طوفان الأقصى: المواقف العربية الرسمية والشعبية

مقدمة:

استيقظ العالم صباح يوم السبت 7أكتوبر من العام الجاري على عملية شنتها الفصائل الفلسطينية المقاومة في غزة على إسرائيل، نتيجة لاستمرار الحصار الإسرائيلي على غزة وتصاعد هجمات المتسوطنين على المسجد الأقصى ومحاولات تصفية القضية على كافة الأصعدة.

فعلى مستوى المفاجآت، لم يكن متوقعًا أن تقدم حماس على تنفيذ عملية بهذا الحجم والقوة والانتشار ضد إسرائيل، حيث نوعت حركة حماس هجماتها باستخدام قدرات عسكرية غير متوقعة على كافة الأصعدة: برًا وبحرًا وجوًا، وهو تطور مختلف عن العمليات السابقة التي كانت تقتصر على إطلاق الصواريخ نحو المدن والمستوطنات الإسرائيلية[1]. أسفرت تلك العملية حتى لحظة كتابة هذا التقرير وفق بعض التقديرات عن 1400 قتيل إسرائيلي[2]، وقد قامت دولة الاحتلال بدورها بإعلان الحرب على غزة وشنت عدوانًا مدمرًا استهدف المدنيين في المقام الأول وخلف وراءه حتى الآن قرابة (…)* شهيد أكثرهم من النساء والأطفال[3].

أثارت هذه العملية مجموعة متباينة من ردود الفعل العربية على المستويين؛ الرسمي والشعبي. والتي جاءت في مجملها لتعكس التباين الواسع بين الموقف الرسمي للأنظمة والحكومات العربية والموقف الشعبي من القضية الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يسعى هذا التقرير لرصد وتحليل ردود الأفعال العربية على المستويين المذكورين.

أولًا: الموقف الرسمي للأنظمة والحكومات العربية:

جاءت مواقف الحكومات والأنظمة العربية متباينة غير موحدة وإن كانت في مجملها سلبية دون مستوى التأثير المطلوب من دول لديها من الإمكانات والأوراق ما يمكنها من الضغط على الولايات المتحدة – الداعمة لإسرائيل بكل ثقلها- وكذلك تغيير كفة موازين القوى الراجحة لكفة العدو الإسرائيلي.  وفيما يلي نذكر مواقف الدول العربية بشئ من التفصيل:

أ) مواقف دول الطوق والأقرب تفاعلًا

1) الموقف المصري:

تعتبر مصر الدولة الأهم فيما يخص القضية الفلسطينية، ومرد ذلك في هذه اللحظة ليس لقدرة مصر فقط على التوسط لإيقاف التصعيد وإيقاف الحرب بتسوية سياسية، ولكن لكونها المنفذ الأهم لأى مساعدات قد تدخل إلى قطاع غزة المحاصر عبر معبر مرفح. وعند متابعة الموقف المصري منذ بداية معركة طوفان الأقصى، نجد أن مصر حذرت في بيان وزارة  الخارجية يوم 7أكتوبر من تداعيات “التصعيد”، وحثت على ضبط النفس، داعية المجتمع الدولي إلى “حث إسرائيل على وقف الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني”. كما أعلنت الخارجية المصرية في بيان آخر إجراء وزيرها سامح شكري “اتصالات مع مسؤولين دوليين لوقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”. وفي خطوة تالية تُعد متقدمة نوعًا ما في الموقف المصري، وجه الرئيس المصري – بعد ترأسه لاجتماع لمجلس الأمن القومي المصري- دعوة لاستضافة مصر قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية. لكنه لم يحدد الدول والجهات المدعوة أو موعد انعقادها[4].

أما على صعيد المساعدات فقد امتنعت مصر عن اتخاذ أى مبادرة لإدخال المساعدات دون تنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة، كما اتخذت قرارًا بإيقاف العمل في معبر رفح إلى أجل غير مسمى، وخاصة بعد أن قصفت إسرائيل الجانب الفلسطيني من المعبر وأبلغت السلطات المصرية بأنها ستقصف قوافل المساعدات في حال قررت القاهرة إدخالها[5]. وأخيرًا فإنه وبرغم انتشار صور عديدة لقافلة مساعدات متوجهة من مصر نحو المعبر وكذلك وصول أكثر من طائرة تحمل مساعدات لمطار العريش، فإن وزير الخارجية المصري قد صرح يوم 15 أكتوبر قائلًا: “إن القاهرة لم تحصل على (إذن) لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، وأضاف: نقوم بالتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالة الأونروا لتقديم طلب الإذن بمرور هذه الإمدادات عبر معبر رفح”[6].

2) موقف المملكة العربية السعودية:

كانت السعودبة على شفا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد فترة طويلة من المحاولات الأمريكية والتي كادت أن تكلل بالتمام لولا عملية حماس المفاجئة، الأمر الذي قلب موازين المعادلة وأربك المشهد وجعله الآن أكثر تعقيدًا. وعلى صعيد موقفها صرحت وزارة الخارجية السعودية في يوم 7 أكتوبر –أول أيام الحرب- قائلة: “تتابع المملكة من كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عدد من الجبهات هناك”. كما دعت إلى “الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين وضبط النفس”، وكذلك دعت المجتمع الدولي لتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين[7].

وفي 13 أكتوبر وبعد دعوة إسرائيل الفلسطينيين القاطنين شمال غزة إلى مغادرتها نحو وسط وجنوب القطاع، وهو ما اعتبر دعوة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا أكدت فيه رفضها القاطع لدعوات التهجيرى القسري للشعب الفلسطيني من غزو، وجددت مطالبها للمجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف كافة أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين، ولعل ما اختلف في هذا البيان على مستوى لغة الخطاب، هو استخدامه عبارة ” الأشقاء في غزة” حينما طالب برفع الحصار عنهم وإجلاء المصابين المدنيين، وأخيرًا فقد تداولت بعض وكالات الأنباء أن السعودية قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل مع إسرائيل وأبلغت ذلك للمسؤولين الأميركيين الذين يقومون برعاية المباحثات[8].

3) الموقف الأردني:

أصدرت وزارة الخارجية الأردنية يوم السبت 7 أكتوبر بيانًا أعلنت فيه، ضرورة وقف التصعيد الخطير في غزة ومحيطها، محذرة من التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي سيفجر الأوضاع بشكل أكبر، خصوصًا مع ما تشهده مدن ومناطق في الضفة الغربية من انتهاكات واعتداءات إسرائيلية على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية، بالإضافة إلى حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه. كما قام ملك الأردن باتصالات إقليمية دولية لما تسميه القنوات الإعلامية ” محاولات منع التصعيد”[9].

4) الموقف القطري:

لعل المختلف في الموقف القطري منذ اليوم الأول من الحرب هو أنها حملت إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن، بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وآخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، كما جاء في بيان الخارجية القطرية يوم 7أكتوبر. وقد بادرت قطر للسعى إلى لعب دور الوساطة المعهود في العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة، فقامت بالتواصل مع قيادات في حركة حماس لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح نساء وأطفال إسرائيليين تحتجزهم الحركة في غزة مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، غير أن الواضح أن هذه الوساطة لم تُجدي شيئًا إلى الآن[10].

5) موقف لبنان وحزب الله:

يوضع موقف حزب الله اللبناني بجانب الموقف اللبناني الرسمي، بإعتباره قوة فاعلة مستقلة قادرة على التأثير على مجريات الأحداث. وبينما قالت الخارجية اللبنانية في بيان إن “التطورات في فلسطين هي نتيجة لاستمرار احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية ولإمعانها اليومي في الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية”. أكد الحزب في بيانه إنه “يبارك للشعب الفلسطيني المقاوم ومجاهدي الفصائل الفلسطينية البطلة -وبالأخص الإخوة الأعزاء في كتائب القسام وحركة المقاومة الإسلامية حماس- العملية البطولية الواسعة النطاق والمكللة بالظفر والتأييد الإلهي والوعد بالنصر النهائي الشامل”. وأضاف أن “هذه العملية المظفرة هي رد حاسم على جرائم الاحتلال المتمادية والتعدي المتواصل على المقدسات والأعراض والكرامات”[11].

وقد ثارت بعد اشتعال المعركة الكثير من الأقاويل المتعلقة بكون حزب الله سينضم إلى هذه المعركة، وأن المعركة تقودها إيران من الكواليس ومن ثم ستدفع بكل وكلائها في المنطقة لمهاجمة إسرائيل، الأمر الذي روج له الإعلام الغربي ليبرر تدخل الولايات المتحدة بقوة لدعم إسرائيل ومنع تدخل جبهات أخرى – كحزب الله– على خط القتال. وقد أودى هذا التوتر بدوره إلى مناوشات على الحدود مع لبنان وقصف متبادل بين إسرائيل والحزب، ما دفع نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني للتصريح يوم الجمعة 13 أكتوبر “بجاهزية الحزب التامة للتحرك ضد إسرائيل حين يلزم الأمر، مضيفًا أن الحزب لن يتأثر بالمطالب الدولية بعدم تدخله بتطورات عملية طوفان الأقصى العسكرية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية”، وذلك بالتزامن مع تجدد التوتر في المناطق الحدودية في جنوب لبنان[12].

ب) مواقف الدائرة العربية الأوسع

1) الموقف التونسي:

اتسم الموقف التونسي الرسمي صراحة بكونه مؤيدًا للحق الفلسطيني في المقاومة والسعى لاسترداد أراضيه المسلوبة. إذ أعلنت تونس في بيان للرئاسة في اليوم الأول من المعركة عن “وقوفها الكامل وغير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطيني، كما ذكرت بأن ما تصفه بعض وسائل الإعلام بغلاف غزة هو أرض فلسطينية ترزح تحت الاحتلال الصهيوني منذ عقود ومن حق الشعب الفلسطيني أن يستعيدها وأن يستعيد كل أرض فلسطين، ومن حقه أيضًا أن يقيم دولته المستقلة عليها وعاصمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”. وأضاف بيانها “تدعو تونس كل الضمائر الحية في العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن تتذكر المذابح التي قام بها العدو الصهيوني في حق شعبنا العربي في فلسطين بل وفي حق الأمة كلها. وعلى العالم كله ألا يتناسى مذابح العدو في الدوايمة وبلدة الشيخ ودير ياسين وكفر قاسم وخان يونس والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وغيرها”. كما طالبت العالم “بألا يتناسى أيضا مئات الآلاف من الذين هُجروا من ديارهم وسُلبت منهم أراضيهم، عليهم أن يتذكروا هذه التواريخ وعليهم أن يعترفوا بحق المقاومة المشروعة للاحتلال ولا يعتبرون هذه المقاومة عتداءًا وتصعيدًا”[13].

2) موقف سلطنة عمان:

جاء موقف سلطنة عمان مشابهًا نوعًا ما للموقف التونسي وإن كان الاختلاف بينهما أنه دعا لضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين من الطرفين على السواء. فقالت سلطنة عمان في بيان للخارجية إنها “تتابع باهتمام وقلق التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”. وأوضحت أن هذا التصعيد هو “نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وينذر بتداعيات خطيرة”، داعية الطرفين إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضرورة حماية المدنيين”[14]. لكن موقف مفتي السلطنة جاء مؤيدًا تأييدًا واضحًا صريحًا للمقاومة الفلسطينية في غزة، وفي كلمته التي بثتها عدد من وسائل الإعلام العمانية يوم الجمعة 13 أكتوبر 2023، أعلن الشيخ أحمد بن حمد الخليلي تضامنه مع المقاومة الفلسطينية، ودعا المسلمين – حكامًا ومحكومين- أن يقفوا بجوار الشعب الفلسطيني، وأن يؤيدوا الحق وألا يبخسه، مطالبًا “أصحاب النفوس الضعيفة بأن يراجعوا أنفسهم، وعلى الجميع أن يدعم المقاومة ماديًا ومعنويًا”[15].

3) الموقف العراقي:

جاء في بيان نقله المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي أن “العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني اليوم هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد سلطة الاحتلال الصهيوني التي لم تلتزم يوما بالقرارات الدولية والأممية”. ومن ناحية أخرى قال رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر في خطبة بثت يوم الثلاثاء 10 أكتوبر: “أن الجهاد ضد العدو الصهيوني عزة وشرف، وأن المقاومة أذلت جبروت الكيان الصهيوني أمام الزحف الفلسطيني”. وأعلن كذلك عن الاستعداد لتجهيز قطاع غزة المحاصر بالمياه وإيصالها إلى غزة عبر الدول العربية، داعيًا مصر إلى فتح معبر رفح أمام دخول المساعدات إلى غزة، كما دعا الدول العربية والإسلامية، وخاصة السعودية وإيران إلى إيصال الماء والغذاء إلى غزة. وانتقد بعض الحكام العرب بالقول: “الخزي والعار للذين لم يحركوا ساكنًا إزاء الوضع في غزة وحتى حين منع عن أهلها الماء والغذاء”[16].

ج) موقف دول حديثة التطبيع مع العدو:

يضم هذا الموقف ثلاثة دول هى؛ الإمارات والبحرين والمغرب، وهى الدول التي أبدت موقفًا محايدًا يرسخ موقفها المتصهين من القضية الفلسطينية. فصرحت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها يوم 7أكتوبر عن: “قلق بلادها الشديد إزاء تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين”، وشددت على “ضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أرواح المدنيين”، مقدمة “خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة”. وفي بيان آخر دعت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها إلى حماية المدنيين وشددت على أن الأولوية العاجلة هي إنهاء العنف وحماية المدنيين. كما شددت الخارجية الإماراتية على أن الهجمات التي تشنها حركة حماس ضد المدن والقرى الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، بما في ذلك إطلاق آلاف الصواريخ على التجمعات السكانية، تشكل تصعيدًا خطيرًا وجسيمًا. وأعربت كذلك عن استيائها الشديد إزاء التقارير التي تفيد باختطاف مدنيين إسرائيليين من منازلهم كرهائن، وأكدت على ضرورة أن ينعم المدنيون من كلا الجانبين بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي، وضرورة ألا يكونوا هدفًا للصراع[17]. وهكذا فإن ما حدث هو مجرد أعمال عنف، كما أن المستوطنات هى مجرد تجمعات سكنية، والمستوطنون هم مجرد مدنيون إسرائيليون.

وفي ركاب الإمارات تأتي البحرين، والحق أنها لا تعد دولة ذات موقف مستقل في هذا الشأن. فصرحت وزارة الخارجية البحرينية في بيان لها على أنه من الضروري الوقف الفوري للقتال الدائر بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية، كما استنكرت ما ورد في بعض التقارير عن اختطاف المدنيين من منازلهم كرهائن (في إشارة لأسر بعض المستوطنين)، وأعلنت أسفها البالغ للخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات وتعازيها لأسر الضحايا، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل[18].

وأخيرًا أعلنت المغرب في بيان لها عن قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة، وأنها تدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت. كما ذكر بيان لوزارة الخارجية أن المملكة المغربية “طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة، ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك”، وأضاف البيان أن “نهج الحوار والمفاوضات يظل السبيل الوحيد للوصول إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دوليًا”[19].

وهكذا يمكن تقسيم مواقف الدول العربية الرسمية – وفقًا لما سبق بيانه- إلى مواقف اتسمت بالحياد البارد غير أنه ينتظر منها أفعالًا من شأنها تغيير مجريات الأحداث عبر الوساطة أو الضغط أو تقديم وإيصال المساعدات لغزة وهى مصر والسعودية والأردن. ومواقف أخرى صارحت بالانحياز للموقف الفلسطيني، وهى مواقف كل من قطر وتونس ولبنان وحزب الله والعراق والتيار الصدري، وأخيرًا المواقف المتصهينة التي تظهر نوع من أنواع الحياد لكنها لا تخفي تنكرها للفلسطينيين بل لا يمكن التغافل عن كونها سببًا فيما آلت إليه أوضاع الفلسطينيين الآن؛ وهى دول التطبيع المشتركة في اتفاقية إبراهام (الإمارات والبحرين والمغرب).

ثانيًا- المواقف وردود الأفعال العربية الشعبية:

جاءت ردود الفعل الشعبية في العالم العربي مؤيدة في مجملها للموقف الفلسطيني ولعملية طوفان الأقصى، كما جاءت متضامنة مع معاناة شعب غزة الذي يتعرض لعملية إبادة بربرية من الاحتلال الإسرائيلي، وقد ظهرت ردود الأفعال الشعبية هذه من خلال قناتين أساسيتين؛ الأولى: هى الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الإجتماعي. والثانية: هى المظاهرات الشعبية والوقفات الاحتجاجية، وهو ما نبينه بشئ من التفصيل فيما يلي:

أ) على وسائل التواصل الإجتماعي والفضاء الإلكتروني:

يمكن رصد ردود الأفعال في هذا المستوى عبر عدة مشاهدات ومشاهد*:

  • تصدر هاشتاج “#طوفان_الأقصى” على منصة X (تويتر سابقًا) لعدة أيام منذ بدأ المعركة يوم 7 أكتوبر.
  • بلغ عدد المشتركين في قناة “كتائب الشهيد عز الدين القسام” على تطبيق تيليجرام (685322) مشترك، وهى القناة التي تقوم كتائب القسام بنشر أخبار عملياتها عليها. كما بلغ عدد المشتركة في قناة “غزة الآن” على التطبيق نفسه (1347923) مشترك، وهى القناة التي تنقل الأخبار من غزة حصريًا.
  • ومع انتشار الشكاوى من مستخدمي مواقع التواصل – وخاصة وفيس بوك وانستجرام- من تضييق الفيس بوك على المنشورات والمحتويات المؤيدة لغزة أو فلسطين عامة وتقييد انتشارها، بدأ البعض في ابتكار بعض الحيل لتجاوز التضييق والتقييد والإفلات مما يسمى على نطاق واسع “خوارزميات الفيس بوك”، ومن ذلك مثلًا كتابة بعض الجمل والعبارات العربية بلا نقاط مثل: “المحد للمڡاومه الڡلسطٮٮٮه” بحيث لا يمكن للخوارزميات إدراكها وتقييد انتشارها.
  • كذلك قام ناشطون على مواقع التواصل بشن حملة دعائية لمقاطعة الشركات التي أعلنت دعمها الصريح لدولة الاحتلال، وجاء في مقدمتها ” ماكدونالدز” التي أعلنت توزيع وجبات مجانية على جنود الاحتلال دعمًا لهم في حربهم على غزة. وقد دفعت حملة المقاطعة شركات ماكدونالدز في الدول العربية لإصدار بيانات بأنها غير تابعة للشركة الأم وأنها شركات عربية خالصة مملوكة لمستثمرين عرب. كما قامت العديد من هذه الشركات بإعلان التبرع بمبالغ مالية لأهالي غزة.
  • قام بعض رواد وسائل التواصل أيضًا في إطار مواجهة الروايات الإعلامية الغربية المضللة، بعمل مبادرات لنشر محتوى مؤيد للقضية الفلسطينية ولحق المقاومة في أن تسعى لاسترداد أراضيها، بلغات أجنبية مختلفة حتى يمكن للمتابع غير العربي أن يسمع صوتًا غير صوت الإعلام الغربي المضلل والمنحاز لإسرائيل.

ب) المظاهرات والاحتجاجات والوقفات التضامنية:

قامت في العديد من الدول العربية مظاهرات واحتجاجات مؤيدة لمعركة طوفان الأقصى ورافضة للعدوان الإسرائيلي السافر على غزة. وقد قامت العديد من هذه الوقفات التضامنية بعد أن دعت المقاومة الفلسطينية إلى “جمعة نفير” تأييدًا لحق الفلسطينيين في مجابهة الاحتلال الإسرائيلي. كما اختلفت هذه الاحتجاجات في مداها وحجمها، فجاءت الأردن في الصدراة من حيث عدد المظاهرات والاحتشادات التي خرجت تأييدًا لغزة.

إذ احتشد آلاف الأردنيين مساء يوم الثلاثاء 10 أكتوبر للمشاركة في مسيرة ضخمة شهدتها العاصمة عمان دعمًا للمقاومة الفلسطينية، وتأييدا لعملية “طوفان الأقصى”، وتنديدًا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة. وطالب المتظاهرون في المسيرة -التي تقدمتها أبرز قيادات الحركة الإسلامية- بحشد كافة الجهود الشعبية والرسمية في تقديم يد العون لأبناء قطاع غزة. كما واصلت الجماهير الشعبية الأردنية منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، انتفاضتها المناصرة لفلسطين وللمقاومة في غزة، من خلال تنظيم عشرات الوقفات الليلية الحاشدة في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. ودفع تصاعد الفعاليات الاحتجاجية الشعبية في الأردن إسرائيل إلى إعلان إخلاء كافة العاملين في مبنى سفارته في العاصمة عمان، بعد مطالبة المظاهرات الحكومة بقطع علاقتها الدبلوماسية مع الاحتلال[20].

وفي مصر قامت عدة وقفات احتجاجية، بدأت بمظاهرة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم مظاهرة في جامعة الأزهر، وكذلك وقفة تضامنية في نقابة الصحفيين، وأخيرًا مظاهرة عقب صلاة الجمعة في الجامع الأزهر وإن كانت لم تتوسع نظرًا لمحاصرة الأمن للمكان وتمكنه من تفريقها سريعًا[21]. وقد شهد العراق عقب صلاة الجمعة 13أكتوبر مظاهرة وصفت بالحاشدة وسط ساحة التحرير في بغداد دعمًا للمقاومة الفلسطينية وتنديدًا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المجرم[22]. كما خرجت مظاهرات في الكويت يوم الجمعة أيضًا شارك فيها وزير ونواب حاليون وسابقون، معلنين تضامنهم ودعمهم لغزة، ومنددين بالعدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

وفي الدوحة عاصمة دولة قطر شارك عشرات آلاف الأشخاص يوم الجمعة نفسه في مظاهرة حاشدة انطلقت من مسجد محمد عبد الوهاب الواقع وسط الدوحة، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وبما تشهده غزة من تدمير ممنهج واستهداف للمدنيين وتهجير للفلسطينيين. وردد المشاركون في هذه الوقفة هتافات ورفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعم الفلسطينيين والمسجد الأقصى والمقاومة في غزة، من بينها “المسجد الأقصى في قلوبنا”، و”أهل غزة أهل العزة، أنتم في قلوبنا[23]“.

وعلى عكس الموقف الرسمي “المطبع” لحكومة بلادهم، شهدت المغرب يوم الأحد 15 أكتوبر مظاهرات في مسيرة مليونية بالعاصمة المغربية الرباط دعمًا لفلسطين وتنديدًا بالعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ورفضًا للتطبيع. وحمل المشاركون في المسيرة، التي نظمت تحت شعار: “الشعب المغربي مع طوفان الأقصى وضد التطبيع”، الأعلام الفلسطينية دعمًا للقضية الفلسطينية، ولافتات تدين جرائم الاحتلال في غزة، في حين جرى إحراق العلم الإسرائيلي والدوس بالأقدام على العلم الأميركي. وهتف المشاركون في المسيرة بشعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة وبمواقف الدول الغربية الداعمة له وبالأنظمة العربية وبالتطبيع، وأخرى مساندة للمقاومة من بينها: “نتنياهو يا جبان أقصانا لا يخان”، “إدانة شعبية لمجازر الصهيونية”، “زيرو (صفر) الأنظمة العربية” “لا ثم لا للتطبيع والهرولة”، “الشعب يريد إسقاط التطبيع”، “الشعب يريد تحرير فلسطين”، “غزة رمز العزة”، “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”[24].

وفي تونس خرج المئات من المتظاهرين وسط العاصمة تونس يوم الخميس 12 أكتوبر في مسيرة حاشدة، تعبيرًا عن غضبهم من جرائم الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلي الكثيف على منازل المدنيين. ودعت لهذه المظاهرة العديد من القوى المدنية والسياسية، كالاتحاد العام التونسي للشغل والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وغيرها. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا في البداية أمام مبنى الاتحاد العام التونسي للشغل الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات داعمة لفلسطين مثل “الشعب يريد تحرير فلسطين” و”مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة” و”غزة رمز العزة”[25].

ختامًا،

يمكن القول أن قراءة مشهد ردود الأفعال والمواقف العربية على المستويين الرسمي والشعبي كما سبق بيانه، توضح عدة حقائق:

أولًا: الموقف الرسمي العربي لا يزال دون المستوى المطلوب، فحتى هذه اللحظة لم تطرد دولة عربية واحدة السفير الإسرائيلي وتقطع علاقاتها بإسرائيل، ولم تدخل حتى اللحظة أى مساعدات إلى قطاع غزة بالرغم من الوضع الخطير الذي وصل له مع القصف الإسرائيلي المستمر. بل الحق أن كثير من المواقف العربية الرسمية هى مواقف مخزية، إذ قامت بإدانة الطرفين على حد سواء في تنكر صريح لحق الفلسطينين في المقاومة وتأييد مبطن لحق إسرائيل في الوجود على هذه الأرض.

ثانيًا: تؤكد هذه القراءة أن المواقف الشعبية العربية مخالفة للمواقف الرسمية، إذ أن الشعوب العربية في مجملها مؤيدة للحق الفلسطيني في المقاومة ورافضة للاحتلال الصهيوني الإجرامي، على عكس الأنظمة التي تندفع للتطبيع مع إسرائيل واحدًا تلو الآخر.

ثالثًا: بينت هذه المعركة الأهمية العظمى لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي يمكن القول أنها أضحت بديلًا معتبرًا للقنوات الإعلامية التقليدية، وقد تبين هذا في دورها في دحض الأكذوبة التي روجها الإعلام الغربي ومعه الرئيس الأمريكي حول قيام حماس بذبح الأطفال الرضع في المستوطنات الإسرائيلية. وكذلك اتضحت أهمية الدور الذي تلعبه هذه الفضاءات الالكترونية، في تسهيل التواصل المباشر والحى بين الشعوب العربية متجاوزة الحدود الاقليمية والعوائق النظامية الرسمية.

 

هوامش

[1] سعيد عكاشة، الآفاق المنتظرة لحرب حماس وإسرائيل..قراءة أولية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، 7أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 11 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://acpss.ahram.org.eg/News/21016.aspx

[2] ارتفاع أعداد القتلى الإسرائيليين إلى 1400 قتيل، شبكة RT، 12أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 13أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/1u25p.

*  كان عدد الشهداء في غزة عندما بدأت كتابة هذا التقرير بضع مئات لم يبلغ الألف، وقد وصل عند إرسالي التقرير للنشر بعد أسبوع إلى ما يقارب 2600 شهيد، وهو عدد قابل للزيادة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الإجرامي الغاشم على القطاع. لذا تركت الخانة مفتوحة شاهدة على إجرام الاحتلال السافر في حق الشعب الفلسطيني.

[3] تحديث لاحصائية ضحايا العدوان الاسرائيلي لليوم السابع على التوالي، موقع وزارة الصحة الفلسطينية، 13أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 13 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/Xw6e3,

[4]  مصر تؤكد أن أمنها القومي «خط أحمر» وتدعو لقمة إقليمية دولية بشأن غزة، الشرق الأوسط، 15 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 15 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/yikAq.

[5] إسرائيل تحذر مصر من مساعدة الفلسطينيين، هسبريس، 10 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 12 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/79Aa5.

[6] وزير الخارجية المصري: لم نحصل على “إذن” لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، الحرة، 15 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 15 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/eTN7a.

[7] طوفان الأقصى.. مواقف عربية خجولة مع استثناءات محدودة، الجزيرة، 7 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/EPf8B.

[8]  رفض سعودي قاطع لدعوات تهجير الفلسطينيين من غزة، العربية، 13 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 13 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/NY0WS. وانظر: السعودية تعلّق محادثات التطبيع مع إسرائيل، القدس العربي، 14 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 14 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/3dDWr.

[9] موقف الأردن تجاه عملية طوفان الأقصى -بيان رسمي، إذاعة حسني، 7 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/9JLdN.

[10] وكالات: قطر تتوسط لإجراء صفقة تبادل أسيرات بين حماس وإسرائيل، الجزيرة، 9 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/f0eHl.

[11] طوفان الأقصى.. مواقف عربية خجولة مع استثناءات محدودة، الجزيرة، مصدر سابق.

[12] حزب الله يوضح خططه بشأن طوفان الأقصى ويتبادل القصف مع إسرائيل، الجزيرة، 13 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 14 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/0gtBb.

[13] طوفان الأقصى.. مواقف عربية خجولة مع استثناءات محدودة، الجزيرة، مصدر سابق.

[14]  المصدر نفسه.

[15] مفتي سلطنة عمان يؤيد “طوفان الأقصى” ويوجه تحية للمقاومة.. دعا المسلمين لدعمها مادياً ومعنوياً، عربي بوست، 14 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 15أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/3BIRS.

[16] طوفان الأقصى.. مواقف اقليمية ودولية بين داعم لفلسطين ومناصر لوحشية العدو، المنار، 10 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 12 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://www.almanar.com.lb/11025654.

[17]  الخارجية الإماراتية: الأولوية هي إنهاء العنف وحماية المدنيين، سكاى نيوز عربية، 9 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 11 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/krNky.

[18] البحرين تستنكر عملية “طوفان الأقصى”: تصعيد خطير يهدد حياة المدنيين، وكالة الأنباء التركية، 10 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 14 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://tr.agency/news-178183.

[19] طوفان الأقصى.. مواقف عربية خجولة مع استثناءات محدودة، الجزيرة، مصدر سابق.

*  هذه المشاهد من رصد الباحث ومتابعته لمواقع السوشيال ميديا.

[20] عمان.. طوفان بشري أردني يساند “طوفان الأقصى”، الجزيرة، 10 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 12 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/WKAtw.

[21] الأمن يفض مظاهرة بالجامع الأزهر.. ومظاهرات بعدة مدن عربية وغربية، مدى مصر، 13 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 14 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/DEnVq.

[22] طوفان الأقصى.. تأييد شعبي عربي وعالمي لفلسطين ونصرة غزة، الجزيرة، 14 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 14 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/GKw7K.

[23] محمد السيد، “وقفة صمود لفلسطين”.. الآلاف يتظاهرون في الدوحة تنديدا بالعدوان الإسرائيلي، الجزيرة، 13 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 13 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/RAnrs.

[24] عادل نجدي، المغرب: مسيرة مليونية دعماً للمقاومة الفلسطينية وتنديداً بالعدوان على غزة، العربي الجديد، 15 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 15 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/Yi9xB.

[25] خميس بن بريك، طالبت بتجريم التطبيع.. مسيرة حاشدة بتونس لدعم المقاومة الفلسطينية، الجزيرة، 12 أكتوبر 2023، تاريخ الاطلاع: 15 أكتوبر 2023، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/oh9iH.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى