غزة بين استمرار المقاومة والمعاناة الإنسانية

الأسبوع الثاني من معركة طوفان الأقصى

مقدمة

يمثل قطاع غزة الساحة الرئيسية للجولة الراهنة من الحرب الممتدة مع الكيان الصهيوني المحتل، انطلاقا وتلقيا لرد الفعل الإجرامي لمعركة طوفان الأقصى التي بدأتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من شهر أكتوبر الجاري. يأتي هذا التقرير عن الأسبوع الثاني من هذه المعركة المتميزة بعنصر جديد في معارك المقاومة الفلسطينية ضد الكيان المحتل، وهو الاقتحام البري للأراضي المغتصبة بجوار غزة (المغتصَبات فيما يسمونه غلاف غزة) وإيقاع أسرى صهاينة. أعقب ذلك إمطار القطاع بوابل من الهجمات الإجرامية الوحشية، التي يبدو أنها ليست مجرد رد انتقامي على هجمات المقاومة، بل إنها ترمي إلى مخطط أبعد من ذلك يهدف إلى القضاء على حركة المقاومة حماس وفق ما يعلن الكيان المحتل، أو لما هو أبعد وأكبر من ذلك –وفق بعض التحليلات- وهو إخلاء قطاع غزة كليا أو جزئيا من سكانه الفلسطينيين وضمه إلى الأراضي المحتلة!

فكيف يبدو حال قطاع غزة في الأسبوع الثاني من معركة طوفان الأقصى (14– 21 أكتوبر 2023)، إلى أين آلت الأوضاع الإنسانية؟ وكيف يتم التعامل معها؟ ومن ناحية أخرى، ما موقف المقاومة الفلسطينية وكيف تدير المعركة في أسبوعها الثاني على مستوى الخطاب والممارسة؟

أولاالأوضاع الإنسانية في قطاع غزة: حرب إبادة جماعية

تدمير وتقتيل وتهجير وتجويع.. حرب إبادة جماعية يستمر تعرض أهل قطاع غزة لها من الكيان الصهيوني لم تتوقف منذ بداية المعركة، بل تشتد وطأتها وتتفاقم آثارها دون هوادة، مع تهديدات بتصعيدها من خلال اقتحام بري من القوات المحتلة لأراضي القطاع استهدافا للقضاء على عناصر حركة حماس كما يدَّعي الكيان الصهيوني؛ مما يجعل القطاع مهددًا بالتحوُّل إلى أنقاض كما يرى أحد المحللين.

“يقول أليكس بليتساس، الخبير في شؤون الدفاع في مجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث أمريكي مقره واشنطن، إن الضربات الجوية الحالية تهدف إلى “القضاء على قيادة وسيطرة حماس والقادة الرئيسيين والأنفاق ومخابئ الأسلحة وقاذفات الصواريخ لتقليل مخاطر الهجمات الصاروخية ضد المدنيين الإسرائيليين والمخاطر التي يتعرض لها أفراد (الجيش الإسرائيلي) خلال عملية برية. وبالتالي، هناك احتمال بأن تنضم غزة، وهي واحدة من أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان في العالم، إلى قائمة المناطق الحضرية التي تحولت إلى أنقاض بسبب العمليات العسكرية”[1].

في هذا الإطار، يستمر القصف الإسرائيلي لمباني القطاع على من فيها من سكان، وقد ذكر مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن أكثر من 5500 مبنى تم تدميره في غزة جراء القصف الإسرائيلي[2]؛ مما أوقع آلاف الشهداء من المدنيين العزَّل؛ حيث تجاوز عددهم 4000 فلسطيني[3]، منهم عائلات كاملة لقي كل أفرادها الشهادة جراء القصف، وصلت نحو 50 عائلة فلسطينية حُذِفت من السجل المدني وفق ما ذكرته مصادر رسمية بقولها: “لم يتبقَ أي فرد من هذه العائلات”!

وفي حين بقي كثير من هؤلاء الشهداء تحت الأنقاض (أكثر من 1000 معظمهم من الأطفال)، وسط الصعوبات التي تواجهها فرق الإنقاذ الطبية والدفاع المدني في الوصول إلى الأحياء المستهدفة، نتيجة استمرار القصف العشوائي علاوة على نقص المعدات، والأضرار الجسيمة التي لحقت بالطرق[4]. فإن من تمَّ انتشاله منهم تبقى جثامينهم مكدسة أمام المستشفيات وعلى الطرقات؛ حيث لم يعد هناك مكان لها في ثلاجات الموتى، بما في ذلك تلك المخصصة للمواد الغذائية. ثم يتم دفن العشرات من الشهداء في مقابر جماعية دون تشييع أو جنازات، بعدما امتلأت المستشفيات، وبعضهم مجهول الهوية[5].

ودفع القصف من بقي من أهل القطاع إلى النزوح إلى ملاجئ آمنة في مدارس “الأونروا” أو المستشفيات والمساجد والكنائس احتماءً بها، وبقاء بعضهم في الشوراع والطرقات بعد أن لم يجدوا مكانا آمنًا يأوون إليه؛ حيث بلغ عدد الأشخاص الذين تم تشريدهم عن منازلهم في قطاع غزة أكثر من مليون شخص[6]. “في خان يونس ورفح، جنوب قطاع غزة، افترش فلسطينيون فارّون الأرضَ أمام المباني وفي الشوارع، بعد أن امتلأت مدارس «الأونروا» بالنازحين.. وفي مستشفى ناصر في خان يونس، تجمّع آلاف النازحين في الحديقة وفي ممرات المستشفى بحثا عن مكان للمبيت أو الطعام أو الشراب”[7].

بل إن تلك الملاجئ لم تَسْلَم من القصف المتعمَّد من قِبل قوات الاحتلال الصهيوني؛ حيث أضحى “لا مكان آمن في غزة”!

فقد أعلنت “الأونروا” في تغريدة لها على منصة إكس أن الملاجئ التي خصصتها لاستقبال النازحين في مناطق شمال غزة لم تعد آمنة، في وضع اعتبرته غير مسبوق[8]. فعلى سبيل المثال، شهد يوم 17 أكتوبر قصف مدرسة تابعة للأونروا في مخيم المغازي للاجئين بالمنطقة الوسطى بغزة، الذي لجأ إليه ما لا يقل عن 4.000 شخص؛ وقُتِل نتيجة ذلك القصف ما لا يقل عن ستة أشخاص، وأصيب العشرات (بمن فيهم موظفون يعملون في الأونروا) ولحقت أضرار هيكلية جسيمة بالمدرسة[9].

وتجاوز الإجرام الصهيوني ذلك إلى مطالبة المستشفيات بإخلاء من فيها تمهيدًا لقصفها ضمن المناطق المستهدفة، بل وإلى قصفها المتعمد وقتل المئات من الجرحى واللاجئين المحتمين بها؛ في حين رفضت الكوادر الطبية تلك التحذيرات المهدِّدة لحياة المصابين، ورفضت إخلاء المستشفيات[10].

وكان قصف المستشفى الأهلي المعمداني محل إدانة واستنكار واسع؛ حيث نتج عنه استشهاد حوالي 500 فلسطيني[11]، في جريمة وُصِفت بمحاكاة استخدام قنبلة نووية مصغَّرة؛ فقد ذكر أحد المختصين في الشئون العسكرية أن “القنبلة التي ألقيت على المستشفى المعمداني هي أم القنابل، MK87 وهذه القنابل تزن حوالي 2 طن، وهي شديدة الانفجار، هي قنبلة نووية مصغرة”[12]!!

ولم يمر يومان حتى نفَّذ الاحتلال جريمة أخرى على مقربة من المستشفى، بقصف كنيسة القديس برفيريوس التي كانت تؤوي ما لا يقل عن 500 من النازحين الفلسطينيين[13].

ومن ثم لم تعد حياة الغزيين مهددة فقط داخل منازلهم أو ملاجئهم، بل بات المرضى والجرحى منهم يعايشون أوضاعًا صحية متدهورة ومتدنِّية للغاية؛ نتيجة زيادة كثافة الأعداد داخل المستشفيات محدودة العدد والإمكانيات، وتناقص المعدات الطبية اللازمة للحالات الطارئة أو المزمنة نتيجة قصف المستشفيات وتضررها ماديًّا؛ وصلت إلى حد قول الأطباء “إن الحالات الأكثر خطورة فقط هي التي تخضع لعمليات جراحية نظرًا لعدم كفاية الموارد”[14].

وأيضًا لعدم كفاية الكوادر الطبية والإغاثية، التي تتعرض أيضًا للاستهداف المتعمَّد من قوات الاحتلال أثناء عملها؛ فقد أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني -على سبيل المثال- عن استهداف سيارات الإسعاف التابعة له عمدًا من قبل الجيش الإسرائيلي[15]، كما تعرضت فِرق الدفاع المدني والإسعاف لقصف مباشر أثناء بحثها عن الضحايا تحت الأنقاض فكان منهم أيضا شهداء ومصابون[16]. وقد ذكر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أن المنظمة سجلت (111) حالة استهداف لمنشآت صحية في قطاع غزة، وأن 12 عاملا في المجال الطبي قُتلوا[17].

وكذلك نتيجة أزمة الطاقة التي أدت إلى خروج العديد من المستشفيات وما بها من أجهزة رعاية عن الخدمة ما يعرض حياة المرضى للخطر؛ حيث ذكر المتحدث باسم الصليب الأحمر في غزة أن مستشفيات عدة خرجت عن الخدمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، فقد توقفت محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بسبب نقص الوقود ما يهدد آلاف المرضى والجرحى بالموت[18]. ففي 15 أكتوبر تم الإعلان عن خروج أربع مستشفيات في غزة من الخدمة، وطالب الكيان الصهيوني بإخلاء 21 مستشفى في شمال غزة، وهو أمر رفضته إدارات تلك المستشفيات[19].

وتعليقًا على هذا الوضع، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن وضع قطاع الصحة في غزة “يخرج عن السيطرة”، وأنه “يتم تسجيل خسائر (بالأرواح) في كل ثانية تأخير في إيصال المساعدات الطبية إلى غزة”[20].

وفي ظل الحصار المفروض من الكيان الصهيوني على قطاع غزة تزداد الأوضاع المعيشية تدهورًا؛ حيث يستمر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة من خلال منع إدخال الوقود والماء والطعام ما يحرم المدنيين من أدنى مقومات الحياة، وخلت رفوف المحال التجارية من كل الأساسيات[21].

وكانت منظمة الأونروا قد أعلنت في منتصف الأسبوع أن المياه المتوفرة في القطاع بدأت بالنفاد[22]. كما أعلنت وزارة الداخلية في غزة أن “قطاع غزة يعاني من أزمة حادة جدًّا في توفر مياه الشرب في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي”، وأن “الاحتلال لم يضخَّ أيَّ لتر من مياه الشرب إلى أيٍّ من محافظات القطاع لليوم العاشر على التوالي، ما دفع المواطنين لشرب مياه غير صالحة”. ونتيجة لذلك، حذَّرت من “أزمة صحية خطيرة تهدِّد حياة المواطنين”[23].

ومن ناحية أخرى، تخطَّى الوضعُ في القطاع حالة النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية إلى درجة انعدام الخبز؛ حيث كشف المتحدث باسم منظمة الأونروا عدنان أبو حسنة أن المنظمة باتت تقدم “رغيفًا واحدًا من الخبز” على مدار اليوم لكلِّ مواطن، بعدما باتت المخابز العاملة في القطاع غير قادرة على تزويدهم بما يحتاجونه. ففضلا عن نقص الموارد والإمكانات اللازمة لتشغيلها، لم تسْلم المخابز ومخازن القمح من القصف الصهيوني؛ فقد ذكرت مصادر أن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف مخبزًا يغذِّي أهالي مخيم النصيرات والنازحين من شمال غزة[24]، وكذلك “قصف مخازن لمنظمة الأونروا تحتوي على مخزون استراتيجي للطحين لقطاع غزة، وهذا قد يؤدِّي إلى فقدان الخبز بشكل نهائي، فالوضع الراهن به شح كبير في أي موارد غذائية”[25].

ثانيا- معالجة الأوضاع في غزة بين العجز والتخاذل

إزاء هذه الأوضاع شديدة الصعوبة وشديدة التردي في قطاع غزة، لم تتمكن أي من المنظمات الإغاثية المدنية التعامل معها أو التخفيف منها؛ نظرًا للحصار المفروض على القطاع ومنع دخول أي من المساعدات المرسَلة إليه من دول ومنظمات مختلفة، وبقائها رهن الانتظار في معبر رفح المصري حتى صباح السبت 21 أكتوبر.

هذا العجز عن تخفيف المأساة الإنسانية في غزة عبَّرت عنه منظمات عدة؛ فقد أشارت لين هاستينجز منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى محدودية الإمكانات المتاحة لديهم لمساعدة سكان القطاع وتناقصها المستمر؛ فقد “كانوا يحتمون في مدارس الأونروا حيث كان يقدم لهم الغذاء والماء وغير ذلك من المساعدات، ولكن كل ذلك تغير منذ إعلان السلطات الإسرائيلية ضرورة مغادرة مليون شخص إلى الجنوب. ما نفعله الآن يتم في ظل القدرات المحدودة للغاية في جنوب القطاع؛ أولا لعدم وجود ملاجئ قادرة على استيعاب أعداد القادمين، ثانيا لعدم توفر المياه لدينا. نعم لدينا بعض إمدادات الغذاء في مراكز التوزيع ولكننا لا نستطيع الوصول إليها بسبب القصف. ومرة أخرى فإن عدم وجود الوقود يعني عدم تحلية المياه التي تعتمد عليها غزة بشكل مكثف. عدم وجود الوقود يعني أيضًا عدم توفر الرعاية الصحية لأن المستشفيات بحاجة إلى الكهرباء. يعني هذا أن النظام الصحي في غزة قد انهار”[26].

كما عقد المفوض العام للأونروا مؤتمرًا صحفيًّا في 15 أكتوبر “لدقِّ ناقوس الخطر” كما قال مؤكِّدًا “لم يعد زملائي في الأونروا في غزة قادرين على تقديم المساعدة الإنسانية”؛ حيث ينفد الماء والكهرباء، ترافقا مع عدم وجود طعام أو دواء أيضا، وأنه “لم يتم السماح بدخول قطرة ماء واحدة، ولا حبة قمح واحدة، ولا لتر وقود إلى قطاع غزة”.

ووصف مفوض الأونروا الوضع بقوله: “إن عدد الأشخاص الذين يلتمسون المأوى في مدارسنا ومرافق الأونروا الأخرى في الجنوب هائل للغاية، ولم تعد لدينا القدرة على التعامل معهم.. ويعمل فريقي، الذي انتقل إلى رفح لمواصلة العمليات في أعقاب الإنذار الإسرائيلي، في نفس المبنى الذي يقيم فيه آلاف النازحين اليائسين الذين يقاسمونهم أيضًا طعامهم ومياههم. ما لم نقم بإدخال الإمدادات الآن إلى غزة، فإن الأونروا وعمال الإغاثة لن يتمكنوا من مواصلة العمليات الإنسانية”. وأجمَلَ ذلك بالقول: “في الواقع، غزة تختنق، ويبدو أن العالم قد فقد إنسانيته الآن”![27]

وقال برنامج الأغذية العالمي إن إمداداته الغذائية في غزة آخذة في التقلُّص، فيما أكَّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن الوضع في غزة “يصبح خارج السيطرة” بسبب العجز عن إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم[28].

الوجه الآخر للتعامل مع الأوضاع الإنسانية في غزة تمثَّل في تباطؤ وتخاذل النظم العربية والعالمية عن وقف القصف الصهيوني الإجرامي على القطاع، وإسراع إدخال المساعدات الإنسانية من معبر رفح المصري إلى قطاع غزة.

فقد بدأت المساعدات الطبية والإنسانية في التوافد من منظمات ودول مختلفة إلى مطار العريش ومنه إلى معبر رفح منذ منتصف أكتوبر[29]، غير أن قرار إدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر المعبر ظلَّ معطَّلا من جانب الكيان الصهيوني مستهدفًا إجبار الغزيين على النزوح من شمال القطاع، ومنع أية مساعدات من الوصول إلى حماس. وإمعانًا في ذلك المنع، قام طيران الكيان الصهيوني بقصف معبر رفح ومحيطه في الجانب الفلسطيني عدَّة مرات. وهو ما علَّق عليه المتحدث باسم هيئة المعابر الفلسطينية بقوله: ” إذا كانت هناك نية إسرائيلية لفتح المعبر أو بدء هدنة إنسانية لإدخال المساعدات إلى القطاع ما كانوا قصفوا معبر رفح”[30].

وعبر تلك الفترة، ترددت الأنباء عدة مرات عن الوصول إلى اتفاق بين الجانب المصري والجانب الإسرائيلي-الأمريكي لفتح المعبر ودخول المساعدات إلى قطاع غزة، ثم تتبعها أخرى عن فشل تلك الاتفاقات لتعنت الكيان الصهيوني.

وبعد أسبوعين من القصف الإجرامي المتواصل، تمَّ السماح بدخول قافلة مساعدات إغاثية إلى قطاع غزة، ضمت فقط (20 شاحنة) تشمل أدوية ومستلزمات طبية وكمية محدودة من المواد الغذائية (معلبات)، وفق ما ذكره رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة! وتزامنًا مع دخول المساعدات، قصفت طائرات إسرائيلية وسط منطقة رفح في غزة، ثم أعقب دخول القافلة إغلاق المعبر[31].

وقياسًا على الوضع الكارثي الذي وصل إليه قطاع غزة، فإن قدر المساعدات الإغاثية التي دخلت لن يُسمن أو يُغني في معالجته؛ وقد أكد المكتب الحكومي في غزة أن المساعدات في القافلة محدودة ولن تغير من الوضع الكارثي، ودعا منظمةَ “الأونروا” التي تتسلم المساعدات عبر معبر رفح، إلى “تسليمها لمستحقِّيها في شتى أماكن القطاع”. مبيِّنا أهمية “تدشين ممر آمن يعمل على مدار اللحظة لتوفير الحاجات الإنسانية والخدماتية التي باتت مفقودة بشكل كامل” في قطاع غزة، وكذلك “يسمح بخروج الجرحى والمصابين لتلقِّي الرعاية الطبية المناسبة في ضوء تعذُّر تقديمها من المنظومة الصحية حاليًّا”[32].

في هذا الإطار، يقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن غزة بحاجة إلى 100 شاحنة على الأقل يوميًّا لتوفير الاحتياجات العاجلة، وإن أي إدخال للمساعدات يجب أن يكون مستمرًّا وعلى نطاق واسع. مشيرين إلى أنه قبل اندلاع الصراع كان نحو 450 شاحنة مساعدات تصل إلى غزة يوميًّا[33].

ولم يتوقف الأمر عند محدودية حجم المساعدات التي دخلت إلى غزة، بل فرض الكيان الصهيوني قيودًا على نوعية تلك المساعدات؛ حيث اشترط ألا تشمل الوقود. وكذلك على أماكن توصيل المساعدات؛ حيث تقتصر على جنوب قطاع غزة دون شماله، في إشارة إلى استمرار الكيان الصهيوني في خطة تهجير سكان شمال غزة[34].

ثالثا- استمرار المقاومة الفلسطينية بين الخطاب والممارسة

أ) خطاب حركات المقاومة

جاء خطاب فصائل المقاومة الفلسطينية خلال الأسبوع الثاني من معركة طوفان الأقصى مؤكدًا استمرارهم في معركة التحرير رغم العدوان الصهيوني الغاشم على غزة والدعم الأمريكي والغربي غير المشروط له، وحث الفلسطينيين على الصمود في وجه ذلك العدوان. كما تطرق إلى بعض القضايا الأخرى ذات الصلة؛ وأهمها قضيتي تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.

تأكيد استمرار المعركة رغم العدوان الهمجي من الكيان الصهيوني على غزة

أكدت خطابات عدد من قادة وأعضاء حركة المقاومة الفلسطينية الممتدة عبر الأسبوع الثاني من معركة طوفان الأقصى استمرارها رغم ضربات العدو الغاشمة؛ حيث قال إسماعيل هنية: “العدو لم يستطع جيشه الجبان مواجهة رجالنا الشجعان فلجأ إلى ارتكاب المجازر”، “سنستأنف استراتيجية التحرير والعودة رغم ما يقوم به العدو بدعم من الولايات المتحدة”[35].

والأهم تأكيد أنها لم تكن مجرد ضربة عشوائية وإنما معركة مدروسة ومخطط لها. فقد أكد رئيس حركة “حماس” في الخارج خالد مشعل أنّ “المقاومة الفلسطينية مستعدة لمواجهة كافة السيناريوهات لأي عمل عسكري، بما في ذلك الزحف البري المتوقَّع، وستهزمها وستنتصر. ورأى أنَّ إسرائيل تُعاني من ارتباك عسكري، مقابل ثقة قادة المقاومة في الميدان واطمئنانهم، إذ إنَّهم درسوا كافَّة السيناريوهات لأي عمل عسكري جوًّا وبحرًا وبرًّا. واعتبر أنَّ الاجتياح البري المزعوم للقطاع يُخيف الإسرائيليين، ولذلك يشعر قادتها بالارتباك”[36].

كما قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة “إن المقاومة تَعِدُ العدوَّ أن فاتورة الحساب معه ستكون قاسية ومؤلمة”، وإن “دعم الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني لن ينجده أو يسعفه، ولن تستطيع قوة في العالم أن تقضي على قوتنا”. وقال: “نطمئن شعبنا بأن المقاومة ما زالت تتحكَّم في مجريات الميدان وتعرف متى تضرب”[37].

وهو ما أكَّده أيضًا علي بركة القيادي والمتحدث باسم حركة “حماس” بقوله: “نحن وضعنا خطة دفاعية قوية قبل أن نشن الهجوم في 7 أكتوبر، ولدينا سيناريوهات كثيرة لما بعد الهجوم الأول، فلذلك المقاومة جاهزة”[38].

مطالبة القوى الدولية بالتدخل لوقف العدوان

من ناحية أخرى، طالب خطاب المقاومة القوى والمنظمات الدولية بممارسة واجبها في العمل على وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وفلسطين؛ حيث طالب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الأمين العام للأمم المتحدة بالضغط على السلطات الإسرائيلية “للوقف الفوري لهذه الجرائم واحترام التزامات القانون الدَّوْليّ الإنساني”، مؤكِّدًا أن “ما يتعرَّض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان همجي وانتهاكات مروِّعة على أيدي جيش الاحتلال، ترْقى جميعُها إلى جرائم حرب وفقًا لاتفاقيات جنيف الرابعة”[39].

وشدَّد خالد مشعل على أنَّه “على المجتمع الدولي والعربي التحرُّك الدبلوماسي لإدانة المجازر الإسرائيلية، ولجْم التدمير والقتل الممنهج وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها إسرائيل ووقف العدوان، ناهيك عن إغاثة الشعب الفلسطيني وفتح معبر رفح لدخول المساعدات”[40].

وبيَّن “عزت الرشق” أن حركة حماس أعربت عن تقديرها لمواقف الدول العربية التي أعلنت بكل وضوح رفضها لسياسة التهجير، داعيًا إلى ممارسة ضغط عربي على الإدارة الأميركية لفتح المعابر ووقف العدوان. ومطالبًا إيَّاها بجُهد عربي ودولي للضغط على العدوان الإسرائيلي ضد الأبرياء والعمل على وقفه[41].

التهجير

وإزاء ما يتردَّد عن مساعي الكيان الصهيوني لتهجير أهل غزة من أراضيهم، حرص قادة الحركة على تأكيد تمسك الفلسطينيين بأرضهم وبقائهم فيها مدافعين عنها؛ حيث أكد إسماعيل هنية أن: “أهل غزة متجذرون في أرضهم متمسكون بوطنهم ولن يخرجوا من أرضهم ولن يهاجروا”، وقال: “لا هجرة من الضفة ولا من غزة وأقول لا هجرة من غزة إلى مصر وأحيي الأشقاء في مصر.. أقول لأخواني في مصر إن قرارنا أن نبقى في أرضنا وإن قراركم هو قرارنا”[42].

كما قال خالد مشعل “إنّ الصمود الفلسطيني يستند إلى الماضي والتجارب السابقة، وأهل غزة لن يغادروا أرضهم بل هم متجذِّرون في وطنهم”. وأكد أنَّ رفض التهجير هو قرار شعبي فلسطيني وفيه مصلحة لمصر والأردن وأمنهما القومي[43].

الأسرى من الكيان المحتل

وفيما يخص الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة، فقد بينت الحركة أعدادهم التي تتراوح بين 200 إلى 250 أسيرا؛ حيث قال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة: “لدى القسام نحو 200 أسير، والبقية موزعون لدى المكونات الأخرى أو في أماكن لا نستطيع حصرها في ظل الوضع الميداني القائم”، وأن “22 أسيرًا إسرائيليًا فقدوا حياتهم بسبب القصف المتواصل على قطاع غزة”. كما بيَّن وجود عدد من الأسرى من غير الإسرائيليين المحتجزين لديهم لحين سماح الأوضاع بالإفراج عنهم: “لدينا مجموعة من المحتجزين من جنسيات مختلفة جلبوا أثناء المعركة ونعتبرهم ضيوفا لدينا ونسعى لحمايتهم، وسنطلق سراحهم في اللحظة التي تسمح بها الظروف الميدانية”[44].

وحول مصير هؤلاء الأسرى، قال باسم نعيم مسؤول العلاقات السياسية والدولية في حماس، “إن الغارات الجوية الإسرائيلية جعلت من الصعب معرفة عدد الأسرى الذين قتلوا منذ أسرهم.. لا نعرف بالضبط من الذي لا يزال على قيد الحياة لأن الإسرائيليين قصفوا كل مكان وقتلوا عائلات”[45].

وأوضح علي بركة القيادي والمتحدث باسم حركة “حماس” التمييز بين الأسرى الإسرائيليين وغيرهم، قائلا: “نحن نفرق بين الأسرى؛ فهناك أسرى أجانب ليسوا مقاتلين.. وهؤلاء اعتبرتهم حركة حماس ضيوف، أما الأسرى الإسرائيليين طبعا نريد أن يجري تبادل للأسرى العرب والفلسطينيين من السجون الإسرائيلية كافة”[46]. وهؤلاء الأخارى من بينهم جنود من رتب عسكرية عالية في فرقة غزة وفق ما ذكر خالد مشعل، الذي أكد أيضا “أنَّ قضية الأسرى المدنيين أمر تُعالجه قيادة “حماس” بمسؤولية ووفق القانون الإنساني الدولي وقيمها وأخلاقها”[47].

وفي هذا الإطار، أشار قادة من الحركة إلى وجود اتصالات مع بعض الدول فيما يتعلق بملف الأسرى الموجودين لديها؛ من ذلك أن ” المقاومة تلقت اتصالات من قطر وتركيا ودول أخرى للإفراج عن الأسرى”[48].

تلك الاتصالات التي أسفرت عن إطلاق كتائب القسام سراح أسيرتين أميركيتين، استجابة لجهود قطرية. معلنة أن ذلك “لدواعٍ إنسانية”، وأن هدفه “الإثبات للشعب الأميركي والعالم أن ادعاءات الرئيس جو بايدن وإدارته الفاشية، كاذبة لا أساس لها من الصحة”[49].

ب) تحركات المقاومة على الأرض

دارت تحركات المقاومة في نفس الإطار المؤكد على استمرار المعركة، ومحاولة إيصال رسائل إلى الكيان الصهيوني مفادها استعداد حركات المقاومة للاستمرار.

فقد أعلنت المقاومة عدة مرات عبر الأسبوع الثاني من معركة طوفان الأقصى عن قيامها بعمليات استهداف عسكرية لأهداف إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة؛ منها إعلان كتائب القسام يوم 14 أكتوبر تدمير عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي. وقالت في بيان: “معركة طوفان الأقصى مستمرة، وقد اجتازت مجموعة من مقاتلينا السياج الفاصل شرق خان يونس، وهاجمت تجمعات لقوات العدو، ودمرت ثلاث آليات عسكرية، والمعارك لا تزال مستمرة”[50]. وكذلك عن “قصف مستوطنات إسرائيلية وحشود للعدو ومطار “بن جوريون” برشقات صاروخية” ردًّا على استهداف المدنيين[51].

كما أعلنت “سرايا القدس” في اليوم ذاته أنها قصفت تل أبيب وأسدود وعسقلان ومدن العمق الإسرائيلية برشقات صاروخية؛ ردًّا على المجازر واستهداف البيوت المدنية. ونقلت الأنباء أن هذه القصفات أحدثت أضرارًا كبيرة ودمارًا في منشآت في عدد من المدن والمستوطنات المحتلة[52].

وفي 16 أكتوبر أعلنت كتائب القسام عن قصف جديد لها في “تل أبيب ردًّا على جريمة الاحتلال بحقِّ أهلنا في مخيم نور شمس بطولكرم في الضفة الغربية المحتلة”[53]؛ حيث ذُكِر أنها استهدفت تل أبيب أربع مرات في غضون ساعات، وعن وجود “العشرات من مقاتلي المقاومة بعمق إسرائيل”[54].

ومن ناحية أخرى، أعلنت المقاومة الفلسطينية عن بعض أسلحتها المستخدمة في معركة طوفان الأقصى؛ لبثِّ رسالة للكيان المحتل تبيِّن استعداد المقاومة لاستكمال المعركة.

فقد نشرت كتائب “القسام” مقطع فيديو كشفت فيه عن قذيفة “الياسين” محلية الصنع المضادة للدروع من عيار 105 ملم، وأشارت إلى أن هذه القذيفة، التي دخلت الخدمة خلال معركة طوفان الأقصى، “ذات قدرةٍ تدميريةٍ عالية”. وأظهر فيديو الإعلام العسكري لـ”القسام” مشاهد من تجهيز القذيفة، واستخدامها ضد دبابة ميركافا الإسرائيلية[55]. وكذلك أعلنت عن الحوامات التي استخدمتها في استهداف الآليات الإسرائيلية خلال عملية طوفان الأقصى[56].

كما نشرت مقطعًا مصوَّرًا آخر وجَّهت فيه رسالة بالعبرية إلى القوات الإسرائيلية البرِّيَّة قائلة: “هذا ما ينتظركم عند دخولكم غزة”؛ حيث أظهر مناورات تظهر الاستعدادات والقدرات العالية لدى مقاتلي “القسام” وهم ينقضُّون على آليَّات عسكرية ويأْسرون مَنْ فيها باستخدام مهارات عسكرية عالية[57].

خاتمة

يُبَيِّنُ لنا الأسبوعُ الثاني من معركة طوفان الأقصى أنها معركة شديدة الوطأة على أهل غزة خاصة، وعلى الفلسطينيين عامة، وكذلك أنها معركة حاسمة في مصير القضية الفلسطينية سواء على مستوى التشكيل الديموجرافي والجيوسياسي، ومستوى مصير المقاومة الفلسطينية سياسيًّا وعسكريًّا، وكذلك على مستوى الأمن القومي العربي وعلاقات النظم العربية بالكيان الصهيوني.

وتكشف متابعة الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة عن حصار خانق يمارسه الكيان الصهيوني على القطاع؛ بهدف التخلُّص من حركة حماس وإخضاع القطاع للسلطة الفلسطينية المهادِنة، بل قد يستهدف ما هو أقصى من ذلك بتهجير سكان القطاع تدريجيًّا منه وسيطرة الاحتلال التامَّة على أراضيه ثم الالتفات بعد ذلك -وفق ما تشير بعض التحليلات- إلى الضفة الغربية وإخضاعها لنفس المصير ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية تمامًا.

يزيد الوضع صعوبة الموقف الأمريكي والأوروبي المتوحِّد مع الموقف الإسرائيلي والداعم له دعمًا أعمى، عسكريًّا وسياسيًّا و”لا إنسانيًّا”؛ بما يمنع وقف التصعيد الصهيوني الإجرامي على القطاع من ناحية، ويحول دون أدنى درجة مطلوبة ولازمة من معالجة الوضع الإنساني به من ناحية أخرى.

وفي حين تتجه الأنظار إلى النظم العربية والإسلامية، منتظرة منها موقفًا مؤثِّرًا دعمًا للشعب الفلسطيني ولقضية الأمة. ورغم ما بدا من بذلها بعض الجهود لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وأهله، فإنه ظلَّ موقفًا متباطئًا، خاضعًا للضغوط الأمريكية والإسرائيلية؛ حيث لم يتمكن سوى من إدخالٍ متأخِّرٍ لنزْر قليل من المساعدات الإنسانية “المشروطة والمقيدة” إلى “بعض” سكان القطاع. فإذا كان الموقف الغربي مشددًا للحصار على قطاع غزة ومهاجمًا للمقاومة الفلسطينية، فإن الموقف العربي والإسلامي في غالبه -للأسف الشديد- لم يكن -حتى الآن- داعمًا لهما.

رغم ذلك، يبقى الوجه الآخر الأصلي للمشهد باعثًا على التفاؤل؛ متمثلًا في استمرار المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الصهيوني الغاشم، على الرغم من أنها تواصل معركتها منفردة تقريبًا. ولكن إلى متى يمكن أن تسمح إمكانات المقاومة بالاستمرار في المعركة الحالية؟ وأن يتحمَّل قطاع غزة آثارها؟ وإلامَ يمكن أن يؤول مصير قطاع غزة والقضية الفلسطينية نتيجة لها؟ وهل يمكن أن تتخذ النظم العربية والإسلامية موقفًا أكثر دعمًا لغزة وأكبر تأثيرًا في المشهد؟ تساؤلات مطروحة تتضح إجاباتها خلال الأيام القادمة من معركة طوفان الأقصى؟

وإن كانت إجابات هذه الأسئلة غير واضحة الآن، فإنها تطرح بعض المتطلبات خلال الفترة القادمة؛ من حيث أهمية استمرار ضربات المقاومة المؤثرة في العدو، لإثنائه عن الهجوم البري على القطاع. وضرورة تكثيف الضغوط الشعبية لدفع النظم نحو خطوات أكبر وأسرع في عملية وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتوصيل مساعدات منتظمة إلى كافة أنحاء القطاع وسكانه. وتصعيد الحراك على جبهات أخرى محيطة بالكيان الصهيوني سواء داخل فلسطين أو خارجها، لتخفيف وطأة الهجوم على غزة. والمتطلب الأساسي والدائم الذي يجب ألا ننفك عنه هو استمرار الإيمان بالقضية الفلسطينية ودعمها والدفاع عنها، واليقين بأن فلسطين لأهلها وأن الاحتلال الصهيوني زائل لا محالة، حتى وإن عجزنا عن دعمه الآن.

—————————————–

هوامش

[1] غزة تواجه خطر التحول إلى أنقاض بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، فرانس 24، 15/10/2023، https://cutt.us/kdLXT

[2] بينها آلاف الوحدات السكنية.. رقم “كارثي” للمباني المدمرة في غزة جراء القصف، السومرية، 21 أكتوبر 2023، https://cutt.us/tePce

[3] ألف طن من الأسلحة لآلة الحرب.. عدد شهداء غزة يتخطى 4 آلاف، العربي، 20 أكتوبر 2023، https://cutt.us/5ZlVe

[4] 50 عائلة حذفت من السجل المدني.. مشاهد قاسية لتشييع شهداء في غزة، العربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/FpZrZ

[5] شهيد كل 5 دقائق.. مستشفيات غزة تئن تحت القصف الإسرائيلي، العربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/BRZbG

[6] ما الذي جرى في عشرة أيام من الحرب بين إسرائيل وحماس؟، بي بي سي عربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/8ma9Z

[7] الفلسطينيون يتكدسون في جنوب قطاع غزة من دون مأوى أو طعام، الشرق الأوسط، 14 أكتوبر 2023 ، https://cutt.us/xPwqZ

[8] ما الذي جرى في عشرة أيام من الحرب بين إسرائيل وحماس؟، بي بي سي عربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/8ma9Z

[9] غزة: قصف مدرسة تابعة للأونروا تؤوي عائلات نازحة، الاونروا، 17 أكتوبر 2023، https://cutt.us/RLuWg

[10] من أمثلة ذلك: أطفال في خطر بسبب إنذار بإخلاء مستشفى للحالات الحرجة، بي بي سي عربي، 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، https://cutt.us/XRPhx

[11] دماء ودمار.. طبيب يروي لـ”العربي” أهوال مجزرة مستشفى المعمداني، العربي، 18 أكتوبر 2023، https://cutt.us/VJTJL

[12] خبير عسكري: نحن أمام 72 ساعة حاسمة ومن يحدد حجم المعركة هي الساعات القادمة لما سيحصل في غزة، Sputnik، 18 أكتوبر 2023، https://cutt.us/EJmqg

[13] قصف كنيسة برفيريوس.. عدد الشهداء يرتفع وبطريركية الأرثوذكس تستنكر، العربي، 20 أكتوبر 2023، https://cutt.us/q1fnP

[14] شهيد كل 5 دقائق.. مستشفيات غزة تئن تحت القصف الإسرائيلي، العربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/BRZbG

[15] ما الذي جرى في عشرة أيام من الحرب بين إسرائيل وحماس؟، بي بي سي عربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/8ma9Z

[16] “العربي” يتحرى ويدقق.. هكذا يستهدف الاحتلال سيارات الإسعاف بغزة، موقع العربي،17 أكتوبر 2023، على الرابط: https://cutt.us/optQ8

[17] منظمة الصحة العالمية تسجل 111 حالة استهداف لمرافق صحية في غزة والجيش الإسرائيلي “يفحص الأمر”، بي بي سي عربي، 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، https://cutt.us/dDzBd

[18] وضع إنساني حرج وخدمات طبية على المحك.. غزة مهددة بكارثة وشيكة، 12 أكتوبر 2023، العربي، https://cutt.us/3gudV

[19] ما الذي جرى في عشرة أيام من الحرب بين إسرائيل وحماس؟، بي بي سي عربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/8ma9Z

[20] “الصحة العالمية”: قطاع الصحة في غزة يخرج عن السيطرة، الأناضول، 18.10.2023، https://cutt.us/swvL2

[21] انظر: وضع إنساني حرج وخدمات طبية على المحك.. غزة مهددة بكارثة وشيكة، 12 أكتوبر 2023، العربي، https://cutt.us/3gudV

الفلسطينيون يتكدسون في جنوب قطاع غزة من دون مأوى أو طعام، الشرق الأوسط، 14 أكتوبر 2023 ، https://cutt.us/xPwqZ

[22] ما الذي جرى في عشرة أيام من الحرب بين إسرائيل وحماس؟، بي بي سي عربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/8ma9Z

[23] في ظل العدوان الإسرائيلي.. سكان قطاع غزة يشربون مياهًا “غير صالحة”، العربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/0R2vC

[24] مشاهد تفوق الخيال.. الاحتلال يمحو عائلات بأكملها في جنوب غزة، العربي، 18 أكتوبر 2023، https://cutt.us/71ywm

[25] 10 أيام من الحصار.. الأوضاع في غزة تتجه لـ”كارثة إنسانية”، سكاي نيوز عربية، 17 أكتوبر 2023، https://cutt.us/DubmK

[26] مسؤولة الشؤون الإنسانية في فلسطين: وضع كارثي غير مسبوق في غزة ويجب السماح بإدخال المساعدات فورا، موقع الأمم المتحدة، 15 أكتوبر 2023، https://news.un.org/ar/story/2023/10/1124892

[27] ملاحظات المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني حول الوضع في قطاع غزة (مؤتمر صحفي الرئاسة العامة للأونروا)، 15 تشرين الأول 2023، https://cutt.us/tlOdm

[28] وسط العدوان والحصار.. أهالي غزة تحت وطأة نفاد مخزون الغذاء، العربي، 18 أكتوبر 2023، https://cutt.us/MTguL

[29] المساعدات الإنسانية تتوافد إلى معبر رفح في انتظار إشارة البدء بدخول قطاع غزة، القاهرة الإخبارية، ١٥ أكتوبر ٢٠٢٣،  https://cutt.us/ORbGm

[30] المساعدات الإنسانية تصل إلى معبر رفح.. هذه آخر التطورات، الغد، 17 أكتوبر 2023،  https://cutt.us/BwjIk

[31] للمرة الأولى منذ بدء العدوان.. شاحنات مساعدات تدخل معبر رفح باتجاه غزة، العربي، 21 أكتوبر 2023، https://cutt.us/ubrx1

[32] للمرة الأولى منذ بدء العدوان.. شاحنات مساعدات تدخل معبر رفح باتجاه غزة، العربي، 21 أكتوبر 2023، https://cutt.us/ubrx1

[33] الحصار يتواصل.. إسرائيل تفرض قيودًا على المساعدات وتمنع دخول الوقود، العربي، 21 أكتوبر 2023، https://cutt.us/k3RF2

[34] الحصار يتواصل.. إسرائيل تفرض قيودًا على المساعدات وتمنع دخول الوقود، العربي، 21 أكتوبر 2023، https://cutt.us/k3RF2

[35] إسماعيل هنية: لا هجرة من غزة إلى مصر، RT، 14.10.2023، https://cutt.us/DpLYm

[36] تحدث عن دور حزب الله.. خالد مشعل للعربي: مستعدون لكل السيناريوهات، العربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/brz36

[37] “قاسية ومؤلمة”.. المقاومة الفلسطينية توجه رسائل تهديد إلى الاحتلال الإسرائيلي، مصراوي،19 أكتوبر 2023، https://cutt.us/0Fych

[38] قيادي بحماس لـ«الشروق»: جهزنا خطتنا الدفاعية.. وعلى إسرائيل تحضير الأكفان إذا هاجمت غزة بريا، الشروق، 19 أكتوبر 2023، https://cutt.us/YqdCj

[39] هنية: عدوان إسرائيل الهمجي على قطاع غزة يرقى إلى جرائم حرب، RT، 14.10.2023، https://cutt.us/8HhWp

[40] تحدث عن دور حزب الله.. خالد مشعل للعربي: مستعدون لكل السيناريوهات، العربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/brz36

[41] عزت الرشق لـ”العربي”: لن نقبل نكبة ثانية وواشنطن لا تثق بجيش إسرائيل، العربي، 17 أكتوبر 2023، على الرابط: https://cutt.us/RbSNQ

[42] إسماعيل هنية: لا هجرة من غزة إلى مصر، RT، 14.10.2023، https://cutt.us/DpLYm

[43] تحدث عن دور حزب الله.. خالد مشعل للعربي: مستعدون لكل السيناريوهات، العربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/brz36

[44] مقتل 22 منهم.. كتائب القسام تكشف عن عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة، العربي، 17 أكتوبر 2023، على الرابط: https://cutt.us/Wqr3W

[45] بيان عاجل من حماس بشأن مصير الأسرى الإسرائيليين، صدى البلد، 19/أكتوبر/2023، https://cutt.us/7OSl9

[46] قيادي بحماس لـ«الشروق»: جهزنا خطتنا الدفاعية.. وعلى إسرائيل تحضير الأكفان إذا هاجمت غزة بريا، الشروق، 19 أكتوبر 2023، https://cutt.us/YqdCj

[47] تحدث عن دور حزب الله.. خالد مشعل للعربي: مستعدون لكل السيناريوهات، العربي، 16 أكتوبر 2023، https://cutt.us/brz36

[48] عزت الرشق لـ”العربي”: لن نقبل نكبة ثانية وواشنطن لا تثق بجيش إسرائيل، العربي، 17 أكتوبر 2023، على الرابط: https://cutt.us/RbSNQ

[49] بعد وساطة قطرية.. كتائب القسام تفرج عن أسيرتين أميركيتين، العربي، 20 أكتوبر 2023، https://cutt.us/TXHiE

[50] “القسام” تعلن تدمير آليات عسكرية إسرائيلية شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، RT، 14.10.2023، https://cutt.us/ZYEyi

[51] “القسام” تعلن قصف “عسقلان” وحشود إسرائيلية ومطار بن غوريون برشقات صاروخية، RT، 14.10.2023، https://cutt.us/fgOJq

[52] المقاومة الفلسطينية تطلق أكبر رشقة صاروخية منذ بدء الحرب ودمار كبير في إسرائيل، RT، 14.10.2023، https://cutt.us/Q5h6c

[53] بي بي سي عربي، 19 أكتوبر 2023، س: 20:33، https://cutt.us/4ZOLd

[54] “استعدادات لهجوم بري”.. المقاومة تستهدف تل أبيب ردًا على المجازر بغزة، العربي، 19 أكتوبر 2023، https://cutt.us/MsrGn

[55] بالفيديو..”القسام” تكشف عن قذيفة “الياسين” المضادة للدروع وتوثق تدمير دبابة ميركافا إسرائيلية بها، RT، 14.10.2023، https://cutt.us/4LoaD

[56] كتائب القسام تعرض الحوامات التي استخدمت في عملية “طوفان الأقصى”، RT، 20.10.2023، https://cutt.us/0ZiPq

[57] “القسام” تبث رسالة إلى القوات الإسرائيلية البرية بالعبرية: هذا ما ينتظركم عند دخولكم غزة، RT، 14.10.2023، https://cutt.us/0yUmj

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى