجتماعي، انسحاب خريجوا الدكتوراه من حفل تخرجهم بجامعة “كولومبيا”، دعمًا لفلسطين واحتجاجًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة[6]، كما أهدى طلاب كلية “بيترز” الأمريكية علم فلسطين لعميد الكلية الرافض لمقاطعة اسرائيل[7]. وتعددت أشكال الاحتجاج عبر معظم حفلات التخرج في الجامعات الأمريكية.
وهو ما يؤكد وصول مشاهد الحقيقة للشباب الغربي من مجازر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينين.
-
احتجاجات سلمية واجراءات عقابية وتدخل عنيف من الشرطة
أكدت دراسة أجرتها منظمة مستقلة غير ربحية تتعقب العنف السياسي والاحتجاجات السياسية في جميع أنحاء العالم، أن 97% من المظاهرات التي انطلقت في الحرم الجامعي بشأن الحرب على غزة، والتي جرت في الولايات المتحدة منذ منتصف أبريل، كانت سلمية، وتوصلت دراسة إلى أن جميع الاحتجاجات في الولايات المتحدة كانت سلمية، حيث وجد تحليل 553 احتجاجًا تضامنيًا مع الفلسطينيين في الفترة ما بين 18 أبريل و3 مايو، أن 97% منها لم تتسبب في أضرار جسيمة، وأن أقل من 20 مظاهرة فقط أسفرت عن أعمال عنف خطيرة بين الأشخاص أو أضرار في الممتلكات، وفقًا لإحصائيات مشروع بيانات الأحداث والنزاعات المسلحة Armed Conflict Location and Event Data Project [8].
وعلي الرغم من ذلك، رصدت المنظمة خلال الفترة نفسها، ما لا يقل عن 70 حالة تدخل عنيف للشرطة ضد احتجاجات الحرم الجامعي في الولايات المتحدة، والتي تضمنت اعتقال المتظاهرين من الطلاب والأساتذة، واستخدام أساليب التفريق الجسدي، بما في ذلك نشر المواد الكيميائية والهراوات وأنواع أخرى من القوة البدنية[9]
وتم اعتقال أكثر من 2000 شخص خلال الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في عشرات الجامعات الأمريكية؛ حيث اعتقلت الشرطة في الأسابيع الأخيرة، أكثر من 300 متظاهر مؤيد للفلسطينيين في حرم الجامعات، ليتجاوز العدد الإجمالي 2000، وفقا لإحصاء وكالة أسوشيتد برس.[10]
ولم يقتصر التدخل العنيف فقط في الولايات المتحدة الأمريكية بل حدث في أوروبا أيضا تدخلات عنيفة من قبل الشرطة لفض الاعتصامات؛ حيث فضت الشرطة الألمانية احتجاجا نظمه عدة مئات من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين في فناء جامعة برلين الحرة، واحتل المتظاهرون مبنى جامعيًا في أمستردام بعد ساعات من اعتقال الشرطة لنحو 169 شخصًا في موقع مختلف بالحرم الجامعي، وفي أماكن أخرى من أوروبا، سُمح لبعض معسكرات الطلاب بالبقاء في أماكن محددة، مثل مروج كامبريدج[11].
كما استخدمت الجامعات اجراءات عقابية ضد المتظاهرين، فقد لاقت الحركات الطلابية انتقادا واسعا من قبل قيادات الجامعات؛ حيث رأى بعضهم أن الطلاب المتظاهرين يعطلون الحياة في الحرم الجامعي، ويعرضون سلامة الطلاب للخطر، ويخلقون “بيئة مضايقة وترهيب”، وعلى حد تعبير رئيس جامعة جنوب كاليفورنيا كارول فولت، “يتجهون في اتجاه خطير” [12] .
فبعضهم استخدم سياسات الفصل التعسفي والإجازات الاجبارية ضد الطلاب ، فعلي سبيل المثال بدأت جامعة هارفارد بوضع الطلاب المرتبطين بالمخيم المؤيد لفلسطين، في إجازات غياب “اجبارية”، وتأتي هذه الخطوة بعد أن رفض المتظاهرون عرضًا من رئيس الجامعة المؤقت “آلان جاربر” لتجنب منحهم إجازة، مقابل إزالة المعسكر، وحذرت الجامعة المتظاهرين من أن الموجودين في المعسكر يواجهون “إجازة اجبارية”، وقد لا يتمكنون من أداء الامتحانات، وحسبما ذكرت شبكة “سي إن إن” الاخبارية، أنه لا يجوز أيضًا للطلاب الذين يقومون بإجازة غير طوعية، الإقامة في سكن بجامعة هارفارد، وأنه يجب عليهم التوقف عن التواجد في الحرم الجامعي[13].
-
أسباب تحرك شباب الجامعات لدعم القضية الفلسطينية
يأتي الحراك الطلابي الغربي لشباب الجامعات بعد اجتياح المظاهرات الغربية الشوارع في العديد من المدن حول العالم، منذ بداية انطلاق أحداث طوفان الأقصى، فوفقًا لمركز أبحاث إسرائيلي يرصد الاحتجاجات الشعبية حول العالم في الفترة من 7 إلى 13 أكتوبر، فإن 69% من المظاهرات جاءت مؤيدة لفلسطين، مقابل 31% لإسرائيل، وبعد 13 أكتوبر، ارتفعت النسبة لتصل إلى 95% لفلسطين مقابل 5% لإسرائيل[14].
كما ظهرت أشكال مختلفة من الاحتجاجات الشعبية المؤيدة لفلسطين؛ منها على سبيل المثال محاصرة سفن الشحن المتجهة إلى إسرائيل، وملاحقة مسئولين سياسيين لعدم دعمهم وقف إطلاق النار، والإضراب عن الطعام وغيرها من وسائل الاحتجاجات الشعبية.
ومن الجدير بالذكر أن المظاهرات من بداية الأحداث من أكتوبر 2023 لم تقتصر علي الشوارع فقط، بل امتدت إلى الجامعات أيضًا منذ الأيام الأولى للانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وممارسة سياسات الإبادة الجماعية؛ ومن أهمها: جامعتا هارفارد وتكساس وليس فقط منذ أبريل 2024. إلا أنه قد يكون من المرجح أن طريقة فض الاعتصامات الأولى، والتدخل العنيف من قبل الشرطة الأمريكية خاصة في جامعة كولومبيا -وهي الفتيل الأول الذي أشعل ثورة الجامعات واستفز الشباب- كان له الأثر الأكبر في إضرام نيران الاحتجاجات في باقي الجامعات الغربية؛ وقوفًا مع الحقيقة ودعمًا لحقوق الإنسان وإظهار التعاطف الإنساني مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الغاشم علي الأراضي الفلسطينية، وانحيازًا لقيم حرية التعبير.
أيضًا جاء هذا الحراك الطلابي ليظهر انقسامًا سياسيًّا وجيليًّا بين الشعوب الغربية؛ نتيجة نجاح عملية طوفان الاقصي في إظهار الحقائق الغائبة أمام الرأي العالمي، والتي أسهم فيها عدد من العوامل؛ من أهمها: الدبلوماسية الرقمية الشعبية؛ حيث قامت السوشيال ميديا (الدبلوماسية الرقمية الشعبية) للـ(ريلز)؛ بتغيير المعادلة ووصلت لقلب الرأي العام العالمي؛ وهو ما يبرر الانقسام الجيلي في دعم القضية؛ لأنهم (جيل Z) الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي[15].
كما يظهر بوضوح منذ بداية اندلاع الأحداث دور المجتمعات والأقليات الأمريكية في التضامن مع الفلسطينيين؛ حيث شاركت بشكل كبير في المظاهرات، وخاصة الطلاب من تلك الجاليات داخل الجامعات الأمريكية؛ حيث أسهمت حملات ومنظمات إسلامية في تنظيم المظاهرات في أمريكا وأوروبا؛ ومنها -على سبيل المثال- منظمة “لن يتم إسكاتنا”، وحملة shut it down، وغيرها.
-
الحراك الطلابي الغربي ومواجهة الاتهامات بمعاداة السامية (حرب المفاهيم) :
استغلت إسرائيل دوماً معاداة السامية وتلاعبت بها كفزاعة لكل من يعارض سياستها، وفي إطار معركة المفاهيم، طالبت إسرائيل بعد أحداث طوفان الأقصى، بتغيير تعريف معاداة السامية، لجعله مرادفا لمعاداة اسرائيل، وبالفعل أقر الكونجرس الأمريكي مشروعا يساوي بين معاداة السامية والمعاداة للصهيونية، وهما أمران منفصلان؛ وذلك بموافقة 311 نائبا جمهوريا، وامتناع 92 نائبا ديمقراطيا، وأشار القرار إلي تنامي معاداة اليهود في العالم، بينما اللافت في الأمر هو امتناع ثلاثة نواب يهود ديمقراطيين بالكونجرس عن التصويت، واصفين الأمر بأنه استغلال للألم اليهودي قي تسجيل نقاط سياسية[16].
وهو ما يفسر الحملة التي قادها الكونجرس الأمريكي ضد احتجاجات شباب الجامعات الأمريكية، فقد زار رئيس مجلس النواب مايك جونسون جامعة كولومبيا، ودعا رئيسة الجامعة إلى الاستقالة إذا لم تستطع السيطرة على الاحتجاجات التي نشرت “فيروس معاداة السامية” للجامعات الأخرى حسب تعبيره، وإضافة إلى جونسون، طالب عدد من أعضاء المجلس رئيسة الجامعة بالاستقالة، ما لم تتمكن من إنهاء ما وصفوه ب “الفوضى الجارية في حرم الجامعة”، وقال جونسون إن الكونجرس الأميركي لن يقف صامتا إزاء التهديدات التي تستهدف الطلبة اليهود، كما وجه 26 عضوا في الكونجرس رسالة إلى وزير العدل ميريك غارلاند، يطالبونه فيها باستعادة النظام في الجامعات التي تم إغلاقها من قبل العصابات المعادية للسامية، والتي تستهدف الطلاب اليهود حسب تعبيرهم[17].
وفي بريطانيا، التقى رئيس مجلس الوزراء ريشي سوناك مع 17 نائبًا وممثلًا عن اتحاد الطلاب اليهود (UJS)، سعيًا للطمأنة بأن أي معاداة للسامية تنشأ عن الاحتجاجات، سيتم التعامل معها بسرعة، ودعا وزير التعليم البريطاني جيليان كيجان، نواب رؤساء الجامعات إلى “إظهار القيادة”؛ لضمان أن يكون الحرم الجامعي مكانًا آمنًا لجميع الطلاب.[18]
هذا التدخل من السلطات الحكومية الغربية، يطرح جدلية حول مدى التدخل الحكومي في استقلال الجامعات، ووصايتها علي حرية التعبير داخل الحرم الجامعي، وعلاقة هذه المواقف الرسمية العنيفة الصارمة، بالايدولوجيات الفكرية الموالية للصهيونية، كما يطرح أيضاً جدلية التمويل الخاص بالجامعات، وهو ما وضع هذه الجامعات في موقف دقيق، بين إطلاق الحريات في التعبير من جهة، ومواجهة وقف التمويل من جماعات المصالح الموالية للكيان الصهيوني من جهة أخرى.
-
حملة إعلامية مضادة من إسرائيل ضد الحراك الطلابي الغربي
تنوعت الخطابات الإسرائيلية المضادة منذ بداية أحداث طوفان الأقصى، مابين مرتكزات رئيسية، من بينها[19]:
- الترهيب ( حرمان من التوظيف – وقف التمويل.- الاتهامات بالخيانة …)
- التضليل (كشف حقيقة الأنفاق تحت مستشفى الشفاء )
- التماهي مع الغرب كجزء من الدعاية الكلاسيكية الإسرائيلية
- إسرائيل تواجه نفس الخطر ( الإسلاموفوبيا) الإرهاب – حماس هي داعش- نحن نواجه الإرهاب
- اختراع قصص مستوحاه من الهولوكوست ومعادة السامية
- إعادة روايات حول جرائم حماس في السابع من أكتوبر
- محاولة دحض رواية المقاومة حول حسن معاملة الأسرى
وفي نفس السياق، وباستخدام نفس الأدوات، ضغطت إسرائيل على الجامعات الأميركية لوقف الحراك الطلابي، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما يحدث في هذه الجامعات بأنه “فظيع”، قائلا “إن الطلاب المحتجين، الذين احتلوا الجامعات الأميركية المتقدمة، هم مجموعة من الغوغاء المعادين للسامية”، واتهمهم بمهاجمة الطلبة والأساتذة اليهود[20].
وعلى صفحته الرسمية عبر منصة “إكس”، هدد حساب الموساد الرسمي الطلبة المتظاهرين، بأن “أنظمة التعرف على الوجوه، بإمكانها كشف من شارك في الاحتجاجات المؤيدة لـحركة المقاومة الإسلامية) حماس(، وأن شهاداتهم ووظائفهم عديمة القيمة، وفرص عملهم محدودة”، وتعمل مجموعة “كناري ميشن“، عبر موقعها الرسمي، على توثيق ممارسات الطلبة والأساتذة الجامعيين، التي تعتبرها “معادية للسامية” وفيها خطاب كراهية ضد اليهود[21].
وتأتي هذة الاتهامات علي الرغم من أن هذا الحراك الطلابي جاء بمشاركة مختلف الأعراق والثقافات، وبمشاركة جماعات يهودية الأصل، مثل جماعة «صوت يهودي من أجل السلام»، والذي أمتد من الولايات المتحدة الأمريكية إلي طوكيو، للمطالبة بهدف رئيس، وهو وقف الإبادة الجماعية في غزة، دون التتطرق من بعيد أو قريب لأفكار تتعلق بمعاداة السامية، وهو ما يؤكد التحيز الدائم ضد أي حركات مؤيدة داعمة فقط للسلام تنحاز للجانب الفلسطيني في إطار حرب المفاهيم التي يخوضها الكيان الصهيوني .
-
التحول في الرأي العام الغربي وتأثيره علي الخطاب الغربي الرسمي:
حدث تحولا في الخطابات السياسية للعديد من الدول الداعمة لاسرائيل، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، هذا التلون قد يكون خطابا انتخابيا لاستمالة الرأي العام بسبب الضغوطات الشعبية والحراك الطلابي، لا سيما بعد انخفاض شعبية الرئيس الأمريكي” جو بايدن” ، ووضع موقفه في الانتخابات القادمة علي المحك؛ حيث أن الحراك الطلابي الغربي جاء في وقت حرج بالنسبة للنظام السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وأنه يجرى قبل الانتخابات الأمريكية بأقل من ستة أشهر، وهو ما دعى أحد النواب الديموقراطيين بحسب موقع “اكسيوس” إلي القول بأنه “كلما طال أمد الاحتجاجات، ساءت الأمور بالنسبة للانتخابات”[22]، وهو ما يبرر سعي الإدارة الأمريكية إلي اقناع حماس بضرورة قبول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والتوصل إلي اتفاق دبلوماسي، الأمر الذي عرقلته اسرائيل بالرفض واقتحام مدينة رفح الفلسطينية.
إلا أن خطابات بايدن عكست ازدواجية، ربما تؤكد عدم مصداقيته ومحاولته المناورة السياسية على كل الاتجاهات؛ حيث قال “إن الاحتجاجات الطلابية وغيرَها، لن تجبره على إعادة النظر في سياساته بشأن منطقة الشرق الأوسط” [23]، وكأن هذا التصريح يحمل رسالة مفادها، أنه يعرف ما يجب القيام به، وأنه لن يتغير علي المسار الداعم كلياً للكيان الصهيوني، وفيما يتعلق بتصريحاته حول ثورة الجامعات، أضاف قائلا: “لسنا في مكان لا يُستمع فيه لصوت الشعب الأمريكي”، مشددا على أنه لا ينبغي للحرس الوطني الأمريكي أن يتدخل في تلك التحركات الاحتجاجية، وقال “نحن لسنا دولة استبدادية لنقوم بإسكات الناس أو سحق المعارضة، لكن النظام يجب أن يسود، التخريب والتعدي على ممتلكات الغير، وتحطيم النوافذ، وإغلاق الجامعات، والإجبار على إلغاء الفصول الدراسية وحفلات التخرج .. لا شيء من هذا يعد احتجاجًا سلميًا”.[24]
وفي نفس الوقت هدد بايدن بعدم إمداد إسرائيل بأنواع محددة من الأسلحة؛ حيث قال إن بلاده لن تزود إسرائيل بأنواع محددة من الأسلحة، في حال شنت هجوما على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأكد أن القنابل التي قدمتها واشنطن لتل أبيب، استخدمت في قتل المدنيين في غزة”[25].
ربما استخدم بايدن هذا الخطاب المتلون، كأحد المناورات السياسية، بقصد كسب الرأي العام المتضامن مع فلسطين؛ حيث أن استطلاعات الرأي توضح فروق طفيفة بين ترامب وبايدن، الأمر الذي يؤكد أن الشرائح الصغيرة والمهمشة من أمثال السود والمسلمين العرب والأقليات التي تتضامن مع القضية الفلسطينية، هم من سيحسمون الأمر.
ويرى خبراء الانتخابات استحالة فوز بايدن في الانتخابات المقبلة؛ حيث قال لاري جاكوبس، مدير مركز دراسة السياسة والحكم في جامعة “مينيسوتا”، “إنه يكاد يكون من المستحيل تخيل فوز بايدن؛ حيث يبدو أن الاقتصاد يتراجع مع ارتفاع معدلات التضخم، وهناك علامات على انهيار التحالف الديمقراطي، بما في ذلك الاحتجاجات غير العادية واعتقالات الشباب في الحرم الجامعي، ورد الفعل العنيف فيما يتعلق بغزة”، وأشار إلى أنه في حال جمع كل تلك العوامل معاً “كيف يمكن لبايدن أن يفوز؟”، وتابع “ثم تلجأ إلى ترامب وتتساءل: كيف يمكن لمرشح يخوض الانتخابات علناً متحدياً إرادة الناخبين أن يفوز؟، إنها مجرد مجموعة من الاختيارات غير المفهومة”.[26]
وفي المقابل، استغل ترامب هذه الاحتجاجات الطلابية، وقال “لن نسمح بجلب الجهادية” وتعهد بترحيل الطلاب الداعمين حال انتخابه”، فقد اختار ترامب القمع كأسلوب لإظهار قوة الدولة في حديثه عن حرب إسرائيل على غزة؛ وذلك خلال تجمع انتخابي في ولاية نيوجيرسي، قائلًا: “عندما أكون رئيسًا، لن نسمح للمتطرفين العنيفين بالاستيلاء على الكليات .. إذا أتيت إلى هنا من بلد آخر وحاولت جلب الجهادية، أو معاداة أمريكا، أو معاداة السامية إلى حرمنا الجامعي، فسنرحلك على الفور، فستكون خارج تلك المدرسة”[27].
وعليه، يبدو أن الأهداف الأمريكية الإسرائيلية متطابقة منذ بداية الحرب ، إلا أن هناك ضغطا أمريكيا في هذه المرحلة لضرورة ابرام صفقة حول الأهداف النهائية، وهو ما أظهر اختلافات أساسية، فالإدارة الأمريكية تريد توقف الحرب الآن والوصول لاتفاق بدعم عربي والمضي قدما دبلوماسيا، إلا أن الحكومة الاسرائيلية تمضي قدما في الحرب واقتحام مدينة رفح لتحقيق هدفها بالقضاء علي حماس، هذا التلون في الخطاب يمكن تفسيره في إطار الدعاية الانتخابية الرسمية للرئيس الأمريكي بايدن، لأنه حتي الأن لم يتم ترجمة هذه المواقف علي أرض الواقع .
-
تأثير الحراك الطلابي علي المدي القصير:
حقق الضغط الطلابي الداعم للقضية الفلسطينية، نجاحات وأهداف علي أرض الواقع، منها موافقة بعض الجامعات علي سحب استثماراتها مع الكيان الصهيوني، فعلي سبيل المثال، وافقت جامعة “براون في رود آيلاند” على التصويت على سحب الاستثمارات في أكتوبر – وهي على ما يبدو أول كلية أمريكية توافق على مثل هذا الطلب..[28]
كما صرحت جامعة: “بروكسل الحرة VUB” بأنها تعتزم انهاء تعاونها مع مؤسستين اسرائيليتين، في مشروع بحث علمي يموله الإتحاد الأوروبي؛ وذلك بعد تقييم سلبي من قبل لجنة الأخلاقيات في الجامعة، مع مراجعة كافة المشاريع التي تشارك فيها إسرائيل، وقالت الجامعة أنها تريد أن تكون أكثر شفافية بشأن مشاريعها التعاونية، في ضوء التصعيد غير المقبول في الشرق الأوسط[29]، في حين أدان مجلس الجامعات الأسبانية “كرو”، والذي يضم 76 جامعة إسبانية، أعمال العنف وأعلن دعمه للاحتجاجات الطلابية ، وقالت هيئة التدريس في جامعة برشلونة، إن إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية[30].
كما وافقت إدارة جامعة “جولدسميث” في لندن على مطالب المحتجين، بما في ذلك الاستثمار في عدد من المنح الدراسية للطلاب الفلسطينيين ومراجعة سياسة الجامعة الاستثمارية[31]، وانتهى المخيم في كلية “ترينيتي” في دبلن، بعد أن وافقت الجامعة على سحب استثماراتها من الشركات الإسرائيلية التي لها أنشطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمدرجة على القائمة السوداء للأمم المتحدة في هذا الصدد”[32].
كما وافقت جامعة “يورك” على سحب استثماراتها من شركات تصنيع الأسلحة[33]، وعقدت جامعات أخرى اجتماعات بين المتظاهرين والإدارة، وأكدت معظم الجامعات التزامها بحرية التعبير، واعترفت بالاحتجاج القانوني، باعتباره عنصرا أساسيا في الحياة الجامعية.[34]
,وقد صوت أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم في جامعة كولومبيا الأميركية لصالح سحب الثقة من رئيسة الجامعة نعمت شفيق مينوش وتعكس هذه الخطوة الاستياء الذي يشعر به البعض داخل الجامعة تجاه الشهادة التي أدلت بها مينوش شفيق أمام الكونجرس الأمريكي ، ونهج تعاملها مع الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، تم تقديم قرار سحب الثقة من قبل فرع الحرم الجامعي للجمعية الأمريكية لأساتذة الجامعات، وهي منظمة أعضاء هيئة التدريس المهنية. ومن بين 709 أساتذة صوتوا، أيد 65% القرار وعارضه 29%. وامتنع ستة بالمئة عن التصويت.
وانتقد القرار بشكل خاص قرار الدكتورة شفيق باستدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي لإخلاء مخيم طلابي مؤيد للفلسطينيين في 18 أبريل ، حتى بعد أن طلبت منها اللجنة التنفيذية لمجلس شيوخ الجامعة بالإجماع عدم القيام بذلك. وجاء في القرار أنها “زعمت كذباً” أن الطلاب يشكلون “خطراً واضحاً وقائماً على الأداء الجوهري للجامعة”، وجادلت بدلاً من ذلك بأنهم كانوا سلميين. [35]
وهو ما يؤكد نجاح هذة الاحتجاجات في تحقيق مطالبها فيما يتعلق بالضغط علي المؤسسات التعليمية لإعادة النظر في علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وهي خطوة هامة في الضغط علي إسرائيل، ومواجهة جماعات الضغط اليهودية في المجتمعات الغربية.
-
تأثير الاحتجاج الطلابي المستقبلي على تفكيك الخطاب الصهيوني في المجتمع والثقافة الغربية
كشف طوفان الأقصى عن حقيقة إسرائيل، الدولة الإحتلالية الاستيطانية التي نشأت بالقوة واستمرت بالعنف والتضليل، فالدعاية الإسرائيلية أصبحت أقل قابلية للتصديق بالنسبة للرأي العالمي، بعد أن فقدت الكثير من التأييد الشعبي وأحدثت حالة جدلية عالمية حول القضية الفلسطينية، فقد أسفر طوفان الأقصى عن انقسام سياسي وجيلي بين الرأي العام العالمي؛ حيث أدت عملية طوفان الأقصى إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة القضايا الدولية، ولا سيما بين الأجيال الشابة (جيل z) وهم أكثر تعاطفاً مع الموقف الفلسطيني، وهو أمر تعزز بشكل واضح في فترة ما بعد الطوفان ,ولا سيما بعد الانفجار الطلابي بالجامعات، وهو ما يعني أن احتمالات التغير التدريجي في اتجاهات لا تتناسب مع السياسة الإسرائيلية، أمر سيتزايد، وهو ما يفسر استمرار الحراك الطلابي علي الرغم من التهيدات والقوة واستخدام العنف وهو ما يستدل منه علي اقتناع واعتقاد هؤلاء الشباب بعدالة القضية الفلسطينية.
ولعل نسف طوفان الأقصى للسردية الإسرائيلية هو ما أجبر رئيس المنظومة الدعائية لإسرائيل (هسبرا) “موشيك أفيف” علي الاستقالة من منصبه بعد أشهر فقط من تعيينه، في وقت اعترف رئيس سابق للشاباك بأن إسرائيل تمر بظرف يائس لم تشهده من قبل، وقالت الصحف الإسرائيلية إن أفيف تولى منصبه قبل شهر تقريبا من 7 أكتوبر الماضي، إلا أنه تعرض لانتقادات قاسية لعدم قدرة تل أبيب على تنفيذ حملات دعائية ناجحة أمام السردية الفلسطينية التي انتشرت بكثافة على مستوى العالم، وفي سياق متصل، قال رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) السابق يعقوب بيري “إنه لا يذكر أن إسرائيل مرت بظرف يائس كالذي تمر به الآن”[36].
و أخيرا يمكن القول أن “طوفان الأقصى”، لم تنسف فقط السردية الإسرائيلية، بل هزت منظومة القيم الغربية وازدواجية المعايير في الغرب، والسكوت التام بل والمساندة غير المشروطة لقوى الشر الإسرائيلي وعمليات الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، بينما جاء هذا الحراك الطلابي ليحدث صدع كبير يضرب سمعة الدول الغربية “الديمقراطية” فيما يتعلق بالقيم، ليس فقط بسبب انحيازها السافر إلى إسرائيل في حربها البربرية على غزة، بل أيضاً في طريقة التعامل مع الاحتجاجات واستخدام طرق العنف والقمع في الديمقراطيات التي تتبني سياسات حرية التعبير والرأي !!مما فتح نقاشاً غربيا حول إزدواجية المعايير.
يمكن تحميل الدراسة من خلال الرابط التالي
هوامش
[1] لمزيد من التفصيل حول مؤشرات التحول في الرأي العام الغربي انظر: آية عنان، تحولات الرأي العام العالمي الغربي تجاه القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 31 ديسمبر 2023، متاح علي الرابط التالي: http://surl.li/tvlml.
[2] Major Gaza protests at US universities, BBC News ,26 April 2024, Available at: https://shorturl.at/l7eY5
[3] More than 2,000 pro-Palestinian protesters arrested across US campuses, The Guardian, 2 May 2024, Available at: https://shorturl.at/3hiil
[4] Pro-Palestinian protesters are backed by a surprising source: Biden’s biggest donors, Politico, 5 May 2024, Available at: https://t.ly/83AN8
[5] Matt Egan and Ramishah Maruf, What the pro-Palestinian protesters on college campuses actually want, CNN, 24 April 2024, Available at: https://t.ly/f7amx
[6] خريجو الدكتوراه ينسحبون من حفل تخرجهم بجامعة كولومبيا دعمًا لفلسطين واحتجاجًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، صفحة الجزيرة – مصر، فيس بوك، 14 مايو 2024، متاح على الرابط التالي: https://fb.watch/s7xhSKTqvw/
[7] طلاب يهدون علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائيل، صفحة الجزيرة – فلسطين، فيس بوك، 12 مايو 2024، متاح على الرابط التالي:https://fb.watch/s7wImGF9Zn/
[8] Lois Beckett, Nearly all Gaza campus protests in the US have been peaceful, study finds, The Guardian, 10 May 2024, Available at: https://t.ly/Gcovd
[9] Ibid.
[10] More than 2,000 pro-Palestinian protesters arrested across US campuses, Op. cit.
[11] Ibid.
[12] Vicky Wong, LA police clear out pro-Palestinian camp at university, BBC News, 6 May 2024, Available at: https://t.ly/VC-5e
[13] Rachel Ramirez, Protests against Israel’s war in Gaza rattle colleges across the US ,CNN, 6 May 2024, Available at: https://t.ly/CNmL1
[14] معهد أبحاث إسرائيلي: 95% من تظاهرات العالم مؤيدة لفلسطين مقابل 5% مع “إسرائيل”، الميادين، 12 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/mrDMT
[15] حول أسباب التحول في الرأي العام الغربي انظر: آية عنان، تحولات الرأي العام العالمي الغربي تجاه القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى، مرجع سبق ذكره.
[16] مجلس النواب الأمريكي يقرر أن “معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية”، RT بالعربية، 6 ديسمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/bnRX4
[17] Watch the speech at Speaker Johnson News Conference at Columbia University, C-SPAN, 24 April 2024, Available at: https://t.ly/7-vFr
[18] Gaza campus protests: what are students’ free speech rights and what can universities do?, The Conversation, 10 May 2024, Available at: https://t.ly/0CAt5
[19] للمزيد بشأن ركائز الخطاب الإسرائيلي المضاد للخطاب الإسرائيلي الرسمي وغير الرسمي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي منذ انطلاق أحداث طوفان الأقصي انظر: آية عنان، طوفان الأقصى في الخطاب الإسرائيلي، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 30 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://t.ly/yesmS
[20] Netanyahu labels US student protests ‘antisemitic’ and calls for them to end, The Guardian, 24 April 2024, Available at: https://shorturl.at/AEJwH
[21] Mossad commentary, X Platform, 22 April 2024, Available at: https://x.com/MOSSADil/status/1782453799757504683
[22] Andrew Solender and Stephen Neukam, Democrats enter panic mode as Gaza protests erupt, Axios, 1st May 2024, Available at: https://shorturl.at/aViVT
[23] Aurélia End, After breaking silence, Biden faces balancing act on Gaza demos, al-monitor, 2nd May 2024, Available at: https://rb.gy/ndaren
[24] Ibid.
[25] Mike Wendling and Tom Bateman, Israel-Gaza war: Biden to halt some arms supplies if Israel invades Rafah, 9 May 2024, BBC News, Available at: https://rb.gy/qjat1t
[26] قبل 6 أشهر من الانتخابات.. الاستطلاعات حائرة بين ترامب وبايدن، العربية نت، 6 مايو 2024، متاح علي الرابط التالي: https://cutt.us/fYSHP
[27] Biden surrendering US campuses to “anarchists, jihadist freaks”: Donald Trump on college protests, The Economic Times, 13 May 2024, Available at: https://rb.gy/mk27z2
[28] More than 2,000 pro-Palestinian protesters arrested across US campuses, Op. cit.
[29] Brussels university to end AI project with Israeli institutions, The Brussels Times, 10 May 2024, Available at: https://rb.gy/suait8
[30] Spanish universities consider suspending ties with Israeli institutions, al-Arabiya News, 15 May 2024, Available at: https://shorter.me/9f_C8
[31] Commitments to Goldsmiths for Palestine, Goldsmiths universities London, Available at: at https://www.gold.ac.uk/about/responses-statements/g4p/
[32] Ed O’Loughlin, Antiwar Protest Camp in Dublin Is Dismantled After College Agrees to Divest, New York Times, 8 May 2024, Available at: https://shorter.me/BnyOW
[33] University of York cuts investment in weapons and defiance, The Press, 13 May 2024, Available at: https://shorter.me/liqqS
[34] Gaza campus protests: what are students’ free speech rights and what can universities do?, The Conversation, 10 May 2024, Available at: http://surl.li/tvmco
[35] Sharon Otterman, Columbia Faculty Group Passes No-Confidence Resolution Against President, New York Times, May 16 2024, Available at: http://surl.li/tvmdn
[36] استقالة رئيس المنظومة الدعائية لإسرائيل، الجزيرة. نت، 10 مايو 2024، متاح علي الرابط التالي: http://surl.li/tvmis