الموقف العراقي من العدوان على غزة

مقدمة:

تثير دراسة الموقف العراقي من حرب غزة وتداعياتها عدة إشكاليات عملية ونظرية في آن. فهذا الموقف يتسم بخصوصية معينة نابعة من وقوع العراق تحت الاحتلال منذ ربيع 2003، الأمر الذي يجعل من العسير البحث عن موقف عراقي موحَّد من حرب غزة (ناهيك أن يكون الموقف متماسكًا أو قويًا)؛ إذ يجب أن نتذكر دائمًا أن عراق ما بعد الاحتلال يمرُّ بظروف غير طبيعية، وأن من يتصرف بالعراق حاليًا هي قوى سياسية ذات ولاءات متعددة تصل إلى حد التضارب وتنازع المصالح الواضح في كثير من الأحيان، وإزاء ذلك لا يكون مستغربًا أن يلحق الضعف البيِّن بسياسة العراق الجديد الخارجية ومواقفه من قضايا الأمَّة، سواء تعلق الأمر بقضية فلسطين عمومًا أو العدوان الإسرائيلي على غزة أو غيرهما من القضايا والأزمات في المنطقة. دون أن يعني ذلك غياب تفاعل العراق وشعبه المعطاء مع قضايا الأمّة؛ إذ إننا نتحدث هنا أساسًا عن ضعف الموقف العراقي الرسمي مقارنة بما كان عليه الحال أيام نظام الرئيس صدام حسين.
بطبيعة الحال يمكن أن تجري مناقشات مطوَّلة بشأن فائدة هذا التشدد العراقي الرسمي وجدواه الحقيقية في قضية إدارة الصراع مع الكيان الإسرائيلي؛ إذ لم تستطع الدول العربية “المتشددة”(ومن بينها سوريا وليبيا) أن تقدِّم للقيادة الرسمية لحركة التحرر الوطني الفلسطيني على مدار عقود سوى مجموعة من النصائح، كما أنها لم تقدِّم في أغلب الأحيان سوى المأوى والتمويل لبعض الفصائل الفلسطينية المنشقَّة على القيادة الفلسطينية، من دون أن يرتبط ذلك بالقدرة على الفعل المؤثِّر تجاه مقاومة الكيان الصهيوني ربما بسبب تردي الأوضاع العربية عامة، أو بسبب عقم سياسات هذه الدول المتشددة، أو ربما نتيجة لعقم سياسات الفصائل الفلسطينية المتحالفة معها، أو لكل هذه الأسباب مجتمعة [1].
ورغم أن هذا النقاش حول جدوى سياسات التشدد العربي (في مواجهة إسرائيل) يمكن أن يستند إلى حجج لها مصداقيتها، فلا شك أن الموقف العراقي الرسمي والسياسة الخارجية لهذا البلد كانا أكثر قوة وتماسكًا قبل سقوط العراق تحت الاحتلال.
وفي سياق المقارنة التحليلية يبدو لكثيرين أن الموقف العراقي الرسمي من انتفاضة الأقصى (التي اندلعت أواخر سبتمبر 2000) اتسم بقدر أعلى من التفاعل مقارنة بالحرب على غزة مطلع 2009، ليس فقط على صعيد تقديم الدعم المادي أو إرسال المساعدات الطبية والغذائية، وإنما على صعيد الموقف السياسي ومضمونه العام كذلك، بغض النظر عن البعد الدعائي في السياسة العراقية الذي لا تسلم منه جميع السياسات العربية الأخرى ناهيك عن مساعي أغلب النظم العربية (سواء أكانت “معتدلة” أم “متشددة”) لتوظيف قضية فلسطين أكثر بكثير من السعي الجاد لحلّها.
لقد حاول الرئيس صدام حسين توظيف اندلاع انتفاضة الأقصى ليؤكد صحة موقف بلاده من السياستين الأمريكية والإسرائيلية، وانتقد منطق قادة الدول العربية “المعتدلة” ومواقفها. وفي أول رد فعل عراقي رسمي بعد بدء الانتفاضة دعت الحكومة العراقية برئاسة صدام حسين في 2/10/2000 إلى: رفض المساومات، والجهاد من أجل تحرير فلسطين. ورفضَ العراقُ لاحقًا مطالبة “المعتدلين العرب” بتشكيل لجنة تحقيق دولية في القمع الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، لأن إجراء التحقيق ينطوي على اعتراف ضمني بالكيان الصهيوني كأمر واقع، ودعا العراق بالمقابل إلى إعلان الجهاد لتحرير القدس [2].
وأدان الرئيسُ العراقي في خطاب له يوم 6/10/2000 الدولَ العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، وطالبها بإغلاق السفارات الأمريكية الموجودة في بلادها. كما اتخذ العراق عددًا من الخطوات الرمزية مثل: تشكيل فرق من المتطوعين العراقيين تحت اسم “جيش القدس”، ومطالبة مجلس الأمن بإضافة الشعب الفلسطيني إلى قائمة المستفيدين من عائدات تصدير النفط العراقي، وهو الطلب الذي طرحه العراق على قمة بيروت العربية عام 2002 أيضًا، وجرى تضمينه في بيانها الختامي [3].
وربما لأول مرة بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 (وبسبب القمع الإسرائيلي الوحشي لانتفاضة الأقصى) عادت بعض الأصوات والآراء والمواقف العربية (وكان من بينها العراق) إلى المطالبة باستخدام سلاح النفط من جديد، غير أن كبريات الدول العربية المصدِّرة للنفط، وعلى رأسها السعودية، كانت ترى أن هذا الفعل يضر ولا ينفع. فمثل هذا التصرف يتجاهل اعتماد الدول العربية المصدِّرة للنفط على عوائد تصديره وكذلك نمط العلاقات القائم الذي ترتبط فيه الدول العربية المصدِّرة للنفط بالولايات المتحدة ارتباطًا وثيقًا [4].
ومن المعلوم أن العراق كان أحد أبرز الدول العربية الرئيسة ذات الموقف المؤثر في الصراع العربي-الإسرائيلي، وذات التفاعل المتشابك والعلاقات المعقّدة مع الدول العربية الأخرى. ولذا لا يبدو غريبًا أن تتجاذب العراقَ أنواءُ المحاور العربية وسياسات الاستقطاب منذ خمسينيات القرن العشرين وحتى سقوط بغداد في قبضة الاحتلال الأمريكي عام 2003.
ومنذ ذلك التاريخ، تحوّل العراق العظيم من لاعب إقليمي ذي ثقل مؤثر وموازن في كثير من الأحيان للاعبيْن الإيراني والتركي إلى مجرد ساحة للاستقطاب الإقليمي والعربي، تسعى فيها كل من الولايات المتحدة وإيران وتركيا وبعض الدول العربية إلى زيادة نفوذها في الساحة العراقية، الأمر الذي أدى إلى انكفاء العراق على ذاته وأضعف بشكل عام تفاعله وحضوره في القضايا العربية، خصوصًا على صعيد المواقف العراقية الرسمية كما تقدَّم.
وبسبب هذا اختارت الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في مناسبات مختلفة أن تقف على مسافة واحدة من الدول العربية المختلفة، وآثرت بهذا المعنى أن تنأى بنفسها بقدر المستطاع عن “سياسة المحاور العربية والإقليمية”، ربما اقتناعًا بعدم جدواها أو لأن ضررها على العراق أكبر من نفعها؛ إذ يمكن أن يؤلِّب انحياز العراق لمحور ما أنصار المحور الآخر ضده، كما أن العراق يحتاج إلى أن يمد كلا الطرفين (الممانع والمعتدل) أيديهما لمساندته ودعمه، ولا مصلحة له في خسارة أي منهما بالسير خلف الشعارات أو السياسات الدعائية المحضة.
وأثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وبعدها، لم يتورط المسؤولون العراقيون بالانحياز الواضح إلى محور عربي ضد آخر، وحافظوا تقريبًا على مسافة متساوية بينهم وبين كل من مصر والسعودية وسوريا وإيران. ورغم أن العراق أبدى تعاطفًا – على الصعيديْن الرسمي والشعبي- مع أهل غزة الصامدين في وجه آلة الحرب الإسرائيلية- إلا أن بغداد لم تنضم إلى الدول العربية المنتقدة للسياسة المصرية[5].
كما “التزم المسؤولون العراقيون بشرعية القمة الاقتصادية العربية في الكويت، لكنهم لم يقطعوا الخطوط مع قمة غزة الطارئة التي انعقدت في الدوحة. ومن الواضح أن القيادة السياسية العراقية تبدو في الوقت الحاضر أكثر اهتمامًا بعملية البناء السياسي في العراق منها بالتورط في المناورات العربية العقيمة” [6].
وضمن هذا الإطار التحليلي العام يمكن التوقف الآن أمام بعض العناصر والجزئيات على نحو يسهم في إلقاء الضوء على الموقف العراقي من العدوان الإسرائيلي على غزة. وسيشار أولًا إلى الموقف الرسمي ثم غير الرسمي قبل التوقف أمام الدلالات التحليلية لمستوى تفاعل العراق مع مسألة الحرب الإسرائيلية على غزة، وما إذا كانت هذه التفاعلات تعبّر عن حضور الأمة وقضاياها في خطابات القوى العراقية الشعبية والرسمية.

أولًا- الموقف العراقي الرسمي من العدوان على غزة

ونستعرض فيه موقف الحكومة العراقية، وموقف هيئة الرئاسة العراقية، ومواقف بعض القوى البرلمانية.

أ- موقف حكومة المالكي

وقد جاء أول رد فعل على الصعيد الرسمي خلال احتفال بذكرى تأسيس الجيش العراقي، حيث قال نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي في 6/1/2009 “إن هذه جريمة كبرى تقوم بها إسرائيل تجاه أبناء غزة (..) هذه رسالة مفادها أن كل العالم والقانون الدولي تحت أقدام جنود الاحتلال الإسرائيلي. وعلى العالم أن يقف مرة أخرى من أجل استعادة كرامة المؤسسة الدولية وكرامة الإنسان وحقوقه”. وأضاف المالكي “إذا كان لنا كلام فهو مع إخواننا من العرب والمسلمين جميعًا أن يوقفوا كل الاتصالات السرية والعلنية مع هذا النظام القاتل” [7].
وفي هذا السياق، قد يكون الأثر الأهم لحرب غزة على الموقف الرسمي العراقي (وقد يكون هذا الأثر آنيًا أو مؤقتًا بسبب العدوان) يتمثل في: عرقلة أو إبطاء مسار التطبيع المتدرج وغير المباشر بين بعض الشخصيات العراقية الرسمية وإسرائيل الذي تسارعت وتيرته (أي التطبيع) خلال عام 2008، خصوصًا بعد مصافحة الرئيس العراقي جلال طالباني لإيهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي (وزعيم حزب العمل) أثناء مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي انعقد في أثينا أواخر يونيو 2008. فضلًا عن مشاركة النائب العراقي مثال الألوسي زعيم حزب الأمة العراقية في “المؤتمر الدولي لمواجهة الإرهاب” الذي نظّمه معهد هرتسليا الإسرائيلي في سبتمبر 2008، والذي ضم شخصيات من عشرين دولة مختلفة، والذي دعا فيه الألوسي إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين العراق وإسرائيل وتدشين تعاون بين دول المنطقة ضد إيران، وقال إن “إيران اليوم مركز المصائب في المنطقة وغالبية الشعب العراقي لا تؤيد النظام في طهران (…) ولذا ينبغي التعاون مع إسرائيل في إطار استخباراتي سوية مع تركيا والولايات المتحدة والكويت من أجل ضمان انتقال معلومات استخباراتية جيدة ومواجهة الإرهاب الشرق أوسطي معًا” [8].
ومن الواضح أن قضية تطبيع العراق لعلاقاته مع إسرائيل لا زالت تثير جدلًا داخليًا عميقًا داخل الساحة العراقية بدليل أن زيارة مثال الألوسي لإسرائيل قد أثارت انتقادات عدة نواب عراقيين مثل: عبد الهادي الحساني القيادي في حزب الدعوة-تنظيم العراق، وأسامة النجيفي من الكتلة العراقية الوطنية، ومحمود عثمان القيادي في كتلة التحالف الكردستاني، والذي قال “إن المطالبة بإقامة علاقات مع إسرائيل أمر غير مناسب وغير صحيح ويُعقِّد من مشكلات العراق” [9]. وبمجرد عودة الألوسي للعراق قام البرلمان العراقي برفع الحصانة عنه بموافقة غالبية النواب تمهيدًا لمحاكمته بتهمة الخيانة بعد زياراته المتكررة لإسرائيل ودعوته إلى إقامة علاقات بين بغداد وتل أبيب [10].

ب- العراق وقمة غزة الطارئة بالدوحة

بعد اجتماع لهيئة الرئاسة العراقية في 14 يناير 2009 أصدرت بيانًا قالت فيه إنها “قررت حضور مؤتمر القمة العربية الطارئة في الدوحة إذا تحقق النصاب وبدونه (..) والعراق يدعو الإخوة العرب إلى توحيد الصف واستغلال أي فرصة ومنها القمة الاقتصادية في الكويت إلى عقد اجتماع يوحّد الموقف العربي وإعطاء الأولوية لمسألة العدوان الإسرائيلي على إخواننا الفلسطينيين في غزة”[11].

ج- بعض المواقف البرلمانية:

– موقف جبهة التوافق
الملاحظ أن الدكتور حارث العبيدي وهو – برلماني من جبهة التوافق- هاجم في 16/1/2009 في خطبة الجمعة الحكامَ العرب، وحمّلهم مسؤولية ما يجري في غزة، واصفًا إياهم بأنهم مفروضون على شعوبهم فرضًا ولا يمثلون الصوت العربي حيال القصف الذي تقوم به إسرائيل منذ عشرين يومًا خلال حربها على حركة حماس الإسلامية، وشجّع العبيدي العراقيين على المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في 31 يناير 2009. وقال أيضًا في خطبته من جامع الشواف ببغداد: إن الحكام العرب هم من يحاصرون الفلسطينيين ويقفلون بوجههم المعابر ويتسابقون للتطبيع مع إسرائيل [12].

– موقف التيار الصدري
أما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فقد دعا ما أسماها “المقاومة العراقية الشريفة” إلى القيام بعمليات ثأرية ضد القوات الأمريكية، فضلًا عن رفع الأعلام الفلسطينية على الجوامع والحسينيات والكنائس ردًا على قصف إسرائيل لقطاع غزة.
ودعا الصدر كذلك، بحسب البيان الذي نشره موقع “مؤسسة اليوم الموعود” التابع له “الدول التي تضم السفارة الإسرائيلية إلى غلقها فورًا ورفع الحصانة عن مثل هذه البؤر الإرهابية”. ونقل البيان أيضًا دعوة الصدر إلى القيام بعمليات ثأر ضد الشريك الأكبر للعدو الصهيوني، دون أن يسمي ذلك الشريك [13].

ثانيًا- مواقف عراقية غير رسمية من العدوان على غزة

ونستعرض فيه مواقف كل من: “هيئة علماء المسلمين في العراق”، وأذرع المقاومة العراقية، والمواقف الجماهيرية والشعبية. ومن الملاحظ في هذا الإطار أن المواقف على هذا المستوى عكست تفاعلًا أعلى بكثير من تفاعل المستوى الرسمي مع العدون على غزة.
أ- موقف هيئة علماء المسلمين بالعراق
تفاعلًا مع مع أحداث غزة أصدرت الهيئة في 30/12/2008 بيانًا برقم (606) يذكِّر بتزايد أعداد الشهداء والجرحى واستهداف المساجد والمنازل والجامعات، ويشير أيضًا إلى أن “هذه الحرب ما كان لها أن تدوم لولا الصمت العربي والتواطؤ الأوروبي والدعم الأمريكي” [14].
كما جاء في البيان ما نصه: “إن هيئة علماء المسلمين واستشعارًا منها لهذا الخطر العظيم تدعو حكام العرب والمسلمين وشعوبهم إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة، وعدم الاكتفاء بكلمات الإدانة والاستنكار، لأن الظرف لم يعد يتسع للكلام المجرّد، والخطابات الحماسية، وأحيانًا المتاجرة بالقضية، بل لابد من أن تقترن الأقوال بالأفعال. ونحن على يقين أن حكام العرب والمسلمين لديهم الكثير من الإجراءات التي لو استخدموها، لبلغت أهدافها في الردع، ووقف العدوان. كما أن هيئة علماء المسلمين تناشد علماء الأمة، في كل بقاع الأرض، أن يكونوا أكثر حماسًا وأوضح بيانًا في دعم إخواننا في فلسطين حتى ينجلي غبار المعركة ويعود الحق إلى نصابه، فإن إخواننا في غزة لن يعذروننا كما لا عذر لنا أمام الله سبحانه من قبل ومن بعد”.
واختتم البيان بالآية القرآنية “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” [15].
وبعد أسبوعين ونيف أصدرت هيئة علماء المسلمين بيانًا ثانيًا برقم (608) أشارت فيه إلى استمرار الكيان الصهيوني في غيّه وسط صمت مطبق أو تعليقات يشوبها الخجل من زعماء العالم أو “التصريحات التي تحمل من بصمات الإدانة للمصرحين بها أكثر مما تحمله من إشارات التعاطف والاستنكار[16].
وقال البيان “إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين الموقف الدولي، الذي ينم عن وهن قاتل، ومحاباة للقوي على حساب الضعيف، فإنها تدعو قادة المسلمين والعرب إلى الترفع على الخلافات الداخلية، والحسابات الشخصية، والارتقاء إلى مستوى الأزمة. واتخاذ الخطوات اللازمة التي تمليها الضمائر الحية، وطموحات الشعوب الثائرة، وقبل ذلك وبعده شريعة رب العالمين، فقد زاد شهداء غزة على ألف ومائة، وجرحاهم على خمسة آلاف، ولم يعد في القوس منزع. كما تُعزِّي الهيئة أبناء غزة بمن فقدتهم خلال هذه الحرب الظالمة، وتبارك لقادة المقاومة الذين نالوا شرف الشهادة في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، وفي مقدمتهم القائدان: نزار ريان وسعيد صيام، تغمدهما الله برحمته واسكنهما في عليين، كما تسأل الله سبحانه أن يكتب الشفاء للجرحى، ويلقي السكينة في قلوب الناس، ويكتب الخزي والعار على العدو الغاصب” [17].
ومن خلال تحليل هذيْن البيانيْن تتضح عدة ملاحظات ذات دلالة مهمة في خطاب هيئة علماء المسلمين:
1- اهتمام الهيئة بالتذكير بأعداد الشهداء والجرحى وتزايدهم بسرعة، وهو العنصر الأول في البيانين اللذين يرد فيهما تحديد لرقم الشهداء والجرحى الأمر الذي يعكس إدراكًا لحجم الحدث.
2- حرص الهيئة على مخاطبة الحكام العرب والمسلمين أملًا في استنهاض الهمّة في نصرة غزة وأهلها، واستنكارها للمواقف الدولية المخزية في انحيازها لإسرائيل.
3- مناشدة الهيئة علماءَ الأمة في كل بقاع الأرض، أن يقفوا خلف الإخوة في فلسطين حتى ينجلي غبار المعركة.
4- حضور واضح لمفهوم الأمة واستخدام عبارات موحية مثل “شرف الشهادة في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض”.
5- رغم تعدد المستويات التي تطالبها الهيئة بالتحرك لنصرة غزة، إلا أنها لم تُحدِّد الآليات والوسائل العملية المطلوبة في هذا الصدد، فهل كان ممكنًا أن تدعو للمقاطعة الاقتصادية مثلًا؟ أو أن تحثَّ الجماهير على تشجيع المنتجات الاقتصادية للدول ذات الموقف الإيجابي في هذه الأزمة مثل تركيا، خصوصًا أن الهيئة لها قدر لا بأس به من النفوذ داخل العراق المحتل وخارجه أيضًا.

ب- مواقف أذرع المقاومة العراقية:

قبل مناقشة هذه النقطة تجب الإشارة إلى التحديات الكثيرة التي تواجه المقاومة العراقية، والتي تشكل محددات للسياق الذي تعمل فيه؛ فقد واجهت المقاومة خصوصًا في عام 2008 تحدي تشكيل ميليشيات الصحوات القبَلية التي شكّلتها القوات الأمريكية بذريعة محاربة تنظيم القاعدة قبل أن تنخرط الصحوات أيضًا في ضرب عناصر المقاومة والتكفّل بمنع العمليات ضد القوات الأمريكية. كما أن هناك تحدي فشل المقاومة في إيجاد آليات عمل دائمة تسمح لها بتوحيد جهودها وكياناتها، وبالتالي الإخفاق في الاتفاق بين الفصائل على استراتيجية مشتركة ورؤية دقيقة وواضحة للمرحلة القادمة وطبيعة العلاقة مع الدولة العراقية [18].
ومع ذلك فقد كانت الحرب على غزة-كما سيرد بالتفصيل بعد قليل- فرصة لبعض قوى المقاومة العراقية لتصعيد عملياتها المسلحة ضد القوات الأمريكية انتصارًا للشعب الفلسطيني، وإدراكًا من هذه الفصائل لوحدة المعركة ضد إسرائيل والولايات المتحدة، كما عبّرت عن ذلك بيانات هذه الفصائل في مواقعها على الإنترنت خلال فترة العدوان الإسرائيلي [19].
ولكن من الواضح أن العدوان على غزة لم يكن هو الحدث الأول الذي لفت الانتباه لمسألة وحدة ساحات المقاومة في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، ويمكن القول إن هذه الفكرة كانت قائمة قبل أن يقع العدوان على غزة بعدة سنوات؛ فعلى سبيل المثال ورد في العدد الأول من مجلة الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) الصادر في سبتمبر 2005 مقال بعنوان “العراق وفلسطين ساحة جهادية واحدة” [20].

وبعد أربعة أيام من بدء العدوان، أصدرت الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) كتائب صلاح الدين الأيوبي في 31/12/2008 رسالة بعنوان “غزة بين نار الاحتلال والتخاذل العربي” أدانت فيها الاستهتار الصهيوني بكل الأعراف والقوانين الدولية والقيم الإنسانية، واعتبرت الجبهة العدوان على غزة “جريمة حرب وإبادة جماعية تعيد إلى الذاكرة مجازر الصهاينة التي ارتكبوها في دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا”، وقد برَّرت الرسالة تصاعد العدوان الصهيوني ب “التشرذم العربي والإسلامي وانقسام العرب على أنفسهم، والتخاذل الرسمي تجاه كل القضايا المصيرية التي تمرُّ بها أمتنا الإسلامية وتفكُّك المنظومة الأمنية العربية، وهرولة بعض الحكومات العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب على حساب دماء المسلمين وأشلائهم في فلسطين، وضغوط الإدارة الأمريكية على الدول العربية الكبرى وخاصة بعد احتلال العراق وخروجه من دائرة المواجهة، وتآمر بعض الأطراف الفلسطينية على خيار المقاومة ورجالاته، وكل ذلك جعل القضية الفلسطينية في مهب الريح” [21].
ودون تسمية أي دولة عربية بعينها، رأت الرسالة أن الموقف الرسمي العربي يبرّر لإسرائيل جرائمها ويعطيها الوقت لتحقيق أهدافها، بدليل غلق معبر رفح وترك أهل غزة يعانون الأهوال جراء الحصار، والمماطلة في عقد قمة عربية طارئة لاتخاذ موقف موحّد مما يجري في غزة، والاكتفاء بالذهاب إلى مجلس الأمن.
وقد طالبت الرسالة في نهايتها أن “تُصدر الجامعة العربية قرارًا بفتح معبر رفح رسميًا، وإسناد الغزيين بكل ما يلزم لإدامة صمودهم، وهذا أضعف الإيمان، ولا تتأمل الجماهير في أحسن الأحوال أكثر من ذلك. أما الشعوب العربية والإسلامية فعليها أن تستمر في مظاهراتها الضاغطة على حكوماتها حتى تستجيب لمطالب الشعوب بوقف نزيف الدماء في غزة، وطرد السفراء الصهاينة من العواصم العربية، وسحب مبادرة السلام العربية، وضرب كل المصالح الإسرائيلية أينما وجدت كما أفتى بذلك فضيلة الدكتور عوض القرني، ولا بد لهذه الفتوى أن تُسند من بقية علماء المسلمين في العالم. ولابد أن يدرك العالم الإسلامي حكامًا ومحكومين أن انهيار فصائل المقاومة في غزة هو انهيار للمشروع الجهادي الرافض للتطبيع مع الصهاينة وبداية لتهويد القدس وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى”.
أما المجلس السياسي للمقاومة العراقية الذي جرى الإعلان عنه في يونيو 2008، (ورغم ضعفه كإطار جامع، ورغم الجدل الذي أثاره الإعلان عنه آنذاك بين الفصائل التي انضمت إليه وتلك التي بقيت خارجه) فقد أطلق “حملة المقاومة العراقية للانتصار لغزة”؛ إذ أعلنت خمسة فصائل مسلحة عن قيامها بحملة تحمل اسم غزة نصرةً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لجريمة الإبادة الجماعية وقال المكتب الإعلامي للحملة في بيانه الأول إن الفصائل بدأت فعليًا بالعديد من الهجمات ثأرًا للهجوم الصهيوني على غزة.
ومن المعلوم أن المجلس السياسي للمقاومة العراقية يضم كل من: الجيش الإسلامي في العراق، حركة المقاومة الإسلامية حماس- العراق، جماعة أنصار السنة (الهيئة الشرعية)، الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع). وانضم إلى حملة نصرة غزة أيضًا فصيل جيش المجاهدين في العراق [22].
وقد جاء في بيان حملة المقاومة العراقية للانتصار لغزة في 3/1/2009 ما يلي [23]:

“ضمن حملة المقاومة العراقية للانتصار لغزة، وبسواعد أبت الكلل، ونفوس أبت الملل، ورؤوس أبت أن تنحني لغير الله، في وقت تجمع القريب والغريب لنصرة اليهود على بني أبينا في غزة الإسلام، في هذه الأثناء انتفض لنداء أخوَّة الإسلام ثُلةٌ من المجاهدين الأبطال فقاموا بعدد من العمليات ضد قوات الاحتلال الأمريكي، وكلُّهم يَلهج بالدعاء قائلا : اللهم هذا الجهد وعليك التكلان وهذا التسديد وعليك الإصابة”.
ومن الأمور ذات الدلالة البالغة، التفات المجلس السياسي للمقاومة العراقية إلى موضوع حصار غزة وخطورته قبل أن يقع العدوان العسكري عليها بأسبوعين تقريبًا؛ فقد أصدر المجلس بيانًا في 15/12/2008 يستنكر هذا الحصار الذي يفرضه “الكيان اليهودي بمشاركة عربية إسلامية رسمية صرفة”. ويؤكد على أن هذا الحصار الظالم إنما يعكس “سياسة الكيل بمكيالين في ظل النظام العالمي الجديد التي لم تعد تسترها السياسات الكاذبة” [24].
“ولو أن هذه الجريمة التي يقوم بها اليهود تجاه المدنيين في غزة وقعت على غير المسلمين، لقامت الدنيا وما قعدت، ولتنادت دول العالم للتنديد بهذه الجريمة وفرض العقوبات، وإذا استلزم الأمر لجيّشوا الجيوش ولأطلقت المنظمات الإنسانية والحقوقية حملات لمناهضة تلك الأفعال الإجرامية المنافية لمبادئ حقوق الإنسان، ولطالبت محكمة العدل الدولية بمحاكمة الجناة!! (…) إننا نناشد الشرفاء في العالمين العربي والإسلامي أن يدركوا حجم المؤامرة على أهلنا في غزة، ويتحركوا بكل الوسائل المشروعة لفك الحصار المفروض على إخواننا المحاصرين هناك، وإن الله سيسألنا إن قصرنا في نصرة أهل غزة، وهؤلاء المشاركون في الجريمة من عرب الجنسية سيحاسبون على جرمهم إن عاجلًا أو آجلًا. ويا أهلنا في غزة: اصبروا، فو الله ما النصر إلا صبر ساعة، وإن الله لن يتخلّى عن عباده الصابرين المرابطين، وإن عهدنا معكم الذي عاهدنا الله عليه أن نستمر في جهادنا في أرض العراق، وستبقى بنادقنا مرفوعة بوجه المحتل حتى ياذن الله لنا بالنصر والتمكين وطرد المحتلين الغاشمين، وقد اختارنا الله وإياكم بقدر منه لنكون جنده المرابطين وسيفه الذي يبتر فيه الباطل بإذن الله [25]”.
وبشكل عام يلاحظ على بيانات أذرع المقاومة أنها تستخدم لغة مباشرة دون صياغات دبلوماسية، وأن هناك تحميلًا صريحًا لمسؤولية ما يحدث للطرف الرسمي العربي الذي يسهّل للأعدء مهمتهم، وأن هناك ربطًا دائمًا بين الوضع في العراق والوضع في فلسطين، ناهيك عن استخدام مفاهيم النصرة والصبر والرباط، في مقابل التركيز على مصطلح اليهود عند الحديث عن أي شئ يتعلق بكيان الاحتلال الإسرائيلي.

ج- مواقف جماهيرية ومظاهرات في يوم الغضب من أجل غزة

لم يتخلف العراقيون عن تلبية الدعوة إلى يوم الغضب من أجل غزة الذي عمّ أرجاء العالم الإسلامي، فخرج يوم الجمعة 9/1/2009 عشرات الألوف في أنحاء متفرقة من بغداد والمحافظات الأخرى في مظاهرات حاشدة منددين بالهجوم الإسرائيلي على غزة. وفي مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية (والتي تقع شرق بغداد) تظاهر عشرات الألوف في وسط المدينة. وألقى الشيخ جاسم المطيري بيانًا نيابة عن الزعيم مقتدى الصدر دعا فيه إلى تنفيذ عمليات انتقامية ضد القوات الأمريكية في العراق دعمًا للفلسطينيين في غزة. وجاء في البيان “أدعو المقاومة العراقية الشريفة أن تقوم بعمليات ثأر ضد الشريك الأكبر للصهيونية ليكونوا يدًا بيد مع المقاومة الفلسطينية الشريفة” [26].
خاتمة: بعض الدلالات التحليلية لمستوى تفاعل العراق مع مسألة الحرب الإسرائيلية على غزة

يبدو أن سمتي التشرذم والتشظي ستلازمان في الأمد المنظور مفردات السياسة الداخلية العراقية، وهو ما ينعكس بالضرورة على سياسة العراق الخارجية ومواقفه من قضايا الأمة المختلفة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
لقد أدى “سقوط النظام العراقي السابق إلى فتح الباب على مصراعيه لتأسيس حركات وتنظيمات سياسية ومدنية وقيام فاعليات وأنشطة متنوعة، ناهيك عن عودة القوى السياسية المنفيّة إلى ممارسة عملها ونشاطها من داخل العراق بعد أن كان محرَّمًا أي نشاط أو تنظيم سياسي معارض أو غير موالٍ للسلطة الحاكمة” [27].
غير أن هذه التعددية ذات السمات الطائفية وكافة التطورات الذي لحقت بالعراق بعد احتلاله ليست كافية بمفردها للادعاء بأن العراق يعيش في العهد الجديد وضعًا أفضل من وضعه أيام نظام البعث. وبطبيعة الحال فإن السياسة الخارجية العراقية التي تعبّر عن غياب السلطة المركزية وزيادة صلاحيات الأقاليم، خصوصًا إقليم كردستان، ستعكس سمات التشظي والتفكك.
ليس غريبًا في ظل هذه الأوضاع، أن ينصرف المواطن العراقي إلى شؤون بلاده الداخلية مثل المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت آخر يناير 2009 وغير ذلك من القضايا مثل: تردي الوضع الأمني، وسوء الخدمات والأحوال الحياتية… إلخ.

وفي هذا السياق ربما يكون من الخطأ أو من باب التفاؤل الزائد أن يتوقّع البعض أن توحِّد حرب غزة مواقف القوى العراقية المختلفة. فالمسافات بين هذه القوى أكبر من أن تجسرها قضايا ذات طبيعة خارجية، وإذا كان مثل هذا التباين موجودًا في قضايا من قبيل الموقف من الاتفاقية الأمنية الأمريكية-العراقية التي تم التوقيع عليها في نوفمبر 2008 (رغم خطورتها الشديدة وآثارها المباشرة على الوضع العراقي)، فمن باب أولى أن يوجد التباين في قضايا أخرى أيضًا.
وكما تقدم، فقد تنوَّعت أساليب التضامن العراقية مع أهل غزة الذين تعرضوا لآلة الحرب الإسرائيلية. وانعكست أوضاع العراق السياسية الجديدة على طبيعة الأدوات التي استخدمتها القوى العراقية المختلفة للتعبير عن تضامنها مع أهل غزة. وكان أهمها:
1- خطب الجمعة التي تعكس زيادة حضور السياسي في الديني بحيث باتت هذه الخطب أحد المنابر الإعلامية للتعبير عن المواقف السياسية للقوى المختلفة.
2- عمليات المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي والبيانات الإعلامية التي تصدرها قوى المقاومة وغيرها لتوضيح مواقفها من الأحداث الداخلية والخارجية. والتي يحسب لها اهتمامها بقضية الحصار على قطاع غزة التي كانت المقدمة الطبيعية لاجتياحه عسكريًا في النهاية.
3- المظاهرات الجماهيرية في الفلوجة وكربلاء ومدينة السليمانية في كردستان وغيرها خصوصًا في جمعة الغضب من أجل غزة يوم 9/1/2009.
4- غياب الدعم المادي الرسمي العراقي لأهل غزة والذي يسهل تفسيره في ظل تردي أوضاع البلاد اقتصاديًا بسبب الاحتلال وانتشار الفساد في العراق بشكل واضح.
وختامًا يمكن القول إن العدوان على غزة مثّل اختبارًا للأمة وقدرتها على التضامن مع جزء منها يتعرض لعدوان آلة عسكرية منفلتة ونظام دولي جائر في أحكامه ومواقفه. وإذا كان الشعب العراقي العظيم لم يتأخر عن إبداء موقفه المتعاطف مع أهل غزة بما تيسر له من أدوات، فقد برز دور فصائل المقاومة العراقية وهيئة علماء المسلمين بالعراق وهما الطرفان اللذان أبرزا بقوة استمرار اهتمام العراق بالقضية الفلسطينة والنظر إليها بوصفها محدِّدًا لمستقبل المنطقة برمتها وكيفية تطور السياسات الغربية تجاهها. في حين بدا التردد والضعف مُخيِّمًا على الموقف العراقي الرسمي المنشغل بهمومه الداخلية، والراغب في أن يبقى بعيدًا عن التورط المباشر في سياسة المحاور العربية العقيمة، والباحث عن تثبيت وضع العراق داخليًا وعربيًا وإقليميًا. وهو ما يؤكد على أهمية الالتفات إلى الإشكاليات العملية والنظرية التي تحيط بدراسة الحالة العراقية تحت الاحتلال، ومنها احتمال أن يكون التغيّر الذي يمرُّ به العراق ومواقفه من قضايا الأمة أمرًا قابلًا للتطور سواء باتجاه استعادة تماسكه الداخلي ومن ثم ثقله العربي والإقليمي أو باتجاه تكريس الواقع الحالي القائم على التشرذم وضعف السلطة المركزية لحساب الأقاليم. وفي الحالتين فإن هذا الموضوع يستحق اهتمامًا علميًا وأكاديميًا نظرًا لصلته بأوضاع المنطقة العربية والعالم الإسلامي؛ فالتطورات التي تحدث في أوضاع العراق (كما غيره من دول الأمة) ليست شأنًا داخليًا يخص العراق وحده، وإنما الأمر يتعلق بمصير أمة وشأن عربي- إسلامي متداخل يؤثر بعضه في بعض. وهذا ما يمكن الوقوف عليه بالمزيد من الدراسة والبحث.
*****

الهوامش:

[1] – راجع: د. أحمد يوسف أحمد، الرقم العربي في معادلة التحرر الوطني الفلسطيني: تحليل للإمكانات والقيود، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد المزدوج 45/46، شتاء/ ربيع 2001، ص 27-28.
[2] – د. جمال عبد الجواد، متشددون ومعتدلون: أنماط التفاعل العربي مع الانتفاضة، في: د. عماد جاد (محرر) انتفاضة الأقصى: طموح الفكرة وأزمة الإدارة، القاهرة: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام، 2002، ص 318-320.
[3] – المصدر السابق.
[4] – راجع: د. أحمد يوسف أحمد، مصدر سابق، ص30.

[5] – إبراهيم نوار، محور الممانعة وتأثيره على الوضع في العراق، ورقة مقدمة إلى ورشة عمل بعنوان “مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة ما بين الممانعة والاعتدال في بيئة إقليمية متغيرة”، المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، القاهرة 25/2/2009، ص3.
[6] – بتصرف عن: المصدر السابق.
[7] – انظر صحيفة الحياة 7/1/2009.
[8] – صحيفة القدس العربي 13/9/2008.
[9] – المصدر السابق.
[10] – صحيفة الحياة 15/9/2008.
[11] – الجزيرة نت 15/1/2009 على الرابط:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5A2E2C70-A272-4B83-9D8B-375B6F076876.htm

[12] – صحيفة القدس العربي 17/1/2009.
[13] – صحيفة القدس العربي 9/1/2009.

[14] – بيان هيئة علماء المسلمين المتعلق باستمرار الاعتداء الصهيوني على غزة 30/12/2008، متاح على موقع لواء الشريعة على الرابط:
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/2736

[15] – المصدر السابق.
[16] – بيان هيئة علماء المسلمين بالعراق المتعلق بأحداث غزة واستشهاد بعض قادتها 16/1/ 2009، متاح على موقع لواء الشريعة على الرابط:
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/2921

[17] – المصدر السابق.
[18] – راجع: د. أحمد يوسف أحمد ود. نيفين مسعد (محرران)، حال الأمّة العربية 2008- 2009: أمة في خطر، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2009، ص 159.
[19] – المصدر السابق.
[20] – “العراق وفلسطين ساحة جهادية واحدة”، مجلة جامع، العدد الأول، شعبان 1426- أيلول/سبتمبر 2005، متاح على شبكة الانترنت، على الرابط:
http://www.jaami.info/file/mag01.pdf

[21] – الرسالة السابعة والعشرون، “غزة بين نار الاحتلال والتخاذل العربي” 31/12/2008، من موقع الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) كتائب صلاح الدين الأيوبي، على الرابط:
http://www.jaami.info/makala-525.html

[22] – راجع: صحيفة القدس العربي 9/1/2009.
[23] – حملة المقاومة العراقية للانتصار على غزة بيان رقم (5) الصادر في 3/1/2009 على الرابط:

http://www.albasrah.net/ar_articles_2009/0109/mqawma_030109.htm

[24] – بيان “لك الله ياغزة” صادر عن: المجلس السياسي للمقاومة العراقية 15/12/2008، من موقع: الجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية على الرابط:
http://www.jaami.info/modules.php?name=News&file=article&sid=521

[25] – المصدر السابق.
[26] – صحيفة الحياة 10/1/2009.
[27] – نقلًا عن: عبد الحسين شعبان، تضاريس الخريطة السياسية العراقية، المستقبل العربي، العدد 333، نوفمبر 2006، ص 48.

نشر في حولية أمتي في العالم، عدد 2010

للحصول على الملف

اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى