في منظور حضاري لدراسة العلاقات الدولية: خبرة البناء: الخصائص والإشكاليات

في منظور حضاري لدراسة العلاقات الدولية: خبرة البناء: الخصائص والإشكاليات§

دراسة مقدمة للنشر في مجلة “الإحياء”، العدد 30، الرابطة المحمدية للعلماء

(تحت الطبع)

أ.د.نادية محمود مصطفى

 

* تمهيد…

إن إسهامات الدراسات والعلوم الإسلامية في مجال العلاقات الدولية في الإسلام إسهامات زاخرة ووافرة وتعود إلى ما قبل تأسيس علم العلاقات الدولية (وهي الدراسات التي انبنى على جزء كبير منها مخرجات مشروع العلاقات الدولية في الإسلام ([i][1])، ولكن الإشكالية المثارة هنا حول “منظورات حضارية مقارنة”، إنما تتصل بمجال علم العلاقات الدولية الحديث الذي أسسته منظورات غربية، وهو العلم الذي يمر بأزمة مراجعة استدعت التساؤل حول آفاق منظورات حضارية مقارنة. إذن إذا كانت هذه هي الغاية والهدف؛ فمن ثم لابد وأن تنطلق الدوافع والمبررات -في جزء ركين منهامن حالة هذا العلملبناء منظور حضاري، وكذلك كان لابد وأن تجد المبررات منطقها، في جانب كبير منها، من أدلة وحجج أكاديمية من داخل العلم والتخصص، وذلك في مواجهة الانتقادات المختلفة التي تراكمت منذ إعداد مشروع العلاقات الدولية في الإسلام وخلال تنفيذه وخلال مناقشة مخرجاته من ناحية، والتي تراكمت أيضًا من ناحية أخرى خلال تدريسه وخلال تفعيله في تطبيقات بحثية متعددة (كما سنرى لاحقًا)؛ ذلك لأن مشروع العلاقات الدولية في الإسلام لم يكن إلا بمثابة البنية التحتية لبناء منظور حضاري مقارن لدراسة العلاقات الدولية.

ومن جوانب أهمية هذا الموضوع: العلاقة بين: طبيعة النسق المعرفي، والمنظورات المنبثقة عنه أو منه، والأطر النظرية والمفاهيمية، وقدر تأثرها بالمنظورات؛ ومن ثم ضرورة تحديد الاختلافات بين النسق المعرفي الإسلامي والنسق المعرفي الغربي ودلالة هذه الاختلافات بالنسبة للأبعاد المقارنة بين “منظور غربي” لدراسة العلاقات الدولية و”منظور إسلامي” لهذا المجال…تأسيسًا على تحليل المصطلح.

ولا يقتصر الأمر على العلاقات الدولية بل نجد هذا التوجه بارزًا في كافة فروع العلوم الإنسانية التي عالجت بوضوح الإشكاليات العامة المنهاجية وأثر اختلاف الأنساق المعرفية على المنظورات المقارنة الغربية والإسلامية، كما تتضمن هذه المصادر تعريفًا ببضع الأبعاد النظرية المتصلة بدراسة هذه الاختلافات في كافة فروع العلم([ii][2]).

ما سبق يقودنا الآن إلى تسجيل التساؤلات التالية: ما هي دوافع ومبررات، ومن ثم إمكانيات تطوير منظور إسلامي مقارن على صعيد علم العلاقات الدولية؟ وما هي  خصائص وأبعاد وإشكاليات دراسة هذا المنظور؟ 



§تستند هذه الدراسة إلى دراسة تفصيلية شاملة سبق وأعدتها د. نادية مصطفى ونشرت ضمن أعمال دورة “المنهاجية الإسلامية في العلوم الاجتماعية: حقل العلوم السياسية نموذجًا” التي نشرت بالقاهرة بالتعاون بين: المعهد العالمي للفكر الإسلامي ومركز الحضارة للدراسات السياسية، 2002. وتم تحديثها في نسخة منقحة ومزيدة قدمت ضمن أعمال مؤتمر “حوار الحضارات والمسارات المتنوعة للمعرفة (المؤتمر الثاني للتحيز( 2007، تحت التحرير والإعداد للنشر.

لتحميل الدراسة كاملة بصيغة pdf

اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى