إيران وتركيا ومسارات جديدة للصراع الإقليمي حول السودان

مقدمة:

يشهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العديد من الصراعات الإقليمية نتيجة لتنافس القوى الكبرى على النفوذ والسيطرة. ويعد السودان -بموقعه الاستراتيجي وموارده الطبيعية الغنيَّة- ساحة مهمة لهذا التنافس، لما له من أهمية جيوسياسية كبيرة، حيث يقع في مفترق الطرق بين شمال أفريقيا والشرق الأوسط. تاريخيًّا، كان السودان جزءًا من الصراعات والتوازنات الإقليمية بسبب موقعه وموارده الطبيعية مثل النفط والمعادن والزراعة، هذه العوامل جعلت السودان هدفًا جذابًا للقوى الإقليمية والدولية. وفي السنوات الأخيرة برزت إيران وتركيا كلاعبين رئيسيين يسعيان لتعزيز نفوذهما في السودان، ممَّا أضاف طبقة جديدة من التعقيد للصراع الإقليمي في المنطقة.

لطالما سعت إيران إلى توسيع نفوذها في العالم العربي والإسلامي من خلال دعم الحركات الشيعية وتوطيد العلاقات مع الدول ذات الأهمية الاستراتيجية. كانت السودان واحدةً من الدول التي حاولت إيران التأثير عليها منذ عقود. في التسعينيات، أقامت إيران علاقات وثيقة مع حكومة الرئيس عمر البشير، وقدمت لها الدعم العسكري والاقتصادي في مقابل السماح لطهران ببناء مراكز ثقافية ودينية في السودان.

على الجانب الآخر، تسعى تركيا إلى استعادة نفوذها في المناطق التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية، ومنها السودان. حيث شهدت العلاقات التركية السودانية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وقامت تركيا بتنفيذ مشاريع اقتصادية ضخمة في السودان، منها إعادة تأهيل جزيرة سواكن على البحر الأحمر. وتعكس هذه التحرُّكاتُ الطموحاتِ التركية في توسيع نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي في المنطقة.

وعليه، فإن التنافس الإقليمي بين إيران وتركيا حول السودان خلق مساحات ومسارات جديدة للصراع الإقليمي توازيًا مع صراع الداخل السوداني، ويهدف هذا التقرير إلى استعراض مسارات التنافس الإيراني التركي حول السودان وتأثيراته على الاستقرار الإقليمي، وذلك من خلال عدة محاور رئيسية: الخلفية التاريخية للصراع في السودان. إيران وتركيا في السودان: تاريخ من التنافس. الدور الإيراني – التركي في السودان: أهداف وأدوات. الصراع بين إيران وتركيا حول السودان: ديناميكيات ومسارات. تأثير الصراع على السودان والمنطقة. خاتمة: دلالات وسيناريوهات الصراع

الخلفية التاريخية للصراع في السودان: تاريخ السودان والصراعات الداخلية

منذ استقلاله عن بريطانيا ومصر في عام 1956، واجه السودان سلسلة من الحروب الأهلية والصراعات الداخلية التي أثَّرت على استقراره السياسي والاقتصادي. الحرب الأهلية الأولى (1955-1972) والحرب الأهلية الثانية (1983-2005) بين الشمال والجنوب، التي انتهت بانفصال جنوب السودان في عام 2011[1]، منذ هذا التاريخ دخل السودان -كمعظم دول الربيع العربي- في سلسلة جديدة من الاضطرابات والاحتجاجات بسبب تردِّي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، الأمر الذي دفع الجيش السوداني للإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل 2019.

شهدت ساحة الصراع في السودان تطورات عدَّة منذئذ، ووصلت لمرحلة المواجهة المباشرة منذ منتصف شهر أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بدأ الصراع كمواجهة عسكرية بين الطرفين في العاصمة السودانية الخرطوم، ومع مرور الوقت اتسعت دائرة الصراع من حيث المدى الجغرافي ليشمل مختلف المدن السودانية آخري، ومن حيث أطراف الصراع لتشمل أطرافًا فاعلة أخرى، مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان ومليشيات الكبابيش وحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان في إقليم دارفور، الأمر الذي أسفر عن وقوع آلاف من الضحايا المدنيين بجانب الخسائر المختلفة في البنى التحتية السودانية فضلًا عن تفشِّي حالةٍ من عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي[2].

تُشير معظم التحليلات إلى وجود عدد من العوامل الداخلية والخارجية التي أدَّت إلى تصعيد الأوضاع في السودان إلى حدِّ المواجهات العسكرية المباشرة، داخليًّا: يرجع البعض هذه الصراعات إلى الميراث التاريخي والسياسات الأمنية لنظام البشير؛ التي بثَّت الفرقة داخل المؤسسة العسكرية، الأمر الذي أدَّى إلى مزيد من التنافس على السلطة بين أفرد المكوِّن العسكري (البرهان – حميدتي)، بجانب الخلاف حول بعض بنود الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه في ديسمبر 2022 بين أفراد المكوِّن العسكري -على رأسهم البرهان وحميدتي- وعدد من القوى المدنية، خارجيًّا: تعود جذور الصراع في السودان إلى عدة أسباب خارجية من بينها السياسات الأمريكية الممتدَّة تجاه السودان؛ التي خلقت دوَّامة من الحروب الأهلية والاضطرابات الداخلية، فضلًا عن الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع من قِبَلِ روسيا والإمارات الذي زاد من حدَّة وتوسُّع الصراع[3]، بالإضافة إلى الدور المتشابك لعدد من الفواعل الإقليمية على رأسها إيران وتركيا وسعيهم لاستغلال الوضع في السودان لتوسيع نفوذهم في منطقة الشرق الأوسط.

أولًا- إيران وتركيا في السودان: تاريخ من التنافس

يعيش السودان، بفضل موقعه الاستراتيجي وموارده الغنية، صراعًا متزايدًا على النفوذ بين إيران وتركيا. تسعى كلا الدولتين إلى تعزيز مواقعها في هذا البلد الحيوي، ممَّا يشكِّل مسارات جديدة للصراع الإقليمي الذي يمكن أن يؤثِّر بشكل كبير على مستقبل السودان والمنطقة ككل.

تاريخيًّا، شهدت العلاقات بين إيران والسودان تطوُّرًا ملحوظًا منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث قدَّمت إيران دعمًا عسكريًّا واقتصاديًّا لحكومة السودان خلال فترة العقوبات الدولية والعزلة الدبلوماسية. وقد أثارت هذه العلاقات قلق بعض القوى الإقليمية والدولية، خصوصًا بسبب الدعم الإيراني المحتمل للجماعات المسلَّحة في المنطقة، من ناحية أخرى، تسعى تركيا منذ العقد الأخير إلى تعزيز وجودها في السودان. حيث تعود العلاقات بين البلدين إلى فترة الإمبراطورية العثمانية. وفي السنوات الأخيرة، ركَّزت تركيا على التعاون الاقتصادي والثقافي والعسكري مع السودان، مما عزَّز من تواجدها ونفوذها في المنطقة، وفي هذا الإطار نتناول الدور الإيراني والتركي حول الصراع في السودان وانعكاسات هذا الدور على مسارات الصراع الإقليمي.

أ. الدور الإيراني في السودان

عادت العلاقات الرسمية بين السودان وإيران إلى طبيعتها منذ أكتوبر 2023 بعد قطيعة استمرت لأكثر من 7 سنوات، تبع ذلك عودة التعاون بين البلدين على مخلتف المستويات لاسيما التعاون العسكري، حيث ظهر هذا التعاون بتزويد إيران الجيش السوداني بطائرات دون طيار من نوع “مهاجر 6″، ويعتقد العديد من المحللين أن عودة التعاون العسكري بين إيران والسودان يعد تحولًا استراتيجيًّا بالغ الأهمية في تقرير مسار الحرب[4]، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول ماهية الدور الإيراني في السودان من حيث الأهداف الاستراتيجية والأدوات التي تمتلكها إيران لتوسيع نفوذها في السودان.

  • الأهداف الاستراتيجية لإيران في السودان

لا شك أن إيران تسعى لتوطيد علاقاتها مع السودان على مختلف المستويات السياسية والإقتصادية، والعسكرية لما للسودان من أهمية جيوسياسية في المنطقة، فمن المعروف أن إيران تعتمد استراتيجية مركبة تسعى من خلالها إلى نشر المذهب الشيعي وتوطيد دور طهران كفاعل رئيسي في منطقة الشرق الأوسط يتفاعل ويتشابك مع قضايا المنطقة بما يعزِّز المصالح الإقليمية لإيران، ويمكن بلورة الأهداف الاستراتيجية لإيران فيما يلي:

  1. تعزيز النفوذ الإقليمي: تسعى إيران لتعزيز وجودها في السودان بهدف السيطرة على ساحل البحر الأحمر، وهو موقع استراتيجي هام في ظل التنافس مع القوى العالمية الأخرى مثل الصين وروسيا وتركيا​[5].
  2. تسويق الأسلحة الإيرانية: تستخدم إيران النزاع في السودان كفرصة لإثبات فعالية أسلحتها، خاصة الطائرات المسيَّرة مثل “مهاجر 6″، في محاولة لترويج هذه الأسلحة على الساحة الدولية كما فعلت في النزاع الروسي الأوكراني[6].
  3. التعاون العسكري ودعم حلفاء استراتيجيين: استخدام السودان كقاعدة لتقديم الدعم العسكري للجماعات الموالية لها في المنطقة، فبدعمها للجيش السوداني بالطائرات المسيرة والأسلحة، تسعى إيران لتعزيز علاقاتها مع الخرطوم وتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على الأرض، مما يمكن أن يعزِّز نفوذها في منطقة القرن الأفريقي​[7].
  4. المصالح الاقتصادية: الاستفادة من الموارد الطبيعية للسودان مثل النفط والمعادن، لا سيما أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لا تتناسب مع تطوُّر العلاقات السياسية والاستراتيجية[8].
  5. إعادة بناء العلاقات: عودة العلاقات بين إيران والسودان بعد قطعها لسنوات يعكس محاولة إيران لإعادة بناء وتحسين علاقاتها مع الدول الأفريقية، مستفيدة من عدم الاستقرار السياسي والعسكري في السودان لتعزيز نفوذها الإقليمي وتوسيع شبكتها من الحلفاء​[9].
  • الأدوات الإيرانية في السودان:

في إطار سعي إيران لتحقيق أهدافها الإستراتيجية بالانغماس في الصراع داخل السودان وتقديم دعم سياسي وعسكري ودبلوماسي للجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع، تستخدم إيران في ذلك المسعى عددًا من الأدوات أبرزها:

  1. الدعم العسكري: المتمثل في تقديم الدعم اللوجستي والتدريب للقوات المسلحة السودانية والجماعات المسلحة، وتمثل أحد أبرز الأدوات الإيرانية المستخدمة في الصراع هي صواريخ “ساغيه” المضادة للدبابات، هذه الصواريخ، التي تعتمد على توجيه بصري وسلكي، تمتاز بسهولة نقلها واستخدامها من قبل المشاة، مما يجعلها فعَّالة في الاشتباكات الأرضية، وقد تمَّ رصد هذه الصواريخ في أيدي كلٍّ من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ممَّا يشير إلى انتشارها الواسع[10]، كما زوَّدت إيران القوات المسلحة السودانية بطائرات بدون طيار من طراز “مهاجر 6” -كما أشرنا آنفًا- وهذه الطائرات قادرة على تنفيذ مهام استطلاع وهجمات جوية باستخدام صواريخ موجهة، ممَّا يزيد من قدرات القوات السودانية على شَنِّ هجمات دقيقة ضد قوات الدعم السريع[11].
  2. الاستثمارات الاقتصادية: تسعى إيران لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري في السودان من خلال تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتجارة والزراعة، حيث تستهدف استخدام الصراع في السودان كبوابة للعبور إلى الأسواق الأفريقية والاستفادة من موقع السودان الجيواستراتيجي المطلِّ على البحر الأحمر، علاوةً على ذلك تتطلَّع إيران للاستفادة من الموارد الطبيعية في السودان بما في ذلك النفط والمعادن، الأمر الذي يوفِّر فرصة لتعويض آثار العقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية المفروضة على إيران[12].
  3. الدبلوماسية الثقافية والدينية: تستخدم إيران مجموعة من الأدوات لتعزيز قوَّتها الناعمة في السودان، مستفيدة من الروابط الثقافية والدينية والسياسية. إحدى هذه الأدوات هي التعاون الثقافي والديني عبر تمويل المدارس والمراكز الثقافية التي تروج للمذهب الشيعي وتعاليم الثورة الإسلامية الإيرانية، هذا التعاون يمتد إلى تمويل بناء المساجد والمراكز الثقافية الشيعية في السودان التي أغلقت في 2014 بعد قطع العلاقات بين البلدين[13]، والتي من المتوقَّع عودة نشاطها خلال الفترة المقبلة، ممَّا يعزِّز من وجود إيران وتأثيرها في المجتمع السوداني، بالإضافة إلى ذلك توفِّر إيران منحًا دراسية للطلاب السودانيين للدراسة في الجامعات الإيرانية، ممَّا يعزِّز من التبادل الثقافي والتعليمي بين البلدين.

بهذا، يمكن فهم الدور الإيراني في السودان الذي يتمحور حول تغلغل النفوذ الإيراني -سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا- في المجتمع السوداني، من خلال استغلال الصراع المستمرِّ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تنظر إيران إلى السودان كبوابة عبور للقارة الأفريقية وكذلك فرصة للتملُّص من العقوبات الغربية، وهي في ذلك تتنافس مع تركيا كفاعل إقليمي يسعى للتواجد على الساحة السودانية والأفريقية.

2. الدور التركي في السودان

منذ تولِّي حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002، أصبحت أفريقيا تقع ضمن أولويات السياسة الخارجية التركية، حيث استطاعت تركيا أن تحقِّق نفوذًا متقدِّمًا في العديد من الدول الأفريقية، في السودان، تنامَى النفوذ التركي إلى أن أصبحت تركيا فاعلًا رئيسيًّا في الصراع القائم في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 2023، حيث استضافت تركيا أطراف النزاع وعملت على تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي لحلِّ الأزمة والمساعدات الإنسانية وإعادة بناء البنى التحتية التي دمَّرتها الحرب[14]، وقد أثار هذا الصعود التركي في السودان حفيظة المنافسين الدوليين والإقليميين على رأسهم إيران التي تشارك تركيا في الاهتمامات الجيوسياسية وتسعى لمزاحمة تركيا على مساحات النفوذ في الداخل السوداني.

ب. الأهداف الاستراتيجية لتركيا في السودان

تركيا تسعى لتعزيز نفوذها في السودان كجزء من سياستها الخارجية الرامية لاستعادة النفوذ العثماني في المنطقة، والسودان يمثل بوابة هامة لتعزيز العلاقات التركية مع أفريقيا والعالم العربي، ويمكن بلورة أبرز أهداف تركيا في السودان فيما يلي[15]:

  1. التوسع الجيوسياسي: من خلال تعزيز النفوذ التركي في أفريقيا والبحر الأحمر، حيث تهدف تركيا إلى استعادة نفوذها في المناطق التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية[16]، إذ عززت تركيا علاقاتها مع السودان من خلال توطيد التعاون في مختلف المجالات، كما أن لتركيا موطئ قدم على ساحل البحر الأحمر بعدما حصلت على جزيرة سواكن بغرض الترميم والتطوير عام 2017 التي تعتبر أهم وأقدم ميناء سوداني على البحر الأحمر بجانب التواجد التركي الكثيف في الصومال[17]، الأمر الذي يعزِّز مساعي تركيا وتوسُّعها الجيوستراتيجي من خلال تواجدها في السودان.
  2. التعاون الاقتصادي: من خلال الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية الكبرى، حيث توجد العديد من الاتفاقيات بين تركيا والسودان في مختلف المجالات الاقتصادية، أبرزها الاستثمار الزراعي والثروة الحيوانية، فضلا عن التبادل التجاري واتفاقيات التنقيب عن النفط[18]، ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تزايدت التكهنات حول تزايد التنسيق التركي السوداني؛ ما يعزز هواجس المنافسة المبطنة بالمشاريع الاقتصادية بين تركيا والفواعل الإقليمية مثل مصر وإيران والسعودية[19].
  3. القوة الناعمة: تستخدم تركيا قوتها الناعمة في عدَّة مجالات، أبرزها تعزيز العلاقات الثقافية والدينية من خلال المؤسسات التعليمية والمساعدات الإنسانية، حيث تُدير تركيا عددًا من المدارس والجامعات في السودان، مثل مدارس وقف المعارف التركية، والتي تقدِّم تعليمًا وفق المعايير التركية. كما تقدِّم الحكومة التركية مِنَحًا دراسية للطلاب السودانيين للدراسة في تركيا، ممَّا يعزِّز التبادل الثقافي والأكاديمي بين البلدين[20]، كما تقدِّم تركيا مساعدات إنسانية عبر منظمات مثل وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، التي تنفذ مشاريع إغاثية وتنموية في السودان، هذه الجهود تشمل تقديم المساعدات الغذائية، والمشروعات الصحية، ودعم البنية التحتية[21].
  4. التنافس الإقليمي: تسعى تركيا من خلال تواجدها في السودان -سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وثقافيًّا- إلى تعزيز دورها كطرف إقليمي يسعى إلى بسط نفوذه في الساحل السوداني، حيث مثَّل الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فرصة للعديد من الدول للتنافس الإقليمي في السودان، وتركيا -بجانب كل من إيران والسعودية والإمارات ومصر- تضع السودان ضمن أولويات استراتيجيَّتها نحو الشرق الأوسط[22].

وعليه؛ فإن تركيا -بلا شك- تنظر إلى ساحة الصراع في السودان بعيون التاريخ العثماني الذي يضع السودان في مرمى النفوذ التركي المتزايد في الشرق الأوسط، لذا فإن أهداف تركيا الجيوستراتيجية تتشابك وتتقاطع في العديد من مساحات واقع التطورات العسكرية والعملياتية ضمن رحى الحرب القائمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بجانب تقاطعها مع أهداف المنافس الأبرز في السودان: إيران.

  • أدوات تركيا في السودان

تتنوع الوسائل والأدوات التي تستخدمها تركيا في السودان بهدف تحقيق أهدافها الاستراتيجية، ما بين الأدوات العسكرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية، ويمكن إبراز هذه الأدوات فيما يلي:

  1. الدعم الاقتصادي: تقدم تركيا دعمًا اقتصاديًّا كبيرًا للحكومة السودانية من خلال استثمارات في مشاريع البنية التحتية والزراعة. هذا الدعم يشمل تطوير الموانئ والمطارات وتوسيع نطاق التعاون التجاري، تجلَّى هذا الدعم عقب زيارة البرهان لتركيا في سبتمبر 2023 حيث تم الاتفاق على تفعيل اتفاقيات التعاون في مجالات الزراعة والتجارة والطاقة والتي تتضمن تخصيص أراض زراعية لتركيا في السودان، كما أبدى أردوغان استعداد بلاده للإسهام في إعادة إعمار البنى التحتية عقب توقُّف الحرب[23].
  2. التعاون العسكري والتدريب: عزَّزت تركيا تعاونها العسكري مع السودان من خلال تقديم التدريب والمساعدات العسكرية للقوات المسلحة السودانية. هذا التعاون يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية للسودان وتعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، وعقب زيارة البرهان استجابت تركيا للمطالب السودانية بتقديم طائرات مسيرة من طراز بيرقدار المتطورة، بجانب التدريب على استخدامها والمساهمة في تطوير الصناعات الدفاعية السودانية في ضوء إحياء مجلس التعاون الاستراتيجي المشترك[24].
  3. المساعدات الإنسانية والثقافية: منذ بدء الحرب بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 2023، تواصل تركيا تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة عبر منظمات مثل وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) والهلال الأحمر التركي؛ استجابة لتدهور الوضع الإنساني حيث تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 25 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة[25]، وذلك بجانب المساعدات الثقافية المتمثلة في المنح التركية والتبادل الأكاديمي للسودانيين وإدارة عدد من المدارس والمراكز الثقافية في السودان ومشاريع الترميم للتراث الثقافي العثماني في السودان، هذه المساعدات -بلا شك- يمكن من خلالها فهم الطموح الثقافي التركي في السودان الرامي إلى بسط مزيد من النفوذ التركي في المنطقة.

بهذا، تتشابك وتتقاطع الأهداف الاستراتيجية لتركيا وإيران من التواجد في الساحة السوادنية، والتدخُّل في مسار الصراع القائم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من عام تقريبًا، حيث تشير تحركات البلدين إلى ملامح نمط جديد ومسار نوعي للصراع الإقليمي حول السودان.

ثالثًا- مسارات الصراع بين إيران وتركيا حول السودان

الصراع بين إيران وتركيا هو نزاع مستمر وممتد على النفوذ في الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بين جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية تركيا، ويصف البعض هذا الصراع بالحرب الباردة، ويجري على عدَّة مستويات تتعلق بالهيمنة الجيوسياسية والاقتصادية والمذهبية، حيث يسعى كل من البلدين لتحقيق الهيمنة الإقليمية نظرًا لاختلاف مصالحهما، تجلَّت حدَّة هذا الصراع -في العقد الأخير- في سوريا والعراق وجنوب القوقاز وليبيا[26]، والآن تتجلَّى بصورة أوضح في ساحة الصراع السوداني، حيث يؤدِّي تعارض المصالح بين إيران وتركيا في كثير من الأحيان إلى اشتباكات على مختلف المسارات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والمذهبية.

من خلال تتبُّع مسار العلاقات التاريخية بين إيران وتركيا، نجد حالةً من التوافق وأحيانًا التحالف قبل عام 1979، ومنذ هذا التاريخ ومع قيام الثورة الإيرانية تغيَّرت العلاقة بين البلدين إلى حالة من التنافس والعداء مع الاختلافات الجذرية في سياسة إيران عقب تأسيس الجمهورية الإسلامية، حيث دعمت تركيا العراق في حربها ضد إيران خلال حقبة الثمانينيَّات، تَبِعَ ذلك دعم إيران للأكراد على الحدود التركية الإيرانية، وبعد ثورات الربيع العربي برزت العديد من الخلافات بين البلدين حول دول المشرق وشمال أفريقيا[27].

مؤخَّرًا، وعقب اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 2023، التقت الأهداف الإستراتيجية لكلٍّ من إيران وتركيا ضمن مسارات هذا الصراع، ليشكِّلَ حلقةً جديدةً للصراع الإقليمي بين تركيا وإيران حول السودان، ويمكن حصر أبعاد هذا التنافس ضمن اطارين: الأول يتعلق بعملية إدارة المنافسة الإقليمية بين البلدين في ضوء التحولات والتطورات الأخيرة التي طرأت على مسار الصراع السوداني عقب التدخل الإيراني – التركي بالدعم العسكري والسياسي الذي ذكرناه سابقًا، الثاني يتعلَّق بالفرص والتحديات التي يجلبها التواجد التركي – الإيراني وما يتبع ذلك من تداعيات على الداخل السوداني والوضع الإقليمي.

  • التنافس على النفوذ الديني والسياسي

إيران وتركيا تتنافسان على تعزيز نفوذهما الديني والسياسي في السودان، فنجد أن إيران تسعى لتعزيز التشيع في السودان، بينما تدعم تركيا المدارس السنية والجماعات الإسلامية المعتدلة، وبين طرفي النقيض يدور هذا التنافس الذي يعكس الصراع الأوسع بين السنية والشيعية في المنطقة، لذلك فإن الصراع بين إيران وتركيا حول السودان يأخذ منحى تنافسيًّا على تقاسُم النفوذ الديني والسياسي.

على الرغم من أن التواجد التركي – الإيراني في السودان تاريخيًّا، وحتى خلال فترة الصراع الحالي، حين يأتي في شكل الدعم العسكري بالطائرات المسيرة أو الأسلحة الخفيفة والذخائر أو التدريب العمليَّاتي، أو يأتي في صورة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، إلا أنه ينطوي على أبعاد سياسية: حيث يستهدف المزيد من التأثير السياسي والدبلوماسي على أطراف الصراع، وأبعاد مذهبية أيديولوجية: حيث تستهدف طهران مزيدًا من المَدِّ الشيعي في السودان، ومن ثم أفريقيا، وكذلك أنقرة تسعى لترسيخ المذهب السُّني في المجتمع السوداني من خلال المدارس والمراكز الثقافية التركية في السودان.

  • الصراع الاقتصادي واستثمارات البنية التحتية

يتنافس البلدان على استثمارات البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية الكبرى في السودان، إيران تركِّز على قطاع النفط والتعدين، بينما تسعى تركيا لتطوير البنية التحتية والزراعة، ولا شك أن هذا التنافس يؤثر على الاقتصاد السوداني ويعقِّد علاقاته الاقتصادية مع الدول الأخرى.

تمثل السودان فرصة هامة لتركيا وإيران للهروب من هيمنة القوى الغربية، خاصة لإيران التي غالبًا ما تواجه العزلة الدبلوماسية. اقتصاديًّا، تحاول طهران تجاوز العقوبات الأمريكية من خلال تعزيز صادراتها إلى أفريقيا بشكل عام والسودان بشكل خاص، التي بلغت حوالي مليار دولار بين عامي 2021-2022، وتسعى لزيادتها إلى 5 مليارات دولار سنويًّا. كما تسعى كلا الدولتين للحصول على حصة من احتياطيات النفط والغاز المكتشفة حديثًا في السودان، والاستثمارات الناتجة عنها. بالإضافة إلى ذلك، تملك السودان موارد طبيعية ضخمة غير مستغلة، مثل اليورانيوم الذي تسعى إيران للحصول عليه، كما في صفقة النفط مقابل اليورانيوم مع زيمبابوي عام 2010، والغاز الطبيعي الذي تعتمد عليه تركيا، في الفترة الأخيرة، سعت تركيا إلى تعزيز وجودها في السودان من خلال توقيع مذكرات تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية. ففي 20 يناير 2023، وقَّع نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي ووزير شؤون مجلس الوزراء السوداني حسين عثمان مذكرة تفاهم تهدف إلى التعاون في الإنتاج الزراعي، وتحسين البذور، وتطوير المراعي الطبيعية، والثروة الحيوانية، بالإضافة إلى تطوير صناعة المعالجة وزيادة حجم التجارة بين البلدين[28].

  • التأثير على الأمن الإقليمي والتحالفات العسكرية

يثير تزايد الوجود التركي – الإيراني في السودان العديد من الاحتمالات في ظل تنامي الصراع الإقليمي وتعقُّد خريطة التحالفات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط على غرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث المواجهة المباشرة بين وكلاء إيران وإسرائيل بما في ذلك منطقة البحر الأحمر بعد استهداف جماعة الحوثي باليمن للسفن الإسرائيلية والمتوجِّهة إليها عبر مضيق باب المندب، ولا شك أن التأسيس لنفوذ عسكري إيراني في السودان يوسِّع فرص النفوذ الإيراني في البحر الأحمر، الأمر الذي يزيد من احتمالات توسُّع المواجهات العسكرية بين وكلاء إيران وإسرائيل، وكذلك يعزِّز من الحضور الأمريكي في المنطقة، كما أن الدعم التركي -عسكريًّا واقتصاديًّا- للجيش السوداني يعطي مؤشِّرًا هامًّا على انحسار دور الدول الإقليمية  -خاصةً مصر والسعودية – التي لم تقدِّم الدعم اللازم للجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، في مقابل ذلك يتزايد دعم الإمارات وتشاد وروسيا لقوات الدعم السريع لمواجهة الدعم التركي – الإيراني للجيش السوداني وتحقيق توازن في مسار الحرب[29]، لذلك من المحتمل أن ينتج عن التواجد التركي – الإيراني في السودان مسار جديد للصراع الإقليمي بين دول المنطقة.

ومع ذلك، يواجه التوسُّع التركي والإيراني في السودان -لا سيما في أبعاده الاقتصادية- تحديات على مستويين رئيسيَّين: المستوى الداخلي، حيث يلعب الاستقرار السياسي في أنقرة وطهران دورًا حاسمًا في تعزيز نفوذهما في أفريقيا، وقد تتغيَّر التوجُّهات الاستراتيجية بتغيُّر النظام الحاكم في أي من البلدين، والمستوى الخارجي، حيث يتعارض نفوذهما في السودان مع مصالح قوى دولية أخرى تسعى لحماية نفوذها. وفي النهاية، قد يؤدي نجاح دبلوماسية الطائرات المسيَّرة التي تتبعها تركيا وإيران في السودان إلى إغراء لاعبين إقليميين ودوليين آخرين باتباع نفس الاستراتيجية، مما يزيد من تعقيد الصراعات في واحدة من أكثر المناطق سخونة في العالم[30].

  • التأثير على السودان

التنافس الإيراني التركي يعقد المشهد السياسي الداخلي في السودان، حيث إن الحكومة السودانية تجد نفسها في موقف صعب في محاولة الموازنة بين علاقاتها مع إيران وتركيا، مما يؤدِّي إلى توترات داخلية وصراعات بين الفصائل المختلفة.

ورغم أن الاستثمارات الإيرانية والتركية يمكن أن تسهم في تنمية الاقتصاد السوداني، فإن التنافس بين البلدين قد يؤدِّي إلى عدم استقرار اقتصادي، كذلك الاستثمارات الأجنبية الكبيرة قد تؤدِّي إلى تفاقم الفساد وتوترات اجتماعية نتيجة توزيع غير عادل للثروات.

خارجيًّا، يلعب السودان دورًا مهمًّا في توازن السياسات الإقليمية والدولية نتيجة موقعه الاستراتيجي وعلاقاته المتعدِّدة، والتنافس بين إيران وتركيا يؤثِّر -بلا شك- على دور السودان في المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، كما يؤثِّر على علاقاته مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين.

خاتمة: دلالات وسيناريوهات

ينطوي التنافس التركي – الإيراني في السودان على العديد من الدلالات التاريخية والحضارية، كما أن القراءة التحليلة للتواجد التركي – الإيراني في السودان تشير إلى سيناريوهات عدَّة، أبرزها:

أن العلاقات التركية – الإيرانية تشكِّل نموذجًا فريدًا في العلاقات الإقليمية، فعلى الرغم من تبني كل طرف مواقف تتناقض مع أهداف وسياسيات الطرف الآخر لسنوات عدَّة في الصراعات الإقليمية المحيطة بهما -بما في ذلك الصراع حول السودان- فإن البلدين استطاعا إدارة خلافاتهما على مبدأ التعاون التنافسي مستندين إلى الحقائق التاريخية والجغرافية لهذه الصراعات والتي فرضت عليهما تحديات مشتركة تمثَّلت في الدور الذي تلعبه الأطراف الدولية في المنطقة مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وصعود بعض الحركات الانفصالية المسلَّحة المناوئة لأنظمة الحكم الحالية من رحم الصراعات الإقليمية الدائرة.

لذلك، فإن البلدين يتبنَّيان رؤية مشتركة تنبني على الحاجة إلى مزيد من التعاون بين القوى الفاعلة في المنطقة لتحقيق الاستقرار في السودان، ومن ثم الاستقرار الإقليمي، ومن دلائل ذلك دعوة الرئيس التركي أطراف الصراع لمفاوضات شاملة في تركيا، وهي الدعوة التي قبلها الجيش السوداني في مارس 2024[31]، ومع ذلك لا يزال يجد الطرفان صعوبة في مواءمة مصالحهما في العديد من القضايا التي تتعلق بالصراع القائم لعدَّة اعتبارات، أبرزها المنافسة الثنائية حول مساحات النفوذ السياسي والثقافي والتي تقوِّض قدرةَ البلدين على التعاون في مجالات أكثر أهمية لتحقيق الاستقرار.

على المستوى الإقليمي، يمكن أن يؤدِّي التواجد الإيراني – التركي في السودان إلى حرب بالوكالة بين إيران من جهة، والإمارات -التي تدعم قوات الدعم السريع- والسعودية من جهة أخرى، حيث يغلب على موقف السعودية التردُّد أو الرغبة في التوازن بين طرفي النزاع، فضلًا عن موقفها -بجانب مصر- الرافض للنفوذ التركي – الإيراني المتزايد في البحر الأحمر.

مستقبليًّا، فإن معطيات المرحلة الحالية في ضوء المقاربة التركية – الإيراني حول الصراع في السودان تنبئ بثلاثة سيناريوهات: الأول، التنافس بين إيران وتركيا في السودان قد يؤدِّي إلى تصعيد التوتُّرات الإقليمية، وهذا التصعيد قد يتضمَّن زيادةَ الدعم العسكري والمنافسة الاقتصادية الشديدة، الثاني، يرتبط بدور القوى الدولية -الولايات المتحدة وروسيا والصين- في تحديد مسار الصراع بين إيران وتركيا في السودان من خلال دعم أحد الأطراف أو التوسُّط لحل النزاع، الثالث، من الممكن أن تسعى إيران وتركيا إلى التوصُّل إلى تفاهُمات أو صفقات سياسية لتجنُّب التصعيد في السودان، هذه التفاهمات قد تشمل تقاسم النُّفوذ والمصالح الاقتصادية والعسكرية بطريقة تضمن استقرار السودان وتجنُّب الصراع المباشر بين إيران وتركيا، كما أنه لا يمكن ترجيح أحد السيناريوهات على غيرها بسبب خريطة الواقع المعقَّد والمتداخل بشأن التنافس التركي – الإيراني حول السودان وما يتعلَّق بهذا التنافس من متغيِّرات وتداعيات.

________

هوامش

[1] للمزيد حول تاريخ الصراعات الأهلية في السودان، انظر:

– جون يونغ، السودان: صراعات المصالح ورهانات المصير، ترجمة: أحمد جمال أبو الليل، (القاهرة: مكتب سطور، 2014).

– Marina Ottaway and Mai El-sadny, Sudan: from Conflict to Conflict, Carnegie  Papers, Carnegie Endowment for International Peace, Middle East, May 2012, p. 4-23.

[2] شيماء محيي الدين، الصراع في السودان: الأسباب والتداعيات والمآلات المستقبلية، مجلة الدراسات الأفريقية، مجلد 46، عدد1، يناير 2024، ص ص 351-359.

[3] المرجع السابق، ص ص 368-374.

 

[4] النور أحمد النور، عودة التعاون العسكري بين السودان وإيران.. خطوة تكتيكية أم تحالف استراتيجي؟، الجزيرة نت، 3 فبراير 2024، تاريخ الاطلاع: 1 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://aja.ws/hn7fqz

[5] بهدف السيطرة على البحر الأحمر.. إيران ترسل مسيرات “مهاجر 6” للسودان، أخبار الآن، 25 يناير 2024، تاريخ الاطلاع: 1 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://akhb.ar/NUC70

[6] ماهر أبو جوخ، تدخُّل طهران في حرب السودان: الأهداف والمكاسب!، عروبة 22، 27 أبريل 2024، تاريخ الاطلاع: 1 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/i5lGJ6PV

[7] تقرير: هل تحول المسيرات الإيرانية مسار الحرب في السودان؟، DW، 10 أبريل 2024، تاريخ الاطلاع: 1 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://p.dw.com/p/4edW1

[8] محمد عبد العاطي، السودان وإيران.. علاقات سياسية قوية واقتصادية هشة، الجزيرة نت، 14 فبراير 2007، تاريخ الاطلاع: 1 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://aja.me/vmqfz

[9] النور أحمد النور، عودة التعاون العسكري بين السودان وإيران، مرجع سابق.

[10] Kazim Abdul, Iranian Anti-Tank Missile System flood Sudan’s battlefield, Military Africa, 12 May 2024, accessed: 2 June 2024, available at: https://2u.pw/CDZWrjfC

[11] SAF’s Use Of Iranian Drones Threatens To Destabilize Region, ADF, 13 February 2024, accessed: 2 June 2024, available at: https://2u.pw/72ZAOjWL

[12] IntelBrief: Iran Extends its Influence in Africa, the soufan center, 1 April 2024, accessed: 2 June 2024, available at: https://2u.pw/m4XbF0K8

[13] السودان وإيران.. ما سر التحركات لإعادة العلاقات الدبلوماسية؟، الحرة، 7 يوليو 2023، تاريخ الاطلاع: 2 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/4J7xo6PO

[14] علي ديمير، تركيا والسودان.. دور تركي هام ومطلوب لإنهاء الصراع وإعادة بناء ما دمرته الحرب، وكالة أنباء تركيا، 15 سبتمبر 2024، تاريخ الاطلاع: 2 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://tr.agency/news-177675

[15] للمزيد حول ملامح التواجد التركي في أفريقيا بشكل عام، انظر: سعيد ندا، النفوذ التركي في أفريقيا: فرص وتحديات، مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، 11 مارس 2024، تاريخ الاطلاع: 3 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/rTh2zFxe

[16] مبدأ أردوغان: الاستراتيجية التركية في المحيط الإقليمي، مركز الجزيرة للدراسات، 11 أكتوبر 2020، تاريخ الاطلاع: 3 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/w9rihO2h

[17] محمد النجار، جزيرة سواكن.. تركيا تشعل الصراع بالبحر الأحمر، الجزيرة نت، 26 ديسمبر 2017، تاريخ الاطلاع: 3 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://aja.me/p75gq

[18] للمزيد انظر:

– استثمار تركي بالملايين في القطاع الزراعي السوداني، الجزيرة نت، 18 يونيو 2017، تاريخ الاطلاع: 3 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://aja.me/bvclh

– تركيا توقع اتفاقات للزراعة والتنقيب عن النفط مع السودان، رويترز، 11 سبتمبر 2018، تاريخ الاطلاع: 3 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://www.reuters.com/article/idUSKCN1LR1IA/

[19] ثروات السودان ساحة تنافس جديدة بين تركيا ودول عربية، صحيفة العرب، 23 يناير 2023، تاريخ الاطلاع: 3 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/GXGHPjMA

[20] للمزيد انظر، نفطية محمد، القوة الناعمة في العلاقات الدولية: دراسة حالة تركيا 2002 – 2017، جامعة الشهيد حمه لخضر – الوادي، 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/epzUbfo7

[21] إلهام الحدابي، قراءة في المشروع التركي… فاق الممكنات وتحديات التأثير، مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، 8 مارس 2023، تاريخ الاطلاع: 4 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/G1hDG5

[22] تسعة لاعبين و3 قضايا.. كيف تحول الساحل السوداني لمنطقة تنافس دولي؟، الحرة، 5 مارس 2024، تاريخ الاطلاع: 4 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/Aw80jjLn

[23] النور أحمد النور، اتفاقات عسكرية واقتصادية وإعادة إعمار.. الجزيرة نت تكشف تفاصيل لقاء البرهان وأردوغان، الجزيرة نت، 14 سبتمبر 2023، تاريخ الاطلاع: 5 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://aja.me/gpirhe

[24] أمين زرواطي، الحرب في السودان: ما طبيعة الدعم التركي للبرهان وهل نتجه نحو تكرار السيناريو الليبي؟، فرانس 24، 29 سبتمبر 2023، تاريخ الاطلاع: 5 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/VqTuBj3m

[25] As Sudan conflict fuels epic suffering, UN launches humanitarian and refugee response plans for 2024, UNHCR, 7 February 2024, accessed: 5 June 2024, available at: https://2u.pw/W6adNWBQ

[26] F. Stephen Larrabee, Alireza Nader, Turkish-Iranian Relations in a Changing Middle East, RAND, 26 August 2013, accessed: 6 June 2024, available at: https://2u.pw/qcWUawHK

[27] Kemal Kirişci, Post-revolutionary Iran and Turkey at 40: Pragmatism and convergence, Brookings, 4 April 2020, Accessed: 6 June 2024, available at: https://2u.pw/yhrRYaR2

[28] رحاب الزيادي، تفاقم الأزمات: ارتدادات الصراع في السودان على الشرق الأوسط، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 21 مايو 2023، تاريخ الاطلاع: 7 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://ecss.com.eg/34197/

[29] عودة إيران إلى السودان تزيد من تعقيد أبعاد الصراع الإقليمية والدولية، مجلة سياقات، العدد 168، فبراير 2024، تاريخ الاطلاع: 8 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/bL2ztccC

[30] مصطفى أحمد، بيرقدار والمُهاجر: مُسيَّرات تركيا وإيران ترسم ملامح القرن الأفريقي، الجزيرة نت، تاريخ النشر: 16 مايو 2024، تاريخ الاطلاع: 7 يونيو 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://aja.ws/5tiwq5

[31] أشرف شاذلي، السودان يوافق على مفاوضات غير مباشرة مع قوات الدعم السريع بوساطة تركية ليبية، سبوتنك عربي، 5 مارس 2024، تاريخ الاطلاع: 9 يونيو 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/nX77vsSg

  • نشر التقرير في: فصلية قضايا ونظرات- العدد الرابع والثلاثون- يوليو 2024.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى