ردود أفعال الشعوب العربية حول قرار ترامب

مقدمة

ما زالت الأمة العربية والإسلامية تتعرض إلى الكثير من الصدمات والهجمات والحروب بشتَّى أشكالها والتي تضع أبناءها في مواجهة مستمرَّة للدفاع عن ووجودها وهُويَّتها وخصائصها، وتُعتبر المقاومة هي الأسلوب الأمثل والطبيعي للتصدِّي لما تواجهه الأمَّة ولا يجوز التخلُّف عنها؛ لأنها تعتبر استجابة إنسانية تظهر بتجليات متعدِّدة تعبِّر عن ارتباط الفرد بأمَّته(1).
ومن أبرز ما تعرَّضت له الأمَّة في الفترة الأخيرة، اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب في 6 ديسمبر 2017 بأن القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل عاصمة بلاده من الأراضي العربية المحتلة إلى القدس(2). وقضية القدس من أهم قضايا الأمَّة، لذلك فلا يسوغ أن نتعامل معها على أنها قضية هامشية ننتفض لأحداث معينة تمرُّ بها، ولكن يجب أن نتعامل معها -كما يقول د.سيف عبد الفتاح- على أنها “ميزان المقاومة وميزان عزة الأمة(3)”؛ لأنها جزء من مقدسات الأمَّة ومقوِّماتها العقيدية والحضارية وتحتوي على ميراث تاريخي وديني وقانوني يتطلَّب من أبناء الأمَّة اختيار الوسائل الأكثر فعالية للدفاع عنها(4).
ومن هنا يأتي تساؤل هذا التقرير المتمثِّل في الآتي: هل ما حدث من ردود أفعال الشعوب حول قرار ترامب يمثل مقاومة مدنية (شعبية حقيقية)؟ وسوف يحاول التقرير بقدر الإمكان الإجابة عن هذا التساؤل من خلال الآتي:

أولًا- أمة واحدة ومصير واحد

ما زال القادة وبعض السياسيِّين العرب ينظرون إلى الدوائر العربية والإسلامية على أنها منفصلة، بالرغم من أن الغرب ينظر لها ككيان كلي له خصائصه ومقوِّماته(5)، وبالرغم من التاريخ المشترك بينها الذي يشمل مراحل تاريخية متعدِّدة: كتاريخ نشوء الإسلام، والفتوحات، وتوسُّع الدولة الإسلامية، ومواجهة الأخطار الخارجية للدولة الإسلامية، والتصدِّي للاحتلال الغربي في العصر الحديث.. كل هذا خلق مشتركًا بين هذه الدوائر جعلها كيانًا واحدًا جماعيًّا، يواجه نفس الخصوم والأعداء(6)، إذًا فلا جدوى من إغلاق القطر الواحد حدوده على نفسه، كما لا يمكن لأي دولة حتى وإن سعى قادتها لعدم الاكتراث بالهمِّ العربي وبالقضايا التي تهدِّده أن تنفصل عن الأمة العربية؛ لأن هذه القضايا تجعلهم رغمًا عنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحُمَّى والسهر(7)، خاصَّة في ظلِّ التكتُّلات الدولية؛ لذلك أصبحت الوحدة بين الشعوب العربية والإسلامية ضرورة حيوية؛ لنُصرة بعضها البعض(8). فهناك من يسعى لمحو مفهوم الأمَّة والوحدة من وعي الشعوب، وهناك أيضًا من يتصدَّى لهذا الأمر بإحيائه، إدراكًا منه أن للأمَّة “وجودًا وانتماءً ومصيرًا واحدًا، يجعل الفرد يشعر بمكانه ودوره فيها ويتابع شؤونها باعتبار أنه يتابع شؤونه الذاتية”(9).
وجاء قرار ترامب ليختبر وعي الشعوب وإدراكها للمشترك بينها ووحدة مصيرها، وكراهية المحتلِّ الغربي وسياساته(10)، بعد أن سيطر على لغة الخطاب العربي العام مفاهيم ومصطلحات اليأس والعدمية، التي بثَّت روح القعود عن المواجهة الفعلية للعدو والاكتفاء بالإدانة(11). وتمَّ اختيار المقاومة المدنية/الشعبية ضدَّ قرار ترامب، لتكون هي معمل اختبار وعي هذه الشعوب بوحدة المصير، والتلاحم، وإدراك مفهوم الأمَّة.

ثانيًا- المقاومة عِزَّة الأمَّة وقوَّتها

هناك ارتباط بين مفهوم المقاومة، وبين الهجمات التي تتعرَّض لها الأمَّة وتهدِّد كيانها، فهذه الهجمات هي ما يولِّد لديها فعل المقاومة، ولم تغِب أيضًا المقاومة في عصور القوة التي كانت تتمثَّل في أشكال الوقاية والحماية(12). وللمقاومة أشكال كثيرة، وليس كما يعتقد البعض أنها مرتبطة فقط بالرصاص والقتال والمعارك، ولم تقف المقاومة في يومٍ ما أمام السلام أو كانت له خصمًا، كما يروِّج البعض، ولكنها تتصدَّى للاستسلام الذي أطلق عليه الغرب “السلام” للتأثير على الشعوب ولفرض هيمنته عليها(13). وتتعدَّد أشكال المقاومة، فمنها السلمية ومنها المسلَّحة، ومنها السياسية الرسمية ومنها الشعبية، ومنها المدنية، ومنها المقاومة الحضارية الواسعة الأعداد والأرجاء. وسوف يتمُّ التركيز على المقاومة المدنية (الشعبية) محل اهتمام التقرير؛ لأنها تُعَدُّ من أبرز الأساليب الدفاعية النِّضالية التي قامت بها الشعوب منذ القدم للحصول على استقلالها وحريَّتها وهُويَّتها، وللتخلُّص من العدوِّ المحتلِّ، والوقوف أمام بطش وقمع الأنظمة الديكتاتورية القمعيَّة.
تُعرف المقاومة المدنية على أنها نوع من السلوك اللاعنفي، يشمل سلسلة من الإجراءات المستمرَّة ضدَّ قوَّة أو سلطة معيَّنة تمارس قهرًا أو عدوانًا أو احتلالًا؛ أمَّا وصفها بالمدنيَّة فيرجع لارتباطها بالمواطنين والمجتمع، ولتميُّزها بالسلميَّة الحضارية غير العسكرية، وتعتبر شكلا من أشكال الحركة الجماهيرية التي تسعى إلى تحقيق هدف معيَّن أو مجموعة من الأهداف(14).
وتأخذ المقاومة المدنية طابعَ الدفاع وردِّ العدوان، أو إسقاط الأنظمة الاستبدادية، أو الإعلان عن رأي معارض لموقفٍ ما تتصدَّى له وتحاول إنهاءه(15)، وتستلزم المقاومة المدنية عدَّة أمور، منها: تحليل دقيق لمختلف جوانب الوضع القائم وتحديد الجوانب الذاتية والموضوعية التي يمكن أن تؤثِّر سلبًا أو إيجابًا في الصراع، والتخطيط الجيِّد للنشاطات التي يمكن لأفراد المقاومة القيام بها، ويتضمَّن التخطيط تحديد الوسائل الفعَّالة لنجاح المقاومة، وتعبئة وحشد الجماهير(16).
ويختلف البعض حول بعض الأنشطة، وكونها مقاومة أو لا؛ فرأىٌ يطلق عليها مقاومة، وآخر يطلق عليها احتجاجًا، وثالث يعتبر المقاومة والاحتجاج مفهومًا واحدًا، وهذا الخلاف لا يقلِّل من قيمة النشاط سواء كان مقاومة أو احتجاجًا؛ لأن هناك مجموعة من العوامل هي التي تحدِّد نوعية النشاط وكونه احتجاجًا أو مقاومة، كالبيئة السياسية والاجتماعية والثقافية وهدف النشاط وغيرها من العوامل. ويقصد بالاحتجاج مجرَّد التعبير عن موقف رافض ولكن لا يلزم منه الاستمرار ولا التكرار، وغالبًا ما يكون على سبيل ردِّ الفعل. أمَّا المقاومة فقد تبدأ باحتجاج وتتحوَّل بعد ذلك إلى مقاومة ترفض الإذعان، وتتَّسم بالاستمرارية، وتسعى إلى تحقيق هدفها مثل المقاومة المدنية الفلسطينية تجاه المحتلِّ، وفي صورتها النموذجية تقوم على تصوُّر استراتيجي بعيد المدى، وتحدث الهدف المطلوب(17).
إن التفرقة بين المقاومة والاحتجاج ليس الهدف منها معرفة ما هو أفضل، فكل منهما له أهميَّته التي لا ينكرها أحد، ولكن الهدف معرفة ما تقوم به الشعوب تجاه حدث معين هل هو مقاومة أم احتجاج مؤقَّت؟ لأن هناك أحداثًا تتطلَّب الانتقال من الاحتجاج إلى المقاومة؛ لأهميَّتها وخطورتها على الأمَّة. ويعتبر قرار ترامب من الأحداث الخطيرة والعدوانية في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، والتي تستلزم المقاومة الشعبية.

ثالثًا- ردود أفعال الشعوب العربية

تحرَّكت الشعوب العربية بشكل سريع، رافضة قرار ترامب، رافعة شعار “القدس عربية”، لتؤكِّد على أن الأمَّة العربية ما زالت موجودة في وعي بعض أبنائها، وأنها ليست كما يصفها البعض باتت “جثة هامدة”، وأنهم ما زالوا يتألَّمون ويساندون بعضهم البعض -حتى لو بنسبة ضئيلة- ولكن هناك عوائق تحول دون إظهار ذلك أو ترجمته على أرض الواقع، منها ما هو ذاتي ومنها ما هو خارجي(18).
وتنوَّعت ردود الأفعال ما بين تحرُّكات في الشوارع والميادين، بما فيها تظاهرات وتحرُّكات شعبيَّة من طلبة مدارس وجامعات، ومواقف برلمانية ونقابية، وكذلك حراك إلكتروني وإعلامي وفنِّي، ومن ثمَّ سوف نعرض نماذج لكل عنصر على سبيل المثال وليس الحصر.

أ) تحرُّكات الشوارع والميادين:

خرجت أعداد من المحتجِّين الرافضين مندِّدة بقرار ترامب في العديد من الدول العربية والإسلامية. ففي مصر توجَّه بعضُ المتظاهرين إلى نقابة الصحفيِّين، على الرغم من قانون الطوارئ والتظاهر الذي يقيِّد حركتهم ويهدِّدهم بالعقوبات(19)، وطالبوا بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وإغلاق سفارتها، وإغلاق سفارة إسرائيل في الدول التي تربطها اتفاقات سلام معها (ومن ضمنها مصر) رافعين لافتات كُتبت عليها عبارات مندِّدة بالقرار(20)، ممَّا أدَّى إلى القبض على عدد منهم من قبل الشرطة، ووُجِّهت إليهم النيابة تهمة الانضمام إلى لجان ووحدات إلكترونية تابعة لتنظيم “الإخوان المسلمين”(21). وخرج الآلاف من الجامع الأزهر مطالبين بمقاطعة تجارية واقتصادية للولايات المتحدة، وشدَّدَ المتظاهرون على دعمهم للشعب الفلسطيني ولعروبة القدس رافعين لافتات “القدس عربية، القدس فلسطينية، يسقط ترامب… أين الحكام العرب”(22).
وفي الأردن خرج مئات المتظاهرين في العاصمة عمَّان رافضين أيضًا قرار ترامب، وقاموا بحرق صورته وعلم الولايات المتحدة(23)، رافعين أعلامًا أردنية وفلسطينية أمام السفارة الأمريكية، وتجمَّع نحو ألف شخص قرب مبنى السفارة في منطقة عبدون(24)، وأكثر من عشرين ألف شخص في مسيرة مركزية(25)، وطالبوا حكومة بلادهم والديوان الملكي بإلغاء العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وإغلاق السفارة الإسرائيلية خاصَّة أن القرار يلغي إشراف السلطة الأردنية على المقدَّسات بالقدس(26).
أمَّا في المغرب فقام عدد من المتظاهرين بوقفة احتجاجية بمدينة طنجة تحت شعار “من أجل القدس مع المقاومة وضدَّ كافَّة أشكال التطبيع” تلبية لدعوة مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وخرجت مجموعة من المتظاهرين بالرباط تندِّد بصمت الأنظمة العربية(27).
وفي تونس تجمَّع المئات وتوجَّهوا إلى السفارة الأمريكية، ولكن الشرطة قطعت الطرق المؤدِّية لها، وشارك عشرات الآلاف في مسيرات رافعين الأعلام الفلسطينية(28).
وشهدت البحرين أكثر من ثلاثين احتجاجًا رافضًا للسياسات الأمريكية في المنطقة، ومؤيدًا لحق الفلسطينيِّين الكامل في القدس، رافعين صورًا لمدينة القدس المحتلَّة ولآية الله الشيخ عيسى قاسم كُتب عليها (القدس عاصمتنا الأبدية)(29).
وفي لبنان شهد مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيِّين جنوبي لبنان مسيرةً وإحراق إطارات مطاطية(30)، وشارك الآلاف في مظاهرة منظَّمة في العاصمة بيروت(31)، وطغى عليها النساء والأطفال، وتحرَّكت المظاهرة نحو مقبرة الشهداء الفلسطينية المحاذية لمخيَّمي “صبرا” و”شاتيلا”(32).
وعمَّت المظاهرات عدَّة مدنٍ عراقية، منها: الموصل والبصرة وبغداد والأنبار(33)، وتميَّزت المظاهرات بأنها موحَّدة تضم سُنَّة وشيعة، وشارك بها نواب وسياسيُّون وعلماء دين وشيوخ عشائر، دعمًا للقدس(34).
وخرجت مظاهرات من مدينة مارع بريف حلب بسوريا ومدينة حمص وإدلب على الرغم من الأوضاع السياسية والأمنية التي تعيشها هذه المدن(35).
وشهدت الجزائر عدَّة وقفات احتجاجية منها الوقفة التي نظَّمتها “حركة مجتمع السلم” أمام مقرها بالعاصمة(36).
ومن اللافت للنظر أنه لا تذكر أيُّ تحرُّكات في الشوارع لقطر أو السعودية.
وهتفت كلُّ هذه التحرُّكات بشعارات مندِّدة ورافضة لقرار ترامب، مؤكِّدة على عروبة القدس، مساندة للشعب الفلسطيني مثل: “خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود، بالدم بالروح القدس مش هتروح، وعيش حرية القدس عربية، بالروح بالدم نفديكِ يا فلسطين، تسقط تسقط إسرائيل، يا للعار ياللعار باعو القدس بالدولار، ترامب عدو الشعوب العربية.. القدس العربية، أمريكا الشيطان الأكبر، عالمكشوف وعالمكشوف.. أمريكي ما بدنا نشوف، ولا سفارة ولا سفير اطلعْ برة ياحقير، اهتف سمع كل الناس إحنا للأقصى حراس، يا قدس صبرك صبرك بحيل الله نحرر أسرك، القدس تبقى عربية رغمًا عن الصهيونية”.

ب) تحرُّكات طلبة المدارس والجامعات:

نظَّم الآلاف من تلاميذ المدارس الإعدادية والثانوية في تونس مظاهرة تدعو الشعوب العربية إلى الانتفاض ضدَّ الإعلان الأمريكي، ومواجهة أيِّ محاولة للتطبيع مع إسرائيل(37)، وشهدت الجامعة الأردنية وقفة احتجاجية طلابية مطالبة بإلغاء معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1994م ومقاطعة واشنطن، ونُظِّمَتْ وقفات مشابهة في الهاشمية وإربد وجامعة فيلادلفيا(38)، ونَظَّمَتْ جامعة قطر بالدوحة مظاهرة ضمَّت الطلاب والأساتذة رافعة أعلام القدس(39)، ونظَّم مئات الطلاب مظاهرات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة(40)، والجامعات المصرية الأخرى: عين شمس، والأزهر، والمنوفية، والقاهرة، والوادي الجديد(41).
وتوضِّح هذه التحرُّكات أن هناك أملًا في الأجيال القادمة –حتى ولو كان عددهم قليلًا- لخروجها عن دائرة اليأس والقعود التي انتابت البعض وجعلته مهزومًا داخليًّا، بسبب فشل الثورات وتحرُّكات الشارع في تغيير الأنظمة الاستبدادية.

ج) رد فعل بعض البرلمانات والنقابات:
– البرلمانات: ارتدى نواب البرلمان المصري وشاح القدس عربية، تأكيدًا منهم على عروبة القدس، وعلى التمسُّك بها وعدم التنازل عنها –على حدِّ تعبيرهم- وطالبوا بمقاطعة المنتجات الأمريكية، وردَّد الدكتور علي عبد العال رئيس البرلمان المصري: “البيت لنا والقدس لنا وبأيدينا ستعود لنا، تحية للفلسطينيِّين المرابطين، وستظلُّ القدس عربية وعاصمة للدولة الفلسطينية”(42).
ونَظَّم البرلمان التونسي وقفة احتجاجية أمام مقرِّ البرلمان، وهتف النواب: “الشعب يريد تحرير فلسطين، وفلسطين عربية… لا حلول استسلامية” رافعين العلمين التونسي والفلسطيني(43)، وحمَّل البرلمانُ الكونجرس الأمريكي مسؤولية القرار، وصوَّت البرلمان بأغلبية على لائحة ترفض القرار(44).
ودعا البرلمان المغربي إلى إصدار قانون يجرِّم التطبيع مع الكيان الصهيوني، ورفض القرار؛ لأنه لا يستند إلى أيِّ سند قانوني، وردَّد النواب: “يكفينا يكفينا من الحروب، أمريكا أمريكا عدوة الشعوب، لا لا ثم لا للتطبيع”(45).
– النقابات: أصدرت النقابات المصرية بيانات إدانة لقرار ترامب، مثل: نقابة أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية(46)، ونقابة الصحفيين(47)، ونقابة الموسيقيِّين(48)، ونقابة السينمائيِّين(49)، أمَّا نقابتي الصيادلة والمهندسين فقد اتَّخذتا قرار مقاطعة المنتجات الأمريكية، وتواصلت نقابة الصيادلة مع عددٍ من الأطباء من أجل عدم كتابة الأدوية الأمريكية في “روشتات” المرضى، وَسَعَتْ نقابة المهندسين إلى استبدال السلع الهندسية الأمريكية ببدائل أوروبية أو آسيوية أو محلية(50)، وقدَّمت نقابة المحامين اقتراحات للردِّ على قرار ترامب(51)، ويعتبر قرار كلٍّ من نقابتي الصيادلة والمهندسين من أكثر الأساليب فاعلية؛ لأنها تؤثر على رؤوس الأموال والاستثمارات (الاقتصاد).

د) تحرُّك إلكتروني وإعلامي وفنِّي دعمًا للقدس:

– مواقع التواصل الاجتماعي:

لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في التأثير والانتشار عبر الحدود، بلا قيود ولا تأشيرة ولا طلب إذن من الحكومات للتجمُّع –يمكن أن تُمارس رقابة، ولكنها تكون بشكل نسبي- وهذا ما حدث بعد قرار ترامب، حيث انتفض رواد التواصل الاجتماعي وظلوا يدوِّنون على موقع تويتر كلمات تضامن مع الفلسطينيِّين مثل: “القدس شرف.. إن ضاعت ضاع الشرف، لأجلك يا مدينة الصلاة نصلي، ستظل القدس حيَّة في قلوب المسلمين حتى نحرِّرها، اتَّحدوا من أجل القدس، القدس زهرة مدائنِنَا لا عاصمتهم والأقصى أقصانا لا هيكلهم، القدس والأقصى وكل المقدَّسات ملك المسلمين والعرب حتى قيام الساعة”(52)، واحتلَّ وسم (هاشتاج) #القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية(53)، وغيره مراتب متقدِّمة.
وقام كثير من مستخدمي موقع فيسبوك بتغيير صورهم الشخصية بأخرى للقدس، ووضعوا شعار القدس عاصمة فلسطين على صفحاتهم، ونشر كثير من المغرِّدين والمدوِّنين صورًا ورسومات للقدس وخرائط لفلسطين وبوستات ومقاطع فيديو وكاريكاتيرات ووسوم تعبِّر عن إدانتهم للقرار.
واستطاع هذا الحراك أن يكون إعلامًا بديلًا، وأداة فعَّالة لنقل الحدث وفعالياته، ومحافظًا إلى الآن على استمراريته -بشكل نسبي- في التنديد بالقرار، والتعبئة الجماهيرية وتنويرها بالأشكال السابق ذكرها

– مظاهرة إعلامية… من أجل عروبة القدس:

قام اتحاد الإذاعات العربية، واتحاد المنتجين العرب بالشراكة مع اتحاد الإذاعات والتلفزة المصرية ومؤسَّسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية بمظاهرة إعلامية عربية تضمُّ ثماني عشرة دولة عبر الإذاعات العربية لنصرة القدس بعنوان: يوم الإعلام العربي، وتحت شعار “إعلام واحد.. وطن واحد.. من أجل عروبة القدس”، وبثَّت الإذاعات لقاءات مع شخصيَّات فلسطينية، وبرامج تتناول تاريخ القدس(54).
وأنشأت قناة الجزيرة صفحة جديدة “عن القدس” على موقعها الإلكتروني(55)، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها (فيسبوك(56) – تويتر(57))، تعرض من خلالها أفلامًا وثائقية قصيرة، وتقارير عن آخر التطورات الحاصلة بشأن القدس.
وجاء تركيز الإعلام العربي على القضية الفلسطينية من نوعية تركيزه على القضايا الموسمية وإن كان هذا التركيز باهتًا بشكل ملحوظ للغاية، وصل لعدم التركيز عليها بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل بشكل يليق بمكانتها للأمَّة العربية والإسلامية، وركَّز على قضايا أخرى ذات شأن داخلي كالانتخابات الرئاسية ومقاومة الإرهاب وإقامة الحفلات الترفيهية -في السعودية- وغيرها من القضايا.

– الفن والقدس من جديد:

سارع بعض المطربين بإطلاق أغان لمناصرة القدس ومنهم على سبيل المثال: هاني شاكر “القسم”(58)، وعلي بن عربية وابنه محمد “قدسنا يستغيث”(59)، وفريق الأطفال بقناة طيور الجنة “هنا قدسنا”(60)، وإسماعيل تمر وعمران نواهضة “يا أقصانا”(61)، وعبد النور حسن “القدس عربية”(62)، وفريق الوعد للفن الإسلامي “القدس توحِّدنا”(63)، وفريق تشنقله “انتفاضة القدس”(64).
لا يقل هذا الحراك أهمية عن تحرُّكات الشارع؛ لأنه يلعب دورًا كبيرًا في تحريك الجماهير وحثِّها على التغيير، ويسهم في رفع المعنويَّات، واستنهاض روح المقاومة عندما تتصاعد وتيرة الصراعات بين الشعوب وأعدائها، وله أثر إيجابي كبير على الشعوب العربية، وسلبي على العدو، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، منها طلب رئيس الوزراء نتنياهو من الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدم السماح ببثِّ أغانِ وطنية حماسية في وسائل الإعلام الفلسطيني؛ لأنها تحرض الشباب الفلسطيني على الانخراط في العمليات الفدائية(65).
وهناك الكثير من الأغاني الوطنية الخاصَّة بالقضية الفلسطينية رسخت في وجداننا، وحفرت في ذاكرتنا، فعند سماعها عبر الإذاعات أو مشاهدتها على التلفاز يتولَّد وعي وإدراك أن هناك جزءًا محتلًّا من الأرض العربية علينا تحريره فورًا مثل: “زهرة المدائن” لفيروز، و”في القدس في طريق الآلام” لعبد الحليم حافظ، و”على باب القدس” لهاني شاكر، و”القدس أرضنا” لعمرو دياب، و”القدس هترجع لنا” لعدد كبير من الفنانين، ومثلها أوبريت “الحلم العربي”، و”وين الملايين.. الشعب العربي وين” لجوليا بطرس، و”جايين فلسطين” لعاصي الحلاني.

خاتمة

أثبتت ردود أفعال الشعوب السابق ذكرها على أن قضية القدس ما تزال قضية الشعوب، وإن كانت مكتوفة الأيدي، ولم تعد قضية الأنظمة التي فرطت وفشلت في استعادتها، كما أثبتت أيضًا أن ثقافة الخوف لم تنتشر في وجدان كل أبناء الأمَّة، بدليل تحدِّيهم للمناخ غير المواتي للتحرُّك أو التعبير عن الرأي، وإن كانت المعوِّقات ليست بالهيِّنة، ولكنها لم تصل إلى المقاومة، فانتهت احتجاجًا كما بدأت -تسجيل اعتراض على القرار ليس أكثر من ذلك- فلم تستطع ردود الأفعال أن تكون مؤثِّرة، وتستمر، وتلغي القرار أو حتى تقوم بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما دفع السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هيلي إلى أن تقول: “السماء لاتزال هناك، ولم تقع على الأرض”، وهذا يدل على أن الردود لم تكن كافية وأنها عفوية(66).
ولكن عدم تطورها إلى أخذ شكل المقاومة يرجع إلى عدَّة عوامل، منها:
– قمع الأنظمة الاستبدادية لشعوبها وعناصرها الفاعلة كالنقابات والأحزاب ومؤسَّسات المجتمع المدني والتكتُّلات الشبابية، وتحويلها إلى قوى هشَّة ضعيفة مستسلمة لسيطرة الدولة، ومن أشكال قمعها: حلها أو القبض على مؤسِّسيها ومصادرة أموالها.
– الانقسامات الثقافية والسياسية التي عمَّت الأمَّة العربية، بالإضافة إلى المعارك الدينية والطائفية والأهلية، ممَّا أدَّى إلى ضعف النسيج الداخلي للمجتمعات.
– تحريم التظاهرات والتجمُّعات بقوانين وتُهم تُلَفَّقُ للمتظاهرين، تُمَكِّنُ الشرطة من فرض قبضتها عليهم ويساعد في ذلك التضليل الإعلامي.
– منع التعدُّدية، وإعلاء نظام الصوت الواحد المؤيد للأنظمة.
– انخفاض مستوى التعليم، وتزييف الحقائق حول “من العدو”؛ فالعدو الإسرائيلي أصبح صديقًا من حقِّه أن يعيش في سلام على أرضه كما يقول بعض حكَّام الدول العربية وسياسيُّوها، والصديق أصبح عدوًّا تُمارس ضدَّه سياسات الحصار والمقاطعة وتشويش الوعي، وتتعاون الأنظمة مع العدو (صفقة القرن)، ممَّا ساهم في جهل الشعوب بما يحدث حولها.
– التدخُّلات الأجنبيَّة في شؤون الشعوب الداخلية، وعدم تصدِّي الأنظمة لها؛ لوجود مصالح وعلاقات نفعية بينها.
– معاناة معظم الشعوب العربية من الانهيار الاقتصادي، وارتفاع تكاليف المعيشة، وارتفاع نسب البطالة، وانخفاض قيمة العملة.
كل هذه العوامل من شأنها أن تؤثِّر في تحويل الاحتجاج لمقاومة تتخلَّى عن الإذعان والاستنكار والتنديد، وتستمر في تحرُّكاتها المختلفة سواء كانت في الشوارع والميادين أو في الفضاءات الإلكترونية والإعلامية والفنية.
وأخيرًا، على الشعوب أن لا تيأس من الوضع الراهن أو تستسلم لحالة القعود واليأس التي سيطرت على معظم أبنائها خلال الفترة السابقة، فما قامت به هو احتجاج مدني شعبي، للأسف الشديد لم يستمر ليرقى إلى المقاومة، ولكن هذا ليس شأنها هي فقط، وإنما أيضًا شأن العوامل السابق توضيحها، ولا يقلِّل هذا من قيمة ما فعلته تجاه قضية القدس.
وأيضًا هذا لا يعفيها من دورها في إعادة إحياء القيم، والهوية العربية والإسلامية، والتراث، ومفهوم الأمَّة وما يتضمَّنه من تجاوزٍ للثنائيَّات، وإدراك جماعي “لما يجمع بيننا نحن الشعوب الإسلامية ذات العقيدة الواحدة والحضارة الشاملة والتاريخ الواحد أو المتماثل والتشكيل النفسي المتشابه، إدراكنا أن ثمة مشتركًا عامًا يجمع بيننا، ومع ما يؤكد هذا المشترك العام من وحدة ما نعانيه من قمع عالمي واستبداد بنا من الدول الكبرى، ومن كراهية تجمعنا ضدَّ الاستعمار الغربي وسياساته، وما نشعر به من وحدة المصير”(67).
وعلى مؤسَّسات التنشئة الاجتماعية داخل المجتمعات -الأسرة، والمدارس المستقلة عن الأنظمة، ووسائل الإعلام البديل- أن تكون فاعلة في إبراز الحقائق ونشرها، وفي تكوين وعي الأجيال القادمة على التاريخ المشترك بين الشعوب، وعلى أن القدس حقُّ العرب والمسلمين المغتصَب من قِبل إسرائيل، وأن إسرائيل ليست دولة وإنما هي العدو الذي لابد أن نتصارع معه جيلًا بعد جيل حتى يزول، حتى يتولَّد لديهم الإدارك العقلي والحسِّي، الذي يساعدهم على الفعل والممارسة والاستمرار، ومن هنا تبدأ شرارة المقاومة.
*****

الهوامش:

(*) باحثة بمركز الحضارة للدراسات والبحوث.
(1) حسن جمعة، ثقافة المقاومة: إعادة بناء الذات العربية المدنية، (دمشق: دار مؤسسة رسلان للطباعة والنشر والتوزيع، 2014)، ص ص 6 – 14.
(2) أمل شاكر، «القدس العربية» لنا، موقع صحيفة الأهرام، 22 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/y1wtRf
(3) سيف الدين عبد الفتاح، القدس ميزان المقاومة، موقع العربي الجديد، 7 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/UFxB3q
(4) نادية مصطفى، قضية القدس في ديزني لاند رؤية حول مدلولات العلاقة بين الثقافي والسياسي، مجلة القدس، نوفمبر 1999، منشور على موقع مركز الحضارة للدراسات السياسية، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/9Kq16t
(5) مركز الحضارة للدراسات السياسية (إعداد)، نحو منهج للنظر في قضايا الأمة وعلاقتها الدولية: قراءة في مقدمات المستشار البشري لحولية أمتي في العالم، مجلة المسلم المعاصر، العدد 137/138، 2010، ص 78.
(6) أماني صالح، توظيف المفاهيم الحضارية في التحليل السياسي الأمة كمستوى للتحليل في العلاقات الدولية، (في): د. نادية مصطفى، د. منى أبو الفضل (تحرير)، العلاقات الدولية.. البعد الديني والحضاري، (دمشق: دار الفكر، 2008)، ص 48.
(7) خليل إبراهيم البنا، إلى الأمة العربية مع التحية، (عمَّان: دار أمواج للنشر والتوزيع، 2011)، ص ص 22 – 23.
(8) خديجة النبراوي، يقظة الأمة، (القاهرة: سوزلر للنشر، 1998)، ص 329.
(9) المستشار طارق البشري، أمتي في العالم: مقدمات الحكيم البشري، سلسلة الوعي الحضاري (7)، (القاهرة: دار البشير للثقافة والعلوم، 2014)، ص 21.
(10) المرجع السابق، ص 42.
(11) صلاح سالم، الصهيونية والمقاومة العربية.. رؤية ثقافية، (القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 2006)، ص 11.
(12) هاني محمود، المقاومة الحضارية.. دراسة في عوامل البعث في قرون الانحدار، (القاهرة: مركز الحضارة للدراسات السياسية – دار البشير للثقافة والعلوم، 2017)، ص ص 37 – 38.
(13) للمزيد انظر: عمار علي حسن، التغيير الآمن: مسارات المقاومة من التذمر إلى الثورة، (القاهرة: دار الشروق، 2012).
(14) عبد الهادي خلف، المقاومة المدنية: مدار العمل الجماهيري وأشكاله، (بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية، 1988)، ص ص 91 – 94.
(15) أحمد عبد الحكيم وهشام مرسي ووائل عادل، حرب اللاعنف.. الخيار الثالث، (أكاديمية التغيير، 2013)، ص 60.
(16) عبد الهادي خلف، المقاومة المدنية، مرجع سابق، ص 94.
(17) أحمد عبد الحكيم وهشام مرسي ووائل عادل، حرب اللاعنف، مرجع سابق، ص 162.
(18) جمال علي زهران، ثقافة المقاومة والتحرير في إدارة الصراع العربي الصهيوني، (القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2005)، ص 44.
(19) الشعوب العربية تصرخ فى وجه “ترامب”: القدس عربية…، موقع اليوم السابع، 7 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/5ebggW
(20) كل ما تريد معرفته ميدانيًّا وسياسيًّا منذ إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، موقع يورونيوز، 11 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/UzjtVj
(21) بين التعتيم الإعلامي وتقييد حرية الصحافة..التحركات الاحتجاجية المنادية بالقدس عربية في مصر، (القاهرة: مركز هردو لدعم التعبير الرقمي، 2018)، ص 8، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/pqCZQy
(22) مظاهرات عربية وإسلامية ضد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، موقع دويتشه فيلله (التليفزيون الألماني DW)، 8 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://p.dw.com/p/2p185
(23) حراك شعبي في مدن عربية ضد قرار ترامب، موقع الجزيرة.نت، 7 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/5WHn5N
(24) تظاهرات حاشدة في دول عربية وإسلامية تنديدًا بقرار ترامب حول القدس، موقع تليفزيون المنار، 7 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/WgQn5m
(25) بالصور العالم ينتفض في “جمعة الغضب”، موقع الخليج أونلاين، 8 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/Rpg2UV
(26) مظاهرات حاشدة في عواصم عربية وعالمية تنديدًا بإعلان ترامب، موقع عرب 48، 8 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/jbrNbg
(27) مظاهرات حول العالم ضد قرار ترامب بشأن القدس، موقع الجزيرة.نت، 7 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/TvnXfM
(28) مظاهرات حاشدة في عواصم عربية وعالمية تنديدًا بإعلان ترامب، مرجع سابق.
(29) مظاهرات شعبية في دول الخليج تنديدًا بـ”وعد ترامب” المشؤوم، موقع العهد الإخباري، 11 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/TDfkp4
(30) المرجع السابق.
(31) الغضب من قرار ترامب يكبر…والقدس غائبة في السعودية، موقع المدن، 8 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/ngtYLu
(32) أسامة نبيل، فيديو وصور| جمعة الغضب.. العالم الإسلامي ينتفض تضامنا مع القدس، موقع مصر العربية، 8 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/KVhzS9
(33) الغضب من قرار ترامب يكبر…، مرجع سابق.
(34) أسامة مهدي، تظاهرات غضب عراقية موحدة ضد قرار ترامب، موقع إيلاف، 8 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/Fok4d6
(35) الغضب من قرار ترامب يكبر…، مرجع سابق.
(36) أسامة نبيل، فيديو وصور| جمعة الغضب.. العالم الإسلامي ينتفض تضامنا مع القدس، مرجع سابق.
(37) مظاهرات حول العالم ضد قرار ترامب بشأن القدس، مرجع سابق.
(38) تظاهرات حاشدة في دول عربية وإسلامية تنديدًا بقرار ترامب حول القدس، مرجع سابق.
(39) مظاهرات شعبية في دول الخليج تنديدًا بوعد ترامب المشؤوم، مرجع سابق.
(40) حراك شعبي في مدن عربية ضد قرار ترامب، مرجع سابق.
(41) بين التعتيم الإعلامي وتقييد حرية الصحافة..، مرجع سابق، ص 7.
(42) البرلمان ينتفض ضد قرار ترامب بشأن القدس…، موقع اليوم السابع، 17 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/3PW3SU
(43) كل ما تريد معرفته ميدانيًّا وسياسيًّا منذ إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، مرجع سابق.
(44) برلمان تونس يرفض قرار ترامب.. والآلاف يتظاهرون، موقع الخليج أونلاين، 7 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/LAq3gP
(45) بشعارات “أمريكا عدوة الشعوب”.. رفض البرلمانيون المغاربة قرار ترامب، موقع القدس العربي، 12 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/nvyeg6
(46) بين التعتيم الإعلامي وتقييد حرية الصحافة…، مرجع سابق، ص 7.
(47) نقابة الصحفيين ترفض قرار ترامب، وتعلن مساندتها الكاملة للشعب الفلسطيني، موقع اليوم السابع، 7 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/5RriQx
(48) نقابة الموسيقيين تصدر بيانا رافضًا لقرار ترامب بنقل سفارة بلاده للقدس، موقع اليوم السابع، 7 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/VGURCW
(49) نقابة السينمائيين: نرفض قرار ترامب ونعلن مقاطعتنا للأفلام الأمريكية، موقع اليوم السابع، 7 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي:https://goo.gl/iyuswm
(50) الإدانة لا تكفي.. نقابات ترفض قرار ترامب بالمقاطعة: خسائر بالمليارات، موقع صحيفة الوطن، 7 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/hL42iJ
(51) المحامين تقدم اقتراحات للرد على قرار ترامب، موقع صحيفة الوطن، 8 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/qNpUHq
(52) ردًّا على ترامب.. تويتر ينتفض بـ«القدس عاصمة فلسطين»، موقع أخبار اليوم، 6 ديسمبر2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/4w14rV
(53) انظر التفاعل حول وسم (هاشتاج) #القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية على موقع تويتر، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/6iuhfr
(54) بث تلفزيوني وإذاعي عربي دعمًا للقدس، موقع رأي اليوم، 17 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/tBq2uD
(55) انظر صفحة “القدس” على موقع قناة الجزيرة، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/PjnUKU
(56) انظر صفحة “القدس” التي أنشأتها قناة الجزيرة على موقع فيسبوك، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/QsjTnD
(57) انظر صفحة “القدس” التي أنشأتها قناة الجزيرة على موقع تويتر، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/yNejnq
(58) أغنية “القسم” لهاني شاكر، متاحة على موقع YouTube عبر الرابط التالي: https://goo.gl/mZjR48
(59) أغنية “قدسنا يستغيث” لعلي بن عربية وابنه محمد، متاحة على موقع YouTube عبر الرابط التالي: https://goo.gl/BWbcXv
(60) أغنية “هنا القدس” لفريق قناة “طيور الجنة”، متاحة على موقع YouTube عبر الرابط التالي: https://goo.gl/QqQaCL
(61) أغنية “مدينة البتول” لإسماعيل تمر وعمران نواهضة، متاحة على موقع YouTube عبر الرابط التالي: https://goo.gl/TJCKp9
(62) أغنية “القدس عربية” لعبد النور حسن، متاحة على موقع YouTube عبر الرابط التالي: https://goo.gl/QwX8TU
(63) أغنية “القدس توحدنا” لفريق الوعد للفن الإسلامي، متاحة على موقع YouTube عبر الرابط التالي: https://goo.gl/L34ADf
(64) أغنية راب “انتفاضة القدس” لفريق تشنقله، متاحة على موقع YouTube عبر الرابط التالي: https://goo.gl/dqMB1x
(65) نادر الصفدي، الأغاني الوطنية.. وقود الانتفاضة الفلسطينية الثائرة، موقع الخليج أون لاين، 11 أكتوبر 2015، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/sbgA65
(66) ماجد أبو دياك، الحراك الشعبي المنظم لإسقاط قرار ترامب، موقع الجزيرة.نت، 27 ديسمبر 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://goo.gl/ouXckv
(67) المستشار طارق البشري، مرجع سابق، ص ص 41 – 42.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى