أفغانستان بعد خمسة عشر عامًا من الحرب الأمريكية على الإرهاب: خريطة التفاعلات الإقليمية

مقدمة:

كان من المقرر أن يكتمل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بنهاية عام 2016 ليبقى ما يقرب من 5 آلاف جندي لتدريب القوات الأفغانية، ولكن في السادس من يوليو عام 2016 أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الوضع الأمني في أفغانستان ما زال خطرًا؛ لذلك فإن الخطوة الأخيرة من خطة الانسحاب سيتم تأجيلها ليقرر خليفته ما الخطوة التالية.
وكان باراك أوباما وضع خطة في 2011 للانسحاب من أفغانستان عقب الإعلان عن مقتل بن لادن، حيث وصل عدد القوات الأمريكية في أفغانستان في ذلك الوقت إلى 100,000 جندي، ليتم تسليم المهام الأمنية للقوات الأفغانية بنهاية عام 2014، وعلى مدار السنوات التالية انخفض عدد القوات الأمريكية إلى العدد الحالي وهو عشرة آلاف جندي مهمتهم الأساسية هي التدريب وتقديم الاستشارة للقوات الأفغانية[1].
ومنذ بدء الحرب الأمريكية على الإرهاب تغير الوضع في أفغانستان، وأثر ذلك على أفغانستان والمنطقة تأثيرات كبرى تناولتها دراسات عدة[2]، ومع الانسحاب الأمريكي تغير الوضع مرة أخرى وأثر ذلك على الوضع الأفغاني وعلى الإقليم ككل، وتحاول تلك الورقة توضيح خريطة التفاعلات في المنطقة اليوم من خلال: أولًا رسم خريطة للوضع في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، ثانيًا وضع القوات الأجنبية في أفغانستان بعد الانسحاب، ثالثًا تأثير الانسحاب الأمريكي على التفاعلات الإقليمية، ليتضح كم الإشكالات التي ترافق الرؤية الأمريكية على المستويات الداخلية والإقليمية لإفغانستان فيما يتعلق بأطول حرب شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

أولًا- الوضع في أفغانستان:

كان وما زال الوضع غير مستقر في أفغانستان بالرغم من مرور خمسة عشر عامًا على الحرب الأمريكية ضد القاعدة وطالبان من أجل القضاء على الإرهاب وإرساء الديمقراطية وتحقيق التنمية الاقتصادية في أفغانستان، وذلك على العديد من الأصعدة.
فعلى الصعيد الاجتماعي،على سبيل المثال، تشهد أفغانستان العديد من الأزمات ومنها: عودة اللاجئين من باكستان، إذ تحاول الأخيرة إعادة ما يقرب من مليون ونصف لاجئ عاشوا على أراضيها منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا مع الغزو السوفيتي، حيث تحتاج إعادة توطينهم مرة أخرى في أفغانستان إلى إمكانيات اقتصادية واجتماعية غير متوفرة حاليًا للدولة الأفغانية[3]. هذا من جانب، أما على الجانب الآخر فما زالت أفغانستان تشهد ارتفاع نسبة إنتاج حيث وصلت إلى 43%، وذلك نتيجة توسع الأراضي المخصصة لزراعة نبات الخشخاش بنسبة 10% خلال العام 2016، حسب مكتب الأمم المتحدة لمراقبة المخدرات في كابول[4]، والذي يعد مؤشرًا مهمًا على مدى تحقيق التنمية ومحاربة الفقر في البلاد، حيث يتجه المزارعون إلى زراعة الخشخاش بدلًا من الحاصلات الزراعية لما له من عائد مادي كبير مقارنةً بباقي المحاصيل، بالإضافة إلى تراجع جهود مكافحة زراعته مع اشتعال عمليات العنف مع بداية عام 2015[5]، مما يضيف إلى أزمات الدولة الأفغانية.
أما على الصعيد الاقتصادي فالأزمة الكبرى هي تفشي الفساد في خطط إعادة الإعمار بعد الحرب، فلقد ضخت الولايات المتحدة الأمريكية ما يقرب من تريليون دولار في إعادة إعمار أفغانستان إلا أن حجم الفساد والإهدار من كل من الجانب الأمريكي والمتعاقدين الأمريكيين والجانب الأفغاني حال دون تطبيق العديد من تلك الخطط بشكل سليم[6]، فعلى سبيل المثال يُظهر تقرير للبنك الدولي أن معدل الفقر ظل عند 36 بالمائة بين عامي 2007 و2012 حتى وإن كان هناك نمو اقتصادي قوي. وبدلًا من أن تسهم تلك الخطط في رفع مستويات المعيشة لغالبية الأفغان، فقد زادت من التفاوت بينهم مما يدلل على حجم الفساد في توزيع المساعدات الأجنبية لمحاربة الفقر في البلاد، هذا من جانب، أما على الجانب الآخر فالانسحاب الأمريكي له كلفته على الاقتصاد الأفغاني، حيث كان وجود قوات كل من الناتو والقوات الأمريكية يوفر العديد من فرص العمل للأفغان هذا بالإضافة إلى انخفاض في معدلات النمو السنوية منذ عام 2014[7] مع بداية انسحاب القوات الأجنبية.
أما على الصعيد الأمني، فمازال الوضع الأمني في أفغانستان غير مستقر مع وجود العديد من حوادث العنف في البلاد وعدم قدرة القوات الأفغانية على السيطرة على الوضع الأمني في ظل انخفاض أعداد القوات الأجنبية التي كانت لها السيطرة في السابق، فتصاعدت عمليات تنظيم الدولة في أفغانستان بشكل كبير خلال عام 2016 ويعد أكبر عملياته هو التفجير في العاصمة كابول والذي نتج عنه مقتل ما يقرب من 80 شخصًا من الشيعة ويستهدف تنظيم الدولة ضد الشعية في أفغانستان[8] بشكل خاص، هذا من جانب، ومن جانب آخر عادت حركة طالبان للظهور بقوة والقيام بعدد من العمليات في الداخل الأفغاني[9] مع بدء انسحاب القوات الأجنبية.
أما على الصعيد السياسي فتتصاعد الأزمات السياسية بشكل متلاحق في الدول الأفغانية، فمع تولي الرئيس أشرف غني الذي تولى منصبه في سبتمبر 2014 عقب أزمة تشكيك في نتائج الانتخابات والتي أعقبها اتفاق بين المرشحين على اقتسام السلطات السيادية[10]، فأصبح أشرف غني الرئيس وعبد الله عبد الله رئيسًا للوزراء، ومعًا شكلوا حكومة الائتلاف الوطني التي تواجه أوضاعًا غير مستقرة نتيجة للصراعات الداخلية بين أعضاء الحكومة، وبين الحكومة والبرلمان والذي قام في نهاية عام 2016 بعزل وزيرين من وزرائها نتيجة ضعف أدائهم[11] مما يُصعد من خطر تفكك حكومة الوحدة الوطنية. هذا من جانب، وعلى الجانب الآخر تشهد المصالحة الأفغانية – الأفغانية عوائق نتيجة وجود العديد من الجماعات المسلحة في أفغانستان ومنها تنظيم الدولة الذي أعلنت الحكومة الأفغانية وجوده في البلاد في عام [12]2015، هذا بالإضافة إلى أن الحكومة الأفغانية ضعفت سيطرتها على ثلثي البلاد تقريبًا[13]؛ مما يؤدي إلى تأخر حل الأزمات السياسية والأمنية أمام الحكومة الأفغانية، وأهم التحديات التي تواجهها الحكومة على الصعيد الأمني والسياسي هي حركة طالبان.
وضع طالبان في أفغانستان:
مرت حركة طالبان أفغانستان بالعديد من المراحل منذ الحرب الأمريكية وخسرت الكثير على العديد من المستويات؛ أهمها: المستوى التنظيمي والتمويلي والقدرة على الحشد، بالإضافة إلى الانشقاقات التي حدثت في صفوفها لصالح جماعات أخرى أهمها تنظيم الدولة، فمع صعود الملا أختر محمد منصور لرئاسة الحركة في يوليو 2015 بعد إعلان مقتل الملا محمد عمر، وأختر منصور كان نائب الملا محمد عمر وتولى شئون الحركة عقب مقتله في 2013، وكان لأختر رؤية موسعة حول دور طالبان في السياسة الأفغانية حيث سعى لتوضيح أهمية الحركة فيما يتعلق بمستقبل أفغانستان، وقامت الحركة في ولايته بالعديد من العمليات العسكرية؛ لعل أهمها الاستيلاء على قندوز في سبتمبر 2015[14]، ونتيجة لعودة الحركة بهذا الشكل واستيلائها على عدد من المدن وفشل القوات الأفغانية في السيطرة على تلك العمليات.
سعت الحركة في عهد أختر ليكون لها تواجد دولي وإنشاء علاقات خارجية، ففتحت مكتبًا سياسيًا لها في قطر في 2013 كان السبيل لاتصال الحركة بالقوى الإقليمية والدولية التي تسعى من أجل المصالحة الأفغانية، بالإضافة إلى وجود رؤية حول عملية المصالحة مع الحكومة الأفغانية، حيث رفض أختر المحادثات الرباعية بين أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة ، إذ رأى أنها عملية استسلام وليست مصالحة مع الحكومة.
وفي مايو 2016 تم قتل أختر في بغارة جوية أمريكية على موقعه على الحدود بين أفغانستان وباكستان، وقد بررت الولايات المتحدة ذلك لكون أختر عبئًا على المفاوضات من أجل المصالحة بين الحكومة الأفغانية وبين الحركة، ولكن العديد من المراقبين والمحللين في الشأن الأفغاني رأوا أن أختر كان رافضًا للرؤية الأمريكية حول المصالحة وليست المصالحة ذاتها، بل كان أحد أهم أهداف أختر هو تنفيذ المصالحة[15].
نتيجة لمقتل الملا أختر توقع مراقبون أن تضعف حركة طالبان على العديد من المستويات العسكري والسياسي والمالي، بالإضافة إلى توقف أو تأجيل عمليات المصالحة،داف
وبعد مقتل أختر بأربعة أيام اختار مجلس الشورى القيادي في طالبان المولوي هيبة الله آخوند زاده زعيمًا جديدًا للحركة، وهو أحد علماء الشريعة وعمل بالقضاء والتدريس، وتتلخص خبرته في حركة طالبان في العمل في المحاكم العسكرية في الحركة، ونتيجة لضعف خبرة القائد الجديد على المستوى العملياتي فتوقع المراقبون أنه لن يستطيع أن يدير الحركة مثل أختر، ولكن الحركة قامت بالعديد من العمليات العسكرية في النصف الثاني من 2016 وذلك في رسائل طمأنة من هيبة الله لمقاتلي الحركة في استمرارية القتال ورفض الانصياع للحكومة الأفغانية، وذلك مع انعدام رؤية واضحة عن كيفية سير الحركة في الفترة المقبلة أو في رؤيتها للمصالحة[16].

ثانيًا- وضع القوات الأجنبية في أفغانستان:

عندما أعلنت أمريكا وحلفاؤها عن انتهاء مهمتهم الحربية في أفغانستان بنهاية عام 2014 وتسليم مهمة الدفاع وحفظ الأمن إلى القوات الأفغانية، بدأت تلك الدول بسحب قواتها تدريجيًّا من هناك، وأخذت أعداد تلك القوات – التي كانت تصل إلى أكثر من 140 ألف جندي في بعض الأوقات – تتناقص، وبقي حاليًا في أفغانستان مجموعة من الجنود الأجانب منقسمين إلى مجموعتين:
الأولى: القوات الأجنبية التابعة للناتو (متعددة الجنسيات، أغلبها أمريكيون ويأتي الألمان من بعدهم من حيث العدد[17]) ويصل عددها ما بين 12 ألفًا إلى 13 ألفًا وخمسمائة جندي؛ وهي تحت قيادة الجنرال الأمريكي جون كامبل، ومكلَّفة بـ”مهمة الدعم الحازم” وقد شُكلت لتحل محل قوات المساعدة الأمنية (إيساف)، وقد وقع حلف الناتو على قرار إنشاء مهمة الدعم الحازم في أواخر 2014 وأيدها مجلس الأمن ودخلت حيز التنفيذ في مطلع 2015، وهي تتكون من بعثة أصغر بكثير من إيساف، وتتألف من خمس وحدات إقليمية، تتمركز وحدة واحدة في كل من شرق وغرب وشمال وجنوب أفغانستان، وتتمركز الخامسة في العاصمة الأفغانية كابول، وهدفها الأساسي تقديم الدعم والتدريب والمشورة للقوات الأفغانية[18].
الثانية: القوات الأمريكية ومكلَّفة بأداء المهمات الحربية، ولا يُعرف عددها الحقيقي لكن يقدرها البعض بحوالي 10 آلاف جندي حاليًا؛ حيث استبقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعض كتائب الجيش الأمريكي في أفغانستان إلى نهاية عام 2015 للمشاركة في العمليات القتالية، وتدَّعي أمريكا أن هذا التمديد حصل بطلب من الحكومة الأفغانية الجديدة[19]. وأعلن باراك أوباما في يوليو 2016 عن تأجيل انسحاب الولايات المتحدة بشكل كامل[20]. وقد كان من المقرر أن تخفض الولايات المتحدة أعداد قواتها المتواجدة في أفغانستان مع نهاية عام 2016 إلى ما يقرب من 5000 جندي فقط بدلًا من الموجودين حاليًا، وذلك بناء على الاتفاقية بين الولايات المتحدة وأفغانستان، وإن لم تشمل تلك الاتفاقية عدد الأمريكيين في الاستخبارات أو المتعاقدين مع الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يصعب معه تحديد مدى التواجد الأمريكي في أفغانستان في نهاية 2016.
وقد جاء القرار الأخير لأوباما بعد زيادة عمليات كل من طالبان وتنظيم الدولة في أفغانستان، خاصة عملية طالبان في الاستيلاء على قندوز، وفشل القوات الأفغانية في السيطرة مرة أخرى على المدينة بدون مساعدة القوات الأجنبية، ورأى أوباما أن القوات الأفغانية ليست قادرة بعد على مواجهة عمليات طالبان خاصة فيما يتعلق بالقوات الجوية، حيث خشيت الولايات المتحدة من تكرار تجربة انهيار الجيش العراقي في أفغانستان، وذلك على الرغم من إنفاق الولايات المتحدة لما يقرب من 65 مليار دولار على تجهيز القوات الأفغانية[21].
وما زالت الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعدها الناتو يعتمدون على الحل الأمني في أفغانستان، لذلك سنجد أن القوات الأجنبية قامت باغتيال الملا أختر منصور بالإضافة إلى بعض قادة طالبان على مدار سنوات الحرب الأمريكية على الإرهاب على الرغم من استعداد أختر منصور للدخول في مفاوضات من أجل المصالحة الأفغانية، بالإضافة إلى اغتيال قائد تنظيم الدولة في أفغانستان، لتصفية وجود تلك الحركات. ولكن الأمر يتحول من سيء إلى أسوأ؛ فاغتيال القادة ربما يربك الحركات إلا أنه لا ينهيها، هذا من جانب، ومن جانب آخر، ترى الولايات المتحدة أن حل المعضلة الأفغانية في القضاء على الجماعات المسلحة في أفغانستان ودعم القوات الأفغانية دون النظر إلى جدوى المصالحة حيث لا تريد أن يكون لطالبان أي دور في الحكم في أفغانستان بأي كيفية، فما زالت الولايات المتحدة الأمريكية ترفع شعارات الحرب على الإرهاب، مع مقاربتها الحالية في أن لا تتدخل بشكل مباشر لحل تلك الأزمات.

ثالثًا- خريطة التفاعلات الإقليمية:

تتفاعل العديد من القوى الإقليمية مع الوضع في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي وتأثيراته سواء على الداخل الأفغاني أو على تفاعل تلك القوى فيما بينها ورؤيتها لدورها على المستوى الإقليمي، ومن أهم تلك القوى كل من باكستان، الهند، إيران، الصين، ثم صعود تنظيم الدولة في المنطقة بوصفه تحديًا أمام تلك القوى.
1- باكستان:
تعتبر باكستان جارتها الأفغانية العمق الإستراتيجي بالنسة لها من حيث تداخل القبائل فيما بينها وتأثير ذلك على الداخل الباكستاني خاصة على الحدود بين الجارتين، حيث تعد أكثر المناطق حساسية هي مناطق البشتون في إقليم خيبر بختونخوا والحزام القبلي المحاذي لأفغانستان المعروف بالمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الفيدرالية، ويعيش في تلك المناطق العديد من القبائل بالإضافة إلى “البشتون” الأكبر حجمًا، قبائل أخرى منخرطة سياسيًا وعسكريًا ومن أهمها قبيلة “محسود” والتي تعد المزود الرئيسي بالمقاتلين لحركة طالبان باكستان[22].
ولم تكن باكستان متحمسة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان بهذا الشكل لعديد من الأسباب منها خفض حجم المساعدات التي تأخذها باكستان من الولايات المتحدة، فعلى الرغم من اعتماد الولايات المتحدة على باكستان في بداية حربها في أفغانستان إلا أن التعاون بين البلدين كان استخباراتيًّا وأمنيًّا بشكل أساسي ولم يتطور لتعاون سياسي واقتصادي، مما يعني أن الساحة مفتوحة أمام قوى إقليمية لتأخذ دور باكستان في أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، قوى لها علاقات أكثر عمقًا مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع إصرار الأخيرة أن تُوقف إسلام أباد مساعدتها لطالبان، ويعد ذلك الورقة الأساسية في يدها للحفاظ على دورها الإقليمي[23]، الأمر الثاني هو عدم وجود حل للمسألة الأفغانية يرضي باكستان، ففي رؤية باكستان الانسحاب بهذا الشكل يترك فراغًا سلطويًا كبيرًا مما يخلق تنافسًا بين القوى الإقليمية لملئه خاصة الهند، خاصة مع التغييرات الإقليمية الكبرى الأخرى مثل الاتفاق النووي الإيراني والذي يسمح لإيران بالتوسع إقليميًا وتوجيه نظرها إلى التدخل في الوضع في أفغانستان خاصة مع وجود أقلية شيعية في كل من باكستان وأفغانستان، وما لإيران نفوذ على تلك الأقليات، فعلى سبيل المثال فإن قبيلة توري في باكستان وهي منتسبة للمذهب الشيعي ولإيران نفوذ قوي على تلك القبيلة، حتى وصل الأمر أن هناك ما يقرب من 400 شيعي باكستاني يحاربون في صفوف إيران في سوريا[24].
توترت العلاقات الباكستانية -الأفغانية عقب سيطرة طالبان على مدينة قندوز في سبتمبر 2015، وذلك لأن كابول حملت إسلام أباد مسئولية دعم طالبان وعد ذلك مفاجأة كبرى تمهد لعودة طالبان بقوة للحياة السياسية في أفغانستان، واستمرت الاتهامات من قبل الحكومة الأفغانية حتى أعلن الرئيس الأفغاني –لأكثر من مرة- أن باكستان تشن حربًا غير معلنة على أفغانستان بمساعدتها لحركة طالبان[25].
لذلك تحاول باكستان تلطيف الأجواء مع الحكومة الأفغانية عن طريق الدعوة إلى “مؤتمر قلب آسيا”، حيث نجحت باكستان في حشد عشرين دولة من أجل تحقيق المصالحة الأفغانية وتم التشديد على أهمية طالبان أفغانستان في تحقيق الاستقرار في الدولة الأفغانية[26]، بالإضافة إلى المفاوضات الرباعية وعقد دورات من كل من المؤتمر والرباعية، فباكستان تسير على خطين فيما يتعلق بأفغانستان، الخط الأول: الحل السياسي وذلك الدخول في مفاوضات اللجنة الرباعية أو مؤتمر قلب آسيا من أجل تحقيق المصالحة والاستقرار الأفغانيين، والخط الثاني هو دعم طالبان أفغانستان كورقة رهان أمام التغييرات الإقليمية والدولية خشية صعود قوى إقليمية أخرى في المنطقة على حساب باكستان مثل إيران والهند.
وذلك في الوقت الذي تخشى فيه باكستان من التحالف الإيراني – الهندي فيما يتعلق بأفغانستان، خاصة بعد الاتفاق النووى الإيراني، ورؤية إيران التوسعية، ومع المحاولات الإيرانية التدخل في المصالحة الأفغانية، ومع التقارب الأمريكي الهندي، حيث تخشى إسلام أباد التأييد الأمريكي للتحالف الهندي الإيراني فيما يتعلق بأفغانستان ومحاولات إزاحة باكستان وطالبان من الصورة[27].
2- الهند:
تحاول الهند توسيع نفوذها في آسيا الوسطى بشكل عام من أجل زيادة نسبتها من التجارة في المنطقة في منافستها مع الصين، وإن كان هذا الأمر ينطبق على أفغانستان إلا أن الأخيرة تزيد أهميتها بالنسبة للهند من أجل تقويض النفوذ الباكستاني عدو الهند اللدود[28].
فالصراع الهندي الباكستاني ذو جبهتين أساسيتين، الجبهة الأولى: هي كشمير (ولسنا بصدد الحديث عن تفاصيلها ها هنا)، والجبهة الثانية: هي أفغانستان وهي موضع الاهتمام، فتحاول نيودلهي التقارب مع كابول في مواجهة إسلام أباد في ظل اتهام كابول للأخيرة بدعم الجماعات المسلحة في الأراضي الأفغانية[29].
فقد قامت الهند بتقديم مساعدات تقدر بملياري دولار لأفغانستان لأغراض غير أمنية وذلك قبل تولي أشرف غني مقاليد السلطة في أفغانستان، حيث قام الأخير بالتوجه إلى باكستان في بداية ولايته، إلا أن أنه اختلف مع استمرار مساعدة باكستان لحركة طالبان في الداخل الأفغاني، فحدث تقارب أفغاني هندي، ويتضح من هذا الأمر على الرغم من محاولات الهند إلا أن علاقاتها مع أفغانستان تعد ثانوية بالنسبة الأخيرة في مقابل علاقات أفغانستان مع باكستان[30]. لذلك تسعى الهند بالعمل لتحسين وجودها في أفغانستان في مقابل باكستان بالتقارب مع إيران والتفاهم مع الولايات المتحدة، خاصة معاتهامها باكستان بالعمل على زعزعة الأمن في كل من أفغانستان والهند من خلال مساعدة الجماعات المسلحة.
3- إيران:
لإيران علاقات قوية مع أفغانستان؛ حيث تعد طهران من أكبر المانحين للمساعدات لكابول خاصة في البنية التحتية وبالأخص في ولاية هراة (حيرات) ذات الأقلية الطاجيكية الشيعية على الحدود مع إيران، ويقدم تلك المساعدات الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية[31].
بعد الاتفاق النووي الإيراني، ومحاولة الأخيرة توسيع نفوذها في المنطقة، تحاول إيران التدخل بشكل أكبر في أفغانستان، للعديد من الأسباب: منها تقويض النفوذ السعودي القوي فيها حيث دعمت أفغانستان عاصمة الحزم في اليمن[32]، هذا من جانب، ومن جانب آخر، توسع تنظيم الدولة واستهدافه للأقلية الشيعية في أفغانستان. ولذلك قامت طهران بمحاولة التدخل في المصالحة الأفغانية وتطوير علاقاتها مع كابول، بالإضافة إلى طالبان نسبيًا، استنادًّا إلى أن رؤية طالبان الجهادية ليست عالمية بل محلية[33]، وذلك على الرغم من رؤية طهران السابقة لكون طالبان “الوهابيين المدعومين من السعودية”، إلى التنسيق بين البلدين في محاربة تنظيم الدولة في المنطقة
4- الصين:
تهتم الصين بأفغانستان لسببين رئيسين؛ الأول هو زيادة حجم تجارتها في الدولة الأفغانية والحصول على مواردها، بالإضافة إلى رغبة الصين في عدم نقل التوتر الأفغاني إلى إقليم الإيغور في الصين ذي الأغلبية المسلمة مع تزايد صعود التطرف بين أبناء الإقليم حسب رؤية الصين؛ لذلك فإن الصين تعتمد على علاقاتها القوية مع باكستان للتدخل في أفغانستان[34]، حيث طلبت أن تكون شريكًا في المحادثات الجارية مع طالبان من أجل المصالحة الأفغانية والتي يشارك فيها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وباكستان وأفغانستان[35].
وترى الصين أن نجاحها في الوساطة في المسألة الأفغانية وتحسين علاقاتها مع باكستان وطالبان سيتيح لها فرصة أكبر في هزيمة المتشددين الإيغور الذين ربما يطلبون المساعدة في التدريب والحصول على الأسلحة من باكستان وأفغانستان وطالبان في حملتهم للتصعيد ضد بكين، خاصة مع احتفاظ الصين بعلاقاتها مع طالبان بشكل مباشر[36].
5- تنظيم الدولة:
بدأ ظهور تنظيم الدولة في خراسان – حسب تسميته – في بداية 2015، وكانت معظم عناصره منشقة عن طالبان باكستان وطالبان أفغانستان، وتشمل ولاية خراسان كلًّا من أفغانستان وجزءًا من باكستان، كما أنها تشمل إيران وأوزبكستان، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، ويهدف التنظيم إلى محاربة الدول الكافرة (حسب قوله) بالإضافة إلى كل من حركة طالبان وتنظيم القاعدة، الذين -حسب رأي التنظيم- انحرفوا عن طريق الصواب خاصة مع إصدار حركة طالبان فتوى بردة التنظيم[37].
ويري البعض أن الحكومة الباكستانية وحملتها ضد طالبان باكستان، والتي نتج عنها مقتل العديد من قياديي الحركة بالإضافة إلى اغتيال بعض قياديي القاعدة في باكستان، هي من مهدت الطريق أمام تنظيم الدولة للظهور في المنطقة، حيث إن البيئة الباكستانية الأفغانية تختلف عن البيئة العربية من حيث حرية الحركة نسبيًا أمام الجماعات الإسلامية في الداخل، هذا بالإضافة إلى اختلاف المدارس الجهادية في الشرق الأوسط عن تلك التي في آسيا[38].
وتشير التحليلات إلى تناقض الرؤية الباكستانية؛ فهي إن هاجمت كلًّا من بقايا تنظيم القاعدة وطالبان باكستان في الداخل، إلا أنها في الوقت نفسه تمتنع عن استهداف طالبان أفغانستان بل وتساعدها من أجل موازنة القوى الباكستانية في المنطقة وفي الداخل الأفغاني، مما يخلق رد فعل سلبيًّا في الداخل الباكستاني لما لطالبان من شعبية في مناطق القبائل خاصة مع الحدود الأفغانية، ومن هذا التناقض يستمد تنظيم الدولة في خراسان قوته في المنطقة.
ومنذ الإعلان عن إنشاء التنظيم قام الأخير بالعديد من العمليات التي استهدفت بشكل أساسي الشيعة في كلتا الدولتين، مما جعل إيران تحاول التدخل بشكل أكبر في الدولتين، ففي لقاء بين الرئيس الإيراني والرئيس الأفغاني من أجل تنسيق الجهود لمحاربة تنظيم الدولة وخاصة على الحدود بينهم[39]، هذا بالإضافة إلى إثارة التنظيم مخاوف الصين من انتقال عملياته إليها عن طريق إقليم الإيغور وانضمام أفراده إليه[40]، إلا أن مقتل زعيمه في يوليو 2016 أربك التنظيم الذي استبعد البعض استمراره في البيئة الباكستانية الأفغانية[41].

خاتمة:

وفي المجمل ما زال الوضع في الإقليم غير مستقر نتيجة للتغييرات الكبرى في الفترة الأخيرة، مثل الانسحاب الأمريكي، والاتفاق النووي الإيراني وصعود نفوذها، تحالف هندي–إيراني في مقابل باكستان، بالإضافة إلى زيادة عمليات العنف من الجماعات المسلحة التقليدية مثل طالبان، وصعود جماعات عنف جديدة نسبيًا على الإقليم مثل تنظيم الدولة، وأثر ذلك من فرض للعديد من التحديات على القوى الإقليمية، ويبدو أن الوضع سيتضح بشكل أكبر مع تحديد الإدارة الأمريكية الجديدة لأولوياتها في الإقليم ورؤيتها لحل الأزمة الأفغانية، مما سيؤثر على مدى التغير في التحالفات الإقليمية.
ويتضح من الخريطة الداخلية لأفغانستان أن حل أزمتها ما زال بعيد المنال خاصة مع تصاعد وتيرة الصراع السياسي في حكومة الوحدة الوطنية، مع استمرار زيادة معدلات الفساد وصعوبة وصول أموال المساعدات إلى مستحقيها، مما ينبئ باستمرار الأزمات الاجتماعية والاقتصادية على المستوى المتوسط والبعيد. أما فيما يتعلق بالقوات الأجنبية، فتصاعد عمليات طالبان وعودة القاعدة يؤكد على استمرار وجود تلك القوات بما يعني استمرار التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي الأفغاني، وفرض رؤيتها لحل الأزمة الأفغانية حتى وإن أدى ذلك لاستمرار تلك الأزمات.
أما على الصعيد الإقليمي فنجد تنافسًا بين القوى الإقليمية على التدخل في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي الجزئي منها، رغبة في الحفاظ على استقرار دولها، بالإضافة إلى نقل الصراع خارج أراضيها، فتحاول باكستان الحفاظ على قوتها في الشأن الأفغاني نظرًا لأهمية أفغانستان بالنسبة لها، وفي نفس الوقت أن يكون لها رأي في كيفية حل الأزمة الأفغانية، في حين تحاول الهند تقويض باكستان لجذبها بعيدًا عن كشمير بالإضافة إلى توسيع نفوذها، على المستوى الإقليمي، والمستوى الدولي بأن تكون بديلًا لباكستان بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت نفسه تحاول تحسين علاقاتها مع إيران خاصة بعد الاتفاق النووي.
تحاول الصين التدخل في الشأن الأفغاني خوفًا من انتقال الاضطرابات إلى الإقليم المسلم عندها الإيغور خاصة مع انتقال المتشددين منهم -حسب رؤية الصين- إلى أفغانستان من أجل الحصول على التدريب والدعم، فتتدخل الصين من خلال حليفتها باكستان، وإن كانت لا تعارض التدخل الهندي الإيراني إن لم تستطع باكستان القيام بهذا الدور.
أما إيران ومن بعد الاتفاق النووي، فإن رؤيتها التوسعية تتداخل مع الإقليم بشكل كبير خاصة أن كلًّا من أفغانستان وباكستان بهما أقلية كبيرة نسبيًا من الشيعة ولإيران نفوذ واضح في تلك المناطق، وكما سبق الذكر يوجد بعض شيعة باكستان وأفغانستان يحارب تحت الراية الإيرانية في سوريا، ومن أجل توسيع ذلك النفوذ فإن طهران ترى أن الحل الأفغاني يجب أن يكون بعيدًا عن الجماعات المسلحة بشكل أساسي.
*****

الهوامش:

* باحثة بمركز الحضارة للدراسات السياسية.
[1] للمزيد حول أعداد القوات الأمريكية في أفغانستان برجاء مراجعة الرابط التالي:
http://www.militarytimes.com/story/military/2016/07/06/timeline-us-troop-levels-afghanistan-since-2001/86755782/
[2] مدحت ماهر، أفغانستان والجوار: السياسات والدلالات،(في) د.نادية مصطفى، د.سيف الدين عبد الفتاح (إشراف) حولية أمتي في العالم العدد الخامس، (القاهرة: مركز الحضارة للدراسات السياسية، 2002).
[3] للمزيد حول اللاجئين الأفغان في باكستان، انظر الرابط التالي:
http://www.sasapost.com/afghan-refugees-in-pakistan/
[4] للمزيد حول زراعة نبات الخشخاش في أفغانستان ونسبة زيادتها، انظر الرابط التالي:
http://www.bbc.com/arabic/world/2016/10/161023_afghanistan_opium_un
[5] أسباب عودة زراعة الخشخاش في أفغانستان، انظر الرابط التالي:
http://www.irinnews.org/ar/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82/2016/03/04/%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%B2%D8%AF%D9%87%D8%B1-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
[6] لمزيد حول الأزمة الاقتصادية في أفغانستان، انظر الرابط التالي:
http://www.irinnews.org/ar/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84/2016/03/13/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%87%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
[7] المرجع السابق.
[8] انظر عمليات تنظيم الدول ضد الشيعة في أفغانستان، على الروابط التالية:
http://www.bbc.com/arabic/world-38050851
http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/07/160723_afghanistan_kabul_bombing_protest
[9] بعض عمليات طالبان في أفغانستان، انظر الروابط التالية:
http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/06/160630_afghanistan_suicide_bombing_army
http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/08/160804_afghanistan_tourists
[10] حول الانتخابات الرئاسية الأفغانية، انظر الرابط التالي:
https://arabic.rt.com/news/759830-%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D8%AA%D9%86%D8%B5%D9%8A%D8%A8-%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%BA%D9%86%D9%8A-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D8%A7-%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B8%D9%84-%D8%B8%D8%B1%D9%88%D9%81-%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B5%D8%B9%D8%A8%D8%A9/
[11] للمزيد حول أزمات الحكومة الأفغانية، انظر الرابط التالي:
http://www.bbc.com/arabic/world-37966157
[12] للمزيد حول تنظيم الدولة في أفغانستان، انظر الرابط التالي:
http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2015/03/150317_afghanistan_is_ghani
[13] معصومة طرفة، أفغانستان والأدوار الإقليمية المتغيرة، محمود محمد الحرثاني (ترجمة)، مركز الجزيرة للدراسات، 23 يونيو 2015.
[14] سيطرة طالبان على قندوز، انظر الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/news/international/2015/9/28/%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%82%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%B2-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
[15] د.مصباح عبد الباقي، ما بعد الملا أختر منصور: الزعامة الجديدة لحركة طالبان، مركز الجزيرة للدراسات، 15 يونيو 2016.
[16] المرجع السابق.
[17] حول أعداد القوات الأجنبية في أفغانستان، انظر الرابط التالي:

Revisit Afghanistan’s End Game Plan


[18] عن قوات الدعم الحازم، انظر الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/encyclopedia/organizationsandstructures/2016/5/29/-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D8%A8%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
[19] مصباح عبد الباقي، أفغانستان والمهمة الجديدة للقوات الأجنبية: إمكانيات النجاح والفشل، مركز الجزيرة للدراسات، 22 مارس 2015.
[20] عن قرار أوباما تأجيل الانسحاب من أفغانستان، انظر الرابط التالي:
http://time.com/4394955/afghanistan-barack-obama-troops-pullout/
[21] المرجع السابق.
[22] حسن عباس، القبيلة في باكستان: دينامياتها محليًا وامتداداتها إقليميًا، مركز الجزيرة للدراسات، 29 يونيو 2015.
[23] الانسحاب الأمريكي، ورؤية الولايات المتحدة لدور باكستان، انظر الرابط التالي:

Obama’s right not to quit Afghanistan


[24] حسن عباس، مرجع سبق ذكره.
[25] تصريحات الرئيس الأفغاني ضد باكستان، انظر الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/news/international/2016/12/4/%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%B4%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%86%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%D8%A7
[26] د.أحمد موفق زيدان، أفغانستان: تراجع أمريكي وتقدم طالباني، وعودة اللعبة الدولية، مركز الجزيرة للدراسات، 31 ديسمبر 2015.
[27] أحمد موفق زيدان، الاتفاق النووي الإيراني – الأمريكي: رؤية باكستانية، مركز الجزيرة للدراسات، 13 أغسطس 2015.
[28] نيتين أنانت غوجيل، الهند: توجه جديد نحو أفغانستان وآسيا الوسطي، عاطف عبد الحميد (ترجمة)، مركز الجزيرة للدراسات، 6 يوليو 2015.
[29] عمير جمال، الهند وباكستان: ديناميكيات الصراع التاريخي والمستقبلي، مركز الجزيرة للدراسات، 14 نوفمبر2016.
[30] نيتين أنانت غوجيل، مرجع سبق ذكره.
[31] معصومة طرفة، مرجع سبق ذكره.
[32] عن الدعم الأفغاني لعاصفة الحزم، انظر الرابط التالي:
http://www.noonpost.org/content/6366
[33] إيران تبدأ بإنشاء روابط مع طالبان، انظر الرابط التالي:
https://www.alaraby.co.uk/politics/2015/2/20/%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%82-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
[34] د.رايموند لي، الأبعاد الإستراتيجية للعلاقات الصينية – الباكستانية، مركز الجزيرة للدراسات، 23 أغسطس 2016.
[35] للمزيد حول المحادثات من أجل المصالحة في أفغانستان، انظر الرابط التالي:
http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/01/160110_afghanistan_peace_process
[36] معصومة طرفة، مرجع سبق ذكره.
[37] مصباح عبد الباقي، تنظيم الدولة في خراسان: النشأة في أفغانستان والمآل، مركز الجزيرة للدراسات، 23 أغسطس 2015.
[38] د.أحمد موفق زيدان، ما هو مستقبل تنظيم الدولة في باكستان وأفغانستان؟، مركز الجزيرة للدراسات، 28 يناير 2015.
[39] التنسيق الإيراني الأفغاني لمحاربة تنظيم الدولة، انظر الرابط التالي:
http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2015/04/150419_iran_afghanistan
[40] مخاوف الصين من تنظيم الدولة، انظر الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2016/8/18/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%87%D9%88%D8%A7%D8%AC%D8%B3-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84-%D8%B4%D9%8A%D9%86%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%BA
[41] حول مقتل زعيم تنظيم الدولة في خراسان، انظر الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/news/international/2016/8/13/%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84-%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى