المشروع الإقليمي الإيراني في ضوء الحرب على غزة.. هل من مسار لتوازن القوى بين العرب وإيران؟ (ورقة أولية)

تطرح الحرب الدائرة على الأراضي الفلسطينية العديد من التساؤلات والتكهنات بشأن مستقبل الإقليم برمته، خاصةً في ظل حالة التداعي التي تعصف بالجانب العربي، وبما يترافق مع حضور إيراني إشكالي. ويمكن بلورة المشهد في عددٍ من القضايا والتساؤلات على مستوى مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين ذوي الصلة. فعلى الجانب الإيراني، من المهم تفنيد حقيقة الأبعاد القيمية والحضارية في السياسة الإيرانية، والتي ترفع شعارات نصرة المظلومين والمستضعفين حول العالم، ولكن هل يمكن ذلك بينما هي تتبع سياسات يُشهد لها بالطائفية في الداخل والخارج في سياق ما يُسمى الجيوبوليتيك الشيعي؟ ولكن إذا تحدثنا عن الطائفية على الصعيد الخارجي خاصة، فهل تتحمل مسؤوليتها طهران وحدها، أم قد يكون الجانب العربي شريكًا بشكلٍ أو بآخر عبر ترك المجال لهذه الطائفية؟

ولكن تناول الأمر لابد أن ينطلق أيضًا من عددٍ من المرتكزات، من قبيل أن إيران دولة من المستبعد انزوائها عن لعب “دور” إقليمي، وذلك بحكم التكوين التاريخي والموقع الجغرافي فضلاً عن الخصائص الأيديولوجية للثورة الإسلامية. أما المرتكز الثاني، فينقلنا إلى المستوى المتعلق بالعالم العربي؛ حيث الغياب الاستراتيجي وأحادية السياسات العربية في التعامل مع ما يُجابه المنطقة من تحديات وتهديدات من داخلها أو من خارجها (السياسات الأحادية التطبيعية مع إسرائيل)، فضلاً عن عدم امتلاك رؤية استراتيجية استيعابية جامعة لمكونات الإقليم للحيلولة دون تمكين الطائفية الإيرانية.

على مستوى القوى الإقليمية الأخرى، نجد أن القشّة التي تقصم ظهر البعير دومًا هي القشة الإسرائيلية، التي تعطي لإيران عبر سياساتها -بل جرائمها- إزاء الفلسطينيين المبرر للتحرك في أي مساحة متاحة في ظل تيهٍ عربي متعمد. هذا التيه الذي يجعل من الأيسر والأجدى لطهران إدارة علاقاتها مع منافسيها الإقليميين بما في ذلك إسرائيل الآخرين مقارنةً بالجانب العربي، حتى إنه لا غضاضة من القول بأن العالم العربي ما هو إلا ساحة منافسة بين الجانبين. كما أن الفاعل التركي، نراه يدير حساباته بدقةٍ عالية مهما تصاعدت الضغوط التي يُجابهها.

لا شك أن مستقبل التفاعلات الإيرانية الإقليمية يرتبط كذلك بالسياق الدولي؛ سواء تعلق الأمر بالولايات المتحدة أو منافسيها روسيا والصين؛ فما الثابت والمتغير في استراتيجيات هذه القوى؟

في سياق هذا كله، كيف سيكون مصير حالة إقليمية مأزومة تتلخص أهم سماتها في: انهيار مجموعة دول عربية (العراق، سوريا، اليمن، لبنان، الصومال، السودان، ليبيا) تتصارع على مقدراتها مجموعات من الجماعات المسلحة المدعومة من هذا الطرف أو ذاك، وخلافات بينية، وأزمات اقتصادية متلاحقة، جراء سياسات قصيرة المدى فاشلة وأزمات عالمية تضع أوزارها على عاتق شعوب أمتنا، … لتتراجع على وقع الأزمات قضايانا الكبرى وعلى رأسها الصراع الوجودي مع إسرائيل… هذه الأوضاع التي تمثل محفزات لقوى إقليمية وعالمية لتعبث بمقدرات الإقليم.

ومن ثم، فوفق خبرة تلك المنطقة التي اعتادت لعقود تعاقب الحروب والصراعات متتالية، فكأن انتهاء حرب ما هو إلا مرحلة استعداد لتلك التي تليها. هل انتهاء الحرب على غزة -متى حدث- سيكون مجرد خطوة جديدة على هذا المسار؟! هل يمكن لإيران أن تحقق نصرًا -أو لنقل: مكاسب- دون دخول مباشر في الحرب، وأيًّا كانت نتائج هذه الحرب، عبر دعم سيطرتها الإقليمية؟ هل يمكن القول بأن ثمة توجهات جديدة للسياسة الخارجية الإيرانية تتشكل ملامحها عبر مواقفها في طوفان الأقصى (التحرك بوتيرة حذرة، وإن كانت متغيرة من مرحلة لأخرى أثناء الحرب، أيضًا إعطاء أولوية للخطاب الدبلوماسي)، وإن لم تختلف الثوابت؟ وهل يدفع الإقليم الثمن مجددًا في دوله المنهارة بالأساس، وتحديدًا في سوريا والعراق؟

إن الإجابة ليست بالأمر اليسير، وتحتاج إلى دراساتٍ معمقة مترابطة حول العديد من المحاور الأفقية والرأسية. وفيما يلي نرسم خريطة مختصرة للعوامل المحركة لكل من الأطراف ذوي الصلة بمستقبل الإقليم؛ تحديدًا في إطار الاستراتيجية الإيرانية حول الحرب الراهنة. وهذه الورقة فقط ترسم مسار الإجابة انطلاقًا من إن ما يزيد عن ثلاثة أشهر منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى مثلت اختبارًا جديدًا للمشروع الإيراني؛ مما يستوجب تجديد رسم خرائطه على ضوء سلوك إيران واحتمالات تطوره وتأثيره على الواقعة الراهنة في إطار منظومتها الإقليمية والدولية.

 أولا- الإشكاليات على الجانب الإيراني:

ومن أبرز العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تناول الراهن والمتوقع للسياسة الخارجية الإيرانية:

1-الأوضاع الداخلية في إيران، ولها أكثر من بعد:

الموقف من استمرار عسكرة النظام الإيراني، ودور الحرس الثوري في السياسة الداخلية وأمننتها؛ ومن ثم أيضًا الرؤية حول فيلق القدس؛ وهو محرك أساس لسياسات إيران الإقليمية، طالما وُجهت له أصابع الاتهام في توريط إيران في أزمات مفتعلة. ومن ثم، تزايد سخط الأطراف السياسية والشعبية إزاء هذا الدور في الداخل والخارج، فهل من الممكن إحداث تغيير يحد من دور الأداة العسكرية الإيرانية في الخارج؟

–  الجانب الاقتصادي؛ حيث تدهور الأوضاع الاقتصادية الداخلية، والسخط الشعبي والسياسي على إنفاق أموال هائلة على الجماعات المسلحة في الخارج. بينما كانت إيران تتخذ من الحاجة لدعم الاقتصاد مبررًا للتدخل الإقليمي، وهو ما فقد حجيته مع الوقت[1].

– ذلك يرتبط بشكلٍ وثيق باختلاف رؤى التيارات السياسية الإيرانية، لترتيب أولويات سياسات بلادهم الخارجية، فهناك من يوسع الأمر ليُضفي أبعادًا أوسع تتسق وخطاب الثورة الإيرانية، ومن يرى الأولوية للمصالح الإيرانية بمعناها الضيق، وبالتالي تختلف المواقف بشأن التدخلات الإقليمية. على سبيل المثال، يُصرح محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني السابق؛ بأنه في حال اتخذت إيران موقفًا أكثر تطرفًا بشأن غزة، فقد يؤدي ذلك إلى إثارة نزاع مميت مع الولايات المتحدة، وهو ما سترحب به إسرائيل، كما صرح “دعمنا للمقاومة لا يشمل الحرب بجانبهم”[2]. فما الخريطة المفصلة لهذه الرؤى، وأين تضع الشأن الفلسطيني؟ وكيف تسكنه في سياسة إيران الإقليمية[3]؟

– ومن ثم، هل يقتنع الرأي العام الإيراني بأن التدخلات الخارجية (ودعم الجماعات المسلحة بما في ذلك فصائل المقاومة) تخدم الأمن القومي الإيراني، أو أنها ضرورة لابد منها؟ لاسيما في ظل رفع شعارات في المظاهرات المندلعة خلال السنوات الأخيرة منددة بتدخلات إيران الإقليمية، كقول إن “الشعب الإيراني سئم أن يدفع ضريبة صراع الآخرين”[4].

– وبالتالي، هل من الممكن أن يحدث تغير في أولويات نظام الحكم في إيران، وإن كان تغير جزئي، وعلى نحوٍ يؤثر في تصور علاقاته صوب الإقليم والعالم. علمًا أن من تصريحات قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الجنرال إسماعيل قاني إن “محور المقاومة بقيادة إيران سيستمر بالعمل في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين حتى ظهور الإمام الغائب وتشكيل حكومته”. فهل التغير إذن ممكنًا، أم أن الربط العقائدي يحول دون ذلك[5]؟

– وإزاء ما سبق، ما الصيغة المتوقعة للتأثير المتبادل بين الموقف من التطورات الإقليمية (لاسيما ما يتصل بغزة) والانتخابات التشريعية، المقرر عقدها في مارس 2024؟

2- على الصعيد الإقليمي:

  • هل من تغير في استراتيجيات إيران فيما يتعلق ببؤر التوتر بالمنطقة (العراق، سوريا، اليمن)، ما ميكانزمات إيران بين التهدئة والتصعيد؟ ولمَ اتجهت مؤخرًا إلى التقارب مع السعودية؟ وإن كان يمكن القول إن إيران لم تكن يومًا جزءًا من جهود دعم الاستقرار الإقليمي، نحن فقط نبحث درجة التصعيد التي تنتهجها بما يتفق ومشروعها الإقليمي وأهداف قادتها الداخلية والخارجية… فكيف ستدير الأمور في المرحلة القادمة من الحرب على غزة وما بعدها، وبما يدعم رؤيتها للهيمنة الإقليمية؟
  • من ثم، حقيقة موقع “دعم المقاومة” في إطار المشروع الإقليمي الإيراني: هل هي خيار حقيقي، أم فقط أداة لإضفاء صفة الإسلامية على سياسات قوامها الطائفية، ولاكتساب تعاطف ومساندة من شعوب المنطقة، أم إن الأمر نسبي؟

من المهم أن نحدد بدقة موقع القضية الفلسطينية في الاستراتيجية الإيرانية الإقليمية؛ ذلك لنحدد كيف سيكون المسار الإيراني في ضوء الحالة الراهنة على نحوٍ أدق. وذلك بداية من طبيعة الخطاب الإيراني حول القضية بما يخدم أيديولوجيا الثورة؛ أو بمعنى أصح أهدافها الإقليمية البراجماتية.. فقد جاء الموقف من طوفان الأقصى وكأنه محسوب بدقة وحذر شديد.. وبأدوات لا تكبد إيران مزيدًا من الخسائر، أو تضعها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة (لأسباب سنأتي إليها لاحقًا عند تناول المستوى المتعلق بالقوى الدولية)، إذ أرادت أن تبدو في بعض الأوقات كقوة سياسية قادرة على لعب دور دبلوماسي.

بل إن علاقات طهران مع حماس من الأساس تخدم الاستراتيجية الإيرانية من أكثر من وجه: محاولة نفي الطابع الطائفي عبر توظيف القضية الإسلامية الأولى (بما يتسق مع إطلاق خامنئي مصطلح الصحوة الإسلامية على السياسة الخارجية الإيرانية)، كما أن ذلك يأتي في قلب توجهات إيران في توطيد العلاقات مع الفاعلين من غير الدول في العالم العربي على ضوء تدهور علاقاتها بقطاع كبير من النظم.

علمًا أن طهران لم تُقدم رؤى متكاملة لدعم مسار المقاومة على الجانب السياسي، وركزت على الدعم العسكري (الذي يبدو أيضًا أنه محدود). في هذا الإطار، ثارت التساؤلات: هل كان من الأجدى مشاركة حزب الله بشكلٍ مباشر في الحرب لتشتيت إسرائيل، أم إن المواجهة المحدودة أكثر حكمة؟ وأين هذا -أو ذاك- من مصلحة القضية، وكذلك من أهداف إيران الإقليمية؟ هل نجحت إيران في إدارة ساحة الأحداث لصالحها؛ ممسكةً العصا من المنتصف (دعم وتحركات دبلوماسية، وتصعيد عسكري تدرجي من الحلفاء)، بينما لم تتورط مباشرةً في المواجهة؟ حتى إنه تذهب تحليلات إلى أن ذهنية الائتمار بأوامر الوليّ الفقيه في طهران، تجعل من كلّ أذرع إيران في المنطقة، أدوات لخدمة “الجمهورية الإسلامية” أولاً، وليس العكس.

ماذا عن قول نصر الله[6]: إن الوقت الآن ليس لهزيمة إسرائيل بالضربة القاضية، بل الفوز عليها بالنقاط، حتى إنه قد يبدو لدى البعض أن استمرار إسرائيل في حدّ ذاته يخدم مصلحة إيران، عبر تبرير عبثها الإقليمي؟ في هذا الإطار ثارت التساؤلات حول: مفهوم “وحدة الساحات”[7] الذي يتمركز حول فلسطين، وكان هناك تقييمان: على جانب، من يرى أن المفهوم تجلى -ولو جزئيًا- خلال هذه الحرب عبر مشاركة فصائل ما يُطلق عليه محور المقاومة في العراق ولبنان واليمن بهجمات ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية، وأن ما حال دون ما هو أكثر من ذلك هو عدم التخطيط المشترك المسبق لطوفان الأقصى. على جانب آخر، هناك من يعتبر أن ما يبدو من الأحداث عدم تجاوز المفهوم الإعلامي والتوظيفي لمفهوم “محور المقاومة” الذي يتمركز حول “إيران”، لتستخدمه في إطار مواجهتها مع الولايات المتحدة، والتي تديرها بطريقة مختلفة جزئيًا في المرحلة الراهنة. أيضًا من التصريحات التي كانت محل توقف في هذا السياق تصريحات مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد أيرواني: “إن القوات المسلحة الإيرانية لن تشتبك مع إسرائيل شريطة ألا تغامر منظومة الفصل العنصري الإسرائيلي بمهاجمة إيران ومصالحها ومواطنيها، أما جبهة المقاومة فتستطيع الدفاع عن نفسها”؛ فضلا عن تصريحات أخرى لوزير الخارجية خلال زيارته للمنطقة بنفس المعنى.

  • لكن على الجانب الآخر، هل الدعم الشيعي العربي أداة مضمونة إلى ما لا نهاية بالنسبة لإيران، في ظل اختلاف المرجعيات (مثلا: قُم والنجف)، وفي ظل السياقات والضغوط المحلية المحيطة بالجماعات الشيعية (الحالة اللبنانية، وكذلك الفصائل اليمنية والعراقية)؟
  • وفي المحصِّلة، هل يمكن بالفعل أن تبقى إيران بعيدة عن الحرب الدائرة في غزة كما أرادت منذ اندلاعها؟ وهل اتخذت إيران منذ البداية الموقف الأصح لتحقيق مصالحها؟ هل ذلك ما يفرضه الواقع الداخلي الإيراني (السابق تناول ملامحه)؟ هناك اتجاهان: الأول- يرى أن الأمر صعب التحقق، وما التطورات الأخيرة في العراق وسوريا سوى الدليل على ذلك، فانهيار حماس خسارة فادحة بالنسبة لإيران؛ وبالتالي فهي وإن لن تتدخل مباشرةً، إلا أنها ستتجه إلى التصعيد التدريجي وإرسال رسائل ذات دلالة (ضربة إلى باكستان لاستعراض قوتها العسكرية التي بإمكانها أن تطال إسرائيل). هذا في مقابل اتجاهٍ آخر يرى أن عدم التدخل الإيراني لهو المعتاد والمتوقع، فإنه ليس من السيناريوهات المرجّحة دخول طهران في حرب مباشرة مع إسرائيل؛ لما لذلك من مخاطر المواجهة بين أطراف ذات قدرات نووية؟ فأي المسارين مرجح استمراره؟ أم إن الأمر نسبي؟ وهل تبحث إيران عن ثمن مقابل هذا الموقف في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة؟ وبين هذا وذاك، كيف يُتوقع أن يكون مستقبل الدعم العسكري الإيراني لحماس؟
  • من خلال تفاعلات إيران مع حلفائها خلال هذه الحرب، هل يمكن رسم بخريطة تبين الأوزان النسبية للجماعات المسلحة المنضوية تحت المحور الإيراني؟ فهل حماس لا تشكل أولوية بالنسبة لطهران، وهي مجرد واجهة لإضفاء زخم شعبي على سياساتها -كما أشير- لاسيما مع حرص إيران على نفي علمها بقرار عملية طوفان الأقصى؟ هل هدف الحفاظ على حزب الله له الأولوية؛ نظرَا لمكانته العسكرية، ودوره في سوريا؟ وما المكانة الاستراتيجية للحوثيين في الرؤية الإيرانية؛ فهل هو دور محدود يقتصر على مناوشات في البحر الأحمر؟

 ثانيًا- الغياب الاستراتيجي العربي -هلامية الهيكل الإقليمي:

في مقابل مشروع الشرق الأوسط الإسلامي ذي الصبغة الإيرانية: ماذا لدى العرب؟ لقد أحسن الإيرانيون ترويج نظرياتهم والعمل لها وبها، حتى يمكن القول إن مسألة دعم المقاومة وُظفت في ذلك السياق؛ وقد كان العرب أحرى باحتضانها وتفعيلها في مظلة من الأمن القومي الجماعي. ويمكن القول إنه منذ اتفاق الطائف الذي أنهى حرب لبنان لم يُكتب النجاح في إيجاد نظام أمني إقليمي أو عبر إقليمي عربي -تركي -إيراني. وهنا نأتي إلى واحدة من أهم النقاط؛ ألا وهي عدم بلورة مفهوم متكامل للأمن القومي العربي، بحيث يحدد العدو والحليف ومصادر التهديد ودرجاتها (فكيف أن تصنف إيران بوصفها مصدر تهديد دائم وبما يفوق الكيان الصهيوني)، وكيفية إدارة العلاقات مع كل منهما في ظل تلك الثوابت، ولكنها لابد أن تكون الثوابت المرنة التي تقرأ تحولات الزمان والمكان الإقليمية (وهي متسارعة) وتجيد توظيفها. ولقد بدأ ترسيخ التفكك في مفهوم الأمن مع وجود أنظمة إقليمية فرعية (الاتحاد المغاربي، مجلس التعاون الخليجي)، أوجدت مفاهيمها الخاصة، التي صارت أكثر تفككًا، باتجاه كل دولة لانتهاج سياسة أمنية منفردة إن لم تتناقض مع الأخرى، ناهيك عن مشروعات التطبيع مع إسرائيل المتوالية (كما سنرى). فكيف يبلور العرب رؤية متكاملة بشأن إيران رغم الخلافات، (ولعل في تركيا نموذج يمكن الاستفادة منه نوعًا ما). والأهم ماذا عن اتفاقات إبرام؟ ماذا عن صفقة القرن، في ضوء مستجدات الحرب على غزة؟

إن غياب تلك الرؤية المتكاملة هو الحال الراهن الذي أفرز عدة مؤشرات إشكالية، حملت دلالات خطيرة بشأن حال العالم العربي.

1- واقع التفاعلات الإقليمية العربية حول إيران:

– الاستقطاب العربي وما ارتبط به من الإدراك المتناقض بشأن طهران، من يراها حليفًا (سوريا)، ومن يراها عدوًا تفوق خطورته الكيان الصهيوني (دول الخليج). وبالتالي، نجد أننا بصدد استراتيجيات عدة صوب إيران، تتراوح بين من يضع نفسه جزءً من تلك الاستراتيجية، ومن اتسق مع الرؤية الأمريكية الإسرائيلية في تصنيفها ضمن محور الشر.

– هذا يطرح تساؤلات حول طبيعة توجهات التقارب مع إيران، وهل التقارب الخليجي مع طهران يعبر عن توجهات أحادية للدول، أم أن هناك رؤية متكاملة للعلاقات مع إيران، على الأقل على مستوى دول الخليج؟ هل هو تقارب دائم، أم مؤقت؟ وماذا عن موضع التقارب الخليجي مع إسرائيل في هذا الإطار؟ ماذا أيضًا عن مستقبل العلاقات بين الجانبين المصري والأردني مع إيران؟ ولا شك أن تنسيق المواقف العربية في هذا الصدد من شأنه إيجاد التوازن المفقود بين العرب وإيران، أما ما دون ذلك فلا يلومن العرب سوى أنفسهم بشأن تداعياته.

– لماذا الضبابية حول بعض القضايا الخلافية، والتي طالما مثلت محور الخلاف بين إيران ودول الخليج، وفي مقدمتها الأوضاع في اليمن[8]؟ فكيف لقضية بهذه الحساسية بالنسبة إلى الأمن الإقليمي أن يجري التعامل معها وكأنها أمر ثانوي، أم أن ملفاتها (السلطة في اليمن، أمن البحر الأحمر،…) يتم التعامل معها بشكلٍ جزئي مرحلي، وهل هذا الشكل الأنسب؟ ما يمكن ملاحظته أن الحوثيين حريصين على استثمار اللحظة الراهنة كوسيلة لدعم شرعيتهم، فأين الرؤية العربية من ذلك، وخاصة السعودية، هل التغافل من الشأن اليمني أمر اختياري؟ وكيف من المتوقع أن تستغل إيران هذا الفراغ مرةً أخرى عبر الدور الحوثي الراهن في الحرب، لتوظف هذه القوة العسكرية التي ساندتها وادخرتها عبر السنوات لتدعيم استراتيجيتها الإقليمية عقب الحرب؟ وإن كانت التسوية الشاملة، فهل يملك الطرف العربي رؤية تعي حجم تعقد الأزمة اليمنية، وتداخل أبعادها الأمنية والاقتصادية والسياسية؟

– لا ينفصل عن ذلك اتجاه دول الخليج للتنسيق مع القوى الكبرى كالولايات المتحدة وفرنسا ضد إيران بشكلٍ يبدو في كثير من الأحيان فاقدًا للتصور الاستراتيجي ومتخبط، فهل مثل تلك التحركات جراء استدعاء غربي لمخاوف خليجية لتسويق مزيد من الأسلحة؟

– أيضًا، ماذا عن التطبيع مع إسرائيل، والذي يقال إن التقدم بصدده خاصة من الجانب السعودي من مفجرات طوفان الأقصى. حيث قبل أيام من تنفيذ حماس لهجومها على إسرائيل، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي إقامة العلاقات مع إسرائيل بأنها “محاولة عبثية تماما”، محذرا “الدول التي تخاطر بالتطبيع مع إسرائيل بأنها ستخسر”.

 2-الدلالات:

لكن عم ينم هذا التخبط العربي، الذي يمكن وصفه بأنه يسير عكس اتجاه متطلبات الأمن الإقليمي؟

– يرتبط بما سبق غياب استراتيجية عسكرية عربية، فضلا عن عدم الاهتمام بالتصنيع العسكري، وهذا من أبرز مسببات عدم التكافؤ في التنافس مع القوى الإقليمية الأخرى، وعلى رأسها إسرائيل. كما أن فشل عاصفة الحزم باليمن ليس ببعيد.

– غياب الدولة القائد، خاصةً مع تراجع دور مصر الإقليمي، وتصاعد أدوار إقليمية قشرية تفتقد إمكانات ومقومات الدور. ويزيد الأمور ترديًا عدم فاعلية الكيانات العربية الجماعية، وعلى رأسها جامعة الدول العربية.

– التردي الاقتصادي، وهو في جزء منه نتاج ما يُطلق عليه حالة “العسكرة الوهمية” التي يعيشها النظام الإقليمي العربي، حيث تحول المدخرات الهائلة لاستيراد أسلحة لدرء مخاوف غير مدروسة إزاء إيران، بدلا من توجيهها إلى المشروعات التنموية.

– عدم الوعي بامتدادات التنافس الإقليمية مع إيران (وغيرها) في آسيا وأفريقيا، حيث تحرص إيران على توظيف الأقليات الشيعية وتدعيم السياسات النفطية، في تلك الدوائر. ولأحداث باكستان مؤخرًا العديد من الدلالات حول امتدادات التنافس والصراع الإقليمي، الذي لا يُجيد العالم العربي التفاعل مع تطوراته.

– ماذا عن كيان وبنيان الدول العربية التي تضم حلفاء لإيران، فما دلالات الأحداث بالنسبة لعلاقة حزب الله والدولة اللبنانية على سبيل المثال؟ ماذا عن إشارات نصر الله للخميني وخامنئي؟ أم أن موقف حزب الله، الذي اعتبر في مراحل كثيرة دون التوقعات هو نتيجة حسابات داخلية وعدم الرغبة في إدحال لبنان في صراعات جديدة؟ وما دلالات الهجمات الأخيرة في العراق وسوريا في هذا ٍالإطار؟ وما مدى تأثير الوجود الإيراني على صنع القرار بهذه الدول؟

– القصور في تقدير القيمة الاستراتيجية للمقاومة، أو عدم الاعتراف بها، ومن ثم رفض تقديم بديل لدعمها، ولو كان جزئيًا. فرغم تأكيد قادة حماس الدائم أنهم خارج سياسة المحاور، إلا أنه لا يمكن إنكار كون التخلي العربي قد أفسح المجال لطهران لتقديم الدعم المفتقد، فحُسبت قوة المقاومة بأكملها لصالح الجانب الإيراني، بما يرجح كفته في مواجهاته ومساوماته مع الولايات المتحدة، فهل لا سبيل سوى استمرار نهج التخلي عن المقاومة رغم فداحة النتائج؟

وبناءً على ما سبق، فإن تخطي التخبط العربي؛ سعيًا لتقليل مساحات الخلل مع إيران، إنما يستوجب العمل على مستوياتٍ عدة، منها: ما يتصل بما هو داخلي (سواء سياسي أو اقتصادي، وبما يستوعب مختلف المكونات الطائفية) لسد ثغرات التدخل الإيراني، وما يتعلق بالعلاقات البينية وإيجاد صيغ أكثر فاعلية للتنسيق، وذلك بما يسهم في العمل على الاتفاق على ثوابت للأمن القومي في التفاعل مع القوى الإقليمية والدولية.

 ثالثًا- القوى الإقليمية غير العربية:

وهنا، نحن بصدد فاعلين مؤثرين في المسار الإقليمي -تركيا وإسرائيل- وإن كان ذلك ليس في ذات الاتجاه، بل يمكن القول إن توثيق الصلة بين تركيا وأي من الجانبين العربي أو الإيراني (على نحوٍ مدروس مدعوم برؤية استراتيجية) من شأنه إضعاف الكيان الصهيوني بدرجةٍ يخشاها؛ لذا فهو يعمل بين الحين والآخر على التقارب مع تركيا، رغم عمق الخلافات حول العديد من الملفات؛ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وفيما يلي نتطرق إلى أبرز تفاعلات الجانبين مع المشروع الإيراني خلال المرحلة الراهنة:

– تحركات تركيا، بوصفها قوة إقليمية، كيف يقرأها كلٌ من الطرفين العربي والإيراني، بل كيف سيتعامل معها الكيان الصهيوني؟ فرغم الحرص التركي على عدم الانخراط في الحرب الدائرة في غزة، هل ستبقى تركيا تفضل الابتعاد بعد انتهاء الحرب تاركةً المجال لإيران لمزيد من السيطرة الإقليمية؟ أم أن هناك العديد من العوامل الداعمة للتقارب التركي الإيراني في اللحظة الراهنة لتكون الأمور أكثر توازنًا، ومن بين تلك الأسباب: القلق إزاء إعادة التواجد الأمريكي بالإقليم، وجود مساحة للحركة ناتجة عن التراجع الرسمي المؤقت لصفقة القرن، وإن كان تراجع قد يعقبه استعادة أمريكية صهيونية كثيفة.

الكيان الصهيوني، وكيف يبقى دومًا المستفيد الأكبر؛ سواء من حالة الفراغ الاستراتيجي العربي، أو النزاعات الطائفية وتصاعد المخاوف إزاء إيران؟ هل ستكون المواجهة القادمة مع إيران باعتبارها كانت طرفًا أساسيًا في هذه الحرب عبر دعم المقاومة، وتقوية شوكتها؟ وهل ستسمح الولايات المتحدة لإسرائيل بالإقدام على مثل تلك الخطوة، بما يعرض قواعدها العسكرية بالخليج للخطر من قبل طهران؟ وعلى الجانب الآخر، كيف ستتعامل البراجماتية الإيرانية المعهودة مع الكيان الصهيوني في المرحلة القادمة، خاصة أنها تعرف كون المواجهة مع إسرائيل هي مواجهة مع الولايات المتحدة؟

رابعًا- السياق الدولي:

– ماذا عن السياسة الأمريكية[9] في المرحلة الراهنة إقليميًا، في ضوء متغير الانتخابات؟ ماذا بشأن فكرة تشكيل تحالف استراتيجي شرق أوسطي ضد إيران؛ وهل ستسعى الولايات المتحدة للقضاء على المشروع الإيراني، أم الأكثر واقعية تحجيمه؛ بحيث تستمر الفزاعة الإيرانية للعرب، وفي المحصلة يبقى الجميع تحت السيطرة الأمريكية ولخدمة إسرائيل؟

كذلك فإن طبيعة العلاقات مع إسرائيل أمر محوري بوصفها متغيرًا في العلاقات الإيرانية -الأمريكية، ولكن ما المتوقع بشأن مستقبل هذا المتغير على ضوء سيناريوهات الانتخابات الأمريكية، وكذا التغيرات المحتملة في الحكومة الإسرائيلية. فإن هناك ثبات في الدعم الأمريكي لإسرائيل، إلا أنه تختلف الأولويات وأدواتها ربما من إدارة لأخرى، ومن حكومة إسرائيلية لغيرها؟ على جانب آخر، إلى أي مدى يمكن أن تدفع التطورات الأخيرة الولايات المتحدة لمزيد من تعزيز وجودها العسكري في المنطقة لضمان أمن إسرائيل؟

وأكثر ما يعنينا في هذا الصدد، هو موقع القضية الفلسطينية من المواجهات الأمريكية الإيرانية، حتى إن البعض يفسر ما يوصف بخفوت الموقف الإيراني إزاء الأحداث تلك المرة -مقارنة بمايو 2021- بأنه في 2021 حرصت إيران على تصدر المشهد لإثبات قدرتها على التأثير في المقاومة الفلسطينية في خضم مساعيها لاستعادة الاتفاق النووي، حتى إنه في هذا السياق قد ترسخ مفهوم وحدة الساحات -السابق الإشارة إليه. بينما يختلف الأمر الآن في أعقاب إتمام صفقة المعتقلين الأمريكيين والأرصدة المجمَّدة؛ حيث حرص إيران على إرسال رسائل لطمأنة الغرب والولايات المتحدة بأنها لن تتدخل في الحرب مباشرة، والاكتفاء بضربات حلفائها الإقليميين (النصر بالنقاط كما أشار حسن نصر الله).

– لقد أجادت طهران التفاعل مع التغيرات في هيكل النظام الدولي، والذي لم تعد فيه الولايات المتحدة هي القوى الكبرى الوحيدة، ومن هنا كانت حريصة دومًا على التنسيق بدرجة أو بأخرى في العديد من القضايا مع كل من روسيا والصين[10]. فطالما كانتا داعمتان لاستمرار المشروع الإيراني رغم الضغوط الإقليمية والدولية، فكيف ستسير الأمور مستقبلا، في ظل بعض الضبابية حول سياسات الجانبين تجاه المنطقة، لاسيما مع الحرب الأوكرانية وتوترات بحر الصين الجنوبي. على سبيل المثال، هل ستستمر الصين في تقديم نفسها كوسيط دبلوماسي، وماذا ستكون أدواتها في لعب هذا الدور؟ وهل ستدفع السياقات الحالية دول الإقليم ككل لمزيد من الاتجاه إلى روسيا والصين، بعد أن أثبتت الولايات المتحدة فشلها في حل المعضلات الأمنية، كما كانت أكثر تبجحًا في مساندة الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة؟ وكيف من الممكن أن يؤثر المتغير الروسي الصيني على العلاقات العربية الإيرانية؟

 خاتمة:

** يمكن بلورة ما سبق من تساؤلات في عددٍ من الإشكاليات، أبرزها:

  • العلاقة بين الأيديولوجي والاستراتيجي؛ خاصة على مستوى إيران وحلفائها، فهل تحركاتهم الراهنة والمقبلة من المنتظر أن تعبر عن رؤية واستراتيجية تعي الخطر المحدق بالإقليم، أم تبقى الأولوية للأيديولوجيا المذهبية؟

هذا كما تثور التساؤلات حول مختلف الأطراف المتفاعلة إقليميًا، هل تحركاتها الحالية تعبر عن رؤية استراتيجية، أم مجرد خطط أمنية قصيرة المدى؟ مثلا، هل تهدف السياسة الإيرانية إلى مجرد الحفاظ على بقاء نظام سياسي؟ وهل محاولات الولايات المتحدة لإعادة التموضع في الإقليم يمكن كذلك أن يطلق عليه استراتيجية، أم فقط هو محاولة محدودة لحماية مصالح الولايات المتحدة في الإقليم خاصةً في مواجهة إيران؟ وعما يعبر الاتجاه الخليجي صوب التقارب سواء مع إيران أو إسرائيل؟

  • طبيعة التحالفات الراهنة (مؤقتة أم دائمة)، وهل ما تشهده المنطقة من صيغ للتقارب مع قوى دولية أو إقليمية يأتي تحت مسمى تحالف من الأساس، أم هي مجرد صفقات باهظ ثمنها؟ أليست المنطقة بحاجة إلى تقارب عربي – تركي -إيراني في مواجهة إسرائيل، حتى وإن لم يرتق إلى مرتبة التحالف، وبما يُحجم من سياسة المحاور المقيتة؟!
  • العلاقة بين الداخل والخارج، حيث تأثير عوامل الداخل، خاصةً من (شكل النظام السياسي -الوضع الاقتصادي)، على توجهات كل من الجانبين الإيراني والعربي وسياساتهما الإقليمية، وإن كان يغلب الطابع السلبي للتأثير، وتلك المعضلة الأهم في مستقبل النظام الإقليمي.

** ماذا عن المقاومة، وسط هذا الزحام والركام للخرائط الإقليمية، لا سيما في ظل علاقتها الوثيقة بإيران؟

لا شك أن طوفان الأقصى قد رسخت وجود المقاومة كفاعل إقليمي أساس، غير تابع في اتخاذ قراراته بدرجة معقولة، وإن تحالف مع هذا أو ذاك، فقد صارت رقمًا صعبًا أكثر من ذي قبل، فأربكت حسابات الحلفاء والأعداء على السواء. وبالتالي، فأيًا كان مدى الحرب، فهي ستكون محددًا رئيسًا في صياغة كل من الأطراف لمشروعه الإقليمي المستقبلي، بما في ذلك إيران. بل ربما لن تتمكن الولايات المتحدة من تجاهلها فيما بعد في صياغة استراتيجيتها الإقليمية…. فماذا عن العرب؟ هذا، خاصة مع التطور النوعي الذي يتجلى في إطار المعركة الراهنة، ليس فقط على الصعيد العسكري، وإنما أيضًا التطور الإعلامي اللافت للانتباه.يأيًا كان مدى الحرب، فهي ستكون إحدى محدداتأ

ذلك، وإن كان للعملة وجه آخر، فذلك الحضور للمقاومة يفرض عليها تحديات جمة، لئلا تكون ضحية توازنات المشروعات الإقليمية والدولية المتضاربة في المنطقة في المرحلة القادمة.

 

الهوامش:

[1] انظر:

مجموعة باحثين، التقرير السياسي: التنمية في إيران بين المقاومة والممانعة، مدارات إيرانية، المجلد 2، العدد5، سبتمبر 2019، متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/y2QFSVd

[2] وزير الخارجية الإيراني السابق: دعمنا لحماس لا يشمل الحرب بجانبها، العربية، 17 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/LJcLdtF

[3] انظر حول التيارات السياسية الإيرانية والسياسة الخارجية:

كوشان أراس محمد لاو، السياسة الخارجية الإيرانية بين المحافظين والإصلاحيين، رسالة ماجستير، جامعة بيروت العربية، كلية الحقوق والعلوم السياسية، قسم العلوم السياسية، 2016، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/JuSH6gP

[4] إيران..”طوفان الأقصى” تكشف عن ثنائية “النفوذ والحضور” بشأن مواجهة إسرائيل، الجزيرة، 10 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/OIlIZMs

انظر على سبيل المثال:

دور إيران الإقليمي في العالم العربي والعلاقات بين الدولة والمجتمع الإيرانِيّين، مبادرة الإصلاح العربي، 13 يوليو 2020:

https://2u.pw/SXMzNq6

[5] انظر على سبيل المثال حول البعد الديني في السياسة الخارجية الإيرانية:

د.الوليد أبو حنيفة، البعد الديني في السياسة الخارجية الإيرانية تجاه المنطقة العربية: المنطلقات والأهداف، مجلة المعيار، مجلد 23، العدد 47، 2019، متاح على الرابط التالي:

https://www.asjp.cerist.dz/en/article/95010

[6] انظر:

د. هشام عليوان، خطاب نصر الله.. حزب الله وحماس.. أي خلاف بدا على السطح؟، البيان، 6 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/y6HEUSH

[7] حول تقييمات مختلفة بشأن مفهوم وحدة الساحات، انظر:

قاسم قصير، وحدة الساحات أو وحدة الجبهات أو محور المقاومة: بين الشعارات والوقائع، ورقة سياسات، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2023، متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/nhUiJua

رفيق خوري، توظيف الطوفان والحرب على الطريقة الإيرانية، اندبندنت العربية، 25 ديسمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/MLCujWg

[8] انظر:

أحمد عليبة، ما بعد التقارب السعودي-الإيراني: ماذا عن مستقبل تسوية الأزمة اليمنية؟، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 20 يونيو 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/NWlGgdV

[9] د. سامي العريان، السياسة الأميركيَّة في الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر: ملامح التخبّط والانهيار، الجزيرة، 12 نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/9hydvmE

[10] عبد الله آدم، بعد حرب أوكرانيا.. هل تعزز “طوفان الأقصى” التقارب الروسي الصيني؟، الجزيرة، 17 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/ZqY9aoX

كيف تعزز الحرب في غزة موقع روسيا والصين في الشرق الأوسط؟، مآلات، العدد46، موقع أسباب، نوفمبر 2023، متاح على الرابط التالي:

https://2u.pw/y4yTP3w

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى