التأثير النفسي والاجتماعي لوسائل التواصل الإلكتروني: تفاعل الأفراد خلف زجاج افتراضي

مقدمة:  

نظرًا لشيوع استخدام وسائل التواصل الإلكترونية في المجتمع المصري، فسوف تهدف هذه المقالة إلى التعرف على تأثيرها على العلاقات والتفاعلات الاجتماعية وكذلك الأُسرية من الجوانب الإيجابية والسلبية. فكما نعرف أن لكل ظاهرة مُجتمعية مزاياها وعيوبها من وجهة نظر الأفراد والمُجتمع.

فعلى الرغم من أن العلاقات الاجتماعية تُمثل أمرًا أساسيًّا مُهمًّا للطبيعة البشرية والصحة النفسية، فإنها تزداد تعقيدًا نتيجة لتغير خصائص المجتمع وأفراده والتكنولوجيا. ومن الأمور ذات الأهمية الخاصة -في هذا الصدد– تأثير التكنولوجيا على التواصل بين الأشخاص؛ بالحفاظ عليه أو تقليله. وهذا يعني ضرورة التعرف على الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه الوسائل الإلكترونية ومدى تأثيرها على الصحة النفسية والرفاهية للفرد. فعلى الرغم من امتلاك التقنيات التكنولوجية الحديثة وعودًا كبيرة للمستقبل بشأن التغلب على الحواجز التقليدية من أجل الحفاظ على التواصل الاجتماعي، وتبادل المساندة، واكتساب المعلومات، فإنه يتم التحذير من التأثير السلبي لهذه التقنيات؛ حيث من شأنها أن تزيد من سلبية التفاعل بين الأفراد. فلا يمكن إنكار دور التكنولوجيا في توسيع شبكة التواصل الاجتماعي التقليدي بين الأفراد، ولكن لا يمكن استبدالها محل التفاعل الواقعي المباشر؛ حيث تمثل العلاقات الاجتماعية جانبًا أساسيًّا من جوانب حياة وصحة الفرد النفسية[1].

لقد ظهر الواقع الافتراضي (Virtual Reality) في مجال علم النفس في ستينيات القرن العشرين؛ حيث كان يُنظر إليه كأداة بحثية في المجال، ومن المزايا التي كان يتمتع بها هذا العالم الافتراضي من أجل هذا الهدف أنه يُمكن من خلاله إجراء دراسات تجريبية بطرق وأدوات جديدة من شأنها أن تُزيل قيود العالم الواقعي؛ وتُمثل شاشات العرض المُثبتة على الرأس (Head Mounted Displays) نموذجًا للوسائل التي تم استخدامها كمثال في العالم الافتراضي[2].

وأصبح تواصل عقول الأشخاص وأجسامهم -في ظل سيادة العالم الافتراضي- مع بيئات وسيطة بدلًا من التفاعل المباشر؛ حيث يقضي البشر أوقاتا طويلة من يومهم في التنقل بين بيئات افتراضية غير واقعية يعتمدون عليها بشكل كبير[3]. كما غيرت وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا من الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد مع بعضهم البعض، فبعد أن كان يتم قضاء وقت الفراغ مع الأُسرة والأصدقاء في المتنزهات والنوادي والمكتبات أصبح التواصل والتفاعل ومشاركة المعلومات يتم عن طريق الأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي[4].

وتعتبر مواقع التواصل الإلكترونية الأكثر انتشارًا على شبكة الإنترنت لما تمتلكه من خصائص تميزها عن المواقع الإلكترونية الأخرى؛ حيث يوفر الإنترنت العديد من المنصات التي تربط المُستخدمين بوسائل اتصال افتراضية في الفضاء السيبراني (Cyberspace)؛ مما شجع متصفحي الإنترنت من كافة أنحاء العالم على الإقبال المتزايد عليها بالرغم من الانتقادات الشديدة التي تتعرض لها، والتي من بينها التأثير السلبي على المجتمع الأسري وتفككه. لكن في المقابل هناك من يرى فيها ميزة للتواصل بين المجتمعات، وتقريب الأفكار والمفاهيم والرؤى مع الآخر، والاطلاع والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة[5].

فلم تعُد مواقع التواصل الاجتماعي كتطبيقات “الفيسبوك، والأنستجرام، والواتساب” والألعاب عبر الإنترنت، والعوالم الافتراضية مثل “اليوتيوب”، وغيرها من المواقع، مجرد مواقع على شبكة الإنترنت تستخدم عبر الهواتف المحمولة أو أجهزة الحاسوب، بل أصبحت جزءًا أساسيًّا لا يتجزأ من حياة الأفراد اليومية سواء الأطفال أو المراهقين أو الشباب أو الكِبار أو الأزواج. وقد أصبحت هذه المواقع في العصر الحالي متضاعفة في النمو والانتشار، وتعمل كوسائل تُيسر عملية التواصل والترفيه[6].

أولًا- الجوانب الإيجابية لوسائل التواصل الإلكترونية

يرى كثير من الباحثين أن بعض الوسائل الإلكترونية قد تكون في كثير من الأحيان مفيدة للتواصل والتفاعل الاجتماعي؛ حيث من شأنها أن تعمل على استمرارية العلاقات الاجتماعية خاصًّة في الفترات التي يصعب معها التواصل المباشر مثل فترة كوفيد -19، فقد يكون من الصعب التواصل المباشر مع صديق ربما لم ترَه منذ سنوات، ولكن قد يكون من السهل أن تحافظ على علاقتك به من خلال التواصل عبر مواقع الإنترنت أو عبر الرسائل النصية. كما أنه من مزايا هذا التواصل الذي يحدث خلف زجاج افتراضي أنه يسمح للأشخاص بالتقارب الفكري على الرغم من التباعد المكاني بينهم عبر مناطق جغرافية مختلفة.

فمع تعامل جزء كبير من العالم مع وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت هناك أدلة متزايدة على أن هذه الوسائل توفر طريقة سهلة للبقاء على التواصل مع الآخرين والحفاظ على العلاقات مع الأشخاص الذين يكونون غالبًا خارج نطاق التواصل المستمر لسبب ما مثل السفر بالخارج[7].

ومن الناحية الصحية، يُمكن من خلال وسائل التواصل الإلكترونية مشاركة تعليمات الأطباء مع الأقارب والزملاء والأصدقاء، واستشارة الأطباء عبر الإنترنت في أي مكان وزمان، ومساعدة الخدمات الصحية في تحديد أولوية الحالات الحرجة خاصًة في فترات الأوبئة[8].

ويُمكن القول إن المجتمعين الواقعي والافتراضي مُكملان لبعضهما البعض ويوجد تفاعل واعتماد بينهما، وذلك من خلال تكثيف عملية التعارف عن طريق الإنترنت وانتقال العلاقة إلى الواقع أو العكس؛ مما يدعم العلاقات بين الأفراد في المجتمع الواقعي. كما أنه من إيجابيات وسائل التواصل الإلكتروني أن من شأنها أن تخلق نمطًا جديدًا من العلاقات بين أفراد المجتمع، وذلك بربط الشخص بعلاقات اجتماعية افتراضية مع أفراد آخرين من مجتمعه وخارج مجتمعه دون تقيد بحدود المكان كما هو الشأن في العلاقات الاجتماعية التقليدية[9].

ومن ثَم يُمكن تناول التأثيرات الإيجابية لوسائل التواصل الإلكترونية على التفاعل بين الأفراد في المُجتمع، وكذلك على عملية التعليم والثقافة ونقل الخبرات، والتي يُمكن توضيحها فيما يلي:

  • التأثير الإيجابي لوسائل التواصل الإلكترونية على التفاعل بين الأفراد:

تساعد وسائل التواصل الاجتماعي في تيسير التواصل والتفاعل بين الأفراد، سواء كان بينهم معرفة وتواصل متبادل في الواقع الحقيقي أو لا؛ حيث تتيح تلك الوسائل مقابلة أشخاص ربما لا يُمكن الالتقاء بهم خارج نطاق هذه الوسائل، وتجعلنا على اتصال دائمٍ بهم بغض النظر عن المكان. وذلك لما تتيحه وسائل التواصل الاجتماعي من طرق العثور على أشخاص جُدد لديهم نفس الاهتمامات والتفاعل معهم[10].

كما تسمح هذه الوسائل الإلكترونية للأفراد -خاصةً المراهقين- بالحصول على الدعم والمساندة والمشورة عبر الإنترنت، والتي قد يفتقرون إليها في العلاقات الاجتماعية المباشرة[11]. ويرى البعض أنها تساعد أيضا في تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأفراد الذين يفتقدون الثقة بالنفس ويعانون من الخجل الاجتماعي؛ حيث تمنحهم فرصة لتوسيع مهاراتهم الاجتماعية وتكوين صداقات جديدة، وتمكِّنهم من تحقيق الأهداف النبيلة مثل جمع التبرعات للأشخاص المحتاجين، وأنشطة الرعاية الاجتماعية، وأنه يُمكن من خلالها أيضًا تنمية مهارات التآزر البصري الحركي بواسطة ألعاب الفيديو[12].

ومن ناحية أخرى، يُمكن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن يحصل الأفراد على معلومات وإجابات متعلقة بأهداف حياتهم المهنية؛ حيث إنها تُمثل مصدرًا جيدًا للحصول على المعلومات والأخبار وتبادلها. كما أدَّت السهولة والسرعة التي تُساعد المستخدمين على تحميل الصور أو مقاطع الفيديو أو القصص عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أكبر قدر من مشاركة الأعمال الإبداعية مع الآخرين، ومن شأن ذلك أن يُيسر الحصول على تعليقات فورية من الأصدقاء والمعارف بشأن أعمالهم الإبداعية؛ الأمر الذي يُحسِّن ويُطور من قدراتهم ومواهبهم الفنية، ويُنمي الثقة بالنفس لديهم، ويساعدهم في تحديد المسار الوظيفي الذي قد يرغبون فيه وفقًا لميولهم[13]. وفي الإطار ذاته، تُعد وسائل التواصل الاجتماعي طريقة جيدة لنشر الأخبار بسرعة هائلة في جميع أنحاء العالم[14].

  • التأثير الإيجابي لوسائل التواصل الإلكترونية على عملية التعلم والتعليم:

من مزايا التواصل من خلال الوسائل الإلكترونية أنه يُمكن الاستفادة منها في العديد من الخدمات التعليمية والتربوية والثقافية؛ حيث أتاحت فرصة التعلم الذاتي للفرد، والتواصل مع الآخرين بهدف تبادل المعرفة وتعلم لغات جديدة[15]، ومن ثم تُوفِّر مشاركة المعرفة والعِلم بطريقة سهلة وفعالة للطلاب، ويصبح تدفق المعرفة سلسًا[16].

كما أن من شأن وسائل التواصل الإلكترونية أن توفر للتلاميذ أو الطُلاب وسيلة للتعاون بشكل فعال مع بعضهم البعض من أجل إنجاز المشروعات الصفية، أو المهام الجماعية، أو المساعدة في مهام الواجبات المنزلية؛ مما يساعدهم على تعلم كيفية العمل بشكل جيد في مجموعات. كما يُمكن للمُعلمين أن ينشروا من خلال هذه الوسائل مصادر ومعلومات حول الأنشطة الصفية والمدرسية. وقد تزداد أهمية هذه الوسائل للطلاب الذين لا يستطيعون التعبير عن أفكارهم ومشاركة معلوماتهم بسهولة عند التفاعل المباشر؛ حيث تجعلهم يتغلبون على مخاوفهم وتطوير ثقتهم بالنفس أثناء التفاعل[17].

ومن الآثار الإيجابية أيضًا لوسائل التواصل الإلكترونية على التعليم أنها تُعلم الطلاب مهارات جديدة سوف يحتاجونها عند الوصول إلى مرحلة تحديد واختيار المهنة؛ حيث تُعد القدرة على إنشاء علاقات مع العديد من الأفراد والحفاظ عليها جزءًا لا يتجزأ من بناء كيان اجتماعي. فضلا عن أن تعامل الطلاب مع التكنولوجيا الحديثة من شأنه أن يجعلهم على ألفة بها والتعرف على مزيد من التقنيات الإلكترونية؛ مما يطور قدرتهم على تعلم المهارات المختلفة[18].

ولكن على الرغم من وجود عدد من الجوانب الإيجابية المحدودة لوسائل التواصل الإلكترونية، فقد تجلب هذه الوسائل في أوقات وسياقات أخرى تأثيرات غير مرغوب فيها على الأشخاص بمراحلهم العمرية المختلفة، والمجتمع، يُمكن توضيحها فيما يلي:

ثانيًا- الجوانب السلبية لوسائل التواصل الإلكترونية

أصبح العالم بأكمله في الوقت الحاضر تحت تأثير شبكات التواصل الإلكترونية، حيث أمكن التواصل بين الأشخاص بسهولة ومعرفة الحياة اليومية للمجتمع من خلال هذه الوسائل. فلا يُبعِد الأشخاص عن أخبار العالم والأفكار والصور سوى نقرة واحدة على زرٍّ من خلال الأجهزة الإلكترونية. بناءً على ذلك، يقضي الأشخاص كثيرًا من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما ينتج معه كثير من التأثيرات السلبية غير المرغوبة[19].

كما أن تكوين العلاقات الاجتماعية عن طريق وسائل التواصل الإلكترونية قد تختلف عن تلك التي يتم تكوينها وجهًا لوجه؛ حيث لاحظ البعض أن التواصل الذي لا يتضمن التفاعل المباشر بين الأفراد يُمثل تواصلًا فقيرًا من الناحية العاطفية؛ لأنه يفتقد إلى الإشارات غير اللفظية والبيئية الثرية الموجودة في التفاعل وجهًا لوجه، فمزيد من المثيرات التعبيرية والشخصية المباشرة من شأنه أن يؤدي إلى الانطباعات الإيجابية[20]. كما أنه قد يتم نقل المعلومات بين الأشخاص عبر وسائل التواصل الإلكترونية بشكل سيء غير صحيح قد يَعكس سوء الفَهم، مع تقديم اهتمام أقل بالآخرين[21].

وبناءً عليه، يُمكن توضيح الآثار السلبية لوسائل التواصل الإلكترونية على مختلف الفئات العُمرية، ومختلف العلاقات في المجتمع من خلال النقاط التالية:

  • تأثير وسائل التواصل الإلكترونية على الصحة النفسية:
  • أثرها على الصحة النفسية للأطفال:

للعالم الافتراضي تأثيره السلبي على الصحة النفسية للأطفال إذا كان لا يُمكن السيطرة على استخدامه. حيث يكون الأطفال مُعرضون بشكل كبير للخطر نظرًا لانفتاحهم واطلاعهم على السلوكيات الخطِرة التي تُعرَض على وسائل التواصل الاجتماعي، تلك الوسائل التي من شأنها أن تُكسب الأطفال العنف وممارسة سلوكيات الإدمان (سواء تعاطي المواد النفسية، أو إدمان الاطلاع على وسائل التواصل) والإصابة بالاكتئاب نتيجة قضاء وقت طويل على مواقع التواصل الاجتماعي، والقلق الاجتماعي وغيرها من المخاطر السلوكية والانفعالية الأخرى[22].

ومن أكثر المخاطر التي يواجهها الأطفال عبر الإنترنت، الاستخدام غير السليم للتكنولوجيا، ونقص المعرفة بشأن الخصوصية، أو مشاركة كثير من المعلومات الشخصية، أو نشر معلومات خاطئة عن أنفسهم. بناءً عليه، قام “قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت”  The Children’s Online Privacy Protection Act (COPPA, 1998) بتحديد الحد الأدني للسنِّ المسموح فيه استخدام الإنترنت، حيث يُحظَر على مواقع الإنترنت جمع معلومات عن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا دون إذن وإشراف من قِبل الوالدين. وتُشجع كذلك الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفالThe American Academy of Pediatrics (AAP) على ضرورة الالتزام بهذا العُمر عند استخدام مواقع الإنترنت. ولكن لسوء الحظ أصبح تزوير العُمر عند استخدام مواقع التواصل الإلكترونية ممارسة شائعة لدى بعض الأطفال وكذلك الآباء؛ الأمر الذي من شأنه أن يهدد سلامة الأطفال واختراق خصوصيتهم وتعرضهم للمخاطر[23].

كما أثبتت عديد من الدراسات أن لوسائل التواصل الإلكترونية تأثيرًا على مُخ وسلوك الأطفال؛ حيث توصلت إلى أنه من الآثار التي تترتب على استخدام الأطفال لهذه الوسائل:

  • تضييع الوقت؛ حيث يستخدم الأطفال هذا العالم الافتراضي في أشياء غير مُفيدة لا تُثري قدراتهم بل تحد من قدراتهم المعرفية والإبداعية، وكذلك تؤثر على تحصيلهم الدراسي.
  • تقليل التواصل مع الحياة الواقعية؛ فقضاء الأطفال وقتًا طويلًا أمام التلفاز أو أجهزة الحاسوب لمشاهدة الأفلام الكرتونية أو اللعب من شأنه أن يجعلهم أكثر عزلة عن الآخرين وتفضيلًا للتواصل عبر الشاشات، كما من شأنه أن يُطور كثيرًا من الاضطرابات النفسية والسلوكية لدى الأطفال مثل الاكتئاب، والقلق، والرهاب الاجتماعي، والقيام بسلوكيات عدوانية ومُعادية للمُجتمع، والامتثال ببعض النماذج السيئة من خلال هذه المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام التي من شأنها أن تجعلهم يمارسون بعض السلوكيات المشكِلة مثل السرقة، والكذب، والأنانية، والانتحار، والعنف، وغيرها من السلوكيات السلبية غير المرغوبة.
  • إصابة الأطفال باضطرابات النوم؛ فقضاء الطفل لوقت طويل أمام هذه الوسائل الإلكترونية من شأنه أن يؤثر على معدل وجودة النوم لديه، وحدوث الكوابيس الليلية[24].
  • أثرها على الصحة النفسية للمراهقين:

يشكِّل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أحيانا خطرًا أيضًا على المراهقين بشكل أكبر مما يُدركه الكبار، ومن ضمن هذه المخاطر:

  • التنمُّر عبر الإنترنت؛ يُعد التنمُّر الإلكتروني من أكثر المخاطر شيوعًا لجميع المراهقين؛ مما ينتج عنه من عواقب نفسية وخيمة بما في ذلك الاكتئاب، والقلق، والعزلة الشديدة، وأحيانًا التفكير في الانتحار ومحاولة التنفيذ.
  • المحتوى والرسائل ذات الطابع الجنسي، والتي من شأنها أن تُعرض المراهقين لعقوبات الأحداث والجانحين إذا شاركوا في إرسال أو التفاعل مع هذه المواد غير لائقة المحتوى[25].
  • المحادثات المفرطة على الفيسبوك؛ توصلت البحوث التي أُجريت على تأثير الدردشة المفرطة للمراهقين فيما بينهم على صحتهم النفسية إلى وجود ظاهرة جديدة تُسمى “اكتئاب الفيسبوك” Facebook Depression، يُصاب بها المراهق عندما يقضي قدرًا كبيرًا من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تظهر عليه الأعراض النموذجية للاكتئاب من العزلة الاجتماعية، واضطرابات النوم والأكل وغيرها من الأعراض؛ الأمر الذي يجعلهم معرضون لخطر اللجوء إلى مشاهدة المواقع الإباحية، وتعاطي المخدرات، وممارسة السلوكيات الجنسية غير الآمنة والمدمِّرة للذات[26].
  • قصور وتدهور العلاقات الاجتماعية؛ إن قضاء المراهق لساعات لا حصر لها على الإنترنت يجعله يقضي وقتًا محدودًا –أو رُبما عدم قضاء أي وقت– مع الأُسرة والأصدقاء الواقعيين؛ مما يُضعف من الروابط الأسرية، ويحد من التفاعل مع الأصدقاء والأشخاص الواقعيين، ويؤدي إلى تكوين مهارات اجتماعية مشوهة، ومحدودية شبكة العلاقات الاجتماعية الواقعية، والعُزلة عن الآخرين. فالمراهقين الذين لا يمتلكون صداقات مُقربة واقعية يعانون من انخفاض في تقدير الذات وسوء التوافق مقارنة بأقرانهم الذين يمتلكون مزيدًا من العلاقات الاجتماعية الواقعية، فهؤلاء يكونون أكثر سعادة وصحة نفسية وجسدية وعقلية[27]. بل أصبح الآباء يقبلون أيضًا على استخدام هذه المواقع الإلكترونية في التواصل مع الآخرين معظم أوقاتهم داخل المنزل؛ الأمر الذي يجعلهم لا يقضون وقضًا كافيًا مع أبنائهم مما يؤثر على التماسك الأُسري[28].
  • كما تؤثِّر وسائل التواصل الاجتماعي سلبيًّا على صورة الجسم لدى المراهقين؛ حيث ثبت أن استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتمد على نشر الصور مثل “فيسبوك، وانستجرام” يُزيد من مخاوف صورة الجسم لدى المراهقين المُستخدمين لهذه المواقع. فمتابعة المراهقين لصور المشاهير، ومقارنة صورة أجسامهم بهم، والسعي نحو المثالية في صورة الجسم؛ من شأنه أن يؤدي إلى عدم الرضا عن تصور أو إدراك المراهق لصورة جسمه وكذلك اضطرابات الأكل، وما يدعم هذا الأمر أيضًا التعليقات السلبية التي يتلقاها المراهقون من قِبل أقرانهم على شكل أجسامهم ومظهرهم[29].

ومن الجوانب الأخرى التي يُمكن أن تؤثر عليها وسائل التواصل الاجتماعي لدى المراهقين هي الارتقاء المعرفي. ففي هذه المرحلة من النضج يكون المراهقون قادرون على التفكير بطريقة أكثر تجريدية ومنطقية تساعدهم على عملية التعلُم. ويُمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الارتقاء المعرفي والتحصيل الدراسي للمراهقين؛ حيث من شأن هذه الوسائل أن تُعطل المراهق عن التحصيل والإنجاز ومن ثم تؤثر على عمليات الانتباه والتركيز، والإدراك، والتذكر، ومن ثم القدرة على التعلُّم، حيث يقضي المراهق مزيدًا من الوقت على الإنترنت ووقتًا أقل في الدراسة[30].

ومن ثَمَّ يواجه المراهقون صعوبة في تحديد هُويتهم وملامح شخصيتهم ويجدون في مواقع التواصل الاجتماعي سبيلًا لتحقيق ذلك؛ حيث يعتقدون أن شخصيتهم وشعبيتهم تعتمد على عدد الإعجابات التي يشاهدونها على حساباتهم الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ الأمر الذي يترتب عليه تدني تقدير الذات وتراجع الثقة بالنفس نتيجة التعرُّض للانتقادات السلبية على هذه المواقع؛ ما يؤدِّي إلى زيادة مشاعر القلق والاكتئاب لديهم[31].

ويُمكن الإشارة في هذا الصدد إلى تداخل الآثار السلبية لوسائل التواصل الإلكترونية وتأثيرها على الصحة النفسية بين الأطفال والمراهقين؛ حيث قد يتعرض الأطفال إلى نفس المخاطر التي يتعرض لها المراهقون والعكس، ولكنها قد تختلف من طفل لآخر، ومن مراهق لآخر، وفق طريقة تفكير وإدراك واستيعاب ومعالجة وخصال شخصية المستخدِم لمثل هذه الوسائل، والرقابة المتَّبعة من قِبل القائمين برعاية الطفل أو المراهق.

ج- أثرها على الصحة النفسية للراشدين وكبار السن:

يختلف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ضوء بعض العوامل الديموجرافية مثل العُمر، والتربية، والحالة الاجتماعية. ويعتبر الشباب من أغلب الفئات التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من زيادة استخدامها من قِبل كبار السن في السنوات الأخيرة.

إن تعلُّق واعتياد الشخص على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى نتائج صحية سلبية؛ حيث أفادت الدراسات أن الاستخدام المفرِط من قِبل الشباب لوسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بأعراض الاكتئاب، وانخفاض تقدير الذات، وعدم الرضا عن صورة الجسم، وحدوث إدمان الإنترنت. ويكون مبرر الشخص لاستخدامها المستمر هو تقليل المشاعر السلبية وتحسين المزاج، في حين تكون عواقب هذا وخيمة وسلبية من شأنها أن تؤثر على الصحة النفسية والعقلية والجسدية للشخص[32].

كما أنه من النواتج السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي التي من شأنها أن تؤثر على الصحة النفسية للفرد الراشد، أن الأفراد الذين يستخدمون مواقع التواصل وقتًا أطول يعتقدون أن الآخرين يعيشون حياة جيدة ومميَّزة وأسعد منهم خاصَّةً عند النظر إلى صورهم المعروضة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “الإنستجرام” و”الفيس بوك”؛ مما يربط استخدام هذه المواقع بشكل متكرر بالمعاناة النفسية. مما يُشير إلى أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر لا يؤثر بدنيًّا فقط على الأفراد ويجهدهم صحيًّا مستقبلًا، بل يمتد الأمر ليساهم في تدهور علاقاتهم الاجتماعية وحياتهم الشخصية والعاطفية لأن نتائجها لا تقتصر على انهيار المسؤولية الشخصية بل على المسؤولية الأخلاقية تجاه أنفسهم والمجتمع[33].

كما تدعم وسائل التواصل الإلكترونية معاناة الشخصية الانطوائية التي لا تُفضل التفاعل والمشاركة المباشرة مع الآخرين، بل قد يؤدِّي استمرار استخدام هذا النمط من الشخصية للمواقع الإلكترونية إلى مزيد من الوحدة النفسية والهروب من الواقع، وفقدان المهارات الاجتماعية الواقعية، ومن ثَم الشعور بالاكتئاب والخجل الاجتماعي وبالمزيد من عدم الرغبة في التواصل المباشر مع الآخرين.

ومن المدهش أنه على الرغم من الاعتقاد بأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تُحقِّق قدرًا كبيرًا من الترابط والتواصل بين الأفراد وبعضهم البعض، فإن الجيل الحالي من الشباب أصبح أكثر شعورًا بالوحدة النفسية والعزلة؛ ما يعد أحد المخاطر الرئيسية للمُجتمع الافتراضي الحالي[34].

ويعتبر اضطراب النوم أيضًا من الآثار السلبية المترتبة على استخدام الوسائل الإلكترونية لفترات طويلة وخاصَّة قبل النوم مباشرة. فالشباب الذين يحصلون على أقل من ست ساعات من النوم ليلًا نتيجة الانشغال بوسائل التواصل الإلكترونية قد يكونون أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات غير آمنة مثل تعاطي المخدرات، أو إيذاء الذات، أو الانخراط في سلوكيات جنسية محفوفة بالمخاطر؛ وقد يكون هذا بسبب تحفيز نشاط الدماغ قبل النوم أو التعرض للضوء الأزرق من شاشات الهواتف التي تُثبط مستويات الميلاتونين؛ مما يؤدِّي إلى اضطرابات النوم. كما يؤثر استخدام الشخص للهاتف المحمول لفترة طويلة على مستوى جودة النوم، خاصةً بالنسبة لأولئك الذين ينامون في ظل وجود هواتفهم داخل غرف النوم حيث تصدر ذبذبات غير مرئية خطِرة لا تؤثر على طبيعة النوم فقط، ولكن أيضًا تؤدِّي إلى مزيد من الشعور بالضغط طوال فترة النوم[35].

2- تأثير وسائل التواصل الإلكترونية على التفاعل بين الزوجين:

هناك العديد من العوامل الخاصة بوسائل التواصل الإلكترونية –خاصَّةً في دول الشرق الأوسط- التي من شأنها أن تؤثر على العلاقة بين الزوجين. فقد تضطرب العلاقة بين الزوجين حينما يلاحظ أحد الشريكين انشغال الآخر بوسائل التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه؛ حيث يؤثر تشتيت انتباه الزوجين عند وجودهما معًا بهواتفهما المحمولة على جودة الحياة الزوجية والعلاقة الحميمية والرضا الزواجي.

بل قد يصل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي (خاصة: “الفيسبوك” و”تويتر” و”أنستجرام”) إلى عواقب ضارة للعلاقة بين الزوجين مثل الخيانة عبر الإنترنت (التي تتمثل في المغازلة، وإرسال رسائل نصية غرامية، والإعجاب بالصور الغرامية، والمحادثات الحميمية)، والطلاق[36]. وحينما تُيسِّر هذه الوسائل مراقبة سلوك الطرف الآخر عبر الإنترنت؛ قد يؤدِّي ذلك إلى تزايد الشعور بالغيرة والشك والقلق وانعدام الثقة؛ حيث قد يفسر الأفراد الذين يعانون من انخفاض تقدير الذات تصرفات شركائهم على وسائل التواصل الاجتماعي كأخطاء تقلل من مستوى الرضا عن العلاقة[37].

وحينما يفصح أحد الزوجين أو كلاهما عن خصوصية مشكلاتهم الزواجية مع الآخرين من خلال شبكات الإنترنت بدلًا من اللجوء إلى متخصصين بشكل فيه تفاعل مباشر يضمن الخصوصية، قد تُخترق هذه المحادثات التي تتم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي من قِبل الآخرين؛ الأمر الذي قد تترتب عليه الخلافات بين الزوجين أو الانفصال.

ثالثًا- النظريات المُفسرة للتأثير السلبي لوسائل التواصل الإلكترونية:

يُمكن تفسير تأثير هذه الجوانب السلبية لوسائل التواصل الإلكترونية على شعور الأفراد بحُسن الحالWellbeing  من خلال ثلاث نظريات مُكملة لبعضها البعض في مجال علم النفس. تُسمى النظرية الأولى “المقارنة الاجتماعية” Social Comparison Theory، وتفترض أن الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بمقارنات اجتماعية سلبية أكثر تكرارًا مع الآخرين. ومُعظم الدراسات التجريبية التي دعمت هذه النظرية كانت على عينات من طُلاب الجامعة؛ فقد توصلت نتائج دراسة أجراها “زيو” Zuo عام 2014 إلى وجود علاقة سلبية بين الاستخدام اليومي المتكرر لموقع “الفيس بوك” ومقاييس تقدير الذات؛ حيث تم تفسير ذلك من خلال المقارنات الاجتماعية المتزايدة بالآخرين[38].

بينما يُطلق على النظرية الثانية “الموارد المحدودة” Finite Resources Theory، وتُشير إلى أن الوقت الطويل الذي يقضيه المستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي يتعدى على الأنشطة الأخرى التي تُفيد في الشعور بحسن الحال أو الرفاهية النفسية، مثل التواصل الاجتماعي وجهًا لوجه، والمشاركة في التمارين الرياضية، والاسترخاء الذهني، والنوم في الأوقات الصحية لفترات معقولة. فقد أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة طردية بين استخدام الأشخاص لمواقع التواصل الاجتماعي مثل “الفيس بوك” والشعور بالمزاج السلبي اللاحق، وأمكن تفسير ذلك بإهدار الأشخاص أوقاتهم في أنشطة لا قيمة ولا معنى لها؛ فالاستخدام غير الفعال لشبكات التواصل الاجتماعي هو الأسوأ في تحقيق الشعور بحسن الحال بالمقارنة بالاستخدام الفعال الإيجابي لهذه الوسائل[39].

وأخيرًا من النظريات التي من شأنها أن تُفسر التأثير السلبي لوسائل التواصل الإلكترونية، نظرية “التنمُّر السيبراني” Cyber bullying أو المشاغبة عبر الإنترنت، وتتعلق هذه النظرية بحقيقة أن الأشخاص الذين يقضون وقتًا أطول على شبكات التواصل الاجتماعي –خاصَّةً الأطفال والمراهقين– لديهم فرصة أكبر للوقوع كضحية للتنمر أو الهجمات العدائية من قِبل الآخرين؛ والتي من شأنها أن تؤثر على الشعور بتقدير الذات لديهم[40].

وبالطبع لا ننكر إمكانية حدوث هذا التنمُر خلال التفاعل المباشر، ولكن ما يزيد الأمر سوءًا أن التنمُر الذي يحدث خلال التفاعل غير المباشر عبر وسائل التواصل الإلكترونية قد لا يستطيع الشخص أو الطفل من خلاله تأكيد ذاته أو الهروب من النقد أو السخرية؛ مما قد يترتب عليه عواقب وخيمة في المجالات الحياتية الأخرى للشخص، مثل الجانب الأكاديمي، أو المِهني، أو الاجتماعي، أو الشخصي وغيره من الجوانب.

خاتمة:

إن التكنولوجيا مثل وجهي العُملة، تجلب معها الجوانب السلبية والإيجابية؛ ومن ثَم أي نقاش يتم حول تأثيرات شبكة التواصل الاجتماعي يجب أن نتناول فيه زاويتين أو اتجاهين وهما الاتجاه السلبي (التشاؤمي) والاتجاه الإيجابي (التفاؤلي)[41].

ولا يُمكن إنكار دور وسائل التواصل الاجتماعي في إضافة عُنصر”التجديد أو الحداثة في عملية التفاعل” Newness in the Interaction Process، كما تعكس هذه الوسائل نوعًا من الفورية والسرعة في نقل الأحداث على عكس ما كان يحدث في العصور السابقة؛ مما انعكس على الجانب الأكاديمي، والسياسي، والصحي، والشخصي، وغيرها من الجوانب النفسية والاجتماعية للفرد[42].

وعلى الرغم من تناول التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الإلكترونية وتوضيحها بقدر من التفصيل في سطور سابقة، فقد أفصح الأفراد أنفسهم أن الاستخدام الروتيني -أي بشكل يومي- لمثل هذه الوسائل قد يؤثر إيجابيًّا على شعورهم بحسن الحال الاجتماعي Social Well-Being، والصحة النفسية الإيجابية، والصحة البدنية الجيدة. ويتم ذلك طالما أننا مستخدمون متعقِّلون Mindful Users أو يقظون، مدركون لما هو مفيد وغير مُفيد، ولما هو إيجابي ولما هو سلبي، ومن ثَمَّ فإن الاستخدام الروتيني قد لا يُمثل مشكلة في حدِّ ذاته، بل في الواقع يُمكن أن يكون نافعًا[43].

حيث يمكن الإشارة إلى وجود بعض العوامل التي من شأنها أن تؤثر على درجة تأثير وسائل التواصل الإلكترونية على الأفراد سلبًا أو إيجابًا، منها: قدرة الفرد على إدارة الوقت، ومراقبة وتنظيم الذات، ومدى تحديد هدفه بشكل واضح، ومدى انعكاس ذلك على استخدامه لها[44].

كما يُعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مُفيدًا وصحيًّا في حالة استخدامه بطريقة محدودة وهادفة دون الوصول إلى درجة الإدمان أو الاعتياد على هذه الوسائل دون جدوى[45].

أما بالنسبة لأولئك الذين يستخدمون وسائل التواصل الإلكترونية بشكل غير صحي، قد تساعدهم بعض التدخلات أو العلاجات السلوكية في التخلص من هذه المشكلة. منها على سبيل المثال البرامج التي تُنمي سلوك تنظيم الذات Self-Regulate Behavior، كإحدى التدخلات العلاجية السلوكية التي ثبت على نطاق واسع أنها مفيدة في التعامل مع المشكلات المرتبطة بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي[46].

وبناءً عليه، يُمكننا تقديم بعض التوصيات، خاصَّة للمراحل العمرية المبكِّرة نظرًا لأهمية الوقاية الأولية منذ الصِّغر ودورها في الوقاية في مرحلة الرشد، والتي من شأنها أن توضح كيفية التعامل مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ويُمكن عرضها في النقاط الآتية:

  • يجب على الوالدين التحقق بانتظام من الأنشطة التي يمارسها الأبناء من الأطفال والمراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم السماح لهم باستخدام هذه المواقع دون داعٍ.
  • إذا لاحظ الوالدان أن الأبناء يستخدمون هذه الوسائل ويمارسون أنشطتهم بشكل صحيح عليها، فسيكون ذلك مُفيدًا لغرض تعليمهم بعض المهارات التعليمية المهمة.
  • ينبغي تنظيم برامج توعية وإرشاد تتعلَّق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على المستوى المدرسي.
  • يجب أن يكون هناك المزيد من البرامج التدريبية المعَدَّة من قِبل المدارس تُركز على توضيح الآثار السلبية لإدمان الإنترنت، وتشجيع الطلاب على عدم الوقوع فريسة للآثار الضارة لوسائل التواصل الاجتماعي[47].
  • تعليم الأطفال كيفية وأهمية مراقبة أنفسهم، وتنظيم أوقاتهم، وتحديد أهدافهم والعمل على تحقيقها منذ الطفولة.

*****

الهوامش

[1] Antonucci, T., Ajrouch, K. & Manalel, J., Social Relations and Technology: Continuity, Context, and Change, The Gerontological Society of America, 1 (3), 1 – 9, 2017.

[2] Foreman, N., Virtual Reality in Psychology, Themes in Science and Technology Education, Vol. 2, No. 1-2, 2009, p. 225 – 252.

[3] Bailey, J & Bailenson, J., When Does Virtual Embodiment Change Our Minds?, Presence, 25 (3), 2016, p. 222 – 233.

[4] Gaikwad, P., Effects of Social Media on Family Culture and Communication– A study of selected families in Pune, MIT-SOM PGRC KJIMRP 1st International Conference (Special Issue), Pune: MIT-SOM PGRC KJIMRP, 2015, pp. 251-259.

[5] حنان شعشوع الشهري، أثر استخدام شبكات التواصل الإلكترونية على العلاقات الاجتماعية “الفيس بوك وتويتر نموذجًا”: دراسة ميدانية على عينة من طالبات جامعة الملك عبد العزيز بجدة، رسالة ماجستير (منشورة)، جامعة الملك عبد العزيز، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، 2013.

  • Abbasi, I., Social Media Addiction in Romantic Relationships: Does User’s Age Influence Vulnerability to Social Media Infidelity?, Personality and Individual Differences, Volume 139, 2019, P. 277-280.

[6] Bashir, H & Bhat, S., Effects of Social Media on Mental Health: A Review, The International Journal of Indian Psychology, Volume 4, Issue 3, January 2016, p. 125 – 131.

  • McDool, E., Powell, P., Roberts, J., & Taylor, K., Social Media Use and Children’s Wellbeing, IZA Institute of Labor Economics, Discussion Paper Series (IZA DP No. 10412), December 2016.

[7] Christensen, S., Social Media Use and Its Impact on Relationships and Emotions, Master of Arts, Brigham Young University, 2018.

[8] Akram, W & Kumar, R., A Study on Positive and Negative Effects of Social Media on Society, International Journal of Computer Sciences and Engineering, 5 (10), 2018, p. 347 – 354.

[9] منال محمد حمد، تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية والأسرية لدى طلبة الجامعة السعودية الإلكترونية بمدينة الرياض، مجلة البحث العلمي في التربية، المجلد الرابع، العدد 20، 2019، ص 221 – 291.

[10] Nadkarni, P., Charkha, S., & Kulkarni, J., Positive and Negative Aspects of Social Media Impacting the Current Society, Journal of Media and Corporate Management, 1 (2), 2019, p. 9 – 16.

[11] Siddiqui, S & Singh, T., Social Media its Impact with Positive and Negative Aspects, International Journal of Computer Application Technology and Research, 5 (2), 2016, p. 71 – 75.

[12] Lad, H., The Positive and Negative Impact of Social Media on “Education, Teenagers, Business and Society”, International Journal of Innovative Research in Science, Engineering and Technology, Vol. 6, Issue 10, October 2017.

[13] Ibid.

[14] Nadkarni, P., Charkha, S., & Kulkarni, J., Positive and Negative Aspects of Social Media Impacting the Current Society, op. cit.

[15] منال محمد حمد، تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية والأسرية لدى طلبة الجامعة السعودية الإلكترونية بمدينة الرياض، مرجع سابق.

  • McDool, Powell, Roberts & Taylor, Social Media Use and Children’s Wellbeing, op. cit.

[16] Akram & Kumar, A Study on Positive and Negative Effects of Social Media on Society, op. cit.

[17] Siddiqui & Singh, Social Media its Impact with Positive and Negative Aspects, op. cit.

[18] Lad, The Positive and Negative Impact of Social Media on “Education, Teenagers, Business and Society”, op. cit.

[19] TemÜr, A., ÖztÜrk, M., & Furkan, M., Negative Effects of Social Media on Children, May 8, 2017, available at: https://bit.ly/39drCfv.

[20] Okdie, B., Guadagno, R., Bernieri, F., Geers, A., & Vesotski, A., Getting to know you: Face-to-face versus online interactions, Computers in Human Behavior, 27, 2011, p. 153 – 159.

[21] Kiesler, S., Zubrow, D., Moses, A., & Geller, V., Affect in Computer-Meditated Communication: An Experiment in Synchronous Terminal-to-Terminal Discussion, Human–Computer Interaction, 1:1, 1985, p. 77- 104.

[22] TemÜr, A., ÖztÜrk, M., & Furkan, M., Negative Effects of Social Media on Children, op. cit.

[23] Tartari, E., Benefits and Risks of Children and Adolescents Using Social Media, European Scientific Journal, 11 (13), 2015, p. 321 – 332.

[24] Flinsi, M., Impacts of Technology and Social Media on Children, International Journal of Pediatric Nursing, 4 (1), April 2018, p. 68 – 77.

[25] Undiyaundeye, F., Impact of Social Media on Children, Adolescent and Families, Global Journal of Interdisciplinary Social Sciences, 3 (2), March-April 2014, p. 1-4.

[26]  Ibid;

  • Kennedy, K., Positive and Negative Effects of Social Media on Adolescent Well-Being, (Master’s thesis), Minnesota State University, Mankato, 2019.
  • Tartari, E., Benefits and Risks of Children and Adolescents Using Social Media, op. cit.

[27] Undiyaundeye, Impact of Social Media on Children, Adolescent and Families, op. cit.

[28] Sultana, S., Social Networking Sites (SNS) and Family Relationship: A Study on Youths of Dhaka City, Journal of Humanities and Social Science (IOSR-JHSS), 22 (4), 2017, p. 46 – 52.

[29] Kennedy, K., Positive and Negative Effects of Social Media on Adolescent Well-Being, op. cit.

[30] Bryant, A., The Effect of Social Media on the Physical, Social Emotional, and Cognitive Development of Adolescents, Honors Senior Capstone Projects, 37, Spring 2018, available at: https://cutt.us/uPYip

[31] TemÜr, A., ÖztÜrk, M., & Furkan, M., Negative Effects of Social Media on Children, op. cit.

[32] Sharma, M., John. N., & Sahu, M., Influence of Social Media on Mental Health: A systematic Review, Current Opinion in Psychiatry, Sep 2020, 33 (5), p. 467-475.

[33] McDool, E., Powell, P., Roberts, J., & Taylor, K., Social Media Use and Children’s Wellbeing, op. cit.;

  • أسماء فراح خليوي، الاضطرابات النفسية المرتبطة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لدى طلبة الجامعة، مجلة العلوم التربوية والنفسية، 25 (4)، 61 – 101.

[34] Bashir, H & Bhat, S., Effects of Social Media on Mental Health: A Review, op. cit.

[35] Kennedy, K., Positive and Negative Effects of Social Media on Adolescent Well-Being, op. cit.

[36] Gull, H., Iqbal, S., Al-qahtani, S., Alassaf, R., & Kamaleldin, M., Impact of Social Media Usage on Married Couple Behavior a Pilot Study in Middle East, International Journal of Applied Engineering Research, 14 (6), 2019, 1368 – 1378;

[37] Ibid.

[38] McDool, Powell, Roberts & Taylor, Social Media Use and Children’s Wellbeing, op. cit.

[39] Ibid.

[40] Ibid.

[41] Ukpong, E., The Positive and Negative Effects of Social Media, 2014, available at: https://cutt.us/7KVxH

[42] Ibid.

[43] Bekalu, M., Social Media Use Can be Positive for Mental Health and Well-Being, 6 January 2020, available at: https://cutt.ly/3xZF7Bw

[44] Leggett, C & Rossouw, P., The impact of technology use on couple relationships: A neuropsychological perspective, International Journal of Neuropsychotherapy, 2(1), 2014, p. 44–99.

[45] Siddiqui & Singh, Social Media its Impact with Positive and Negative Aspects, op. cit.

[46] Bekalu, M., Social Media Use Can be Positive for Mental Health and Well-Being, op. cit.

[47] Singh, M., Amiri, M., & Sabbarwal, S., Social Media Usage: Positive and Negative Effects on the Life Style of Indian Youth, Iranian Journal of Social Sciences and Humanities Research, 5 (3), 2017, p. 123 – 127.

فصلية قضايا ونظرات- العدد الحادي والعشرون ـ أبريل 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى