معركة الأخلاق والموجات المضادة.. جمعية التسلح الخلقي نموذجًا

مقدمة

نعيش في عالم تسوده الحروب والصراعات الدامية والعنف والضغوط الاقتصادية والأزمات الاجتماعية وفقدان العدل والأمان، فضلا عن التفكُّك العائلي والفساد والطمع والجشع واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان ممَّا يسبِّب الحزن واليأس والقلق، بل وأحيانًا الاكتئاب الذي قد يدفع إلى الانتحار أو الإدمان أو الانحراف والعذاب النفسي، إلا أن هناك أناسًا يمتازون بعمق الإيمان ورباطة الجأش والقدرة على جهاد النفس والعطاء والإصلاح، استطاعوا أن يغيِّروا ما بأنفسهم من مظاهر ضعف، ويكتشفوا ما لديهم من مواطن قوة، فمضوا بخطوات ثابتة على طريق الأمل والتغيير للإصلاح، طريق الأمن والسلام والعقلانية.

قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11].

وقال أيضًا: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [سورة العصر].

وقال جلَّ شأنه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].

يعرف «التسلُّح الخلقي» منذ نشأته على أنه: أسلوب حياة لا يمكن أن تلتحق به أو تستقيل منه، فإما أن تعيش به أو لا تعيش به، فالتسلُّح الخلقي فكر وفلسفة وخلق إيجابي ودعوة للارتقاء بالسلوك البشري وللتواصل الإنساني، من خلال دعم القيم الأخلاقية المشتركة والتمسُّك بها.

كما يعرف على أنه أسلوب للحوار والتفاهم والتواصل والالتقاء الفكري والروحي وتعبئة الجهود والتضافر من أجل التغيير للأصلح بدءًا بالنفس عملًا بقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11].

واستلهامًا من العبارة الشهيرة للمهاتما غاندي “كن التغيير الذي تأمل أن تراه في العالم”… فإن التسلُّح الخلقي فرصة للتجمُّع في الخير، ودعوة للعمل الجماعي وروح الفريق. وترى المنتمين لفكر التسلُّح الخلقي أسرة كبيرة ممتدَّة تتخطَّى حواجز الأجيال والمناسيب الاجتماعية والاقتصادية، لا تمييز فيها بين غني وفقير ولا أبيض ولا أسود ولا شيخ ولا شاب، بل أسرة متماسكة متفاهمة تحترم الكبير وتوقره وترعى الصغير وتشجعه. الانتماء فيها ليس لأشخاص وإنما لقيم ومبادئ، والقيادة فيها ليست لأفراد وإنما أولًا وأخيرًا لله عز وجل رب العالمين والهادي إلى الصراط القويم. وبناء عليه؛ فالمستقبل الأفضل الذي نأمله يكون على خمسة مستويات، من الشخصي أو الذاتي إلى العالمي:

  • نفس آمنة مطمئنة.
  • حياة أسرية سليمة.
  • بيئة آمنة ونظيفة.
  • مجتمع سليم متماسك ومتراحم.
  • عالم تسوده العقلانية والسلام.

أولا- خلفية تاريخية

الحركة العالمية للتسلُّح الخلقي وجذورها العقائدية:

ظهر التسلُّح الخلقي في النصف الأول من القرن العشرين كحركة للتغيير وتماسك الأسرة البشرية، بدءًا من الذات إلى العالم. جوهر الحركة بسيط ومباشر يتعلق بإحياء القيم الأساسية والتمسك بها ملخصة في الأمانة، والنقاء، والإيثار والمحبة، وهذه القيم مشتركة في جميع الرسالات السماوية، وإعادة اكتشاف معجزة تلقِّي الهداية والمعونة من الله عز وجل عن طريق الإصغاء للصوت الداخلي في فترات الصمت (سكون)، ومشاركة الآخرين من الأسرة والفريق، أي استلهام حكمة الله للتغيير الذي يبدأ من النفس.

أسَّس الحركة الدكتور “فرانك بوخمان Frank Buchman” (1878-1961) السويسري الأصل، وجده الأكبر هو “تيودور ببلياندر Theodore Bibliander” (1509-1564) أول من ترجم القرآن الكريم إلى لغة أوروبية.

يعتقد الدكتور فرانك بوخمان أن كل أيديولوجية تتبنَّى فلسفة وحماسة وخطَّة، وبمرور الزمن أصبح التسلُّح الخلقي قوة للتغيير والمصالحة بين الشعوب بعد الحرب العالمية الثانية مثل فرنسا وألمانيا، وبين العمال والإدارة مثلما حدث في بريطانيا، وكذلك بين السكان الأصليِّين والمستوطنين الجدد في الأمريكتين وأستراليا، وبين المحاربين من أجل الحرية ودعاة التمييز والقمع مثل روديسيا (زيمبابوي) وجنوب أفريقيا، فهي باختصار تسعى إلى فَضِّ المنازعات وتضميد جراح الحروب.

ولقد ظلَّ التسلُّح الخلقي فترة من الزمن صحبة إيمانية عابرة للأجيال وقاهرة لحواجز الزمان والمكان، مع الاقتناع بأن التغيير الفردي سيدفع للتغيير المجتمعي، كيفما أكون تكون أمتي ويوجد في العالم ما يَفِي باحتياجات البشر ولا يوجد ما يفي بأطماعهم.

وقد ركَّزت أدبيات التسلُّح الخلقي على إعادة بناء الإنسان كاستراتيجية لإعادة بناء العالم، وتجلَّى الاهتمام بسلامة الأسرة والاهتمام بالأطفال وكذلك الشباب، وتبقى النزاهة الشخصية المفتاح للعمل الفعَّال، لأنه لا يمكن أن يعيش الفرد معوجًّا ويفكِّر سويًّا.

نشأة الجمعية المصرية وروابطها الدولية:

جمعية التسلُّح الخلقي المصرية جمعية مستقلَّة تتَّفق في أصولها الفكرية مع حركة التسلُّح الخلقي العالمية، التي تبلْورت فكرتُها بعد الحرب العالمية الثانية بهدف التسلُّح بالأخلاق بعد المعاناة الشديدة التي عانَى منها العالم كله بسبب الحرب، وتقوم الحركة على مبدأ تصالُح الإنسان مع الله ومع نفسه ومع غيره من البشر، دون النظر إلى اختلاف جنس أو دين أو عرق أو أي اعتبارات أخرى، وذلك بالتمسُّك بالأخلاق الحميدة المتمثِّلة في أربعة معايير أساسية تحكم السلوك والأخلاق، هي: المحبة والأمانة والطهارة والإيثار في صورها المطلقة، كالنجم القطبي الذي تهتدى به السفن في البحار والعابرون في الصحراء رغم أنهم لا يصلون إليه، وكان نهجها قلوب وبيوت مفتوحة Open hearts, open homes. وفي عام 2001 سُجِّلت الحركة في الأمم المتحدة بمسمَّى Initiatives of Change (lofC) أو “مبادرات التغيير” كرابطة عالمية لها صفة استشارية، وتضم في عضويَّتها جمعيات قومية تشكِّل فرقَ تنسيقٍ إقليمية.

وتهدف الرابطة العالمية إلى:

  • مصالحة الشعوب من خلال علاج جروح الماضي.
  • تقوية الأسس الأخلاقية والروحية للديمقراطية.
  • تشجيع القيادات الملتزمة بالمبادئ الأخلاقية في الصناعة والتجارة والحياة المهنية.
  • خلق ثقافة الاهتمام بالغير ومقاومة مناخ اللوم والأنانية ومعالجة جذور الفقر والفساد.
  • بناء الإحساس بالمجتمع المحيط وبعث الأمل في العالم.
  • صياغة ونسج وتدعيم العلاقات الإيجابية بين الناس بمختلف ثقافاتهم ومعتقداتهم.

وقد ظهر الاحتياج لإنشاء وإشهار جمعيات محلية وعالمية تحمل فكر التسلُّح الخلقي وتدعو له وتعمل به مع تطوُّر المجتمع العالمي وتطوُّر أساليب العمل ومناهج الإصلاح الاجتماعي، ومع اتِّساع رُقعة العمل والتحرُّك والانتشار وزيادة الفاعلية؛ حيث أصبحت تلك الدعوة من خلال قنوات وهياكل تنظيمية محددة وبرامج عمل متعدِّدة ومتنوِّعة، بل ومنتديات متخصِّصة، مثل منتدى الفن من أجل التغيير وبرنامج “التحرك من أجل الحياة” وبرنامج “أجندة للمصالحة”، وقد سبقتها حوارات إقليمية وعالمية متخصِّصة أيضًا، مثل “الحوار من أجل التنمية” الذي كان يُعقد في الهند سنويًّا، و”حوار حضارات وأديان البحر الأبيض المتوسط” الذي كان يعقد في سويسرا ثم جزيرة مالطة، ثم “الحوار بين المسلمين وغير المسلمين” الذي عُقد في كو بسويسرا عام 2002 عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 المفجعة وتوابعها من سوء فهم وسوء تعامل مع المسلمين، ثم تلاه في نفس العام حوار ثان في “تيرلي جارث” ببريطانيا.

وقد ارتأى البعض إيجاد اسم جديد للحركة يسهل فهمه في ظلِّ التغيُّرات العالمية، واتُّفق في عام 2001 على اسم جديد سُجِّلَتْ به كرابطة عالمية عضو في الأمم المتحدة ولها فروع في أنحاء العالم باسم “مبادرات التغيير” وذلك مع الاحتفاظ بل والالتزام والاحتفال بالقيم والمبادئ الأساسية للحركة وتاريخها العريق وإنجازاتها في مجال المصالحة والإصلاح والحوار والتواصل الإنساني وتوظيف كافة الإمكانيات من أجل الارتقاء بالعنصر البشري بدءًا من الأفراد مرورًا بالأُسر والجماعات، وصولًا إلى الأسرة الإنسانية الكبيرة عبر المجتمعات المحلية والمجتمعات الإقليمية، مثل التجمُّع والعمل على الصعيد الأفريقي أو العربي أو على صعيد البحر الأبيض المتوسط، مع الحرص الشديد على العمل الإنساني والتشاور كذلك على الصعيد العالمي من خلال المؤتمرات السنوية المتعدِّدة والمتعاقبة في المركز العالمي بكو بسويسرا أو الإعداد لها والمشورة العالمية في أماكن أخرى مثل الهند، ولبنان، وجاميكا، وبريطانيا، ورومانيا… إلخ.

إن من أعظم ما توصَّل إليه فكر التسلُّح الخلقي هو الاتفاق على الالتزام بفترات صمت فردية أو جماعية تتميَّز بالتجرُّد والتطهُّر النفسي تعقبها مشاركة بالأفكار والآراء وتبادل للمشاعر في ضوء هداية الله عز وجل. وكثيرًا ما تُوَظَّفُ فتراتُ الصمت هذه لتصفية أي موقف أو سوء فهم أو مشاعر سلبية أو تذليل عثرات أو عقبات قد تظهر على طريق العمل الجماعي، فكلُّنا بشرٌ ولا تخلو تفاعلاتُنا من تلك المشاعر وردود الأفعال الوقتية، ولكنَّنا بفضل الله وبروح الفريق ومجاهدة النفس نستطيع أن نعلو فوق الصغائر ونصحح الأمور ونقتل الفتنة في مهدها، خاصة أن التسلُّح الخلقي بمثابة نهر جارف من الحب الفياض River of love يطرد ويزيل أيَّ عراقيل، وذلك باللجوء إلى الله والرجوع إليه وقياس التصرُّفات بالمعايير الأخلاقية المجرَّدة التي تتلخَّص في الأمانة والمحبة والطهارة وإنكار الذات أو الإيثار والتي أضاف البعضُ إليهم العدل.

وقد نشأ التسلح الخلقي في مصر كفكر مستقل يتوافق مع الفكر العالمي الذي تبلور بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945 وحمل ذلك الاسم أملًا في تجنُّب حرب عالمية ثالثة. فظهرت كحركة إصلاحية لمعالجة جروح الماضي ومداواتها ولفضِّ النزاعات سلميًّا تجنُّبًا لتصعيدها ودرءًا للفتنة والدمار الشامل من خلال الاتفاق على التمسُّك بالقيم الأخلاقية المشتركة والتسلُّح بها ومجاهدة النفس للارتقاء بها والتدريب على التفكير الإيجابي والمشاعر الإيجابية والعمل بهدي الله مع إخلاص النية وسلامة الضمير والوعي المستنير. وقد امتدَّ ذلك إلى المصالحة وتقريب وجهات النظر بين العمال ورجال الأعمال في بريطانيا مثلا، وبين أصحاب رؤوس الأموال وبين من هم أقلُّ حظًّا، وبين الشمال والجنوب، وبين البيض والسود في جنوب أفريقيا وروديسيا، وبين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيِّين في قبرص… إلخ.

وقد أُشْهِرَ وسُجِّلَ التسلُّح الخلقي في مصر كجمعية أهلية منذ مارس عام 1988 لتفعيل ذلك الفكر وتلك الروح الطيِّبة بما يتلاءم وظروف المجتمع المصري وثقافتنا العربية الأصيلة وبهدف إذكاء صحوة أخلاقية تبدأ بالنفس وتمتدُّ للأسرة الصغيرة وتدعم تماسُكَها إلى الأسرة الكبيرة، فتدعم نسيجَها الوطني على أساسٍ من القيم المشتركة والانتماء المشترك لهذا الوطن العزيز علينا جميعًا، وكذلك التواصل الإنساني والحوار الحضاري والثقافي؛ تدعيمًا لدور مصر الرائد في المنطقة وفي العالم. وكان عبده سلام مدير الصحة الأسبق أول رئيس للجمعية المصرية ويرأسها حاليا الأستاذ أحمد عبد الخالق حسونة نجل أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق.

ويمكن بلورة رسالة “التسلح الخلقي” في مصر بأنها العمل على تحقيق الصحوة الأخلاقية، من منطلقات إيمانية، للتغيير نحو الأفضل، ويتحقَّق ذلك من خلال:

  • دعم الإخاء الإنساني على صعيد المجتمع المصري وتعميق وحدة النسيج الوطني.
  • دعم الإخاء الإنساني على الصعيد الإقليمي والعالمي.
  • تعميق الالتزام بالقيم الإنسانية المستمدة من الإيمان بالله.
  • ترسيخ روح الانتماء والمواطنة داخل المجتمع المصري.
  • إجراء البحوث وعقد الندوات واللقاءات وورش العمل في مجال نشاط الجمعية أو المشاركة فيها.
  • نشر مبادئ الجمعية بمختلف وسائل التوعية والإعلام.
  • مد جسور الحوار مع الجمعيات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
  • الارتقاء وتنمية المجتمعات المحلية على أساس من القيم الأخلاقية.

واستمرَّت المسيرة وظلَّت الشعلةُ مضيئةً بحمد لله وفضله رغم رحيل غالبية الرعيل الأول من المؤسِّسين للجمعية، إلا أن التسلُّح الخلقي كأسرة عابرة للأجيال امتدَّ واستمرَّ وقوي وانتشر والحمد لله وزاد قوة وفاعلية بتعاونه مع جمعيات أخرى ومراكز بحثية وهيئات قومية مثل وزارتي الخارجية والشباب والمجلس المصري للشؤون الخارجية، وجامعة الدول العربية، ومركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بجامعة القاهرة، ومكتبة الإسكندرية من خلال منتدى الإصلاح العربي، ومعهد دراسات السلام، وجمعية خريجات الجامعة وهي عضو في الرابطة الدولية للخريجات ومقرها جنيف بسويسرا، ولجنة زكاة مجمع التوبة للخدمات الاجتماعية المشهرة في بنك ناصر ومؤسسة عمارة الإنسان، وأيضًا مجلس التفاهم العربي الغربي، ومنتدى شركاء التنمية، والجمعية العربية لمناهضة الإرهاب ودعم ضحاياه، وإدارة التنمية الثقافية بالجامعة الأمريكية، وجريدة وطني، والمركز الكشفي العربي، وجمعية خدمات المقطم، وغيرها.

وقد واكبت الحركة العالمية والجمعية العالمية في مسيرتها التطورات المجتمعية العالمية، وسعتْ إلى تلبية الاحتياجات المرحلية وتطوير أدبيَّاتها بما يتناسب والمتطلبات الجديدة عن طريق المشورة الجماعية والاتفاق والوفاق، مثلما حدث في لقاء الهند ولقاء قبرص وغيرهما.

وأيضًا فالجمعية المصرية مع صدور قانون الجمعيات الجديد قد وفَّقت أوضاعَها ونوَّعت من أنشطتها وتبنَّت مبادرات جديدة وتجاوبت مع المتغيِّرات، سواء على الصعيد المحلى أو الإقليمي أو العالمي (مثل مبادرة “مؤسسة عمارة الإنسان” ومبادرة مجمع التوبة للإغاثة والتنمية والتنوير، وحديثًا مبادرة النيل شريان الحياة.. قناة للسلم والرخاء”. وكان لتنوُّع المنتمين إلى أسرة الجمعية وتميُّزهم الفضل الكبير في إكساب العمل المرونة والتنوُّع والثراء الفكري، في ظلِّ الترابط الأسري والالتقاء الروحي للمجموعة، ونأمل أن تستمرَّ المسيرة وأن تتَّسع رقعة العمل وأن تزداد فاعليَّته بما يتناسب ومتطلَّبات المرحلة الحالية والمستقبلية وأهلا ومرحبًا بالمبادرات الإيجابية والمقترحات، سواء للتفعيل أو التمويل بما يتناسب وآفاق العمل ورحابته، ونرجو أن تُثْمِرَ المشاركة في اللجان المختلفة للجمعية في دفع المسيرة وتطوير النشاط والله الموفق لما فيه الخير والسداد.

ثانيًا: التحديات المعاصرة وكيفية مواجهتها

أ) التحديات المعاصرة

اتَّسع منظور التسلُّح الخلقي مع ظهور قضايا وتحديات جديدة الاهتمام بالنزاهة في الاقتصاد العالمي والاهتمام برعاية البيئة، والقيادة الأخلاقية النزيهة والحكم الرشيد، والاهتمام بحقوق الإنسان والديمقراطية، والاهتمام بالعدالة، والإنذار المبكِّر للصراعات وتجنُّبها، والاهتمام بالأمن الإنساني والعيش المشترك في عالم متعدِّد الثقافات.

وتتمثَّل التحديات المعاصرة في الآتي:

  • التيارات الانحلالية التي تبتلع الشباب المعاصر خاصة في الدول الأوروبية.
  • ظهور فجوة بين الأجيال وانكماش التبرُّعات التي كانت تساعد على القيام بالعمل والاستمرارية والاضطرار للتخلِّي عن العديد من المراكز والمقار أو بيعها، والتي كانت تحتوي نشاط الحركة وتُيَسِّرُه.
  • انكماش حركة التأليف والإنتاج الأدبي والفني المنتمي لفكر التسلُّح الخلقي وقيمه.

ب) أساليب المواجهة التي يمكن الاعتماد عليها من خلال أدوات ومنهجية التسلح الخلقي: (تحالف الضمير الإنساني)

تغيَّرت وتطوَّرت أدوات ومنهجية التسلُّح الخلقي عبر السنين، فقد اعتمد التسلح الخلقي كثيرًا على القلوب المفتوحة وكذلك البيوت المفتوحة، وقد أثبتت المشاركة والاهتمام والرعاية بالأشخاص عِظَمَ فاعليَّتها، وقد سمحت اللقاءات السنوية والموسمية المفتوحة في مراكز التسلُّح الخلقي بكو بسويسرا وبانشجاني في الهند وفي غيرها بتبادل الخبرات والتخطيط المستقبلي والاتفاق على أعمال مشتركة والتشبيك والتعاضدية وبث الطاقة الإيجابية. وهي خصائص ملموسة في لقاءات التسلُّح الخلقي. وظلَّ الفن أداةً متكاملةً للتغيير والإلهام عن طريق الأغاني والأفلام الطويلة والوثائقية والرسومات الكاريكاتورية والمسرحيات والعروض متعددة الوسائط وغيرها. وأسْهمت ورش العمل والحوارات واللقاءات التشاورية واللقاءات السنوية والمنتديات المتخصِّصة التي تتناول قضايا محدَّدة والدورات التدريبية والتدريب الداخلي… إلخ في اكتساب مزيد من المؤمنين بالحركة والمساندين لها والمتطوِّعين بها، كما أعطت فرصًا متنوِّعة للتشبيك.

المشاريع والبرامج ومبادرات العمل المشترك:

استوجب تغيُّر الاحتياجات وظهور التحديات تطويرَ البرامج القائمة وكذلك تقديم استجابات جديدة للمستجدَّات، فعلى سبيل المثال تم تنفيذ الدورة التدريبية لقيادات شباب العالم World youth leadership course التي بدأت في أواخر الستينيات من القرن العشرين، وتطوَّرت إلى برنامج كو سكولرز Caux Scholars في أوائل القرن الواحد والعشرين. ونتج عن برنامج “المرأة صانعة السلام” حلقات “السلام للمرأة Women peace Circles”. وفي عام 2012 تبنَّت المشورة الدولية ودشنت ثلاث مبادرات للعمل المشترك. وتم عقد لقاءات خاصة برجال الصناعة والإعلام والمزارعين من خلال المؤتمرات السنوية، كما وفَّر معهد الحكم الرشيد في نيودلهي التدريب للآلاف بالتعاون مع مركز التسلُّح الخلقي في “بانشجاني”. وقد اعتمد التسلُّح الخلقي في السنوات الأولى على التبرُّعات من الأفراد الملتزمين والداعمين، والربط مع الأجهزة المتوافقة والحركات والعمل المشترك والفاعليات، وبمرور الزمن اضطرَّت هيئات “التسلح الخلقي” إلى بيع أو تأجير بعض المنشآت التي كان قد تبرَّع بها أثرياء داعمين للتسلُّح الخلقي أو مشتراة من قبل الأفراد الملتزمين. فمسرح ومركز الفنون بويستمنستر وتيرلي جارث قرب تشيستر تمَّ بيعهما في بريطانيا واستبدل بمركز “جرين كوتس”. وجراند هوتيل بكو في سويسرا بيعت وتمَّ تأجير “مونتين هاوس” أو “بيت الجبل” لمعهد فندقة خلال العام الأكاديمي، ممَّا قيد استخدام المكان وحصَره في الأجازة الصيفية وأجازة عيد الميلاد.

ومركز التسلُّح الخلقي في “بانشجاني” بالهند بُني من التبرعات حتى من ذوي الدخل المحدود، المساندين للتسلح الخلقي. وما زال مستمرًّا حتى الآن.

وقد سمح التسجيل في الأمم المتحدة بتخصيص تمويل ومساعدات إضافي، إن الثقة في هداية الله وتدبيره تبقى ميزة واضحة للتسلُّح الخلقي، فحينما يهدي يدبِّر “When God guides he provides”.

الفاعلية والتغيير الإيجابي

لقد أثبت التسلُّح الخلفي أو (مبادرات التغيير) فاعليَّته على العديد من المستويات من المستوى الشخصي إلى المستوى العالمي كما ذكرنا. والهداية الربانية والبركة مفتاح نجاح التسلُّح الخلقي، فحينما ينصت الإنسان يلهمه الله وحينما يطيع المرء يوفقه الله. اجعل اللهَ معلِّمك اتركْه يوجِّهْك، خذ وقتًا للإنصات وشجاعة للطاعة والصوت الداخلي يناديك، فإرشاد الله ليس إلغاءً للعقل أو المنطق وإنما استنارة له.

سألت فتاة والديها: ما الفرق بين إرشاد الله والضمير؟ رَدَّ والداها: ليس هناك فارق، لكن الطفلة الصغيرة أجابت: إن الضمير يوضِّح لنا ما هو الصواب وما هو الخطأ، ولكن إرشاد الله وهدايته يبيِّن لنا ما هو الأصلح بين صائبين. تصف الدكتورة سحر برنجي أخصائية التنمية البشرية بالسعودية منهجية التسلُّح الخلقي بمثَّلث: التطهر، والتزود بالشحنة، والاعتصام بالله. أما الأستاذ رامز سلامة من لبنان فطالما وصف التسلُّح الخلقي على أنه الارتقاء الذاتي الذي يسمح بتلاقي القلوب والعقول، فيقول: نرتقي لنلتقي. وقد أضافت المهندسة المعمارية تيفولي توفيق من مصر أن الالتقاء يساعدنا على الارتقاء فنلتقي للترقِّي.

وقد انبثق عن التسلُّح الخلقي بلبنان حركة نسائية أسَّستها السيدة ميري شفتري والسيدة لينا حمادة، تُدْعَى “لنلتقي” وقد ساعدت هذه الحركة على تجميع النساء والشباب من خلفيات وأطياف منوَّعة، وكسر حواجز الخوف والرهبة وتعزيز الشفاء والتماسك بعد الحرب الأهلية التي استمرَّت خمسة عشر عامًا. لقد استطاع التسلح الخلقي في حالات الأزمات والمواقف الحرجة إحداث الإنجاز والخروج من المأزق، لأن العجز الإنساني هو بداية للتدخُّل الربَّاني، فمن قناعات التسلُّح الخلفي أن العجز الإنساني هو بداية الإعجاز الرباني.

مراتب النفس وسلم الارتقاء والسمو الروحي والأخلاقي

كيف نصل إلى مرحلة النضج الإنساني؟؟!!

دعونا نتعرَّف على مراحل النضج والارتقاء:

النفس الأمارة – النفس اللوامة – النفس المطمئنة – النفس الراضية – النفس المرضية

مرحلة النفس الأمارة ينطبق عليها ما ورد في الحديث الشريف “خير الخصلتين أبغضهما اليك”، أما مرحلة النفس المطمئنة ينطبق عليها قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئتُ به”، ويكون “قلب المؤمن دليله” كما في المثل الشعبي وكما ورد في الحديث الشريف “استفت قلبك وإن أفتوك وإن أفتوك” فتكون الاستنارة والبصيرة (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 27-30].

عند استخدام الخرسانة المسلحة يُنخل الركام بالمناخل بمقاسات التدرُّج الركامي من الأكبر إلى الأصغر كذلك، وعند السموِّ النفسي نتخلَّص من الخصال والعيوب الكبيرة ثم الأصغر ثم الأصغر.

وفي علم النفس الإسلامي يقال: احذر أعداء النفس الأربعة القوى الغضبية كالثور الهائج والقوى الخبيثة كالثعلب المكار والقوى الشهوانية كالخنزير الشره والقوى الربوبية كالأسد المغرور.

ويرى الصوفية أن مراحل النضج الروحي ثلاثة: التخلي والتحلي والتجلي أي التخلي عن كل ما يخالف الفطرة السليمة ويمرض أو يعمي القلوب أو يذهب بنقائها والتحلي بكلِّ الصفات الحميدة التي ترتقي بالنفس وتغذِّي الروح وتحافظ على سلامة القلب فيأتي التجلِّي والهدي الرباني ليُنير لنا الطريق.

ثالثا: مبادرات وإنجازات على مدى 35 عاما (1988 – 2023)

على مدار 35 عامًا قامت جمعية التسلُّح الخلقي في مصر بإقامة عدد من المشروعات التنموية، نذكر بعضًا منها فيما يلي:

1- مشروع مجمع التوبة للإغاثة والتنمية والتنوير

يقع المشروع بحي عين شمس شمال شرق القاهرة ويقام على قطعة أرض موهوبة من الراحلة الكريمة الأستاذة عنايات الحكيم إحدى مؤسسات جمعية التسلُّح الخلقي المصرية، والمشروع عبارة عن مجمع خدمات يهدف إلى التنمية والتكافل والإغاثة والتنوير وإعمار القلوب بتقوى الله وتزكية النفس وعبادة الله. وتشرف عليه لجنة زكاة مجمع التوبة وبعض من سكان المنطقة. وقد وقَّعت لجنة الزكاة عقد مشاركة مع مقاول محلي وبدأ بالفعل تشييد البناء منذ شهر سبتمبر 2019. ويشتمل المشروع على: مكتبة عامة وقاعات للندوات والمحاضرات وقاعة للاجتماعات ومشغل للنساء ودار حضانة ومستوصف طبي ودار للضيافة وللمسنين وكافيتريا وجمانزيوم هذا فضلا عن مصلى للرجال وآخر للنساء.

2- مشروع بيت العائلة بالجيزة:

يهدف المشروع إلى الحفاظ على بيت العائلة واستخدامه كمركز ثقافي تنويري ومركز للوثائق ومكتبة، وقد كان بالفعل مركز إشعاع وتنوير واستضافة على مدى ستين عامًا وأكثر. وقد أطلق عليه مسمَّى بيت العائلة د. إيناس برسوم في عام 2002 بعد رحيل قاطنيه الأستاذ عبد المغني سعيد وحرمه الأستاذة عنايات الحكيم رحمهما الله في فبراير 2001، وهما من أعمدة وروَّاد ومؤسِّسي التسلُّح الخلقي في مصر. وقد شهد هذا البيت عبر السنين استضافة العديد من أسرة التسلُّح الخلفي المصرية والعربية والعالمية، وبه وثائق وكتب وأفلام وأسطوانات ومقتنيات رمزية للأسرة المصرية والعالمية.

3- ترجمة قصص الأطفال الخاصة بالتسلُّح الخلقي إلى اللغة العربية

المساهمة في تقديم ونشر وترسيخ القيم الإنسانية العليا، والأخلاق والفضيلة والسلوكيات القويمة في الأطفال والنشء بمصر والدول العربية.. كما حَثَّتْ عليها الأديان وكما تتبنَّاها منذ إطلاقها جمعية مبادرات التغيير العالمية. وجارٍ حاليًّا ترجمة مجموعة من قصص الأطفال الهادفة والقيِّمة من تراث التسلح الخلفي العالمي مثل: الأسر السعيدة – البالونات السحرية – الناس القاطرة. وذلك استعدادًا لطبعها ونشرها بعد الحصول على موافقة مبادرات التغيير العالمية واستخدامها في المدارس وفي محو الأمية وتعليم اللغة، وما نأمل فيه السعي لتحويل تلك القصص إلى رسوم متحركة.

وتتضمَّن القصص والأفلام منهج “المهارات الثلاث” الذي نشأ في الهند وتم تطويره في المملكة المتحدة The Other 3Rs، ويتكوَّن المنهج من تسع وحدات تغطي ثلاثة موضوعات:

1- المسؤولية: وتتطرَّق إلى المسؤولية الاجتماعية وإلى المسؤولية الشخصية، ودور الفرد في خلق مجتمع متلاحم وأهمية وجود هدف للحياة.

2- العلاقات: وتتعلَّق بالثقة والالتزام والتواصل في مجال الأسرة، وفيما يتعلق بالغيرة والأنانية والتسامح بين الأصدقاء. وتتناول مناقشات وأسئلة خاصة بالأخلاقيات وكذلك التسامح والانصات والمصالحة في المجتمع.

3- الاحترام: ويتطرَّق إلى احترام الذات، والتعرف على الملكيات الشخصية، واحترام الآخر ويشمل القبول والتفاهم والتوقُّع، وكذلك التطرُّق إلى ذوي الاحتياجات الخاصة وقيمة كل شخص، وقدسية الحياة حتى للجنين.

وقد تم بفضل الله وبالتعاون مع الفنان القدير أ.د. محمد العلاوى (صديق الجمعية) التواصل مع قسم الجرافيكس بكلية الفنون الجميلة التابع لجامعة حلوان للتعاون على إنجاز المشروع مع إشراك الطلبة والطالبات بإشراف الأساتذة المتخصِّصين، وتمَّ الاتفاق على زيارة الكلية وبلورة المشروع بالقريب العاجل بإذن الله.

4- منتدى الفن للتغيير

تم تنظيم وإقامة منتدى “الفن للتغيير” بالتعاون مع أكاديمية المرام التي تشاركنا حاليًّا مقر الجمعية ومن ثمرات هذا التعاون تحديث وإعادة تقديم ملحمة “مصر أم الدنيا”، وإخراج وتقديم ملحمة “منجم الذهب” أو “ربيع الصحراء” باللغتين العربية والإنجليزية.

5- تفعيل مبادرة محو “الأمية بالأخلاق”:

وقد أطلقت هذه المبادرة د. لطيفة فهمي منذ سنوات، وتم إعداد مطبوعات تستخدم فيها لغرس وتدعيم القيم الأخلاقية، وتنظيم وإقامة دورات للإعداد للأسرة وإذْكاء الوعي بالحياة الأسرية السليمة والسعيدة.

6- إطلاق مبادرة “نهر النيل شريان الحياة”:

تمَّ التواصل مع بعض أشقائنا في مبادرات التغيير بدول حوض النيل للإعداد لفيلم وثائقي تعريفي مشترك عن طبيعة وبيئة هذا النهر العظيم شريان الحياة، والحضارات التي قامت على ضفافه، والشعوب التي تسكن في واديه، لعلَّ ذلك الفيلم يكون أداةً للترابُط وبناء الثقة وتجنُّب النزاعات حول هذا النهر المشترك. وذلك من باب الدبلوماسية الشعبية، وتمَّ التواصل مع المجلس المصري للشؤون الخارجية ومعهد الدراسات الاستراتيجية وبحوث دول حوض النيل بجامعة الفيوم بهذا الخصوص.

7- نعد كتيبًا مصوَّرا باللغتين العربية والإنجليزية عن رموز القيادات النزيهة في مصر والوطن العربي الذين تبنُّوا وعاشوا مبادئ التسلُّح الخلقي وطبقوها في حياتهم فكان لهم إثر طيب في مجتمعاتهم.

فما أحوجنا للتعرف على هذه النماذج المضيئة والملهمة لمواصلة مسيرة الإصلاح والتغيير الإيجابي، ويمكن تضمين ذلك في الموقع الإلكتروني العربي المنتظر إنجازه وتدشينه بإذن الله.

8- إعداد وإنتاج فيديوهات فنية هادفة تتضمَّن أشعارًا ولوحات فنية مع خلفية موسيقية بتصريح من الموسيقار عمر خيرت وذلك باللغتين العربية والإنجليزية، يمكن تضمينها في الموقع الإلكتروني العربي لمبادرات التغيير بإذن الله.

مثل فيديو أنشودة “موطني” مع ترجمة إلى اللغة الإنجليزية ومتضمنة لوحات فنية معبرة، تعاون في إنتاجه د. عبد المحسن فرحات وم. حمد الله فرحات وم. هبة الله مريم (مايو 2021) أثناء الحرب على قطاع غزة.

وفيديو “السكينة الحقيقية / True Serenity” من تأليف وتلحين د. ناجية عبد المغني سعيد وغناء د. داليا يونس وموسيقى م. أبانوب يني، وقد شاركنا به في يوم السلام العالمي في سبتمبر 2021 بدعم من فريق التنسيق العربي لرابطة مبادرات التغيير، وأيضًا فيديو “يا ساكن في نور” تأليف د. عبد المحسن فرحات وترجمة د. ناجية عبد المغني وتجميع لوحات م. حمد الله فرحات وغناء شادي نزار والشابة نهى وموسيقى وتجميع تقني م. أبانوب يني، وقد قُدِّمَ عبر Zoom في ندوة “الفن من أجل التغيير” ضمن احتفاليات مبادرات التغيير بالعيد السبعيني لمركز المؤتمرات بكو (أكتوبر 2021)، وفيديو “الإخوة على نهر النيل” غناء د. دعاء عدنان وتجميع لوحات د. ناجية عبد المغني وإخراج تقني م. أبانوب يني، وأنتج في نوفمبر 2021.

9- توثيق مسيرة التسلح الخلقي / مبادرات التغيير في مصر والوطن العربي سواء بالكتابة لتضمينها في مطبوعات أو رقميًّا في موقع إلكتروني أو عن طريق الفيديوهات والأفلام الوثائقية أو عروض Power Point.

الخاتمة:

معًا لغد أفضل يسوده السلام المستدام القائم على الحق والعدل، وختامًا فإننا نؤكِّد أن عالمنا المعاصر يحتاج إلى المزيد والمزيد من فكرِ ومنهجيةِ وإلهامِ التسلُّح الخلقي للصمود في مواجهة الانحلال وللتخفيف من معاناة البشر وتحقيق مستقبل أفضل يتميَّز بالنفس المطمئنة والأسرة المتماسكة والبيئة الآمنة النظيفة والمجتمع المتماسك السليم وبعالم تسوده العقلانية والسلام. “اللهم أنزل علينا السكينة فيما لا نستطيع تغييره والشجاعة لتغيير ما نستطيع تغييره والحكمة للتمييز بينهما”.. آمين.

 

  • نُشر التقرير في فصلية قضايا ونظرات- العد الثاني والثلاثون- يناير 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى