تغيرات الرأي العام العالمي والدعاية الصهيونية المضادة خلال عام ثان من الحرب في غزة

خريطة النماذج والدلالات والفاعلية

مقدمة:

لايزال طوفان الأقصى يبدد في عامه الثاني ما بنته إسرائيل في دعايتها المسمومة منذ ما يقرب من مائة عام، لتستيقظ مؤسسات الدعاية الإسرائيلية على كابوس قد تحقق بالفعل؛ فالمظاهرات الحاشدة تجتاح العالم ضد دولتهم الاستيطانية؛ تتعالى فيها شعارات “إسرائيل قاتلة”، “الموت لجيش إسرائيل”.. وغيرها من الشعارات المناوئة لإسرائيل، مرورًا باستطلاعات للرأي العام تعكس انحسار التأييد العالمي لإسرائيل لصالح دعم القضية الفلسطينية، وصولًا لحملات المقاطعة من منظمات مدنية، مما يجعل الصورة الذهنية لدولة الاحتلال في مأزق حقيقي أمام موجة من التحولات الحقيقية والحادة وغير المسبوقة في الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، ربما للمرة الأولى منذ تأسيسها.

فلطالما بذلت إسرائيل جهودًا كبيرة للتطبيع مع الشعوب، وبدأت في سعيها الحثيث نحو شرعنة وجودها ومحاولة جذب الدول للاعتراف بها والتعاون معها منذ خطاب “ثيودور هيرتزل”[1]، وكذلك بناء صورة ذهنية مختلفة لها، ليس فقط على المستوى العربي بل والعالمي من خلال آلة الدعاية “الهاسبرا” التي تعتمدها الحكومة الإسرائيلية في أرجاء العالم؛ لتبييض مجازرها وانتهاكها حقوق الإنسان والقانون الدولي خلال الحروب التي تخوضها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتستخدم إسرائيل “الهاسبرا” باعتبارها تقنية دبلوماسية عامة ورقمية، تسخِّر فيها المعلومات المضلِّلة وتربطها بأهدافها الاستراتيجية من أجل تبرير أفعالها[2]، حتى جاء يوم السابع من أكتوبر 2023، ليُحدث تحولًا جذريًّا في الرأي العام العالمي، وتصبح المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية أكثر وضوحًا، ممَّا مثَّل تهديدًا لما عرف في الآونة الأخيرة باسم “العلامة الوطنية للدولة”.

فقد برزت قضية “العلامة الوطنية للدولة Nation Branding”، في إشارة إلى جملة التصورات التي تُرَسَّخُ لدى المجتمعات والدول الأخرى عن دولة بعينها، بما يخلق لها وسمًا وصورة وسمعة، بينما يراها آخرون السمة أو التجربة الفريدة التي تميِّز دولة عن أخرى، وتعطيها هوية تنافسية، وبدا ذلك المفهوم تعبيرًا عن انتقال فكرة العلامة Brand، من مجال تسويق المنتجات التجارية، إلي الساحة السياسية[3]، كما ظهر مفهوم “صناعة القبول Manufacturing Consent”، في إشارة إلى استخدام وسائل الإعلام لتوجيه الرأي العام وإخفاء أو تزييف الحقائق بما يخدم السلطة[4].

إلا أن مسألة صناعة العلامة الوطنية وكذلك صناعة “القبول” لدولة استيطانية احتلالية مثل إسرائيل، قد يبدو أكثر تعقيدًا، فالمسألة لم تعد لزيادة القدرات التنافسية للدولة، بل هي مسألة وجودية متعلقة بالأمن القومي الإسرائيلي، تتعلَّق بزرع كيان محتل داخل المنطقة العربية، كدولة ذات سيادة، فضمان أمن إسرائيل ليس عسكريًّا فحسْب، بل عن طريق الاتصالات الدبلوماسية، فإذا كان الجهاز الدبلوماسي له أهمية قصوى بالنسبة لدول العالم، فإنه بالنسبة لإسرائيل له أهمية خاصة نتيجة نشأتها غير الطبيعية، وذلك في سبيل الخروج من العزلة، والدعوة لعقد سلام دائم مع العرب على أساس الأوضاع الراهنة، وهو ما نسفتْه أحداث “طوفان الأقصى” عالميًّا؛ حيث انكشف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني، وهو ما يعد من أهم إنجازات طوفان الأقصى، بعد أن جدَّدت المقاومة روح التضامن الإنساني العالمي معها، وأحدثت صدمة تهاوتْ معها قيم النظام العالمي المُسيسة وفقًا لمعايير المصالح، وهو ما ستتناوله الدراسة بالبحث والتحليل، في محاولة لإلقاء الضوء على مؤشرات ومظاهر التحول في الرأي العالمي تجاه القضية الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر 2023، ومحاولة رسم خريطة لنماذج التحول والدلالات وكذلك الفاعلية.

ومن ثم تطرح الدراسة عددًا من التساؤلات حول التحول في الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، تتعلَّق بأهم نماذج الحراك الشعبي الدولي ضد إسرائيل ودلالاته؟ وما مدى فاعليته لدعم القضية الفلسطينية؟ وما هي أهم الجهود الاسرائيلية المضادَّة لمواجهة هذا الحراك الشعبي العالمي؟

أولًا: مظاهر التحول في الرأي العام العالمي ضد إسرائيل

عكست مظاهر التحول الشعبي العالمي، اتساع الفجوة بين المواقف الرسمية والرأي العام العالمي تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، فبينما تحاول “تل أبيب” الحفاظ على صورتها أمام العالم، جاءت وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي الشعبي ليسحب البساط ويحرج وسائل الإعلام العالمية التقليدية، والتي تناولت في بداية الأحداث الرواية الإسرائيلية وحدها بالاعتماد على التقارير الرسمية الإسرائيلية، وتجاهلت الصور والفيديوهات المنقولة عن الجانب الفلسطيني بشأن المعاناة الإنسانية، واختزلت الصراع بينها وبين حماس، دون إضفاء الطابع التاريخي على الأزمة، ممَّا قاد إلى التنديد الشعبي بانحياز القنوات الإخبارية الغربية للجانب الإسرائيلي، فاندلعت المظاهرات أمام مقرَّات بعض القنوات الإخبارية العالمية، وسط دعوات بضرورة اعتماد الدقة والموضوعية والتغطية المتوازنة وعدم التعتيم على الجرائم الإسرائيلية، رافعين الأعلام الفلسطينية خلالها[5].

ولذا كانت للدبلوماسية الشعبية الرقمية، دورٌ مهمٌّ في إظهار الحقائق عالميًّا، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليكون لها التأثير الأكبر للتحول في الرأي العام العالمي، ممَّا مثَّل صدمة للنموذج المعرفي القيمي الغربي؛ ساهم في ذلك عدد من العوامل، من بينها ظاهرة المصور الحر، ومقابلات تلفزيونية لشخصيات عربية باللغة الإنجليزية[6]، وسرديات واقعية من قلب الأحداث فرضت نفسها على مواقع التواصل الاجتماعي[7]، وهو ما مثَّل سلاحًا ناعمًا بالغ التأثير في معركة الوعي، الأمر الذي انعكس على تناول وسائل الإعلام العالمية تدريجيًّا، وأرغمها على الحديث عن حرب الإبادة والتهجير القسري والتجويع لسكان غزة، وهو ما انعكس بشكل أو بآخر على المؤشرات التالية للتحول في الرأي العام العالمي:

  • مظاهرات حاشدة حول العالم ضد إسرائيل:

انطلقت المظاهرات في المدن الكبرى للمطالبة بوقف إطلاق النار بغزة، ونظم متظاهرون في لندن، وباريس، وبرلين وغيرها من العواصم العالمية، احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين ومطالبة بوقف حرب غزة، مرددين هتافات داعمة لفلسطين ورافضة لممارسات إسرائيل، واستمرت هذه المظاهرات خلال العام الأول من الحرب إلى يومنا هذا، خاصة في ظل استمرار الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل من الحكومات.

وبالتزامن مع مرور عام على حرب غزة 6 و7 أكتوبر 2024، انطلقت مسيرات ومظاهرات ضخمة مؤيدة لفلسطين في المدن الأوروبية الكبرى، ورغم الحظر الذي فرضته السلطات على التظاهر، خرج آلاف الأشخاص دعمًا لغزة؛ حيث خرج الآلاف في شوارع لندن، ومدريد، وهامبورج، وبلجراد وغيرها من العواصم العالمية، تضامنًا مع الفلسطينيين ورفضًا لمواقف حكوماتهم تجاه الحرب.

وبمجرد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 19 يناير 2025، تجاوب الأوروبيون مع القرار، من خلال تنظيم مظاهرات في العواصم، مطالبين أن تتحوَّل الخطوة إلى سلام دائم بالشرق الأوسط، كما حرص النشطاء الأوروبيون، في 15 مايو 2025، على إحياء ذكرى النكبة، التي تسبَّبت في بداية النزوح القسري للفلسطينيين، وخرجت مظاهرات في ستوكهولم، ولندن، وبرلين، وأمستردام، وأثينا، للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة، وتضمَّنت الاحتجاجات عبارات هجومية ضد إسرائيل[8].

وفي وسط العاصمة اليابانية طوكيو، خرجت تظاهرة إحياء لذكرى مرور 77 عامًا على نكبة فلسطين، وشارك في التظاهرة عددٌ من اليابانيِّين ونشطاء فلسطينيِّين، وندَّد المشاركون بعمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ودعوا الحكومة اليابانية ودول العالم للتحرُّك بشكلٍ عاجلٍ لحماية المدنيِّين في القطاع[9].

كما اجتاحت المظاهرات الولايات المتحدة الأمريكية، احتجاجًا على مساندة الإدارة الأمريكية للحرب الإسرائيلية، وفي الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، نظَّم آلاف الأشخاص مظاهرة في العاصمة الأمريكية واشنطن، دعمًا للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرَّضون لهجمات إسرائيلية مكثَّفة، وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين ولبنان، ورفعوا لافتات تتضمن عبارات من قبيل “توقفوا عن تسليح إسرائيل” مرددين هتافات تضامنية مع فلسطين ولبنان[10].

كما احتشد الآلاف في قلب العاصمة واشنطن في أبريل 2025، للمطالبة بوقف الحرب على غزة، وعلى بُعد بضعة شوارع من البيت الأبيض، رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وردَّدوا شعارات تندِّد باستمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، وتطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة، مطالبين في الوقت نفسه بالدفاع عن طلبة الجامعات المعتقلين بسبب نشاطهم السياسي[11].

وبذلك تكون المظاهرات الشعبية حول العالم والمستمرَّة لما يقرب من عامين متتالين دون توقُّف، من أهمِّ المؤشِّرات الدالَّة على التضامن الإنساني الشعبي مع القضية الفلسطينية وانكشاف الحقيقة الإجرامية للكيان الصهيوني المحتل.

  • تراجع التأييد الشعبي لإسرائيل في استطلاعات الرأي العام:

كشف عددٌ من استطلاعات الرأي العام العالمي، عن تراجع نسب التأييد الشعبي لاسرائيل بعد السابع من أكتوبر2023، وتواصل هذا التراجع مع استمرار الحرب، ليصل إلى 46% فقط في عام 2025، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2001، بعدما كان 62% بين عامي 2010 و2019، لكنه تراجع سنويًّا منذ ذلك الحين، وفي الوقت نفسه بلغ التعاطف مع الفلسطينيين مستوى قياسيًّا بلغ 33%[12].

كما كشف استطلاعٌ حديثٌ أجْراه مركز “بيو” للأبحاث في واشنطن، عن تزايد الرفض الدولي لسياسات إسرائيل، إذ عبَّر معظم المشاركين في العديد من الدول الكبرى عن مواقف “سلبية للغاية” تجاه تل أبيب، وأظهر الاستطلاع، الذي نشره حساب “إيكو ريبورت” على منصة “إنستجرام” في 5 أغسطس 2025، وشمل 24 دولة حول العالم، تفاوتًا في المواقف داخل الغرب؛ حيث عبَّرت دولٌ مثل إيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة عن تحفُّظات ملحوظة، وإن اتَّسمت مواقفها العامة بعدم الترحيب، ورغم استمرار وجود أصوات مؤيدة في الولايات المتحدة وكندا، لم تتجاوز نسب التأييد نصف المستطلَعين، ما يشير إلى تراجع الدعم الشعبي التقليدي حتى بين أقرب الحلفاء، أما المفارقة اللافتة، فتمثَّلت في انخفاض التأييد داخل دول الجنوب العالمي، ففي الهند، التي تربطها علاقات دبلوماسية دافئة مع إسرائيل، لم تتجاوز نسبة المؤيدين 34%[13].

ووفقًا لمؤسسة “يوجوف”، أظهر استطلاع أن الدعم الشعبي والتعاطف مع إسرائيل في غرب أوروبا، وصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق؛ حيث أظهر أقل من خُمس المشاركين في ست دول، رأيًا إيجابيًّا تجاهها بشكل عام، في حين كان لدى ما بين 13% و21% فقط من المشاركين في أي دولة شملها الاستطلاع، وجهة نظر إيجابية تجاه إسرائيل، مقارنة بنسبة تراوحت بين 63% و70% ممَّن كانت آراؤهم سلبية. وبالمثل، من بين جميع الدول الست التي شملها الاستطلاع، وافق ما بين 6% (إيطاليا) و16% (فرنسا) فقط على أن إسرائيل “كانت محقَّة في إرسال قوَّاتها إلى غزة، وأنها ردَّتْ بشكلٍ عامٍّ بقدرٍ متناسب على هجمات حماس”، بانخفاض عن استطلاع سابق في أكتوبر الماضي، وكانت النسبة في المملكة المتحدة 12%، ومن ناحية أخرى، وافق ما بين 29% (إيطاليا) و40% (ألمانيا) على أن إسرائيل “كانت محقَّة في إرسال قواتها إلى غزة، لكنها بالغت في ذلك وتسبَّبت في سقوط عددٍ كبيرٍ من الضحايا المدنيين”، وكانت النسبة في المملكة المتحدة 38%، ورأى ما بين 12% (ألمانيا) و24% (إيطاليا) – مع 15% للمملكة المتحدة – أنه ما كان ينبغي لإسرائيل دخول القطاع على الإطلاق”.

كما وجد الاستطلاع أن عددًا أقل من الناس يقولون الآن إنهم “ينحازون” إلى إسرائيل، وقال ما بين 7% و18% من المستجيبين، إنهم يتعاطفون أكثر مع الجانب الإسرائيلي، وهو أدنى رقم أو أدنى رقم مشترك في خمس من الدول الست التي شملها الاستطلاع منذ هجمات حماس، وفي المقابل، قال ما بين 18% و33% من المستجيبين، إنهم يتعاطفون أكثر مع الجانب الفلسطيني – وهي أرقام زادت في جميع الدول الست منذ عام 2023[14].

كما أظهر استطلاع أجراه مركز “بيو” للأبحاث في أبريل 2025، أن آراء الجماهير في الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، قد أصبحت أكثر سلبية خلال السنوات الثلاث الماضية؛ حيث أعرب أكثر من نصف البالغين الأمريكيين 53% الآن عن رأي سلبي تجاه إسرائيل، بزيادة 42% عن مارس 2022[15].

وأظهر الاستطلاع استمرار حالة الانقسام السياسي والجيلي حول القضية الفلسطينية، فيُرَجَّحُ أن يُعَبِّرَ الديمقراطيُّون عن آراء سلبية تجاه إسرائيل أكثر بكثير من الجمهوريين (69% مقابل 37%)، وفي عام 2022، كانت لدى 53% من الديمقراطيين و27% من الجمهوريين آراء سلبية تجاه إسرائيل، أصبح الديمقراطيون، سواء الأصغر سنًّا أو الأكبر سنًّا، أكثر سلبية تجاه إسرائيل خلال هذه الفترة التي امتدَّت لثلاث سنوات، لكن الآراء السلبية بين الديمقراطيِّين الأصغر سنًّا، زادتْ بمقدار 9 نقاط مئوية، مقارنةً بزيادة قدرها 23 نقطة مئوية بين الديمقراطيِّين الأكبر سنًّا.

وفي صفوف الجمهوريين، جاء معظم التحوُّل في المواقف بين البالغين الأصغر سنًّا، وأصبح الجمهوريون الذين تقلُّ أعمارُهم عن 50 عامًا، ينظرون إلى إسرائيل نظرة سلبية بقدر ما ينظرون إليها نظرة إيجابية (50% مقابل 48%)، وفي عام 2022، كانت نظرتهم إلى إسرائيل أكثر إيجابية من نظرتهم السلبية (63% مقابل 35%)[16]. وهو ما يشير إلى انقسام سياسي وجيلي بين الرأي العام، انعكس على الحراك الطلابي في الجامعات العالمية نتيجة نجاح عملية طوفان الأقصى في إظهار الحقائق الغائبة أمام الرأي العالمي، والتي ساهم فيها عدد من العوامل، من أهمها الدبلوماسية الرقمية الشعبية؛ حيث قامت السوشيال ميديا (الدبلوماسية الرقمية الشعبية) للـ(ـريلز)، بتغيير المعادلة ووصلت إلى قلب الرأي العام العالمي، وهو ما يبرر الانقسام الجيلي في دعم القضية، لأن (جيل Z) الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي[17].

وفي تصريحات سابقة لإحدى الأستاذات بجامعة لانكستر البريطانية، كشفت أنها فوجئت بالتحول الهائل الذي حدث لطلابها في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأوضحت ذلك قائلة: “يمكنني القول إن هذا الجيل هو الجيل الأقل تسييسًا الذي رأيته على الإطلاق…، لكن كان هذا قبل الحرب على غزة”، وأكَّدت أن الطلاب الآن يُظهرون اهتمامًا فائقًا بالشأن العام، ويظهرون استعدادًا كبيرًا لتحديد تفضيلاتهم في التصويت في الانتخابات على سبيل المثال، اعتمادًا على مواقف السَّاسة والمشرِّعين من الحرب على غزة ودعم الاحتلال[18]، وهو ما يؤكد وصول مشاهد الحقيقة للشباب الغربي من مجازر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

  • المجتمع المدني ودعوات مقاطعة إسرائيل

مبادرات قانونية ضد إسرائيل

اتَّخذ عددٌ من منظمات المجتمع المدني حول العالم دعوات ومبادرات ضد الكيان الإسرائيلي، من بينها مبادرات قانونية لمقاضاة الجنود الإسرائيليين بتهم جرائم حرب، وعلى سبيل المثال، نشرت المنظمات والائتلافات العاملة في ملف التغير المناخي بأوروبا في يونيو 2024، بيانًا تضامنيًّا مع غزة، عقب انطلاق احتجاجات واسعة في جامعات بريطانيا والدنمارك وفرنسا والنرويج وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا، للتنديد بسياسات الحكومات الأوروبية تجاه غزة، كما طالبت أكثر من (60) منظمة غير حكومية ونقابات عمالية ومجتمع مدني، في 25 يوليو 2024، الاتحاد الأوروبي بحظر العمل والتجارة مع المستوطنات الإسرائيلية بفلسطين[19]، كما دعت نقابة مناولي الأمتعة بمطار بروكسل لوقف خدمة شركة الخطوط الجوية الإسرائيلية “العال” والشركات المتجهة لإسرائيل حتى وقف حرب غزة[20].

مؤتمر فيينا (يونيو 2025)

يأتي في نفس السياق مؤتمر فيينا، والذي نظَّمته “مؤسسة فيينا للديمقراطية وحقوق الإنسان فى فلسطين”، بالإضافة إلى شبكات دولية متعدِّدة لتأييد الشعب الفلسطينى، وهو أول مؤتمر يهودي ضد الصهيونية للتفرقة بين اليهودية والصهيونية، بل ويدعم إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة؛ حيث ضَمَّ مجموعةً من الناجين من الهولوكوست، ولأول مرة تتعزز الشرعية الأخلاقية والسياسية للنضال الفلسطيني في المحافل الدولية بعد أن أصبح لهم داعمون من داخل الجماعة التي تدعي الصهيونية التحدث باسمها، ولأول مرة يتوفَّر لحركة المقاطعة العالمية، غطاء يهودي دولي وغطاء أخلاقي وديني بحضور أكاديميين يهود معروفين في أمريكا وأوروبا في حركات المقاطعة التي تتعرَّض لهجمات اللوبي الصهيوني، ويعتبر مؤتمر فيينا أول مؤتمر دولي لأول مرة يدعو اليهود فيه رسميًّا إلى تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وإلى إحياء المقاطعة الأكاديمية والثقافية ضد المؤسسات الإسرائيلية،‏ ويعتبر المؤتمر إسرائيل نظام فصل عنصريًّا استعماريًّا إحلاليًّا، يشبه نظام “الأبرتايد” في جنوب أفريقيا، ودعا المشاركون الى تشكيل ائتلاف يهودي فلسطيني أممي لإسقاط هذا النظام للفصل العنصري وبناء دولة ديمقراطية واحدة لجميع سكانها، وطالب المؤتمر بمحاسبة إسرائيل وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية، والدعوة لتوسيع مفهوم الجرائم ضد الإنسانية، لتشمل الاستيطان والحصار[21].

‏كما دعم المؤتمر بشكل صريح المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها، واعتبرها مقاومة مشروعة ضد استعمار عنصري، وطالب بملاحقة الحكومات الغربية المتواطئة في الإبادة الجماعية، وتحقيق العدالة التاريخية بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، و‏هاجم المؤتمر الولايات المتحدة لدعمها اللامحدود لإسرائيل، كما هاجم ألمانيا لاستخدامها المحرقة لتبرير دعمها السياسي والعسكري لتل أبيب، وكذلك هاجم فرنسا والنمسا لقمعهما الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، بدعوى مكافحة معاداة السامية، وجاء في البيان الختامي” العار كل العار على حكومات الغرب التي تُبرر الإبادة وتقمع التضامن مع الضحايا الفلسطينيين.. ويؤكد المؤتمر أن معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية؛ بل إن الصهيونية نفسها تهدِّد الوجود الأخلاقي لليهودية”[22].

حملات المقاطعة للمؤسسات الإسرائيلية

قادت حملات المقاطعة مثل “BDS” (تدار بواسطة اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، أوسع تحالف في المجتمع المدني الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة، وكذلك من الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية) في أوروبا، نشاطا مكثفا لمقاطعة كل ما هو إسرائيلي، وتراوحت بين مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والشركات العاملة معها، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، بهدف الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، وساهمت هذه الحملات في زيادة وعي الأوروبيين بحقيقة الوضع بغزة، وسحبت بعض الشركات العالمية عملها بالسوق الإسرائيلي[23].

في قلب هذا المشهد، تبرز استقالة العديد من الموظفين في شركات أمازون وجوجل، الأذرع التكنولوجية الأخطر في العالم، وشركاتهما مع قوات الاحتلال ضمن مشروع “نيمبوس”[24].

وعلى المستوى الأكاديمي، وبينما يتصاعد الضغط الداخلي الإسرائيلي، تشهد الساحة الأوروبية تحركات جدية نحو فرض عقوبات على إسرائيل، كما يوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي، والذي كشف أن أوروبا بدأت تقود حملة داخل الاتحاد الأوروبي لتعليق الاتفاقيات التجارية والتعاون العلمي مع إسرائيل، ويحمل هذا التهديد بالعقوبات الأوروبية، تأثيرًا مضاعفًا على إسرائيل، نظرًا لأن البحث العلمي والتطوير الإسرائيلي، مبني بالكامل على العلاقة العلمية مع الاتحاد الأوروبي؛ حيث إن التلويح بقطع هذا التعاون، يعني انهيار عملية البحث العلمي والتطوير في إسرائيل نهائيًّا، مما يفسر الحراك الأكاديمي الإسرائيلي المتزايد ضد سياسات الحكومة الاسرائيلية[25].

كما امتدَّت حملات المقاطعة إلى الجامعات، وقدَّمت في 10 يوليو 2024 “لجنة الأخلاقيات في جامعة جينت في بلجيكا”، توصية بإنهاء كل أشكال التعاون البحثي مع المؤسسات الإسرائيلية، وزادت المبادرات السياسية والقانونية ضد الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع التحرُّكات في محكمتي العدل والجنائية الدولية، وأصبحت المشاركة الإسرائيلية ببرامج البحث العلمي بأوروبا، ومشاركة الإسرائيليين بالمؤسسات الثقافية والمعارض الدفاعية، غير مرحَّب بها، كما اجتاحت المظاهرات الطلابية الجامعات في كل أنحاء العالم؛ حيث دعا الطلاب بشكل مباشر إلى وقف الحرب الإسرائيلية، ووقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تمارسها إسرائيل في غزة، ووقف تعاون إدارات جامعاتهم مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها من الشركات الداعمة للاحتلال، وقطع العلاقات الحكومية والمالية مع إسرائيل، خاصة وزارة الدفاع الإسرائيلية، وسحب الاستثمارات من الشركات التي تساعد إسرائيل في حربها على غزة، خصوصًا العاملة في مجال التسليح، ووقف التعاون مع جامعات ومؤسسات تعليمية إسرائيلية، وبيع أسهم الجامعات في الصناديق والشركات التي يقول الناشطون إنها تستفيد من غزو إسرائيل لغزة، وبعد تدخل قوات الشرطة والحكومات، بدأ الطلاب أيضًا المطالبة بحرية التعبير، وردَّد الطلاب خلال حراكهم العديد من الشعارات، من بينها “فلسطين حرَّة”، و”لن نستريح ولن نتوقَّف”، و”أوقفوا الاستثمارات واكشفوا عنها، و”تحيا فلسطين”، واستخدموا في احتجاجاتهم طرق محاكاة مشاهد المجازر التي ترتكبها إسرائيل، مثل تكوين مشاهد بأجسادهم وهم ملقون على الأرض والدماء تسيل منهم، ومن المشاهد التي اشتهرت إعلاميًّا على مواقع التواصل الاجتماعي، انسحاب خريجي الدكتوراه من حفل تخرجهم بجامعة “كولومبيا”، دعمًا لفلسطين واحتجاجًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما أهدى طلاب كلية “بيترز” الأمريكية علم فلسطين لعميد الكلية الرافض لمقاطعة إسرائيل، وتعدَّدت أشكال الاحتجاج عبر معظم حفلات التخرُّج في الجامعات الأمريكية[26].

وفي المجال الرياضي، شهد أيضًا عددًا من دعوات المقاطعة للفرق الرياضية الإسرائيلية، فعلى سبيل المثال، دعت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، “فرانشيسكا ألبانيز”، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إلى طرد إسرائيل من مسابقاته الرياضية، عقب استشهاد لاعب المنتخب الفلسطيني سليمان عبيد برصاص جيش الاحتلال، وباستشهاده ارتفع عدد شهداء اتحاد كرة القدم الفلسطيني إلى 321 رياضيًّا، يشملون لاعبين ومدربين وإداريين وحكامًا وأعضاء مجالس إدارات أندية[27].

قوافل كسر الحصار عن غزة:

تأسَّست “الحركة العالمية نحو غزة” أواخر عام 2024، امتدادًا لسلسلة المبادرات الدولية الداعمة لغزة، ومن ضمنها أسطول الحرية وقوافل كسر الحصار، في ظل تصاعد موجة التضامن العالمي عقب اندلاع الحرب على القطاع في أكتوبر 2023، وارتكزت الحركة على دور شعبي رمزي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 2007، وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني[28].

وانطلقت الحركة في البداية تحت اسم “المسيرة نحو غزة”، ونظمت مسيرات برية من عدَّة دول باتجاه الأراضي الفلسطينية، للضغط على إسرائيل لفتح معبر رفح، ومع تزايد الدعم الدولي والاحتشاد الشعبي، تطوَّرت الحركة وأصبحت إطارًا عالميًّا للحراك المدني باسم “الحركة العالمية نحو غزة”، وتحمل رؤية شاملة لإبقاء القضية الفلسطينية ومعاناة سكان القطاع، حاضرة في الوعي الدولي، وذلك عبر تنظيم القوافل والمبادرات الميدانية، إلى جانب حملات إعلامية وتثقيفية ومواقف للضغط السياسي على الحكومات والمنظمات الدولية، وأكَّد جيم هيكاي، رئيس الحركة في المملكة المتحدة، الالتزام المستمر للحركة بتوصيل المساعدات وفتح ممر إنساني يعيد الحياة إلى الشعب الفلسطيني في غزة، بمشاركة آلاف النشطاء من أكثر من 80 دولة، من سياسيين وحقوقيين ومتضامنين مع القضية الفلسطينية[29].

وشاركت الحركة في مظاهرات واسعة شهدتها مدن كبرى، من ضمنها لندن وباريس ونيويورك وبيروت وإسطنبول، وفي عام 2025، كانت جزءًا من مبادرة قافلة الصمود البرية، التي انطلقت في يونيو من تونس متَّجهة نحو غزة، بمشاركة نشطاء ومواطنين من دول المغرب العربي وشمال غرب أفريقيا، إضافة إلى انضمام أشخاص من الدول التي عبرتها القافلة أثناء مسيرتها، وعلى الصعيد البحري، شاركت الحركة في مبادرتي سفينة مادلين وسفينة حنظلة، اللتين أبحرتا من إيطاليا في صيف 2025 في رحلة استهدفت كسر الحصار عن غزة، بالإضافة الى خروج أسطول بحري عالمي من برشلونة في 31 أغسطس 2025، مرورًا بتونس يوم 4 سبتمبر، بمشاركة عدد كبير من النشطاء والمشاهير حول العالم[30].

ثانيًا: دلالات التحول في الرأي العام العالمي ضد إسرائيل ومدي فاعليته

مثل الرأي العام العالمي ولاسيما الغربي، تحولًا ونقطة مفصلية في نتائج “طوفان الأقصى فعلى الرغم من استمرارية وحشية الجرائم الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، فإن تلك الأحداث وضعت القضية الفلسطينية في قلب العالم، بعد أن كانت على الهامش، فلأول مرة تكتسب القضية الفلسطينية زخمًا واسعًا على المستوى الدولي، وباتت من اهتمامات الشارع الغربي، خاصة الشباب وطلاب الجامعات والعاملين بمجال حقوق الإنسان.

راهن البعض على استمرار هذا الحراك الشعبي العالمي وانصهاره مع طول أمد الحرب، بل ومع قدرة واشنطن والغرب على إعادة ضبط الرأي العام بداخلها والتحكم بالفضاء السيبراني الذي يغطي هذه التحركات بالإضافة إلى غياب حاضنة فلسطينية وعربية لهذه التحولات والمراكمة عليها ومأسستها، إلا أن استمرارية الحراك الشعبي العالمي ومساندته للقضية الفلسطينية جاء ليفاجئ الأنظمة السياسية الموالية لإسرائيل بل ويتحداها، وأجبرها على التحول في الخطابات السياسية لتبرئة نفسها من دعم الجرائم الإسرائيلية، حتى وإن جاء هذا الخطاب متلوِّنًا بغرض كسب التأييد الشعبي.

حيث لعب الإعلام الرقمي الشعبي دورًا محوريًّا في إظهار الحقائق ومن ثم التأثير على الرأي العام العالمي واستمرار الحراك بعد عامين من الحرب، محدثًا بذلك صدعًا كبيرًا ضرب سمعة الدول الغربية “الديمقراطية” فيما يتعلَّق بالقيم، بسبب انحيازها السافر إلى إسرائيل في حربها البربرية على غزة، مما فتح نقاشًا غربيًّا حول ازدواجية المعايير.

ومن ثم فإن الرأي العام العالمي مثل عاملًا أساسيًّا في تحوُّل مواقف الأنظمة السياسية، فلا شك أن المساندة الأوروبية الرسمية لإسرائيل لم تَعُدْ كما كانت في بداية حرب غزة، على الأقل على مستوى الخطابات الرسمية، وهذا الأمر يتعلق بتدهور الوضع الإنساني بغزة وتصعيد إسرائيل الوحشي المتزايد، ما يزيد من الضغوط على الحكومات لتبني موقفًا أكثر اتزانًا ودعمًا للقضية الفلسطينية، والابتعاد عن دائرة حلفاء إسرائيل في الوقت الراهن، خشية من أن يتمَّ تحميلها المسؤولية القانونية والإنسانية والسياسية، بشأن تفاقم الوضع الإنساني بالأراضي الفلسطينية، ومن ثم تُعَدُّ حرب غزة دليلًا واضحًا على قوة الضغط الشعبي الغربي، في تغيير مواقف الحكومات؛ فظهرت المواقف الأوروبية الأخيرة، أقرب إلى احتمالية اتخاذ قرارات حاسمة ضد إسرائيل، بعد ما يقرب من عامين من الضغط الشعبي على الحكومات؛ حيث طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فكرة إحياء مشروع حل الدولتين والاعتراف بفلسطين، وهو ما يعني تغير الخطاب تمامًا تجاه إسرائيل، بينما تحدث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حول خطورة ممارسات إسرائيل ورفض بلاده للحصار المشدَّد على غزة، في حين طالب سياسيون في بريطانيا وإسبانيا وفرنسا بحظر الأسلحة عن إسرائيل، وقالت السويد إنها ستفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين لتوسُّع الاستيطان بالضفة الغربية، كما أصدرت فرنسا وبريطانيا وكندا في مايو 2025، بيانًا هددت إسرائيل بفرض عقوبات، إذا لم تُوقف توسُّعها في الضفة الغربية، ولوَّحت باتخاذ إجراءات إن لم تضع حدًّا لعملياتها العسكرية بغزة[31].

كما غيَّرت ألمانيا من لهجتها تجاه إسرائيل، وكرَّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس انتقاداته للوضع الإنساني في غزة، محملًا إسرائيل المسؤولية لتوسع عملياتها، كما أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، أن بلاده ستعترف رسميًّا بدولة فلسطين في سبتمبر 2025 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلًا إن الوضع في غزة تجاوز أسوأ مخاوف العالم، وكان ألبانيز يشير إلى “إعلان نيويورك” الصادر عن مؤتمر حل الدولتين الذي ترأَّسته السعودية وفرنسا واستضافته الأمم المتحدة نهاية يوليو، وجددت فيه باريس عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما تلاه إعلانات مماثلة من بريطانيا وكندا[32].

وأطْلقت 15 دولة غربية، من بينها فرنسا، نداءً جماعيًّا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت تعهَّد فيه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بالاستيلاء على الضفة، “والاهتمام بألا يكون هناك ما يمكن الاعتراف به”، وفق تعبيره، وجاء ذلك بحسب بيان مشترك للدول الـ15، نشره وزير الخارجية الفرنسية جان-نويل بارو عبر منصة “إكس”، والموقع الإلكتروني للوزارة، وكتب بارو: “في نيويورك مع 14 دولة أخرى، توجه فرنسا نداءً جماعيًّا: نعبر عن عزمنا الاعتراف بدولة فلسطين وندعو الذين لم يفعلوا ذلك حتى الآن إلى الانضمام إلينا“[33].

وإلى جانب فرنسا، انضمت كندا وأستراليا، العضوان في مجموعة العشرين إلى النداء، ووقعت دول أخرى على الدعوة، وهي أندورا وفنلندا وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورج ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا، وطالب البيان المشترك لتلك الدول، بـ”وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن (الأسرى الإسرائيليون)، بما يشمل الرفات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.

كما دعا مؤتمر حل الدولتين المنعقد بنيويورك يوليو 2025، إلى انسحاب سلطات الاحتلال من قطاع غزة، وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية “وفق مبدأ حكومة واحدة، قانون واحد، سلاح واحد”، وفي 28 مايو 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافهم بدولة فلسطين، تلتهم سلوفانيا في 5 يونيو من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 دولة من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة[34].

وقرَّرت بريطانيا في 29 أغسطس 2025، تقييد مشاركة مسؤولين إسرائيليين في معرض سلاح مقرَّر في لندن في سبتمبر من نفس العام، ووصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية القرار بـ”المسيء والمخزي”[35].

وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في 29 أغسطس 2025، أن أنقرة أنهت جميع علاقاتها التجارية مع إسرائيل، احتجاجًا على الحرب في غزة، وقال فيدان، خلال جلسة استثنائية للبرلمان التركي خُصصت لمناقشة تطورات الأوضاع في القطاع، إن بلاده “قطعت العلاقات التجارية مع إسرائيل بشكل كامل”، وأوضح أن أنقرة لم تعد تسمح للسفن التركية بالتوجه إلى الموانئ الإسرائيلية، كما منعت دخول الطائرات الإسرائيلية إلى أجوائها[36].

ثالثا: أهم الجهود الإسرائيلية المضادة لمواجهة هذا الحراك الشعبي العالمي

في كل مرة كانت ترتكب فيها إسرائيل جرائم حرب في حق الفلسطينيين، لعبت “الهاسبارا” دورا مهما في خداع الرأي العام الدولي، إذ تدرك الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أنها لا تستطيع أن تفعل ذلك إلا إذا كانت هناك آلة دعاية قوية بما فيه الكفاية يمكنها من مواجهة الإدانة والتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.

فأطلقت الوكالة اليهودية “دليل هاسبارا” على الإنترنت للطلاب في جميع أنحاء العالم لاستخدامه في الدفاع عن إسرائيل وسياساتها، وهو كتيِّب تدريبي يشرح تفصيليًّا استراتيجيات الدفاع وأسس المجادلة والدخول في النقاشات (يباع على موقع أمازون التجاري)!![37]

تبدأ افتتاحية الكتيب بأهمية انخراط الجميع ممن يدعمون إسرائيل في حربها الإعلامية: “لم يقبل الفلسطينيون وحلفاؤهم العرب قط بوجود دولة يهودية في الشرق الأوسط، ولم يتمكنوا من هزيمة إسرائيل في الحرب، فوضعوا استراتيجية جديدة لعزلها عن دعم المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، في حرب إعلامية، هذه حرب يمكن لكلِّ من يهتم بأمن إسرائيل ومستقبلها أن ينخرط فيها”[38].

ولعل دعاية إسرائيل المسمومة كما وصفها د. حامد ربيع، تتبع “كتالوج” معد دومًا لتبرير الهمجية والوحشيَّة تحت عنوان “محاربة التطرُّف والإرهاب”، من خلال اختلاق الوقائع وقلب سياقها في إطار تزييف الأحداث وتشويه الحقيقة والتلاعب بالوعي وتحويل أي نشاط معارض لإسرائيل، إلى نشاط “معاد للسامية”، وهي “تهمة” يعاقب عليها القانون في بلدان عدَّة، وتستهدف تشويه سمعة أي جهة تنتقد إسرائيل ولو بالشعارات والخطابات، والترويج لفكرة أن إسرائيل الضحيَّة الباحثة عن السلام، ومن ثم فإن أيَّ انتقاد موجَّه إليها، سيتحوَّل إلى تبرير للإرهاب، وتوجِّه “هاسبارا” إلى كلِّ الشعوب والمجتمعات وتخاطبهم، كلٌّ بحسب ثقافاته وعاداته وتوجُّهاته الفكرية والعقائدية، من أجل اللَّعب على التناقضات والعواطف والمشاعر، بما يخدم مصالحهم، تارةً من خلال سرديَّة المظلومية اليهودية عبر التاريخ، وطورًا من خلال سردية الوجود بحكم القوَّة والأمر الواقع وإظهارها بوجه حضاري والعمل على “أنسنة” الاحتلال[39].

وتنوَّعت الجهود المضادَّة الإسرائيلية ما بين تقييد المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى حملة اعتقالات واسعة للمشاركين في المظاهرات ضد إسرائيل، واتخاذ إجراءات عقابية وتعسُّفية ضدَّ المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، تستدعي الدراسة بعض النماذج منها.

فصل تعسُّفي للمعارضين لسياسات دولة الاحتلال

أعلنت مجموعة “لا لبرمجية أزور الداعمة للفصل العنصري” الاحتجاجية، الخميس 28 أغسطس 2025، أن شركة مايكروسوفت فصلت أربعة موظفين خلال يومين فقط، ممَّن شاركوا في تحرُّكات داخل مقرَّاتها ضدَّ علاقاتها مع إسرائيل وحربها على غزة، بعدما اقتصر العدد بدايةً على موظفين اثنين، وجاءت التحركات ضد الشركة بعد تحقيق إعلامي مشترك نُشر، كشف أن وكالة استخبارات عسكرية إسرائيلية تستخدم منصة “أزور” السحابية لتخزين عدد لا يحصى من تسجيلات المكالمات الهاتفية التي يجريها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذكر التحقيق الذي أجرته صحيفة “الجارديان” ومجلة “+972” الفلسطينية-الإسرائيلية وموقع “لوكال كول” العبري، أن إسرائيل تعتمد على سحابة مايكروسوفت في مراقبة واسعة للفلسطينيين، وردَّت مايكروسوفت بأنها استعانت بمكتب المحاماة “كوفينجتون آند بيرلينج LLP” لإجراء مراجعة مستقلة، وقد شهدت الشركة احتجاجات أخرى من موظفين ضد علاقاتها مع إسرائيل، ففي أبريل 2025، قاطع موظف مؤيد للفلسطينيين كلمة رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت مصطفى سليمان خلال احتفالات الذكرى الخمسين للشركة، بسبب علاقاتها مع إسرائيل، وفُصل ذلك الموظف وموظف آخر شارك في الاحتجاج[40].

تقييد المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي

دفعت إسرائيل شركات الإنترنت الكبرى إلى اتخاذ تدابير صارمة بحقِّ الأصوات المعارضة معها؛ لقمع الرأي الآخر وإغلاق الحسابات المنتقدة واعتبارها حسابات “معادية للسامية”، ووفقًا لوحدة الرصد في “صدى سوشال”، تم توثيق أكثر من 650 حالة رقابة وحذف للمحتوى الداعم لفلسطين خلال سبتمبر عام 2024، بالمقابل سُمِحَ بانتشارٍ واسعٍ لمحتوى تحريضي إسرائيلي، خاصة فيما يتعلَّق بالضفة الغربية ومدينتي جنين وطولكرم، إلى جانب التضييق على الصحفيين والنشطاء الذين رُشِّحوا لجوائز عالمية، هذا الإمعان في تطبيق قواعد الرقابة، يعكس تحيزًا واضحًا في سياسات المنصات ويُشكك مجدَّدًا بالتزامها بالحياد وحرية التعبير في الحيز الرقمي، كما لجأت “ميتا” إلى استخدام أسلوب (الحظر الخفي Shadow ban) على صفحات إعلامية فلسطينية؛ حيث تلقت “صدى سوشال” العديد من الشكاوى حول خفض الظهور وتقليص الوصول لصفحات إعلامية فلسطينية بشكل حاد، دون توجيه مخالفات رسمية واضحة، وهذا النهج يسمح لـ”ميتا” بتجنب الانتقادات العلنية، بينما تستمر في قمع المحتوى الفلسطيني بشكل ممنهج[41].

كما أوضحت منظمات أوروبية غير حكومية، أنه حدث تقدم ضئيل في وقف قمع المحتوى المؤيد لفلسطين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة وأنه تم تسجيل أكثر من (1350) حالة رقابة على منصات “ميتا” و”يوتيوب” و”إكس” و”تيك توك” خلال العام الأول للحرب، بتقييد وإزالة المنشورات المؤيدة لغزة، وحذف صفحات فلسطين أونلاين بعد سلسلة من حظر المنشورات ضمن حملة ضد صفحات المحتوى الفلسطيني، في مقابل الترويج لحملات الترويج الإسرائيلية بهاشتاجات طوفان الأقصى أو غرة تباد[42].

حملات اعتقال واسعة للمشاركين في الاحتجاجات ضد إسرائيل

وعلى الرغم من التحولات في الخطابات الرسمية، فإن الاحتجاجات المناوئة لإسرائيل تعرَّضت لحملات اعتقالات واسعة، فعلى سبيل المثال اعتقلت الشرطة البريطانية في لندن المئات خلال احتجاج مؤيد لمنظمة “فلسطين أكشن” المحظورة منذ يوليو 2025 بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، وذكرت شرطة العاصمة أن حصيلة الاعتقالات بلغت 466 شخصًا بتهمة “دعم منظمة محظورة”، في أكبر عدد توقيفات بتاريخ احتجاج واحد في المدينة، وحظرت الحكومة “فلسطين أكشن” بعد إعلان مسؤوليتها عن اقتحام عناصرها قاعدة جوية في جنوب إنجلترا، وتسببهم في أضرار تُقدَّر بنحو 7 ملايين جنيه إسترليني، لرشِّهم طائرتين عسكريتين بطلاء أحمر، وقالت المجموعة إن نشطاءها أقدموا على ذلك احتجاجًا على الدعم العسكري الذي تقدِّمه بريطانيا لإسرائيل في خضمِّ الحرب في غزة[43].

كما لاقت الهتافات المناوئة لإسرائيل التي أطلقها مؤدِّي الراب في فرقة “بوب فيلان”، باسكال روبنسون فوستر، خلال مهرجان جلاستونبري في إنجلترا، التي بُثَّتْ على الهواء مباشرة صدى واسعًا، بل واتخذت القضية أبعادًا أوسع بعد إعلان الشرطة البريطانية فتح تحقيق في الحادثة، وإعلان وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء تأشيرات مُنحت لعضوين في الفرقة التي كان من المفترض أن تقوم بجولة في الولايات المتحدة، إضافة إلى تصريحات مندِّدة من سياسيين ومسؤولين بريطانيين، وأثارت الحادثة كذلك جدلًا في وسائل التواصل الاجتماعي، وشمل ذلك المستخدمين في العالم العربي، إذ تناقلتها وسائل إعلام عربية بشكل واسع، فيما تفاعل معها المستخدمون العرب الذين أبدت شريحة كبيرة منهم تأييدها لما قامت به الفرقة، وانتقادها للإجراءات التي اتُخذت بحق أعضائها”[44].

وعليه؛ فبالرغم من كل هذه التدابير والجهود الإسرائيلية لقمع الحراك العالمي المؤيد للقضية الفلسطينية فإنه حتى الآن فشلت المؤسسات الإسرائيلية والأذرع الداعمة لها حول العالم في هذة المهمة، ولعل ما يثبت هذا هو استمراية الحراك الشعبي لمدة عامين متتالين دون توقُّف، وهو ما يؤكِّد الإيمان الكامل للشعوب بعدالة القضية الفلسطينية، وليس فقط التضامن الانساني مع ما يحدث في القطاع من انتهاكات وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.

خاتمة:

بغض النظر عن أي نتيجة ستؤول إليها هذه الحرب في ظل وصول الهوس الإسرائيلي بالتدمير إلى حدود غير مسبوقة وإعلان نتنياهو احتلال غزة، فإنه للمرة الأولى في التاريخ، ستكون أغلبية العالم مهيَّأة للميل لصالح فلسطين أكثر من إسرائيل، فلأول مرة تفشل إسرائيل في التحكم في القصة، وفي صياغة رؤية العالم للحقيقة، وفي منع الفلسطينيين من حقهم في السرد، مما كشف للعالم الحقيقة كاملة حول عدالة القضية الفلسطينية، في مقابل الدونية الإسرائيلية، وهي الحقيقة التي لم يستطع حتى الإسرائيليون أنفسهم إنكارها، فقد أظهرت استطلاعات في الداخل الاسرائيلي، أن أغلبية الإسرائيليين (بنسبة 58%) يرون أن بلادهم لا تحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم، بينما رأى (15%) أنها لا تحظى بالاحترام على الإطلاق، في حين تقول نسبة أقل من الإسرائيليين (40%)، إن إسرائيل تحظى بالاحترام الدولي، كما يرى الإسرائيليون تزايدًا في معاداة السامية حول العالم؛ حيث يعتقد معظم الإسرائيليين (83%)، أن معاداة السامية شائعة حول العالم، ويقول ما يقرب من نصفهم (49%) إنها شائعة جدًّا اليوم[45].

ومن ثم فالتحولات الأخيرة في الرأي العام العالمي، تُشير إلى أن فلسطين لم تعد قضية هامشية في الضمير العالمي، فما بين من تم اعتقالهم أو سافروا وعبروا الحدود في محاولة كسر الحصار، أو من تركوا وظائفهم المرموقة في شركات عالمية، دلالات كبرى على التغيرات في الرأي العالمي والانحياز الواضح للحرية والعدل في مواجهة الاحتلال والظلم.

———————————

الهوامش:

دكتوراه الفلسفة في العلوم السياسية، باحثة متخصصة في العلاقات الدولية.

[1] للمزيد حول تاريخ الدعاية الصهيونية، انظر: حامد ربيع، الدعاية الصهيونية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، (القاهرة: معهد البحوث والدراسات العربية، 1975).

[2] للمزيد حول الدبلوماسية الرقمية والعامة لإسرائيل، انظر: آية عنان، دراسة في الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية منذ عام 2015م، (القاهرة: دار مفكرون الدولية للنشر والتوزيع، 2024).

[3] خالد حنفي، لماذا تلجأ الدول إلى صناعة العلامة الوطنية؟، مجلة السياسة الدولية، القاهرة، المجلد 20، العدد 210، أكتوبر2017، ص3.

[4] للمزيد حول مفهوم صناعة القبول، انظر: نعوم تشومسكي، كيف يدار العالم، ترجمة: الهادر المعموري، (بيروت: دار الرافدين، 2025).

[5] على سبيل المثال، شاهد: احتجاجات أمام مبنى “سي إن إن” للتنديد بتغطيتها المنحازة لإسرائيل.. مراسلنا ينقل الصور، قناة الغد- Alghad TV على موقع YouTube، 25 أغسطس2025، متاح عبر الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=lerrsgqTisk

[6] على سبيل المثال، ظهر الإعلامي المصري بأحد أضخم البودكاست الأمريكية Nelk Boys، ليقدِّم حلقة استثنائية عن غزة. حقَّقت الحلقة أكثر من 2 مليون مشاهدة على Youtube، انظر:

The Bassem Youssef Interview | NELK BOYS, FULL SEND PODCAST, YouTube, 31 July 2025, available at: https://www.youtube.com/watch?v=GW-yaLz-3OE

[7] آية عنان، تحولات الرأي العام الغربي تجاه القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 31 ديسمبر 2023، منشور عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/yG26X

[8] ما تأثير الرأي العام الأوروبي على المواقف السياسية بشـأن فلسطين؟، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، 21 يونيو 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/S0Fzg

[9] مظاهرات حول العالم ووفد أوروبي أمام معبر رفح لوقف الإبادة بغزة، موقع قناة الجزيرة الإخبارية، 18 مايو 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/Hpgm7

[10] مظاهرات في واشنطن ضد تزويد إسرائيل بالأسلحة والمطالبة بوقف الحرب، موقع قناة RT الإخبارية، 5 أكتوبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/xtEqN

[11] آلاف المتظاهرين يحتشدون في واشنطن للمطالبة بوقف الحرب على غزة، قناة الجزيرة -Al Jazeera Arabic على موقع Youtube، 5 أبريل 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=Gk-WU4b8UZE

[12] Mitchell Bard, Public opinion for Israel shows an alarming trend, 26 March 2025, available at: https://bit.ly/48yg1qZ

[13] استطلاع أمريكي: انحسار التأييد الشعبي لإسرائيل في الدول الكبرى، قدس برس، 5 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://qudspress.com/210858

[14] Jon Henley, Public support for Israel in western Europe at lowest ever recorded by YouGov, The Guardian, 3 June 2025, available at: https://shorturl.at/HqzKf

[15] Mitchell Bard, Public opinion for Israel shows an alarming trend, Op. cit.

[16] Negative views of Israel have risen in the U.S, Pew Research Center, 3 June 2025, available at: https://shorturl.at/Nkgqa

[17] للمزيد حول أسباب التحول في الرأي العام الغربي، انظر: آية عنان، تحولات الرأي العام العالمي الغربي تجاه القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى، مرجع سابق.

[18] هل بدد نتنياهو ما بنته إسرائيل في الغرب خلال 100 عام؟، موقع قناة الجزيرة الإخبارية، 29 نوفمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/iwj4h

[19] المرجع السابق.

[20] عمال في مطار بروكسل يرفضون تحميل أمتعة طائرة متوجهة إلى إسرائيل، قناة الجزيرة-Aljazeera Arabic على موقع Youtube، 13 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=aOK0ZqbVEeo

[21] مصطفى البرغوثي، إعلان فيينا.. عندما ينطق اليهود بكلمة الحق، المركز الفلسطيني للإعلام، 13 يوليو 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://palinfo.com/news/2025/07/13/962410

[22] المرجع السابق.

[23] انظر: موقع حملة مقاطعة إسرائيل BDS، متاح عبر الرابط التالي: https://www.bdsmovement.net/ar/what-is-bds

[24] شابة مصرية تستقيل من وظيفتها في شركة أمازون بسبب “شراكتها المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي”، قناة الجزيرة مباشر- aljazeeramubasher على موقع YouTube، 29 أكتوبر 2024، متاح عبر الرابط التالي : https://www.youtube.com/watch?v=t90PrOv6U-Y

[25] ثمن الإبادة والتجويع.. كيف غيَّرت غزة مسار العلاقات الدولية مع إسرائيل؟، المركز الفلسطيني للإعلام، 1 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://palinfo.com/news/2025/08/01/965748/

[26] آية عنان، الحراك الطلابي العالمي المساند للقضية الفلسطينية.. الآفاق والدلالات والنتائج، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، مايو 2024،متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/Ykc8R

[27] رياضة بلا إبادة.. ألبانيز تدعو “يويفا” لطرد إسرائيل بعد استشهاد اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد، موقع TRT عربي، 10 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://trt.global/arabi/article/c7c9cb1fb0ee

[28] “الحركة العالمية نحو غزة”.. مبادرة شعبية لكسر الحصار وتعزيز التضامن الدولي، موقع قناة الجزيرة الإخبارية، 10 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/rH3g4

[29] المرجع السابق.

[30] أكبر أسطول عالمي لكسر حصار غزة يستعد للإبحار من إسبانيا، موقع قناة الجزيرة الإخبارية، 29 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/Nq522

[31] قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يهددون بمعاقبة إسرائيل إذا لم تُوقف هجومها في غزة، موقع قناة سي إن إن بالعربية، 19 مايو 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/oWEfY

[32] أستراليا تعلن اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطينية، Deutsche Welle، 11 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/PapDK

[33] للمزيد حول مسألة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، انظر: مواد منشورة بهذا الخصوص على موقع المركز الفلسطيني للإعلام، متاح عبر الرابط التالي: https://tinyurl.com/bdfsmdwz

[34] دولة غربية تطلق نداءً جماعيًّا للاعتراف بفلسطين ووقف الحرب، المركز الفلسطيني للإعلام، 30 يوليو 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://palinfo.com/news/2025/07/30/965381/

[35] بريطانيا تمنع مسؤولين إسرائيليين من حضور معرض لندن للأسلحة، موقع RT، 29 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/VVY4Z

[36] تركيا تقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل وتغلق المجال الجوي أمام طائراتها، موقع بي بي سي بالعربية، 29 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://www.bbc.com/arabic/articles/clyv0572mj6o

[37] Hasbara Handbook: Defending Israel on Campus, the world union of Jewish students, 2002, available at: http://www.middle-east-info.org/take/wujshasbara.pdf

[38] Ibid.

[39] للمزيد حول استراتيجية الدبلوماسية والدعاية الإسرائيلية: انظر: آية عنان، الدبلوماسية الرقمية في العلاقات الدولية، مرجع سابق.

[40] خلال يومين.. فصل 4 موظفين من مايكروسوفت بعد احتجاجات ضد علاقات الشركة مع إسرائيل، TRT عربي، 29 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://trt.global/arabi/article/dc6e401c5650

[41] تقرير الانتهاكات الرقمية ضد المحتوى الفلسطيني، موقع Sadasocial، 2 سبتمبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/vbcJW

[42] منظمات حقوقية تنتقد عمليات رقابة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، موقع Euronews، 7 أكتوبر 2024، متاح عبر الرابط التالي: https://shorturl.at/mrMbH

[43] مظاهرات عربية ودولية حاشدة دعمًا لغزة واعتقال 466 شخصًا في لندن بتهمة تأييد منظمة “فلسطين أكشن”، موقع TRT عربي، 10 أغسطس 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://trt.global/arabi/article/f61c1443d5b0

[44] تفاعل مع رفض فرقة بوب فيلان اتهامات “بمعاداة السامية” بعد هتافها ضد الجيش الإسرائيلي، موقع بي بي سي عربي، 2 يوليو 2025، متاح عبر الرابط التالي: https://www.bbc.com/arabic/articles/cly1j8kevqxo

[45] Amid war in Gaza, 58% of Israelis say their country is not respected internationally, pew research, 11 June 2024, available at: https://shorturl.at/XKHiF

نشر في العدد 39 من فصلية قضايا ونظرات – أكتوبر 2025

د. آية محمود عنان

دكتوراه الفلسفة في العلوم السياسية، باحث متخصص في العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى