خطاب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي يوليو 2024: أبعاد ودلالات

مقدمة: 

وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه الرابع أمام الكونجرس في 25 يوليو 2024، بعد تسع سنوات منذ آخر خطاب له في عام 2015، ليكون المسؤول الأجنبي الوحيد في العالم الذي يتحدث في الـ “كابيتول” للمرة الرابعة، متجاوزًا الزعيم البريطاني وينستون تشرشل، ولكن هذه المرة في ظل غياب ما يقرب من نصف الأعضاء الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، احتجاجًا على مواصلة نتنياهو الحرب على غزة[1].

المرة الأولى التي خاطب فيها نتنياهو الكونجرس كانت في عام 1996، بعد هزيمته شيمون بيريز، ليُصبح أصغر رئيس وزراء لإسرائيل، والمرة الثانية حينما خاطب المشرعين الأمريكيين في مايو 2011 عندما كان يتعارض والرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن المستوطنات والعملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين. بينما كانت المرة الثالثة في عام 2015، عندما أغضب البيت الأبيض بقبول دعوة لإلقاء كلمة في الكونجرس، والتي استخدمها كفرصة لانتقاد الاتفاق النووي مع إيران، هذا ليأتي الخطاب الرابع له بعد ما يقرب من عشرة أشهر من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد عملية “طوفان الأقصى”[2].

ففي خطابٍ وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأنه في فترة تُعد “مفترق تاريخي”، وقف أمام الكونجرس، واضعًا دبوس علم إسرائيل والولايات الأمريكية معًا على الجانب الأيسر من البدلة التي كان يرتديها، بينما على الجانب الأيمن وضع دبوس أصفر يُمثل شعار منظمة إسرائيلية تُطالب بعودة الرهائن تُسمى “Bring them home”، في محاولةٍ منه لاستمالة وكسب الداخل الإسرائيلي وعائلات الرهائن الإسرائيلية، وكعادته دائمًا حاول أن يُوظّف لغة الجسد بشكلٍ يُوصل رسائل تُوحي بالثقة في الأداء وارتفاع الروح المعنوية؛ حاملًا رسالة مهمة، ولكنها ليست بجديدة، مفادها صلابة التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، مستخدمًا عددًا من الأساليب في خطابه، منها أسلوب الترهيب والتضليل، والتماهي مع الغرب، وهو جزء مهم من الدعاية التقليدية الإسرائيلية، بالإضافة إلى استخدام فزاعة الإرهاب الراديكالي للغرب والاتهامات المعتادة بمعاداة السامية.

حمل الخطاب العديد من الأبعاد والدلالات المهمة، والتي سيستعرضها هذا التقرير، في محاولةٍ للإجابة عن عددٍ من التساؤلات، أهمها: ماذا يحمل خطاب نتنياهو من رسائل بعد ما يقرب من عشرة أشهر متواصلة من الحرب منذ السابع من أكتوبر 2023؟ وما هي الأهداف والدلالات السياسية من هذا الخطاب؟ وما أهم ردود الأفعال العالمية على الخطاب؟

أولًا- أبعاد ورسائل مهمة في خطاب نتنياهو:

حمل الخطاب الرابع لرئيس الوزراء الإسرائيلي عددًا من الرسائل، والتي في جوهرها لم تخرج عن المفاصل الرئيسة في السياسة الدعائية الإسرائيلية الكلاسيكية؛ بل تم توظيف تلك الدعائم وتطويعها لخدمة وتبرير السياسة الإسرائيلية المستخدمة في الإبادة الجماعية وعمليات القتل والعنف الهمجي المتواصل منذ السابع من أكتوبر2023، تلك الرسائل من الممكن تصنيفها إلي أربعة محاور رئيسة، وهي: توصيف المعركة وأسبابها، العلاقات مع الولايات المتحدة، الأداء الإسرائيلي في المعركة وتصورات اليوم التالي للحرب، رفض الإدانات الدولية الرسمية وغير الرسمية.

  • توصيف المعركة وأسبابها:
  • الحرب على غزة هي رد فعل لعملية “طوفان الأقصى”

بدأ نتنياهو خطابه بسرد أحداث السابع من أكتوبر، مستطردًا بأن من وصفهم بـ “3000 إرهابي من حماس، قاموا بذبح 1200 شخصًا، من ضمنهم 39 أمريكيًا، وأسر 255 شخصًا، وقاموا بقطع الرؤوس وقتل الآباء والأمهات”[3].

وذلك في رسالة مفادها تبرير استخدام إسرائيل للقوة العسكرية كرد فعل للهجمات عليها من قبل المقاومة الفلسطينية، وشرح المواقف الإسرائيلية، وبالتالي “إضفاء الطابع الإنساني” على صورة إسرائيل العسكرية في الحرب على غزة.

  • الحرب على غزة ليست صراع حضارات بل صراع بين البربرية والتحضر

اعتادت إسرائيل في سياستها الدعائية تبني استراتيجية شيطنة العدو، وهو نوع من البروباجندا أو الآلة الإعلامية الحربية، التي يتم فيها اختزال الصراع في طرفي النقيض، الخير والشر، إسرائيل وحماس، متجاهلةً احتلال الأرض، ومتجاهلةً في الوقت نفسه أية مطالب مشروعة للشعب الفلسطيني، وحقه في حياة طبيعية آمنة في وطنه، ليتم تصوير الفلسطينيين للعالم أجمع، بأنهم الشر المتجسد في حركة حماس[4].

وهو ما أكد عليه نتنياهو في خطابه، قائلًا إن “إيران وأذرعها بما فيهم حماس، هي محور الشر الذي يُعظم الموت في مواجهة محور الخير، وهو أمريكا وإسرائيل وأصدقاؤهم الذين يُقدسون الحياة، نحن ننتصر وهم يُهزمون”[5].

  • العلاقات الإسرائيلية الأمريكية:
  • أمريكا وإسرائيل كيان واحد وإيران العدو المشترك

أكد الخطاب أن أمريكا وإسرائيل كيان واحد، لا يمكن تجزئته، وكرر عددًا من الكلمات بصيغة الجمع بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية كتحالف واحد، عدونا، سوف ننتصر، وغيرها.

كما ظهرت أيضًا هذه الرسالة من خلال مضاهاة عملية طوفان الأقصى بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، في إشارةٍ إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يُواجهان نفس الخطر والمصير المشترك، والمنفعة المتبادلة؛ حيث قال “نحن لا نحمي أنفسنا بل نحميكم أنتم، أصدقائي.. أعداؤنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، انتصاراتنا هي انتصاراتكم، أمريكا قدمت لإسرائيل مساعدات عسكرية، وإسرائيل قدمت لأمريكا معلومات استخباراتية أنقذت الكثير من الأرواح، طورنا أكبر منظومة دفاع وأسلحة، وأبقت إسرائيل القوات الأمريكية بعيدة عن ميدان الحرب، إسرائيل هي الظهر الحامي للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط”[6].

وأكد نتنياهو في خطابه أن إيران هي الشيطان الأكبر في الشرق الأوسط، قائلا: “أصدقائي.. في الشرق الأوسط، إيران وراء كل الفوضى وكل القتل، خامنئي تعهد بتصدير الثورة للعالم بأسره، الدولة التي تقف في وجه ثورة الإسلام الراديكالي هي أمريكا وهي أعظم قوة في العالم، حزب الله ليس في حرب مع إسرائيل، الحرب الأساسية ضد أمريكا، وإيران منذ 1979 تحارب الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هناك ديمقراطية في الشرق الأوسط تقف إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وهي إسرائيل”[7].

  • تقدير الدعم الأمريكي لإسرائيل

وجه نتنياهو رسالة شكر لدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل، مفتخرًا بصداقته له منذ 40 عامًا، وهو يقول: “لذا من يهودي صهيوني فخور إلى أمريكي أيرلندي صهيوني أود أن أشكرك”، كما وجه الشكر للرئيس السابق دونالد ترامب على اعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان، ونقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بالقدس كعاصمة أبدية للكيان المحتل دون تقسيم[8].

  • الأداء الإسرائيلي في الحرب وتصورات اليوم التالي:
  • التركيز على إنجازات إسرائيل منذ بداية الأحداث

أكد نتنياهو في خطابه أن إسرائيل نجحت في تحرير 135 أسيرًا، بعضهم كان حاضرًا في الجلسة، ومن ضمنهم عائلة لرهائن أمريكيين، قائلا: “لن أرتاح قبل أن يعود كل أحبتهم للوطن”[9]، في رسالة مهمة أن من ضمن الرهائن، أمريكيو الجنسية، وهو ما يشير أيضًا إلى أن حماس لم تقدم فقط على خطف مواطني إسرائيل، بل أمريكا أيضًا لتمرير رسالة الخطر والعدو المشترك.

  • الإشادة بالجيش الإسرائيلي

أشاد نتنياهو بقوة الجيش الإسرائيلي وبسالته في الحرب، وقام بتوجيه الشكر لعددٍ من عناصر الجيش الحاضرين في الجلسة، ومن ضمنهم جندي من جيش الاحتلال من أثيوبيا (أسمر البشرة)، وكذلك جندي بدوي (مسلم أسمر البشرة)، أيضًا في رسالة واضحة أن جيش الاحتلال يضم العديد من الأديان والأطياف، دروز، ومسلمين، ويهود، وهو ما يُجسد فكرة التعايش الديني في إسرائيل بين كافة الأديان والأطياف، بما فيهم من يخدمون في داخل الجيش الإسرائيلي، كما قام بتحية عدد من الذين فقدوا أعضائهم في الحرب، والذين كانوا يحضرون الجلسة أيضًا، قائلا: “إن جنود إسرائيل هم أسود إسرائيل”[10].

  • التأكيد على أهداف الحرب على غزة واليوم التالي للحرب

أكد نتنياهو أن تنفيذ أهداف الحرب في غزة، يتمثل في القضاء على حماس وإعادة الرهائن، كما أوضح أن رؤيته لغزة بعد الحرب، تتمثل في “غزة جديدة، وليست راديكالية أو مسلحة، ويكون بها انضباطًا أمنيًا، دون أي إرهاب أو تهديد لإسرائيل، من خلال إدارة مدنية يُديرها الفلسطينيون، تتكون من جيل جديد يجب ألا يتعلم كراهية اليهود، والحرص على العيش بسلام ليتم نزع السلاح ونزع الراديكالية”[11].

وهو ما يؤكد إدراك الإدارة الإسرائيلية، بأن استمرار بقاء إسرائيل على قيد الحياة في هذه المنطقة العربية، مرهونًا بتغييرٍ عميقٍ في ثقافة شعوبها، عبر استخدام شعارات السلام العالمي، والتعايش وتعزيز القيم الإنسانية، وثقافة السلام، وذلك لخلق جيل جديد متعايش مع الكيان.

  • تشكيل تحالف أمني أمريكي إسرائيلي

دعا نتنياهو خلال خطابه إلى تشكيل تحالف أمني أمريكي إسرائيلي، ينضم إليه أصدقاء إسرائيل في الشرق الأوسط؛ لمواجهة التهديد الإيراني، وهو تحالف يُشبه التحالف الأمني بين أمريكا وأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة التهديد السوفيتي، وأضاف أن هذا التحالف سيكون امتدادًا طبيعيًا لمعاهدات إبراهام مع الدول العربية، واقترح تسميته “تحالف إبراهام”[12].

  • رفض الإدانات الدولية الرسمية وغير الرسمية:
  • التذكير بالهولوكوست

تُظهر إسرائيل نفسها دائمًا كدولة ضحية عانت من المحرقة النازية، واستطاعت النهوض وتكوين دولة قوية، ولاسيما في ذكرى اليوم العالمي للمحرقة اليهودية (27 يناير)، فاستخدام الإبادة وتوظيفها في وجوه عديدة متنوعة داخل وخارج إسرائيل، يحمل أبعادًا تاريخية واجتماعية وحضارية بالنسبة لليهود، تهدف إلى صياغة وبناء هوية انتمائية جديدة، تعتمد على ذاكرة تاريخية جماعية قوية وعميقة ومؤثرة في الوقت نفسه، واستخدام واقعة الإبادة لتقوية الوجود والارتباط التاريخي للدولة اليهودية بفلسطين. هذا التذكير المتواصل يدعم أساس الفكر الصهيوني الداعي إلى ضرورة بل حتمية هجرة اليهود وعودتهم إلى فلسطين لإقامة الوطن القومي اليهودي[13]. وفي هذا السياق قال نتنياهو في خطابه “إنه مع ما حدث في السابع من أكتوبر، لن يتكرر الهولوكست مرةً أخرى”[14].

  • إدانة المتظاهرين المناهضين لإسرائيل واتهامهم بمعاداة السامية

أكد نتنياهو أن المتظاهرين الداعمين لفلسطين، ينحازون إلى جانب الشر والقتلة وما وصفهم بـ “عصابات” حماس ورفضوا التحيز لدولة الديمقراطية، وأنهم مدعومون من إيران التي تريد تدمير أمريكا، والتي تدعم المتظاهرين ضدها، ويذكر بأنهم أحرقوا العلم الأمريكي في 4 يوليو، واتهمهم بأنهم لا يعرفون الحقيقة والتاريخ بأن إسرائيل على مدى 4000 عام، كانت وطن الشعب اليهودي، وهي أرض صلى فيها إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وحكم فيها داوود وسليمان[15].

كما وجه انتقاده لإدارات الجامعات الأمريكية التي قامت فيها المظاهرات، وقال إنهم لم يتمكنوا من إدانة دعوات الإبادة ضد اليهود؛ حيث قال “دعوني أقول لهم السياق، معاداة السامية أقدم كراهية، وأن الأكاذيب ضد اليهود أدت إلى الهولوكوست، هذه الاتهامات الكاذبة ضد إسرائيل بأنها عنصرية، أدت إلى زيادة معاداة السامية”.

  • ادعاءات زائفة للمحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل

اتهم نتنياهو المحكمة الجنائية الدولية بتلفيق التهم “الكاذبة” لإسرائيل، وـمن ضمنها تهمة التجويع المتعمد للشعب الفلسطيني، وذكر أن إسرائيل قامت بإدخال 40 ألف شاحنة طعام للفلسطينيين، بها نصف مليون طن. واستطرد أن المحكمة اتهمت إسرائيل بأنها تستهدف المدنيين، لكنه أنكر ذلك كله، وقال إن جيش الاحتلال قام بإرسال المنشورات، وإجراء مكالمات لحماية المدنيين وإجلائهم من مناطق القصف، في حين أن حماس تضع المدنيين في خطر، وتستخدم الأطفال والشيوخ والنساء دروعًا بشرية لتشويه سمعة إسرائيل، وهذا في حالة إنكار تام للمأساة الإنسانية في فلسطين.

كما أكد أن عدد ضحايا الحرب على غزة، هو الأقل في تاريخ الحروب في العالم، وفيما يتعلق بأعداد الضحايا في رفح، قال: “إن عدد الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم بلغ 1203 إرهابيًا، وأنه لا أحد من المدنيين ضمن الضحايا في رفح! لأن إسرائيل تُخرج المدنيين من الأماكن المستهدفة، هذه الادعاءات الزائفة تستهدف تقويض إسرائيل”[16].

ثانيًا- الأهداف والدلالات السياسية:

حملت الرسائل السابقة في خطاب نتنياهو، العديد من الأهداف والدلالات التي لا تنأى بعيدًا عن السياسات الدعائية للكيان المحتل؛ حيث سعى نتنياهو لمحاولة تبرير استخدام إسرائيل للقوة العسكرية المفرطة وعمليات الإبادة الجماعية في غزة كرد فعل على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، وتصوير إسرائيل باعتبارها ضحية هجمات المقاومة المتمثلة في حركة حماس، في محاولة بائسة لتحسين صورتها الذهنية أمام العالم، بعدما ظهرت الحقيقة خلال الأشهر الماضية منذ اندلاع الأحداث، وما نتج عن ذلك من حراكٍ شعبيٍ عالمي مساند للقضية الفلسطينية، فكان من أهم أهداف الخطاب، إعادة سرد روايات حول ما وصفه بـ “جرائم” حماس في السابع من أكتوبر.

أيضًا من الأهداف الأساسية للخطاب، التأكيد على قوة التحالف الأمريكي الإسرائيلي، والذي تعرض للكثير من التحديات منذ اليوم الأول من الحرب، فعلى الرغم من طول أمد المعركة وعجز إسرائيل عن تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى الرغم من تزايد الغضب الشعبي على مستوى العالم تجاه جرائم الاحتلال والموقف الأمريكي الراعي لها، ولاسيما الحراك الطلابي الأمريكي، والغربي بشكلٍ عام، المساند للقضية الفلسطينية، والتحوّل في مواقف العديد من الدول، بعضها غربية، على الرغم من ذلك كله لم يتغير موقف الولايات المتحدة الداعم لهذه الحرب، فيما عدا بعض التحولات في الخطاب السياسي الرسمي المتلون.

فقد اندفعت الولاياتُ المتحدة منذ السابع من أكتوبر لتأييد ومساندة إسرائيل في حربها الدموية على قطاع غزة، ولم تتردد لحظةً في تقديم كل وسائل الدعم المطلوبة لها، سياسيًا وعسكريًا؛ حيث عرض بايدن على إسرائيل في السابع من أكتوبر “كل أشكال الدعم المناسبة” وحذر “أي طرف مُعادٍ لإسرائيل” من السعي لاستغلال الموقف.[17]

كما استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حقَ النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار الجزائري في مجلس الأمن في 20 فبراير2024، وهي بذلك تكون قد عطلت ثلاث مرات محاولات إصدار قرار من مجلس الأمن لفرض “هدنة إنسانية فورية” في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر[18].

على صعيدٍ آخر، فإن الخطاب السياسي الرسمي حمل بعض التوترات في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر؛ ولاسيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن في ديسمبر2023 حول تحذير إسرائيل من أنها تفقد الدعم الدولي بسبب القصف “العشوائي” للمدنيين في حرب غزة، وفي فبراير2024 قال بايدن إنه يسعى إلى “وقف دائم للقتال” وإن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة “جاوز الحد”، كما قال بأنه “لا ينبغي لإسرائيل أن تشن عملية عسكرية في رفح دون خطة موثوقة لضمان سلامة ما يقرب من مليون شخص يحتمون هناك”، وكان الرد الإسرائيلي من نتنياهو “إن إسرائيل ستمضي قُدمًا في حملتها العسكرية على رفح”، وفي مايو 2024، حذر بايدن إسرائيل علنًا لأول مرة من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويدها بالأسلحة إذا اجتاحت رفح[19].

وعلى الرغم من الحديث عن توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فإنه في هذا الصدد يمكن التفرقة بين المراوغة الدبلوماسية والسياسية لامتصاص الغضب الشعبي، وبين المشاركة الفعلية والعملية في حرب الإبادة على قطاع غزة، والتي لم تتوان الولايات المتحدة في تقديم الدعم الكامل للكيان المحتل لاستكمالها.

من ثم، فقد أكد خطاب نتنياهو أمام الكونجرس على متانة التحالف الأمريكي الإسرائيلي على اعتبار أنهما نفس الكيان، وأنه لم يتسبب في تقويض علاقة بلاده بالولايات المتحدة، مثلما يتهمه منتقدوه في الداخل، كما سعى إلى تحويل النقاش بعيدًا عن الصراع في غزة، نحو التهديد الذي تُشكله إيران ووكلاؤها، ليس فقط لإسرائيل ولكن للولايات المتحدة كذلك. وتعد فكرة توحيد العدو المشترك لإسرائيل والمنطقة العربية متجسدًا في إيران، والدفع باستخدام الحل العسكري لها، من أهم الأفكار الرئيسة التي تطرحها الدعاية الإسرائيلية بشكلٍ عام[20].

وقد سعى نتنياهو في خطابه أيضًا إلى الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل زيادة الدعم الأمريكي لتحقيق النصر السريع؛ حيث قال: “إن تسريع وتيرة المساعدات الأمريكية، سيُسرع من النصر، أعطونا الأدوات ونحن سنُنهي المهمة”[21].

ولا تخلو معزوفة السلام الإسرائيلية من تجسيد إسرائيل كضحية للمحرقة النازية، والتي شهدت قتل ملايين اليهود على أساسٍ عرقي، فلا تتوانى وسائل الدعاية الإسرائيلية عن إحياء تلك الأحداث في النفوس والعقول والرأي العام العالمي؛ من أجل كسب التعاطف. كما استغل نتنياهو معاداة السامية، وتلاعب بها كفزاعة لكل من يُعارض إسرائيل من المتظاهرين في الجامعات الأمريكية[22]، ومن الجدير بالذكر أنه في إطار معركة المفاهيم، طالبت إسرائيل بعد أحداث طوفان الأقصى، بتغيير تعريف معاداة السامية، لجعله مرادفًا لمعاداة اسرائيل، علمًا أن الكونجرس قد أقر مشروعًا يساوي بين معاداة السامية والمعاداة للصهيونية، وهما أمران منفصلان؛ وذلك بموافقة 311 نائبًا جمهوريًا وامتناع 92 نائبًا ديمقراطيًا عن التصويت، وأشار القرار إلى تنامي معاداة اليهود في العالم، بينما اللافت في الأمر، هو امتناع ثلاثة ديمقراطيين يهود بالكونجرس عن التصويت، واصفين الأمر بأنه استغلال للألم اليهودي قي تسجيل نقاطٍ سياسية[23].

استهدف الخطاب ايضًا الدعوة لتحالف أمريكي إسرائيلي، تنضم إليه دول الشرق الأوسط التي طبقت سياسة التطبيع مع الكيان المحتل لمواجهة إيران، وأطلق عليه “تحالف إبراهام”، على نحو ما أُشير، نسبةً لاتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، والتي أُطلق عليها “اتفاقات إبراهام”، وهو التحالف القائم بالفعل والذي ظهر صداه بوضوح منذ اليوم الأول للحرب، لكن يبدو أن هذا غير كافٍ بالنسبة لنتنياهو فهو يريد أن يكون التعاون موثقًا تحت مظلة رسمية تحت اسم “التحالف الإبراهيمي”.

ومن الجدير بالذكر أن فكرة التعايش التي تدعو إليها إسرائيل، تجد جذورها في محاولة نشر ما يُسمى “الدين الإبراهيمي”، وهو الدين الذي يقوم على المشترك بين عقيدة الإسلام وغيره من العقائد الأخرى، حيث السعي لدعم “اتفاقات إبراهام” للتطبيع والتسويق لدينٍ جديد، تنصهر فيه الأديان الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية لأهدافٍ سياسية. هذا الدين عبارة عن مجموعة من القيم الأخلاقية، ظاهرها إنساني، وباطنها سلطوي استعماري؛ إذ تتعايش في ظل هذا الدين شعوب المنطقة، دون حفاظ على هويتها، من أجل إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودمج إسرائيل داخل المنطقة العربية، ومن ثم تحقيق السلام الشامل لإسرائيل، وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد عقد الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي في 13 أغسطس 2020؛ حيث قال إن هذا الاتفاق سيُطلق عليه “اتفاق إبراهام” بعد توقيعه، الأمر الذي أطلق عليه المحللون “الدبلوماسية الروحية”، في إشارةٍ إلى محو الفواصل بين الأديان، ودعوة لقيام الدين الإبراهيمي العالمي، بما يُمهد الأرض عمليًا لاستيلاء إسرائيل على الأراضي المحتلة[24].

فإحدى استراتيجيات إسرائيل في ظل حكم نتنياهو، هو كسر الرفض العربي لإسرائيل والقبول بمكانٍ لها بين دول المنطقة، وهو ما ظهر في كثيرٍ من خطاباته السابقة؛ حيث قال على سبيل المثال خلال خطابه أمام الأمم المتحدة في 2017، “إنه بعد سبعين عامًا من إنشاء دولة إسرائيل، أضحى العالم يُعانق إسرائيل، وأصبحت إسرائيل تُعانق العالم”[25]، ومن الملاحظ أيضًا في الخطاب، أنه لم يتم الإشارة للدول العربية في المنطقة، إلا عندما تحدث عن التحالف الإبراهيمي، ولم يتطرق إلى جوهر القضية الفلسطينية واختزلها في الحرب ضد حماس كأحد أذرع إيران، حسب وصفه.

ثالثًا- ردود الأفعال على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي:

ما بين الرفض خارج قاعة الكونجرس الأمريكي، والتصفيق الحاد داخل القاعة، جاءت ردود الفعل متباينة حول الخطاب؛ حيث قام أعضاء الكونجرس الأمريكي بالوقوف والتصفيق الحاد لنتنياهو، لتصل عدد مرات التصفيق إلي ما يقرب من 76 مرة، ووقفوا على أقدامهم ما يقرب من 52 مرة[26]، في حين غاب العشرات من مشرعي الحزب الديمقراطي عن الجلسة، وغابت كاميلا هاريس نائب الرئيس والمرشحة للرئاسة، بصفتها رئيسًا لمجلس الشيوخ، الأمر الذي أثار جدلًا حول أسباب هذا الغياب، رجح البعض أن الغياب قد يكون له أبعادًا سياسية؛ نتيجة التوترات بين نتنياهو والديمقراطيين والتي أصبحت أكثر تعقيدًا بعد التجاوزات الإسرائيلية في الحرب، علمًا أنه في اليوم التالي للخطاب أجرت هاريس ما وصفته بمحادثات “صريحة وبناءة” مع نتنياهو، وبلهجةٍ أكثر صرامة من الرئيس جو بايدن، قالت هاريس إنها أوضحت “مخاوفها الجادة” بشأن الضحايا في غزة، إذ قالت “لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب”[27].

كما رأى آخرون أن غياب هاريس هو بمثابة مؤشر على التغير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، إلا أن خبرة التاريخ ورصد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا تنبئ بحدوث تغير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، فأمن إسرائيل يُعتبر من أهم ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية، وبالرغم من الخلافات الحزبية الدائمة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلا أن قدسية العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ظلت النقطة السياسية الوحيدة التي يتفق عليها سياسيو الحزبين، واستمر الالتزام تجاه إسرائيل دون تغير رغم تناوب السلطة والإدارات الأمريكية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهو ما أكدت عليه هاريس في لقائها مع نتنياهو؛ حيث قالت إنها لديها “التزام راسخ” تجاه إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها[28]، ومن ثم يمكن تفسير هذا الغياب في نطاق الاعتراض على طول أمد الحرب، وتعنت نتنياهو في التوصل لصفقة لوقفها وتحرير الأسرى، في ظل الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وقي السياق نفسه، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر “إن نتنياهو يعد العقبة في طريق السلام”، وقالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي: “إن خطاب نتنياهو، أسوأ عرض قدمته شخصية أجنبية حظيت بشرف مخاطبة الكونجرس”، في حين قال العضو المستقل في مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز: “إن نتنياهو ليس مجرم حرب فقط، بل هو كاذب أيضًا”، كما صرح “إن الإسرائيليين لا يريدون نتنياهو في منصبه، ولذلك جاء إلى الكونجرس للقيام بحملة انتخابية”، وأشار ساندرز إلى أن كل المنظمات الإنسانية تؤكد أن عشرات آلاف الأطفال يُواجهون المجاعة لأن حكومة نتنياهو تمنع المساعدات[29].

أما في الداخل الإسرائيلي، فقد تعرض نتنياهو أيضًا لانتقاداتٍ واسعة؛ حيث قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد “يا للعار، ساعة كاملة دون قول تم الاتفاق على صفقة لإعادة المختطفين”، كما صرح عدد من أسر الرهائن، بأن الخطاب والتصفيق لم يمح الحقيقة الحزينة، وهي غياب جملة “تم الاتفاق” عن خطاب نتنياهو، وفور انتهاء الخطاب، انطلقت عدة مظاهرات داخل تل أبيب، الأولى توجهت إلى ساحة متحف تل أبيب المسماة بـ “ساحة المختطفين”، والثانية نحو مقر السفارة الأمريكية، كما شملت المظاهرات عدة مناطق متفرقة داخل إسرائيل، في حين احتشد عدد كبير من المتظاهرين خارج أسوار الكونجرس الأمريكي؛ للاحتجاج على نتنياهو، مطالبين بوقف الحرب على غزة ومنع تزويد إسرائيل بالأسلحة.

وفيما يتعلق بردود الفعل الفلسطينية، قالت حركة حماس في بيانٍ لها “إن نتنياهو لا يريد التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار في غزة”، وقال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس “إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي، يُظهر أنه لا يريد التوصل إلى صفقة وقف إطلاق نار”، كما أضاف قائلا: “خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب ولن يُفلح في التغطية على الفشل في مواجهة المقاومة أو التغطية على جرائم حرب الإبادة التي يمارسها جيشه ضد الشعب في قطاع غزة”، بينما قال المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني لوكالة رويترز، تعقيبًا على ما جاء في خطاب نتنياهو، “إن الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية، هو فقط من يُقرر من يحكمه”.[30]

وفيما يتعلق بردود الفعل الإقليمية، قال جودت يلماز نائب الرئيس التركي، “إن الترحيب الذي حظى به مسؤول متهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة أمام محكمة العدل الدولية في الكونجرس الأمريكي، يُعد مصدرًا كبيرًا للقلق من حيث القيم الإنسانية والقانون الدولي ومستقبل الديمقراطية”، مشددًا على أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب القانون الإنساني والشعب الفلسطيني المظلوم، والدفاع عن العدالة والسلام للجميع، بينما قال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، “إن المجتمع الذي صفق واقفًا لقاتل يحاكم أمام المحاكم الدولية، وداس على جميع مكاسب الإنسانية باسم حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة، سيبقى محفورًا في ذاكرة البشرية كشريك في هذه المجزرة .. عار عليكم”.[31]

ومن الجانب الإيراني، قال ناصر كنعاني المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة “إكس”، تعليقًا على خطاب نتنياهو، “إنه بعد 9 أشهر من الإبادة وقتل الأطفال.. رئيس الوزراء المجرم لكيان مزيف في أحضان داعميه.. هكذا تتلاشى الجهود الخادعة للحضارة الغربية على مدى عقود لإظهار وجه بريء وإنساني للعالم.. ليظهر الوجه العنيف للسياسات الأمريكية”[32].

جاءت هذه التفاعلات الإقليمية في ظل غياب ردود فعل عربية رسمية على الخطاب، استكمالًا لمسلسل الخذلان العربي منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث وصفهم نتنياهو بالأصدقاء في المنطقة!! وهم ما بين دول طبعت بالفعل مع اسرائيل في سلسلة الاتفاقات الإبراهيمية مثل الإمارات والبحرين، وما بين دول في طريقها للتطبيع مثل السعودية، فضلًا عن الدول الموقعة على اتفاقيات السلام مثل مصر والأردن، والتي يقتصر دورها منذ بداية الأحداث على الوساطة في المحادثات بين حماس وإسرائيل.

وحول ردود الفعل الدولية، انتقد نواب فرنسيون خطاب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي، الذي زعم فيه أنهم لم يقتلوا أي مدني تقريبًا في رفح، مع اقتراب عدد الشهداء جراء الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة من 40 ألف شخص؛ حيث رفض نواب حزب فرنسا الأبية، الحزب الأبرز في التحالف اليساري الذي فاز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في فرنسا، خطاب نتنياهو “مجرم الحرب” الذي نال تصفيقًا حارًا[33].

خاتمة:

كانت هذه الكلمات لرئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونجرس الأمريكي في توقيتٍ حرج من الحرب على غزة، ليُوجه رسالة إلى العالم، بأنه قادر على الذهاب إلى الولايات المتحدة التي مازالت حليفًا قويًا لحكومته، بعكس ما يُروج له بعض معارضيه في الداخل الإسرائيلي، وقادرًا على تحقيق أهداف إسرائيل الخارجية، في محاولةٍ منه لإنقاذ وضعه السياسي، واضعًا الحرب في إطار صراعٍ بين الهمجية والتحضر، صراع مع محور الشر بقيادة إيران وأذرعها (حماس، وحزب الله، والحوثيون)، والتي وصفها بعدو الولايات المتحدة الأمريكية، ليُفرغ القضية الفلسطينية من مضمونها، ويحصرها في إطار مهاجمة ما أسماه “محور الشر”، متجاهلًا في خطابه الحديث عن الداخل الإسرائيلي. كما أبحر نتنياهو بعيدًا عن وضع أية حلول دبلوماسية لإنهاء الحرب، بل أكد أن الأهداف المعلنة منذ بداية الحرب، والمتمثلة في القضاء على حماس، وتحرير الرهائن الإسرائيلية، سيتم تحقيقها دون النظر لأية اعتبارات، محاولًا دحض الاتهامات الدولية لإسرائيل بإبادة الشعب الفلسطيني دون الاعتراف بالمأساة الإنسانية في فلسطين، وساعيًا لتجميل صورة الكيان المحتل دوليًا، على اعتباره ضحية تدافع عن نفسها، بعدما تحول قطاع كبير من الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، وانكشفت حقيقة الوجه القبيح للكيان المحتل، مطالبًا الولايات المتحدة بتسريع الدعم لإسرائيل، حتى تستطيع استكمال المسيرة في حمايتها من الخطر الإيراني، هذا ليُعلن نتنياهو للعالم قوة التحالف الأمريكي الإسرائيلي؛ فلا تزال السياسة الداخلية للولايات المتحدة تتشكّل من خلال الالتزام العميق بأمن إسرائيل، ومن ثم كان حديث نتنياهو حول مفاصل واضحة تُجسد طبيعة المشروع الصهيوني في المنطقة وتتوافق مع الاستراتيجية الدعائية الإسرائيلية التقليدية في سياق الدفاع عن أهداف إسرائيل من الحرب، وتأمين قاعدة نتنياهو اليمينية، وإرضاء أنصاره الجمهوريين، وتسليط الضوء على قدرته لمواجهة أعداء إسرائيل وأمريكا معًا.

 

 

____________

هوامش

[1] Herb Keinon, Netanyahu’s speech to Congress: A turning point in the hostage crisis? July, 2024, https://www.jpost.com/israel-hamas-war/article-810959

[2]خطاب نتنياهو بالكونجرس بين المكاسب الشخصية واحتواء الغضب الأمريكي، يوليو 2024، القاهرة الإخبارية، عبر الرابط التالي: https://t.ly/1Efs5

[3] خطاب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي، يوليو 2024، متاح عبر الرابط التالي:   https://psee.io/6ektqv

[4] للمزيد حول السياسات الدعائية الإسرائيلية انظر: آية عنان، ملف طوفان الأقصى في الخطاب الإسرائيلي، مركز الحضارة للدراسات والبحوث،أكتوبر 2023، متاح علي الرابط التاليhttps://t.ly/EQHxF

[5] نص الخطاب، مرجع السابق.

[6] خطاب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي، المرجع السابق.

[7] المرجع السابق.

[8] المرجع السابق.

[9] المرجع السابق.

[10] المرجع السابق.

[11] المرجع السابق.

[12] المرجع سابق.

[13] زينات أبو شاويش، إسرائيل على شبكة الانترنت، (في): نادية مصطفي، هبة رؤوف (تحرير)، إسرائيل من الداخل.. خريطة الواقع وسيناريوهات المستقبل: أعمال المؤتمر السنوي السادس عشر للبحوث السياسية: القاهرة، ٢٨-٣١ ديسمبر ٢٠٠٢، القاهرة، مركز البحوث والدراسات السياسية، المجلد الأول، ص1236.

[14] خطاب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي، مرجع سابق.

[15] المرجع سابق.

[16] المرجع السابق.

[17] تسلسل زمني أبرز محطات التوتر بين إسرائيل وأميركا، سكاي نيوز العربية، مايو2024 ، متاح علي الرابط التالي: https://shorturl.at/G5Qx2

[18] الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بالوقف الإنساني لإطلاق النار في غزة، موقع أخبار الأمم المتحدة، 20 فبرابر 2024، متاح علي الرابط التالي: https://shorturl.at/NWu16

[19] تسلسل زمني أبرز محطات التوتر بين إسرائيل وأميركا، مرجع سابق.

[20] للمزيد حول الدعاية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية انظر: آية عنان، طبيعة دور الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية – دراسة في الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية منذ عام 2015م، (القاهرة: دار مفكرون للنشر، القاهرة،2023).

[21] خطاب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي، المرجع سابق.

[22] حول الحراك الطلابي الغربي بعد أحداث طوفان الأقصى أنظر:  أية عنان، الحراك الطلابي العالمي المساند للقضية الفلسطينية الآفاق والدلالات والنتائج، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، مايو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://t.ly/Fje3L

[23] مجلس النواب الأمريكي يقرر أن “معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، موقع RT  الاخباري، 6/12/ 2023متاح علي الرابط االتالي:    https://shorturl.at/bnRX

[24] هاني رمضان، الإبراهىمية بين التعايش والسيطرة، مركز دراسات الوحدة العربية، متاح عبر الرابط التالي: https://caus.org.lb/ar

[25] كلمة نتنياهو في الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة متاح على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، متاح عبر الرابط التالي:  https://2u.pw/5yy2c

[26] تباين مواقف الإسرائيليين من خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، الشرق الأوسط، 25 يوليو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/5HVdoKGV

[27] هاريس لنتنياهو: “حان الوقت” لإنهاء الحرب في غزة، موقع bbc الإخباري، 26 يوليو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/G9Z9Fpcl

[28] حول تفاصيل لقاء هاريس ونتنياهو، انظر: المرجع السابق.

[29] انتقادات لخطاب نتنياهو أمام الكونغرس، قناة الجزيرة العربية، 25 يوليو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://t.ly/lE-yq

[30] حماس: خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب.. وفتح: “ما حدث بالكونجرس سيرك”، العربية الإخبارية، 25/7/2024، متاح علي الرابط التالي:  https://shorturl.at/4eCIz

[31] “عار على الإنسانية”.. أنقرة وطهران تنتقدان خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، RT الإخبارية، 25 يوليو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/go7nv

[32] المرجع السابق.

[33] نواب فرنسيون ينتقدون خطاب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي، موقع ايجي برس، 25 يوليو 2024، متاح عبر الرابط التالي:  https://www.egy-press.com/22130

 

  • فصلية قضايا ونظرات – العدد الخامس والثلاثون – أكتوبر 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى