تصاعد المواجهات الإقليمية والدولية في الخليج العربي: اختبار للقدرات والأهداف

مقدمة:

من الخطورة بمكان الكتابة عن حدث ما زال يتشكَّل وتوابعه لم تتوقَّف بعد، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن تجاهل رصد وتحليل ومحاولة استشراف مثل هذه الأحداث ذات الدلالات الخطيرة على وضع المنطقة العربية ومستقبلها، إلا أنه يمكن الانطلاق من افتراض أن هناك إرهاصات على أن السعودية تعيد حساباتها الإقليمية من جديد خصوصًا بعد الخذلان الأمريكي، وإن كان ذلك لا يعني قطيعة بينهما، خاصة وأن الأطراف الأخرى المهمَّة (مثل روسيا والصين) لم تسارع بالتقاط الخيط بجدِّية -بحثت فقط عن مصالحها- لإدراكها بأهمية إيران من ناحية، وتعقُّد المشهد بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية من ناحية أخرى، وأنه لن ينال هذه الأطراف -أي روسيا والصين- في النهاية إذا ما سارعت لتوثيق علاقاتها مع السعودية على حساب إيران إلا خسارة الأخيرة بما لها من أهمية وما لديها من مصادر قوة وتأثير في الإقليم، وعدم تحقيق مكاسب من الأولى التي من الممكن أن تعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أول منعطف، ويسعى هذا التقرير لفهم التغيُّرات السياسية في منطقة الخليج والعلاقات الإقليمية والدولية من مدخل تحليل حادث استهداف شركة أرامكو في سبتمبر 2019، من خلال سؤالين: الأول منهما عن ماهية الحادث، ويبحث السؤال الثاني رد الفعل حول الحدث؟

أولًا- ما الذي حدث؟

قامت 10 طائرات مسيرة وفي رواية أخرى 20 طائرة وعدَّة صواريخ كروز صواريخ جوالة، ورواية ثالثة أن عدد الطائرات 25 برفقتها عدد من صواريخ الكروز، باستهداف مصفاتي نفط تابعتين لشركة أرامكو في السعودية، وجاء في بيان وزارة الداخلية السعودية، نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أنه عند الساعة الرابعة من صباح السبت الموافق 14 سبتمبر 2019 باشرتْ فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو حريقين في معمليْن تابعيْن للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار[1]، وتسبَّب الحادث -بحسب تصريحات لوزير الطاقة السعودي- في تأثير مباشر على توقُّف الإنتاج بمقدار 5.7 مليون برميل في اليوم[2]، أو نحو 50٪ من إنتاج الشركة[3]، إضافة إلى ملياري قدم مكعب من الغاز المصاحب، فيما أعلنت السعودية بعد 3 أيام من الهجوم، عودة إمدادات الخام لمستوياتها الطبيعية كما كانت عليه قبل الهجمات عبر السحب من المخزونات[4].

من جانبها أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الحادث، وتوعَّدت بتوسيع نطاق هجماتها داخل العمق السعودي[5]، وأشار المتحدث الرسمي باسم ميليشيا الحوثي إلى أن الهجمات قد سُيِّرَتْ من الأراضي اليمنية باتجاه المعملين في السعودية[6]، ولاحقًا أعلنت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية على لسان أكثر من مسؤول ترجيح تنفيذ الهجوم بصواريخ كروز حلَّقت على ارتفاع منخفض مدعومة بطائرات دون طيار “درونز” انطلقت من قاعدة إيرانية[7] قرب الحدود العراقية[8]، وقد لوحظ أن السعودية اتَّهمت إيران في كل الاستهدافات التي تعرَّضت لها وإن كان بصورة غير مباشرة على اعتبار أن جماعة الحوثي ليست إلَّا أداة لتنفيذ أجندة إيران وخدمة مشروعها التوسُّعي في المنطقة[9]، كما أصرَّت الحكومة الأمريكية في بياناتها المتتالية على استبعاد اليمن (14 سبتمبر 2019) والعراق (16 سبتمبر 2019) من مصدر الهجوم[10]، فمن ثلاثة منابر عالية المستوى داخل الإدارة الأمريكية صدر الاتهام ضدَّ طهران من وزير الدفاع الذي يمثِّل المؤسسات العسكرية، ومن وزير الخارجية ممثِّلًا للسياسة الخارجية الأمريكية، ومن وزير الطاقة الممثِّل للاقتصاد، وقد كان البيت الأبيض حريصًا على خط رجعة للإدارة الأمريكية من بداية الأحداث فقد قلَّلَ من وقع الحدث على مستوى إمدادات النفط للداخل الأمريكي مذكِّرًا بأن الأمر لا يشبه صدمة النفط في السبعينيات ولا تلك عام 1990 بسب حرب تحرير الكويت وأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تَعُدْ رهن نفط الخارج كما كانت من قبل[11]، كما حرصت العديد من الدوائر غير الرسمية من الخبراء والمحلِّلين على استنتاج أن إيران هي المسؤولة عن الحادث لأن الضربة نُفِّذَتْ باحترافية عالية جدًّا، وهي تكرار لما يمكن وصفه بالبراعة التي نُفِّذَتْ بها الهجمات على ناقلات النفط في ميناء الفجيرة بالإمارات في 12 مايو 2019 ؛ ففي الحالتين (أرامكو وهجمات الناقلات البترولية) كان هدف هذه الضربات إلحاق ضرر وليس التدمير الكامل.

من جانبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مشاركة خبراء تحقيق دوليين في هجوم أرامكو[12]، كما قالت متحدثة باسم الجيش الفرنسي بتاريخ 19 سبتمبر 2019، إن باريس أرسلت سبعة خبراء عسكريين إلى السعودية للمشاركة في التحقيق في الهجمات التي استهدفت منشأتي أرامكو، من بينهم خبراء في المفرقعات ومسارات الصواريخ وأنظمة الدفاع أرض/ جو[13]، وحتى تاريخه لم يتمَّ الكشف عن نتائج التحقيقات التي تجري بمعرفة الخبراء السعوديِّين والدوليِّين.

ثانيًا- ردود الفعل الدولية والإقليمية على الحادث

أثارت الهجمات الإرهابية إدانات محلية وإقليمية ودولية عديدة، وشغل الحادث اهتمام المؤسسات الدولية والمراكز البحثية بتحليل الحدث ومتابعة الموقف الدولي[14] وقد وصف البعض ردَّ الفعل الدولي حول هجمات أرامكو بأنه يشبه ما أظهره العالم من قلق إثر احتلال العراق للكويت قبل عقود، وقد حرصت السعودية على وضع الهجوم على منشآتها النفطية في إطار أنه هجوم ضد إمدادات الطاقة في العالم والاقتصاد العالمي في منحى لأن تجعل الرد دوليًّا وليس سعوديًّا فحسب[15]. وقد مثَّلت ردود الأفعال الواسعة حول الحادث دلالة على خطورته حيث صدرت ردود أفعال تحمل إدانة للحادث من كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ومعظم الدول الأوروبية وروسيا وتركيا وباكستان والدول العربية والمنظمات الدولية والإقليمية[16]، حتى إن الرئيس السويسري -بما لدى بلاده من شهرة في الحياد وعدم التعليق على الأحداث سواء في أوروبا أو خارجها- أكَّد أن بلاده “تشعر بالقلق البالغ إزاء التوتُّرات المتزايدة في منطقة الخليج، وأدان الهجمات الأخيرة على (أرامكو)، وأعلن ترحيبه بالتحقيق الشامل الجاري حاليا في هذا الشأن”[17].

1- الموقف السعودي:

أكَّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في أول تصريح له عن الهجوم، أن السعودية “قادرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي”[18]، كما أكَّد خلال مباحثاته مع وزير الدفاع الأمريكي أن الهجوم الذي تعرَّضت له منشآت نفطية تابعة لشركة “أرامكو” في الآونة الأخيرة يُعَدُّ “تصعيدًا خطيرًا تجاه العالم بأسْره يتطلَّب وقفة حازمة حفظًا للسلام والأمن الدوليين[19]، ومن جانبه نفى عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، في محاضرة له بتاريخ 21 أكتوبر 2019 بالمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية «تشاتام هاوس» في لندن، وجود أي وساطة بين بلاده وإيران “لتخفيف حدَّة التوتُّر”، وشدَّد على أنه “يقع على عاتق النظام الإيراني تغيير سلوكه وإظهار حسن النوايا بالأفعال بدلًا من الأقوال”، واتهم إيران بالوقوف خلف الاعتداء التخريبي الذي استهدف شركة أرامكو، مشيرًا إلى أن إيران لا تحترم سيادة الدول ولا القانون الدولي[20]، ولاحقًا يمكن القول إن الموقف السعودي تغيَّر إلى حدٍّ ما، ففي البداية تمَّ التأكيد على اتهام إيران بصورة مباشرة والإشارة إلى أن الاستهداف الإيراني ليس للسعودية فقط ولكن للعالم أجمع[21]، إلا أن تطورات الموقف الإقليمي والدولي كشفتها تصريحات الملك سلمان بن عبد العزيز في خطابه الذي ألقاه، في العاصمة الرياض بتاريخ 20 نوفمبر 2019 لدى افتتاحه أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى بحضور ولي العهد بتأكيده على أن الاعتداءات التخريبية على المنشآت النفطية في بقيق وخريص، والتي استُخدمت فيها الأسلحة الإيرانية، وهنا نلاحظ أن الاتهام لإيران لم يعد اتهامًا كاملًا وإنما تمَّ تخفيف حدَّته والتأكيد على أن الأسلحة المستخدمة فقط هي الإيرانية، وأشار الملك سلمان إلى أن السعودية “لا تنشد الحرب، لأن يدَها التي كانت دومًا ممدودة للسلام أسمى من أن تلحق الضرر بأحد، إلا أنها على أهبة الاستعداد للدفاع عن شعبها بكل حزم ضدَّ أيِّ عدوان”، وتابع أن المملكة “تأمل أن يختار النظام الإيراني جانب الحكمة، وأن يدرك أن لا سبيل له لتجاوز الموقف الدولي الرافض لممارساته إلا بترك فكره التوسُّعي والتخريبي الذي ألحق الضرر بشعبه قبل غيره من الشعوب وبفتح صفحة جديدة مع دول المنطقة والعالم”[22].

2- الموقف الأمريكي:

تغير الموقف الأمريكي بمرور الوقت، فبعد أن كان الرئيس الأمريكي قد أبلغ ولي العهد السعودي في اتصال هاتفي استعداد بلاده للتعاون مع السعودية في كل ما يدعم أمنها واستقرارها إثر الهجمات[23]، وتسارع الاتهامات من كبار المسؤولين الأمريكيين لإيران بالمسؤولية عن الحادث ومطالبة شركاء الولايات المتحدة بالمساهمة في ردْع إيران[24]، عادت الإدارة الأمريكية وخفَّفت من سقف التهديدات التي وجَّهتها لإيران[25]، بتأكيدها أن الباب الأمريكي للمحادثات لا يزال مفتوحًا، فيما سيستمر الضغط الاقتصادي[26]، وقد تمخَّض الردُّ الأمريكي بخلاف ما أوحى في البداية بعقوبات أمريكية جديدة حيث تمَّ بتاريخ 20 سبتمبر 2019 إدراج البنك المركزي الإيراني إلى جانب صندوق التنمية الوطني الإيراني وشركة اعتماد للتجارة على قائمة العقوبات المتعلِّقة بالإرهاب، وبتاريخ 25 سبتمبر 2019 إدراج 5 أفراد و6 كيانات في الصين بسبب صلتهم بإيران، وبتاريخ 29 سبتمبر أعلن البيت الأبيض وقف إصدار التأشيرات لكبار المسؤولين الإيرانيِّين وعائلاتهم للسفر إلى الولايات المتحدة[27]، بالإضافة إلى ذلك أعلنت واشنطن أنها شَنَّتْ هجمات سيبرانية ضدَّ إيران[28].

3- الموقف الإيراني:

نَفَتْ إيران تورُّطها في الهجمات ووصف الرئيس الإيراني الحادث بأنه ردُّ فعل من الشعب اليمني، كما أرسلت إيران مذكرة سياسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق السفارة السويسرية في طهران تنفي فيها ضلوعها في الهجوم[29].

4- الموقف الأوروبي:

أدانت وزارة الخارجية الفرنسية الحادث بتاريخ 15 سبتمبر 2019 ، كما عبَّر البيان عن “التضامن الكامل” مع السعودية[30]، واعتبر وزير الشؤون الخارجية والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط الهجوم “غير مقبول تمامًا”، مضيفًا في تغريدة على حسابه في تويتر أن “على الحوثيين وقف تهديد أمن السعودية واستهداف المناطق المدنية والبنى التحتية”[31]، ومن جانبه قال رئيس وزراء بريطانيا بتاريخ 23 سبتمبر 2019 أن بلاده تعتقد أن إيران مسؤولة عن الهجمات[32]، وقد أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بتاريخ 24 سبتمبر 2019، بيانًا مشتركًا بعد لقاء جمع الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني والمستشارة الألمانية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حمل إيران المسؤولية عن الهجوم على منشأتي نفط في السعودية تابعتين لـ”أرامكو“، وطالب طهران بالموافقة على التفاوض على برامجها النووية والصاروخية وقضايا الأمن الإقليمي[33].

5- الموقف الروسي:

بَرَّأَ الرئيس الروسي إيران، مع تأكيده على أنه تجمعه بالسعودية علاقات متميزة، حيث أكَّد أن دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مهم وناجح، مؤكِّدًا أن السعودية دولة صديقة لروسيا، وأن زيارة خادم الحرمين لموسكو تاريخية، وشَدَّدَ في تصريح له على أن “الرئيس روحاني أكَّد لي أنه لا علاقة لإيران بالاعتداءات الإرهابية”، مضيفًا: “لا نملك معلومات موثوقة بشأن من نفَّذ هجوم أرامكو” كما قال، وأكَّد المتحدِّث الصحفي باسم الرئاسة الروسية في تصريح لصحيفة “فيدوموستي” الروسية “إن الهجوم الذي تمَّ بواسطة طائرات مسيَّرة واستهدف البنية التحتية السعودية، أمر مقلق بالنسبة إلى سوق النفط العالمية مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية لديها كافَّة القدرات الضرورية للتعامل مع هذا الوضع”[34].

6- الموقف العربي:

أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا بتاريخ 14 سبتمبر 2019 أعلنت تضامنها مع السعودية، ودعمها للإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضدَّ محاولات استهدافها[35]، كما أصدر مرصد الأزهر بيان إدانة للحادث، ودعا المجتمع الدولي إلى تضافر الجهود لمواجهة هذه التهديدات، مؤكِّدًا تضامنه مع حكومة وشعب المملكة العربية السعودية[36]، وندَّد وكيل مجلس النواب المصري بالحادث[37]، فيما قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيانها، إنها “تستنكر بشدَّة “الهجوم الإرهابي معتبرة أن هذا الهجوم، “دليل جديد على سعي الجماعات الإرهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة”، وعبَّرت دولة الكويت عن استنكارها للهجوم، حيث أدان أمير الكويت في اتصال هاتفي، مع الملك السعودي، الهجوم الإرهابي، وأعرب عن وقوف دولته إلى جانب السعودية وتأييدها في كل ما من شأنه الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها[38]، كما أكَّد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية أن “دولة الكويت وفي الوقت الذي تدين فيه وبأشد العبارات الهجوم التخريبي الذي استهدف أمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة وإمدادات الطاقة العالمية، فإنها تؤكِّد مطالبتها المجتمع الدولي ببذل جهود مضاعفة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات”، كما قالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان إنها “تدين وتستنكر بشدَّة العمل الإرهابي”، وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأردنية إدانة بلاده للهجوم واعتبره “عملًا إرهابيًّا”، مضيفًا أن “هذا العمل الإرهابي المدان يعد تصعيدًا جديدًا خطيرًا يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية، ويزيد من التوتُّر في المنطقة”[39]، وقد أجرى العاهل الأردني اتصالًا هاتفيًّا مع ملك السعودية، أعرب خلاله عن “إدانته واستنكاره الشديدين للاعتداء الجبان” وأكَّد خلال الاتصال “وقوف الأردن إلى جانب المملكة العربية السعودية في التصدِّي لأيِّ محاولة تستهدف أمنها واستقرارها”، مشدِّدًا على أن “الأمن القومي السعودي من الأمن القومي الأردني”[40]، وبدورها أدانت الجزائر الهجوم الإرهابي، وعبَّرت عن شجبها للحادث مؤكِّدة تضامنها مع المملكة ضدَّ هذا الهجوم الإرهابي[41]، من جهتها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الهجوم الإرهابي، وأكَّدت “وقوفها الدائم مع السعودية الشقيقة ملكًا وحكومةً وشعبًا في معركتها ضدَّ الإرهاب والإرهابيِّين”[42]، وأدان وزير الخارجية القطري في تغريدة على تويتر بتاريخ 16 سبتمبر 2019 الهجمات على المرافق الحيوية والمدنية وآخرها البقيق، مطالبًا بضرورة وقف الحروب والصراعات، ودعا إلى تكاتف الجهود لتحقيق الأمن الجماعي المشترك في المنطقة، وبدورها أعربت سلطنة عمان في تغريدة نشرتها وزارة الخارجية عن أسفها العميق للهجمات، واعتبرتْ ذلك تصعيدًا لا طائل منه على حد تعبيرها، كما طالبت السلطنة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث بدعوة أطراف الحرب إلى طاولة المفاوضات للتوافق على إنهاء الصراع، وأبدت استعدادها لدعم إحلال السلام في اليمن[43].

كما أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بأشدِّ العبارات الهجمات على المنشآت النفطية، واعتبرت أن “الهجمات تُعَدُّ تصعيدًا خطيرًا ليس فقط من قِبل الحوثيين، وإنما ممَّن يقفون وراءهم وأكَّد مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة أن “تبني الميلشيات الحوثية لمثل هذه العمليات الإرهابية يكشف عن أن قرارها صار مرتهنًا بالكامل لطهران”[44]. كما أدان البرلمان العربي الهجوم الإرهابي الذي استهدف المعملين التابعين لشركة أرامكو[45]، وأدان مجلس وزراء الداخلية العرب استهداف المليشيات الحوثية لمعمليْن تابعين لشركة “أرامكو” النفطية، وشدَّد مجلس وزراء الداخلية العرب على إدانته بكل حزم هذا العمل الإجرامي، مؤكدًا تضامنه التام مع السعودية فى مواجهة الإرهاب، وتأييده الكامل للإجراءات التى تتَّخذها لحماية شعبها ومصالحه الحيوية[46]، كما أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الحادث الارهابي، مؤكدًا “وقوف المنظمة مع المملكة وتأييدها لكلِّ ما تتَّخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها”[47].

7- موقف العالم الإسلامي:

من جانبها أعلنت باكستان دعمها وتضامنها الكامليْن مع السعودية ضدَّ أيِّ تهديدٍ لأمنها وسلامتها الإقليمية[48]، كما أكَّدت الخارجية التركية، إدانة أنقرة للهجوم الذي استهدف أرامكو في السعودية، وقالت الخارجية التركية: “ندين تلك الهجمات التي تمَّت عن طريق طائرات مسيرة، ونشدِّد على أهمية تجنُّب الخطوات الاستفزازية”، وحذَّرت أنقرة من أن تلك الخطوات الاستفزازية، من شأنها إلحاق الضرر بالأمن والاستقرار في المنطقة والخليج[49].

ثالثًا- استهداف أرامكو: سياقات معقدة ودلالات مربكة

– وقع الحادث الذي استهدف معمليْن بشركة أرامكو فجر يوم السبت 14 سبتمبر 2019 وأسْفر عن خسائر في البنية التحتية للشركة دون خسائر بشرية، وقد تعدَّدت الروايات والاتهامات حول الحادث رغم أن نتائج التحقيقات السعودية الدولية المشتركة لم تُعلن حتى تاريخه.

– تشغل السعودية مكانة متقدِّمة ومهمَّة بما لديها من بترول ووزن اقتصادي عالمي وعلاقات دولية خصوصًا مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تراهن على هذه العلاقة كثيرًا، وقد بدا ردُّ الفعل الأمريكي مبكِّرًا، وكان موحيًا بأن الولايات المتحدة ستذهب إلى آخر المدى في مواجهة الفاعل بالتلميح والتصريح بأنه إيران، وتعدَّدت التوقُّعات ما بين ضربة عسكرية مكبرة، أو استهداف مؤسسات نفطية إيرانية، ولكن مع مرور الأيام تغيَّرت النبرة الأمريكية وتفكَّك الموقف المؤسَّسي الأمريكي ما بين المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية والبيت الأبيض.

– كشف الحادث عن طبيعة خريطة التحالفات الإقليمية والدولية في المنطقة من ناحية، وتعقيداتها من ناحية أخرى، فقد مثَّل الحادث الذي استهدف الشركة الأكبر في العالم في إنتاج النفط هزة عنيفة في الأوساط الدولية والإقليمية وقد توقَّع البعض أن يكون له تأثير مدمر، وهو ما كانت تنبيء به الردود الدولية العاجلة حوله، إلا أنه بمرور الوقت تراجعت هذه التوقُّعات وانكشفت حقيقة التحالفات الإقليمية والدولية للسعودية، الأمر الذي يفرض على السعودية إعادة تقييم تحالفاتها الإقليمية والدولية.

– هناك عدَّة عوامل أثَّرت بدرجة أو بأخرى على التعاطي مع حادث أرامكو، ويمكن تقسيمها إلى عوامل داخلية وخارجية، أو محلية وإقليمية ودولية، إلا أن الأوقع لتحليل هذا الحادث هو اللاتقسيم نظرًا للتداخُل الشديد بين الاعتقالات والأزمات الداخلية، والأزمة اليمنية، ومقتل خاشقجي، وتيران وصنافير (تأثر الموقف المصري وخصوصًا الشعبي بهذه الاتفاقية بصورة كبيرة، إلى الدرجة التي دفعت البعض لاستنكار غياب التقدير الشعبي المصري للحادث بصورة ملحوظة)، والعلاقة مع الرئيس الأمريكي حيث أصبحت قائمة على التعامل المالي المباشر، والأزمة القطرية، والوجود الروسي في المنطقة، والأوضاع في المنطقة (ليبيا – سوريا – السودان)، والخلافات السعودية الإماراتية.

– أكْسب الحادث زخمًا للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بهدف حماية الملاحة البحرية في المنطقة، وقد رفضت دولة العراق الانضمام إلى التحالف الذي تعارضه إيران بشدَّة، وقد سبق لإيران أن حذَّرت أكثر من مرة على لسان كبار مسؤوليها من أن تأسيس تحالف عسكري لتأمين الملاحة في الخليج سيجعل المنطقة غير آمنة[50]، وقد أعلنت كلٌّ من الإمارات والسعودية الانضمام إليه، ولاحقًا أعلن مسؤول عسكري أمريكي أن قطر والكويت أبلغتا الولايات المتحدة، أنهما ستنضمَّان إلى التحالف الذي يهدف إلى ضمان الملاحة الآمنة في المضيق بعد هجمات استهدفت ناقلات هذا العام ألْقت الولايات المتحدة مسؤوليتها على طهران[51]، وقد اعتبر البعض أن القرار القطري يأتي في إطار المساعي لبيان جدِّيَّتها في إنهاء أزمتها مع الدول الأربعة وخصوصًا السعودية.

– لوحظ اصطفاف مصر إلى جانب الإمارات في التوتُّر الذي حدث مؤخَّرًا في الساحة اليمنية بينها وبين السعودية، ففي الوقت الذي لا يمكن فيه اعتبار ذلك أمرًا جديدًا في العلاقات المصرية-السعودية، فقد عرفت علاقات البلدين خلافات سابقة حول قضايا إقليمية كان أبرزها الموقف المصري من القضية السورية بصفة عامَّة خلال السنوات الأربع الماضية، والانتقاد العلني السعودي لموقف مصر المؤيِّد لقرار روسي بشأن الأزمة في مجلس الأمن، وسحب السفير السعودي في مصر للتشاور، على خلفية توجيه انتقادات للسعودية بعد اعتقالها لمحام مصري خلال سفره إليها، وحجز شركة أرامكو توريد شحنات وقود إلى مصر كان قد تمَّ الاتفاق عليها من قبل، كما تكرَّرَ الخلاف بين البلدين في الملف اليمني مجدَّدًا، فعلى الرغم من تصريحات المسؤولين المصريين عن دعمهم للسعودية وللشرعية في اليمن، إلا أن مصر حريصة على المطالبة بالحلِّ السياسي في اليمن، كما رفضت المشاركة بصورة كاملة في التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة الحوثيين، واقتصرت مشاركتها على تأمين البحر الأحمر وهو أمر يهمُّها في المقام الأول، وقد كشف موقف مصر من المجلس الانتقالي الجنوبي حقيقة دعمها للإمارات في مواجهة السعودية، فلم تحرِّك مصر ساكنًا عندما كانت الأوضاع مشتعلة بين المجلس والحكومة الشرعية ولم تصدر أي بيانات لإدانة اعتداءات المجلس على الحكومة الشرعية ومؤسساتها، إلا أنها سارعت وأيَّدت الاتفاق الذي جرى بين المجلس والحكومة الشرعية في اليمن برعاية السعودية بعد الترحيب الإماراتي به، وغيرها من الإجراءات في هذا الإطار والتي كشفت بما لا يدع مجالًا للشك عن واقع الخلافات بين البلدين، إلا أن قضايا التعاون بينهما أكثر بكثير من قضايا الصراع.

– ما سبق قد يساعد في فهم الموقف المصري من حادث أرامكو، فعلى الرغم من أن وزارة الخارجية المصرية والأزهر ووكيل مجلس النواب أدانوا الحادث، إلا أنه كان لافتًا خفوت الاهتمام المصري به وبدلالته وخطورته فقد تمَّ التعامل معه كما يجري التعامل مع استهداف السعودية بصاروخ يتم التعامل معه في الجو قبل سقوطه على الأرض، أي أن التعامل المصري لم يكن على مستوى الحدث أو حتى الاهتمام من الدول الأخرى. إضافة إلى ذلك، فإن الزيارة التي قام بها الرئيس المصري للخليج عقب الحادث كانت إلى الإمارات[52] وليس للسعودية، كما تضمَّن البيان الختامي المشترك الصادر في ختام المباحثات التي استمرَّت ليومين والذي جاء فيه ترحيب الجانبين (المصري والإماراتي) باتفاق الرياض الذي تمَّ التوقيع عليه بتاريخ 5 نوفمبر 2019 بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، مع الإشادة بالدور المحوري للمملكة العربية السعودية والجهود الخالصة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لجمع الأطراف اليمنية على طاولة الحوار، وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم التوصُّل إلى هذا الاتفاق، وأكَّد الجانبان على دعم جميع الجهود التي تحافظ على وحدة وسيادة اليمن، وتخدم مصالح الشعب اليمني وتساهم في استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ووقف التدخُّلات الخارجية في هذا البلد الشقيق، في حين لم يتعرَّض لحادث أرامكو بصورة مباشرة وإنما كانت الإشارة عامَّة جدًّا، حيث ورد في البيان: “وشدَّد الجانبان على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في ضمان حرية الملاحة البحرية وأمنها وسلامتها، وكذلك حرية الملاحة في المضائق الدولية، وحماية أمن منشآت الطاقة في منطقة الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر”.

– سحَب حادث أرامكو بساط الاهتمام من القضية السورية، بل وأثَّر على مدى الاهتمام الدولي والإقليمي بالقرارات الأمريكية وبالسلوك الصهيوني تجاه المستوطنات وسلوك المستوطنين اليهود تجاه القضية والشعب الفلسطينيَّيْن، ومن جانبها سحًبت تطورات الأزمة الليبية وخصوصًا بعد توقيع اتفاق بين حكومة الوفاق الوطني الليبي والحكومة التركية بساط الاهتمام منها.

– كان لافتًا مسارعة السعودية في إعادة توثيق علاقاتها مع الإمارات سواء على المستوى الثنائي أو حتى الإقليمي وخصوصًا ما تمَّ في اليمن وقبول السعودية ورعايتها توقيع اتفاق مصالحة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية[53]، وقد كانت الحكومة اليمنية الشرعية قد وجَّهت انتقادات حادَّة في السابق للمجلس، ولكن يبدو أن الضغوط السعودية ألزمتْها بتوقيع الاتفاق، كما أن ولي عهد السعودية قام بزيارة رسمية إلى الإمارات تمَّ خلالها التأكيد على العلاقات الاستراتيجية والوثيقة بين الجانبين، كما يمكن في هذا الإطار فهم الزيارات السعودية رفيعة المستوى التي عادت ما بين مصر والسعودية[54].

– سبق أن وقع على شركة أرامكو هجوم عام 2012 وكان هجومًا إلكترونيًّا، وألحق الهجومُ الضررَ بنحو 30 ألف جهاز كمبيوتر وصرَّح وقتها نائب رئيس الشركة أن الهجوم فشل في هدفه الرئيسي بوقف تدفُّق النفط والغاز إلى الأسواق المحلية، وقد كان الضرر في هذه الحادثة محدودًا لأن القراصنة الذين تسلَّلوا إلى النظام الإداري وليس كمبيوترات الإنتاج[55]، وبتاريخ 14 مايو 2019 أعلن وزير الطاقة السعودي أن طائرتين من غير طيار أطلقهما الحوثيون في اليمن استهدفتا محطتي ضخٍّ على طول خط أنابيب شرق السعودية الذي يحمل النفط من حقول في المنطقة الشرقية إلى البحر الأحمر[56]، كما تعرَّضت أربع ناقلات نفط في مايو 2019 للتفجير بينها سفينتان مملوكتان للسعودية قبالة السواحل الإماراتية بالقرب من ميناء الفجيرة، وقد دفعت هذه الأحداث ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز إلى الدعوة لعقد قمتين طارئتين، عربية وخليجية في مكة في 30 مايو 2019 على هامش مؤتمر القمة الإسلامية الاعتيادي[57].

– بغض النظر عن النفي الإيراني فهناك العديد من الأطروحات البحثية[58] وليس السياسية فقط تحاول تفسير الحادث بسلوك إيران في المنطقة، وأن العمليات التي تستهدف تعطيل النفط في منطقة الخليج بدأت منذ انتهاء الإعفاءات التي مُنحت لإيران لتصدير النفط في مايو 2019، كما أن إيران حريصة على تشبيك جميع الملفات بعضها مع بعض وتعقيدها بقدر الاستطاعة لأنها تستفيد من ذلك في المماطلة والتسويف بالإضافة إلى أنها قادرة على خلق وتصنيع الأزمات خارج حدودها معتمدة على وكلائها في الساحات المختلفة للقيام بهذا الغرض، وتركِّز طهران -في الوقت ذاته- على قدرة الوكلاء على فرض معادلات اشتباك جديدة في الإقليم.

– كان من أبرز تداعيات الحادث التطوُّراتُ النوعيةُ التي طالت أزمة قطر والدول الخليجية الثلاث بالاضافة إلى مصر، حيث تمَّ تفسير التصريحات والتصرُّفات المتبادلة بين الدول الخمسة سواء بالمشاركة في أحداث رياضية وسياسية، أو تخفيف حدَّة الانتقادات الإعلامية بدرجات متفاوتة على أن المصالحة باتتْ على وشك التحقُّق، إلا أن الأرجح -هناك تصريحات رسمية على ذلك[59]– أن حادث أرامكو فرض على السعودية بدء محادثات جادَّة مع قطر في العمل على تخفيف حدَّة الصراع والقبول بأطر ومحدَّدات للعمل المشترك، فلا يمكن توقُّع تناسي العامين الماضييْن من الصراع، وفيما يبدو أن هذا الأمر مقبول قطريًّا تجاه السعودية ولكن لا يبدو نفس الحماس مع الدول الأخرى وخصوصًا الإمارات، ومع ذلك فإن أبرز سيناريوهات المصالحة وفقًا لبعض الباحثين[60] يمكن إجمالها على النحو التالي: بقاء الأزمة على وضعها الحالي دون حلٍّ خصوصًا وأن كل مؤشِّرات التهدئة الحالية تكرَّرت من قبل دون تحقيقها. مصالحة شكلية دون حلٍّ للأزمة، ويقصد بها إعادة العلاقات إلى حدود الخلاف السياسي وليس المقاطعة الشاملة الجارية الآن، وقد تكون هذه فرصة لاختبار حسن النوايا وإعادة الامور إلى موضع التقييم من جديد، ورغم تسمتيها من قبل الباحث[61] بالشكلية إلا أنه يمكن وصفها بالمبدئية. تقارب قطري-سعودي بعيدًا عن الإمارات، يستند هذا السيناريو إلى أن الحصار لم يكن رغبة سعودية من الأساس، إلا أنها أصبحت المتضرِّر الأكبر منه، كما أن الخلافات بين السعودية والإمارات في اليمن قد تعطي هذا السيناريو الأفضلية. حلُّ الخلاف وعودة الأمور إلى طبيعتها، يقوم هذا السيناريو على أن السياق العام بات مناسبًا لحلِّ الخلاف في ظلِّ المخاطر التي تهدِّد الإقليم وخصوصًا من إيران، ولكن السيناريو الأخير لا يجد ما يدعمه في أرض الواقع خصوصًا وأن هناك سيناريوهات أكثر واقعية، بالإضافة إلى أنه يمكن الدمج بين أكثر من سيناريو، ومن ثمَّ فالأرجح هو مصالحة مبدئية مع الدول الأربع يتم خلالها تخفيف القيود على السفر والانتقال والحد من الانتقادات المتبادلة مع طرفي الأزمة، وقد تأخذ العلاقة مع السعودية سيناريو خاصًّا بها يتم من خلاله إعادة هيكلة العلاقات بين البلدين بعيدًا عن دول المقاطعة / الحصار الأخرى، خصوصًا وأن تصريحات الرئيس المصري، خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، على هامش “منتدى شباب العالم”، بمدينة شرم الشيخ، أظهرت تمسُّكًا بالمطالب الـ13 التي أعلنتها القاهرة والرياض وأبوظبي والمنامة قبل أكثر من عامين للمضيِّ في “المصالحة مع قطر” مؤكِّدًا أن “هناك جهود تبذل نتمنَّى لها التوفيق”، مضيفًا “لكن أؤكد أن الأمر لم يتغيَّر”[62].

– طرَح حادث أرامكو التكهُّنات بشأن النظرية التي تتبنَّاها السعودية منذ المراحل الأخيرة في حياة الملك عبد الله والتي تزايدت مع الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد والمتمثِّلة في طموح السعودية الإقليمي[63] الذي لم يَعُدْ يقبل بمشاركة أي دولة أخرى لها فيه وإن كانت مصر[64]، فقد باتت السعودية ترى نفسها الأحق بقيادة الأمة العربية في الوقت الراهن، وتريد أن تكون رؤيتها الخاصة لقضايا الأمة العربية هي السائدة والوحيدة ولكن هذا الحادث فتح الباب على مصراعيه تشكيكًا في قدرة السعودية على القيام بهذا الدور، وفيما يبدو أن السعودية باتت أول من آمن بتهاوي هذه النظرية، فهي تحاول العودة إلى محيطها العربي من جديد بعد أن خذلها المحيط الدولي وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية وتعملقت عليها إيران، ومن ثم تتقارب مع الإمارات ومصر رغم الدور الذي لعبته الإمارات -ضدَّ السعودية- في اليمن،كما يمكن فهم هذه العودة مع ما يتردَّد عن مساعي جادَّة للسعودية -ويبدو أنها بمفردها في هذا أيضًا حيث تحاول أن تسترضي الأطراف العربية الأخرى المشاركة معها في المقاطعة- للمصالحة مع قطر باستقبالها وزير الخارجية القطري، ومشاركة السعودية في بطولة الخليج التي عُقدت في قطر، وعدم الاعتراض على مشاركة قطر في التحالف البحري الذي تشكِّله السعودية والإمارات والولايات المتحدَّة وعدد من الدول الأخرى.

– أخفقت السعودية في توظيف علاقاتها بالصين وروسيا في ممارسة ضغط على إيران في هذه القضية، حيث اهتمَّتْ روسيا بالمكاسب التي يمكن أن تحقِّقَها دون استعداد لأن تقدِّم أيَّ مقابل، بل أكَّدت على أنه لا دليل على اتهام إيران، بل وتبنَّت الموقف الإيراني من رفض الاتهام، كما أن الصين لا تريد أن تتورَّط في الإقليم قبل الوقت الذي تراه مناسبًا لها، فهي تعمل في صمت وبطء مثيران للذعر، ومع ذلك فقد فقد يكون التدريب البحري المشترك “السيف الأزرق 2019” الذي نفَّذته القوات الخاصة البحرية السعودية والصينية بهدف رفع الجاهزية لمواجهة التهديدات البحرية، وبغرض حماية خطوط المواصلات البحرية ومواجهة التهديدات التي تهدد حرية الملاحة البحرية[65]، بمثابة محاولة سعودية جادَّة لتطوير علاقاتها مع الصين.

– كان للحادث تأثير سلبي على إيران خصوصًا في علاقتها مع الدول الأوروبية التي أدانت بشدَّة تورُّط إيران في الحادث سواء بصورة مباشرة -هناك بيانات مباشرة من الدول الأوروبية الكبرى أكَّدت على ذلك- أو بصورة غير مباشرة، وقد يمتدُّ الضرر ليشملَ العديد من الملفَّات بين إيران والدول الأوروبية التي رأتْ أن إيران مصدر قلق حقيقي على الأمن في المنطقة.

خاتمة:

يبقى أبرز ما أسْفرت عنه هذه الأزمة هو ما رصده تقدير الموقف الذي أصدره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات[66] من أن هذه الأزمة كشفت عن تغيير عميق في المقاربة الأمريكية لأمن منطقة الخليج، فقد باتت الأولويات الأمريكية متغيِّرة ولم تَعُدْ هذه المنطقة تشغل المساحة التي كانت تشغلها من قبل، وباتت الصين وروسيا على قمة مصادر التهديد الاستراتيجي الأمريكي، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية باتتْ أقلَّ اعتمادًا على النفط الخليجي، وقد تحفَّظ التقرير على أن يتمَّ الأخذ بهذه النتيجة بشكل كامل مؤكِّدًا أن المنطقة ما تزال تشغل الاهتمام الأمريكي ولن تسمح لأيٍّ من القوى الدولية أن تحتلَّ مكانتها، إلا أن هناك تراجعًا في الأولويات الأمريكية لا يمكن إنكاره، ومن ثم فإن استعراض ما حدث والموقف الإقليمي والدولي وسياقات وتداعيات الحادث تكشف عن عدم انتهاء تبعاتِه، بالإضافة لذلك فإن مواقف السعودية الإقليمية وعلاقاتها المتشابكة والمعقَّدة مع كلٍّ من الإمارات ومصر ومع تركيا[67] وقطر ساهمت بشكل مباشر في تقليل الزخم الإقليمي في مواجهة إيران مما يعني إمكانية تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلًا، ويزيد من فرص هذا الافتراض الموقف الأمريكي المائع والذي راهنت عليه السعودية بكلِّ ما تملك انخداعًا بتصريحات المسؤولين العاجلة على الحادث والتي تراجعتْ لاحقًا، ما يعني أن السعودية راهنتْ على أمريكا وقد خذلتْها، وأن خلافاتها الإقليمية أثَّرت على فاعليَّتها الإقليمية، وأن مثل هذا المناخ مناسب بقوة لإيران لتكرار مثل هذه الاعتداءات في المستقبل القريب أو البعيد، أو على أقل تقدير النجاة من العواقب، ومن ثم هل من الممكن أن يكون التوجُّه الأخير للسعودية في اليمن بتخفيض حدَّة الصراع ومحاولة الوصول إلى المفاوضات، ومساعيها للمصالحة مع قطر مع الحرص على عدم خسارة الإمارات ومصر محاولة سعودية لإصلاح ما فسد؟

*****

هوامش

[1] استهداف معمل أرامكو السعودية في بقيق بهجوم طائرات “درون”، موقع السي إن إن بالعربية، 14 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/38uch

[2] أرامكو السعودية: استهداف معملي الشركة نتج عنه توقف الإنتاج بمقدار 5.7 مليون برميل في اليوم، موقع سبوتنيك العربي، 14 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/lbMO8

[3] البورصات الخليجية تتراجع بعد استهداف معملين لأرامكو السعودية، موقع مصراوي، 15 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/7bf6e

[4] مصير اكتتاب “أرامكو” السعودية.. التأجيل السيناريو الأقرب، موقع العربي الجديد، 26 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/mNnNr

[5] أرامكو السعودية: استهداف معملي الشركة نتج عنه توقف الإنتاج بمقدار 5.7 مليون برميل في اليوم، موقع سبوتنيك العربي، مرجع سابق.

[6] إعلان الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم أرامكو، ليفانت نيوز، العدد 4، أكتوبر 2019، ص 4، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/YcDYv

[7] عقدت وزارة الدفاع السعودية مؤتمرًا صحفيًّا بتاريخ 18 سبتمبر 2019 عرضت فيه حطام طائرات مسيرة وصواريخ جوالة، مؤكِّدة أنها أدلَّة على عدوان إيراني لا يمكن دحضها، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية أن 25 من الطائرات المسيَّرة والصواريخ الجوَّالة استُخدمت في الهجمات التي انطلقت من الشمال السعودي إما من الأراضي الإيرانية أو العراقية وليس من اليمن، انظر: “الهجوم على منشآت النفط السعودية أرامكو”، ليفانت نيوز، العدد 4، أكتوبر 2019، ص 4، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/2uG3X

[8] المنفذون والمتهمون بهجوم أرامكو، ليفانت نيوز، العدد 4، أكتوبر 2019، ص 5، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/xpoGT

[9] تقدير موقف: آفاق التصعيد العسكري في منطقة الخليج، المركز المصري للفكر الاستراتيجي للدراسات، ص 5.

[10] مايكل بايتس، اختبار لمصداقية العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودة ولقوة الردع ضد إيران، المرصد السياسي 3180، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، 16 سبتمبر 2019.

[11] محمد قواص، هجمات أرامكو.. العالم يتموضع للرد، صحيفة العرب، السنة 42، العدد 11473، 20 سبتمبر 2019، ص 8.

[12] الأمين العام للأمم المتحدة: خبراء أمميون في طريقهم إلى السعودية للتحقيق بهجوم «أرامكو»، موقع جريدة الشروق، 18 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/R7XAq

[13] فرنسا ترسل 7 خبراء للسعودية للمشاركة بالتحقيق في هجمات أرامكو، موقع العربية، 19 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/JQnHK

[14] شغلت هذه العملية الإرهابية اهتمامات مراكز الأبحاث في مصر وخارجها ونشير إلى ثلاثة نماذج جاءت على النحو التالي:

– الأزمة الإيرانية السعودية بعد هجمات أرامكو واحتمالات التصعيد، تقدير موقف لوحدة الدراسات السياسية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتاريخ 23 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:  https://cutt.us/nntm1

– محمد أبو سعدة، الوضع في الخليج بعد استهداف أرامكو، المعهد المصري للدراسات، 25 أكتوبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/BKh7H

حيث تضمنت الدراسة الإشارة إلى أن الحادث الذي استهدف شركة أرامكو يمثل أهم التطورات التي تعصف بالمنطقة على الصعيدين السياسي والعسكري، واستعرض التقرير الاتهامات لإيران، وأشار إلى أن الهدف من الحادث توجيه رسالة إيرانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأنها قادرة على الرد في حالة إجبارها على تخفيض صادراتها النفطية، وقد رصد التقرير الآثار السياسية والاقتصادية للحادث ومنها انخفاض إنتاج السعودية من النفط إلى النصف، الأمر الذي يترتب عليه انخفاض ما يقرب من 5 ٪ من الإنتاج العالمي، وارتفاع أسعار النفط على المستوى العالمي، وخفض قيمة الشركة السعودية، وانخفاض أسهم البورصة السعودية، ولجوء بعض الدول إلى احتياطياتها النفطية الاستراتيجية، وقد رصد التقرير رد الفعل الدولي من الحادث كما رصد تداعيات الأزمة، مرجِّحًا فرص المواجهة المحدودة على حساب المواجهة الشاملة، بل ذهب أبعد من ذلك وأشار إلى اقتصار المواجهة المحدودة على الأذرع الإقليمية بنشوب حرب إسرائيلية ضد غزة أو إسرائيلية ضد لبنان، بالإضافة لتكثيف الضربات السعودية ضد اليمن، كما رجَّح على المستوى السياسي إمكانية لجوء الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية للحلول السياسية ضد إيران والابتعاد عن المواجهة العسكرية، وخلص التقرير إلى أن السعودية باتت تشعر بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد محل ثقة، كما استبعد حدوث مواجهة عسكرية في المنطقة على أقل تقدير خلال عام من حادث أرامكو، وأن نشوب حرب عسكرية يحتاج إلى توافر عدة شروط منها امتلاك السعودية لمنظومة دفاع جوي قوية، واتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لقرار الحرب، وتورط إيران في عمل عسكري مشابه لحادث أرامكو.

أحمد عليبة، هجمات أرامكو: هل فشلت استراتيجية الردع الأمريكي تجاه إيران؟، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 15 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/W8mHZ

وفيه تم التركيز على الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة حملت إيران المسؤولية عن الهجمات على السعودية، لكنها في الوقت نفسه لم توضِّح ما هي الخطوات التالية التي سوف تتَّخذها، فعلى الرغم من وجود اتفاقية دفاع مشترك بينها وبين السعودية إلا أنه فيما يبدو لا تنوي تفعيلها في مواجهة إيران حاليًّا، فلقد ضاعفت إيران من تهديداتها في الخليج، كما نجحت في تشبيك الرسائل الخاصة بمعادلات الاشتباك، وأنها قادرة على تهديد الجميع، وستستغل فرصة موسم الانتخابات الأمريكية في مواصلة التهديدات. وهذا الاستنتاج سيضع الولايات المتحدة في مأزق بشكل دائم مع حلفائها بسبب غياب مسار الردع الفعال في مواجهة تهديدات إيران.

[15] محمد قواص، هجمات أرامكو.. العالم يتموضع للرد، صحيفة العرب، السنة 42، العدد 11473، 20سبتمبر 2019، ص 8.

[16] ردود الفعل المحلية والعالمية على هجوم أرامكو، مرجع سابق.

[17] الرئيس السويسري: ندين الهجمات على «أرامكو» ونعمل على خفض التوتر في الخليج، موقع الشرق الأوسط، 26 أكتوبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/2GKIn

[18] أول تعليق من محمد بن سلمان عن استهداف منشأتي النفط: السعودية قادرة على مواجهة العدوان الإرهابي، سي إن إن العربية، 16 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/j5Eyx

[19] بن سلمان بحث مع إسبر نشر قوات أميركية بالسعودية، موقع العربي الجديد، 26 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/EJ2vp

[20] الجبير ينفي وجود وساطة بين الرياض وطهران لتخفيف التوتر، موقع الشرق الأوسط، 22 أكتوبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/4bu0y

[21] محمد بن سلمان: على العالم ردع إيران أو مواجهة تصعيد أكبر”، موقع الشرق الاوسط، 30 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/JK68R

[22] خادم الحرمين: بلادنا قادرة على الدفاع عن نفسها وشعبها بكل حزم، موقع الشرق الأوسط، 21 نوفمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/8yomX

[23] الهجوم على منشآت النفط السعودية أرامكو، مرجع سابق.

[24] وزير الدفاع الأميركي: إيران استهدفت المنشآت السعودية في «أرامكو»، موقع الشرق الأوسط، 24 أكتوبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/CmmlB

[25] خامنئي وافق على هجوم أرامكو شرط التمويه في تنفيذه، صحيفة العرب، السنة 42، العدد 11473، 20 سبتمبر 2019، ص 1، متاح عبر الرابط التالي:  https://cutt.us/NjEIl

[26] ابتسام عازم، بريطانيا وألمانيا وفرنسا تحمل إيران مسؤولية هجوم “أرامكو”، موقع العربي الجديد، 24 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/IbNi1

[27] رصانة، تقرير الحالة الدينية الايرانية عدد سبتمبر 2019، المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، 23 أكتوبر 2019، ص 46-47، متاح عبر الرابط التالي:  https://cutt.us/kjrrf

[28] رويترز: واشنطن شنت هجمات سيبرانية ضد إيران بعد اعتداء أرامكو، موقع العربية، 16 أكتوبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://ara.tv/rpwze

[29] محمد أبو سعدة، الوضع في الخليج بعد استهداف أرامكو، مرجع سابق.

[30] الخارجية الفرنسية تدين استهداف شركة أرامكو فى السعودية، موقع اليوم السابع، 15 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/fC2hU

[31] إدانات عربية ودولية للهجوم الإرهابي على معملي أرامكو، موقع العربية، 14 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/p3Zu5

[32] بريطانيا ترجح مسؤولية إيران عن هجمات منشأتي نفط أرامكو السعودية، موقع العربي الجديد، 23 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/3Y8wf

[33] ابتسام عازم، بريطانيا وألمانيا وفرنسا تحمل إيران مسؤولية هجوم “أرامكو”، مرجع سابق.

[34] الكرملين: استهداف منشأتي نفط “أرامكو” لا يسهم فى استقرار الأسواق النفطية، موقع اليوم السابع، 16 سبتمبر2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/MBaWd

[35] مصر تدين استهداف معملين تابعيْن لشركة أرامكو بالسعودية، موقع الشروق، 14 سبتمبر2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/fU55X

[36] مرصد الأزهر يدين استهداف معملين لـ أرامكو السعودية، موقع صدى البلد، 18 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/9QWVV

[37] وكيل البرلمان: الهجوم على أرامكو السعودية يستهدف ضرب الاقتصاد ومعدلات التنمية بالعالم، موقع بوابة البرلمان، 17 سبتمبر2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/EfuhH

[38] أمير الكويت يدين استهداف معملي أرامكو في السعودية، موقع مصراوي، 15 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/lJmVr

[39] إدانات دولية وعربية لهجمات الحوثيين على منشأتي أرامكو في السعودية، سي إن إن العربية، 14 سبتمبر2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/H3gI6

[40] إدانات عربية ودولية للهجوم الإرهابي على معملي أرامكو، موقع العربية، 14 سبتمبر2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/g0vte

[41] المرجع السابق.

[42] المرجع السابق.

[43] قطر وعمان تدينان هجمات أرامكو، موقع الجزيرة نت، 16 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/KtOCg

[44] إدانات عربية ودولية للهجوم الإرهابي على معملي أرامكو، موقع العربية، مرجع سابق.

[45] المرجع السابق.

[46] “الداخلية العرب” يستنكر استهداف الحوثيين لمعملي شركة “أرامكو” السعودية، موقع اليوم السابع، 15 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/2FzWz

[47] إدانات عربية ودولية للهجوم الإرهابي على معملي أرامكو، موقع العربية، مرجع سابق.

[48] المرجع السابق.

[49] أول تعليق من تركيا على استهداف “أرامكو” في السعودية، موقع سبوتنيك العربي، 15 سبتمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/5z7fZ

[50] بغداد تصطف مع طهران ضد تحالف حماية الملاحة البحرية، صحيفة العرب، السنة 42، العدد 11473، 20 سبتمبر 2019، ص 3، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/wCRNK

[51] الكويت وقطر ستنضمان للتحالف البحري بقيادة أميركا، موقع الشرق الأوسط، 26 نوفمبر2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/7xhyE

[52] السيسي إلى الإمارات في زيارة رسمية، موقع سكاي نيوز العربية، 13 نوفمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/ciSCU

[53] توقيع اتفاق الرياض بين حكومة اليمن والمجلس الانتقالي، موقع العربية، 6 نوفمبر2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/vOfFp

[54] قام الدكتور عصام بن سعيد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي في 19 ديسمبر 2019 بزيارة إلى جمهورية مصر العربية وسلَّم رئيسها رسالة من العاهل السعودي تضمَّنت التأكيد على العلاقات بين البلدين، كما التقى وزير الخارجية المصري بنظيره السعودي على هامش أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، ورغم أن هذا الأمر معتاد بين مصر والعديد من الدول العربية إلا أنه قلَّما يتم بين مصر والسعودية.

[55] ليس الهجوم الأول الذي تتعرَّض له أرامكو السعودية، ليفانت نيوز، مرجع سابق.

[56] تقدير موقف: آفاق التصعيد العسكري في منطقة الخليج، مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، ص 3.

[57] المرجع السابق، ص 2.

[58] أحمد عليبة، هجمات أرامكو: هل فشلت استراتيجية الردع الأمريكي تجاه إيران؟، مرجع سابق.

[59] أكد وزير الخارجية القطري في مقابلة مع قناة CNN الأمريكية بأن هناك تطورًا “طفيفًا” فيما يتعلَّق بملف المصالحة، مشيرًا إلى أن الأمور في مرحلتها الأولى وأن هناك تطورًا من وضع عدم التفاوض إلى وضع بدء بدء المحادثات، منوهًا إلى أن هذا الأمر يتم مع السعودية فقط، متاح عبر الرابط التالي:

https://cnn.it/35u41TQ

[60] غندي عنتر، المصالحة الخليجية: هل بات الخلاف في نهايته وما هي سيناريوهات الحل، منتدي الشرق، 19 ديسمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/byTQD

[61] المرجع السابق.

[62] السيسي متمسك بمطالب «الرباعي العربي» للمصالحة مع قطر، موقع الشرق الأوسط، 18 ديسمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/mpWpm

[63] خالد الدخيل، بروز الدور السعودي في إطار النظام العربي الراهن، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 72، المجلد 18، 2007، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/Y1XTP

[64] مصطفى المغربي، خالد الدخيل: تراجع دور مصر الإقليمي أفسح المجال للعبث الإيراني، موقع مصر العربية، 17 يناير 2016، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/BVS6c

[65] تمرين عسكري سعودي-صيني لرفع الجاهزية القتالية، موقع الشرق الأوسط، 27 نوفمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي:

https://cutt.us/kAinj

[66] الأزمة الإيرانية السعودية بعد هجمات أرامكو واحتمالات التصعيد، تقدير موقف، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مرجع سابق.

[67] زاد التعقيد بعد الأحكام التي صدرت في قضية خاشقجي والتي تضمنت تبرئة العناصر الرئيسية في الحادث.

 

 فصلية قضايا ونظرات- العدد السادس عشر – يناير 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى