نهج حركة حماس خلال عام ثانٍ من طوفان الأقصى: النماذج والدلالات

مقدمة:
ثلاثة مشاهد دالة يمكنها أن تُلخص نهج المقاومة (حركة حماس) وحالتها في إطار العدوان الإسرائيلي في عامه الثاني (أي منذ أكتوبر 2024 حتى سبتمبر 2025). المشهد الأول: اغتيال يحيى السنوار في 16 أكتوبر 2024، والمشهد الثاني: إعلان اتفاق وقف إطلاق النار (الهدنة الثانية) في 15 يناير 2025، والمشهد الثالث: هو توجيه ضربة إلى مقر تواجد وفد حركة حماس المفاوض الذي اجتمع في قطر لمناقشة اقتراح ترامب بشأن وقف الحرب في 9 سبتمبر 2025.
وتحكي هذه المشاهد -وما بينها من تطورات- قصة عام ثانٍ من العدوان على غزة والمقاومة المستمرة عسكريًّا، وسياسيًّا، ودبلوماسيًّا، وإعلاميًّا. فبعد أن اغتالت إسرائيل رئيس الحركة ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران في 31 يوليو 2024، وُجد السنوار -الذي آلت إليه قيادة الحركة بعد اغتيال هنية- شهيدًا بعد عملية نفذتها إسرائيل في مواجهة المقاومة داخل غزة دون علمها بوجود السنوار بين المقاتلين. وبالنسبة لحركة حماس والمقاومة -والجماهير الداعمة وحتى الرافضة لحركة حماس- يُمثل السنوار أحد أبرز رموز المقاومة وعقلها المفكر والمدبر لهجمات السابع من أكتوبر 2023. وبالتالي، انتشت إسرائيل بهذا الحدث واعتبرته انتصارًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا باغتيال هذا الرمز. ولكن ظلت المقاومة متماسكة رغم سقوط الشهداء، مع سعيها لتجديد عملياتها، واختيار قادة تنوب عن من قضوا نحبهم.
والمشهد الثاني، هو دليل على استيعاب الحركة للضربات المتتالية، الأمر الذي تجسد في نجاح الحركة في الوصول -عبر الوسطاء- إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار بدأ في 15 يناير واستمر حتى 17 مارس 2025. ونجاح الحركة في الوصول إلى هذا الاتفاق -الذي شمل بنودًا تضمن التفاوض على إنهاء الحرب ووقف العدوان- دل على قدرة المقاومة على إلحاق أذىً وخسائر في صفوف العدو، وتحقيق قدر من تطلعات الشعب المنهك والمُحاصر في غزة تحت قصف وحصار إسرائيلي مستمر، يوقع المئات من الخسائر في الأرواح والبنية التحتية يوميًا.
ولكن كعادة الاحتلال، لم يذهب إلى مراحل تالية من المفاوضات لوقف الحرب بالكامل، وإنما أخذها بمثابة هدنة تكتيكية لاسترضاء الداخل الإسرائيلي والرئيس ترامب الذي تولى الحكم في مطلع 2025، وذلك للتخطيط لمرحلةٍ جديدة من الحرب وصلت إلى الإعلان في أغسطس الماضي (2025) خطة احتلال مدينة غزة. جاء هذا الإعلان بالتزامن مع مساعي الوسطاء -ومعهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- لإنهاء العدوان، وتحرير الأسرى الإسرائيليين لدى حماس! ومن ثمّ لم يكن من المستغرب أن يأتي المشهد الثالث ليعبر -وعلى الطريقة الصهيونية- عن قتل الاحتلال للمفاوضات بسعيه لقتل المفاوضين في عاصمة عربية وإسلامية جديدة تضربها تل أبيب (بعد بيروت، وصنعاء، وطهران، ودمشق، …)، هي الدوحة.
هذه المشاهد الثلاثة تقابل ثلاثية قد توجز تطورات هذا العام، هي: استمرار العدوان، واستبسال المقاومة، والمفاوضات. وهذه الثلاثية الكبرى يتبعها قضايا فرعية عدة، هي: القتل والتدمير، والتجويع والحصار، والدعاية المضادة، وطول أمد الحرب واستنفاد الطاقة، والاحتفاظ بالأسرى والقدرات القتالية للمقاومة، والمقاومة في الضفة.
وعليه ينقسم هذا التقرير إلى ثلاثة أقسام، يتناول القسم الأول بعض مؤشرات ونتائج استمرار العدوان من قتل وتدمير وتجويع وحصار، أما القسم الثاني يشير إلى نماذج من عمليات المقاومة، وقدراتها القتالية، وأبرز معالم المقاومة في الضفة. أما القسم الثالث، فيشرح أبعاد المفاوضات وأوراق المقاومة في مواجهة المحتل التي من بينها ورقة الاحتفاظ بالأسرى، ومواجهة الدعاية الإسرائيلية في ظل مساعي إسرائيل إطالة أمد الحرب واستنفاد طاقة المقاومة.
أولًا- استمرار العدوان وإدارة القطاع: مؤشرات ونتائج
ما من شكٍ أنه ما مر يومٌ بل ساعة على الحرب في غزة إلا والعدوان الإسرائيلي يزيد من المعاناة الإنسانية في القطاع، ما يجعله غير قابل للحياة، إذ وصل عدد الشهداء في القطاع حتى سبتمبر 2025 إلى 64606 شهيدًا أكثر من نصفهم من النساء والأطفال وكبار السن. في حين وصل عدد الشهداء من الطواقم الطبية إلى 1411 شهيدًا، إلى جانب 246 شهيدًا ممن يعملون في المجال الصحفي[1]. هذا عن تعداد الذين قُتلوا بنيران الاحتلال، أما شهداء التجويع فقد وصلوا إلى 393 فلسطينيًا! فضلًا عن الآلاف من الجرحى (أكثر من 163 ألف جريح)، كما وصل عدد المفقودين تحت الأنقاض إلى 11200مفقود[2].
بالإضافة إلى ذلك كله، فقد ساهم الاحتلال في نزوحٍ داخلي لأكثر من نصف سكان غزة من شمال القطاع إلى جنوبه، والعكس، حسب أوامر الإخلاء التي يطلقها الاحتلال.
ترجمة لذلك، وفي استجابةٍ تأخرت لأكثر من عامين، أعلنت الأمم المتحدة في 22 أغسطس 2025 تأكيد حالة المجاعة رسميًا في محافظة غزة؛ والتي تعني “الافتقار التام إلى إمكانية الحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى”، لتعبر عن أنه نحو 641 ألف شخص في غزة يقعون ضمن مرحلة المجاعة أو الكارثة (وهي المرحلة الخامسة والأقسى في مرحلة انعدام الأمن الغذائي)، في حين يقبع مليون شخص في المرحلة الرابعة (المستوى الطارئ)[3]، وذلك في ظل الحصار المطبق للاحتلال، حيث يمنع دخول المساعدات والغذاء إلى القطاع منذ أبريل 2025.
أما عن الخسائر التي تسبّب فيها العدوان للبنية التحتية في القطاع، فوفقًا لبعض التقديرات (التي أُجريت في أكتوبر 2023) استخدم جيش الاحتلال متوسط 22 صاروخًا تدميريًا لكل كيلومتر مربع في قطاع غزة، البالغة مساحته 365 كيلومترًا مربعًا، وهو ما أدَّى -وفق أحد التقديرات حتى سبتمبر 2025- إلى استشهاد نحو 75 شخصًا يوميًّا[4]. ونتاج ذلك أيضًا أنه قد تضرَّر ما يقرب من 193 ألف مبنى في غزة، وهو ما تتجاوز نسبته 70% من المباني الموجودة في القطاع[5].
على مستوى القطاعات الخدمية والحيوية، خرجت 22 من أصل 35 مستشفى في غزة عن الخدمة، بينما يعمل 11 من أصل 27 مركزًا صحيًّا تابعًا للأونروا بخدماتٍ صحية محدودة جدًا، كما انخفضت إمدادات المياه إلى القطاع بنحو 90%[6]، أيضًا دُمر أكثر من 60% من شبكة توزيع الكهرباء في القطاع نتيجة القصف المتواصل، فضلًا عن انهيار منظومة الصرف الصحي، ما أدى إلى استخدام المياه الملوثة، وانتشار الأوبئة والأمراض. هذا مع انهيارٍ شبه كلي في المنظومات التي تقدم الأغدية الأساسية مثل الخبز؛ إذ لم يتبق أي مخبز للعمل داخل القطاع، فضلًا عن تدمير معظم المساحات الصالحة للزراعة، وهو ما يعني أن الاحتلال – وحسب تقرير إبادتنا- قد قضى على كل مصادر الغذاء المتاحة في القطاع ليس فقط في الوقت الراهن بل ثمة تأثير مستقبلي خطير على القطاع[7].
ولكن السؤال هنا أين حماس؟ وما نهجها تجاه وقف هذا التجويع، وهذه الإبادة المستمرة بحق الفلسطينيين؟
إن أفراد حماس والقسام داخل قطاع غزة هم جزء من الشعب، يُعانون نفس معاناته، كما تعيش أسر المقاتلين في نفس المخيمات والمدارس التي يعيش فيها المواطنون، وهو ما أدى إلى وفاة كثير منهم إلى جانب أسرهم في بعض العمليات التي قامت بها قوات الاحتلال.
عمدت حماس عبر بياناتها المتكررة وخطابها الموجه إلى العالم وجماهير الأمة وشعبها، إلى إبراز هذا البُعد الإنساني للقضية، وتحميل العالم مسؤولياته، وبخاصةٍ الدول الإسلامية، مع الدعوة إلى فك الحصار عن القطاع[8].
هذا بجانب دعوة الشعب إلى الصبر والثبات، مؤكدةً أنهما صنوا النصر في المعركة التي لا بد أن ينتصر فيها الشعب الفلسطيني ومقاومته المدافعة عن حقه. وقد تصدر التمجيد لصمود الشعب الفلسطيني كافة البيانات[9] التي أذاعتها الحركة سواء مكتوبة أو مُسجلة، مع التأكيد أنه ظهير المقاومة. كما شددت قياداتها أن كل مسعىً للحركة هو من أجل مصلحة هذا الشعب[10]، في الوقت الذي اعتبرت فيه أن أي اتفاق لوقف الحرب والعدوان هو “ثمرة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني”، كما عبرت عنه بيانات الحركة بعد توقع اتفاق هدنة يناير 2025[11].
إذن ارتكز نهج حماس في التعامل مع الجانب الإنساني على مرتكزين، الأول: إعلامي، يوجه رسائل دائمة لشعب غزة وفلسطين تمجد صمودهم تجاه العدوان، وأخرى مفتوحة للعالم وشعوبه الحرة، كما يلقي باللوم أحيانًا على الشعوب والقادة في الدول العربية والإسلامية التي وقفت مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث لغزة، والثاني: عبر الإطار التفاوضي، الذي وضع دائمًا ضمان وصول المساعدات وإنهاء الحصار ووقف مستدام لإطلاق النار جزءًا أساسيًا من أي اتفاق لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى. وهو ما سيتضح أكثر في النقاط التالية.
ومع ذلك، لم يكن هذا الضغط الإسرائيلي والعدوان المستمر على القطاع والضفة، بلا نتائج على موقف الفلسطينيين من حركة حماس. إذ يعكس آخر استطلاع أُجري في الأسبوع الأول من مايو 2025 حجم التحديات التي تواجهها حركة حماس من حيث الشعبية والقبول المجتمعي والمعارضة الداخلية لها، والموقف من السابع من أكتوبر 2023 بعد مرور ما يقرب من عام ونصف (عند وقت إجراء الاستطلاع).
تشير نتائج هذا الاستطلاع مجملة إلى أنه رغم “التراجع في نسبة اعتبار قرار هجوم السابع من أكتوبر صحيحًا، وفي توقعات انتصار حماس في الحرب، وفي نسبة تأييد حماس، فإن الغالبية العظمى تعارض تخلي حماس عن سلاحها ولا تعتقد أن إطلاق سراح الرهائن سيؤدي لوقف الحرب على قطاع غزة. كما أنه لا يزال معظم الجمهور يعتقد أن ذلك الهجوم والعدوان الذي تلاه قد وضع القضية الفلسطينية في قلب الاهتمام العالمي”. مع ذلك، فإن حوالي نصف سكان غزة يؤيدون المظاهرات المناهضة لحماس فضلا عن قطاع كبير يريد مغادرة قطاع غزة إذا استطاع، مع انخفاض في نسبة تأييد خيار “الكفاح المسلح”. ويُوضح الجدول التالي أهم النسب المتعلقة بهذه النتائج:
جدول (1): موقف الفلسطينيين من القضايا ذات الصلة بحركة حماس والقضية الفلسطينية
حسب نتائج استطلاع مايو 2025[12]
| الموضوع | الضفة والقطاع | قطاع غزة | 
| اعتبار هجوم 7 أكتوبر قرارًا صحيحًا | 50% ترى أنه صحيحًا | 37% فقط ترى أنه كان صحيحًا | 
| تأييد المظاهرات المناهضة لحماس | 28% تؤيد هذه المظاهرات بينما ترفضها 67% | 48% تؤيد هذه المظاهرات | 
| الاتجاه السياسي المفضل ونسبة تأييد حماس | 29% نسبة التأييد لحماس مقابل 18% لفتح | 37% تمثل نسبة التأييد لحماس في مقابل 25% لفتح | 
| الاعتقاد بأن تخلي حركة حماس عن سلاحها يوقف الحرب | 80% تعارض أن نزع حركة حماس لسلاحها يوقف الحرب | 69% تعارض أن نزع حركة حماس لسلاحها يوقف الحرب | 
| الاعتقاد بأن إطلاق الرهائن سيوقف الحرب | 73% تعارض أن إفراج حماس عن الأسرى يوقف الحرب | 60% تعارض أن إفراج حماس عن الأسرى يوقف الحرب | 
| الرغبة في مغادرة قطاع غزة | – | 56% غير مستعدة للهجرة، بينما 43% من العينة تقول إنها مستعدة للهجرة بعد الحرب أو أثنائها، حتى لو بمساعدة إسرائيلية | 
| تأييد الكفاح المسلح لإنهاء الاحتلال | 41% يؤيدون العمل المسلح في مقابل 33% اختاروا المفاوضات | 31% يؤيدون العمل المسلح في مقابل 26% اختاروا نهج المفاوضات | 
يشير الجدول السابق (تحليل نتائج الاستطلاع) إلى اتفاق الفلسطينيين بصفةٍ عامة مع موقف الحركة العام خلال العدوان، مُعبرًا عنه بعدم تسليم سلاح الحركة، أو التخلي عن ورقة الأسرى عن طريق إطلاق سراحهم دون مقابل. ولكن في المقابل تُعبر النسب المتعلقة بقطاع غزة أن استمرار وطأة الحرب تُقلل من أسهم الحركة في القطاع، ونسب تأييدها العامة، بل تدفع الكثير منهم إلى القبول بفكرة التظاهر ضد حكم الحركة للقطاع.
ومع ذلك، وانطلاقًا من طبيعة الاستطلاعات، فهي لا تُقرأ من زاويةٍ واحدة، فإن مؤشرات أخرى تُظهر أنه لا زالت الحركة تحتفظ بقدرٍ كبير من المقبولية في القطاع وحتى في الضفة، إذ ترتفع نسب تأييدها مقارنة بحركة فتح، بينما تعتقد أغلبية سكان القطاع أن 59% من هذه المظاهرات مصطنعة تحركها أيادٍ خارجية، كما أن النسبة الأقل هي من تلقي باللوم على حماس فيما وصل إليه حال القطاع ومعاناة السكان بنسبة تصل إلى 12% فقط من المُستطلعة آرائهم في مقابل مسؤولية الاحتلال والولايات المتحدة[13].
ولذلك، يمكن القول إن الاحتلال فشل في دفع شعب غزة والفلسطينيين إلى الكفر بحماس، وبنهج المقاومة المسلحة، بل زاد بعضهم قناعة بأهمية هذا النوع من المقاومة في مواجهة مُحتل لا يعرف إلا لغة القوة والتدمير المُتعمد للحياة في القطاع. ومن ثمّ تظل شرعية وجود حماس بوصفها مقاومة فلسطينية مسلحة محل قبول من عموم الشعب الفلسطيني، وإن واجهتها التحديات.
ثانيًا- استبسال المقاومة: تقدير القدرات ونهج الاشتباك
لم يتوقع حتى أكثر المتفائلين أن تصمد حركة حماس لمدة شهور متواصلة في مواجهة العدوان الإسرائيلي تحت ضغط القصف الجوي والبري والبحري أحيانًا، والحصار المطبق على منابع تسليح الحركة، وعلى داعميها من محور المقاومة. ولكن الواقع أن حماس صمدت طيلة الفترة الماضية، محاولةً الاستمرار في القيام بعمليات تُنفذ بين الحين والآخر تجاه القوات العسكرية المتوغلة في قطاع غزة بريًا، وإطلاق بعض موجات الصواريخ ناحية الأراضي المحتلة.
استطاعت المقاومة (وبخاصةٍ حماس) رغم الضربات التي تعرضت لها، أن تحافظ على قدرتها على الصمود وإيلام العدو بين الحين والآخر، بل واستنزاف قدرته، والحيلولة دون تحقيق النصر الكامل له، أو تحقيق أهدافه بالقضاء على المقاومة في غزة.
لقد كان تحييد جبهة لبنان، ثمّ توقيع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ومن ثمّ تحييد الأخيرة عن الصراع المسلح مع إسرائيل، بمثابة ضربة قاسمة لـ “وحدة الساحات” تصورًا ومفهومًا وواقعًا. فقد بدأ العام الثاني للطوفان بتوقيع اتفاق هدنة بين إسرائيل ولبنان (دخل حيز التنفيذ في 8 أكتوبر 2024)، وأفضى إلى وقف إطلاق النار ووقف عمليات حزب الله تجاه إسرائيل بعد ما فقد الحزب باقةً من أبرز قادته على رأسها أمينه العام حسن نصر الله[14]، ثمَّ بعد حرب الـ 12 يومًا (13 حتى 24 يونيو 2025) توقفت إيران هي الأخرى عن توجيه ضربات عسكرية للكيان الصهيوني؛ ليبقى فيه إلى جانب المقاومة في غزة، اليمن فقط التي ما زالت تتبادل توجيه الضربات مع إسرائيل.
إذن كانت خلاصة العام، هي أن إسرائيل بعد ما فتحت جبهات سبع قاتلت بينها، استطاعت -وبالطبع بالمساعدة الدائمة من الأمريكيين- تحييد معظم هذه الجبهات، ليكون التركيز الأكبر على المقاومة في غزة، وعلى رأسها حماس، بما فيها قادتها داخل وخارج القطاع.
ويوضح الجدول التالي أبرز العمليات التي تبنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال الفترة من أكتوبر 2024 وحتى سبتمبر 2025.
جدول (2): عمليات القسام من قطاع غزة (أكتوبر 2024 حتى سبتمبر 2025)[15]
| التاريخ | العملية وموقعها | خسائر الجيش الإسرائيلي | 
| 21 أكتوبر 2024 | عمليات نوعيّة شمال غزة (الخزندار وجباليا) شملت تفجير ناقلة جند بالخزندار، وكمين ضد وحدة هندسية في جباليا. | مقتل جندي، وتدمير جرافتين، وإصابات وقتلى غير محددين في الوحدة الهندسية. | 
| 17 نوفمبر 2024 | قنص جنود شمال غرب غزة (الخزندار): قنص جندي داخل مبنى + استهداف آخر بقذيفة أفراد. | مقتل ضابط وجندي من لواء كفير؛ وإصابة ثالث بجراحٍ خطيرة. | 
| 31 مارس 2025 | كمين شرق خان يونس: تفجير دبابة بعبوة شديدة الانفجار + قصف هاون. | تدمير دبابة؛ خسائر بشرية مرجحة. | 
| 6 أبريل 2025 | قصف صاروخي على أسدود وعسقلان. | إصابة مستوطن واحد؛ اعتراض 5 صواريخ. | 
| 13 أبريل 2025 | تفجير منزل مفخخ في رفح: استدراج قوة خاصة متخفية ثم تفجير المنزل. | قتلى وجرحى في وحدة خاصة (أعداد غير معلنة). | 
| 26 مايو 2025 | قصف صاروخي: إطلاق رشقة صواريخ على مستوطنات غلاف غزة. | لا إصابات في ظل حديث عن اعتراض الصواريخ. | 
| 9 يوليو 2025 | عملية إغارة شرق خان يونس: استهداف دبابة وناقلة وحفّارين + محاولة أسر جندي. | مقتل جندي (قُتل أثناء محاولة أسره)؛ إعطاب آليات. | 
| 25 أغسطس 2025 | كمين شرق جباليا: تفجير دبابة بعبوة ناسفة + قصف هاون. | تدمير دبابة ميركافا؛ خسائر الطاقم غير معلنة. | 
| 30 أغسطس 2025 | كمين مركب في حي الزيتون (غزة): اشتباك مباشر مع قوة متوغلة؛ محاولة أسر جنود. | مقتل وإصابة عدة جنود؛ فقدان 4 جنود مؤقتًا؛ إخلاء ميداني بالمروحيات. | 
| 3 سبتمبر 2025 | أولى عمليات “عصا موسى” في جباليا وحي الزيتون، التي شملت استهداف آليات للجيش الإسرائيلي. | لا يتضح حجم الخسائر التي نتجت عن العملية. | 
يوضح الجدول السابق أن عمليات حماس ظلت مستمرة رغم ما تدعيه قوات الاحتلال من السيطرة على القطاع، وتحديدًا مدينة غزة، إذ صرح جيش الاحتلال أنه يسيطر على 40% من المدينة. ولكن التحليلات العسكرية على الجانب الآخر تشير إلى أن دخول هذه المناطق أو التواجد فيها لبعض الوقت لا يعني السيطرة عليها؛ فقوات الجيش الإسرائيلي دخلت مناطق عدة من غزة أكثر من مرة ثم انسحبت ثمّ عادت، ولا يعني هذا أنها تسيطر أو سيطرت عليها. ومن ناحيةٍ أخرى، تشير هذه التحليلات أن قدرة المقاومة على تنفيذ كمائن للقوات في هذه المناطق، والتصدي للقوات الراجلة فيها تؤكد أن هذه السيطرة شكلية وليست واقعًا فعليًّا[16].
ولكن يوضح الجدول من جانب آخر أن عمليات المقاومة لم تكن بنفس الوتيرة اتساقًا مع المراحل المختلفة من الحرب وفقًا لشدة القصف، واستراتيجية وخطة الجيش الإسرائيلي في الاقتحام برًا، فلا شك أن المراحل التي يقلل فيها الجيش العمليات البرية في مقابل زيادة القصف الجوي تكون فيها عمليات الحركة أقل، فضلًا عن المراحل التي تمر بها الحركة، وفقًا للتغيرات الميدانية من استشهادٍ للقادة، وانكشافٍ لعددٍ من الأنفاق أو خروجها عن العمل، وهو ما يحتاج لإعادة تموضع لتوجيه الضربات للعدو.
هذه التعليقات مع مضمون الجدول السابق إنما تؤكد التقييمات التي صدرت بشأن قوة المقاومة في غزة (وبخاصة حماس)، وحجم الخسائر التي لحقت بها، ومدى قدرتها على الصمود، إذ تُشير دراسة أعدها معهد دراسات الحرب الأمريكي، نُشرت نتائجها على سي إن إن (في أغسطس 2024)، أن ما يقرب من نصف كتائب وفرق القسام أعادت بناء نفسها، وذلك وفقًا لبيانات حللتها الدراسة، وأن معظم هذه الفرق قادرة على القيام بعملياتها ضد الجنود الإسرائيليين[17]، بالإضافة إلى ذلك أشارت تقارير أخرى -نقلًا عن مصادر إسرائيلية- إلى أن حماس ما زالت تملك 20 ألف مقاتلًا بعد مرور ما يقرب من عامين على الحرب[18].
ومن ثمّ، أكدت هذه الفترة أن نهج الحركة لبناء ذاتها والحفاظ على قدرتها على القيام بعمليات عسكرية سار في عدة اتجاهات[19]:
- تجنيد مئات المجندين الجُدد أثناء الحرب.
- عدم التمركز في مناطق بعينها، واتباع نهج لا مركزي في تواجد الجنود.
- تواجد المقاتلين في أنفاقٍ عديدة تحت الأرض.
- تنويع تكتيكات الهجوم بين استخدام العبوات الناسفة، والقصف، والكمائن، والعمليات الفدائية.
- العمل بنظام الهندسة العكسية؛ لإعادة استخدام المخلفات التي يتركها الاحتلال لتوظيفها في إعداد عبوات ناسفة وقنابل وأسلحة.
لا توجد مصادر تعكس بدقة حجم حماس ولا قدراتها العسكرية، ولكن التضارب الموجود في هذه المصادر يؤكد أن حماس وذراعها العسكري (القسام) باقية وتستطيع الفعل في ظل كل المخاطر والتهديدات المحيطة بالحركة في داخل القطاع وخارجه.
على صعيدٍ آخر، لم تتوقف عمليات حركات المقاومة في الضفة الغربية سواء أثناء هذا العام، أو منذ السابع من أكتوبر 2023، وذلك وفقًا لما يوضحه الجدول التالي:
جدول (3): عمليات المقاومة في الضفة الغربية[20]
| نوع المقاومة | العمليات منذ 7 أكتوبر 2024 حتى 10 سبتمبر 2025 | إجمالي العمليات من 7 أكتوبر 2023 حتى 10 سبتمبر 2025 | 
| إطلاق نار | 418 | 2228 | 
| عبوات ناسفة | 425 | 1286 | 
| عمليات طعن | 18 | 58 | 
| تظاهرات | 223 | 1062 | 
| عدد قتلى الاحتلال | 20 | 69 | 
| عدد جرحى الاحتلال | 217 | 575 | 
يُظهر هذا الجدول أن عمليات المقاومة من مختلف حركات المقاومة في الضفة لا زالت مستمرة خلال العام الثاني من طوفان الأقصى، ولكن تبرز الأرقام أن معدلات ووتيرة أعمال المقاومة بشقها المسلح (عمليات إطلاق النار، وإلقاء العبوات الناسفة، وعمليات الطعن) وشقها المدني (ممثلًا في التظاهرات) قد قلت بدرجةٍ كبيرة، وبالتبعية كانت نتائجها، إذ تراوحت نسبتها بين الربع إلى الثلث من إجمالي العمليات التي شهدتها الضفة منذ السابع من أكتوبر 2023. ولكن هذا يمكن قراءته في ظل تضييق الخناق الأمني على الفلسطينيين في الضفة من قبل قوات الاحتلال والسلطة السياسية في رام الله.
تبنت حركة حماس خلال العام الثاني من الطوفان بعض عمليات المقاومة في الضفة، منها: تبنيها لهجوم من قبل أحد أفرادها على حافلة إسرائيلية في مستوطنة أريئيل شمال الضفة الغربية، مما أسفر عن وقوع إصابات خطيرة في عددٍ من الركاب (30 نوفمبر 2024)[21]، بينما كانت دائمًا تكتفي بالتفاعل ومباركة أي تحركات مقاومة في الضفة والقدس، إذ باركت حركة حماس شن اثنين من سكان الضفة الغربية هجومًا على حافلة ومركبات في مستوطنة راموت في الثامن من سبتمبر 2025 مما أدى إلى متقتل 6 مستوطنين بينهم 3 من الحاخامات، وإصابة 47 آخرين بجروحٍ متفاوتة، بينهم حالات حرجة[22]. وربما لدواعٍ أمنية، لم تتوسع الحركة في إعلان تبنيها لعمليات مقاومة ضد الاحتلال في الضفة، فضلًا عن عدم قدرة الحركة على بناء تنظيمات موازية لها في الضفة لديها القدرة على الفعل والمقاومة مثلما تقوم في غزة.
إن نهج المقاومة في قطاع غزة والضفة اتخذ أشكالًا متنوعة تبعًا لظروف ومراحل العدوان وعنفوانه في كلٍ منهما، اتسمت هذه الأشكال في مجملها بالمرونة، والتنوع، والاستمرار وإن بوتائر مختلفة، فشهدت تصاعدًا في مراحل وانخفاضًا في مراحل أخرى، كما كانت بسيطة في أوقات، ومُركبة في أوقاتٍ أخرى. وقد أكدت التقديرات الخارجية (الأمريكية والإسرائيلية) أن المقاومة (خاصةً حماس) ما زالت تحتفظ بقدراتٍ تمكنها من الفعل، وإيلام العدو، كما أن عملياتها تكتسب أصداءً في الشارع الإسرائيلي وبين المحللين، فتحول العدوان إلى حرب استنزاف للجيش الإسرائيلي، ومسار انتقاد مستمر لحكومة نتنياهو في ظل عدم قدرتها على القضاء على قدرات حماس، وتحقيق النصر الكامل لصالحها.
ثالثًا- المقاومة والتفاوض.. خيار أم اختبار؟
منذ السابع من أكتوبر 2023 وقبله، والمقاومة تؤمن بأن العملية العسكرية هدفها تغيير حال القطاع والقضية الفلسطينية إلى وضعٍ جديد، هذا الوضع أساسه أن المفاوضات لا بد أن تسير جنبًا إلى جنب مع المقاومة المسلحة، وأن خيارًا واحدًا منهما ليس كافيًا لتحقيق الدولة الفلسطينية المنشودة.
وخلال عامين من هذا التاريخ، برزت المفاوضات بوصفها نهجًا للمقاومة لتحقيق أهداف أربعة أساسية، هي: وقف العدوان، واستدامة مرور المساعدات إلى القطاع، وانسحاب القوات الإسرائيلية المتوغلة من كامل القطاع، وتحرير الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال، وذلك في مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين أسرتهم الحركة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وخلال العام الثاني من الحرب، أبدت المقاومة مستويات مختلفة من التشدد والمرونة في التعامل مع مقترحات الوسطاء، فبينما كانت تناقش وتُعدل في بعض المقترحات، كانت ترفض دائمًا أي مساعٍ جزئية لتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار في مقابل تسليم المقاومة كل ما لديها من أسرى.
وعندما وصلت المقاومة إلى قناعة بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز النفاذ في منتصف يناير 2025، يحقق جُل أهدافها في ظل الوضع الراهن، قبلت به، على اعتبار أنه يفضي بنهاية مراحله الثلاث إلى وقف شامل للعدوان، وانسحابٍ لقوات الاحتلال. ولكن الاحتلال في مارس 2025 انتهك هذا الاتفاق، ولم يتفاوض كما كان مرسومًا من قبل الوسطاء لأجل الوصول إلى وقفٍ دائم لإطلاق النار.
ومع كل انتهاكٍ للاحتلال، وعدوان على الشعب الفلسطيني، وقيادات الحركة داخل وخارج فلسطين، تؤكد ثباتها على خيار التفاوض، وإبداء حسن النية مع جديتها في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب؛ إذ أطلقت في مايو 2025، سراح الأسير الأمريكي ألكسندر عيدان، بعد مفاوضات مباشرة بين حماس وواشنطن أُجريت في الدوحة.
ومن هنا يمكن رسم معالم لنهج المقاومة في التفاوض:
- التحديد الواضح للأهداف من التفاوض.
- إبداء حسن النية والتعاطي الإيجابي مع مقترحات الوسطاء والولايات المتحدة لأجل وقف الحرب.
- المطالبة والتأكيد على الضمانات اللازمة من الوسطاء لضمان تنفيذ الاتفاقيات التي تصل إليها مع الاحتلال.
ومن هذا النهج ثلاثي الأبعاد، يمكن تصور ثلاثة أهداف استراتيجية مقابلة لها في تعامل الحركة مع المفاوضات:
- نزع الاعتراف الدولي بحركة حماس، وشرعية وجودها، بوصفها طرفًا فاعلًا في القضية الفلسطينية.
- التأكيد للداخل الفلسطيني وفصائل المقاومة الشريكة لحماس جدية الحركة في التفاوض، ورغبتها في وقف الحرب.
- إشهاد العالم على جرائم وسوء نية إسرائيل، في مقابل الحركة التي تتعاطى إيجابيًا مع الوسطاء.
وطيلة الشهور الثلاثة الماضية (يونيو حتى سبتمبر 2025)، وهناك تحركات مستمرة بين الوسطاء (مصر وقطر)، والولايات المتحدة، لأجل الوصول إلى اتفاق هدنة، بعدما أقر العالم أجمع تقريبًا أن غزة تتعرض لعدوانٍ إسرائيلي، وأن هناك محاولة إبادة جماعية تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني. ورغم أن مجلس الأمن لم يتخذ قرارًا بشأن وقف الحرب في غزة منذ قرار يونيو 2024[23]، فإن آخر قرار بشأن وقف الحرب (يونيو 2025) قد حظي بتأييد كافة دول مجلس الأمن ما عدا الولايات المتحدة (التي استخدمت حق النقض: الفيتو)، ومن ثمّ لم يُمرر القرار[24].
وبعد جولات مستمرة في الدوحة والقاهرة، وزيارات لوفود حماس وإسرائيل، طرح الرئيس الأمريكي في 7 سبتمبر 2025 ما وُصف بأنه مبادئ جديدة لوقف إطلاق النار والإفراج الفوري عن الأسرى لدى حماس. وقد أشار إلى ذلك في منشورٍ له على وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا فيه[25]: “الجميع يريد عودة الرهائن إلى ديارهم. الجميع يريد إنهاء هذه الحرب! لقد قبل الإسرائيليون شروطي، وحان الوقت لحماس أن تقبلها أيضًا”. وأن هذا هو “إنذاره الأخير” لحماس.
على إثر هذا المُقترح، الذي رحبت به الحركة، اجتمع قادتها في الدوحة لمناقشة موقف الحركة النهائي منه في 9 سبتمبر 2025، ثمَّ جاءت العملية الإسرائيلية بتوجيه ضربات صاروخية عبر مجموعة طائرات مقاتلة إلى المقر الذي كان في الاجتماع. وقد أكدت الحركة على نجاة القيادات من محاولة الاغتيال، ولكن استشهد خمسة من مرافقيهم منهم نجل رئيس الحركة الحالي خليل الحية، ومدير مكتبه[26].
وُصفت هذه الضربة على أنها “قتل” إسرائيلي للمفاوضات بقتل المفاوضين، في وقتٍ تؤكد في أنه لا حصانة لأيٍ من أفراد المقاومة وحماس في أي مكان! وأن تكرار تنفيذ عمليات مثل هذه محتمل.
كل هذه التطورات تدفع إلى التساؤل بشأن مفاوضات المقاومة مع الاحتلال عبر الوسطاء، هل كانت اختيارًا للمقاومة بمعنى أنها من بين خياراتٍ أخرى كانت أمامها أن تختار منها المفاوضات أو غيرها؟ أم أنها اختبارًا للحركة بمعنى أنه من الضروري أن تمر عبر المفاوضات لتحقيق أهدافها؟
والأقرب للواقع، ولتصور المقاومة، ومجمل نهجها، أن المفاوضات كانت “اختبارًا” للحركة، لذلك هي طيلة هذا العام الثاني من الحرب لم تُعلق المفاوضات سوى في نهاية يوليو 2025، رابطةً إياها بعودة المساعدات الإنسانية للقطاع، ووقف المجاعة، ولكن بعد أقل من شهر عادت الحركة للمفاوضات، كما كانت سرعان ما تعود إليها بعد مشاوراتٍ مع الوسطاء، وبالتأكيد مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بل إنها حتى الآن لم تُعلن “تعليق التفاوض”، أو “رفضها التعاطي مع المقترح الأمريكي” الأخير، ما يكشف أن المفاوضات كانت خلال العام الثاني من الحرب “اختبارًا” للحركة لتحقيق أهدافها، ووقف العدوان على القطاع، ومن ثمّ كان مفاوض المقاومة يتعامل مع طاولة المفاوضات على أنها ساحة امتحان يلزم اجتيازه، والتعامل الجاد فيه، مهما كانت صعوبة أو سهولة هذا الامتحان، أو هوية المراقبين.
وبناءً على هذا التصور السابق، كان على المقاومة أن تُدير نوعًا من الدعاية المضادة للعدو الصهيوني، بل وأحيانًا نوعًا من الحرب النفسية تجاه اليهود داخل إسرائيل. وكانت الورقة الأهم في ذلك، هي ورقة الأسرى، وذلك عبر ثلاثة مشاهد:
- مشاهد الفيديوهات التي تُبث للأسرى (الحرب النفسية).
- مشاهد تسليم الأسرى (استعراض وإثبات القوة).
- خطابات ورسائل تبعثها الحركة للعالم عن وضع الأسرى ومعاملة الحركة لهم.
ويوضح الجدول التالي نماذج من هذه الفيديوهات التي بُثت خلال العام الثاني للعدوان:
جدول (4): أبرز الفيديوهات التي بثتها حركة حماس للأسرى لديها[27]
| تاريخ النشر | مضمون الفيديو | 
| 12 أبريل 2025 | مقطع فيديو للأسير الذي يحمل الجنسية الأمريكية (عيدان ألكسندر)، وجه الأسير حديثه إلى الرئيس الأمريكي لإنقاذه، كما أفاد في حديثه أن حكومة إسرائيل ستعيدهم إلى الديار أمواتًا، فلا يوجد أمل في غير ذلك. | 
| 19 أبريل 2025 | أظهر الفيديو أسيرًا يتحدث إلى عائلته، ويدعوهم إلى التظاهر من أجلهم، وإلى التحدث إلى الرئيس الأمريكي (ترامب). كما كان عنوان الفيديو: الوقت ينفذ – لن يخرجوا إلا بصفقة. | 
| 23 أبريل 2025 | أظهر الفيديو أسيرًا يبكي، محتفلًا بعيد ميلاده الثاني في الأسر!، ويشكو من الظروف التي يعيش فيها. كما طالب الأسير المجتمع الإسرائيلي بفعل كل شيء من أجل إعادة الأسرى بأسرع وقتٍ ممكن، متهمًا مؤيدي نتنياهو بعدم الاهتمام لحياة الأسرى ويودون موتهم. | 
| 3 مايو 2025 | يظهر الفيديو أسيرًا مصابًا، ويقول فيه: إنه تعرض مع زملائه للقصف الإسرائيلي بعد انتهاء وقف إطلاق النار للمرة الثانية، مؤكدًا على ظروف الاحتجاز الصعبة. ووجّه الأسير رسالة للإسرائيليين قائلًا: “كيف تحتفلون بعيد الاستقلال بينما هناك 59 من مواطنيكم في الأسر؟” | 
| 10 مايو 2025 | فيديو يظهر أسيرين، يتحدث فيه أحدهما ويشير إلى تدهور الحالة الصحية والنفسية للأسير الآخر، وأنهم في وضعٍ صعب داخل القطاع، موجهًا رسالة إلى “شعب إسرائيل” أنهم ما زالوا على قيد الحياة، وأن إسرائيل هي التي ستقتلهم كما تقتل المدنيين. | 
| 1 أغسطس 2025 | عرض مقطع الفيديو صورًا لأسير بدت عليه علامات الهزال (بجسد نحيف جدًا)، مقابل لقطات لأطفال غزة وقد ظهرت عليهم آثار المجاعة بشكلٍ واضح نتيجة الحصار الإسرائيلي. | 
| 5 سبتمبر 2025 | أسير إسرائيلي يتجول داخل سيارة بين ركام المنازل المدمرة في مدينة غزة. حمل الفيديو عنوان ما قاله الأسير: “أعتقد أننا أسرى لدى حماس، لكن الحقيقة أننا أسرى لدى حكومتنا لدى نتنياهو وبن غفير وسموتريتش”، التي “لا تهتم لمقتل الجنود والأسرى”. وقال الأسير: إنه “مرعوب من فكرة هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة”، محذرًا من موته وبقية الأسرى، بعد تأكيد عناصر القسام أنهم لن يتحركوا من المدينة. | 
تُبرز النماذج السابقة في توقيتاتها ورسائلها قدرة حركة حماس على إدارة المعركة الإعلامية باستغلال ورقة الأسرى، لتوجيه رسائل للعالم، وللولايات المتحدة، وللداخل الإسرائيلي: حكومةً وشبعًا. فعلى مستوى التوقيتات، نجد أن الحركة كثفت نشر الفيديوهات بعد انتهاك إسرائيل للهدنة الثانية (التي انتهت في مارس 2025)، مؤكدةً أن الأسرى لن تتحرر إلا بصفقة كما حدث في المرتين السابقتين. كما كان للفيديوهين المنشورين في أوائل كل من أغسطس وسبتمبر دلالة مهمة في إيصال رسائل عن الحالة التي وصل لها القطاع من مجاعة، وأن الأسرى ليسوا مستثنين من سياسات الحصار الإسرائيلية على القطاع.
حاولت المقاومة، عبر توظيف ورقة الأسرى، توجيه الضغط إلى الداخل الإسرائيلي وتحميل حكومته مسؤولية ما آلت إليه أوضاع الأسرى، وإلى تحميل الأطراف الحقيقية القادرة على وقف الحرب مسؤوليتها ممثلة في الولايات المتحدة، وإلى اطلاع العالم بالأوضاع التي وصل إليها القطاع من تدمير ومجاعة وإبادة، في محاولةٍ للتأثير على جماهير وحكومات العالم التي يمكنها التحرك لحلحلة الوضع في غزة.
نجحت المقاومة نسبيًا عبر آلتها الإعلامية، ليس فقط في تغيير صورة الحركة، وتقليل حدة الانتقادات الموجهة لها، ولكن الأهم إقناع شريحة واسعة من الحكومات والرأي العام العالمي بالإجرام الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة، وبعدالة القضية الفلسطينية، ومطالبها بدولة فلسطينية، التي أحيتها السابع من أكتوبر 2023.
فعلى المستوى الدولي، أعلنت عشر دول، ومنذ السابع من أكتوبر 2023، اعترافها رسميًا بالدولة الفلسطينية منها ثلاث من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هي النرويج وإسبانيا وأيرلندا، فضًلًا عن ذلك أعربت 15 دولة من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وبلجيكا إنها ستعترف بدولة فلسطينية في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة (2025). وقد ربطت بريطانيا وكندا احتمال التراجع عن هذه الخطوة حال تم وقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، ولكن في المقابل انتقدت إسرائيل هذه الخطوات، ووصفتها بأنها “مكافأة لحماس”، وبالمثل هددت الولايات المتحدة بعدم إتمام الصفقة التجارية مع كندا في حال اعترفت بالدولة الفلسطينية[28]. وبالفعل انضم في 21 سبتمبر 2025 كل من بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال إلى الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية رسميًا، وقد توعد نتنياهو بالرد على هذه الخطوة بعد عودته من زيارته للولايات المتحدة[29].
على المستوى الشعبي العالمي، أصبحت المظاهرات وصور التعاطف الرمزي مع القضية الفلسطينية علامة مسجلة حتى في المناسبات الترفيهية والرياضية. ففي المجر، وأثناء مباراة كرة قدم بين إيطاليا وإسرائيل مؤهلة لكأس العالم أدارت الجماهير ظهرها أثناء عزف النشيد الإسرائيلي، كما تراشق مدرب إيطاليا مع مدرب الفريق الإسرائيلي واللاعبين موجهًا السباب لهم بسبب موقفهم من العدوان على غزة[30]. وفي بولندا، قامت ناشطة برش طلاء بلون الدم (الأحمر) على مغني إسرائيلي أثناء حفل له في وراسو[31].
إذن، كانت هجمات السابع من أكتوبر محركًا مهمًا في سبيل الاعتراف بدولة فلسطينية، كما كانت محفزًا مهمًا للشعوب للتعاطف مع القضية الفلسطينية، وإعادة رمزيتها إلى الوجدان الشعبي العالمي. فالقضية الفلسطينية لا يمكن أن تحقق مكاسبًا وتحفظ وجودها وحيويتها عبر حديث النخب السياسية سواء في الغرب أو الشرق أو غيرهم، ولكن ما يحفظ وجودها هو بقاؤها بوصفها قضية رمزية إنسانية عالمية تدافع وتتضامن معها كل الشعوب عبر مشارق الأرض ومغاربها.
خاتمة:
تعرَّضت المقاومة بكافة مكوناتها، وفي القلب منها حركة حماس، خلال عام ثانٍ من طوفان الأقصى لتحدياتٍ واختباراتٍ عديدة، أبرزها زيادة شدة القصف وحدة الحصار على القطاع، وما تبعه من نتائج أفضت إلى المجاعة وانهيار في منظومات الخدمات الأساسية وعلى رأسها الصحة، والغذاء، والمياه، والتعليم، واستهداف العديد من قادتها، وحاجتها إلى مجندين جدد، فضلًا عن حاجتها إلى تجديد قدراتها الذاتية والتسليحية، في ظل افتقارها لدعم محور المقاومة الذي تراجع عن ساحة الحرب والمواجهة منذ بداية العام (حالة حزب الله)، ثمّ منذ منتصف العام (حالة إيران).
ومن ثمّ يمكن تلخيص هذه التحديات في أربعة مستويات، بعضها على المستوى الشعبي وعلاقة المقاومة ببيئتها الحاضنة في قطاع غزة، وبعضها على مستوى الحركة نفسها وقدراتها العسكرية، وبعضها الآخر يتعلق بعلاقتها بالاحتلال الإسرائيلي (ومسار المفاوضات)، كما أن هناك من التحديات ما يتصل بعلاقات المقاومة بالأطراف الثالثة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية (الوسطاء والمجتمع الدولي).
على المستوى الشعبي، فرض استمرار العدوان تحديات تتعلق بشعبية الحركة، وقدرتها الفعلية على حكم القطاع، بمعنى تقديم الخدمات الأساسية والمعيشية اللازمة للسكان، ورفع الحصار والعدوان عن أهله، ووقف حرب الإبادة، وقطع الطريق أمام مخططات التهجير القسري للسكان خارج القطاع، والنزوح الداخلي بسبب عمليات قوات الاحتلال.
أما على مستوى قدرات الحركة نفسها، فإن فقدها لنخبة قادتها من الصف الأول والثاني، واستهدافهم المستمر داخل القطاع وخارجه يُصيب الحركة بنوعٍ من الإرباك يتعلق بشغل محل هذه القيادات بكفاءات موازية للسابقة، بالإضافة إلى الضغط العسكري على الحركة بعدما كف حزب الله وطهران عملياتهما تجاه الاحتلال، ما جعل حماس وفصائل المقاومة والقطاع في وجه نيران الاحتلال بمفردهم، فضلًا عن تجفيف منابع الدعم بالأسلحة من هذه الجهات بفعل الحصار والتشديد في العلاقات مع هذه الأطراف، بما يوقع العبء الكامل على الداخل لتصنيع الأسلحة، الأمر الذي يُعرض المقاومة للاستنزاف من ناحية، ويحرمها من بعض التكنولوجيات التسليحية المتطورة التي تحتاجها من الخارج من ناحية أخرى.
أما على مستوى علاقة الحركة بالاحتلال، فذلك منبع التحديات والتهديدات للحركة والقطاع، فأبرز ما تعانيه الحركة هو عدم ارتداع الاحتلال من المجتمع الدولي، ومساندة الولايات المتحدة المُطلقة له، ومراوغته المستمرة في المفاوضات، واتباعه استراتيجيات: قتل الوقت، وقتل المفاوض، ثمّ قتل المفاوضات ذاتها.
وعلى مستوى علاقة الحركة بالأطراف الثالثة ومنها الولايات المتحدة والوسطاء، فالحركة تشهد تحديات كبيرة تتعلق بالدور المزدوج الذي تلعبه الولايات المتحدة بوصفها الضامن الأهم لوقف الحرب، والداعم الأول لجيش الاحتلال، بالإضافة للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والاحتلال على الدول الإقليمية لإطباق الحصار والخناق على القطاع، ومن ثمّ تضييق الخيارات المتاحة أمام الحركة.
وإزاء هذه الضغوط كانت المقاومة في غزة حاضرة بعملياتها، ولم تكف عنها، وإن اختلفت وتيرتها حسب معطيات كل مرحلة من مراحل العدوان. كما نوعت عملياتها بين قنص جنود، واستهداف دبابات، ومحاولة أسر، وتدمير آليات عسكرية وجرافات، وقليل منها إطلاق صواريخ على الأراضي المُحتلة من قبل العدو. وبالتوازي استمرت حالة المقاومة المسلحة والمدنية في الضفة الغربية، ولكن بوتيرة أقل بكثير مما كانت عليها خلال العام الأول من الطوفان؛ بسبب القبضة الأمنية الشديدة لقوات الاحتلال والسلطات في رام الله.
وفيما يخص المسار التفاوضي، والتعامل في الشق الدبلوماسي، فقد تعاملت الحركة بإيجابية مع كافة مقترحات الهدنة ووقف إطلاق النار، وفق سقف من الأهداف وضعته الحركة، ووفق استراتيجية مُحددة تضمن وقف العدوان، وإدخال المساعدات، مع الحفاظ على صورة الحركة، ونزع الاعتراف الدولي بشرعيتها، والحفاظ على قضية فلسطين حية، باقية في ذاكرات الشعوب والحكومات الغربية والإسلامية، وهو ما تحقق بالفعل من خلال التضامن الرسمي الواسع لوقف الحرب، والاعتراف بدولة فلسطين من قبل أكثر الدول الحليفة للولايات المتحدة وإسرائيل، وعبر التضامن الجماهيري الشعبي والرمزي مع القضية الفلسطينية ومسألة الإبادة والمجاعة في قطاع غزة.
كان نهج حركة حماس طيلة هذا العام، هو الانخراط النشط في العمليات العسكرية، وطاولة المفاوضات، والحديث إلى الوسطاء، وفتح حوار مع العالم عبر متحدثيها وبياناتها المستمرة التي تُندد بالعدوان وتسعى لفضح ممارساته. كما وظفت الأدوات التي تمتلكها لأجل كسب التعاطف والتضامن للقضية ولغزة من جانب، والضغط على نتنياهو وحكومته والداخل الإسرائيلي من جانب آخر، فكانت الفيديوهات التي تُبث عن حالة الأسرى، والفيديوهات الخاصة بعمليات القسام النوعية أداتها الإعلامية البارزة لإيصال رسائلها الفعلية.
ومن المتوقع رغم كل الصدمات التي تعرضت لها الحركة، والفقد الذي تعرضت له في قادتها، أن تظل صامدة على نهج الاستبسال في المقاومة المسلحة على طول القطاع وعرضه، والانفتاح على مقترحات الوسطاء والولايات المتحدة من أجل وقف الحرب، مع توجيه مزيد من الدعاية إلى الداخل الإسرائيلي للضغط على حكومة نتنياهو، ودعوة أحرار العالم للضغط على الاحتلال لوقف العدوان، فضلًا عن محاولة نقض أي رواية إسرائيلية بشأن الحركة والفلسطينيين والمقاومة عمومًا؛ لترسخها بوصفها حق وواجب من أجل مناهضة الظلم والعدوان، ومن ثمّ كان ترميز القضية وعودتها لمكانتها على السطح بين القضايا العالمية الكثيرة أكبر مكتسبات طوفان الأقصى، خاصةً خلال عامه الثاني، الذي تأكد معه زيف ادعاءات الاحتلال، وكذب مزاعمه بشأن هجمات السابع من أكتوبر 2023، وما تبعه من عدوانٍ غاشم على قطاع غزة، وأعمال عنف واعتداءات طالت كافة أرجاء الضفة الغربية.
————————————-
الهوامش:
⁕ باحث في مركز الحضارة للدراسات والبحوث.
[1] أما في الضفة الغربية فقد بلغ عدد الشهداء 1038، ربعهم من الأطفال.
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الشهداء، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/otUZR
[2] عشرات الشهداء والمفقودين بغزة ووزارة الصحة ترفض مغادرة منشآتها، الجزيرة. نت، 9 سبتمبر 2025، تاريخ الدخول: 9 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/6ZKJD
[3] الأمم المتحدة، لأول مرة: تأكيد حدوث المجاعة في محافظة غزة وتوقع امتدادها إلى مناطق أخرى خلال أسابيع، 22 أغسطس 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/VWdbi
[4] The World’s Shame in Gaza. International Crisis Group, International Crisis Group, 2 September 2025, p. 2.
[5] هاني رمضان طالب، نهج التدمير: تكثيف نهج التدمير الصهيوني في الأراضي الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر.. مقاربة نظرية، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، أغسطس 2025، ص ص 18 – 23.
[6] Humanitarian Country Analysis 2025: Palestine, the Swedish International Development Cooperation Agency (Sida), 31 March 2025, p. 3.
[7] إبادتنا: تقرير حول الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بتسيلم، يوليو 2025، ص ص 30 – 37.
[8] عقب زيارة القاهرة… هل زال التوتر من علاقات مصر بـ «حماس»؟، الشرق الأوسط، 12 أغسطس 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/XUmth
[9] انظر نموذج من هذه الخطابات: كلمة أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في اليوم الـ651 من الحرب الإسرائيلية على غزة، قناة الجزيرة على يوتيوب، 18 يوليو 2025، تاريخ الدخول: 18 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/T4Zy41
[10] خالد فتحي، عام من القتال غيّر خطاب “حماس” وتفكيرها السياسي، إندبندنت عربية، 7 أكتوبر 2024، تاريخ الدخول: 18 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/9Np6n
[11] حماس: اتفاق وقف النار هو ثمرة صمود شعبنا على مدار أكثر 15 شهرًا، العربية.نت، 15 يناير 2025، تاريخ الدخول: 18 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/CNuYc
[12] تم إعداد هذا الجدول اعتمادًا على: نتائج استطلاع الرأي العام رقم(95) ، المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، 6 مايو 2025، ص 1 – 20.
[13] انظر: المرجع السابق، ص 5، 7.
[14] للمزيد انظر: أبرز قيادات حزب الله التي اغتالَتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى، الجزيرة. نت، 27 سبتمبر 2024، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/xuMXz
[15] تم إعداد هذا الجدول من قبل الباحث بالرجوع إلى:
– القسام تبث فيديو لتفجير آلية إسرائيلية وقنص جندي شمال غزة، قناة الجزيرة على اليوتيوب، 21 أكتوبر 2024، تاريخ الدخول: 5 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/rXdjG
– القسام تنشر مشاهد قنص جنود في الخزندار شمال غزة، القدس بريس، 17 نوفمبر 2024، تاريخ الدخول: 5 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://qudspress.com/16705
– القسام تعلن تفجير دبابة بعبوة شرق خانيونس، وكالة صفا، 31 مارس 2025، تاريخ الدخول 5 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/DXzw9
– إصابات ودمار بقصف للمقاومة على عسقلان وأسدود، الجزيرة. نت، 6 أبريل 2025، تاريخ الدخول: 5 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/oMbSO
– القسام توقع بقوة إسرائيلية في رفح ووزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد بهجوم أشد على غزة، قناة الجزيرة على اليوتيوب، 13 أبريل 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/rfzc0
– المقاومة تطلق رشقة صاروخية من جنوب قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف، وكالة شهاب، 26 مايو 2025، تاريخ الدخول: 5 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/4N1eb
– كيف نفذت كتائب القسام عملية الإغارة على جنود الاحتلال في خان يونس؟، قناة الجزيرة على اليوتيوب، 10 يوليو 2025، 5 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/CT1Az
– كمين محكم في حي الزيتون استهدف قوة إسرائيلية متوغِّلة، قناة أخبار الميادين على اليوتيوب، 31 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/y23it
– قراءة عسكرية.. القسام تبث صورا لعمليات استهداف آليات إسرائيلية ضمن أولى عمليات عصا موسى، قناة الجزيرة على اليوتيوب، 3 سبتمبر 2025، تاريخ الدخول: 5 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/V4xZO
[16] الدويري: “غيتو نازي” يجري في غزة و”عربات جدعون 2″ مختلفة عن سابقاتها، الجزيرة. نت، 4 سبتمبر 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/Te3hC
[17] See how data analyses contradicts Netanyahu’s claim about war in Gaza, CNN, 5 August 2024, Accessed: 8 September 2025, Available at: https://cutt.us/QgOhb
[18] مسؤول إسرائيلي: 20 ألف مقاتل لا يزالون لدى حماس، الجزيرة. نت، 23 أغسطس 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/jONEp
[19] ماجدة القاضي، من “وهم التصفية” إلى “مأزق الاستنزاف”.. مقاتلو حماس والتقديرات الإسرائيلية المرتبكة، مصر 360، 30 أغسطس 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/oWW41
[20] تم إعداد هذا الجدول اعتمادًا على المصدر التالي: مُعطى مركز معلومات فلسطين، المعطى اليومي، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://mo3ta.ps/daily_mo3ta
[21] حماس تتبنى هجوم الحافلة قرب مستوطنة بالضفة الغربية، سكاي نيوز عربية، 12 أغسطس 2025، تاريخ الدخول: 18 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/zKPX9
[22] انظر بعض من هذه البيانات:
– “حماس”: نحيّي العملية البطولية شرق رام الله والتي أسفرت عن إصابة أحد المستوطنين، القدس برس، 21 أغسطس 2025، تاريخ الدخول: 18 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://qudspress.com/213408/
– أدت لمقتل 6 إسرائيليين.. حماس والجهاد تباركان عملية القدس، الجزيرة نت، 8 سبتمبر 2025، تاريخ الدخول: 19 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/iU9O9
[23] مجلس الأمن يعتمد قرارًا بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الأمم المتحدة، 10 يونيو 2024، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/LKJgn
[24] مجلس الأمن: الفيتو الأمريكي يسقط مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، فرانس 24، 5 يونيو 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/RLuXl
[25] مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار في غزة.. وترامب يطلق تحذيرًا لحماس، سي إن إن بالعربية، 8 سبتمبر 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/yWOjt
[26] حماس تعلن نجاة وفد الحركة بالدوحة من محاولة اغتيال إسرائيلية، الجزيرة. نت، 9 سبتمبر 2025، تاريخ الدخول: 9 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/b7Q2a
[27] تم الاعتماد في إعداد هذا الجدول على:
– “إبداع في الحرب النفسية”.. تفاعل واسع مع فيديو القسام للأسير عيدان، الجزيرة نت، 13 أبريل 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/z2pQv
– “لن يعودوا إلا بصفقة.. الوقت ينفد”.. “كتائب القسام” تبث فيديو جديدا لأسير إسرائيلي لديها، روسيا اليوم، 19 أبريل 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/LFEZB
– القسام تبث مقطعا مصورا للمحتجز الإسرائيلي عمري ميران.. ماذا قال؟، قناة الجزيرة على اليوتيوب، 23 أبريل 2025، تاريخ الدخول: 5 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/1xfb3
– القسام تبث تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي يتحدث فيه عن نجاته بعد قصف إسرائيلي، قناة الجزيرة على اليوتيوب، 23 أبريل 2025، تاريخ الدخول: 5 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/mUeD2
– كتائب القسام تبث تسجيلا مصورا لأسيرين إسرائيليين، قناة الجزيرة على اليوتيوب، 10 مايو 2025، تاريخ الدخول: 5 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/F5qNb
– “يأكلون مما نأكل”.. القسام تبث مشاهد أسير إسرائيلي بجسد هزيل، الجزيرة نت، 1 أغسطس 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/camaW
– القسام تبث فيديو لأسير إسرائيلي يتجول داخل مدينة غزة، الجزيرة نت، 5 سبتمبر 2025، تاريخ الدخول: 8 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/bjKPK
[28] للمزيد انظر:
– هذه هي الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، سكاي نيوز عربية، 12 أغسطس 2025، تاريخ الدخول: 6 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/9BoaW
– ما الذي يعنيه توسيع نطاق الاعتراف بدولة فلسطينية؟، الجزيرة. نت، 4 سبتمبر 2025، تاريخ الدخول: 6 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/m8uqy
– 15 دولة تعلن جماعيا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، الجزيرة. نت، 30 يوليو 2025، تاريخ الدخول: 6 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/1aZr9
[29] بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال تعترف بدولة فلسطين ونتنياهو يتوعد بالرد، الجزيرة، 21 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 22 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/0iu7wZ
[30] غاتوزو يشتم لاعبين إسرائيليين والجماهير الإيطالية تدير ظهورها لهم، الجزيرة. نت، 9 سبتمبر 2025، تاريخ الدخول: 10 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/YQzBG
[31] ناشطة مؤيدة للفلسطينيين تلقي طلاء أحمر على مغني إسرائيلي في حفل موسيقي في وارسو، تايمز أوف إسرائيل، 3 سبتمبر 2025، تاريخ الدخول: 6 سبتمبر 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/7FJJO
نشر في العدد 39 من فصلية قضايا ونظرات – أكتوبر 2025
 
				 
					




