القوقاز بعد ربع قرن من تفكك الاتحاد السوفيتي: خريطة القوى والتفاعلات

مقدمة:

القوقاز هو منطقة جغرافية سياسية تقع عند حدود أوروبا وآسيا، وهي موطن جبال القوقاز. وغالبًا ما يقسم القوقاز إلى القوقاز الجنوبي والقوقاز الشمالي. يقع الأخير داخل أراضي روسيا الاتحادية وتتركز به وبمنطقة حوض الفولجا والأورال غالبية مسلمي روسيا. ويضم شمال القوقاز سبع جمهوريات تتمتع بالحكم الذاتي، وهي: أديغيا، وداغستان، والشيشان، وإنغوشيا، وأوسيتيا الشمالية، وقباردينو – بلقاريا، والقرتشاي/ الشركس، إضافة إلى منطقتي ستافروبول وكراسنودار ويقطنه حوالي 9.86 مليون نسمة.[1] أما القوقاز الجنوبي فيضم ثلاث دول هي جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، وتقطن الأخيرة غالبية مسلمة.
دخل الإسلام القوقاز مع نهاية عهد الخليفة عمر بن الخطاب لكنه لم يدخله بشكل نهائي إلا منذ فتوحات مسلمة بن عبد الملك بن مروان في القرن الثاني الهجري ثم خضع القوقاز بأكمله للحكم المغولي الذي حكم الروس أيضًا زهاء ثلاثة قرون وحتى بدأت إمارة روسيا نموها وتطوير توسعها الإمبراطوري في آسيا ونحو أوروبا مرورًا بالقوقاز، ولقد كان لروسيا القيصرية تاريخ صراعي واضح مع منطقة القوقاز خاصة إذا ما نظرنا إلى طبيعة تكوين هذه الإمبراطورية، فقد تكونت روسيا القيصرية – تلاها الاتحاد السوفيتي في ذلك – انطلاقًا من مركز يسعى لاحتلال المدى المحيط به.[2] ثم جاءت الحقبة السوفيتية لتضع المزيد من القيود وتمارس القمع بأشكالٍ عدة على مسلمي القوقاز، وبخاصةٍ في عهد ستالين. فبالرغم من عداء السلطات السوفيتية للدين إلا أنه في حقبة القمع الستالينية كانت نسبة رجال الدين المسلمين الذين أعدموا أو زج بهم في السجون، من دون تحقيق أو محاكمات، أكبر من ممثلي الديانات الأخرى.[3] كما أن سياسات الفك والتركيب عبر اقتطاع إقليم من جمهورية ومنحه لأخرى وحملات التهجير التي اتبعها ستالين كانت تهدف إلى خلخلة التركيبة السكانية بالقوقاز وزرع بذور الشقاق بين قاطنيه حتى يسهل السيطرة عليه. قادت هذه السياسة إلى العديد من نقاط التوتر في المنطقة وخلقت العديد من الصراعات المعلنة أحيانًا والكامنة أحيانًا أخرى.
يضاف لما سبق، أن القوقاز كان يشكل تاريخيًا مسرحًا للصراعات السياسية والعسكرية والدينية والثقافية والعمليات التوسعية عبر القرون. وحتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وقعت كل الصراعات تقريبًا التي ارتبطت بنهاية القوة السوفيتية في القوقاز، مثل صراع الشيشان في روسيا، والصراعات الإقليمية حول ناجورنو كاراباخ في أذربيجان، وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا في جورجيا. وفي تلك الصراعات السابقة لعبت روسيا دورًا محوريًا كطرف رئيسي كما في حالة الشيشان أما في بقية الصراعات فقد تراوحت أدوارها بين التدخل المباشر أحيانًا أو دعم طرف على حساب آخر أو فرض نفسها وسيطًا أساسيًا للتفاوض بين الأطراف المتصارعة.
تسعى الدراسة لرصد أبرز ملامح خريطة التفاعلات والقوى بمنطقة القوقاز، وذلك عبر الإجابة عن التساؤلات التالية:
– ما أهمية القوقاز في الإستراتيجية الروسية؟
– ما الدور الذي لعبته روسيا في صراعات منطقة القوقاز؟
– كيف كان القوقاز ميدانًا لصراعات القوى الكبرى أحيانًا، وبين فاعليه المحليين وما اعتبره محللون أحيانًا حروبًا بالوكالة في المنطقة؟

أولًا- أوضاع الشيشان بعد حربين:

كانت روسيا تؤكد دومًا أن حربها في الشيشان – خلال تسعينيات القرن العشرين – ليست ضد مسلميها هناك وإنما ضد جماعات إرهابية تسعى لنشر أفكارها المتطرفة في جمهورية الشيشان المسلمة وما حولها من جمهوريات شمال القوقاز. على الجانب الآخر كان المقاتلون الشيشان يصفون الصراع بأنه حلقة جديدة من سلسلة السعي الروسي لوأد مطالب الاستقلال الشيشاني والتي تعود إرهاصاتها إلى مساعي فرض الهيمنة الروسية على شمال القوقاز في أواخر القرن الثامن عشر وعبر القرن التاسع عشر من الميلاد.[4]
هذا ويشكل المسلمون داخل روسيا أغلبية في سبعة أقاليم؛ في إنجوشيا حوالي 98 بالمئة، وفي الشيشان حوالي 96 بالمئة، وفي داغستان حوالي 94 بالمئة، وفي قباردينو – بلقاريا حوالي 70 بالمئة، وفي جمهورية القرتشاي – الشركس حوالي 63 بالمئة، وفي بشكيريا حوالي 63 بالمئة، وفي تتارستان حوالي 54 بالمئة.[5] وباستثناء بشكيريا وتتارستان تقع بقية الجمهوريات الإسلامية في إقليم شمال القوقاز. تتبع الغالبية المذهبين الحنفي والشافعي، وتنتشر الصوفية في الشيشان وإنجوشيا وداغستان ولكن تشهد المنطقة خاصةً في داغستان ظهورًا متزايدًا للجماعات السلفية.[6]
بالرغم من أن الشيشان تعد أكثر جمهوريات شمال القوقاز انسجامًا إثنيًا إلا أن تسعينيات القرن العشرين شهدت صدامًا بين السلفيين والصوفية من أتباع الطريقة القادرية. فقد أبدى أنصار الحركة القادرية – بزعامة أحمد حاجي قديروف مفتي الجمهورية آنذاك – استياءهم من ممارسات جماعات السلفية الجهادية المسلحة التي رفضت شعائر الصوفية مثل التبرك بالأضرحة. وفي ذلك السياق حاولت تلك الجماعات عام 1995 – خلال الحرب الشيشانية الأولى – هدم ضريح خيدا أم كونتا حاجي كيشييف الذي أدخل الحركة القادرية لشمال القوقاز.[7] كانت حادثة الضريح بداية صراع أحمد قديروف مع السلفيين. لذلك رفض قديروف في الحرب الشيشانية الثانية طلب أصلان مسخادوف – رئيس الشيشان آنذاك – إعلان الجهاد ضد روسيا. بل تواصل قديروف معها وأقنع عددًا من المقاتلين – بمساعدة القائد الميداني سليم ياماداييف – في بعض المناطق مثل مدينة جوديرميس بالاستسلام للقوات الروسية وانضم بعضهم للقتال ضد الجماعات السلفية ضمن ما أطلق عليه جيش المقاومة الشعبية.[8] وكافأت موسكو أحمد قديروف بتعيينه رئيسًا للشيشان بعد انتهاء الحرب، وعندما اغتيل قديروف في عام 2004 قام بوتين بتصعيد ابنه رمضان سياسيًا إلى أن جعله رئيسًا للجمهورية في فبراير 2007 وهو في الثلاثين من عمره.
اعتمد رمضان قديروف على أيديولوجية تزاوج بين القومية والطابع الإسلامي والولاء للرئيس بوتين حتى وصف بأنه أكثر رؤساء الجمهوريات ولاءً لبوتين في المنطقة. وفي إشارة واضحة على نيله لثقة بوتين وأطلق الأخير يد قديروف الابن ليصبح بين جمهوريات الحكم الذاتي الروسية رئيس الجمهورية الوحيد الذي يسيطر على قوات الأمن بالإقليم ويشرف بنفسه على قيادة عمليات مكافحة الإرهاب ويتمتع بصلاحيات واسعة في إدارة موارد الشيشان.[9]
فيما يمكن اعتباره امتدادًا لسياسة الاتحاد السوفيتي في توظيف الإسلام في السياسة الخارجية – وهو ما أطلق عليه “الإسلام الرسمي”[10] – سعت روسيا إلى الاستعانة ببعض جمهورياتها المسلمة مثل تتارستان في حوض الفولجا والأورال والشيشان في شمال القوقاز لتكون تلك الجمهوريات مدخل روسيا للعالم الإسلامي ومعبرًا عن رؤيتها للإسلام والتي تدعم الطرق الصوفية التي تهيمن على الإدارات الدينية بتلك الجمهوريات في مواجهة التيارات السلفية التي تصاعد دورها خاصة بعد حربي الشيشان.
في ذلك السياق استضافت العاصمة الشيشانية جروزني في أواخر أغسطس 2016 مؤتمرًا بعنوان “من هم أهل السنة؟” حضره – في أول زيارة له للجمهورية – شيخ الأزهر وأكثر من مئتي عالم دين من شتى أنحاء العالم الإسلامي. وقد أثار البيان الختامي استياء المملكة العربية السعودية وخرجت انتقادات لاستثناء السلفية من المشمولين بوصف “أهل السنة”. وقد طالت الانتقادات شيخ الأزهر مما دعا المركز الإعلامي بالأزهر لإصدار بيان ينفي مشاركة شيخه في البيان الختامي للمؤتمر.[11]

ثانيًا- جورجيا وإقليم أبخازيا:

ضمت روسيا القيصرية أبخازيا في عام 1864 بعد مقاومةٍ عنيفةٍ من الأبخاز. ومع تزايد حدة الصراع وتنكيل الروس بمسلمي المنطقة فرَّ العديد من الأبخاز للإمبراطورية العثمانية. أما عن الحقبة السوفيتية فقد اتسمت بدايات الحكم السوفيتي بالاضطراب والمعاهدات غير واضحة البنود. وفي 31 مارس 1921 تأسست جمهورية أبخازيا السوفيتية وفي 25 مايو من العام ذاته قامت جمهورية جورجيا الديمقراطية. وفي ديسمبر من نفس العام أيضًا وقّعت أبخازيا – تحت ضغط من ستالين – معاهدةً اتحاديةً مع جورجيا. ففي الوقت الذي كان لينين يؤمن فيه بأن خصوصية شعوب القوقاز تقتضي تعاملًا خاصًا، نادى ستالين بالتعامل بشدة مع الشعوب المحلية. تمتعت الجمهوريات الاتحـادية في الاتحـاد السـوفيتي بالوضـع القانوني الأسـمى في الاتحـاد تلاها جمهـوريات الحكم الذاتي ثم مناطق (أقاليم) الحكم الذاتي. وفي عام 1931 خفَّض ستالين الوضع القانوني لأبخازيا لتصبح جمهورية حكم ذاتي داخل جورجيا. ومارس ستالين الاضطهاد وحملات التهجير ضد الأبخاز حتى أضحوا أقلية في جمهوريتهم.
في عام 1989 كانت أبخازيا جمهورية حكم ذاتي داخل جورجيا. وكان يقطنها آنذاك 525 ألف نسمة، مثّل الجورجيون منهم 45.7 بالمئة، والروس 14.3 بالمئة، والأرمن 14.6 بالمئة. وشكل الأبخاز 17.8 بالمئة فقط من إجمالي سكان أبخازيا.[12] تقدر مساحة أبخازيا بـ8700 كيلومتر مربع تعادل حوالي 12.5 بالمئة من مساحة جورجيا المعترف بها دوليًا والتي تبلغ 70 ألف كيلومتر مربع.[13] وفي إحصاء سكاني قامت به السلطات الأبخازية عام 2003 بلغ عدد سكان أبخازيا نحو 214 ألف نسمة، في الوقت الذي تراوحت فيه تقديرات الدبلوماسيين التابعين للأمم المتحدة ما بين 180 ألفًا و220 ألف نسمة.[14]
سعت جورجيا كالعديد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي إلى الاستقلال في مطلع تسعينيات القرن العشرين في الوقت الذي أيدت أبخازيا – رغم كونها جمهورية حكم ذاتي داخل جورجيا – البقاء ضمن الاتحاد. وتعالت النبرة القومية في خطاب قادة جورجيا. وما أن تفكك الاتحاد السوفيتي حتى شهدت جورجيا حالة من الاضطرابات والفوضى ودخلت البلاد في حرب أهلية في عام 1992 وامتدت الحرب لإقليم أبخازيا بعد اجتياح القوات الجورجية له.[15]
عقب هزيمـة جورجيـا في أبخـازيا في عام 1993 مارست روسـيا ضغوطها على كلا الطرفيـن لتوقيـع اتفاقيـة سـلام أبرمت بالفعـل في مايـو 1994. نصـت الاتفاقيـة على أن تقـود روسـيا مهـام حفظ السـلام في مناطق الصـراع. وفي ينـاير 1996 عقـدت روسـيا مع جورجيـا صفقـة نتـج عنها حصـار على أبخـازيا فرضـته مجموعة دول الكومنولث.[16] ورغم وجود أربع قواعد عسكرية سوفيتية – والتي أضحت روسية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي – في جورجيا إلا أن الحرب في أبخازيا وهزيمة القوات الجورجية منحت روسيا الفرصة لتقنين وضع القواعد عبر اتفاقية مع جورجيا تسمح باستمرارية ثلاث قواعد في مقابل تعهُّد روسيا بتسليح وتدريب الجيش الجورجي وتعهُّد الطرفين بالامتناع عن الممارسات العدائية حيال بعضهما البعض.[17] كما دفعت روسيا جورجيا للانضمام لكومنولث الدول المستقلة في أبريل 1994 وهو ما كانت ترفضه جورجيا سابقًا.[18]
عندما تتوتر العلاقات كانت روسيا تحرص على إرسال رسائل لجورجيا مفادها أن الأخيرة لا تزال في مجال التأثير الروسي مثل تصريح يلتسين – رئيس روسيا آنذاك – في 25 أغسطس 1997 أن روسيا ستظل هي وسيط المحادثات بين جورجيا وأبخازيا ولن تسمح للولايات المتحدة أن تلعب هذا الدور.[19] رسالة أكثر تهديدًا أرسلتها روسيا في ديسمبر 2000 عندما وضعت قيودًا على سفر الجورجيين إلى شمال القوقاز في الوقت الذي استثنت فيه سكان أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من تلك القيود. وفي عام 2006 – في رد فعل على فضيحة تجسس – فرضت موسكو على جورجيا حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا، ومرة أخرى تم استثناء أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من ذلك الحصار.[20]
عنـدما أطلقت جورجيـا حملتهـا العسـكرية على أوسـيتيا الجنـوبيـة في أغسـطس 2008 وتدخلت القوات الروسية دفاعًا عن أوسيتيا، انتهـز قادة أبخـازيا الفرصـة لفـرض السـيطرة على سائر إقليم أبخازيا. تركزت المواجهـات في أبخـازيا آنذاك في كودوري جورج، وهي المنطقـة التي هيمنت عليهـا الميليشـيات العسـكرية الجورجيـة منـذ تفكك الاتحـاد السـوفيتي إلى أن فرضت قوات الداخليـة الجورجيـة سـيطرتها عليها في عام 2006.[21]
ارتبطت توترات العلاقات الروسية والجورجية عمومًا بتنامي سعي جورجيا للتقارب مع الغرب وإعلان رغبتها في أن تصبح عضوًا في كل من حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. ظهر ذلك بشكل أوضح منذ تولي ميخائيل ساكاشفيلي الحكم في جورجيا في أواخر عام 2003 بعد الثورة الوردية التي أطاحت بالرئيس السابق إدوارد شيفرنادزه.
لذلك كان انتصار بيدزينا إيفانشفيلي في الانتخابات الجورجية أواخر عام 2012 بداية تحول هام في السياسة الخارجية الجورجية. فقد أضحت حكومة تبليسي تسعى لإيجاد صيغة تفاهم مع موسكو دون التخلي عن حقوقها السيادية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. قاد ذلك الاقتراب لتهدئة التوتر وخلقَ مناخًا أفضل للعلاقات بين روسيا وجورجيا. لكن ذلك كله لم تكن له انعكاسات مؤثرة على أيٍّ من قضايا الصراع بين موسكو وتبليسي. كما لم تظهر أيضًا أية مؤشرات على تغير في نشر القوات الروسية في المنطقة.[22]

ثالثًا- أذربيجان:

من بين جمهوريات جنوب القوقاز الثلاث تتميز أذربيجان بغالبية سكان مسلمين وهي عضو في منظمة التعاون الإسلامي. ورغم غياب الإحصاءات الدقيقة حول نسبة هؤلاء المسلمين إلا أنها تتراوح بين 92 و96 بالمئة من إجمالي السكان، وتعتنق غالبيتهم المذهب الشيعي. فهي تشبه وضع جارتها إيران، غير أن الدستور الأذربيجاني ينص على علمانية الدولة على غرار تركيا التي تشترك معها في الخصائص العرقية واللغوية للسكان. وهي أيضا تسعى إلى تعريف نفسها بوصفها دولةً تريد التخلص من موروثها السوفيتي.
جعل الوضع الجغرافي أذربيجان جارة وقريبة لعدد من الدول التي تسعى لتصدير نماذجها الثقافية؛ مثل إيران، وتركيا، والسعودية. ولذلك كانت مقصدًا للكثير من الدعاة والمنظمات، وبدأت تبرز فيها تجمعات ذات صبغة شيعية، وأخرى ذات صبغة سنية، وهو ما اعتبرته حكومة باكو تهديدًا لعلمانية الدولة، وسعت للحد منه أو السيطرة عليه.[23] كما أن غالبية الآذريين ينظرون للسلفية بعين الشك ورغم دخولها في مطلع التسعينيات من القرن العشرين مع دعاة المملكة العربية السعودية إلا أنها لم تجتذب أعدادًا كبيرة من المواطنين الذين عادة ما يفضلون الاستماع للقيادات الدينية المحلية. ومن بين سكان الدولة المقدرين بحوالي 9.6 مليون نسمة – حسب إحصاءات 2013 – تبلغ نسبة من هم أقل من 25 عامًا حوالي 40.9 بالمئة، أما الأجيال الأكبر عمرًا فتعليمها سوفيتي وتطغى عليها التوجهات العلمانية.[24] لذلك يصف ألطاي جويسوف – أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة باكو – الأذربيجانيين بأنهم لا يأخذون بجدية الشعائر الإسلامية كالصوم مثلًا ولا يزال الرجال ذوو اللحى والنساء المحجبات غير مألوفين بالدولة.[25]
رغم تأكيد السلطات الآذرية على علمانية الدولة وحقيقة أن الدستور الأذربيجاني الصادر في 1995 يفصل بين الدين والدولة، وأن الدين لا يدرس بالمدارس العامة؛ لكن ذلك لا ينفي اهتمام النخبة الحاكمة بإبراز الموروث الإسلامي وأن التعليم الديني الخاص في تزايد، كما أنه بإمكان المدارس والجامعات تنظيم المحاضرات الدينية من مواردها الذاتية.[26] غير أن منظمات حقوقية غربية تتهم حكومة باكو باستخدام فزاعة التطرف الديني لقمع المعارضة التي تدعو للإصلاح عبر الوسائل السلمية والحرية الدينية.[27]
أما عن علاقات أذربيجان بدول الجوار؛ فمنذ استقلال الجمهورية كانت تركيا الدولة الأجنبية الأقرب لها وأقامت معها علاقات اقتصادية وتعليمية وثقافية.[28] ساعد على ذلك التقارب حقيقة أن العرقية التي تشكل الأغلبية بالجمهورية هي الآذريون الأتراك الذين يمثلون حوالي 75 بالمئة من سكان أذربيجان.[29]
أما عن العلاقة مع إيران؛ فمنذ فقدت الدولة القاجارية سيطرتها على خانات شمال نهر آراس في حربها ضد روسيا القيصرية خلال الفترة (1813-1804) فإن الآذريين بالمنطقة طوروا تدريجيًا خصائص متباينة عن تلك التي يتصف بها آذريو إيران. فبينما شهدت أذربيجان الروسية رواجًا لعملية العلمنة والتتريك، استمر الإسلام الشيعي والتأثير الثقافي الإيراني- الفارسي مهيمنًا على آذريي إيران.[30] وكما هو الحال مع تركيا انخرطت إيران في علاقات اقتصادية وثقافية مع أذربيجان. لكن الأخيرة تخشى من إمكانية تصدير إيران لنموذجها الإسلامي.[31] لذلك ارتبط توتر العلاقات بين البلدين بالحديث عن التخوف من التطرف. فخرجت عن بعض القيادات الإيرانية تصريحات اعتبرتها باكو استفزازية، كما وجهت اتهامات لمتطرفين موالين لطهران بمحاولة اغتيال صحفي علماني التوجه في عام 2012.[32]
علاقة الصداقة التي كانت تجمع كلًا من إدوارد شيفرنادزه وحيدر علييف الرئيسين السابقين لكل من جورجيا وأذربيجان، والتعاطف المتبادل من الطرفين لقضايا أقاليم الطرف الآخر التي تقع خارج سيطرته مثل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا وناجورنو كاراباخ في أذربيجان؛ ساعدت على تطوير علاقات إستراتيجية بينهما.
أما عن روسيا فرغم الاتهامات التي كانت توجهها باكو لموسكو بدعم أرمينيا في مواجهة أذربيجان ضمن مخطط السيطرة على احتياطياتها النفطية، إلا أن كون روسيا لاعبًا أساسيًا في المنطقة دفع السلطات الآذرية إلى خلق علاقات إستراتيجية معها.
أخيرًا، تبقى علاقة أذربيجان بجارتها أرمينيا هي العلاقة الأكثر اضطرابًا وخطورة في ظل قضية ناجورنو كاراباخ التي فشلت القيادات الآذرية المتعاقبة في إيجاد حل لها.

تطورات الصراع في ناجورنو كاراباخ

كاراباخ هو إقليم تبلغ مساحته 9700 ميلٍ مربعٍ، ولا تربطه بأرمينيا حدود مشتركة حيث إن أقرب نقطة لحدود أرمينيا تبعد عنه سبعة كيلومترات. كانت أرمينيا وأذربيجان قد طرحتا في أعقاب الحرب العالمية الأولى ادعاءات بملكية ثلاث مناطق هي ناختشيفان، وزنجزور، وكاراباخ.[33] رغم صعوبة إثبات الادعاءات الآذرية والأرمينية تاريخيًا إلا أن الصراع الحالي حول الإقليم تعود جذوره إلى تعمد السلطات السوفيتية في عام 1923 ضم الأقلية الأرمينية (سكان كاراباخ) داخل حدود أذربيجان رغم رغبة السكان في التبعية الأرمينية. في المقابل ظلت الأقلية الآذرية في ناختشيفان معزولة داخل جمهورية أرمينيا، مع منح كاراباخ صلاحيات الحكم الذاتي.[34]
تدهورت الأوضاع في أواخر ثمانينيات القرن العشرين عقب مطالبة السوفيت الأعلى لإقليم كاراباخ في 20 فبراير 1988 السوفيتات العليا في كل من أرمينيا وأذربيجان والاتحاد السوفيتي السماح له بالانضمام لأرمينيا، وهو ما رفضته أذربيجان على الفور ثم رفضه لاحقًا السوفيت الأعلى للاتحاد السوفيتي في 18 يوليو 1988. ثم اندلعت معارك عنيفة بين أرمينيا وأذربيجان امتدت خلال عامي 1989 و1990.[35] وانتهى الحال بسيطرة أرمينيا على مزيد من الأراضي الملاصقة لإقليم كاراباخ شكلت حوالي 20 بالمئة من أراضي أذربيجان وأدت أيضًا لخلق مشكلة نازحين لأذربيجان.
وقعت أرمينيا وأذربيجان في 12 مايو 1994 اتفاقية لوقف القتال. عكست الاتفاقية إصابة الطرفين بالإجهاد والوصول لتوازن عسكري معين. فقد احتاج حيدر علييف – رئيس أذربيجان آنذاك – لوقف إطلاق النار ليكون قادرًا على توقيع صفقات نفطية تقدر بعدة مليارات من الدولارات في الوقت الذي رغب فيه الأرمن في التفاوض حول إمكانية الاعتراف باستقلال كاراباخ مقابل إعادة الأراضي الأخرى المحتلة.[36]
تجددت الاشتباكات في أبريل 2016 في ظل الوضع الهش على خط التماس بين الجانبين حيث كانت تحدث انتهاكات وقف إطلاق النار التي تصاعدت عندما شنت أذربيجان هجومًا منظمًا فاجأ الأرمن. وتركز الصدام بالأساس في منطقتين كانتا أيضًا مركز القتال خلال الحرب في مطلع تسعينيات القرن العشرين وشهد أيضًا مواجهات في سنوات لاحقة. الأولى كانت في الجزء الشمالي الشرقي لخط التماس حول مدينة مارتاكيرت بالقرب من حوض سرسانج الإستراتيجي ومركز اشتباكات وقعت عامي 2008 و2010. الثانية كانت في الطرف الشرقي لإقليم جبرائيل في جنوب خط التماس، قرب الحدود الإيرانية. وكلتا المنطقتين كانتا تحت السيطرة الأرمينية.[37]
في 2 أبريل 2016 دعا الرئيس الروسي بوتين الطرفين إلى استعادة وقف إطلاق النار وقام وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان بالاتصال بنظرائهم في أذربيجان وأرمينيا لحثهم على تهدئة الأوضاع. وفي 4 أبريل أجرت روسيا مناورات عسكرية في شمال القوقاز. وفي اليوم التالي اتصل بوتين بنظيريه الآذري والأرميني ووافق رئيسا الإدارتين للطرفين في موسكو على وقف القتال الذي هدأ بالفعل وإن استمرت بعض خروقات وقف إطلاق النار.[38] وفيما بدا تأكيدًا من روسيا على دورها المحوري في الصراع أو في تسليح الأطراف، صرح رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف بأن روسيا ستواصل مبيعات الأسلحة لأذربيجان وأرمينيا رغم تفجر الصراع بسبب إقليم ناغورنو كرباخ. وأوضح مدفيدف في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي أنه “إذا تخيلنا لدقيقة أن روسيا تخلت عن دورها كمورد للسلاح فنحن ندرك أن هذا الموقع لن يظل شاغرًا”.[39]
كان تجدد المواجهات بين الجارتين والتقارب الآذري– التركي قد خلقا مخاوف إقليمية من أن يتحول الصراع لحرب بالوكالة بين روسيا وتركيا في خضم توتر العلاقات والرغبة في الانتقام بين كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على خلفية الحرب الطاحنة في سوريا. لكن حال دون ذلك شبكة المصالح الاقتصادية والعسكرية المتداخلة لروسيا لدى كل من أرمينيا وأذربيجان، فبينما يحاول كثير من الأرمن إثبات ولائهم لروسيا، فإن بوتين يحتاج أيضًا لأذربيجان لأن تكون حليفة لروسيا، وخاصة بعد تدهور العلاقات بين روسيا وتركيا.[40] ساعد على ذلك أيضًا تراجع كلا الطرفين عن أية أفعال قد توسع من نطاق الصراع. فالأرمن لم يتدخلوا رسميًا لدعم جيش ناجورنو كاراباخ وإن كان الجيش يضم فعليًا مجندين أرمن مع وجود علاقات قوية بين القوات العسكرية لأرمينيا والإقليم. وفي 2 أبريل 2016 وفيما بدا أنه محاولة اتخاذ رد فعل قوي للهجوم المفاجئ، ألمح الرئيس الأرميني سيرج سيركسيان إلى احتمالية توقيع اتفاق دفاع مع إقليم ناجورنو كاراباخ، لكن الفكرة أسقطت بهدوء. فأية خطوة تنطوي على اعتراف بالإقليم ستضع أرمينيا تحت طائلة الاتهام بالسعي لضم إقليم معترف بكونه أذربيجانيًا مما سيضعف موقفها الدولي في أية مفاوضات لاحقة.[41]

خاتمة:

يكشف العرض السابق لخريطة تفاعلات القوقاز أهمية المنطقة في إستراتيجية الاتحاد الروسي. تعتمد روسيا بشكل مكثف على توظيف الأداة العسكرية والمفهوم الأمني في التعامل مع اضطرابات القوقاز، سواء داخل حدودها في الشيشان وما يحيط بها من جمهوريات شمال القوقاز، أو خارج حدودها في جنوب القوقاز الذي تنظر إليه روسيا باعتباره جوارها القريب ومنطقة نفوذ وتأثير لا تسمح لأطراف منافسة أن تنازعها الهيمنة فيها أو أن تشكل مع دول المنطقة تحالفات تهدد المصالح الروسية. ففي الشيشان أطلقت يد رمضان قديروف في التعامل سواء مع معارضيه أو مع أية تهديدات داخل الجمهورية. بل طالت قديروف اتهامات بقربه من عناصر نفذت عمليات اغتيال لشخصيات معارضة لبوتين وأطلقت بعض الدوائر الغربية على قديروف – ضمن أوصاف أخرى مسيئة – فتى بوتين المدلل.
أما في خارج حدودها، ففي تعاملها مع جورجيا كانت روسيا عادةً ما تستخدم إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كورقتي ضغط على النظام الجورجي، فقد كان تقارب الأخير مع أوروبا غالبًا ما يصاحبه خطابٌ معادٍ من روسيا. جاءت قمة التصعيد الروسي في أغسطس 2008 عندما حاولت جورجيا استعادة أوسيتيا الجنوبية بالقوة العسكرية فما كان من روسيا إلا أن تدخلت للدفاع عن الإقليم، وتزامن ذلك مع تدخل الأبخاز للسيطرة على كامل إقليمهم. ورغم وقف إطلاق النار إلا أن روسيا منحت أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الاعتراف بالاستقلال وهو ما كان يطالب به الإقليمان لسنوات. أما عن الصراع بين أذربيجان وأرمينيا فعلى الرغم من التقارب الروسي الأرميني إلا أن مصالح روسيا مع أذربيجان حالت دون تصعيد المواجهات في أبريل 2016 ونجحت الوساطة الروسية في تهدئة الأوضاع من جديد.
*****

الهوامش:

* مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
[1] The North Caucasus: The Challenges of Integration (I), Ethnicity and Conflict, International Crisis Group, Europe Report; no. 220 (19 October 2012), p. 3.
[2] أحمـد عبد الحافظ، “مسـلمو شمـال القوقاز بين دوافع الاسـتقلال وعوائقـه”، أمتي في العالم، المجلد الثاني (القاهـرة: مركز الحضـارة للدراسـات السـياسـية، 2000)، ص 580.
[3] لمزيد من التفصيل حول تاريخ مسلمي الاتحاد السوفيتي وأوضاعهم في روسيا ما بعد السوفيتية، راجع، على سبيل المثال، أحمد عبد الحافظ فواز، “المسلمون في روسيا: ما بين الإرث التاريخي والإشكاليات المعاصرة”، مجلة المستقبل العربي، العدد 442 (كانون الأول/ ديسمبر 2015)، ص ص 77-96.
[4] المرجع السابق، ص 77.
[5] الإسلام والمسلمون في روسيا عبر العصور، روسيا اليوم (15 سبتمبر 2012)
http://arabic.rt.com/info/604886 (accessed 02 September 2013)
[6] The North Caucasus: The Challenges of Integration (I), op. cit., p. 4.
[7] لمزيد من التفصيل حول طبيعة العلاقة بين السلفية والصوفية في روسيا، انظر أحمـد عبد الحـافظ فـواز، “الصوفية والسلفية في روسيا”، في الإسلام في روسيا: التاريخ والآفاق والقلق، كتاب المسـبار الشـهري، الكتـاب الرابع والثمانون (ديسمبر 2013)، ص ص 59-86.
[8] فواز، مسـلمو شمـال القوقاز، مرجع سابق، ص 589.
[9] The North Caucasus: The Challenges of Integration (III), Governance, Elections, Rule of Law, International Crisis Group, Europe Report, N ° 226, 6 September 2013, pp. 29-30.
[10] لمزيد من التفصيل عن مفهوم الإسلام الرسمي، انظر:
Alexandre Bennigsen and Chantal Lemercier‐Quelquejay, “”Official” Islam in the Soviet Union”, RCL, Vol. 6, No. 3, 1978, pp. 153-61.
[11]الغضب يتواصل بالسعودية بعد مؤتمر الشيشان.. وآل الشيخ: لنترك السيسي لمصيره. سي إن إن العربية (1 سبتمبر 2016). متاح على الرابط التالي:
http://arabic.cnn.com/middleeast/2016/09/01/azhar‐saudi‐islamic‐sunna (accessed 5 November 2016).
[12] Christoph Zurcher, “Georgia’s Time of Troubles, 1989-1993”, in Bruno Coppieters & Robert Legvold (eds.), Statehood and Security: Georgia after the Rose Revolution (Cambridge: the American Academy of Arts and Sciences, 2005), p. 87.
[13] George Hewitt, “Abkhazia, Georgia and the Circassians (NW Caucasus),” Central Asian Survey, Vol. 18, Issue 4, (1999), p. 485.
[14] International Crisis Group, Abkhazia: Deepening Dependence, p. 1.
[15] لمزيد من التفصيل عن تاريخ العلاقات الجورجية الأبخازية، انظر: أحمـد عبد الحـافظ فـواز، “الحركة الإسـلاميـة في تتـارسـتان وأبخـازيا”، في الخارطة التونسية بعد الثورة: السلفيون – التقدميون – الشيعة، كتاب المسـبار الشـهري، الكتـاب الثـاني والسـتون (فبـراير 2012)، ص ص 215-241.
[16] Thomas De Waal, The Caucasus: An Introduction (Oxford, New York: Oxford University Press, 2010), p. 165, p. 233.
[17] “Russia and Georgia Sign Cooperation Pacts – Accords Opposed in Both Countries,” Facts on File World News Digest, February 24, 1994, 127C1.
[18] Georgia left the CIS after the 2008 war. See Per Gahrton, Georgia: Pawn in the New Great Game (London: Pluto Press, 2010), 10.
[19] Center for International Development and Conflict Management, Minorities at Risk.
[20] Ibid.
[21] Abkhazia: Deepening Dependence, International Crisis Group, Report No. 202, 26 February 2010, p. 1.
[22] Stephen Blank, “Russian defence policy in the Caucasus,” Caucasus Survey, Vol. 1, No. 1 (October 2010), p. 87.
[23] فاطمة الصمادي، أذربيجان.. التعددية الدينية وتحديات بناء الهوية، مركز الجزيرة للدراسات (14 سبتمبر 2015). متاح على الرابط التالي:
http://studies.aljazeera.net/ar/reports/2015/09/2015913141057341367.html
[24] Shahla Sultanova, Azerbaijan: Islam Comes with a Secular Face, Eurasia Net’s Weekly Digest Azerbaijani Politics Islam, August 15, 2013 (accessed November 4, 2016), available at: http://www.eurasianet.org/node/67396.
[25] Ibid.
[26] Mohammad Karim, “Globalization and Post-Soviet Revival of Islam in Central Asia and the Caucasus,” Journal of Muslim Minority Affairs, Vol. 25, No. 3 (December 2005), p. 442.
[27] Durna Safarova, Azerbaijan: Dubbing Critics as “Islamic Extremists”, Eurasia Net’s Weekly Digest Azerbaijani Politics Islam, September 20, 2016 (accessed September 20, 2016), available at: http://www.eurasianet.org/node/80591.
[28] Karim, op. cit., p. 442.
[29] Raoul Motika, “Islam in Post-Soviet Azerbaijan,” Archives de sciences sociales des religions [Online], 115 (July-September 2001). Online since 19 August 2009, accessed 2016. Available at: http://assr.revues.org/18423
[30] Ibid.
[31] Karim, op. cit., p. 442.
[32] Sultanova, op. cit.
[33] إبراهيم المغازي، “أرمينيا”، في محمد السيد سليم، رجاء سليم (محرران)، الأطلس الآسيوي (القاهرة: مركز الدراسات الآسيوية، 2003)، ص ص 77-78.
[34] عاطف معتمد عبد الحميد، “انتخابات كاراباخ.. هل من ضوء في آخر النفق؟” شبكة إسلام أون لاين (24 مارس 2004)، كان متاحًا على الرابط التالي
http://www.islamonline.net/arabic/politics/2002/08/article16a.shtml.
[35] لمزيد من التفاصيل عن تطورات الصراع حول كاراباخ، انظر على سبيل المثال:
Thomas de Waal, Black Garden: Armenia and Azerbaijan through Peace and War (New York: NYU Press, 2013).
[36] فيكن تشيتريان، جدلية الصراعات الإقليمية ومشاريع النفط في القوقاز، سلسلة دراسات عالمية، أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية (العدد 18، د. ت)، ص ص 26-27.
[37] Nagorno-Karabakh: New Opening, or More Peril? International Crisis Group, Europe Report N°239, 4 July 2016, p. 2.
[38] Ibid., p. 3.
[39] روسيا لن توقف مبيعات السلاح لأذربيجان وأرمينيا، الجزيرة (9 أبريل 2016).
[40] حرب بالوكالة بين بوتين وأردوغان بناغورنو كرباخ، الجزيرة (9 أبريل 2016).
[41] Nagorno-Karabakh, op. cit., p. 3.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى