الدفاع عن الذات: نماذج من جهود مكافحة الإسلاموفوبيا في الغرب

مقدمة:

تتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب مدفوعةً بصعود جماعات يمينية متطرفة وحركات قومية وشعبوية، كرست الكراهية عبر الخطابات العنصرية. لم تظهر الإسلاموفوبيا فجأةً كرد فعل على صعود تنظيم “داعش” في العراق 2014، أو على وقع هجمات 11 سبتمبر 2001، بل إن العداء للإسلام له جذور تاريخية عميقة، لعل أبرزها الحروب الصليبية وحروب ما عُرف بالاسترداد المسيحي للأندلس، وقد تم إنعاش هذه الظاهرة عقب التدفق الكبير من المسلمين على الغرب في أواخر القرن العشرين، والثورة الإيرانية 1979، ثم جاءت الهجمات ضد مركز التجارة العالمي والبنتاجون في 11 سبتمبر والهجمات الإرهابية (المنسوبة لمسلمين) اللاحقة في أوروبا لتكرس الأمر.

وفي السنوات الأخيرة، تطورت الإسلاموفوبيا من ظاهرة تقوم في أساسها على تقديم صورة نمطية مختزلة للإسلام والمسلمين نتيجة عدم معرفة الآخر بالإسلام فقط، إلى ظاهرة ذات حمولات استشراقية تعمل على تعزيز المخاوف من الإسلام نفسه، والعمل على تشويه أي فعل إسلامي عن طريق وصمه بـ “الإرهاب والتطرف”. لم تقتصر هذه الظاهرة على الغرب فقط، بل باتت تشمل دولًا إسلامية وعربية تعمل على خلق حالة رُهاب من “نسخة حركية سياسية إسلامية” تسعى إلى ربطها بالإرهاب والتطرف؛ وذلك للحيلولة دون حدوث أي عملية تغيير ومن ثم الحفاظ على الأوضاع الراهنة.

وإزاء هذه الموجة من العداء للإسلام والمسلمين، يقوم هذا التقرير برصد الجهود التي تبذلها المنظمات الإسلامية في الغرب (في كلٍ من الولايات المتحدة وأوروبا) لمكافحة تلك الظاهرة، وهي جهود متنوعة تبدأ من رصد ومراقبة وسائل الإعلام وما تنشره، مرورًا بتسجيل حوادث التمييز والكراهية بهدف التعامل معها قانونيًا وسياسيًا وتقديم الدعم لمن تعرض لحوادث كراهية، فضلًا عن إصدار الدراسات والبحوث واستطلاعات الرأي لمناقشة الأمر، وصولًا إلى تقديم صورة إيجابية عن الإسلام والمسلمين ومحاولة التعايش. هذا على أن يبدأ التقرير أولا برصد أبرز مؤشرات الإسلاموفوبيا في الغرب.

أولًا- الإسلاموفوبيا في الغرب:

تتنامى مظاهر الإسلاموفوبيا في الغرب وتتنوع بين خطابات الكراهية، والتشريعات واللوائح التمييزية ضد المسلمين، والاعتداءات الفردية وصولًا إلى الهجمات المروعة على المساجد في باريس، وسان برناردينو في كاليفورنيا، وكرايست تشيرش في نيوزيلندا، الأمر الذي يُشير إلى تصاعد حالة العداء للإسلام والمسلمين وأنها لم تعد مجرد حالة “فوبيا” أي خوف بل عداء وكراهية يتم تكريسها عبر خطابات وسياسات وقوانين.

في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع صعود إدارة ترامب، ازدادت عمليات الإسلاموفوبيا وتم إضفاء الطابع القانوني والمؤسسي على تلك العمليات، حيث أصدر ترامب قرارًا تنفيذيًا بمنع رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة([1])، معتبرًا أن المهاجرين قد يكونون بمثابة “حصان طروادة” الذي يسمح للإرهابيين بدخول الولايات المتحدة لتنفيذ هجمات إرهابية. إلى جانب العمليات الإرهابية التي نفذها منتمون لداعش([2])، أدت تصريحات ترامب وأركان إدارته إلى تأجيج التعصب ضد المسلمين، وتوالت أحداث الكراهية والعنف ضد الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة([3]). وأشارت دراسة قام بها “مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية- كير” بأن جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 15 بالمئة خلال العام 2017 في زيادة للعام الثاني على التوالي، حيث سجل المجلس 300 جريمة كراهية ضد المسلمين خلال العام 2017، مقابل 260 جريمة كراهية في العام 2016([4]).

عقب فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2021، وبعد دخوله البيت الأبيض بساعتين، وقَّعَ مجموعة من الأوامر التنفيذية، منها وقف حظر السفر الذي فرضته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على دخول رعايا دول عربية وإسلامية للولايات المتحدة. وجاء في نص الأمر التنفيذي الذي أصدره بايدن بإلغاء الحظر “إلى جانب مخالفة قيمنا، فإن هذه الأوامر والإعلانات التنفيذية قد قوضت أمننا القومي، لقد عرّضوا للخطر شبكتنا العالمية من التحالفات والشراكات”([5]). لكن على الرغم من ذلك، فإن تداعيات ذلك الحظر ما زالت مستمرة، فضلًا عن المناخ السياسي المتقلب في الولايات المتحدة الذي أدامه ترامب، حيث جعل من المقبول اجتماعيًا أن تكون معاديًا للمسلمين بشكلٍ علني([6]).

تصاعد العداء للمسلمين خلال فترة إدارة بايدن إلى أن بلغ ذروته في أكتوبر 2023 عقب عملية “طوفان الأقصى“، ففي 15 أكتوبر 2023، قُتل الطفل وديع الفيومي، بعد طعنه 26 مرة بسكينٍ على يد مسنٍ أمريكي([7]). وقال “مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية -كير” إنه تلقى 774 طلبًا للمساعدة وتقارير عن حوادث كراهية من المسلمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الفترة من 7 إلى 24 أكتوبر 2023، بزيادة قدرها 182٪ عن أي فترة 16 يومًا في العام الماضي. كذلك حذرت وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة من تنامي التهديدات المتعلقة بالعرب والمسلمين واليهود في الولايات المتحدة جراء ما أسمته الصراع بين “إسرائيل وحماس”([8]).

أما أوروبا، فخلال العقد الماضي، اتسع نفوذ الحركات القومية والشعبوية واليمينية المتطرفة، مستغلةً المخاوف بشأن الهجرة والعولمة والإرهاب، ما أدى إلى حصولها على السلطة في النمسا (أكتوبر 2017)، وإيطاليا (مارس 2018)، بجانب الحكومات القومية في بولندا والمجر وصربيا([9]). أما في البلدان التي لم يحكمها القوميون بعد، فتنمو حركات اليمين المتطرف أيضًا. في سبتمبر 2017، دخل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف البرلمان الألماني لأول مرة وأصبح الحزب الثالث في البوندستاج بنسبة 12.6 بالمائة من الأصوات. وأيضًا، ولأول مرة منذ نهاية الديكتاتورية الإسبانية برحيل فرانسيسكو فرانكو 1975، حصل حزب “فوكس” اليميني المتطرف على 52 مقعدًا من أصل 350 مقعدًا، بنسبة 15.1 بالمائة([10])، في الانتخابات التشريعية المبكرة لعام 2019.

ينبغي ملاحظة أن أجندة الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة تفرض نفسها على اليساريين والديمقراطيين الاجتماعيين في البلدان التي لم تستحوذ فيها على السلطة بعد، حيث إن الأحزاب الليبرالية والوسطية الأوروبية غير قادرة على مواجهة الخطاب القومي الصاعد بقوة. وفي المقابل، تستلهم بعض تلك الأحزاب الخطاب اليميني المتطرف لأغراضٍ انتخابية([11]). كما تعمل الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة على الاستفادة من الغضب الاجتماعي تجاه السياسات القائمة([12]).

ويُعد المسلمون الضحايا الأبرز لصعود المجموعات اليمينية المتطرفة في أوروبا. في المملكة المتحدة، تم تسجيل (3459) حادث كراهية ضد المسلمين في الفترة بين عامي 2021/2022، وهو ما يشكل 42٪ من إجمالي جرائم الكراهية ضد أصحاب الأديان المختلفة والذي سجل (8,730) جريمة. كما سجلت الاعتداءات على دور العبادة ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 42٪ على السنوات الثلاث السابقة([13]). أما في هولندا، فإن 67 بالمائة من إجمالي حوادث التمييز الديني التي تم إبلاغ الشرطة بها كانت مرتبطة بمسلمين. وأخيرًا، في الدنمارك، فإن 38٪ من 164 جريمة كراهية ذات دوافع دينية استهدفت المسلمين في عام 2021([14]).

ثانيًا- جهود المنظمات الإسلامية في مكافحة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة الأمريكية

تتمير منظمات المجتمع المدني الإسلامي في الولايات المتحدة بالتنوع والاختلاف شأنها شأن غيرها من المنظمات في الغرب. فهناك العديد من المنظمات التي تتعاطى مع مشاكل الفقر واللجوء والحقوق المدنية والسياسية وغيرها، لكن ما يعنينا هنا هي المنظمات المعنية بشكلٍ حصري أو جزئي بمسائل الإسلاموفوبيا، ومن أبرز هذه المنظمات، مركز دراسات الإسلاموفوبيا (ISC)([15]ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR)([16])، ومعهد السياسة الاجتماعية والتفاهم (ISPU)([17]والمجلس الإسلامي الأمريكي (AMC) وغيرها من المنظمات التي تعمل على رصد الظاهرة ومقاومتها بسبل شتى سوف نوضحها عند الحديث عن بعض المنظمات تفصيلا كأمثلة.

  • مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR):

يُعد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) من أبرز المنظمات الإسلامية الفاعلة في التعاطي مع ظاهرة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة الأمريكية. تأسس (كير) في واشنطن عام 1994 كمنظمة تُدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، مع إيلاء اهتمام كبير بالعلاقات العامة والتواصل مع وسائل الإعلام لتقديم صورة “تتحدى الصور النمطية للإسلام والمسلمين”([18]). توسع المجلس على مدار ثلاثة عقود ليشتمل على حوالي مائتي موظف في اثنين وثلاثين مكتبًا إداريًا في المدن الأمريكية الكبرى في تسع عشرة ولاية، وتعمل الفروع الإقليمية للمنظمة ككيانات مستقلة من الناحية القانونية([19]).

بالإضافة إلى رصد جرائم الكراهية ضد المسلمين، تقدم هذه المكاتب خدمات قانونية في مجالات مثل الحقوق المدنية والهجرة والأمن الداخلي، ويعمل المجلس على ست ملفات أساسية لكل منها إدارة داخل المجلس، وهي: إدارة الاتصالات الوطنية، والتقاضي الوطني والحقوق المدنية، وتكنولوجيا المعلومات، الناس والثقافة، والأبحاث، والمناصرة وإدارة الشؤون الحكومية([20]).

نستطيع أن نُجمل جهود (كير) في مكافحة الإسلاموفوبيا، في عددٍ من الآليات، أولها رصد الظاهرة عبر “قسم مراقبة الإسلاموفوبيا” داخل المنظمة، ويناط بذلك القسم جمع حوادث الكراهية والعنف التي يتعرض لها المواطنون المسلمون في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مراقبة وكشف شبكة الأفراد والمنظمات التي تقود حملات الكراهية والتنميط ضد المسلمين. الآلية الثانية تأتي عبر إدارة “التقاضي الوطني والحقوق المدنية” من خلال تقديم المناصرة والدعم القانوني لمن تعرضوا لجرائم الكراهية. الآلية الثالثة تقوم بها “إدارة الشؤون الحكومية” من خلال مراقبة التشريعات والأنشطة الحكومية، وتنظيم حملات تسجيل الناخبين المسلمين. رابع تلك الآليات تقوم به “إدارة الاتصالات الوطنية” التي تُعنى برصد الصور النمطية التي تبثها وسائل الإعلام، بهدف مكافحة تلك الصور وتقديم صورة دقيقة عن الإسلام.

بمراجعة موقع المجلس وصفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، نجد أن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية يتعاطى مع ظاهرة الإسلاموفوبيا أولًا -وبشكلٍ مكثف- عن طريق إصدار بيانات الإدانة والتنديد عند وقوع أي من حوادث الكراهية ضد المسلمين. كذلك يصدر المجلس بيانات للإشادة والترحيب بالمواقف الداعمة للمساواة والداعمة لحقوق المسلمين، فضلًا عن البيانات التي يدعو فيها صناع القرار باتخاذ مواقف وخطوات ضد المتطرفين والإرهابيين سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها([21]).

كما يُصدر المجلس تقريرًا سنويًا بشأن الإسلاموفوبيا -غير متاح سوى أربعة تقارير على موقع المجلس لسنوات 2011، و2013، و2019 و2022- يتناول التقرير حالة الإسلاموفوبيا خلال العام، مستعرضًا عدد حوادث الكراهية التي قام بتسجيلها ورصدها، وكذلك شبكة تمويل المنظمات والأفراد المتطرفين المعادين للإسلام والمسلمين، ويًقدم التقرير توصيات أغلبها يكون موجهًا لمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية([22]).

  • مجلس الشؤون العامة الإسلامية (MPAC):

أُسس مجلس الشؤون العامة في عام 1988، كلجنة للعلاقات العامة للمركز الإسلامي في لوس أنجلوس([23]). يُقدم مؤسسو مجلس الشؤون العامة الإسلامية المجلس باعتباره “منظمة إسلامية وطنية أمريكية”، عملت على الانخراط في الهوية “الإسلامية الأمريكية”، حيث يرى مؤسسها الدكتور ماهر حتحوت أن هذا الانخراط في السياسات الوطنية، والبعد عن الاستقطاب الذي تقوم به الدول الإسلامية والمنظمات هو الكفيل بتجميع المسلمين تحت مظلة جامعة في الولايات المتحدة الأمريكية([24]).

ينصب عمل المجلس على أربع مجالات: مكافحة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، والتصدي لجهود بعض الوكالات الأمريكية التي تنتهك الحقوق الدستورية للمسلمين، والعمل مع حكومة الولايات المتحدة للحد من التطرف بين الشباب المسلم، والمساعدة في تشكيل سياسة خارجية تدافع عن المصالح الوطنية للولايات المتحدة دون شيطنة الإسلام والمسلمين([25]).

من خلال مراجعة موقع المجلس، نجد أنه يعتمد ثلاث آليات في مجال مكافحة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، فأولًا المجلس نشط في إصدار البيانات والتقارير على غرار مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية سواء في إدانة الاعتداءات على المسلمين أو الإشادة بمواقف وسياسات تُعزز من قيم العدل والتسامح، كذلك يدعو المجلس المسؤولين خاصةً الإدارة الأمريكية باتخاذ خطوات من شأنها الحد من المظالم التي يتعرض لها المسلمون في الولايات المتحدة أو خارجها، على سبيل المثال ينخرط المجلس بشدة في مطالبة الإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة المظالم الجسيمة التي يتعرض لها سكان غزة، والتعصب المتزايد تجاه المجتمعات المسلمة والعربية في الولايات المتحدة([26]).

إلى جانب البيانات، فإن المجلس قد طور عددًا من البرامج والمشاريع لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتقديم صورة دقيقة عن الإسلام وللتعايش بين المسلمين وغيرهم من الأمريكيين خاصةً المسيحيين الإنجيليين. وفي هذا السياق، أطلق المركز “مشروع بذور الخردل” لعقد لقاءات وورش عمل بين المسلمين الأمريكيين والمسيحيين الإنجيليين لمعالجة المفاهيم الخاطئة والصور النمطية([27]). هناك مشروع آخر قام به المجلس بالتعاون مع التحالف المدني الإسلامي في إلينوي، وهو “شبكة المسؤولين الأمريكيين المسلمين المنتخبين والمعينين”، والتي تعمل على دعم المسؤولين المسلمين الأمريكيين في الحكومة المحلية والفيدرالية، وتعمل من أجل التمثيل العادل في الحياة المدنية والسياسية الأمريكية([28]).

من أبرز الأدلة على انخراط “مجلس الشؤون العامة الإسلامية” في السياسة الأمريكية هو حضوره الدائم في المحادثات السياسية التي تُجريها الإدارة الأمريكية وأجهزتها، آخر تلك الجلسات التي حضرها قادة المجلس كانت جلسة استماع مع كبار مستشاري إدارة بايدن في البيت الأبيض لتقديم استراتيجيات حول كيفية مواجهة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة على المستويين الحكومي والمجتمعي([29]).

ثالثًا- جهود المنظمات الإسلامية في مكافحة الإسلاموفوبيا في أوروبا

تبذل الجماعات المسلمة في أوروبا جهودًا حثيثة لمكافحة الإسلاموفوبيا، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات والآليات، حيث تتفاعل العديد من المنظمات مع قضايا الإسلاموفوبيا في الكثير من البلدان الأوروبية، وذلك بالأساس من خلال رصد حوادث الكراهية التي تحدث في هذه البلدان. من أبرز المنظمات الفاعلة في عملية الرصد نجد “المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان (IHRC)“، ومنظمة “رصد الهجمات المعادية للمسلمين” المعروفة باسم “Tell Mama” أي (أبلغ ماما)، و”مرصد الإسلاموفوبيا في لوكسمبورج (OIL)“.

إلى جانب عمليات الرصد، تقوم تلك المنظمات بإصدار بيانات تدين حملات الكراهية، وتصدر تقارير تتناول حالة الكراهية في الدول الأوروبية، وتوجد منظمات تعمل على تقديم المناصرة والدعم مثل “المجلس الإسلامي في بريطانيا (MCB)“. سوف نستعرض جهود ثلاث منظمات من تلك الكيانات التي تتعاطى مع الإسلاموفوبيا في أوروبا.

  • المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان (IHRC):

منظمة غير ربحية مقرها في لندن، تأسست في عام 1997، تسعى إلى تعزيز حقوق الإنسان لجميع الأشخاص، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسهم أو توجههم الجنسي. تُركز المنظمة بشكلٍ خاص على حقوق المسلمين في العالم، وتعمل على حماية حقوقهم في حرية الدين والتعبير والتجمع. كما تعمل المنظمة كجماعة ضغط وتنظم الاحتجاجات من أجل مناصرة القضايا الإسلامية أو المسلمين الذين يتعرضون لاضطهاد في فلسطين وميانمار واليمن([30]).

تعمل المنظمة على مكافحة الإسلاموفوبيا من خلال:

  • رصد الظاهرة: يتيح موقع المنظمة ملء استمارة لمن تعرضوا لجريمة كراهية أو اعتداء، وتؤكد المفوضية علي سرية معلومات المُبلِغ وعدم نقلها لأي طرفٍ ثالث([31]).
  • تقديم دراسات وفق منظورات أكاديمية: تنطلق دراسات المنظمة وفق منظور أكاديمي طوره سعيد ر.أميلي، الذي يُجادل بأن هجمات الكراهية والجرائم وأعمال التمييز ليست أفعالًا عشوائية لأفرادٍ مختلين، بل أن الأشخاص الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال تستفزهم بيئة من الكراهية تسببها السياسة ووسائط الإعلام والقوانين التي تستهدف مجتمعًا مكروها.
  • مؤتمر الإسلاموفوبيا: منذ عام 2014، نظمت المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان مؤتمرًا سنويًا في المملكة المتحدة لمناقشة القضايا الرئيسية فيما يتعلق بالإسلاموفوبيا الهيكلية والمؤسسية. تناولت تلك المؤتمرات عددًا من القضايا مثل الإسلاموفوبيا المؤسسية، والحروب الثقافية، واستكشاف التحولات في القوة العالمية وتأثيرها على التفكير المعادي للإسلام وغيرها([32]).
  • جوائز الإسلاموفوبيا: تقوم المنظمة بعقد احتفالٍ سنوي لتوزيع جوائز بشكلٍ ساخر على أكثر الشخصيات المعادية للمسلمين، أو الذين تسببوا في حوادث كراهية خلال العام، يهدف الحفل إلى السخرية من المتطرفين لتقويض العنصرية عبر السخرية. كما يتم جمع التبرعات من الجمهور والحضور.
  • مشروع رصد الهجمات المعادية للمسلمين (Tell Mama):

تم إطلاق مشروع “رصد الهجمات المعادية للمسلمين” في 21 فبراير 2012 من قِبل مجموعة من النشطاء المسلمين المهتمين بقضايا الإسلاموفوبيا([33])، وذلك بهدف رصد وتوثيق الهجمات المعادية للمسلمين في المملكة المتحدة، وتوفير بيانات تفصيلية عن طبيعة الحوادث والأدوات المستخدمة وغيرها من المعلومات، التي يُبلغ بها من تعرضوا لهجمات ويقوم المشروع بتسجيلها لديه([34]). كما يقدم المشروع الدعم الاستشاري لضحايا الإسلاموفوبيا، بالإضافة إلى دراسة القضايا والدعم النفسي والمناصرة القانونية([35]).

تعمل المنظمة كذلك على إصدار بيانات لتوضيح حجم الظاهرة بشكلٍ دوري، وذلك للتحذير من استفحال الإسلاموفوبيا خاصةً عند وقوع أحداث كبيرة تؤثر على تنامي المخاوف إزاء المسلمين، كما حدث مؤخرًا عقب عملية “طوفان الأقصى”، حيث سجلت المنظمة تصاعدًا حادًا في حملات الكراهية ضد المسلمين، في الفترة ما بين 7 أكتوبر و13 ديسمبر 2023، مقارنةً بنفس الفترة مع العام السابق([36]). كما تُقدم المنظمة تدريبات أمنية وقائية لموظفي المساجد في المملكة المتحدة، تتضمن تلك التدريبات تقديم المشورة والتدريب للتعامل الأمثل في مواجهة عناصر اليمين المتطرف ممن ينوون شن هجمات على المساجد أو أعضاء الجالية المسلمة([37]).

وأخيرًا، فإن المنظمة تصدر عددًا من التقارير والدراسات التي تناقش فيها قضايا متعلقة بظاهرة الإسلاموفوبيا، كان أخر هذه التقارير ورقة بعنوان “عقد من الكراهية ضد المسلمين” تناولت فيه عرض الهجمات على المسلمين خلال الفترة من (2012-2022)، وقدمت الورقة قراءة في الأرقام وأعطت تفسيرًا لها([38]).

تقرير آخر بشأن “الشبكة المعقدة من الكراهية اليمينية المتطرفة المعادية للمسلمين“، تم فيه تناول “أندرو ليك” الإرهابي اليميني الذي هاجم مركز للمهاجرين في مدينة دوفر الساحلية بجنوب إنجلترا بإلقاء 3 قنابل حارقة عليه. وبعد تتبع وفحص عميق، وجد المركز أن “أندرو ليك” قبل الهجوم كان على تواصل مع عددٍ من الحسابات ذات التوجه اليميني المتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي([39]).

  • مرصد الإسلاموفوبيا في لوكسمبورج (OIL):

أُنشئ المرصد في يناير 2018، بهدف مكافحة جميع الأعمال والسلوكيات ذات الطابع المعادي للإسلام، ومساندة ضحايا الإسلاموفوبيا من خلال تقديم الدعم والمتابعة القانونية والنفسية لهم، وكذلك أي دعم أو متابعة أخرى قد تحتاجها الضحية. فضلًا عن إجراء البحوث العلمية والقانونية، وإجراء التحقيقات، وكتابة التقارير المتعلقة بغرض الجمعية، وإقامة اتصالات وتسهيل التبادل مع المنظمات الوطنية والأجنبية ذات الصلة بمكافحة الإسلاموفوبيا([40]).

يُتيح المرصد من خلاله موقعه ملء استمارة لمن تعرضوا لجريمة كراهية أو اعتداء وكذلك للشهود على وقائع الكراهية([41])، كما يصدر المرصد تقريرًا غير دوري يتناول فيه حالة الإسلاموفوبيا، ويُتيح الموقع الخاص بمرصد الإسلاموفوبيا تقريرين على موقعه الأول لعام 2019([42]) والثاني لعامي 2020 و2021([43]).

خاتمة:

استهدف التقرير رصد ظاهرة العداء للمسلمين في الغرب، والجهود والآليات التي اتخذتها المنظمات الإسلامية لمكافحتها أو الحد منها. فيما يتعلق بتفشي ظاهرة العداء للإسلام في الغرب، فقد وجدنا أن تلك الظاهرة ترافقت مع ما يمكن أن نطلق عليه “عصر صعود القومية والشعبوية” في العالم. في الغرب، تمكنت المنظمات والأفراد المعادون للمهاجرين بشكلٍ عام وللمسلمين بشكلٍ خاص من فرض أجندتهم التمييزية على القوى الليبرالية واليسارية، وأصبحت الحركات اليمينية المتطرفة والأحزاب السياسية المعادية للإسلام أكثر شعبية. الأمر الذي أدى لظهور تحديات كبيرة أمام المسلمين في الغرب والمنظمات التي تتعاطى مع الإسلاموفوبيا، والتي يمكن أن تظهر في أشكال مختلفة، بما في ذلك جرائم الكراهية والإساءة اللفظية والإقصاء الاجتماعي.

أما بخصوص الجهود التي تبذلها المنظمات الإسلامية للتعاطي مع ظاهرة الإسلاموفوبيا، فوجدنا أن تلك الجهود قد تنوعت بين رصد ومراقبة وسائل الإعلام وما تنشره، وتسجيل حوادث التمييز والكراهية من خلال إتاحة استمارات على مواقع المنظمات والمراصد المعنية بالظاهرة، وذلك بهدف التعامل معها قانونيًا وسياسيًا وتقديم الدعم لمن تعرض لحوادث كراهية، فضلًا عن إصدار الدراسات والبحوث واستطلاعات الرأي لمناقشة الظاهرة وتفكيكها وتقديم استراتيجيات حول السبيل الأفضل لمكافحتها، بجانب تقديم صورة إيجابية عن الإسلام والمسلمين.

كذلك قامت بعض المنظمات بتقديم تدريبات لموظفي المساجد حول التعامل مع الهجمات الإرهابية لعناصر اليمين المتطرف على المساجد والمسلمين. منظمات أخرى عمدت إلى إقامة ندوات، ومؤتمرات، وحلقات نقاش مع أفرادٍ مختلفين في العقيدة، بهدف تعزيز التعايش والفهم بين المسلمين وغيرهم داخل المجتمعات الغربية.

إن صعود المجموعات اليمينية واليمينية المتطرفة في الغرب كما أدى إلى صعود مخاطر جمة وتحديات جسيمة في مواجهة المسلمين، فإنه قد ولَّدَ فرصة أمام المسلمين لعرض رؤيتهم، خاصةً مع تخصيص العديد من الدول الغربية لموارد لمكافحة الظاهرة بعد تناميها بشكلٍ مثل تهديدًا لمؤسسات الدولة كما حدث في الولايات المتحدة عقب اقتحام مبنى الكابيتول، في 6 يناير 2021، قُبيل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية. إن الإرهاب اليميني آخذ في التنامي، حيث بلغت الهجمات المرتبطة باليمين المتطرف 60 في المائة من الحوادث الإرهابية في الولايات المتحدة. وشهدت أوروبا في عام 2019 زيادة في عدد الاعتقالات المرتبطة بالإرهاب اليميني للعام الثالث على التوالي. وشملت الاعتقالات جهات فاعلة منفردة وشبكات، مثل جماعة إرهابية فرنسية خططت لتنفيذ هجمات على المسلمين، وشبكة إيطالية سويسرية تمكنت من الحصول على أسلحة متطورة، بما في ذلك صاروخ جو-جو([44]).

وفي هذا السياق، من الممكن أن نقدم بعض المقترحات لتفعيل دور منظمات المجتمع المدني الإسلامي في الغرب في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، ومن تلك المقترحات:

  • تكثيف الجهد البحثي: من الضروري تطوير جهد المراصد والمراكز البحثية في الغرب في التعاطي مع الظاهرة، وذلك من خلال تنويع التقارير والدراسات التي تصدر عنهم؛ فلا يتم الاكتفاء بالبيانات أو بالإصدارات السنوية، وإنما التوسع في إجراء الدراسات والبحوث الميدانية والمسوحات الخاصة بسياق وحجم تعرض المسلمين للتمييز وخطاب الكراهية والاعتداءات النفسية والجسدية، على أن يتم نشرها بشكلٍ دوري.
  • إصدار تقرير سنوي بمشاركة أكثر من منظمة حول الإسلاموفوبيا: يرصد الظاهرة ويقدم توصيات لمكافحتها على نطاقٍ واسع، بما يساهم بشكلٍ كبير في مكافحة الإسلاموفوبيا وتعزيز الفهم والاحترام المتبادل بين المسلمين وغير المسلمين.
  • تعزيز الحملات الإعلامية: وهذا بهدف زيادة الوعي بخطر الإسلاموفوبيا، وتعزيز الصورة الإيجابية للإسلام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتقديم أعمال درامية تعكس الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين.
  • عقد مؤتمرات دولية حول ظاهرة الإسلاموفوبيا: وذلك من أجل تسليط الضوء على هذه الظاهرة، ومناقشة سبل مكافحتها.
  • إنشاء شبكة عالمية للمراكز والجمعيات التي تعمل على مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا: على أن يتم إنشاء مكتب متخصص لمكافحة الإسلاموفوبيا يكون مسؤولًا عن وضع السياسات، وتنفيذ البرامج في هذا المجال.

__________

هوامش

([1]) ترامب يعلق برنامج قبول اللاجئين والدخول من 7 دول إسلامية، رويترز، 28 يناير 2017، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/5E9J70v

([2]) المسلمون في أمريكا يغالبون تداعيات اعتداء سان برناردينو، وكالة الأنباء الكويتية، 14 ديسمبر 2015، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/xpIZ2AM

([3]) Michael E. Miller, Attacks on Muslims across the country as Trump rhetoric puts them in ‘the line of fire,’ congressman says, Washington post, 10 December 2015, Available at: https://2u.pw/yW4FjBW

([4]) DEEPA BHARATH, Hate crimes against American Muslims up 15%, says CAIR, Orange County Register, 23 April 2018, Available at: https://2u.pw/uRAwQAt

([5]) محمد المنشاوي، إلغاء بايدن حظر السفر.. ماذا يعني؟ وكيف استقبله مسلمو أميركا؟، الجزيرة نت، 22 يناير 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/hLNsb

([6]) Decades after 9/11, Muslims battle Islamophobia in US, Aljazeera, 11 September 2022, Available at: https://cutt.us/gxMXZ

([7]) Angela Yang, Dennis Romero, Marlene Lenthang and Mirna Alsharif, 6-year-old Palestinian American boy is killed in anti-Muslim attack in Illinois, authorities say, NBC News, 16 October 2023, Available at: https://cutt.us/dDT8y

([8]) DHS Statement on Israel-Hamas Conflict, The Department of Homeland Security, 18 October 2023, Available at: https://cutt.us/ncw8q.

([9]) Enes Bayrakli and Farid Hafez, European Islamophobia Report 2018, SETA, Available at: https://2u.pw/zyF6OLB

([10]) محمد بصل، انتصار جديد للشعبوية في أوروبا.. قصة حزب فوكس أكبر المستفيدين من الانتخابات الإسبانية، الشروق، 12 نوفمبر 2019، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/AGEhxW5

([11]) Farid Hafez, Street-level and government-level Islamophobia in the Visegrád Four countries, Taylor and Francis online, 06 Nov 2018, Available at: https://2u.pw/MdgTxJ2

([12]) Enes Bayrakli and Farid Hafez, European Islamophobia Report 2018, Op. cit.

([13]) Hate crime, England and Wales, 2022 to 2023 second edition, Official Statistics, 02 November 2023, Available at: https://2u.pw/WmnnSQL.

([14]) Enes bayrakli and Farid Hafez, European Islamophobia Report 2022, Islamophobia Report, Leopold Weiss Institute, Available at: https://2u.pw/mFCWoXr

([15]) موقع مركز دراسات الإسلاموفوبيا، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/LUtnS

([16]) موقع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/KZUMQ

([17]) موقع ومعهد السياسة الاجتماعية والتفاهم، متاح عبر الرابط التالي: https://www.ispu.org/about-us/

([18]) The Council on American-Islamic Relations as Defined by Its Actions and Statements over 15 Years of Community Service, CAIR, Available at: https://2u.pw/UnKf1xa

([19]) M. A. Muqtedar Khan, Political Muslims in America: From Islamism to Exceptionalism, Wiley Online Library, 09 March 2015, Available at: https://2u.pw/W9qaomK

([20]) إدارات ومديري مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/MJQge

([21])Ibrahim Hooper, CAIR Calls on Biden Admin to Stop West Bank Violence After Attacks on Christian Clergy, CAIR, 28 December 2023, Available at: https://cutt.us/Latx5.

([22]) Monitoring and Combating Islamopobia, islamophobia, Available at: https://cutt.us/d1d7k

([23]) تاريخ تأسيس مجلس الشؤون العامة الإسلامية، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/cVJxfdM

([24]) مقابلة الدكتور ماهر حتحوت مع برنامج “على هدى الله”، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/DgNJxGc

([25]) M. A. Muqtedar Khan, Ibid.

([26]) MPAC Urges the Biden Administration to Take Swift Action, MBAC, 16 October 2023, Available at: https://cutt.us/DM9It.

([27]) حول مشروع بذور الخردل، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/3X96E

([28]) حول شبكة المسؤولين الأمريكيين المسلمين المنتخبين والمعينين، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/oTNeR

([29]) Readout of White House Listening Session on Islamophobia, White House, 03 May 2023, Available at: https://2u.pw/LdTqh8P

([30]) موقع المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان، متاح عبر الرابط التالي: https://www.ihrc.org.uk/about-us/

([31]) صفحة الاستمارة، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/KhrCxeG

([32]) صفحة مؤتمر الإسلاموفوبيا، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/JrsR0dV

([33]) TELL MAMA- Mesuring Anti-Muslim Attacks Launched Today, CST, 21 February 2012, Available at: https://2u.pw/88u3VZd

([34]) صفحة الاستمارة التي تتيحها المنظمة لرصد حوادث الإسلاموفوبيا، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/8t3fdYY

([35]) تقول المنظمة أنها تقدم تلك الخدمات بشكل مجاني، متاح عبر الرابط التالي: https://tellmamauk.org/our-services/

([36]) Tell MAMA recorded 1,432 anti-Muslim cases between Oct 7 and Dec 13, TELL MAMA UK, 20 December 2023, Available at: https://2u.pw/pzpbbAf

([37]) حول تدريب موظفي المساجد، متاح عبر الرابط التالي: https://2u.pw/WFG6TvE

([38]) A Decade of Anti-Muslim Hate, TELL MAMA UK, 20 July 2023, Available at: https://2u.pw/2H4BN8S

([39]) The Tangled Web of Far-Right Anti-Muslim Hate, TELL MAMA UK, 03 November 2022, Available at: https://2u.pw/DDfDvjw

([40]) صفحة التعريف بمرصد الإسلاموفوبيا في لوكسمبورغ، على الرابط التالي: https://islamophobie.lu/qui_sommes_nous.php

([41]) استمارة الإبلاغ عن فعل معادي للإسلام والمسلمين، على الرابط التالي: https://islamophobie.lu/signaler.php.

([42]) تقرير مرصد الإسلاموفوبيا في لوكسمبورغ لعام 2019، على الرابط التالي: https://2u.pw/zSjsZni.

([43]) تقرير مرصد الإسلاموفوبيا في لوكسمبورغ لعامي 2020 و2021، على الرابط التالي: https://2u.pw/v5KGZXP.

([44]) Rising Right Wing Violence Impacts Western Countries in 2021, Vision of Humanity, Available at: https://2u.pw/JLgpQs9

  • نُشر التقرير في فصلية قضايا ونظرات- العد الثاني والثلاثون- يناير 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى