عرض كتاب “شروط النهضة” لمالك بن نبي


مقدمة*:
مالك بن نبي.. المفكر الجزائري المسلم الذي شغلته شؤون واقعه المعيش ومحاولة تفسير الحالة التي كانت عليها الأمة في عهده وكيفية الخروج منها، فذلك كان من أهم رغباته المنشودة. لقد عاش في فترة شابها الاضطراب العالمي والاستعمار الأوروبي لدولٍ أسيوية وأفريقية جمة، فكان المفكر الجزائري المُستعمرَة دولته من فرنسا يُفكر ويبحث في أسباب نيل الاستعمار من الشعوب وأين ذهبت الفكرة الدينية في جمع شمل الأمة الإسلامية على غرار ما كانت عليه قبل ذاك العهد.
يُعتبر كتاب “شروط النهضة” من أهمِّ الكتب التي ألَّفها “مالك بن نبي” رحمه الله؛ فهو يحتوي الخريطة العامَّة لمعظم أفكاره التي قدَّمها في كتبه الأخرى، والتي أراد من خلالها تشخيص مشكلات العالم الإسلامي ومعالجتها. ولفهم الفكرة العامَّة لهذا الكتاب، لا بدَّ لنا من الوقوف على إشكاليَّته الرئيسية التي أراد “بن نبي” البحث فيها، وذلك من خلال تساؤلات طرحها في ثنايا كتابه هذا، وهي: لماذا آلت أحوال أمتنا إلى التدهور؟ كيف نصلح عالمنا الإسلاميَّ؟ ما الشروط التي يجب أن نعمل عليها لننهض، ونستعيد مكانتنا كأمَّةٍ تؤثِّر في حركة التاريخ؟
التعريف بالكاتب:
يُعد مالك بن نبي، المولود في الجزائر عام 1905، أحد أعلام الفكر الإسلامي المعاصر، وأحد روّاد النهضة الفكرية في القرن العشرين، حيث ترك بصمةً عميقةً في مجالات الفكر والإصلاح الاجتماعي. في كتاباته، اهتم بالبحث في قضايا الحضارة والنهوض بالأمة الإسلامية، وقد تناول في أعماله أهمية الثقافة والتعليم باعتبارهما الأساس في بناء المجتمع وتقدمه.
كان بن نبي فيلسوفًا كاتبًا إلى جانب كونه مهندسًا، ويمكن اعتباره امتدادًا لابن خلدون لتأثره الواضح بفلسفته وأفكاره في مجال علم الاجتماع، كما أنّ له العديد من المؤلفات المهمة والتي ابتدأها بسلسلة تحمل عنوان “مشكلات الحضارة”، وأهم تلك الكتب ما جاء تحت اسم “شروط النهضة”، وهو الكتاب محل التناول، والذي احتوى في طياته منهاجًا نهضويًا للأمم المتخلفة. ولا تخفى المسحة الروحية والفلسفية في صفحات كتابه الذي استقى أفكاره من استقرائه للتراث الإنساني بجملته: مؤرخيه، ومفكريه، وفلاسفته، بالإضافة لدراسته الواقع الجزائري في فترةٍ تاريخية معيّنة[1].
سياق الكتاب:
نشر “مالك بن نبي” كتاب “شروط النهضة” للمرة الأولى في عام 1948. كان هذا التوقيت في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حين كانت العديد من الدول الإسلامية تسعى للتحرر من الاستعمار وبناء دول مستقلة، وكان قد نال الاستعمار من خيرات وثروات وطاقات الشعوب المستعمرَة. ولما كان بزيادة الاضطرابات تُنتج الأفكار، فقد سعى بن نبي -كأي مفكر إصلاحي- لتفسير الحالة التي آلت إليها الشعوب الإسلامية المُستعمَرة وتقديم سُبُل للأخذ بزمامها للتقدم وتحقيق النهضة المُرادة. وبشكلٍ عام، شهدت هذه الفترة حركةً فكرية متزايدة تهدف إلى البحث عن حلول لمشكلات التخلف والركود، وانتشرت الأيديولوجيات المختلفة مثل القومية والاشتراكية في العالم العربي والإسلامي.
أهميته الحالية:
تنبع أهمية تناول هذا الكتاب من كون العالم الإسلامي الآن في أحوج أوقاته لدراسة ما ألـمَّ به من أزماتٍ في ظل حالة التراجع التي يُعانيها، فرغم اختلاف الحقب الزمنية إلا أن واقع الأمة لم يختلف كثيرًا. ربما تتنوع مظاهر الأزمات، لكن تبقى الإشكاليات الكامنة هي ذاتها. ولقد كان “مالك بن نبي” من أبرز من أطلقواْ سهام النقد على مشروع التحديث وتمثيلاته في الوعي والاجتماع العربي والإسلامي، فذلك هو بيت الداء، وفي هذا الإطار نقد الكتاب المجتمع الجزائري وصفاته الدينية الإسلامية التي مالت للاستعمار وتقبلت أفكاره، وهو نموذج للعديد من المجتمعات الإسلامية وإن اختلفت درجات التماهي مع الآخر.
-
الإطار النظري، ومنهج الكتاب
يأتي هذا العمل تحت مظلة نظرية التغيير الاجتماعي، وهي تقدم بديلا عن المناهج الأخرى للتفكير والعمل ومنطق التخطيط الأكثر صرامة. ويتلاءم ذلك مع كوننا نعيش في عصرٍ معقد، وفي بعض الأحيان، يتسم بالصراعات المتداخلة؛ ومن ثم نحتاج إلى أدواتٍ أكثر مرونة تمكننا من التخطيط لأعمالنا ومراقبتها في سياقات غير مؤكدة؛ ولنفكر دائمًا من منظورٍ مرن وليس جامدًا.
ذلك يتناسب مع ما يشهده العالم من تنامي دور الأفكار والثقافات وليس فقط القوة المادية، فالقوة الرمزية لها دورها في تحقيق التغيير والسمو نحو الأفضل من القيم والمعايير. ومن ثم، فالحديث عن السبل المرغوب اتباعها في تحقيق النهضة والحضارة لا يقتصر على القوى المادية فقط، وإنما يمتد للجانب المعياري الذي له دوره الكبير في هذا، فلا تُعتبر متحضرةً تلك المجتمعات التي جُلّ تركيزها وتنميتها في مجال القوة الاقتصادية والعسكرية، ولا التحضر يعني الانتقال من الريف إلى المدن.
لهذا الأفق الحضاري، استخدم المؤلف اتجاهًا تنظيريًا فريدًا في كتابه، حيث المنهج متعدد التخصصات الذي ربط بين علومٍ مختلفة لتحقيق النهضة المنشودة، وهو ما جعل الكتاب مميزًا في طرح الأفكار وتفسير الأحداث[2]. كذا استخدم الكاتب الاستقراء والتحليل لرسم خطط مستقبلية تسير عليها الشعوب للغاية المنشودة (النهضة).
إن استيعاب هذا المنهج الذي اتبعه الكاتب يساعدنا في تقصَّي بناء الأفكار في سرد الكتاب، وفحص الجزئيات التي تفسر وتوضح لنا الظواهر، فضلا عن استلهام مقاصد بن نبي وأغراضه. فقد استطاع أن يُوفق في هذا الكتاب بين الانفتاح على عطاءات المعارف الإنسانية المعاصرة، والثبات المتسق المحافظ على أصالة الفكر الإسلامي، فتحقق له بذلك الجمع بين عالمية الخطاب وخصوصية المرجعية.
الإطار المفاهيمي:
ترتبط الدراسة بمفاهيم متعددة، منها:
- النهضة لغةً: تعريف كلمة “نهضة” في معجم المعاني الجامع أنه اسم مرَّة من الفعل “نَهَضَ”، والنَّهْضَة: هي الطَّاقةُ والقُوَّة، وكذا قد تأتي بمعنى الوثبةُ في سبيل التقدّم الاجتماعي أَو غيره. والفتى كثير النَهَضات: يعني كثير الحركة. كان من فلان نهضةٌ إلى الخير: أي حركة وهمَّة. وباعث النَّهضة: هو أوّل الدعاة إليها، ويُقال النهضة العربيّة: الاِنبعاث، الارْتِفَاع، التجدد، التقدم، أي بعد التأخُّر والانحطاط عرفت البلاد نهضةً[3].
المفهوم اصطلاحًا: يُشير مصطلح النهضة إلى الجهود الفكرية والعملية، السياسية وغيرها، التي تستهدف نقل المجتمع من حالة الجمود والتخلف التي تتسم بها أوضاعه القائمة، إلى حالة أرقى تتسم بالهمة، والنشاط والحركة المتواصلة إلى الأمام وإلى الأعلى، ودراسة المشروعات الفكرية والسياسية المطروحة، وتمكين الشعوب من وضع قدميها على الطريق الذي يؤدي بها إلى اللحاق بركب العالم المتقدم، والمشاركة بفاعلية في الحضارة الإنسانية المعاصرة[4].
وهنا نرى بعض نقاط الاتفاق بين تعريف مالك بن نبي لمفهوم النهضة ومعناه الاصطلاحي المتعارف عليه، حيث التأكيد على السعي نحو الأمام والتقدم وتحريك المجتمعات نحو حالة أفضل من التقدم والتطور، وأيضًا هناك اتفاق حول أن النهضة تتضمن تحسينا للوضع الاجتماعي والثقافي والتقدم العلمي والتكنولوجي في المفهوم العام. وقد قدم بن نبي مفهوم “النهضة” في سياق الظروف التي يمر بها العالم الإسلامي آنذاك، وأكد على أن التقدم لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تم إصلاح الذات أولًا، وأن النهضة لا تتعلق فقط بالتقنيات أو الأفكار الغربية بل هي عملية نابعة من إحياء الفكر الإسلامي الصحيح مع مواكبة التقدم.
إذن، الاختلاف مع الرؤى الغربية السائدة يكمن في أن مفهوم النهضة عند مالك بن نبي لا يعتمد فقط على الجانب المادي أو العلمي، بل يتوسع ليشمل البُعد الروحي والعقلي، ويُشدد بن نبي على أهمية الوعي بالذات والفكر كمؤثرات رئيسية في إحداث التغيير.
- بناء الحضارة: لا يكون أي بناء للحضارة، إلا بتصويب المعادلة (العلاقة بين الإنسان والوقت والتراب/ الموارد الطبيعية)، والخروج من مرحلة (القصعة)[5]، ومعالجة الإصابة بالوهن، وهو ما يكون بإعادة صياغة الشخصية المسلمة اليوم، والارتفاع بها إلى سوية الإنسان المنتج، وتغييب صورة الإنسان المستهلك عن ضميرها ومناخها الثقافي، والتركيز على إنسان الواجبات، لا إنسان الحقوق.. إنسان البقاء والخلود بالعمل والإنتاج، لا إنسان الزوال والاستمتاع والاستهلاك، فالمبتغى ذلك الإنسان الذي يُدرك مدلول قوله تعالى: ﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ (التوبة: 38)[6].
إن عملية “بناء الحضارة” عند مالك بن نبي لا تقتصر فقط على الجوانب المادية، وإنما العوامل الروحية لها أهميتها في تقديم رؤية كونية أفضل والارتقاء بالإنسان نحو حياةٍ ملائمة، ويركز بن نبي على ثلاثة عناصر تُبنى بها الحضارة وهم الانسان والزمان والمكان.
- الوعي الحضاري: لقد حدّد الحق تبارك وتعالى مهمة الإنسان الحضارية في هذا الكون بقوله: ﴿هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾(هود:61). وهذا يعني أن الله قد كلّف الإنسان بإعمار الأرض وصنع الحضارة فيها. ويعني ذلك بدوره تمهيد الأرض وتحويلها إلى حال يجعلها صالحةً للعيش، والانتفاع بخيراتها. والاستعمار في الآية الكريمة هو طلب العمارة، ولا علاقة لهذا المصطلح بالمعنى السلبي الذي شهدناه في عهود الاحتلال الأجنبي لعالمنا الإسلامي وغير الإسلامي، والذي يرتبط في الأذهان بمعاني التخريب والسلب والنهب والاستغلال الشنيع للأرض وللإنسان.
وحتى يستطيع الإنسان القيام بهذه المهمة الحضارية في ذلك الكون، سلّحه الله بالعلم الذي جعله الإسلام فريضةً دينية. ولكن عمارة الأرض على هذا النحو ليست هي الحضارة بإطلاق، وكذلك ليست هي العمارة بإطلاق، وإنما هي أحد جوانب العمارة، ويمكن أن يُطلق عليها مصطلح “الحضارة الشيئية” أو المادية. أما الجانب الآخر الذي به تكتمل الحضارة -أو عمارة الأرض بالتعبير القرآني- فإنه يشمل كل القيم الدينية والعقلية والأخلاقية والجمالية، وبمعنى آخر: إن الحضارة الحقيقية هي التي تضع الإنسان في قمة أهدافها. فالحضارة عند “مالك بن نبي” تتلخص في معادلةٍ تقوم على: الإنسان، والوقت، والتراب، مع وجود الفكرة التي تدفع الإنسان ليستغلَّ وقته، والمادة المتاحة له، ليُنتج الحضارة. وإننا إذا أردنا أن نُحقِّق النهضة، علينا أن نحلَّ مشكلاتنا المتعلِّقة بالإنسان، وبالوقت، وبالتراب، وهذا ما سيحاول “بن نبي” أن يُرشدنا إليه فيما بعد[7].
الوعي الحضاري -كما عرفه “مالك بن نبي”- هو مفهوم خاص، يتناول علاقة الفرد والمجتمع بالقيم الثقافية والحضارية التي تؤثر على نمط الحياة. ويُركز بن نبي على كيفية تأثير البيئة الثقافية والاجتماعية على النمو العقلي والفكري للأفراد في إطار الحضارة، وهو يعتقد أن الوعي الحضاري ليس مجرد مجموعة من المعارف والأفكار، بل هو قوة فاعلة تُمكن الأفراد من بناء حضارة حية ومؤثرة.
يربط مالك هذا الوعي بالتغيير الداخلي والمشاركة الفعالة في تطور المجتمع؛ فهو يرى أن الوعي الحضاري لا يتحقق إلا عندما يكون لدى الفرد القدرة على تحفيز التغيير الفعّال في مجتمعه، وبناء علاقات سليمة بين قيمه وهويته الثقافية وبين المكونات الحضارية الأخرى. بالتالي، الفرق يكمن في أن الوعي الحضاري العام قد يكون مجرد فهم للأحداث والظواهر الحضارية من الخارج، بينما الوعي الحضاري عند “مالك بن نبي” هو وعي نقدي فاعل يرتكز على القدرة على التأثير وإعادة تشكيل الحضارة من الداخل.
أهم أفكار الكتاب
يُقدم الكتاب الذي بين أيدينا رؤيةً فريدةً حول كيفية بناء الحضارة الإسلامية من جديد في ظل التحديات المعاصرة، فهو يدعو للنهضة الفكرية والاقتصادية، مؤكدًا على محورية الإنسان في عملية التغيير الاجتماعي.
بلور مالك بن نبي معالجته ما سبق من أفكارٍ وإشكاليَّات في محورين:
الأول: دراسة التاريخ والحاضر، وطرح وتقييم الأفكار والجهود التي أراد بها المجتمع الإسلامي الخروج من مأزقه، حيث استخلاص العبر والدروس من التاريخ.
الثاني: محاولةٌ لتوجيه المستقبل، وهذا عبر تقديم طرق ومساراتٍ مبتكرة يجب أن نفكِّر وفقها، إذا أردنا أن نتجاوز تخلُّفنا وضعفنا ومأزقنا، إلى النهضة والقوَّة والتأثير.
أولًا- التاريخ والحاضر:
وتتمثل مرتكزات رؤية بن نبي النقدية في الآتي:
☆ دور الأبطال
عندما قدِم الاستعمار الأوروبيُّ على الشعوب الإسلامية، قاومته وواجهته في البداية بدورٍ بطوليٍّ خالصٍ، وتجلى هذا في المقاومات الشعبية المسلَّحة التي رغم إدراك روَّادها وأبطالها أنَّ موازين القوى فيها غير متكافئةٍ إطلاقًا، وأنهم واقعيَّا قد لا ينجحون في إيقاف المدِّ الأوروبيِّ المدمِّر، إلا أنهم -وانطلاقًا من العقيدة التي يؤمنون بها، واستجابةً لدوافع الشرف التي تحرِّكهم- حاربوا المحتلَّ بكل بطولةٍ، وصنعوا ملاحم حربيةً خالدةً.
إلا أن هذا الدور قد عابَهُ أمران:
- الأول: وقد كان ثغرةً كبيرةً، وهو أنه لا ينطلق من معالجة الأسباب الحقيقية التي أدَّت إلى ضعف الأمَّة وتخلُّفها؛ حيث اقتصر على إحداث ردِّ فعلٍ بطوليٍّ حماسيٍّ لا أكثر، وإن كان هو ردَّ الفعل الوحيد المطلوب والمتاح آنذاك.
- الثاني: ظهور سلبيةٌ أخرى تُحسَب ضدَّ هذا الدور البطولي أيضًا، ألا وهي أن الفاعل فيه إنما هو البطل وحده، وليس المجتمع بأكمله، فمشروع المقاومة يحمله فردٌ واحدٌ ليس إلا، هذا الفرد الذي إن استُشهد أو نُفي خارج البلاد، اختفى معه هذا المشروع.
إذن؛ وجب هنا تفعيل دور الفكرة؛ ليُنقَل المشروع من البطل الفرد إلى المجتمع والأمَّة، وهنا يشير بن نبي إلى: أنَّ التاريخ لا يبنيه البطل الفرد، وأن انتظار البطل الذي سيخلِّصنا من تخلُّفنا ويقود نهضتنا، وهمٌ وجب أن نكفَّ عنه؛ بل وجب أن نخلق الفكرة التي تقود الأمَّة والجماعة.
☆ دور الفكرة والسياسة
غطَّ العالم الإسلامي في سُباتٍ عميقٍ بعد القضاء على المقاومات الشعبية، إلى أن ظهرت فكرة النهضة على يد “جمال الدين الأفغاني” رحمه الله؛ وبُثَّت الروح في كل مكانٍ من العالم الإسلامي، وبلغ تأثيرها الوطن الجزائريَّ، فانطلقت الحركة الإصلاحية بتأسيس جمعية العلماء بقيادة الإمام المجاهد “عبد الحميد بن باديس” رحمه الله، فبدأ إشعاع الفكرة الإصلاحية يعمُّ الوطن، وبدأت معجزة البحث تتدفَّق من كلمات “ابن باديس”، وقد كانت فكرة الإصلاح ذات أثرٍ خلَّاقٍ وعظيمٍ، ركَّزت على أمرين جوهريَّين، هما:
- الأول: إصلاح المجتمع من خلال إصلاح الفرد، بتعليمه وتوعيته.
- الثاني: دفع الفرد لأداء الواجب بدلًا من المطالبة بالحقوق.
وهنا يشير بن نبي إلى أن فكرة الإصلاح المثلى هي إصلاح المجتمع من خلال إصلاح الفرد، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ﴾ (الرعد: 11). هذا لكنه في الوقت ذاته انتقد بيع النخب الأوهام للشعوب، فضلا عن دعوة البعض للتماهي مع الغرب.
☆ دور الوثنيَّة
قصد الكاتب بالوثنية هنا الجهل، فجراء الجهل يُنحي الإنسان القيم والحضارة لصالح عبادة آلهة الهوى والمال وغير ذلك. وإن المؤتمر الإسلامي السياسيَّ، -حسب “بن نبي”- كان بمثابة دخول في نفقٍ مظلمٍ في تاريخ الفكرة الإصلاحية في الجزائر، إذ أعاد الشعب الجزائريَّ إلى الوثنية الفكرية مرَّةً أخرى؛ الوثنية التي يُنصَّب فيها السياسيُّون أوثانًا في ذهنية الشعب ووعيه؛ الأمر الذي أضرَّ بإيمانه بفكرة الإصلاح والنهضة. وهنا ينوِّه “بن نبي” إلى أمرين:
- الأول: إن الفكرة والصنم ضدَّان، فعندما تشعُّ الفكرة يُحطَّم الصنم، وعندما يُسيطر الصنم تغيب الفكرة.
- الثاني: إن السياسة التي نعرفها في عالمنا الإسلامي التي يُباع فيها الوهم للشعوب، ويزيَّف فيها الوعي، هي نوعٌ رديءٌ من الممارسة السياسية من شأنه أن يُعطِّل نهضة المجتمع.
ثانيًا- المستقبل:
حاول بن نبي في هذا الباب أن يقترح كيف يجب أن نفكِّر ونعمل إذا أردنا ألا نقع مجدَّدًا في أخطائنا التاريخية في خضمِّ محاولاتنا للنهوض، وقد حاور هذه الفكرة من خلال المشاهد الإصلاحية والتوجيهات الآتية:
☆ من التكديس إلى البناء
إن العائق الأول الذي يحول بيننا وبين تحقيق النهضة هو ذهنية التكديس؛ حيث إن الإنسان المسلم اليوم عندما ينظر إلى الآخر القوي المتحضِّر، يرى أن لديه من مظاهر الحضارة ومنتجاتها الكثير؛ سواء كانت مظاهر ماديةً، في شكل مصانع ضخمة وأنظمة مواصلات سريعة وبنىً تحتيةٍ متطوِّرة، أو كانت مظاهر فكريةً فلسفيةً ممَّا تنتجه الحضارة من أفكارٍ ومفاهيم وقيمٍ. والمشكلة أننا -نحن المسلمين اليوم- كثيرًا ما يُخيَّل إلينا أنه بمجرَّد ما إن نمتلكْ ما يمتلكه غيرنا، سننهض ونتجاوز مشكلاتنا، فنستورد كل ما يُنتجه، ونكدِّس كل ذلك، من غير أن يُبدِّل فينا شيئًا.
يشير بن نبي هنا إلى وجوب تصحيح هذا المنطق المقلوب، وأن ننتقل من ذهنية التكديس إلى فكرٍ نبني به الحضارة، حينها ستلد الحضارة منتجاتها آليَّا، ومن غير الممكن أن يحدث العكس.
ولكن، كيف يمكن أن نبني هذه الحضارة؟ يرى بن نبي إنه لو حلَّلنا كلَّ منتجٍ حضاريٍّ، وليكن هاتفًا بسيطًا على سبيل المثال، سنلاحظ أن هذا المنتج هو في النهاية صنعةٌ أنتجها الإنسان لعملٍ قام به على مادَّةٍ، في إطارٍ استغلَّ فيه زمنًا محدَّدًا. إذًا؛ فكل منتجٍ حضاريٍّ = الإنسان + الوقت + المادَّة. علمًا أن بن نبي هنا لا يستعمل مصطلح المادة، وإنما يستعيض عنه بمصطلح “التراب”؛ كي لا يتسرَّب إلى أذهاننا المنظور الفلسفي المادي الذي يُنكر الغيبيَّات، ولا يؤمن إلا بالمادة.
☆ الدورة الحضارية الخالدة، وأثر الفكرة الدينية
إن المجتمع يكون في حال ما قبل الحضارة، فلما تستقطب فكرَه ووجدانه فكرةٌ دينيةٌ، تدفعه لِأَن يُنتج حضارةً، ومع الزمن ستواجهه في مسيرته مشكلاتٌ وأزماتٌ مختلفةٌ، فإن لم يتداركها ويتغلَّب عليها، تنتهِ حضارته، وتنتقل من بلاده إلى أخرى[8].
إن الفكرة الدينية تُحدِّد للإنسان الغاية؛ لأنه لا يعيش عبثًا؛ بل عليه أن يتحرَّك ويعمل ليُحقِّق أهدافه وغاياته، ثم إنها تصنع في الإنسان الحافز والدافع والرغبة، ثم هي بعد ذلك تُنظِّم طاقته الحيوية، غرائزه وعواطفه وأهواءَه، بما يخدم علاقاته مع غيره، ويُفعِّل إنتاجيَّته في الحياة.
وهنا يُمهِّد بن نبي للحديث عن معادلة: الإنسان، والوقت، والتراب، مشيرًا إلى أننا في عالمنا الإسلامي نحتاج إلى توجيه هذه العناصر الثلاثة، فما المقصود بفكرة التوجيه؟ وكيف حاول “بن نبي” القيام على هذا الأمر؟
☆ الإنسان، الوقت، التراب
وهي المعادلة المشهورة عند “بن نبي” عن الحضارة التي يرى فيها أن الحضارة = الإنسان + الوقت + التراب.
يطرح “بن نبي” هنا سؤالين؛ الأول: لماذا تخلَّف العالم الإسلامي؟ الثاني: كيف يمكن أن ينهض؟
وفي الإجابة عنهما يؤكِّد أننا كمسلمين لم نتخلَّف في العصر الحديث هكذا فجأةً بدون أسبابٍ، وإنما كان تخلُّفنا نتيجةً نهائيةً لسلسلة أحداثٍ وعوامل شهدتها الحضارة الإسلامية انتهت أخيرًا بانهيارها. فإذا أردنا أن نحلَّ مشكلة تخلُّف وضعف العالم الإسلامي، وأن ننهض، وجب علينا فهمُ هذه المشكلة على أنها مشكلةُ حضارةٍ، بدراسة الحضارات الإنسانية؛ لنفهم كيف تنشأ وتُبنى، ثم تزدهر، ولنفهم كيف تمرض وتضعف، ثم تنهار. وبما أن كل حضارةٍ هي إنسانٌ ووقتٌ وترابٌ، فإننا إذا أردنا أن نُحييَ حضارتنا، وجب علينا أن نحلَّ مشكلات: الإنسان، والوقت، والتراب؛ فالعالم الإسلاميُّ لا تنقصه هذه العناصر، والواقع يشهد أن الأمة الإسلامية هي من أغنى الأمم بالثروات البشرية والطبيعية؛ بل الجميع يرى أن العالم الإسلامي ومنذ صدمة الاحتلال الأوروبي له، يشهد الكثير من المشاريع والجهود والمحاولات التي تهدف لتحقيق نهضته، إلا أن هذه الطاقات والجهود فرديةٌ فوضويةٌ تفتقد إلى التوجيه الذي به تتحقَّق النهضة.
وهنا يأتي دور معادلة الحضارة بتوجيه الإنسان، والوقت، والتراب[9]:
- توجيه الإنسان:يؤكِّد بن نبي أن مشكلة التخلُّف في العالم الإسلامي اليوم هي مشكلة إنسان، وأنه لا يمكن أن ننهض أبدًا إلا إذا أُعيد بناء وتوجيه هذا الإنسان. ولفعل هذا علينا أن نُغيِّر ثقافته، وتعامله مع المال والعمل.
- توجيه ثقافة الإنسان: الثقافة هي مجموع الصفات والقيم والأخلاق التي يأخذها الإنسان من مجتمعه وتحدِّد طريقة تفكيره، فيستقبح شيئًا ويستحسن آخر، ويمارس سلوكًا دون آخر، فثقافة المجتمع تحدِّد طريقة تفكير الإنسان وسلوكيَّاته، وتتحكَّم في ذوقه وطباعه.
وإذا أردنا أن نوجِّه ثقافة المسلم، علينا أن نُحيِيَ فيه عناصر الثقافة الأربعة:
- المبدأ الأخلاقي: فلا يمكن لمجتمعٍ يشهد مستوياتٍ عاليةً مثلًا من التزوير والاختلاس وخيانة الأمانة والرشوة، ويعيش فيه أفرادٌ أنانيُّون متصارعون فيما بينهم بطريقةٍ غير أخلاقيةٍ، أن يُقيم نهضةً أو حضارةً، وحلُّ هذه المعضلة إنما يكمن في إشاعة الأخلاق، الأخلاق الإسلامية، والقرآنية، والنبوية، التي يتوفر فيها هذا المطلب بكل وضوحٍ وقوةٍ.
- المنطق العملي: وهو الذي يفتقده المسلم المعاصر، ولأجل أن نُعيد للقيم والأفكار الإسلامية فاعليَّتها، علينا أن ننقل المسلم المعاصر من طور الكلام إلى طور العمل.
- الذوق الجمالي: حيث يجب أن يُغرس التذوُّق السليم للجمال في النفس الإسلامية، وأن نعود إلى مبادئ ديننا التي تتحدَّث عن الإحسان، فلا يمكن لمجتمعٍ يعيش في بيئةٍ متسخةٍ غير نظيفةٍ أن يُنتج أفكارًا راقيةً تتَّصف بالجمال، ولا أن يُنتج أعمالًا متقنةً تصل إلى رتبة الإحسان؛ لأن الجمال هو النبع الذي تنبثق عنه أفكارنا وأعمالنا.
- الصناعة: وهي كل الحرف والمهن والصناعات التي توجد في المجتمع بغية تسهيل وتحسين وتيسير حياة الفرد والجماعة، وهذا ما يفتقده العالم الإسلامي، والحل يكمن في تأهيل اليد العاملة الإسلامية، لتنتقل من طور الخمول والكسل والتقليدية، إلى طور العمل والإنتاج والاحترافية.
توجيه الإنسان في التعامل مع المال: ينطلق “بن نبي” من ملاحظةٍ مهمَّةٍ؛ حيث يرصد أن الإنسان المسلم في تعامله مع المال يميل إلى اكتنازه وتجميعه في شكل ممتلكاتٍ ثابتةٍ، كالعقارات وغيرها، ولا يميل إلى تحريكه واستثماره، وهذه العقلية تشكِّل عقبةً أمام مشروع النهضة؛ فالمجتمع الذي يريد أن ينهض، عليه أن يُحرِّك ويستثمر كلَّ قطعةٍ نقديةٍ يمتلكها؛ لأن المال عندما يتحرَّك، لا يحرِّك معه الاقتصاد فقط، وإنما يحرِّك معه الاقتصاد، والفكر، والعلم، والحياة الاجتماعية.
توجيه عمل الإنسان: إن المجتمع الإسلامي زمن تأليف هذا الكتاب، كان في مرحلة الرغبة في تحقيق النهضة، وهي مرحلةٌ مبكِّرةٌ جدَّا مقارنةً مع المستويات والمراحل التي وصلت إليها الدول الصناعية المتقدِّمة والمتطوِّرة. وهذا يعني أنه يجب علينا ألَّا نُقارن أنفسنا بهذه الدول في هذا الميدان، وألا نكلِّف أنفسنا فوق طاقتها، وألَّا نتوقَّع من أنفسنا أن نصير فجأةً دولًا صناعيةً بمجرَّد الرغبة في تحقيق النهضة، وإنما نقتصر على هدفٍ واحدٍ ألا وهو تربية الإنسان المسلم على قيم العمل والإنتاج، وأن ننقله في هذه المرحلة من وضع الخمول والكسل والاتكالية، إلى وضع الإنتاج والعمل والعطاء.
توجيه الوقت: إن الشعوب كلَّها متساويةٌ في هبة الوقت؛ فالإنسان أيَّا كان في شرق الأرض أو غربها، يومه يقدَّر بأربع وعشرين ساعةً، ولكنَّ الواقع يشهد أن الإنسان في مجتمعٍ ما يحوِّل الوقت إلى ثروةٍ، وفي مجتمعٍ آخر يحوِّله إلى عدمٍ ولهوٍ وعبثٍ، وهذا للأسف هو واقع الإنسان والمجتمع المسلم، ولحلِّ هذه القضية، فإن التربية وحدها هي الوسيلة التي يمكن أن تعلِّم الإنسان قيمة الوقت وكيفية الاستفادة منه، منذ أن يكون طفلًا فيما ينفع: ذاته، ومجتمعه، وأمَّته، أخلاقيَّا وعلميَّا وجماليَّا.
توجيه التراب: اتساقًا مع ما سبق يرى بن نبي أنه لا حل لمعضلة الفقر الاقتصادي إلا بغرس قيم العمل في المسلم بكلِّ طريقةٍ ممكنةٍ.
وهناك عقبتان يراهم الكاتب يحولان دون تحقيق النهضة:
الأولى: القابليَّة للاستعمار؛ حيث إن المسلم المعاصر يحمل عقدة نقصٍ تجاه الآخر، عقدةً تمكِّن الآخر من استغلاله واستعماره وإذلاله، وهذه النفسية الضعيفة الانهزامية هي قابليَّته للاستعمار، ولا يمكن لمثل هذه الأمة أن تُقيم نهضةً تنافس بها تلك الأمم.
الثانية: الاستعمار ذاته؛ حيث إن الهدف الأول للاستعمار الغربيِّ هو إجهاض كلِّ مشروعِ نهضةٍ إسلاميةٍ، وكلِّ أملٍ يتمسَّك به المسلمون بغية تحقيق هذه النهضة. ورغم أن البلاد الإسلامية اليوم مستقلَّةٌ عدا فلسطين، إلا أن الاستعمار لا يزال قائمًا وموجودًا؛ إذ إن أهدافه محقَّقةً؛ بنهب ثروات العالم الإسلامي، وتعطيل إمكانية نهضته.
خاتمة:
هكذا.. يصل “مالك بن نبي” -رحمه الله- في نهاية رحلته في هذا السِّفر إلى أن نهضة الأمة تكمُن في: توجيه الإنسان، والوقت، والتراب، وبذلك يكون قد أنهى محاولته في توجيه مشروع نهضة الأمَّة بأكمله، باتباع أسلوب في الكتابة سهل وحيادي وغير منجرف لأي اتجاهٍ سوى هدفه الذي هو تحقيق النهضة والحضارة.
وبإسقاط رؤية “بن نبي” على واقعنا الحاضر يمكن العمل على ثلاثة جوانب، التي هي العناصر الأساسية التي وضعها حتى تتحقق النهضة:
فأول عنصر هو الإنسان الذي يجب أن يكون واعيًا ومثقف فكريًا وكذا دينيًا وترابيًا حيث على الفرد أن يحب العمل ويسعى للتشبث بالمهنة التي يفلح في أدائها ليُحقق أفضل كفاءة، وكذا فعلى كل المسؤولين تطبيق مقولة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب حتى تتحقق الكفاءة في أداء المهام، كما أن عليهم التوعية بضرورة التعليم والاهتمام بالدين وتراث الفكر الإسلامي للاستعانة بالخبرات التاريخية الإسلامية في حل مشاكلنا اليومية، ومن المهم في هذا الإطار إنشاء مراكز توعية وما إلى ذلك.
ولطالما كان الوقت مناسبًا؛ فالغاية لا تقتضي أبدًا التأجيل. ويجب تأهيل بقاع الأمة ومؤسساتها حتى تتحقق النهضة، ففي البيئة المناسبة مكانيًا وزمانيًا يستطيع الإنسان إخراج أفضل ما عنده من فكرٍ وعمل، وبالتالي تنال الأمة النهضة المنشودة.
_______________
هوامش
* مالك بن نبي، شروط النهضة، ترجمة: عبد الصبور شاهين، عمر كامل مسقاوي، (دمشق: دار الفكر، 1979).
* باحثة في العلوم السياسية
* هذا العرض لكتاب “شروط النهضة” هو أحد تكليفات “مدرسة التأسيس في المنظور الحضاري” التي نظمها مركز الحضارة للدِّراسات والبحوث في الفترة سبتمبر – ديسمبر 2024.
[1] أحمد الحسين، مراجعة كتاب شروط النهضة.. للمفكر مالك بن نبي، تبيان، 7 أكتوبر 2020، تاريخ الاطلاع: 6 ديسمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/SyFk01aA
[2] Fawzia Bariun, Malik Binnabi and the Intellectual Problems of the Muslim Ummah, The American Journal of Islamic social Sciences, Vol 9, No 3, Oct 1992.
_ Badrane Benlahcene, Malek Bennabi’s Concept and Interdisciplinary Approach to Civilisation, International Journal of Arab Culture Management and Sustainable Development, Vol. 2, No.1 , January 2011, pp. 55 – 71.
إياد محمد صبحي دخان، شروط النهضة عند “مالك بن نبي”، الصفوة للدراسات الحضارية، 1مارس 2024، تاريخ الاطلاع: 6 ديسمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي:
https://2u.pw/UUXZ2fvf
حاتم زكي، قراءة في شروط النهضة لمالك بن نبي، مؤمنون بلا حدود، 16 ديسمبر 2021، تاريخ الاطلاع: 6 ديسمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي:
https://2u.pw/TPg6xjsX
أحمد ذيب، سؤال المنهج في فكر مالك بن نبي -كتاب شروط النهضة أنموذجًا، مجلة الشريعة والاقتصاد، الجزائر، المجلد 11، عدد 2، ديسمبر 2022.
[3] المعاني: لكل رسم معنى، “نهضة”، تاريخ الاطلاع: 6 ديسمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي:
https://2u.pw/oicTYsAB
[4] حسن نافعة، مفهوم النهضة العربية وإشكالياتها، الغد الأردني، 5 يوليو2022، تاريخ الاطلاع: 6 ديسمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://n9.cl/qvvio
[5] إشارة إلى الحديث النبوي: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعي الأكلة
[6] عمر عبيد حسنة، تقديم كتاب: دراسة في البناء الحضاري (محنة المسلم مع حضارة عصره) (تأليف: محمود محمد صقر)، كتاب الأمة، العدد 21، (الدوحة: رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية، 1989)، نُشِر على إسلام ويب في 2023، تاريخ الاطلاع: 6 ديسمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://n9.cl/ji5wra
[7] الحضارة وعمارة الأرض (من كتاب الإنسان والقيم في التصور الإسلامي- الدكتور حمدي زقزوق)”، بوابة الأزهر، 7 أغسطس 2018، تاريخ الاطلاع: 6 ديسمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://n9.cl/zfyzui
[8] إياد محمد صبحي دخان، شروط النهضة عند “مالك بن نبي”، مرجع سابق.
[9] انظر: المرجع السابق.