وجهة نظر أكاديمية أمريكية واقعية: جون ميرشايمر… لا حل يبدو في الأفق!!

من محاضرة جون ميرشايمر تعليقا على الحرب الإسرائيلية على غزة 31 أكتوبر 2023

7 أكتوبر هاجمت حماس إسرائيل بطريقة قاتلة، بطبيعة الحال الإسرائيليون ردّوا الفعل بإعلان الحرب على حماس. والآن لدينا هذا النزاع العملاق بين إسرائيل وحماس الذي يهدد بالتصعيد ليطول حزب الله، وقد يكون هناك نزاع في الضفة، والإيرانيون يمكن أن يتدخلوا أيضًا. إذًا هذا وضع خطير جدًا. وعلى غرار ما حدث في أوكرانيا سوف نجد أنفسنا في الوحل أيضًا.

أنا دائمًا أقول هذا: أول شيء ينبغي أن نتذكره عندما نتحدث عن إسرائيل والولايات المتحدة، أن الاثنان متعاونان وهذا لا جدل فيه، وليس هناك علاقة بين بلدين كهذه التي بينهما، فمن الصعب على الولايات المتحدة أن تبتعد عن إسرائيل.

الشيء الثاني الذي ينبغي أن نفهمه في ماهية هذا النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، هو أنه نزاع طويل يعود إلى زمن طويل، وهذا يخبرنا عما يحدث الآن وما قد يحدث عبر الزمن.

الولايات المتحدة كانت مهتمة بإيجاد حل الدولتين كما تعرفون جميعًا؛ أي إيجاد دولة فلسطين في الضفة وغزة والقدس الشرقية، وقد فشلنا في ذلك. لم نتمكن من أن ندفع إسرائيل إلى ذلك. إذًا لا حل دولتين. ما تريده إسرائيل هو إسرائيل الكبرى وتشمل الضفة وغزة وحدود 1967 لإسرائيل.

النقطة التي ينبغي أن نتذكرها أن هناك 7.3 ملايين فلسطيني ومثلهم تقريبًا من الإسرائيليين داخل إسرائيل الكبرى، هناك تساوٍ بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو اليهود وعندما نفكر في إسرائيل باعتبارها دولة يهودية. تعرفون أن دولة يهودية لديها عدد من الإسرائيليين اليهود مساو مع الفلسطينيين -والخبراء في السكان يعتقدون أن عدد الفلسطينيين أكبر من عدد اليهود ويزيدون في المسار السكاني- وهذه دولة يهودية… ماذا نفعل هنا؟! ما حدث هو أن الإسرائيليين لا يريدون أن يعطوا حقوقًا متساوية للفلسطينين؛ لأن إسرائيل سوف تتوقف عن كونها دولة يهودية، عدد متساوٍ من الشعبيين وقد يتفوق عدد الفلسطنيين.

الفلسطينيون الذين في غزة تم عزلهم في غزة، وتتم الإشارة إلى غزة على أنها سجن ضخم مفتوح. وعندما نعرف كيف هي الحياة بالنسبة للفسطينيين الذين يعيشون في غزة، هي فظيعة بحق ..!! هم يعيشون في ظروف سيئة جدًا كأنهم في سجن. إسرائيل تتحكم في الحدود وحول غزة وفي الأجواء، وهناك 2.1 ملايين من السبعة ملايين الذين تحدثنا عنهم هناك. والواقع أن الإسرائيليين ظلوا يمارسون لعبة صعبة ضد الفلسطينيين منذ العام 1947 ومنذ إنشاء الدولة الإسرائيلية.

الفلسطينيون سوف ينفجرون من وقت لآخر. سمعنا عن الانتفاضة الأولى وعن الثانية.. والفلسطينوين يقومون بهذه الانتفاضات الفلسطينية لأنهم يريدون دولتهم تمامًا كما يريد الإسرائيليون دولتهم. وهذا مفهوم جدًّا. ليس من المعقول أن نأتي إلى أرض فلسطين وننشئ دولة إسرائيلية. هل هناك مفاجأة أن الفلسطينيين يريدون دولتهم؟ لا، السياسة الأمريكية والرؤساء –بما في ذلك جيمي كارتر- فهموا ذلك، وكان هناك ضغط على إسرائيل بقبول حل الدولتين؛ لكننا لم ننجح في ذلك، لم نضع الضغط الكافي، وفي النهاية هناك إسرائيل الكبرى، وفي هذه إسرائيل الكبرى، هناك 7 ملايين من الفلسطينيين!

نتقدم خطوة أخرى:

هناك جدل حول إسرائيل على أنها (دولة تمييز عنصري). “بتسليم” مجموعة حقوقية إسرائيلية، وهيومن رايتس ووتش، كان لهما تقارير عديدة تصف فيها إسرائيل بأنها دولة (تمييز عنصري). والمشكلة هي أنه لا إمكانية لأن توافق إسرائيل على حل الدولتين؛ لأن الوضع السياسي تغير بعيدًا إلى اليمين المتطرف، وقد يصبح أكثر تطرفًا بمرور الزمن.

إذًا الوضع السكاني لإسرائيل؛ هو أن الأمهات (الفلسطينيات؟؟) ينجبن الكثير من الأطفال بمتوسط 7 أطفال. المتطرفون الأرثوذكس يمثلون نسبة كبيرة جدًا من الإسرائيليين. وقد يصلون إلى الثلث. عددهم يتنامى بشكل كبير. والمشكلة في إسرائيل أولاً أنهم لا يعملون بالجيش، الرجال لا يعملون، ويعيشون برعاية الدولة، إذًا إسرائيل تتجه إلى اليمين… ولن يقبلوا بحل الدولتين.

الإسرائيليون يقولون –عندما يقال لهم حل الدولتين- يقولون أنتم مجانين، نعطي الذي كسبناه…؟!!

في رأيي، إذًا وصل هذا الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى إسرائيل الكبرى، وهذا القطار غادر المحطة، وحل الدولتين لن يحدث. الولايات المتحدة تدعم الإسرائيليين والوضع مستمر من سيء إلى أسوأ.

بدايةً لدينا مصلحة في أن يعم الاستقرار في الشرق الأوسط. قبل 7 أكتوبر كنا نعمل مع السعودية لجعل إسرائيل والسعودية تتفاهمان من خلال اتفاق إبراهام الذي ربما كان سيساعد في التواصل بين إسرائيل والبحرين والإمارات والمغرب، العلاقات بين إسرائيل وهذه البلدان الثلاثة تحسنت، وإدارة بايدن تحاول أن توسع ذلك، بالتقارب بين السعودية وإسرائيل، ولكن السعودية تعارض ما يجري في هذه الحرب، هذه الحرب ضد الفلسطينيين… إذًا ماذا سيحدث في هذا النزاع؟!

إسرائيل وحزب الله يتبادلان إطلاق النار في الشمال، وهناك إمكانية لأن تتدخل أطراف أخرى، وكما قلت من قبل هناك إمكانية لأن يتوسع النزاع إلى الضفة الغربية. أعداد كبيرة من الفلسطينين قُتلوا في الضفة الغربية. في هذا السياق، استمرار هذا الأمر في الشرق الأوسط مثير كثيرًا جدًا للقلق. تتذكرون.. أرسلنا حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى الشرق الأوسط، اعترضت 3 صواريخ كروز أطلقها الحوثيون في اليمن نحو إسرائيل. إذًا نحن تدخلنا بشكل ما، بشكل صغير جدًّا طبعًا، لكن ربما لو تم تصعيد، فستكون هناك حرب واسعة لا أمل في انتهائها.

ثم هناك البعد الدبلوماسي… الروس والصينيون يحبون هذا الوضع، ويقولون إن الولايات المتحدة فشلت في التوصل إلى حل سياسي دبلوماسي قد يمنح الفلسطينيين دولة.

وهناك المزيد الآن من المشكلات، وقد يكون هناك قطع للإمداد بالبترول، وكذلك دول الجنوب قد تكون مستعدة.

نحن في مشكلة كبيرة تجاه دول الجنوب. إذًا هناك الموقف الدبلوماسي بسبب هذا الوضع واندلاعه، نحن في مشكلة كبيرة، هذه من الحالات التي تبدو ليس لها حل. آمل أن أكون مخطئا، وأن تتوصل الأطراف إلى حل، وأن أتعرض للتوبيخ وسأعترف أنني مخطئ.

الأمر ذاته في أوكرانيا، ولا أرى الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط سوف يتحسن. إدارة بايدن سوف تقول لكم إن التهديد الأول هو الصين. لا أحد يخالف هذا الرأي، لكن ما أقوله لكم نحن في وضع لا يجعلنا نهتم بهذا التهديد؛ لأننا عالقون الآن في الشرق الأوسط، وقبل ذلك كنا لا نزال عالقين في أوكرانيا.

 

*John Mearsheimer, Israel-Hamas, Ukraine-Russia and China:  why the US is in serious trouble!, Centre for Independent Studies, October 31, 2023, available at: https://youtu.be/62FCVJycwSA?si=Jp6lkTJ_XIVFuTH0

**ترجمة قناة الجزيرة: من الدقيقة 22 لنهاية الفيديو.

***كتابة د. مدحت ماهر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى