طوفان الأقصى في الخطاب الإسرائيلي: ثلاثون يومًا من العدوان

مقدمة:

ثلاثون يومًا من القصف والقتل والدمار الشامل على قطاع غزة، بدأت معها منذ اللحظة الأولى لانطلاق حرب الأقصى، حربٌ نفسية إعلامية إسرائيلية، وانطلقت الآلة الإعلامية الدعائية لإسرائيل على نطاق وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشراسة، من خلال خطابات مأزومة انتقامية، تتبنَّى استراتيجية شيطنة العدو، وهو نوع من البروباجندا أو الآلة الإعلامية الحربية، التي يتم فيها اختزال الصراع  في طرفي نقيض، الخير والشر، إسرائيل وحماس. متجاهلة احتلال الأرض، ومتجاهلة في الوقت نفسه أية مطالب مشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه في حياة طبيعية آمنة في وطنه، ويتم تصويرهم للعالم أجمع، بأنهم الشرُّ المتجسِّد في حركة حماس، وهو ما كان غطاءً وتأطيرًا وتمهيدًا أمام العالم لارتكاب مجازر مبرَّرة ومدعومة دوليًّا، كحقٍّ مشروعٍ لإسرائيل في الدفاع عن نفسها، الأمر الذي ظهر من خلال نزع الإنسانية من الآخرين واتهامهم بأنهم “حيوانات بشرية سيتم إبادتها”[1].

فقد تلوَّن المحتوى الإعلامي الإسرائيلي خلال شهر كامل من الحرب بالمفاهيم الأخلاقية والإنسانية؛ وفى أحيان أخرى بالمفاهيم العقائدية، من خلال أدواته التقليدية الكلاسيكية المتمثِّلة في الفيديوهات الحية، والمقابلات الشخصية، والصور، واستطلاعات الرأي، واستخدام الصور الكاريكاتيرية، بل والاستدلال ببعض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، ليصبح المحتوى أكثر جاذبيةً وانتشارًا حول العالم، ومن أجل كسب تعاطف عالمي ودعم سياسي دولي، سواء على مستوى الشعوب أو الأنظمة السياسية، وإعلان صورة إسرائيل المراد ترويجها، فهي الدولة الضحية، الإنسانية، القوية، المتفوِّقة!!، إلا أن حرب “طوفان الأقصى” لم تحطم أسطورة نظرية الأمن الإسرائيلي فحسْب، بل حطَّمت أيضًا الاستراتيجية الدعائية الإسرائيلية، لتمثِّل الحرب سقوطًا مدوِّيًا لدعايتهم الكاذبة ودبلوماسيَّتهم الرقمية المدعية، فالكذب والتزييف لم يصْمد أمام حقيقة الصورة التي انكشفت للكيان الاستيطاني المحتل الذي نشأ بالقوة ويستمر بالدم.

وفي هذا الصدد يرصد هذا التقرير مرتكزات الاستراتيجية الإعلامية الإسرائيلية خلال شهر كامل من العدوان ( محصلة ثلاثة تقارير أسبوعية سابقة)، كما يرصد التقرير الأسبوع الرابع من العدوان على غزة، في محاولة للإجابة علي تساؤل رئيس “ما هو المستمر والمتغير في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي خلال الأسبوع الرابع من العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة؟” وذلك من خلال بيان أهم ملامح الاستراتيجية الإعلامية للرواية الإسرائيلية خلال شهر من بداية العدوان، وكذلك بيان أهم ما جاء في الخطاب الإسرائيلي خلال الأسبوع الرابع من الحرب.

أولا- ثلاثون يومًا من الدعاية الإعلامية الإسرائيلية المسمومة

جاءت الخطابات الرسمية الإسرائيلية على مدى شهر كامل على لسان رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” ورجال حكومته والمتحدثون العسكريون باسم الجيش الإسرائيلي، مرتكزة على عدد من المحاور الرئيسة، في مقدِّمتها تبرير الفشل الاستخباراتي والدفاعي العسكري لحكومة نتنياهو، ورفع الروح المعنوية للشعب الإسرائيلي، وكذلك الدعم المعنوي لجيش الاحتلال من خلال زيارات ميدانية في الوحدات العسكرية وأيضًا من خلال تجسيد وإبراز البطولات العسكرية للجيش الإسرائيلي، متباهين بالإبادة الشاملة لقطاع غزة كردِّ فعل طبيعي لهجمات حماس، كما جاء التأكيد على وحدة الصف الداخلي الإسرائيلي، لاسيما بعد تردد الأحاديث حول انقسامات عسكرية داخلية، والتأكيد على أهداف العملية العسكرية في غزة، فالهدف الأول هو القضاء علي حماس، ثم يأتي بعده في مرتبة ثانية تحرير الأسرى والمختطفين الإسرائيليين.

أما فيما يتعلَّق بالخطابات غير الرسمية، فقد غطَّى الإعلام الإسرائيلي بكثافة عملية “طوفان الأقصى”، واستضاف مسؤولين سابقين وخبراء أمنيين وإعلاميين، وتناولت النقاشات الأبعاد الاستراتيجية والأمنية للمواجهة مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، وأبرزها الإخفاق الأمني الذي مكَّن مقاتلي حماس من التسلُّل إلى غلاف غزة، كما تناولت النقاشات ضعف أداء الجيش الإسرائيلي، وعجز حكومة نتنياهو وافتقادها للخبرة اللازمة، كما عكستْ هذه الآراء غير الرسمية حالة الغضب داخل المجتمع الإسرائيلي وشعورهم بالتهديد والإخفاق من جانب حكومة نتنياهو، وإعطاء الأولوية الأولى لتحرير المخطوفين والأسرى الإسرائيليين وليس القضاء على حماس.

كما سادَ في الإعلام الإسرائيلي تساؤلات وانتقادات شديدة لحكومة نتنياهو، لتحملها بالكامل مسؤولية الفشل الذريع في مواجهة أعمال المقاومة الفلسطينية والدفاع عن الأمن القومي الإسرائيلي؛ وفيما يتعلَّق بهذا الأمر، فقد ساد انقسام داخلي بشأن العمل العسكري البري على قطاع غزة، من خلال حوارات عدَّة وجلسات نقاش على القنوات الإسرائيلية، تناولت أداء الحكومة بعد عملية طوفان الأقصى، وسط آراء متضاربة بشأن التحقيق مع المسؤولين عن الإخفاق الاستخباراتي الكبير الذي تعرضت له إسرائيل[2].

واتَّضح من متابعة الخطاب الإعلامي الاسرائيلي غير الرسمي، في تقييمهم للأداء الحكومي، أنهم يُلقون بالمسؤولية كاملة على رئيس الوزراء “نتنياهو” وحكومته، ويصفونها بالفاشلة في حماية الأمن القومي الإسرائيلي، ليكون ما حدث في 7 أكتوبر 2023، صفعة حقيقية لأسطورة الأمن القومي الإسرائيلي، ودحضًا لتصريحات حكومة “نتنياهو”، بأن حماس أصبحت تحت السيطرة.

كما واصل ملف الأسرى الإسرئيليين والمختطفين، اتخاذ مساحات واسعة جدًّا من الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، باعتباره ملفًّا سياسيًّا وإنسانيًّا وأمنيًّا، يهدِّد شرعية حكومة نتنياهو في الداخل، ويعكس حالة الغضب داخل المجتمع الإسرائيلي؛ حيث ارتفعت المخاوف داخل إسرائيل من مصير الأسرى لدى حركة حماس، لا سيما مع عملية دخول غزة برِّيًّا، ما سيعرِّض حياة الرهائن للخطر حتمًا.

ثانيا- طوفان الأقصى في الخطاب الإسرائيلي الرسمي خلال الأسبوع الرابع

  • خطابات تبرير الفشل الإسرائيلي:

توالت واستمرت الخطابات المأزومة لرئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” وحكومتة لتبرير الفشل الإسرائيلي الاستخباراتي والأمني والعسكري، وفي هذا الصدد كَرَّرَ رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” في تغريدة نشرها على حسابه الخاص على موقع “إكس” (“تويتر” سابقًا)، ادِّعاءاته أن قادة المؤسسة الأمنية لم يحذِّروه من أي هجوم وشيك لحركة “حماس”، وهو ما أثار انتقادات حادَّة؛ على إثرها حذف نتنياهو التغريدة بعد نحو 9 ساعات على نشرها، وأصدر اعتذارًا عنها.

وكُتب في التغريدة الأصلية، بعد ساعات من عقد نتنياهو مؤتمرًا صحفيًّا مشتركًا مع كلٍّ من وزير الدفاع يوآف جالانت، والوزير بني جانتس: “خلافًا للادعاءات الكاذبة، لم يتمَّ تحذير رئيس الحكومة نتنياهو، تحت أي ظرف من الظروف، وفي أي مرحلة، من نيات حماس الحربية، على العكس من ذلك، فإن جميع المسؤولين الأمنيِّين، بمن فيهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” قدَّروا أنه تمَّ ردْع حماس، وأن الحركة تبحث عن تسوية، لقد تمَّ تقديم هذا التقييم مرارًا إلى رئيس الحكومة والحكومة من طرف جميع قوات الأمن وأجهزة الاستخبارات حتى اندلاع الحرب”[3].

وأثارت تغريدة نتنياهو التي ألْقى فيها اللوم على المسؤولين الأمنيِّين، بدلًا من تحمُّل أيِّ مسؤولية بنفسه، عن الإخفاقات التي أَدَّتْ إلى أحداث يوم 7 أكتوبر الماضي، انتقادات حادَّة صباح يوم الأحد الموافق 29 أكتوبر الماضي، بما في ذلك داخل حكومة الطوارئ التي ألَّفها “نتنياهو”، وكتب رئيس تحالُف “المعسكر الرسمي” الوزير “بني جانتس” تغريدة رَدَّ فيها على تغريدة نتنياهو: “يجب على رئيس الحكومة التراجع عن تصريحه والتوقُّف عن تناوُل هذه المسألة”، فيما بدا أنه أول خلاف علني بينهما منذ انضمام جانتس إلى الائتلاف الحكومي بعد اندلاع الحرب، فيما قام “نتنياهو” بعد نحو ساعة من قيامه بحذف المنشور، بتقديم  اعتذار عن البيان، وكتب على موقع “إكس”: “لقد أخطأت. إن الأمور التي قلتُها عقب المؤتمر الصحافي ما كان ينبغي أن تُقال، وأنا أعتذر عن ذلك، إنني أعطي الدعم الكامل لجميع رؤساء الأجهزة الأمنية، وأساند رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي وقادة وجنود الجيش الموجودين على الخطوط الأمامية ويقاتلون من أجل وطننا”[4].

وفي مقابلة مع شبكة،ABC  الإخبارية الأمريكية،  قال “نتنياهو” يوم الإثنين 6 نوفمبر، “إن إسرائيل ستتولَّى (المسؤولية الأمنية الشاملة) في غزة لفترة غير محدَّدة بعد انتهاء الحرب، وأن غزة يجب أن يحكمَها أولئك الذين لا يريدون الاستمرار على طريقة حماس”، وتابع: “أعتقد أن إسرائيل ستتولَّى لفترة غير محدَّدة، المسؤولية الأمنية الشاملة، لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نملكها”، وأكد أن إسرائيل لن تسمح بوقف عام لإطلاق النار، حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن لدى حركة حماس، وعلى النقيض أكَّد “نتنياهو” انفتاحه على فترات توقُّف قصيرة، وقال: “فيما يتعلَّق بفترات توقُّف تكتيكية صغيرة، ساعة هنا، وساعة هناك، لقد حصلنا عليها من قبل، أعتقد أننا سنتحقَّق من الظروف من أجل تمكين دخول البضائع لأغراض إنسانية، أو وصول رهائننا”، وأضاف “لكنني لا أعتقد أنه سيكون هناك وقف عام لإطلاق النار”، وتطرَّق نتنياهو أيضًا إلى دور إيران و”حزب الله” في الصراع، وحذَّرهما من “التورُّط بشكل أكبر”، وقال: “أعتقد أنهما أدركا أنهما إذا دخلا الحرب بشكل كبير، فإن الرَّدَّ سيكون قويًّا للغاية، وآمل ألَّا يرتكبا هذا الخطأ”[5].

جاءت بعض التحليلات لتقول بأن قول “نتنياهو” المشار إليه، بأنه لا وقف شامل لإطلاق نار حتى عودة المختطفين، يعتبر تخفيفًا للهجة الخطاب الإسرائيلي، إلا أنه يمكن القول بأن هذا الخطاب، هو استكمال لخطابات إعادة ترميم الصورة؛ حيث إنه يدرك أنها المرحلة الأخيرة في حكومته، فاستراتيجية إسرائيل هي أن تبقى في غزة، ولكنها تحاول أن تراوض بالهدنة، فخطابات نتنياهو تأتي في إطار المراوغات الإسرائيلية، فالهدف هو استمرار الهجوم والقضاء على حماس.

وفي إطار المعارضة الرسمية الداخلية لحكومة “نتنياهو“، قال مراقب الدولة الإسرائيلية “متنياهو أنجلمان” خلال لقاء عقده الأحد 29 أكتوبر الماضي في مدينة طبرية مع عدد من السكان الذين تم إجلاؤهم من منازلهم الواقعة في المناطق الحدودية مع الجنوب اللبناني، “إن الحكومة الإسرائيلية فشلت في رعاية الجبهة الداخلية، بعد إجلائها عشرات الآلاف من سكَّان التجمُّعات الحدودية الجنوبية والشمالية في محيط قطاع غزة”، واستمع خلال اللقاء إلى شهاداتهم ومطالبهم، مشدِّدًا على عدم وجود أيِّ مبرِّر لغياب خطة اقتصادية ومنسَّقة لإدارة الأزمة في الأسبوع الرابع من الحرب، ووجَّه مراقب الدولة انتقادات لاذعة بخلاف العادة، إلى سلوك الحكومة منذ اندلاع الحرب، وقال: “إن إجلاء عشرات الآلاف من سكَّان التجمعات الجنوبية والشمالية عن منازلهم، هو فشل كبير وخلل، ولا يوجد أي عذر يمكن أن يبرِّره، ويجب على رئيس رئيس الحكومة والوزراء الإسراع في قلب الأمور وحل المشاكل على الفور”[6].

  • الهجوم البري على قطاع غزة:

عقد “نتنياهو” اجتماعًا يوم الإثنين 31 أكتوبر الماضي مع وزراء الحكومة، تحدَّث خلاله عن توسيع الحرب، وعن العملية البرية في غزة، وقال: “نحن في ذروة الحرب، لقد وضعنا لها هدفًا واضحًا، وهو تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحركة حماس، هذه الأمور نقوم بها بصورة منهجية”، وأضاف: “المرحلة الأولى انتهت، والمرحلة الثانية، الضرب من الجو، مستمرة طوال الوقت، والمرحلة الثالثة، هي قيام الجيش الإسرائيلي بتوسيع دخوله البري إلى داخل قطاع غزة، وهو ينفِّذ ذلك من خلال خطوات مدروسة وقوية جدًّا والتقدُّم بصورة منهجية، خطوة وراء خطوة”، وتابع نتنياهو: “نحن نواصل بذل الجهود لإطلاق المخطوفين خلال المناورة البرية التي تخلق إمكانات لتحقيق ذلك، ولن نفوِّت الفرصة، المعركة ستستغرق وقتًا، وستكون صعبة، وستقع خسائر، وستحدث مفاجآت، لكن في نهاية الأمر، أؤكِّد لكم أمرًا واحدًا، حماس ستُهْزَم، وسيكون هناك غزة مختلفة، لهذه الغاية، نحن بحاجة إلى نفَسٍ طويل، وإلى الوقت، ومن أجل توفير الوقت، نحن بحاجة إلى تأييد سياسي، أنا أتواصل مع الرئيس الأمريكي يوميًّا، وطاقمنا يتحدَّث مع نظرائه الأمريكيِّين طوال الوقت، ونحن نوضِّح لهم أننا لا نخوض حربنا فقط، بل حربهم أيضًا، لأنه إذا لم تُهزَم حماس، فسينتصر محور الشر، وإذا انتصر، فسيخسر العالم الحر، العالمان الغربي والعربي، كلاهما سيخسر، وهذا تهديد كبير للإنسانية، معركتنا هي من أجل وجودنا، ومن أجل مستقبل العالم، ونظرًا إلى أن هذا يتطلَّب جهدًا سياسيًّا وإعلاميًّا، فإن كلَّ مَن يستطيع المساهمة فيه، عليه أن يفعل ذلك”[7].

وأضاف نتنياهو: “الجهد الثاني هو جهد إنساني، وهو صحيح جوهريًّا، ويساعد قواتنا، نحن نحاول دفع السكان في اتجاه جنوب القطاع؛ حيث أقمنا منطقة آمنة، وننْوي توجيهَ المساعدات الإنسانية إلى هناك، وذلك بالتنسيق مع أصدقائنا الأمريكيِّين، وهذه الخطوة تستغرق وقتًا، الجهد الثالث اقتصادي، ستكلِّف الحرب كثيرًا من المال، وهذا ثانوي بالنسبة إلينا، سنبذل كلَّ ما هو مطلوب… أطلب منكم، من كلِّ واحدٍ منكم، إذا كانت لديكم أسئلة، مقترحات، أفكار، فبابي مفتوح، تعالوا إلى بابي، ولدينا كذلك فريق يعمل على إنجاز هذا الأمر، ويسرني السماع منكم، لكن قبل كل شيء معًا سننتصر”[8].

وفي السياق نفسه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، خلال جولة قام بها في قاعدة “بالماخيم” العسكرية الثلاثاء 31 أكتوبر، إن الجيش الإسرائيلي يدفع ثمنًا باهظًا خلال الاشتباكات مع الفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة، وإن الجيش الإسرائيلي نشر قواته على نطاق واسع في عمق قطاع غزة، وشدَّد على اندلاع معارك ضارية بين جنود الجيش وعناصر حماس، الذين يحاولون التصدِّي للهجوم البرِّي، وقال جالانت، مخاطبًا الجنود: “نحن نثق بكم لأننا نعلم بأننا قادرون على كسب هذه الحرب بفضلكم، هذه الحرب لن تكون سهلة، ولن تكون قصيرة، وسيكون هناك أثمان، لكننا سننتصر”[9].

  • الخسائر الإسرائيلية الاقتصادية

حدَّد نتنياهو في خطاباته خلال الأسبوع الرابع، الجهود الإسرائيلية على ثلاثة محاور، وهي الجهد العسكري بالقضاء على حماس، والجهد الإنساني فيما يتعلَّق بإقامة منطقة آمنة، وهي من أهمِّ الادعاءات الكاذبة؛ حيث تقصف إسرائيل المناطق الآمنة أيضًا، والجهد الثالث هو الجهد الاقتصادي، وهو بُعد جديد في الخطاب الإسرائيلي، يعكس الضرر الاقتصادي الواقع على الاقتصاد الإسرئيلي، فالحرب تكبِّد إسرائيل خسائر اقتصادية فادحة.

فقد شارك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء31 أكتوبر، في اجتماع المجلس الوزاري للشؤون الاجتماعية والاقتصادية برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وحدَّد المهام الرئيسية التي تنتظر المجلس؛ حيث قال “لقد تمَّ اتِّخاذ إجراءات مهمَّة للغاية، وهي تخصيص الأموال، وتقديم المساعدة لمواطني إسرائيل والاقتصاد، وهناك الكثير مما يجب إتْمامه، الهدف الأول، أولا وقبل كل شيء، الحفاظ على إطار الاقتصاد الكلي في إسرائيل، بحيث يعمل الاقتصاد ولا ينهار، والهدف الثاني هو تمكين جيش الدفاع وقوات الأمن من إدارة الحرب، إنها تكلِّف الكثير من المال ونحن نضخُّه كلَّ يوم، والهدف الثالث هو التأكُّد من عدم تعرُّض جنود الاحتياط الذين تمَّ حشْدهم بشكلٍ غيرِ مسبوق للأذى الاقتصادي، والهدف الرابع هو التأكُّد من تعويض مناسب للمواطنين وأصحاب المصالح المتضرِّرة من تداعيات الحرب، والهدف الخامس تحفيز الاقتصاد على الاستمرار في العمل والنمو، من خلال تشجيع الاستهلاك والعمل، وكذلك مساعدة المواطنين[10].

  • ملف الأسرى:

جاء ملف الأسرى في مرتبة متأخرة ضمن الأهداف الإسرئيلية في الخطاب الرسمي الإسرئيلي؛ حيث قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي “تساحي هنغبي”، إنه لا يلوح في الأفق أي اتفاق بشأن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ووفقًا لهنغبي، ينصبُّ تركيزُ الجيش الإسرائيلي حاليًّا، على قتال مسلَّحي حركة “حماس” في شمالي غزة، مؤكِّدًا أن هذا التركيز سيتحوَّل إلى الجزء الجنوبي من القطاع في مرحلة لاحقة، وقال هنغبي: “هذه المعركة صعبة، وتتضمَّن قتالًا عنيفًا وضاريًا، وبطبيعة الحال، لا يوجد قتال من دون ثمن مؤلم، وهذه هي مجرد بداية، سنركِّز فيها على شمالي قطاع غزة، لأن مدينة غزة هي مركز ثقل حماس، وسيأتي دور الجنوب، ثم دور الوسط.. كل شيء سيأتي في وقته”[11].

وفي مقابلة مع إذاعة “كول براما”، أجرى وزير التراث اليهودي “عميحاي إلياهو” (حزب قوة يهودية) حوارًا قال فيه إن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة غير كافٍ، وفيما يتعلق بالأخبار المتعلقة بقتل المدنيين العزَّل، صرَّح إلياهو، قائلًا: “لا مكان لقطاع غزة، لا يجب أن يكون لِما نطلق عليه اسم شمالي القطاع أي وجود، إن كل مَن يرفع راية منظمة التحرير الفلسطينية، أو راية حماس، لا يجب أن يظلَّ حيًّا، لم نكن لِندخل مساعدات إنسانية للنازيِّين، ولم نكن في حالة حرب معهم لنتحدَّث عن مدنيِّين عزَّل، لا يوجد في قطاع غزة مدنيون غير ضالعين في الأعمال القتالية، هؤلاء لا يخافون من الموت، علينا أن نفهم ما الذي يمكنه ردعهم، إنهم يواصلون منذ خمسين عامًا تحطيم ردع الجيش الإسرائيلي”، أما فيما يتعلَّق بالأسرى الإسرائيليِّين المتواجدين في القطاع، فقد قال الوزير إنه يصلِّي من أجل سلامتهم، لكن هناك أثمانًا  للحرب[12].

  • تهجير سكان غزة إلى سيناء:

طُرح ملف التهجير القسري لسكَّان قطاع غزة إلي أراضي سيناء المصرية منذ اليوم الأول للحرب، وفي هذا السياق ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل تحاول دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الموافقة على استيعاب اللاجئين من قطاع غزة في مصر، في مقابل شطب ديون مصر لدى البنك الدولي، وفي هذا الإطار، توجَّه رئيس الحكومة الإسرائيلية مؤخَّرًا، إلى زعماء دوليِّين، وطلب منهم إقناع الرئيس السيسي بالفكرة، لأنها الحل الأفضل من وجهة نظره، كما طُرحت فكرة أُخرى، وهي إجلاء الجرحى الفلسطينيِّين بالبواخر، وإنشاء مستشفى ميداني في مصر[13].

ثالثًا- طوفان الأقصى في الخطاب الإسرائيلي غير الرسمي خلال الأسبوع الرابع

  • تراجع شعبية حكومة “نتنياهو

كشف استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، أجرته صحيفة “معاريف” يوم الخميس 2 نوفمبر، أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن، سيحصل كلٌّ من قوائم معسكر الأحزاب المؤيدة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 42 مقعدًا (أقل بمقعد واحد من عدد المقاعد التي حصلت عليها في استطلاع الأسبوع ما قبل الماضي)، في حين أن قوائم معسكر الأحزاب المناوئة له ستحصل على 68 مقعدًا (أكثر بمقعد واحد من عدد المقاعد التي حصلت عليها في استطلاع الأسبوع ما قبل الماضي)، ويحصل كلٌّ من قائمة التحالف بين حداش (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)، وتعل (الحركة العربية للتغيير)، وقائمة راعام (القائمة العربية الموحدة) على 5 مقاعد، ولن تتمكَّن قائمة بلد (التجمع الوطني الديمقراطي) من تجاوُز نسبة الحسم (3.25%)، فيما قال 49% من المستطلع رأيهم، إن رئيس تحالُف “المعسكر الرسمي” بني جانتس، هو الأنسب لتولِّي منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية، في حين قال 27% منهم فقط، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو الأنسب[14].

كما تجمَّع آلاف الإسرائيليِّين فيما بات يُعرف باسم “ميدان المخطوفين” أمام متحف الفنون في وسط مدينة تل أبيب، لإظهار الدعم لعائلات مئات الأشخاص الذين تحتجزهم حركة “حماس” كأسرى ورهائن في غزة، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنَّته على مستوطنات “غلاف غزة” يوم 7 أكتوبر الماضي، وكذلك لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بإيلاء هذا الملف أهمية قصوى في سياق الحرب التي يشنُّها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الهجوم المذكور، وفي الوقت نفسه، أُقيمت في القدس، وفي أماكن أُخرى، تظاهرات شارك فيها المئات، واحتجُّوا فيها على أداء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، متَّهمين إيَّاه بسوء إدارة الحرب والمفاوضات بشأن الرهائن، ومطالبين باستقالته[15].

  • ملف الأسرى والمخطوفين

يحتل ملف الأسرى وتحرير المخطوفين الأولوية الأولى في أهداف الرأي العام الإسرائيلي، وهو ما أكَّده “إيهود باراك” رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق في لقاء مع التلفزيون الإسرائيلي، بأنه يجب فعل أي شيء مقابل إطلاق سراح المخطوفين، حتي لو كان المقابل وقف إطلاق النار، قائلا” نحن نتحدث عن وجود مخطوفين بسبب إهمال دولة إسرائيل، أخلاقيًّا لا يمكن استيعاب التضحية بهم حتى يتمَّ الانتهاء من قتل ثلاثين أو ثلاثمائة أو ألف”[16].

كما قال “إبراموفيتش” وهو محلِّل سياسي في حوار مع قناة N12 الإسرائيلية، “إن الشيء المثالي، هو إعادة المخطوفين، موضوع المخطوفين يجب أن يكون على رأس السلم”[17].

  • ملاحقة المواطنين العرب داخل إسرائيل

العنصرية الإسرائيلية لم تؤدِّ فقط لإبادة سكان قطاع غزة، بل امتدَّت للمواطنين العرب داخل إسرائيل؛ حيث جاء في افتتاحية صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية يوم 31 أكتوبر، تحت عنوان (أوقفوا ملاحقة المواطنين العرب)، إن المواطنين العرب في إسرائيل أصبحوا في عين العاصفة، نظرًا لأن هُويتهم المركَّبة حوَّلتهم إلى مشتبه فيهم فورًا في نظر كثيرين من اليهود، لتعرُّضهم لشتى مظاهر العنصرية وشهوة الانتقام، وأن التعامل مع العرب في إسرائيل، بصفتهم طابور خامس، غير محصور بالغوغاء الغاضبة، بل هو منتشر وسط الحكومة وفي الكنيست أيضًا، لافتة إلى أن لوزير الأمن القومي الإسرائيلي الكهاني إيتمار بن غفير، عددًا من الشركاء الذين يتمنون حدوث نكبة ثانية؛ حيث إن إيتمار بن غفير عندما سارع بعد أيام على بدء الحرب، إلى التحذير من أحداث “حارس أسوار 2″، أظهر المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي مسؤولية، عندما أشار إلى حُسن تصرُّف المواطنين العرب، وقال في نقاش في الكنيست: “يجب أن نقول كلمة حق عن التصرف المثالي للعرب وعدم وقوع أي حادث، وعندما تقع حوادث، سيجري التعامل معها على المستوى المحلي”[18].

وأشارت الصحيفة إلى أنه في غضون ذلك، تُظهر الشرطة والنيابة العامة تساهلًا بشأن كلِّ ما له علاقة بالاعتقال وتوجيه كتب اتهام بتأييد “الإرهاب”، بسبب منشور في وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه لا يوجد خلاف على أن قسمًا من هذه الحالات، عبارة عن منشورات وصفتها بالـ”مثيرة للاشمئزاز”، لكن ردة الفعل الرسمية عليها، تفتقر إلى التوازن، لافتة في الوقت نفسه، إلى أنه في يوم السبت، تعرَّض طلاب عرب من كلية نتانيا للاعتداء على يد المئات من السكان، واضطروا إلى اللجوء إلى السطح بانتظار مجيء الشرطة التي عملت على إجلائهم، وسط تظاهرات كانت تهتف “الموت للعرب” وتهديدات بالقتل، محذرة أن “حماس” لم تفرِّق في هجماتها بين اليهود والعرب؛ حيث قُتل 19 مواطنًا عربيًّا أيضًا، وخُطِفُ مواطنان، أغلبيتهم من البدو، بينما صواريخها أيضًا لا تفرِّق بين مواطن وآخر، وفي الجيش والشرطة، يقاتل اليهود والعرب من الدروز والبدو، جنبًا إلى جنب، ضدَّ “حماس” حسب قولها، وأضافت “هآرتس”، أن الوزير بني جانتس قال: (المواطنون العرب في إسرائيل هم جزء لا يتجزَّأ من المجتمع الإسرائيلي، وهم مثلنا، يتألَّمون ممَّا جرى للأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء)، من الأجدى أن يتبنَّى سائر وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست هذا الموقف، هكذا يجب أن تتصرَّف قيادةٌ مسؤولةٌ تهتمُّ بتهدئة الأجواء، وبتوحيد مواطني الدولة، بدلًا من تحريض الواحد منهم ضد الآخر”[19].

خاتمة: استخلاصات ودلالات ثلاثين يومًا من العدوان

ممَّا سبق، يتبيَّن استمرار وتيرة الخطابات الإسرائيلية الرسمية بكلاسيكيَّتها المعهودة على نفس النهج طوال فترة الحرب، وقبل فترة الحرب أيضًا، بل منذ نشأتها الأولى، والتي أوْلت العوامل المعنوية والإعلامية في استراتيجيَّتها أو كما أطلق عليها د. حامد ربيع “الدعاية المسمومة”، والتي استخدمتْه إسرائيل في هذه الحرب تمهيدًا لعملية الإبادة القائمة في قطاع غزة، ولإسباغ الشرعية لها في الحرب، وتصوير حربها على المدنيِّين في غزة على أنها حرب الحضارة ضد الهمجية، وأنه إذا لم تنتصر إسرئيل في هذة الحرب ستنتصر الهمجية كما وصفها”نتنياهو”[20].

وفيما يتعلَّق باللسان الإسرائيلي غير الرسمي استمرَّ علوُّ الأصوات الغاضبة الداخلية ضدَّ حكومة نتنياهو، لإخفاقه في عودة المختطفين، وإعلائه لأولوية الهجوم البري والقضاء على حماس حتى لو على حساب حياة الأسري الإسرائيليِّين.

خلاصة الأمر أننا أمام مقاومة مشرفة تتصدَّى بكلِّ بطولة وبسالة، لمجزرة ممتدَّة وعملية إبادة متعمَّدة لشعب غزة، وسط صمتٍ دوليٍّ مخزٍ، وفشل ذريع في امتحان صعب للإنسانية، وقرار مرتجف وقيادة إسرائيلية منقسمة، ومحاولة بائسة للتغطية بالقصف العشوائي على هزيمة 7 أكتوبر والتعثُّر في الهجوم البري، يوزايها استراتيجية إعلامية أيضًا فاشلة، فالصور على أرض الواقع أطاحت بكل دعائم الدعاية الإسرائيلية المسمومة، ودبلوماسيتها الرقمية التي حاولت منذ عقود طويلة إرساءها لتغيير الصورة الذهنية لإسرائيل في أذهان وعقول الشعوب ولاسيما العربية، وهو ما يتَّضح من المظاهرات في بعض الدول العربية والأجنبية، ودعوات المقاطعة العربية للمنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، من قبل الشعوب التي تمَّ تلجيمها من قبل الأنظمة السياسية، فحتى خيار خروج مظاهرات الغضب الشعبي لم يعد متاحًا أمامها إلا تحت مظلة السلطات الدخلية، أيضًا الخطاب الداخلي غير قادر على إقناع الرأي العام الإسرائيلي، وهو ما أوضحتْه المظاهرات الإسرائيلية ضد “نتنياهو” وأسرته، واستطلاعات الرأي الإسرائيلية، لإخفاقه حتى الآن في تحرير الأسرى والمحتجزين الإسرائيليِّين وفشل حكومته في حماية الأمن الإسرائيلي، وكل مايدور في استراتيجيته هو حرق الأخضر واليابس، في محاولة لإنقاذ نفسه وأسرته من المحاسبة، مخادعًا جمهورَه بوعود زائفة.

 

هوامش

[1] وزير الدفاع الإسرائيلي: نحارب حيوانات بشرية.. لا كهرباء ولا طعام إلى قطاع غزة، روسيا اليوم، 9 أكتوبر 2023،  https://rb.gy/rbxjv

[2]شاهد مقتطفات من الخطاب الإسرائيلي حول الانقسام بشأن التحقيق مع المسئولين عن الفشل الاستخباراتي على قناة الجزيرة، موقع يوتيوب، 19 أكتوبر 2023، https://www.youtube.com/watch?v=oeM0x8_9erA

[3]  شاهدالتغريدة المحذوفة علي موقع قناة العربية https://urlis.net/0rf4nso1

[4] تقرير: نتنياهو يعتذر عن تغريدة كرّر فيها ادعاءاته أن قادة المؤسسة الأمنية لم يحذّروه من هجوم وشيك لـ”حماس” وأثارت انتقادات حادة، مؤسسة الدراسات الفلسطينية 30 أكتوبر 2023،https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/32821

[5] نتنياهو: إسرائيل ستتولى “المسؤولية الأمنية الشاملة” في غزة لفترة “غير محددة” بعد الحرب، سي إن إن بالعربية، 7 نوفمبر 2023، https://bit.ly/479Esrd

[6] مراقب الدولة: الحكومة الإسرائيلية فشلت في رعاية الجبهة الداخلية، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/32822

[7] نتنياهو: “المناورة البرية تخلق فرصة لإطلاق المخطوفين، لن نفوّتها”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية،30 أكتوبر 2023، https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/32833

[8] المرجع السابق.

[9] غالانت: الجيش الإسرائيلي يدفع ثمناً باهظاً خلال الاشتباكات مع الفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1 نوفمبر 2023، https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/32850

[10] صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلي علي موقع فيسبوك 31 أكتوبر https://www.facebook.com/watch/?ref=saved&v=849936856595914

[11] تقرير – هنغبي: الهدف الأول للحرب على قطاع غزة هو القضاء على حركة “حماس” بجناحيها العسكري والمدني وإنهاء حُكمها، 1 نوفمبر 2023، https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/32851

[12] وزير التراث الإسرائيلي: قصف غزة بقنبلة نووية يسوّيها بالأرض يمثل إحدى طرق الحل، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 5 نوفمبر 2023، https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/32882

[13] إسرائيل تقترح على مصر استيعاب اللاجئين من غزة في مقابل شطب ديونها لدى البنك الدولي، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 31 أكتوبر 2023، https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/3283

[14] استطلاع “معاريف” الأسبوعي: 49% من الإسرائيليين يعتقدون أن غانتس هو الأنسب لتولّي منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية وفقط 27% منهم يعتقدون أن نتنياهو هو الأنسب، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 3 نوفمبر 2023، https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/32871

[15] تقرير: آلاف الإسرائيليين يتجمعون في تل أبيب ضمن تظاهرة دعم لأهالي الأسرى وتظاهرات في القدس وأماكن أُخرى تطالب باستقالة نتنياهو، 6 نوفمبر 2023، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/32892

[16] شاهد اللقاء الدقيقة 1:49 على قناة الجزيرة بموقع يوتيوب https://youtu.be/gpB_T9lQveE

[17] شاهد اللقاء الدقيقة 3.20 على قناة الجزيرة بموقع يوتيوب https://youtu.be/gpB_T9lQveE

[18] أوقفوا ملاحقة المواطنين العرب، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 31 أكتوبر 2023،  https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/32828

[19] المرجع السابق.

[20] لقاء نتنياهو مع رئيس الوزراء البلغاري، صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلي على موقع فيسبوك، 6 نوفمبر 2023، https://www.facebook.com/share/p/aghbkULF8ELD6mPd/?mibextid=WC7FNe

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى