الموقف التركي خلال عام ثان من العدوان: تجدد أم تراجع؟

مقدمة:

في أعقاب مشادة حامية وسجال ساخن في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس (2009) بين أردوغان وشمعون بيريز الرئيس الأسبق لدولة الاحتلال الإسرائيلي بسبب عدوان الاحتلال (2008-2009) على قطاع غزة؛ احتشد الآلاف من الأتراك في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول في وقت مبكِّر احتفاءً برئيس الوزراء رجب طيب أردوغان -آنذاك- الذي انسحب غاضبًا من مقاطعة مدير الجلسة له وهو يردُّ على ادِّعاءات “بيريز” حول هذا العدوان، في موقف مشبع بالرمزية والندِّية والانتصار للمظلومين التي كانت سمةً ثابتةً لخطاب أردوغان السياسي تجاه القضية الفلسطينية، فاستقبلتْه إسطنبول استقبالًا شعبيًّا حارًّا في المطار، إلا أن التصفيق واللافتات والهتاف لم يُغَطِّ على صوت التاريخ الذي صار يهمس بأن تركيا دخلت ساحة جديدة من السياسة الخارجية، حملت في طيَّاتها خليطًا من الكبرياء الأخلاقي والطموح الجيوسياسي. منذ ذلك الحين تحول أردوغان إلى أحد أهم الرموز السياسية في المنطقة، يُلهب المشاعرَ بخُطَبٍ حماسيَّة، وعبارات قويَّة تُدين الاحتلال وتُطالب بالعدالة، وصعود صورة تُروج لتركيا كمدافعٍ لا يكلُّ عن القضية الفلسطينية. لكن خلف ذلك ظلَّت آلات السياسة تعمل بوتيرة أخرى (أبطأ)، وأكثر (حسابًا) وأعقد (تقديرًا). وبين بريق الخطاب وصرامة التطبيق برز التباطؤ؛ خطوات عملية متأنِّية، إجراءات انتقائية بل أحيانًا متناقضة مع قوة الخطاب، وحسابات استراتيجية تُعيد صياغة كل صوتٍ شعبي إلى قرارٍ وسياسة لها ثمنها وحسابها، ودولة تقيس تبعات كل تحرُّك على ميزان المصالح والتهديدات. وقوة الخطاب والثورية في الشعارات هذه مع ضعف الفعل وبطئه بل وتناقضها أحيانًا مع السياسات تلك؛ بدأت تحيط أردوغان بوصمة الزعيم الإسلامي الأكثر «شعبوية» والأكثر «برجماتية». وبعد أكثر من عقد ونصف العقد من هذا الحدث في أغسطس 2025 وبعد 692 يومًا (قرابة العامين) من عدوان إسرائيلي غاشم غير مسبوق وإبادة جماعية بحق أهل غزة أعلن وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” أن أنقرة أنهت جميع علاقاتها التجارية مع إسرائيل، في خطوة تصعيدية كانت متأخرة كثيرًا عن حجم الإجرام الصهيوني، وهو ما أثار التساؤل حول تأخُّر الفعل والسياسات عن قوة الخطاب التركي المندِّد بجرائم الاحتلال والمدافع عن المقاومة والرافض وصمها بالإرهاب والداعم للحق الفلسطيني في مقاومة المحتل والذي يمكن اعتباره الأكثر تقدُّمًا والأقل تحفُّظًا بالمقارنة مع خطاب الأنظمة العربية والغربية، والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة ليس فقط ما يقوله أردوغان أو ما يُوصم به، بل: ما الذي يجعل بلاده تتوقَّف أو تتقدَّم حين تكون هناك حاجة لتحوَّل ثورية الخطاب إلى فاعلية السياسات، وكيف تُوازن بين خطابها الأخلاقي وضغوط الشارع وضمير الأمة وبين حدود الإمكان والواقعية الاستراتيجية وطموحاتها الجيوسياسية؟

الشيء المؤكَّد في مسألة التقدير والحسابات أن جميع الجوار الفلسطيني ومن قبلهم دولة الاحتلال كانت لهم حسابات ومخططات عدَّة من: تطبيع ومشاريع للرفاه والتنمية وإعادة تعريف أسس السلام والحقوق، بشكل يصهر العدو المباشر للمنطقة وللأمة في بوتقة واحدة مع دولها ليتشكَّل “النظام الصهيوني العربي الجديد”، إلا أن الطوفان والمقاومة وضعا الجميع في حسابات لم يتجهَّزوا لها وفي محاسبة على مواقف صَدَعُوا بها دفعا عن حقوق الفلسطينيين لكنها تكاد تنمحي إذا ما لامسَتْ سياستهم الواقع الفلسطيني، والتي كانت كلها إمَّا مستسلمة أو متقبِّلة لوضع القضية الفلسطينية طي النسيان، ولم تكن حسابات الأتراك عن ذلك ببعيد؛ حيث أتي الطوفان في سيق ترميم للعلاقات التركية-الإسرائيلية ضمن مخططات لمشاريع في الطاقة بين الجانبين ضمن رؤية تركية أوسع لريادة في مجال الطاقة. وفي ظلِّ هذا المشهد المتشابك الذي تتقاطع فيه الاستراتيجيات وتتصارع فيه الأولويات، يبرز الموقف التركي من الحرب على غزة كواحد من أكثر الملفات تعقيدًا وإثارة للاهتمام والحيرة تجاه العدوان على غزة في عامه الثاني في السياسة الإقليمية خلال الفترة من أكتوبر 2023 إلى سبتمبر 2025.

يهدف هذا التقرير إلى رصد وتحليل مسارات وتحولات الموقف التركي من العدوان على غزة خلال عامين (أكتوبر 2023-سبتمبر 2025)، مع تركيز خاص على العام الثاني، مستكشفًا انعكاسات ذلك على المشهد الفلسطيني والإقليمي. يسعى التقرير للإجابة على سؤال مركزي: هل مَثَّلَ المسار التركي تجدُّدًا في المواقف والاستراتيجيات أم شهد تراجعًا وحذرًا متزايدًا مع إطالة أمد الحرب وتعقُّد الظروف؟ كما يسلِّط الضوء على الديناميات الرئيسية التي شكَّلت هذا الموقف. وينقسم التقرير إلى ثلاثة أقسام رئيسية: يتناول الأول تحوُّلات ومسارات الموقف التركي خلال عامين، ويحلِّل الثاني المحدِّدات الاستراتيجية المؤثِّرة في هذا الموقف، بينما يقدِّم الثالث تقييمًا شاملًا له واستشرافًا لتطوراته تجاه العدوان الصهيوني على غزة.

أولًا – مسار الموقف التركي خلال عامين من الحرب

تميز الموقف التركي من الحرب على غزة بمزيج من الخطاب الثوري والممارسة البراجماتية. فقد تبنَّت أنقرة خطابًا هجوميًّا ضد إسرائيل، معتبرة ما يجري «إبادة جماعية» و«جرائم حرب»، لكنها في الوقت ذاته حرصت على ضبط حدود تدخلها بما لا يفتح مواجهة عسكرية مباشرة. وظلت القضية الفلسطينية إحدى ركائز السياسة الخارجية التركية، وخاصة في بعدها الإسلامي والإقليمي، غير أن هذا الموقف تأثر بعوامل داخلية (الرأي العام والاقتصاد) وعوامل خارجية (العلاقات مع واشنطن، والتوازنات الإقليمية). خلال العامين الماضيين، مَرَّ الموقف التركي بمحطات متدرِّجة من التصعيد السياسي والاقتصادي وصولًا إلى أشكال أكثر تشدُّدًا، دون المواجهة العسكرية.

أ) ملامح تطور الموقف التركي: الخطاب والممارسات

التطور الزمني: من الحياد الحذر إلى التصعيد المتدرج

عقب الأيام الأولى لمعركة “طوفان الأقصى” وما تبعها من عدوان إسرائيلي على غزة، ركَّزت التصريحات التي صدرت عن الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية هاكان فيدان، والناطق باسم الحزب الحاكم عمر جليك وغيرهم من المسؤولين على شجب استهداف المدنيِّين، ورفض تعرُّض أي شخص بريء لأذى سواء في الأراضي الإسرائيلية أو الفلسطينية، واستعداد تركيا لكافة أشكال الوساطة بما في ذلك تبادل الأسرى في حال طلب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ذلك. وفي هذه التصريحات، دعا المسؤولون الأتراك “جميع الأطراف” للهدوء والحكمة والعودة للحوار والمسار السياسي، مع التركيز على ضرورة تحقيق فكرة “حل الدولتين” كمخرج وحيد للمواجهة الحالية، ما عَدَّهُ البعضُ مساواةً ضمنية بين الجانبين[1].

وخلال هذه الفترة، تكرَّر على ألسنة السياسيِّين، وفي وسائل الإعلام التركية، مديح لـوقوف تركيا على الحياد، وعدم دعمها أيًّا من الطرفين واستعدادها للعب دور الوسيط للتوصُّل لاتفاق سلام. كما أن تركيا، شأنها شأن الدول العربية والمسلمة التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لم تسحب سفيرها هناك للتشاور، ولا استدعاء سفير الاحتلال للاحتجاج[2]. ورغم حادثة “مستشفى الأهلي المعمداني”، في 17 أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة أكثر من 500 شخص، فإن تركيا لم توجِّه تهمَ الإدانة لإسرائيل، وإنما اكتفت بتصريحات تؤكِّد إدانتَها للخسائر في أرواح المدنيِّين[3].

وقد تعرَّضت تركيا لانتقادات كثيرة بسبب موقفها المحايد من العدوان الإسرائيلي على غزة، من باب أن هذا الموقف يعدُّ تراجعًا عن مواقف تركيا نفسها في محطات أقل حدَّة ودمويَّة من قبل الاحتلال، مثل إرسال تركيا في عام 2010 سفن مساعدات إنسانية ضمن أسطول بحري أكبر قرَّر التوجُّه من تركيا إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليها، وكذلك عدم تناسبه مع حجم المأساة في قطاع غزة وجرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال، فضلًا عن عدم تناغمه مع نبض الشارع التركي الذي انتفض دعمًا لغزة وفلسطين[4]. ولكن مع بدء إسرائيل عمليتها البرية في قطاع غزة، في 27 أكتوبر 2023، بدأ الموقف التركي في التغير، وفي تبنِّي خطابٍ أكثر دعمًا للمقاومة الفلسطينية وأكثر انتقادًا لإسرائيل.

الخطاب السياسي: من الدبلوماسية الهادئة إلى المواجهة المباشرة

تميَّز العام الأول بخطاب تركي حاول الموازنة بين الضغوط الشعبية الداخلية والاعتبارات الدولية. فقد بدأ بلهجة دبلوماسية محايدة، ثم تطوَّر إلى انتقادات متصاعدة دون قطع كامل للجسور. في المقابل، شهد العام الثاني تحوُّلًا جذريًّا في الخطاب، حيث تبنَّى أردوغان خطابًا ثوريًّا صريحًا، واصفًا إسرائيل بـ”شبكة القتل” ومقارنًا نتنياهو بهتلر، ومتحدثًا عن “الإبادة الجماعية” بشكل متكرِّر وأن إسرائيل “دولة إرهابية”[5]. كما اختلف التعامل مع حماس بين العامين. ففي العام الأول، اكتفت تركيا بالدفاع عن حماس كـ”حركة تحرر وطني” والحفاظ على قنوات اتصال مع قياداتها. أما في العام الثاني، فقد تطوَّر هذا الموقف إلى استضافة علنية للوفود القيادية وتصريحات مباشرة بدعم المقاومة[6]. وأن “حركة حماس ليست تنظيمًا إرهابيًا، وإنما مجموعة تحرر ومجاهدين تناضل لحماية مواطنيها وأرضها”[7].

الإجراءات الاقتصادية: من التقييد الانتقالي إلى المقاطعة الشاملة

شكَّل الملف الاقتصادي أحد أبرز أوجه الاختلاف بين العامين. في العام الأول، اقتصرت الإجراءات التركية على رفع إسرائيل من قائمة وجهات الصادرات المستهدفة ووقف الدعم الرسمي للشركات المتعاملة مع إسرائيل[8]. وكانت هذه إجراءات رمزية إلى حَدٍّ كبير، تسمح باستمرار التبادل التجاري عبر قنوات غير رسمية.

أمَّا في العام الثاني، فقد شهدنا تحوُّلًا جذريًّا في السياسة الاقتصادية، حيث أعلنت تركيا في مايو 2024 وقف جميع الصادرات والواردات مع إسرائيل، ثم أتبعتْها في أغسطس 2025 بإعلان قطعٍ كامل للعلاقات التجارية وإغلاق الموانئ أمام السفن الإسرائيلية. ورغم ذلك ظلت الواردات التركية تتدفق على إسرائيل حيث بلغ حجمها في الأشهر من يناير إلى يوليو 2025 نحو 1.9 مليار شيكل، وقد ردت تقارير عدة ذلك إلي سببين الأول أن الواردات التركية للأراضي الفلسطينية في الضفة يتم حسبها ضمن إجمالي الواردات في إسرائيل[9]، والثاني أن هناك تحاليل من التجار والمصدرين بنقلها لبلد ثالث (اليونان) ومنه نحو الأراضي المحتلة[10]، كما أن تركيا علقت خططها واتفاقياتها المشتركة مع إسرائيل في مجال الطاقة لتصاعد العدوان على قطاع غزة[11]، ورغم محاولات الحكومة التركية النأي بنفسها عن استمرار التبادل التجاري بين الجانبين إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أن تركيا مازالت قناة لتدفق واردات الطاقة من أذربيجان لإسرائيل[12]، إلا أنه اجمالًا فإنَّ هذه الإجراءات مثَّلت تصعيدًا غير مسبوق في العلاقات الاقتصادية التركية-الإسرائيلية وجاءت خلاف خطط تركيا الاقتصادية مع إسرائيل.

الدبلوماسية الدولية: من الوساطة إلى المواجهة

في العام الأول، ركَّزت الدبلوماسية التركية على دور الوسيط، من خلال المشاركة في قمم طارئة ومبادرات إقليمية لوقف إطلاق النار. ورفع محامو حزب العدالة والتنمية دعاوى قضائية منفصلة ضد القادة الإسرائيليين، مستخدمة الآليات الدولية لمحاصرة إسرائيل قانونيًّا[13].كما انضمَّت إلى الدعاوى القضائية التي قدَّمتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية[14]. بينما في العام الثاني، تحوَّلت الدبلوماسية التركية إلى أداة ضغط مباشرة، حيث كثَّفت أنقرة من حضورها في المحافل الدولية، وشاركت في مطالبات بتطبيق قرار “الاتحاد من أجل السلام” ومتابعة جلساته[15]، كما أكد أردوغان أن أنقرة ستواصل جهودها لعزل إسرائيل دوليًّا[16].

الدعم الإنساني: من المساعدات المحدودة إلى العمليات المنظمة

في المجال الإنساني، شهدنا تطورًا كمِّيًّا ونوعيًّا بين العامين. ففي العام الأول، قدمت تركيا إغاثات واسعة إلى غزة بإرسال 6 طائرات إلى مطار العريش وبدعم بحري عبر سفينة للهلال الأحمر (3000 طن)، وأكد أردوغان أن إجمالي المساعدات وصل نحو 40,000 طن عبر 19 طائرة و7 سفن؛ موازيًا لذلك أُرسل فريق طبي (20 طبيبًا) إلى شمال سيناء مع استعدادات لاستقبال 1000 مريض (تركيز على سرطانيين)، ونسّقت جمعية “أطباء حول العالم” فرع تركيا مع وزارة صحة غزة للرعاية المنزلية، كما زار أردوغان المرضى في مستشفى بيلكنت وأعلن إعفاء طلاب غزة من رسوم الجامعات الحكومية[17]. وفي العام الثاني، تحوَّل هذا الدعم إلى عملية إغاثة منظَّمة، حيث أعلنت تركيا عن إرسال أكثر من 101 ألف طن من المساعدات، وإنشاء جسور جوية وبحرية منتظمة، وتكثيف الرعاية الطبية للجرحى في المستشفيات التركية[18].

ب) ملامح الموقف التركي من العدوان على غزة:

يمثِّل الموقف التركي من العدوان على غزة نموذجًا لسياسة خارجية معقَّدة تتداخل فيها الاعتبارات الأيديولوجية مع الحسابات البراجماتية. ومن خلال الرصد الشامل لتطور هذا الموقف، يمكن تحليله عبر خمسة محاور رئيسية تكشف عن طبيعة السلوك التركي وتناقضاته:

  1. على مستوى التصعيد والمواجهة، تنقسم السياسة التركية بين مواجهة مباشرة وأخرى غير مباشرة، مع الحفاظ على مساحات لتجنُّب المواجهة الكاملة. ففي إطار المواجهة المباشرة، برز خطابٌ تركي حاد تجلَّى في تصريحات أردوغان التي وصف فيها نتنياهو بـ”المجرم القاتل” وأنه وريث “هتلر” والحقبة النازية واتهم إسرائيل بـ”الإبادة الجماعية”، كما ظهرت مواجهة دبلوماسية عبر خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي وقطع العلاقات التجارية بشكل كامل. أما المواجهة غير المباشرة فتمثلت في الدعم الدبلوماسي والقانوني من خلال الانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، والدعم الإعلامي الممنهج عبر تفنيد الرواية الإسرائيلية، والدعم الإنساني المستمر. ومع هذا التصعيد، حافظت تركيا على سياسات تجنُّب المواجهة المباشرة، وحرصت على الحفاظ على قنوات اتصال غير مباشرة فيما يتعلَّق بالشأن السوري.
  2. من حيث المجالات والسياسات، تنوَّعت الأدوات التركية بين الخطابية والدبلوماسية والاقتصادية. ففي الجانب الخطابي، تفاوتت اللهجة بين الخطاب الرسمي الحكومي المتصاعد والخطاب الإعلامي الموجَّه والخطاب الشعبي الداعم. وفي المجال الدبلوماسي، تنقَّلت أنقرة بين الدبلوماسية الثنائية مع إسرائيل وحماس، والدبلوماسية متعدِّدة الأطراف عبر الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، ودبلوماسية الوساطة الساعية لوقف إطلاق النار مع مجموعة الاتصال العربية-الإسلامية. أمَّا اقتصاديًّا، فجمعت تركيا بين فرض عقوبات اقتصادية تدريجية حتى القطيعة الرسمية الشاملة، مع مواصلة الدعم الإنساني والطبي لغزة.
  3. من ناحية التوقيت والسياق، اتَّسم التحرك التركي بمزيج من السياسات الاستباقية وردود الفعل والمرونة التكتيكية. فكانت بعض السياسات استباقية كالمبادرات الدبلوماسية المبكرة والدعاوى القضائية الدولية. بينما جاء كثير من الإجراءات كردود فعل على التصعيد الإسرائيلي أو الضغوط الشعبية الداخلية أو المتغيرات الإقليمية ولم تتجاوز حدود التنديد والشجب أو محاولات إظهار الإمكانيات الدفاعية. كما أظهرت تركيا مرونة تكتيكية واضحة في التصعيد والتهدئة حسب الظروف، وتطبيق المقاطعة الاقتصادية بشكل انتقائي ثم شامل.
  4. على مستوى الالتزام والثبات، يظهر تحليل الموقف التركي تناقضًا بين سياسات ثابتة وأخرى متقلِّبة. فمن ناحية، التزمت تركيا بمواقف ثابتة كالدعم الإنساني المستمر والموقف المبدئي الرافض للاحتلال والاعتراف بحماس كحركة مقاومة مشروعة. ومن ناحية أخرى، تذبذب مستوى التصعيد الخطابي ودرجة المواجهة الاقتصادية حسب السياق السياسي. كما برزت سياسات رمزية عديدة تمثلت في تصريحات حادة غير مترجمة إلى إجراءات ملموسة، ومبادرات دبلوماسية محدودة الفعالية، وخطاب ثوري غير متوافق مع الممارسة الفعلية.
  5. أما من حيث العوامل المؤثرة، فقد تشكَّل السلوك التركي بعوامل داخلية وإقليمية ودولية متداخلة. فمن العوامل الداخلية، استجابت الحكومة للضغوط الشعبية والمظاهرات الحاشدة، ووازنت بين الاعتبارات الانتخابية والصراعات الحزبية، وارتبطت القرارات بالأوضاع الاقتصادية الداخلية الصعبة. وعلى الصعيد الإقليمي، تأثر الموقف التركي بالتنافس على قيادة المشروع الفلسطيني، وتطور العلاقات مع مصر وإيران والسعودية، والانشغال بالملف السوري وموقفها من قسد. دوليًّا، السياسة التركية كانت في صدام مع الموقف الأمريكية والأوروبية، لكن مع بعض التحلحُل الأوروبي برزت أمامها فرص أكبر للتصعيد.

من خلال ما سبق، تبرز عدَّة أنماط للتحرُّك مهيمنة على السياسة التركية: النمط الازدواجي الذي يجمع بين الخطاب الثوري والممارسة البراجماتية، والنمط التكتيكي الذي يتَّسم بالمرونة والتكيُّف مع المتغيِّرات، والنمط التفاعلي الذي يكون في الغالب رد فعل للأحداث لا مبادرًا بها، والنمط الرمزي الذي يهتم بالبُعد الدعائي والإعلامي أكثر من الفعالية الميدانية. هذه الأنماط مجتمعة تساعد في فهم تعقيدات الموقف التركي وتوقُّع مساراته المستقبلية في ظل استمرار العدوان على غزة.

ثانيًا- المحددات الاستراتيجية للموقف التركي

يمثِّل الموقف التركي من العدوان الإسرائيلي على غزة حالةً استثنائيةً في دراسة السياسة الخارجية، حيث يتشابك العامل الأخلاقي مع الحساب الاستراتيجي في تشكيل واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في السياسة التركية المعاصرة. فمنذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، أظهرت أنقرة مسارًا متقلِّبًا يجمع بين الخطاب الثوري والممارسة البراجماتية، مما يطرح تساؤلًا جوهريًّا: هل يشهد الموقف التركي تجدُّدًا مستمرًّا أم أنه يسير نحو تراجع حذر؟

لا يمكن فهم هذا المسار المعقد من خلال المقاربات التقليدية التي تفصل بين العوامل الداخلية والخارجية، بل يتطلَّب تحليلًا متكاملًا يربط بين مستويات متعدِّدة. فالتجدُّد الظاهر في الخطاب السياسي الحاد والقطع التدريجي للعلاقات التجارية مع إسرائيل يقابله حذر واضح في تجنُّب المواجهة العسكرية المباشرة، ممَّا يُشير إلى وجود معادلة لعوامل داخلية وخارجية أثَّرت في القرار التركي خلال العامين الماضيين. يُقَدِّمُ هذا القسم إطارًا تحليليًّا لفهم هذه المعادلة من خلال أربعة محاور رئيسية: المحدِّدات الداخلية التي تضغط على صناع القرار من الداخل، والمحدِّدات الإقليمية التي تشكِّل البيئة الجغرافية السياسية المحيطة، والمحدِّدات الدولية التي تمثل الإطار العالمي الأوسع، وأخيرًا محدِّدات الأمن القومي التي تعبِّر عن المخاوف الاستراتيجية العميقة.

أ) المحدِّدات الداخلية:

يطرح الموقف التركي من العدوان على غزة تساؤلات مهمَّة حول تأثير العوامل الداخلية في توجيه السياسة الخارجية التركية. فقد شهد هذا الموقف تطوُّرًا ملحوظًا من موقفٍ حذرٍ ومتردِّد في البداية إلى موقف أكثر حدَّة وانتقادًا لإسرائيل، مما يعكس تأثير مجموعة معقدة من العوامل الداخلية؛ السياسية والاقتصادية والشعبية.

1- الضغوط السياسية الداخلية

واجهت الحكومة التركية ضغوطًا سياسية داخلية كبيرة من مختلف الأطراف السياسية لاتخاذ موقف أكثر حدَّة من إسرائيل. فقد وقَّعت جميع القوى السياسية في البرلمان التركي على بيان مشترك يُدين إسرائيل في 17 أكتوبر 2023. كما أعلن زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، شريك حزب العدالة والتنمية في التحالف الحاكم، أن تركيا يجب أن تتدخَّل عسكريًّا في غزة إذا لم يتمَّ وقف إطلاق النار[19]. من جانب آخر، استغلَّ حزبُ السعادة الجديد، وهو حزب إسلامي محافظ، موضوع غزة في حملته الانتخابية، وانتقد الحكومة لعدم قطع جميع العلاقات التجارية مع إسرائيل، بل وصل الأمر إلى القول بأن كل صوت لحزب العدالة والتنمية يشبه إرسال رصاصة للجيش الإسرائيلي لمواصلة “الإبادة الجماعية” في غزة[20]. هذه الضغوط الداخلية دفعت الحكومة التركية تدريجيًّا إلى تبنِّي مواقف أكثر حدَّة، فأعلنت في أبريل 2024 عن حظر تصدير 1019 منتجًا إلى إسرائيل عبر 54 قطاعًا، وفي مايو 2024 يتم وقف كامل للتجارة بما في ذلك تبادل العبور والمناطق الحرة[21].

شكَّلت انتخابات البلدية التي جرت في 31 مارس 2024 نقطة تحوُّل مهمَّة في المشهد السياسي التركي، حيث تعرَّض حزب العدالة والتنمية لأكبر هزيمة انتخابية منذ وصوله إلى السلطة في عام 2002. فازت المعارضة الممثَّلة بحزب الشعب الجمهوري بنسبة 37.77% من الأصوات مقابل 35.49% لحزب العدالة والتنمية[22]. هذه الهزيمة لم تكن مفاجئة تمامًا، فقد كانت نتيجة لعوامل داخلية متراكمة أهمها الأداء الاقتصادي المتراجع والتضخُّم المرتفع. وفقًا لاستطلاع أُجري في فبراير 2024، أعرب 85% من المشاركين أن أكبر مشكلة تواجه تركيا هي الاقتصاد[23]. ما يثير الاهتمام هو أن الموقف من الحرب على غزة لم يكن من بين الأسباب الأولى لهزيمة الحزب الحاكم وفقًا لاستطلاعات الرأي؛ فقد أجْرت مؤسسة ASAL للدراسات واستطلاعات الرأي، استطلاعًا للرأي لرصد أسباب تراجع أصوات الحزب في الانتخابات المحلية هذا العام. وأرجع 51.9% من المشاركين سبب الخسارة إلى الوضع الاقتصادي، التضخُّم، غلاء المعيشة، في المرتبة الأولى، وجاءت قضية عدم رفع الحكومة معاشات المتقاعدين في المرتبة الثانية بواقع 13.4%، تلا ذلك اختيار المرشَّح الخاطئ بالمرتبة الثالثة، كأسباب رئيسية لخسارة الحزب الحاكم في انتخابات البلديات[24].

2- الأزمة الاقتصادية

تعتبر الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا منذ عام 2019 أحد أهمِّ العوامل الداخلية التي شكَّلت الموقف التركي من الحرب على غزة. فقد واجهت الحكومة التركية تحديات اقتصادية جمَّة تمثَّلت في ارتفاع التضخُّم إلى مستويات قياسية وصلت إلى 85.5% في أكتوبر 2022، وانهيار قيمة الليرة التركية، وزيادة تكاليف المعيشة بشكل حاد[25]. هذه الأزمة الاقتصادية أجبرت الحكومة التركية على إعادة ترتيب أولوياتها السياسية، حيث أصبحت الاعتبارات الاقتصادية محورًا أساسيًّا في تشكيل السياسة الخارجية التركية. وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أكَّد في مقال له أن “العنصر الاقتصادي للسياسة الخارجية سيحظى باهتمام خاص في الفترة المقبلة”[26]. في هذا السياق، كانت تركيا قد بدأت عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2022، مدفوعة بشكل أساسي بالحاجة إلى الاستثمارات الخارجية والتعاون في مجال الطاقة. لقد جاء طوفان الأقصى ليقطع هذا المسار التطبيعي ويضع الحكومة التركية أمام تحدٍ كبير في موازنة احتياجاتها الاقتصادية مع التزاماتها السياسية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية[27].

بعد فوز أردوغان في انتخابات مايو 2023، شكل حكومة جديدة بأهداف وطموحات اقتصادية واضحة تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية. عين أردوغان محمد شيمشك وزيرًا للخزانة والمالية، وحافظة إركان محافظة للبنك المركزي، في إشارة إلى تبني سياسات اقتصادية أكثر تقليدية[28]. كان من المتوقع أن تركز هذه الحكومة على تحسين العلاقات مع الغرب وتعميق التعاون الاقتصادي مع دول الخليج وإسرائيل. في هذا السياق، كانت تركيا قد بدأت مباحثات مع إسرائيل حول التعاون في مجال الطاقة، خاصة فيما يتعلق بنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية. لكن طوفان الأقصى في أكتوبر 2023 جاء ليفرض على تركيا التزامات سياسية وأخلاقية حطمت مساعي إعادة التطبيع مع إسرائيل. فقد اضطرت الحكومة التركية إلى إعادة ترتيب أولوياتها، حيث أصبح الموقف من الحرب على غزة يحتل مكانة مركزية في السياسة الخارجية التركية[29].

3- الرأي العام التركي والحرب على غزة:

تظهر استطلاعات الرأي أن الشعب التركي يدعم بقوة القضية الفلسطينية، حيث أعرب 83% من الأتراك عن دعمهم لفلسطين في استطلاع أجري في يناير 2024[30]. كما شارك عدد كبير من الأتراك في حملات مقاطعة المنتجات والشركات التي لها علاقة بإسرائيل، ونُظِّمَتْ مظاهرات واسعة في مختلف المدن التركية للتضامن مع غزة، كما تمَّ تنظيم احتجاجات أمام السفارة الإسرائيلية والقنصليات الأمريكية[31]. هذا الدعم الشعبي القوي للقضية الفلسطينية شكَّل ضغطًا داخليًّا على الحكومة التركية لاتِّخاذ موقف أكثر حدَّة من إسرائيل.. ومع ذلك، يجدر الذكر أن استطلاعًا أجرتْه شركة ميتروبول في أكتوبر 2023 أظهر أن 60.9% من المستجيبين يفضِّلون بقاء الحكومة محايدة أو أن تلعب دور الوسيط في الحرب بين إسرائيل وحماس. هذا التضارب في الرأي العام يعكس التعقيدات التي واجهتْها الحكومة التركية في تحديد موقفها من الحرب[32].

يمكن القول إن العوامل الداخلية التركية، وخاصة الأزمة الاقتصادية والضغوط الشعبية والسياسية، دفعت الحكومة التركية إلى تبنِّي موقف أكثر حدَّة من إسرائيل ممَّا كانت تنوي في البداية. لكن هذا التجدُّد في الموقف اصطدم بالواقع الاقتصادي التركي والحاجة إلى الحفاظ على علاقات مقبولة مع القوى الغربية، ممَّا أدَّى إلى موقف يجمع بين الخطاب الحادِّ والفعل المحدود.

ب) المحددات الإقليمية

1- الصراع التركي-الإسرائيلي في سوريا:

تشكِّل التحولات الجيوسياسية العميقة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 إطارًا جديدًا بالغ التعقيد لفهم تطوُّر الموقف التركي من الحرب على غزة، حيث نقلت الساحة السورية الصراع التركي-الإسرائيلي من دائرة الخطاب والدبلوماسية إلى مواجهة إقليمية مباشرة على الأرض، ممَّا فرض على أنقرة إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية بين التصعيد دفاعًا عن القضية الفلسطينية من ناحية، ومواجهة التحديات الأمنية المباشرة في سوريا من ناحية أخرى.

خلق سقوط نظام الأسد فراغًا استراتيجيًّا حول سوريا، وحوَّلها إلى ساحة تنافس مباشر بين أنقرة وتل أبيب: المسافتان الجغرافية والاستراتيجية تقاربتا مع تقدُّم إسرائيلي حتى نحو 20 كلم من دمشق ووجود تركي شمالًا وغربًا[33]، ما أدَّى إلى تصادم الرؤى الاستراتيجية؛ تركيا تدعم سوريا موحَّدة تحت سلطات انتقالية مدعومة منها، بينما تفضِّل إسرائيل حلولًا مجزَّأة وممرَّات نفوذ (مثل “ممر داود”) تقوِّض الوحدة[34]. نتيجة لذلك أعادت أنقرة توجيه جزء من مواردها واهتمامها من ملف غزة إلى التهديدات على حدودها الجنوبية، معتبرة مشاريع التقسيم خطًّا أحمر لأمنها القومي. الموقف التركي الآن متوازن: تصعيد خطابي ودبلوماسي لحماية مصالحها، مع إبقاء قنوات اتصال غير مباشرة لتجنُّب مواجهة مفتوحة مع إسرائيل على جبهتين، لأن مواجهة متزامنة في سوريا وغزة ستكون مكلِّفة وتعطِّل طموحاتها الإقليمية[35].

في هذا الإطار، يمكن القول إن الموقف التركي من غزة لم يعد يُقرأ بمعزل عن الصراع الإقليمي الأوسع في سوريا، فتركيا اليوم توازن بين عدة أولويات: الحفاظ على مصالحها الأمنية في سوريا – مواجهة المشاريع التقسيمية الإسرائيلية – دعم القضية الفلسطينية، وإدارة العلاقة مع إدارة ترامب. في هذه المعادلة المعقدة، أصبحت غزة جزءًا من استراتيجية تركيا الإقليمية الشاملة وليست محورًا مستقلًّا بذاته كما كانت في الأشهر الأولى للحرب. وإن التحوُّلات في الساحة السورية لم تدفع الموقف التركي من الحرب على غزة نحو “التراجع” بالمعنى التقليدي، بل نحو إعادة تعريف الأولويات والأدوات. فبينما حافظت تركيا على مبادئها الداعمة للقضية الفلسطينية، فإنَّ أدوات تنفيذ هذه السياسة وتوقيتها أصبح خاضعًا لحسابات أكثر تعقيدًا ترتبط بالصراع على سوريا. وتجنب أي تصعيد غير محسوب أمام إسرائيل يعرِّض مصالحها الأمنية المباشرة في سوريا للخطر.

2- العواصم العربية ودورها في تحديد نطاق التحرك التركي

مثَّل موقف بعض الدول العربية الوازنة في القضية الفلسطينية والرافضة لعملية السابع من أكتوبر ومعركة طوفان الأقصى ومن قبل ذلك حركة حماس والتي دخل بعضها في مسارات تطبيع ضمن اتفاق “أبراهام”؛ أحد العوامل المضيِّقة لنطاق التحرُّك التركي تجاه الحرب على غزة، فضلًا عن موقفها من تركيا نفسها وأن يكون لها دورٌ كبيرٌ في المنطقة ضمن إطار التنافس الإقليمي خاصة أن بعضها مرت بفترات صدام مع تركيا ومن وقت قريب دخلت في مرحلة إصلاح للعلاقات مع هذه الدول، على رأسها مصر والإمارات والسعودية.

فمنذ أبريل 2024 طرحت أنقرة مبادرات أمنية ودبلوماسية لتولي دور إقليمي في إدارة البعد الإنساني والأمني لغزة وقدمت مقترحات لآليات «ضامنة»، وترتيبات أمنية وممرَّات إغاثة، وإطارات تنسيق مع دول عربية وإسلامية حول الحوكمة بعد النزاع، لكنها واجهت رفضًا وتحفُّظًا من عواصم عربية، لا سيما من دول طبَّعت مع إسرائيل أو اتَّخذت مقاربات «واقعية» تفضِّل التهدئة الدبلوماسية، وتنظر بريبة إلى محاولات تركيا ترسيخ موطئ قدم وتأثير في الملف الفلسطيني، خصوصًا أمام الأمريكيين[36].

بعد الضربة الإسرائيلية لمقر حماس في الدوحة تجدَّدت مقترحات مصرية لإنشاء قوة عربية مشتركة كآلية ردع، واقتُرح إشراك قوات مصرية لتنظيم الحماية والحدود، مع تأكيد القاهرة أن الهدف رادع وتنظيمي لا إعلان حرب، لكن المقترح اصطدم بخلافات خليجية حول القيادة والبنية والصلاحيات ومخاوف من تصعيد، فتعثَّر تمريره عمليًّا. قطر، بدعم إماراتي وبوساطة رسائل واشنطن، راوحت بين إدانة رمزية والالتزام بتوصيات أمريكية بعدم الانخراط في خطوات عملية ضد إسرائيل، ما أعاد وفود القمة من واشنطن برسائل تقضي بالاعتماد على الضغوط الأمريكية عوضًا عن الإجراءات الميدانية، فحُدِّدَت المواقف الرسمية في القمة إلى بيانات إدانة فقط وأحالت مبادرات التصعيد إلى عزلة ودبلوماسية مقيدة [37]. إن طموح أنقرة لقيادة الملف والفرض الأمني اصطدم بواقع عربي منقسم ونفوذ أميركي رادع؛ ورغم محاولات تركيا استثمار الفراغ السياسي وكونها تحظى ببعض الهوامش، لكن القيود العربية والخوف من مواجهة واشنطن تحول دون ترسيخ دور تركي عملي كامل على الأرض. لتشكل رغبة الدول العربية في تجنب الصدام مع واشنطن -الراعي الأساسي لإسرائيل- تجليًا لوهنٍ عربيٍّ وتبعية، وقد بدا هذا بوضوح في قمة الدوحة حيث تحولت التصريحات إلى “تظاهرة استرضائية” بلا إجراءات حقيقية. هذا الوهن ليس عاملًا وحيدًا لكنه عامل محوري يشكل “البيئة الإقليمية” التي تعمل ضمنها أنقرة، ويجسد العجز والانقسام البنيوي في الموقف الرسمي العربي والإسلامي؛ ما شجَّع تركيا على تصعيد الخطاب والسعي لدور أكبر لكنه أيضًا فرض قيودًا عملية عليها.

ج) المحددات الدولية:

1- تحولات وتطورات الموقف الأوروبي من العدوان:

تشهد الساحة الأوروبية تحولات جذرية في التعامل مع الحرب على غزة، حيث انتقلت دول عديدة من موقف الدعم التقليدي لحق إسرائيل في “الدفاع عن النفس” وإدانة حماس إلى مرحلة جديدة من النقد العلني والخطوات الدبلوماسية والعقابية ضد السياسات الإسرائيلية وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية واعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية. هذا التحول لم يَعُدْ مقتصرًا على دول بعينها، بل أصبح ظاهرة أوسع تشمل دولًا أوروبية كبرى ومؤسسات الاتحاد الأوروبي نفسه، مما يُشكل بيئة دولية جديدة تؤثر بشكل مباشر على حسابات جميع الأطراف الإقليميِّين، بما في ذلك تركيا التي وجدت نفسها في بيئة دولية أكثر تقبُّلًا لمواقفها المتشدِّدة من إسرائيل.

ففي المرحلة الأولى من الأشهر الأولى للحرب اتخذت غالبية العواصم الأوروبية موقفًا منحازًا لإسرائيل، مؤكِّدةً “حقها في الدفاع” مع تجاهل واسع لمعاناة غزة. قادت شخصيات أوروبية بارزة زيارات دعم وإعلانات سياسية، وامتدَّ الدعم إلى تعاون عسكري واستخباراتي (وألمانيا واصلت صادرات أسلحة). الانقسام بدا واضحًا في تصويتات الأمم المتحدة، ما كشف غياب رؤية أوروبية موحدة واستراتيجية متماسكة[38]. وفي المرحلة الثانية ومع ضغط الشارع الأوروبي والتقارير الحقوقية وتوثيق المأساة الإنسانية قلب ذلك المعادلة، فأثارت صدمة أخلاقية دفعت حكومات لإعادة تقييم مواقفها. برزت دول مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج وبلدان صغيرة أخرى في طليعة الإجراءات العملية: تعليق صادرات عسكرية، اعترافات دبلوماسية بفلسطين، ودعم واضح لمبادرات وقف النار، ما حوَّل الموقف من رمزي إلى عملي[39]. ثم تبعها التحول الفرنسي والبريطانـي، حيث انتقلت باريس من دعم أوَّلي إلى نقدٍ متزايدٍ وتهديداتٍ بعقوبات وبتنسيق دبلوماسي دولي، فيما قادتْ موجة اعترافات دبلوماسية لاحقًا، وفي سبتمبر 2025 أعلنت بريطانيا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، مع توقع انضمام دول أوروبية أخرى خلال قمة بشأن حل الدولتين، ما منح التحول زخمًا دبلوماسيًّا عمليًّا[40]. التحول الأوروبي شمل حزمة إجراءات وأدوات ضغط متعددة؛ سحب سفراء، حظر دخول مسؤولين متهمين بالتحريض، تعليق تعاون عسكري وأكاديمي، وتصويتات برلمانية داعية لاعتراف بفلسطين وفرض عقوبات. مجتمعة، تُظهر هذه الإجراءات انتقال أوروبا من انحياز أحادي إلى استخدام أدوات ضغط متعددة الأوجه لإعادة تشكيل السلوك الدولي تجاه الصراع.

خلقت هذه التحولات الأوروبية في الموقف من الحرب على غزة غطاء دبلوماسيًّا أكبر وبيئة دولية جديدة أكثر تقبُّلًا للموقف التركي المتشدِّد من إسرائيل. فعندما بدأت تركيا مواقفها المتصاعدة من حماس وإسرائيل في أكتوبر 2023، كانت أنقرة تُصور سابقًا كطرف متشدد في موقف منعزل، خاصة بين الدول الغربية والأوروبية، وأصبحت الآن جزءًا من تيار دولي أوسع ينتقد السياسات الإسرائيلية. رغم أن التحولات الأوروبية وفَّرت لأنقرة غطاءً دوليًّا أوسع وقلَّلت من الكُلفة السياسية لمواقفها المتشدِّدة تجاه إسرائيل، فإن تأثيرها على قراراتها يظلُّ محدودًا؛ فالموقف التركي تشكَّل بدرجة أكبر لأسباب داخلية وإقليمية لا بدوافع أوروبية، وقد تستثمر أنقرة التحول الأوروبي لتوسيع هامشها الدبلوماسي دون أن تعتمد عليه، وفي الوقت نفسه فإن هذا التحوُّل الأوروبي جزئي ومقيَّد -فالدول الأوروبية لا تريد مواجهة كاملة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة-، والخلاصة أن التحول الأوروبي مهم لأنه يتيح لتركيا شرعية ودعمًا دبلوماسيًّا أكبر لكنه لم يغير حساباتها الاستراتيجية الأساسية.

2- إدارة ترامب: الشخصية المتقلبة والسياسات الثابتة

تشكِّل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025 منعطفًا بالغ الأهمية في السياسة الدولية، وتحديدًا في الملف الفلسطيني والعلاقات الأمريكية التركية. بالنسبة لتركيا، تُثير هذه العودة مشاعر متضاربة بين الأمل في تحقيق تقدُّم نحو إنهاء الحرب في غزة، والخوف من سياسات قد تزيد المنطقة توتُّرًا وتنعكس سلبًا على المصالح التركية. بالإضافة لمخاوف من تأثير الشخصية المتقلِّبة للرئيس الأمريكي خاصة في ضوء السجل المتناقض لترامب في التعامل مع الحلفاء والشركاء الاستراتيجيين.

أول تلك التحديات رؤية ترامب لغزة وصدامها بثوابت أنقرة؛ حيث تقترح إدارة ترامب تحويل إدارة غزة بعد الحرب إلى سيطرة أمريكية مع تهجير جزئي وإعادة إعمار تجارية لتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، وهو ما وصفه أردوغان بـ«العبثية والوحشية» مؤكِّدًا أن إخراج سكان غزة غير مقبول وأن الحل يجب أن يقوم على إنهاء الاحتلال وليس مشاريع استثمارية تغيِّب السكان، وتسير مقترحات ترامب بدافع اقتصادي تجاري بحسب لقاءات في البيت الأبيض جمعت ترامب مع جاريد كوشنر وتوني بلير لمناقشة «بيئة استثمارية» في غزة، وهو ما يتضارب مع رؤى أنقرة السياسية والإنسانية حول المستقبل الفلسطيني[41].

وتراهن أنقرة على إمكانية تحسين العلاقات مع إدارة ترامب المعتمدة على الصفقات (زيارة أردوغان المقررة إلى البيت الأبيض في 25 سبتمبر 2025 ووعد بصفقات تجارية وعسكرية) واستغلال تركيز واشنطن على المواجهة مع الصين لصالح شراكات اقتصادية وعسكرية، مع آمال بحلِّ ملفات مثل صفقة إف-16 والعودة لبرنامج إف-35 قبل نهاية 2025[42]، سعى أردوغان لرفع التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار، وأنه أقام «محادثات بنَّاءة» مع ترامب عندما التقاه على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وطلب رفع قيود التعاون الدفاعي في محاولة لعزل الخلافات الإسرائيلية-التركية عن المصالح الأوسع مع واشنطن[43].كما أن ترامب منح تركيا دورا أكبر بالاعتماد عليها لإقناع حماس بخطته من أجل إيقاف الحرب بغزة[44].

ورغم التفاؤل ثمة تحفُّظ مشروع بسبب سلوك ترامب المتقلِّب، فقد سبق أن فرض عقوبات 2019 على أنقرة بسبب حملتها على أكراد سوريا، وانقلب على الشراكة مع الهند وفرض رسومًا جمركية كبيرة على شركاء مثل الهند بسبب شرائها للنفط الروسي، والرسالة الأوضح هنا أن الشراكات الاستراتيجية والعلاقات الشخصية الجيدة لا تحمي من تقلُّبات ترامب المزاجية عندما يقرِّر تغيير مساره[45]، والأمر لا يتوقَّف فحسْب على الحلفاء، فقد شارك ترامب في حملة خداع وتواطؤ مع إسرائيل؛ حيث كشفت تقارير عن حملة تَمويه بين ترامب ونتنياهو حول ضرب إيران أشاع في نفس الحملة عن الودِّ والصداقة التي تجمعه بأردوغان ما قد ينزع المصداقية عن إشارات الود تلك، وهذا النمط من الخداع قد يجعل أنقرة أمام شكوك وتردُّد في الاعتماد على وعود أمريكية أمام حسابات أمنية حساسة[46]، يُضاف لها الطابع اليمينـي والصهيوني المهيمن على إدارة ترامب.

وخلاصة الأمر؛ أن الخلاف بين رؤية ترامب في غزة وثوابت أنقرة السياسية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية عميق. أنقرة قد تستفيد من مرونة ترامب تجاريًّا وعسكريًّا، لكنها تحتاج أن تكون حذرة من تقلُّبات الإدارة، وسجلَّات الخداع، وسجل العقوبات السابقة وميول إدارته الصهيونية والتي تجعل الاعتماد الكامل على وعود واشنطن مخاطرة استراتيجية.

د) محددات الأمن القومي

1- التصعيد الإسرائيلي ضد تركيا:

تشكِّل العلاقات التركية الإسرائيلية في فترة ما بعد عملية “طوفان الأقصى” نموذجًا لتعقيد التفاعلات الإقليمية، حيث لم يعد الصراع محصورًا في جبهة غزة فحسب، بل امتدَّ ليشمل ساحات أخرى، أبرزها سوريا، وتشكل التصريحات والتحركات الإسرائيلية المعادية لتركيا عاملًا محوريًّا في فهم تطوُّر الموقف التركي من الحرب على غزة. ففي الأشهر الأخيرة، شهدت العلاقات الثنائية تصعيدًا غير مسبوق، حيث انتقل الخطاب الإسرائيلي من انتقاد التصريحات والسياسات إلى تهديدات صريحة بشنِّ عمليات على الأراضي التركية.

تصاعد الخطاب الرسمي الإسرائيلي إلى مستوى تصعيدي نادر؛ هاجم نتنياهو أردوغان علنًا بقوله «هذه مدينتنا… ليست مدينتك» حول القدس، وردَّ أردوغان بوصفه «يثير غيرة هتلر»، بينما ربط مسؤولون إسرائيليُّون النشاط التركي في القدس بمحور يضم قطر وحماس. تحوَّل الخطاب إلى تهديدات عملية: وزيران في المجلس الأمني المصغر لم يستبعدا استهداف قيادات حماس على أراضٍ تركية، ما دفع أنقرة للتحذير من إمكانية توسع الهجمات الإسرائيلية وخلق قلق حقيقي حول كونها «التالية في القائمة» واتخاذ تدابير أمنية لحماية المكونات الحساسة وقيادات المقاومة[47]. وفي خطوة رمزية وإثارية، اعترف نتنياهو في 27 أغسطس 2025 بالمذابح الأرمنية كـ«إبادة جماعية» في خطوة تحمل أبعادًا دبلوماسية وتُقرأ في سياق التوتُّر مع تركيا ثم أضاف هجومًا كلاميًّا على أردوغان باستحضار خلافات تاريخية حول قطع أثرية كــ«نقش سلوان»[48].

على صعيد التحالفات والقدرات، كشفت تقارير عن تزويد إسرائيل قبرص بمنظومة باراك إم إكس للدفاع الجوي، ما يعزِّز شبكة تعاون (إسرائيل – قبرص – اليونان) ويؤثر في موازين الرصد والردع شرق المتوسط ويثير حسابات تركية بشأن مجالها الجوي والبحري[49]. كما شكَّل تقرير لجنة ناجل (يناير 2025) نقطة فارقة بتحذيره من طموحات تركية قد تستدعي الاستعداد لحرب محتملة مع تركيا، وأوصى بتخصيص ميزانيات ضخمة وتوسيع قدرات الضرب بعيد المدى والدفاع الجوي وبناء حاجز أمني ما يعكس تحولًا إسرائيليًّا من خطاب تأمين إلى تخطيط عسكري عملي لمواجهة سيناريوهات مواجهة متصاعدة مع تركيا[50].

هذه التطورات تشكِّل إدراكًا تركيًّا بأن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية أو تصعيدها ضد إسرائيل ليس مجرَّد موقف أخلاقي أو سياسي، بل جزءٌ من صراع استراتيجي أوسع، إن التصعيد الإسرائيلي ضد تركيا لم يدفع أنقرة إلى “التراجع” عن موقفها المناهض للعدوان على غزة، بل أدَّى إلى “تجدُّدٍ” أكثر تعقيدًا في استراتيجيتها. لقد عزَّز هذا التصعيد قناعة تركيا بأن إسرائيل تشكل تهديدًا وجوديًّا للأمن القومي التركي، ممَّا دفعها إلى تعزيز قدراتها الردعية وتشديد خطابها. غير أن هذا التجدُّد لم يصل إلى حدِّ المغامرة بمواجهة عسكرية شاملة.

2- العدوان على طهران والدوحة:

أدَّى اندلاع الحرب الإيرانية-الإسرائيلية (12 يومًا في 13-24/25 يونيو 2025) ومحاولة اغتيال قيادات حماس في الدوحة (سبتمبر 2025) إلى تحويل المخاوف التركية من قلق سياسي إلى تهديد أمني مباشر، فاعتُبرت تلك العمليات إشارات على قدرة إسرائيل على ضرب أهداف إقليمية فوق سيادة الدول[51]. رفعت أنقرة حالة التأهب وعقدت اجتماعات أمنية رفيعة المستوى (اجتماع أمني مطول بين أردوغان ووزراء الدفاع والخارجية ورؤساء الاستخبارات) ثم تبنَّت خطوات دفاعية وسياسية استباقية، فيما حذَّر المتحدِّث العسكري من أن ضربات مثل تلك التي وقعت في الدوحة قد تتَّسع وتجرُّ المنطقة إلى كارثة، ممَّا زاد القلق حول أمان قيادات المقاومة المضيفة[52]. وتحوَّل خطاب أنقرة من إدانات سياسية إلى تقييم أمني-استراتيجي يضع إسرائيل بوصفها تهديدًا محتملًا للأمن القومي؛ هذا التجسيد العملي ظهر في تحسين القدرات الدفاعية وبلورة ردع عسكري وسياسي، وتحويل موقف تركيا من دعم سياسي أخلاقي لقضية غزة إلى جزء من استراتيجية دفاع شاملة[53]. يمكن القول إن الحرب الإيرانية الإسرائيلية وهجوم الدوحة أدَّيا إلى تجدُّد وتصعيد واضحين في الموقف التركي من دولة الاحتلال. هذا التجدُّد لم يكن مجرد استمرار لمواقف سابقة، بل كان تطويرًا نوعيًّا شمل عدَّة أبعاد: تحويل القضية من موقف سياسي إلى ضرورة أمنية، وتطوير قدرات عسكرية لدعم المواقف السياسية، وتبنِّي دور قيادي إقليمي في مواجهة إسرائيل. كما دفعتْها للاستعداد العسكري والتصعيد السياسي. وتوجيه رسائل ردع واضحة لإسرائيل بجاهزيَّتها عسكريًّا في مواجهة إسرائيل عبر القبة الفولاذية وصاروخ تايفون وشبكة الملاجئ وأن تركيا مستعدَّة لدفع الثمن للدفاع عن مواقفها.

لقد حوَّلت الحرب الإيرانية الإسرائيلية الموقف التركي من الحرب على غزة من موقف أخلاقي وسياسي إلى موقف أمني واستراتيجي، وهذا التحول يعني أن أي تراجع في الموقف التركي من القضية الفلسطينية أصبح مستبعدًا، لأن مثل هذا التراجع سيُفسر كضعف أمام التهديد الإسرائيلي، وهو ما لا يمكن لتركيا أن تتحمَّله في المناخ الأمني الحالي.

سقف النفوذ والتأثير التركي:

ثمة ثلاث دوائر رئيسة، إلى جانب عدة دوائر أخرى أقل أهمية -يمكن استخلاصها مما سبق- تفرض حدودًا واضحة، وإن اتسمت بالمرونة أحيانًا، على قوة تركيا وقدرتها على الفعل السياسي تجاه العدوان على غزة[54]:

أولًا ـ البعد الاقتصادي: ترتبط تركيا ارتباطًا وثيقًا بالأسواق والاستثمارات الغربية، وتعتمد أجزاء مهمة من اقتصادها على رؤوس مال غربية وصادرات موجّهة إلى أوروبا والولايات المتحدة، كما تعتمد قطاعاتها الرئيسة على الاقتراض في الأسواق العالمية ومؤسسات الإقراض الدولية. لذلك تظل أنقرة بحاجة للحفاظ على علاقات وظيفية مع الغرب وتجنّب القطيعة التي قد تطيح بقدرتها الاقتصادية.

ثانيًا ـ المعارضة والصدام الإقليمي: تواجه الفعل التركي مقاومة من قوى جوار مثل إيران ومن دول عربية كبرى أو طامحة إقليميًا كالسعودية ومصر والإمارات، التي تعمل على تحجيم النفوذ التركي في الساحة العربية، خصوصًا في سوريا وليبيا والسودان، كما تسعى إلى احتواء أي توسع تركي يرى فيه البعض تهديدًا للمصالح الإقليمية وتصاعد في العداء والتهديد الإسرائيلي لتركيا في سوريا والتعاون العسكري مع اليونان.

ثالثًا ـ حدود الفعالية أمام القوى الكبرى: عندما تتقاطع مصالح الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين، تتقلص قدرة تركيا على الحسم؛ فنجاح أنقرة في حالات إقليمية مثل أذربيجان أو ليبيا كان ممكنًا لأن القوى الكبرى لم تكن طرفًا مباشرًا أو اتخذت موقفًا محايدًا، بينما فشلت أو اضطرت للمساومة حيث تداخلت مصالح هذه القوى (سوريا، شرق المتوسط، أوكرانيا، غزة).

أخيرًا ـ العامل الاقتصادي الداخلي: الأزمة المالية والعقوبات الأمريكية منذ 2019، وتبعات جائحة كوفيد-19، فرضت على أنقرة مراجعات متكررة لخطواتها الخارجية ومحاولات لبحث بدائل اقتصادية؛ ومن ثم فإن الموقف التركي الحالي تجاه غزة يقرأ في سياق تجنّب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة والحفاظ على العلاقات الغربية وتسوية الاحتكاكات في شرق المتوسط-عوامل طويلة الأمد ستظل تشكل سقف قدرة تركيا على التحرك الإقليمي.

ثالثًا- الموقف التركي: تجدُّد أم تراجع؟

يمثِّل الموقف التركي من الحرب على غزة حالة معقَّدة تتجاوز ثنائية “التجدُّد” أو “التراجع”، فالموقف التركي ليس كتلة واحدة، بل هو مجموعة من السياسات المنفصلة تؤثر عليه قضايا عدَّة والتي تتحرَّك بسرعات واتجاهات مختلفة. فبينما نرى تصاعدًا في حدَّة الخطاب السياسي والدبلوماسي، نجد تدرُّجًا وحَذِرًا في الإجراءات الاقتصادية والعسكرية. هذا التباين يجعل هناك صعوبة في إصدار حكم واحد ينطبق على جميع جوانب الموقف. كما أن العوامل المؤثِّرة في السياسة التركية متناقضة أحيانًا. الضغوط الشعبية الداخلية تدفع نحو التصعيد، بينما الاعتبارات الاقتصادية والبيئة الإقليمية والدولية وشبكة العلاقات والتحالفات لدى تركيا وإسرائيل تدفع نحو الحذر، والنتيجة هي موقف هجين يجمع بين عناصر من كلا الاتجاهين. كذلك، ما يظهر من أداء أنقرة أنها تتبع استراتيجية طويلة المدى، حيث تفضِّل التحرُّك التدريجي الذي يحقِّق الضغط المستدام مع تجنُّب المخاطرة الكبيرة. وهذا النهج لا ينتمي بشكل واضح إلى خانة التجدُّد أو التراجع، إلا أنه إجمالًا يمكن القول إن الموقف التركي شهد تجدُّدًا في الخطاب والمواقف والسياسات، لكنه اقترن بتراجع نسبي في السياسات المباشرة مقارنة بالمواقف المعلنة. وهذا التجدُّد والتصاعد في الموقف الرسمي من إسرائيل وأحد أبعادها يكمن في العدوان على غزة:

فمن ناحية التجدُّد، فقد تجلَّى على مدى نحو 23 شهرًا في انتقال من الحياد إلى مواجهة صدامية نسبيَّة، مع تنويع أدوات الضغط السياسي لتشمل خطابًا متصاعدًا، من الدعوات للتهدئة إلى وصف إسرائيل بـ”الدولة الإرهابية” ونتنياهو بـ”هتلر العصر الحديث”، وعقوبات اقتصادية أشمل، وإجراءات دبلوماسية، ودعمًا قانونيًّا دوليًّا، وصولًا إلى قطيعة سياسية واقتصادية جزئية مع إسرائيل وصولا لقطع العلاقات التجارية واللوجستية التجارية وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية. كما ظلت تركيا ثابتة على مبادئ مركزية مثل رفض تصنيف حماس كمنظمة إرهابية، ودعم القيادات الفلسطينية، ورفض التطبيع على حساب الحقوق الفلسطينية، مع سعيها لتحويل القضية إلى عنصر نفوذ إقليمي ضمن رؤية استراتيجية أوسع. ولم تَرْقَ إلى مستوى التدخُّل العسكري أو القطيعة الكاملة.

وبرز سقوط نظام بشار الأسد كعامل محوري مَهَّدَ لأنقرة هامشًا أوسع للتحرُّك في سوريا -بما في ذلك إمكانات إقامة قواعد ونفوذ عسكري يتيح قنوات مواجهة غير مباشرة مع إسرائيل- وفي موازاة ذلك شكَّل استهداف مكتب حماس في محطات إقليمية اختبارًا لقدرة التحالفات ودفع أنقرة إلى إعادة حساب مواقفها وتعزيز أدوات الحماية تجاه قيادات المقاومة الفلسطينية وتقييم إسرائيل من منافس أو خصم إلى تهديد للأمن القومي التركي. هذا التصعيد لم يقتصر على رَدِّ فعل عاجل، بل تحوَّل إلى مبادرة إقليمية استغلت تغيرات جيوسياسية، لا سيما في سوريا، لتعزيز الحضور التركي وتحويل الصراع إلى ساحة نفوذ تتيح المناورة من دون الدخول في مواجهة مباشرة شاملة. ومع ذلك استمرَّ التواصل التركي-الإسرائيلي في مجالات محددة، مثل الاتفاق على خط ساخن لتفادي التصعيد العسكري في سوريا، وبقيت تركيا محطة لخطوط إمداد الاحتلال بالنفط والغاز من أذربيجان، وهذا الشقُّ هو ما يبرز منه جانب البرجماتية والتباطؤ التركي إلى جانب الثورية الخطابية ضد الاحتلال وجرائمه. وفي المقابل ثمة عناصر مخفَّفة تحد من تحويل التصعيد الكلامي إلى مواجهة كاملة: عضوية تركيا في الناتو وحساسية علاقتها مع الولايات المتحدة تضع سقوفًا على خياراتها العسكرية، والاعتبارات الاقتصادية وأهداف الحكومة التنموية تقيِّد أي رغبة في التصعيد، كما أن التوازنات الإقليمية المعقَّدة، وعلاقات أنقرة مع مصر وقطر والسلطة الفلسطينية، تقتضي ضبطًا في تحركاتها، فتصبح الاستراتيجية التركية مزيجًا من تصعيد استراتيجي ومناورة تكتيكية ضمن حدود القدرات والمصالح القومية.

كيف نفهم التحركات التركية؟

يمكن تقديم تصور أشمل عن طبيعة التحركات التركية من خلال خطاب لأردوغان خلال مشاركته في وضع حجر الأساس لمشروع مبنى جديد لوزارة الخارجية بالعاصمة أنقرة[55]، والذي يمثل نموذجًا مركزيًّا لفهم المسار الذي اتَّخذته تركيا في تعاملها مع العدوان الإسرائيلي على غزة وفي سياستها الخارجية عمومًا؛ حيث يُظهر التحليل المتعمِّق للخطاب أن الموقف التركي يتَّسم باستمرارية واضحة في المبادئ مع تصعيد متدرِّج ومتنوِّع في الأدوات والآليات. ويُبرز الخطابُ الإطارَ التاريخيَّ الذي تضع فيه تركيا نفسها، إذ يؤكِّد أردوغان على “شرف خدمة القدس لمدة 400 عام” كأساسٍ شرعيٍّ لدورها الإقليمي. هذه الإشارة التاريخية ليست مجرد استحضار للماضي، بل تأكيد على الاستمرارية في المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية، ممَّا يعكس تجدُّدًا في الالتزام وليس تراجُعًا. كما أن اللغة المستخدمة في الخطاب تحمل دلالات تصعيدية واضحة، خاصة مع التوكيد على أن المسلمين “لن يتراجعوا قيد أنملة عن حقوقهم في القدس الشرقية”. هذه العبارة لا تعكس فقط ثباتًا في الموقف، بل تشير إلى تصعيد في الخطاب السياسي، حيث تتحوَّل من الدفاع عن الحقوق إلى التأكيد على عدم التراجع عنها بأيِّ ثمن. ويقدِّم أردوغان رؤية استراتيجية شاملة تدمج بين القوة الناعمة والصلبة، حيث يشير إلى أن تركيا “تستخدم قوتها الناعمة، وأحيانًا أخرى قدراتها الصلبة”. والربط الواضح بين القضية الفلسطينية والقضايا الإقليمية الأخرى، كما في الإشارة إلى سوريا واليمن ولبنان وقطر، يُظهر أن تركيا تتعامل مع الملف ليس كقضية منعزلة، بل كجزء من نسيج إقليمي متكامل، كما أشار إلي أن تركيا باتت اليوم دولة تلعب دورا فاعلا بالمنطقة، مضيفا “كما يفعل لاعب الشطرنج الماهر، نخطط لكل خطوة بأدق تفاصيلها ثم ننفذها بهدوء”. وأن تركيا لن تقع في الفخ ولن ننجر إلى الاستفزازات”، أي أن التحرك التركي سيظل كما يظهر كثيف التقدير كثير الحسابات ولن يجاري قوة الخطابات، ويمكن القول إنه على مدى 15 عاما الأخيرة تحولت العلاقات التركية الإسرائيلية إلى نمط من المواجهات المتقطعة غير المباشرة، تبرز فيه أوراق القوة والتأثير الجيوسياسي أكثر من المواجهة العسكرية المباشرة.

إن الموقف التركي من الحرب على غزة يمثل حالة دراسية معقَّدة تجسِّد التفاعل بين اعتبارات المصلحة الوطنية والهوية والرؤية الحضارية. فمن منظور الواقعية الجديدة، يمكن تفسير حرص تركيا على تجنُّب المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل رغم الخطاب الحادِّ بأنه نتاج حسابات دقيقة للتكلفة والعائد. فالأزمة الاقتصادية الداخلية المتمثِّلة في التضخُّم المرتفع وانخفاض قيمة الليرة، بالإضافة إلى الضغوط الأمريكية والأوروبية والرهانات الجيوسياسية في سوريا، فرضت قيودًا عملية على القدرة التركية على التصعيد العسكري. هذه المعادلة البراجماتية تفسِّر لماذا اتَّسمت السياسة التركية بالحذر في الجانب العسكري بينما شهدت تصاعدًا في المجالات الأخرى.

من ناحية أخرى، يقدِّم مدخل البناء الاجتماعي مفتاحًا لفهم الاستمرارية في الدعم التركي للقضية الفلسطينية. فالهوية الإسلامية لحزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى الضغط الشعبي الداخلي المتجلي في المظاهرات والحملات الشعبية، شكلت دافعًا قويًّا للتصعيد الخطابي والسياسي. كما أن الإرث التاريخي العثماني ودور تركيا كـ”حامية للمسلمين” أسَّسَا لرؤية استراتيجية تتجاوز الاعتبارات الآنيَّة. هذا البعد الهُوياتي يفسِّر لماذا حافظت تركيا على علاقاتها مع حماس ورفضت تصنيفها كمنظمة إرهابية، رغم الضغوط الدولية المتصاعدة.

أمَّا البعد المتِّصل بعمق مشروعها الحضاري فيتمثَّل من خلال خطابها الذي يقدِّم مشروعًا حضاريًّا بديلًا يواجه المشروع الغربي-الصهيوني. فمحاولة تركيا تقديم نفسها كقائدة للعالم الإسلامي تجلَّت في الخطاب الداعم المطلق للقضية الفلسطينية، لكن هذه الرؤية اصطدمت بحدود المصلحة الوطنية كما ظهر في الممارسة البراجماتية عبر العلاقات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل. من خلال التحليل التطوري الزمني، يمكن تتبُّع تطور الموقف التركي عبر أربع مراحل رئيسية. بدأت بمرحلة التردُّد خلال الأشهر الأولى من الحرب، حيث اتَّسم الموقف بالحياد والحذر، ثم انتقلت إلى مرحلة التصعيد التدريجي مع بدء العمليات البرية الإسرائيلية. وبلغت الذروة التصعيدية خلال عام 2024 بإعلان المقاطعة الاقتصادية ورفع الدعاوى القضائية، لتستقرَّ أخيرًا في مرحلة التهدئة النسبية مع الحفاظ على الخطاب الحاد. وعبر المقارنة السياقية، يتبيَّن أن الموقف التركي تفوَّق في درجة تصاعده على مواقف العديد من الدول العربية مثل مصر والسعودية، لكنه بقي أقل حدَّة من الموقف الإيراني. كما أن مقارنته بالمواقف التاريخية لتركيا نفسها، خاصة خلال عدوان 2008 وحادثة مرمرة 2010، تكشف عن استمرارية في المبادئ مع تجدُّد في الوسائل والأدوات، ويظهر من كل ما سبق أن الموقف التركي شهد تجدُّدًا خطابيًّا واضحًا من خلال استخدام مصطلحات حادة مثل “الإبادة الجماعية” و”جرائم الحرب” و”دولة الإرهاب” و”النازيين”، كما حقَّق تجدُّدًا دبلوماسيًّا عبر قطع العلاقات ورفع الدعاوى القضائية. لكنه في المقابل شهد تراجعًا في الفعالية على الأرض بسبب القيود الاقتصادية والجيوسياسية، فقد ظلَّ الدعمُ العسكريُّ المباشرُ شبه منعدم. وهذه الازدواجية بين الخطاب الثوري والممارسة الواقعية تمثِّل السِّمَةَ المركزيةَ للسياسة التركية، وهي نتاج التفاعل المعقَّد بين اعتبارات المصالح الاستراتيجية والاقتصادية، والاعتبارات الهُوياتية المتجسِّدة في الضغوط الشعبية والإرث التاريخي، والرؤية الحضارية الساعية لقيادة العالم الإسلامي.

خاتمة:

وإجمالًا؛ يمكن القول إن الموقف التركي يتَّجه نحو تصعيد استراتيجي مدروس، يقوم على استمرارية المبادئ مع تجدُّد الوسائل، مستفيدًا من المتغيِّرات الإقليمية والدولية، ممَّا يجعله أقرب إلى “التصعيد المتدرِّج” منه إلى “التراجع” أو “التجدُّد” بمفهومه البسيط. وبوصف تراكمي، يظهر أن عنصري التجدُّد والتصعيد هما السائدان في بنية الموقف التركي، بينما يمثِّل التراجع التكتيكي عاملًا مخفَّفًا لكنه ثانوي. فالتصعيد هنا ليس زيادة عابرة في الشدَّة بل تغيير نوعي في الطابع الاستراتيجي للموقف، إذ دمجت أنقرة القضية الفلسطينية في مشروع إقليمي أوسع وأدوات متعدِّدة القنوات (دبلوماسية – قانونية – لوجستية)، مع الحفاظ في الوقت ذاته على إدارة المخاطر والتهديدات على مشاريعها الوطنية والإقليمية، خاصة مع الأجندة الأساسية لحكومة أردوغان في ولايته الأخيرة. وخلاصة القول، إن الموقف التركي يمثل تصعيدًا استراتيجيًّا مصحوبًا بصبر تكتيكي، أي تصاعد في النبرة والفاعلية الرمزية والمؤسَّسية مع ضبط عملي يراعي حدود القدرات والتَّبعات. هذا التوصيف يتيح رصدًا منهجيًّا لتحولات مستقبلية السلوك التركي تجاه العدوان على غزة لتكوين تقدير موضوعي لمدى قدرة أنقرة على تحويل زخم الخطاب إلى تأثير عملي دائم، أو بالمقابل، تراجع تكتيكي، إذا تزايدت الضغوط الخارجية والداخلية.

ومن كل ما سبق يتَّضح أن الموقف التركي لم يسلك مسارًا خطِّيًّا واضحًا نحو التجدُّد أو التراجع، بل اتَّسم بطبيعة ديناميكية هجينة تجمع بين العناصر التصعيدية والاحتواء، في إطار استراتيجية أكبر تهدف إلى تحقيق توازن صعب بين المبادئ والمصالح في بيئة إقليمية بالغة التعقيد. كما أن الأمر لم يعد يتعلق فقط بالأزمة الإنسانية التي تتكشَّف في غزة، بل إن تركيا بدأت تنظر تدريجيًّا إلى إسرائيل باعتبارها تهديدًا للأمن القومي، حيث أصبح التوسع الإسرائيلي وهجماته في مختلف أنحاء المنطقة وتعين تركيا كتهديد في العقل الإستراتيجي الصهيوني والسعي لمحاصرة تركيا عسكريا؛ سببًا للقلق الاستراتيجي التركي ويعقد حسابتها بشكل أكبر تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية عمومًا وفي غزة خصوصًا.


الهوامش:

باحث في العلوم السياسية.

[1] “حماس ليست إرهابيّة” … هل تغير الموقف التركيّ من الحرب على غزة؟، الجزيرة نت، 2 نوفمبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/dHNR

[2] المصدر السابق.

[3] الرؤية التركية لتطورات الموقف في غزة، مركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم، 20 نوفمبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/TmWv

[4] حماس ليست إرهابيّة … هل تغير الموقف التركيّ من الحرب على غزة؟، مصدر سابق.

[5] راجع:

  • كيف تعاملت تركيا مع تطورات حرب غزة؟، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مصدر سابق
  • الجديد في مواقف الدول والمنظمات الإسلامية من العدوان على غزة، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 12 نوفمبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/xwZZx
  • أردوغان يدعو إسرائيل لإنهاء «الجنون» ووقف الهجمات على غزة، الشرق الأوسط، 28 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/ZDGik

[6] راجع:

  • أردوغان يؤكد دعمه لحماس ويعتبر نتنياهو من نازيي العصر، الجزيرة نت، 9 مارس 2024، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/gtUN
  • أردوغان: “حماس” حركة “تحرر وطني”، روسيا اليوم، 26 أبريل 2024، تاريخ الاطلاع: 12 سبتمبر 2025، https://bit.ly/3VXAuOi

[7] تطورات مواقف الدول والمنظمات الإسلامية غير العربية من العدوان على غزة، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 30 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/kVWY

[8] لماذا يتواصل توتر العلاقات التركية الإسرائيلية قبل حرب غزة وبعدها؟، أسباب، يناير 2024، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/gvqT

[9] راجع:

  • تركيا تستعين بجمعية مصدّرين لوقف ما تبقى من تجارة مع إسرائيل، الجزيرة نت، 19 نوفمبر 2024، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/4mRqm4K
  • بعد حظر تصدير 54 منتجا.. إسرائيليون يبحثون طرقا ملتوية للاستيراد من تركيا، الجزيرة نت، 11 أبريل 2024، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/4naDCSl

[10] راجع:

  • مقالة من تقرير بنك إسرائيل لعام 2024: تأثير الحظر التركي على الاقتصاد الإسرائيلي، بنك إسرائيل، 19 مارس 2025، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/4nDDPhS
  • بعد حظر تصدير 54 منتجا.. إسرائيليون يبحثون طرقا ملتوية للاستيراد من تركيا، الجزيرة نت، مصدر سابق

[11] طه العاني، ما دلالات تعليق تركيا التعاون الطاقي مع إسرائيل؟، الجزيرة نت، 1 نوفمبر 2023، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/4nEyF5a

[12] راجع:

  • بروز أذربيجان الغريب.. تحالف مع تركيا وصراع إيران وتعاون مع إسرائيل، الجزيرة نت، 20 يوليو 2025، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/6WTPB
  • أنس فيصل، النفط الأذربيجاني لا يزال يتدفق إلى إسرائيل عبر تركيا، 3 ديسمبر 2024، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/9Y90y

[13] آمنة فايد، كيف تعاملت تركيا مع تطورات حرب غزة؟، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 18 فبراير 2024، تاريخ الاطلاع: 21 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/bZBSs

[14] ماذا يعني انضمام تركيا لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟، الجزيرة نت، 8 أغسطس 2024، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/ywHLL

[15] قرار “الاتحاد من أجل السلام” أداة الأمم المتحدة لتجاوز شلل مجلس الأمن، الجزيرة نت، 20 أغسطس 2025، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/4Wlhx

[16] أردوغان: سنواصل عزل إسرائيل دوليا.. ومجازر الاحتلال ستسجله كدولة إرهاب ملعونة عالميا، الشروق المصرية، 15 نوفمبر 2023، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/fkasE

[17] راجع:

  • الرؤية التركية لتطورات الموقف في غزة، مرجع سابق.
  • تركيا ترسل أكبر شحنة مساعدات إلى غزة عبر مصر! تحمل 3 آلاف طن جُمع معظمها عبر تبرعات، عربي بوست، 7 مارس 2024، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/epNh
  • أردوغان يؤكد دعمه لحماس ويعتبر نتنياهو من نازيي العصر، الجزيرة نت، مصدر سابق
  • الرؤية التركية لتطورات الموقف في غزة، مصدر سابق.
  • قراءة تحليلية لدوافع وتداعيات الموقف التركي من الحرب الإسرائيلية على غزة، مصدر سابق.

[18] Alperen Aktaş; Esra Tekin, Türkiye has sent over 101,000 tons of humanitarian aid to Gaza, Anadolu Agency (AA), 19 August 2025 (updated 20 August 2025), Accessed: 27 September 2025, available at: https://bit.ly/47amQfQ

[19] Krzysztof Strachota, Turkey’s harsh response to the conflict in Gaza, Centre for Eastern Studies (OSW), 23 October 2023, Accessed 27 September 2025, available at: https://2h.ae/rMLtJ

[20] Basil AlMohammed, From rival to foe: Why Turkey now views Israel as a threat, The New Arab, 11 September 2025, Accessed 27 September 2025, available at: https://bit.ly/4h93hsY

[21] تركيا تؤكد قطع علاقاتها التجارية مع إسرائيل وإغلاق موانئها أمامها، الجزيرة نت، 30 أغسطس 2025، تاريخ الاطلاع: 14 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/4njeHwA

[22] Punishing Erdogan? Analyzing the defeat of Turkey’s Justice and Development Party, 17 April 2024, Accessed 27 September 2025, available at: https://2h.ae/ydYj

  • الانتخابات البلدية التركية: هل تمثل نقطة تحول في المشهد السياسي؟، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، 4 أبريل 2024، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/nvnmh

[23] Look:

  • Ramyar D. Rossoukh, Beyond Erdoğan: Lessons from Turkey’s 2024 Local Elections, Crown Center / Brandeis University (publication), 1 May 2024, Accessed 27 September 2025, available at: https://2h.ae/rCAt

[24] استطلاع رأي يرصد أسباب خسارة أردوغان للبلديات، زمان التركية، 29 أبريل 2024، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/vpuM

[25] ارتفاع التضخم في تركيا إلى 85.5% في أكتوبر.. أعلى مستوى منذ 1997، العربية، 3 نوفمبر 2022، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/fNbp

[26] Turkish Foreign Policy in an Unhinged World, Middle East Council on Global Affairs, 2024, Accessed: 27 September 2025, available at: https://bit.ly/47rNAty

[27] Shakovskaya, Barnashov, Malakhovsky, Danilov, Turkish-Israeli Relations: Partnership, Problems, Perspectives, Vol. 23, No. 4 (2023), available at: https://2h.ae/rCbDv

[28] Adam Michalski, Turbulent stabilisation: Turkey’s economy under Şimşek’s supervision, 9 July 2025, Accessed: 20 September 2025, available at: https://2h.ae/eAIV

[29] Look:

  • Dr. Saeed Al-Hajj, Türkiye and “Al-Aqsa Flood” … Variations in Reading and Discourse, Al-Mujtama Magazine, 29 October 2024, Accessed: 27 September 2025, available at: https://bit.ly/4olA3JF
  • Murat Yeşiltaş, Türkiye’s diplomatic and legal stand in Gaza crisis, Daily Sabah, 03 May 2024, Accessed 27 September 2025, available at: https://bit.ly/3J60kgj

[30] Zeynep Burcu Uğur; Ömer Demir; İbrahim Dalmış، Public Opinion and Reaction to Israel’s War on Gaza after October 7 in Türkiye, Insight Turkey (SETA/Foundation publication), Vol. 26, No. 2, Spring 2024, Accessed: 27 September 2025, https://bit.ly/3WJcDlG

[31] إيلول آشكن أكجاي؛ أومر آشر تشوهادر، أنقرة.. احتجاجات أمام السفارة الأمريكية ضد مجازر إسرائيل في غزة، وكالة الأناضول، 06 أبريل 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/YFqu

[32] Aleksandra Maria Spancerska, Türkiye Seeks Mediator Role in Israel-Hamas War, Polish Institute of International Affairs (PISM), 15 November 2023, Accessed: 27 September 2025, available at: https://bit.ly/3WDiR6D

[33] انهيار النظام السوري: فرصة لإسرائيل أم بداية مأزق جديد؟، ترك برس، 22 أبريل 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://www.turkpress.co/node/105357

[34] راجع:

  • رمضان بورصة، تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا، الجزيرة نت، 25 يوليو 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/rbVc
  • هل اقترب الصدام بين تركيا وإسرائيل في سوريا؟، الجزيرة نت، 24 يوليو 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/dObg

[35] هل هناك صراع خفي بين تركيا وإسرائيل في سوريا؟، بي بي سي عربي، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/47aWKtp

[36] Turkey attempts to establish a foothold in the Palestinian arena, Arab countries refuse, JERUSALEM POST, 25 April 2024, Accessed: 11 September 2025, available at: https://bit.ly/3K3qhgB

[37] مصر تحيي مقترح «القوة العربية المشتركة»، الأخبار اللبنانية، 13 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 14 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/vkej

[38] راجع:

  • ألمانيا تصدر أسلحة لإسرائيل بنحو نصف مليار يورو منذ 7 أكتوبر، سكاي نيوز عربية، 3 يونيو 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/rPsI
  • الجزيرة تكشف تفاصيل دعم الغرب لإسرائيل بـ 6 آلاف رحلة عسكرية خلال عام، الجزيرة نت، 23 أكتوبر 2024، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/rgZuN
  • مصدر سابق: الاتحاد الأوروبي والحرب في غزة: تناقُص الأدوار الدبلوماسية وتعاظُم الهواجس الأمنية، https://2h.ae/tIuP

[39] Look:

  • The Unit for Political Studies, Transformations in European Attitudes toward the Genocidal War on Gaza, Arab Center Washington DC (The Unit for Political Studies) / Doha Institute reproduction, 4 June 2025, Accessed: 27 September 2025, available at: https://2h.ae/JKuF
  • Amnesty International, Europe: EU leaders’ ‘shameful’ attempt at justifying Israel’s genocide and war crimes against Palestinians, Amnesty International press release, 20 March 2025, Accessed: 27 September 2025, available at: https://2h.ae/dBKQ
  • من الانحياز إلى التصدع: أفق التحول في المواقف الأوروبية من حرب الإبادة في غزة، المركز العربي للدراسات وأبحاث السياسات، 4 يونيو 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/CAMP

[40] راجع:

  • 4 دول غربية كبرى تعترف رسميا بدولة فلسطينية، سكاي نيوز عربية، 22 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/ZlNQ
  • الجزائر أولها…ما هي الدول التي اعترفت بدولة فلسطينية حتى الآن؟، فرانس 24 (النسخة العربية)، 21 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/PtFj

[41] راجع:

  • “ريفييرا الشرق الأوسط” مشروع أميركي للتهجير القسري بغزة، الجزيرة نت، 10 أبريل 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/cRmy
  • أردوغان: خطة ترامب بشأن غزة “عبثية”، سكاي نيوز عربية، 10 فبراير 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3Vs2Wrt
  • أردوغان: حسابات أميركا خاطئة في الشرق الأوسط، الجزيرة نت، 14 فبراير 2025، تاريخ الاطلاع: 20 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3KnrVK5

[42] راجع:

  • Trump says to host Turkey’s Erdogan at White House on Sept. 25, Reuters, 19 September 2025, Accessed: 27 September 2025, available at: https://bit.ly/3JaIk4h
  • U.S. envoy expects Trump, Erdogan to resolve arms sanctions on Turkey this year -Anadolu, Reuters (reporting Anadolu), 30 June 2025, Accessed: 27 September 2025, available at: https://bit.ly/3IP4Akh
  • رهان أردوغان على ترامب.. هل يعيد رسم العلاقات مع أميركا؟، سكاي نيوز عربية، 26 مارس 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/42t44PB
  • حِقبة جديدة من العلاقات الأمريكية التركية، مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية، 26 مارس 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/4pGGJE0

[43] راجع:

  • حِقبة جديدة من العلاقات الأمريكية التركية، أبعاد للدراسات الاستراتيجية، 26 مارس 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/qFOZ
  • الرئيس أردوغان: سنحقق هدفنا مع واشنطن ببلوغ 100 مليار دولار في التجارة، وكالة الأناضول، 22 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/SePZ

[44] ترامب: قريبون من التوصل لاتفاق غزة.. وهذا الرئيس ساعدني، سكاي نيوز عربية، 4 أكتوبر 2025، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/61oB0

[45] راجع:

  • هدد بتدمير اقتصادها.. ترامب يفرض عقوبات على تركيا تشمل ثلاثة وزراء، الجزيرة نت، 15 أكتوبر 2019، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/481TGSt
  • ترامب يعلن فرض أولى العقوبات على تركيا، رويترز، 14 أكتوبر 2019، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/4msSgnq
  • صحف: ترامب نسف ما بناه أسلافه مع الهند ودفعها لحضن الصين وروسيا، الجزيرة نت، 1 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/48v5VHb
  • قرار ترامب بشأن التأشيرات يشعل التوتر بين الهند وأميركا، الجزيرة نت، 23 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3K9EJ6Z

[46] راجع:

  • مسؤول إسرائيلي: ترامب شارك بخطة خداع إيران بأن الهجوم غير وشيك، وكالة الأناضول، 13 يونيو 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/46xsY1D
  • محمد محمود السيد، كيف خدعت إسرائيل إيران بهجومها المفاجئ؟، المستقبل للدراسات، 13 يونيو 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/47rOXII

[47] خسائر بمليارات الدولارات وصدام محتمل.. هل تتهور إسرائيل في مواجهة تركيا؟، عربي بوست، 21 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/PxMH

[48] راجع:

  • ما دلالات إقرار نتنياهو الاعتراف بـ”الإبادة الجماعية” للأرمن؟، الجزيرة نت، 28 أغسطس 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/mAhX
  • نتنياهو: أردوغان وراء عدم تسليم تركيا نقشا تاريخيا لإسرائيل، وكالة الأناضول، 17 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/jVwH

[49] موقع بريطاني: الدفاع الجوي الإسرائيلي في قبرص يوسع نطاقه ليشمل تركيا، الجزيرة نت، 16 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/qOGYJ

[50] لجنة ناغل الإسرائيلية: علينا الاستعداد لحرب مع تركيا، الجزيرة نت، 7 يناير 2025، تاريخ الاطلاع: 27 سبتمبر 2025، الساعة 12:00، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/ifIV

[51] محمد المشهراوي، تركيا متأهبة.. ما الذي يقلق أنقرة من هجوم إسرائيل على إيران؟، سكاي نيوز عربية، 14 يونيو 2025، تاريخ الاطلاع: 20 سبتمبر 2025، https://2h.ae/MFVb

[52] راجع:

  • وزارة الدفاع التركية: نقف مع قطر بكل ما أوتينا من قوة ضد الهجوم الإسرائيلي، الجزيرة مباشر، 11 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 20 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/RqHu
  • Andrew Wilks and Abby Sewell, Turkey wary of Israeli threat following airstrike on Hamas in Qatar, Washington post, 14 September 2025, Accessed: 27 September 2025, available at: https://2h.ae/pNfx
  • Türkiye wary over potential Israeli threat after Qatar attack: Report, Turkiyetoday, 14 September 2025, Accessed: 27 September 2025, available at: https://2h.ae/eveo

[53] راجع:

  • إليس جيفوري، هل تركيا هي الهدف التالي لإسرائيل في الشرق الأوسط؟، الجزيرة نت، 22 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 25 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/lkgu
  • لوموند: تركيا تتوجس من ضربة إسرائيلية محتملة، الجزيرة نت، 17 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 22 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/DwVa
  • أردوغان: تركيا تبذل كلَّ ما يلزم لوقف وحشية عصابة نتنياهو الإجرامية في غزة، تي آر تي عربي، 11 أغسطس 2025، تاريخ الاطلاع: 18 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2h.ae/Zfmq

[54] قيود خارجية: انعطاف الموقف التركي من غزة، مركز الجزيرة للدراسات، 29 فبراير 2024، تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/QBGAU

[55] أردوغان: كمسلمين لن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا بالقدس الشرقية، وكالة الأناضول، 17 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 18 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/t6gXg

نشر في العدد 39 من فصلية قضايا ونظرات – أكتوبر 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى