البحث العلمي والفضاء السيبراني: المصادر – النشر – الإشكاليات

 

مقدمة:

يتميز العصر المعلوماتي الحالي بتطور تقنيات الحاسبات والمعلومات والاتصالات، والتي ظهر معها عالم جديد وهو الفضاء “الافتراضي أو السيبراني أو الإلكتروني أو الرقمي”، والذي أحدث ثورة متجدِّدة في طرائق التواصل والتعاون في الإنتاج المعرفي، سمحت بسيل من المعارف المنوعة وسهولة في التداول بين منتجي المعارف ومطبقيها، ما انعكس على صورة إنتاج المعرفة ذاتها إيجابًا وسلبًا بحسب طبيعة التوظيف والتأثير، وأهم ما يميزها قدرتها على تسهيل تواصل الباحثين من مناطق جغرافية متباعدة ونشر المعلومات بسرعة فائقة[1]، حيث ساهمت التقنيات الحديثة في تسهيل جمع المعلومات والبيانات وإتاحة فرص التواصل والاتصال بين الجامعات، ومراكز البحث، والباحثين، وكل الفواعل المهتمة بالبحث العلمي، فبات من اليسير بمكان طلب المعلومة، وتقفِّي أثرها، وأضحت التطبيقات الرقمية كالكتب والمكتبات الإلكترونية من مسلَّمات الفضاءات الافتراضية، وبات فيه لقواعد البيانات العلمية أثر على مصداقية المرجع العلمي[2].

ومنذ أصبح للعالم السيبراني دور كبير في الحياة العامة والخاصة على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، وازداد وضوح ذلك الدور خلال العام الماضي مع اجتياح وباء كوفيد 19 العالم؛ صار من المهم جدًّا محاولة رسم صورة واقعية وقيمية للنمو السيبراني وآثاره النافعة والضارَّة والمختلطة في مجال البحث العلمي إنتاجًا ونشرًا.

ويركز هذا التقرير على محاولة رصد تأثيرات حالة السيولة المعلوماتية بالشبكة العنكبوتية والفضاء السيبراني على البحث العلمي، وتأثير ذلك على كفاءة البحث العلمي ومصداقيته، ومحاولة فهم العلاقات بينها وبين الدوائر المؤثرة في مصادر العملية البحثية وطرق النشر العلمي من حيث التأثير والاستجابة والتفاعل، بالإضافة لبحث إشكاليات وتحديات البحوث العلمية في ظل التوسُّع والاتجاه الكبير للسيبرانية؛ من حيث الاستناد إليها والاستفادة منها ومدي تأثيرها في رفع كفاء البحث العلمي أو تدهوره، بالإضافة للتركيز علي واقع البحوث العلمية في زمن اكتساح السيبرانية.

والسؤال الرئيسي لهذا التقرير، كيف تأثرت عملية البحث العلمي في كافة العلوم والعلوم الطبيعية والتطبيقية خاصَّة بهيمنة الفضاء السيبراني على الحياة العامة والخاصة؟ وتظهر تساؤلات متفرِّعة عن ذلك لفهم العلاقات والتفاعلات والتأثيرات بين البحوث العلمية والفضاء الافتراضي، وهذه التساؤلات تدور حول كيفية انتفاع البحوث العلمية من الفضاء السيبراني في مصادرها؟ وما هي العوائد من عملية النشر العلمي بالفضاء الافتراضي والقنوات والمعايير الخاصَّة بهذا الفضاء؟ وما الإشكالات والتأثيرات السلبية التي أحدثها الفضاء السيبراني في عملية إنتاج البحوث العلمية خاصة في العلوم الطبيعية؟

ونقدِّم خلال هذا التقرير إجابة لتلك التساؤلات في أربعة عناصر: أولًا: الأهمية والتأثير الذي يمثله الفضاء السيبراني للبحث العلمي. ثانيًا: العلاقات والتأثيرات التي تجمع مراكز الأبحاث والمؤسَّسات الأكاديمية بالسلطة. ثالثًا: علمية النشر العلمي بالفضاء السيبراني من حيث الإمكانية والقنوات والأهمية. رابعًا: الإشكاليات والتحديات التي تواجه البحث العلمي في الفضاء السيبراني.

أولًا- البحث العلمي والسيبرانية: الأهمية والتأثير

كان لظهور الشبكة العنكبوتية مع نهاية القرن العشرين أكبر الأثر في توفير طرق جديدة لنشر المعلومات وإتاحتها؛ حيث يمكن لأي فرد تتوافر له مقومات الاتصال بالإنترنت نشر ما يريد من معلومات، بالإضافة لإمكانية الوصول إلى كمية هائلة من المعلومات في مختلف المجالات ومختلف الأغراض، بالإضافة لظهور مصادر للمعلومات لا نظير لها في بيئة الاتصال العلمي التقليدية مثل قوائم المراسلات، ومنتديات المناقشة والمدونات الإلكترونية[3]، وكان لهذا التغيُّر في بيئة المعلومات وظهور وسائط جديدة لنشرها تأثيره الواضح على الباحثين حيث تغيرت أساليبهم وسلوكياتهم سواء في البحث واسترجاع المعلومات[4]، أو الاتصال فيما بينهم، أو نشر النتائج التي يتوصلون إليها، خاصة أنهم أكثر الفئات التي تهتم بالمعلومات وتقنيات المعلومات، حيث أدخلت على مصادر المعلومات العديد من التطبيقات التي تعتمد على الإنترنت كوسيلة للتواصل والوصول للمصادر: مثل المكتبات الإلكترونية، والأرشفة الإلكترونية، وقواعد البيانات، والمواقع والصفحات الإلكترونية للمؤسَّسات المهمَّة للباحثين والعملية البحثية، والقدرة على توسيع نطاق الجمهور المستهدف بالدراسات، حتي أصبحت هناك دراسات متخصصة في طبيعة وتأثيرات الشبكة العنكبوتية على كافَّة مناحي الحياة البشرية.

ويقدِّم الإنترنت خدمات عديدة للباحثين منها: القدرة على الحصول على المعلومات والاطلاع على جُلِّ ما كُتب في بحثه ومسألته العلمية، وتعدُّد المصادر مع التحديث المستمرِّ لها، وسهولة الوصول للمعلومة عبر خدمات محركات البحث، بالإضافة لحداثة المعلومات وإمكانية تعديلها بسرعة فائقة بخلاف مصادر المعلومات الأخرى، كما ساعد على التعلُّم التعاوني الجماعي بين مجتمع الباحثين، وعزَّز من حرية المعلومات ومنع الاحتكار، كما تتعدَّد مجالات استخدام الإنترنت في البحث العلمي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تنويع طرق البحث والتعليم، وتوفير مكتبة متشعِّبة من الكتب والدراسات والأبحاث والمقالات في المجالات المختلفة، والاطلاع على آخر الأبحاث العلمية وإصدارات المجلات العلمية، والاستفادة من البرامج والدورات والتعليم الإلكتروني، بالإضافة للتنوُّع في وسائل العرض عبر الوسائط المتعدِّدة مثل: الوثائق والبيانات والأفلام الوثائقية بالإضافة للأشكال المقالية التقليدية[5].

 

 

 

 أهمية السيبرانية في البحث العلمي

  1. التواجد في الفضاء السيبراني كمعيار لتقييم مراكز البحوث والدراسات

مع تعاظم دور وأهمية الفضاء السيبراني في كافة مجالات الحياة أصبح من مؤشرات التقييم الأساسية للبحوث العلمية ومراكز الأبحاث؛ قدرتها على التواجد والنشر في الفضاء السيبراني، فنجد أن أشهر المؤشرات العالمية الخاص بتصنيف المراكز البحثية الصادر عن جامعة بنسلفانيا تقرير التقييم السنوي “Global Go To Think Tank Index Reports” الذي يصدره مشروع مراكز الفكر والمجتمع المدني (TTCSP) بجامعة بنسلفانيا عن مراكز الأبحاث في العالم[6]؛ يعتمد في جزء من منهجية التقييم الخاصة به على: قدرة المراكز البحثية على إنتاج أبحاث عالية الجودة وصارمة وموجهة نحو السياسات، يمكن لواضعي السياسات ووسائل الإعلام والجمهور الوصول إليها، والقدرة على الوصول والتواصل مع الجماهير والموظفين الرئيسيين مثل المسؤولين الحكوميين (المنتخبين والمعينين)، والمجتمع المدني، ووسائل الإعلام التقليدية والجديدة، والقدرة على استخدام وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة والجديدة لتوصيل البحوث والوصول إلى الجماهير الرئيسية، والقدرة على استخدام الإنترنت بما في ذلك أدوات وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع صناع السياسات والصحفيين والجمهور، ووجودها الرقمي عبر موقعها على الإنترنت، وكذلك جودة ومستوى الحركة والمشاركة الرقمية والتفاعل؛ وذلك يجعل من التطبيقات التقليدية والحديثة للاتصال الجماهيري والتواجد بالفضاء السيبراني مؤثِّرة بقوة في عمل المؤسَّسات البحثية في تسويق منتجاتها وكوادرها.

وأيضًا نجد تقييم شبكة تصنيف مراكز الأبحاث العالمية[7]، الذي يصدره المجلس الأعلى للعلوم والبحث العلمي الإسباني (تأسَّس عام 1939م)[8]، والتي ترصد التواجد والتداول الإلكتروني للبحوث ومراكز الأبحاث والجامعات، وهي مبادرة من مختبر القياسات السيبرانية، باستخدام الأساليب الكمية بتصميم وتطبيق المؤشرات التي تسمح بقياس النشاط العلمي على الإنترنت للجامعات ومراكز الأبحاث، ويعتمد المؤشر على أربعة معايير رئيسية في تقييم التواجد الإلكتروني للجامعات ومراكز الأبحاث[9]: (الحضور على جوجل[10] – مشاهدات الموقع[11]الشفافية[12]التميز[13]، وتوضِّح تلك المعايير التي يعتمد عليها المؤشِّر أنه يعتمد في تقييم مراكز الأبحاث والجامعات المتمثِّل في الحضور الإلكتروني عبر المقاييس الأربعة سالفة الذكر.

  1. توسيع دائرة الفرق البحثية الافتراضية والكتابة التعاونية

تأتي الفرق البحثية الافتراضية[14] كأحد التطبيقات التي أفادت منها العملية البحثية كنموذج جديد لإنتاج المعرفة والكتابة التعاونية في المؤسسات البحثية، ويُعَدُّ تطبيق «Google Docx» من تطبيقات الكتابة التعاونية الأكثر شيوعًا، وهو في الأساس نسخة مُختزَلة من «Microsoft Word»، تعمل عبر الإنترنت[15]؛ لكن هناك أيضًا أدوات أكثر تقنية، مصمَّمة خصيصًا للباحثين. تُضيف هذه التطبيقات القدرة على التحكم في تخطيط المستنَد، وإضافة الاستشهادات بطريقة تناسب المخطوطات العلمية، وتوجد العديد من هذا الأدوات إلكترونيا مثل: (Overleaf – shareLaTeX – Fidus Writer – Authorea)، تَستخدِم أقلية من الباحثين هذه التطبيقات في الوقت الحالي، إلَّا أن عدد هؤلاء الباحثين في ازدياد، فقد بلغ عدد مُستخدِمي تطبيق «Overleaf» المسجَّلِين 100000 في عام (2013)، وقد قاموا بإنشاء أكثر من 1.4 مليون مستنَد بهذه الأداة، بينما بلغ عدد الباحثين المستخدمين لتطبيق «Authorea» 10000 مستخدِم[16]، وتفتح أمثال تلك التطبيقات أفقًا أرحب للكتابة التعاونية السيبرانية.

وقد أشارت كلٌّ من (حنان عبد الحميد وهدى اليامي) في دراستهما لـ نماذج مقترحة لبناء الفرق البحثية الافتراضية في العلوم الإنسانية والاجتماعية[17]” إلى إحدى الدراسات الإحصائية الحديثة حول وجود فجوة عالمية في الوعي والاهتمام بالبحث التعاوني الإلكتروني (e-research)، كما رصدتا أن أكثر المبادرات البحثية بروزًا في مجالي العلوم الطبيعية الإلكترونية والعلوم الاجتماعية الإلكترونية والسعي لرقمنتها موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وأستراليا والصين مع بداية الألفية الحالية، من خلال توفير البنى التحتية الإلكترونية وتطوير الأدوات المنهجية الإلكترونية والخدمات الرقمية والبيئات الافتراضية التي تسهِّل على الباحثين اكتشاف البيانات والوصول إليها وتحليلها، منها على سبيل المثال، المركز الوطني للعلوم الاجتماعية الإلكترونية في المملكة المتحدة الذي تديره جامعتا أكسفورد ومانشستر، ومشروع البنية التحتية الافتراضية لمؤسسة العلوم الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية.

ثانيًا- الفضاء السيبراني كمصدر للبحوث العلمية:

تعدُّ مسألة السيبرانية كمصدر للبحوث العلمية أحد أهم القضايا عند تناول العلاقة بينهما، فقد أتاحت تطبيقات الفضاء السيبراني العديد من الوسائط والمصادر التي تعتمد عليها البحوث العلمية حتى صارت من المصادر الرئيسية للباحثين، وتنوَّعت التطبيقات لتشمل العديد من النماذج التي يمكن من خلالها الوصول للمراجع والمصادر والبحوث والمعلومات اللازمة للعملية البحثية بكافة مجلات العلوم.

وقد أفاد البحث العلمي من الفضاء السيبراني من جهة مصادره في اتجاهين مترابطين: الأول تواصُلي أو ما يمكن تسميته بـ”التواصل الأكاديمي”؛ حيث من الممكن تمييز التواصل الأكاديمي إلى نوعين: رسمي وغير رسمي، فالتواصل الرسمي غير شخصي ويتَّخذ شكل المقالات المنشورة في المجلات التي يراجعها الأقران، وبدرجة أقل عرض النتائج في الاجتماعات البحثية في شكل محادثات وملخصات، ومن ناحية أخرى؛ يكون الاتصال غير الرسمي تقليديًّا بين الشركاء الذين يعرفون بعضهم ويرغبون في تبادل أي شيء من الأفكار والنتائج بواسطة مسودات الأوراق والمطبوعات المسبقة.

وأدَّى تطوير تقنيات الإنترنت إلى تغيير طبيعة الاتصال غير الرسمي وتوسيع إمكاناته لتسهيل التعلُّم والتعاون، وقد بدأ النشر الإلكتروني في طمس الخط الفاصل بين الاتصال الرسمي وغير الرسمي، وتغيير الأدوار التقليدية التي يشغلها منتجو المعلومات ومعالجوها ومستخدموها وتوسُّع ظاهرة “النشر الذاتي” لتقرير بحثي مكتمل على معهد أو موقع شخصي، بما في ذلك التقارير شبه الرسمية[18].

ويندرج تحت هذا النوع من الاتصال: شبكات التواصل الاجتماعية الأكاديمية“؛ المختصَّة بالتواصل بين الباحثين؛ والتي تحتوي الكثير من المزايا التي تُوجِد حلولًا لعدد من هذه المشكلات؛ إحدى أهم هذه المزايا هو إتاحة الفرصة للباحث العضو إنشاء صفحته الشخصية التي تتضمَّن معلومات عنه، إضافة لتخصيص مكان في حسابه حيث يمكنه عرض أفكاره وتجاربه المهنية وإحصاءات متعلِّقة بمعدَّل نشر أعماله البحثية والاقتباس منها، وهذا يعزِّز شهرته في الوسط البحثي، كما تعزِّز الشعور بالانتماء عبر نمذجة مجموعات من الناس الذين لديهم مصالح مماثلة التشبيك بين أفراد المجتمع البحثي وإنشاء روابط جديدة وشراكات تعاونية[19]، ويتولَّى الموقع بعد إضافة الباحث لأعماله البحثية مهمة إرسال الإشعارات للأعضاء المهتمين ومتابعي الباحث حول الأعمال المضافة حديثًا، وهذا يعني سرعة انتشار العمل الجديد بين مجتمع الباحثين وجذب المهتمين منهم بموضوعه أيضًا[20]، مثل: “Research Gate”، و”Academia.edu”.

وقد أظهر عدد من الدراسات الاستطلاعية التأثير الكبير للنمو المضطرد للتواصل الرسمي وغير الرسمي بالعمليات البحثية واتجاهات الباحثين في مصادرهم، حيث إن الاستخدام المتكرِّر للإنترنت والبريد الإلكتروني وطرق الاتصال الأخرى يرتبط بزيادة التعاون والإنتاجية من قبل الباحثين في الأبحاث حول مرض السرطان[21]، كما أجريت دراسة عام 2008 تقارن أنماط القراءة الإلكترونية العلمية في فنلندا والولايات المتحدة وأستراليا وأظهرت أن استخدام محركات البحث هو الأسلوب الأكثر شيوعًا للعثور على المقالات الإلكترونية، يليه التصفُّح الورقي والاستشهادات والزملاء[22].

أما الاتجاه الثاني فهو “الاتجاه التوصيلي” المبني على أشكال وقنوات توصيل المعلومات والبحوث والدراسات وتيسير الوصول إليها والتي يكون الولوج إلى الإنترنت هو مصدرها وطريقة توفير المراجع وما استند إليه الباحثون في أوراقهم البحثية، وقد تعاظم هذا الجانب وتعدَّدت تطبيقاته وأشكاله بشكل يكاد يتوازى مع كلِّ جديد في تطبيقات الفضاء السيبراني، ونجد منها:

  1. المكتبات الحديثة وتطبيقاتها: حيث تقدم “المكتبات الحديثة” بأنماطها المختلفة إسهامًا جوهريًّا في إفادة الباحثين من المصادر الإلكترونية للمعلومات[23]، نظرًا لأن مصادر المعلومات بغض النظر عن الشكل الذي تُتاح فيه ومدى توافرها وقدرة الباحثين على الإفادة منها والتعامل معها ومدى توافر المقومات اللازمة لها؛ تعدُّ أحد مقوِّمات البحث العلمي[24]، وقد استفادت المكتبة الحديثة من العديد من التطبيقات الرقمية والتقنية المعاصرة والتي شكَّلت نقلة نوعية وكمية فيما تقدِّمه المكتبة الحديثة من خدمات وتوفير متنوِّع لمصادر المعلومات والمستودعات الرقمية؛ وقد جمعت بين آليات البحث الحديثة وآليات الأرشفة وحفظ المعلومات والإتاحة الإلكترونية والافتراضية، خاصَّة مع تطوُّر وسائط حفظ المعلومات من الوسائط الورقية للوسائط غير الورقية، والأرشفة الإلكترونية، ونذكر منها:

أ. قواعد البيانات[25]: يأتي على رأس أهم قواعد البيانات البحثية (Scopus)، و(Web of Science) وكلاهما يمثل رصدًا لمخزون الفضاء السيبراني من الأبحاث والدراسات المنشورة عبر الملخصات والعناوين والإشارات المرجعية ونجد منها أيضا: (research4life sciencedirect – Behavioral and Brain Sciences – Cambridge Core -)، أما عربيًّا فنجد منها نماذج تحاكيها مثل: دار المنظومة “قاعدة معلومات الرسائل الجامعية”، والمكتبة الشاملة، والمنهل (Al Manhal)، ويوجد أيضا قاعدة بيانات جزائرية هامَّة جدًّا خاصة بالدوريات على مستوى العالم العربي وهي “النظام الوطني للتوثيق على الإنترنت SNDL” والذي تكفَّل بإنشائه “مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني CERIST”[26].

ب. المكتبات الرقمية[27]: نجد منها بالولايات المتحدة الأمريكية مكتبة الكونجرس، ومكتبات سـتانفورد الرقمية التابعة لجامعة ستانفورد، ومشروع المكتبة الرقميـة التابع لجامعة كاليفورنيا في بيركلي. وقامت المملكة المتحدة بمشروع مكتبة بيوولف الإلكتروني البريطاني الذي يوفِّر للباحثين صورًا رقمية للمخطوطات المحفوظة فيها، والمكتبة الوطنية للطب، والوثائق التاريخية بأصنافها المختلفة، وذلك يسهم في دعم رقيِّ البحث العلمي والوصول به إلى درجات متقدِّمة جدًّا، ومن أمثلة المكتبات الإلكترونية العربية: المجموعات العربية على الإنترنت، وشبكة الشرق القانونية.

كما أتاح الفضاء السيبراني أيضًا عملية “رقمنة تسيير المكتبات”: عبر إدارتها بالتكنولوجيا الرقمية إداريًّا وبحثيًّا؛ بتفعيل الإدارة الإلكترونية، ما يتيح فرص إجراء البحث عن بُعد، كما أن عملية الرقمنة امتدَّت لتوفير مشروعات فهارس للمكتبات وخرائط رقمية لها نجد منها: (اتحاد المكتبات الرقمية للجامعة المصرية[28]، والمكتبة الرقمية السعودية “SDL”[29]، والفهرس العربي الموحد[30]، بالإضافة لتطبيق “الخرائط المكتبية الإلكترونية”: وهي أشبه بخريطة ودليل للمؤسَّسات والمكتبات وقنوات المعلومات ورصد تواجدها والإحصائيات المتَّصلة بها بما يسهِّل عملية الاستعانة بها في العملية البحثية، ومنها: دليل الباحث العلمي في البيئة الرقمية[31]، الخريطة الرقمية للمكتبات ومراكز المعلومات العربية[32]، والدليل الشامل للمكتبات في الوطن العربي[33].

  1. المجلات العلمية الموثوقة والمحكَّمة: تعدُّ المجلات العلمية المحكَّمة أحد المصادر الرئيسية الموثوقة في البحوث العلمية؛ حيث إن بحوثها تخضع لشروط ومعايير علمية في عملية المراجعة والتقييم من قبل الخبراء والمختصِّين مثل المعايير العالمية: معايير (أيزو 8:2019 – سكوبس – كلاريفيت)، أو المعايير الإقليمية: معايير مؤسسة دار نشر العلوم الطبيعية (Natural Sciences Publishing – NSP)، وقد اتجه أغلبها نحو النشر الإلكتروني المفتوح أو المغلق، ويمكن الوصول إليها عبر موقعها الخاص الذي تنشئه أو من خلال قواعد البيانات الخاصَّة بالمجلات العلمية: (Nature – acm – Discover – Cosmos – Scientific American – The Scientist – Smithsonian – – مجلة العلوم الإنسانية العربية – مجلة الشرق الأوسط للنشر العلمي،…) وغيرها الكثير، وبلغ عدد المجلات العلمية المحكَّمة وذات نسب الاستشهاد المصنَّفة وفق (Scopus) 42180 مجلة علمية محكَّمة بالفضاء الافتراضي[34].
  2. محركات البحث الأكاديمية: رغم أن محرك البحث جوجل يعتبر أقوى محرك بحث في العالم إلَّا أنه ظهرت الحاجة لمصادر بحث أكاديمية متخصِّصة مثل محركات البحث العلمي الأكاديمي التي تهدف إلى جعل المواد العلمية في متناول الجميع بما يلبِّي احتياجات الدارسين والطلاب والأساتذة والباحثين الراغبين في إنجاز أبحاث أكاديمية، وقد تنوَّعت محركات البحث الأكاديمية بين العامة في كلِّ المجالات والمتخصِّص في مجال محدَّدٍ منها كالخاص بالأبحاث والوثائق والرسائل العلمية الماجستير والدكتوراه وغيرها، وأخرى مختصَّة بمجالات بعينها، ونذكر منها على سبيل المثال: (Google Scholar)، (JSTOR)[35]، (Refseek)، (The British Library)، (Sciseek)، (Sciseek).
  3. المواقع العلمية الخبرية المعتمدة: كمؤسَّسات الصحافة العلمية العريقة أو موقع للصحافة العلمية التابعة لمؤسسة علمية مثل: (Discovery – Scientific American – science daily – Smithsonianmag – HHMI – National Academy press – Yale scientific).
  4. مواقع علمية خبرية: وهي مواقع تصدر من جهات صحفية ويحررها صحفيون علميون دون وجود علماء أو مختصين ولا تصدر من مؤسسة علمية، مثل: (Popular Science – Redorbit – DTU Space – Universe today – Science alert – Physlink – American chemistry).
  5. قنوات اليوتيوب العلمية: مع تطور تطبيقات الفضاء السيبراني أصبحت تقنية الصوتيات والمرئيات عليه أحد المصادر المهمة في البحوث العلمية خاصة ما يصدر منها بشكل موثوق من جهة معتبرة، ويعد اليوتيوب أحد أبرز تلك المواقع، ونجد أن العديد من المؤسسات العلمية لها تواجد عليه وتشكِّل أحد المصادر العلمية للباحثين والدارسين، مثل: (NASA – MIT Open Course Ware – TED – Scientific American Space Lab – Microsoft Education – WIRED)[36].
  6. الموسوعات العلمية الرقمية: تعتبر الموسوعات العلمية أحد المصادر المهمَّة للباحثين التي تحتوي على معلومات عامة حول موضوعات المعرفة الإنسانية أو متخصِّصة في موضوع معين، ويغلب على معلوماتها الاختصار، وتعتمد على دقة التنظيم بحسب الترتيب الهجائي ليسهل على المستفيد الرجوع إليها بأقل جهد، ويقوم بالعمل عليها مختصِّين بتلك المجالات، وقد أصبحت أغلب تلك الموسوعات متاحة إلكترونيًّا، مثل: (موسوعة ستانفورد للفلسفة – موسوعة علم النفس – الموسوعة البريطانية ENCYCLOPEDIA).
  7. علم البيانات (Data Science)[37]: يولِّد المستخدمون عبر الشبكات الاجتماعية، وشبكات الاتصالات، ومحركات البحث، والعديد من المعاملات الإلكترونية، مجموعة ضخمة من البيانات والمعلومات تسمي (البيانات الكبيرة Big Data)، وصار لها أهمية كبيرة وتأثير بالغ كمرجع بحثي مهم في البحوث الكمية والإحصائية لمتابعة أنماط السلوك البشري على الإنترنت وتحليل البيانات والمعلومات وتوظيفها.

ولعل أبرز الجهود الحالية المتعلِّقة بتوظيف علوم البيانات بحثيًّا كان في مواجهة فيروس كورونا المستجد، ونجد من خلال العديد من الجهود أهمية “علم البيانات” و”البيانات الكبيرة” كمصدر بحثي رئيسي في ظل الاكتساح السيبراني للمجالات البشرية كافة، حيث نجد أن:

– أطلق مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض (OSTP) منتصف مارس 2020، لبناء مركز بيانات ضخم مفتوح المصدر (CORD19)، تشارك فيه مؤسسات حكومية وأكاديمية وشركات تكنولوجية، مثل مكتبة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية NIH، ومعهد ألين للذكاء الاصطناعي، ومختبر كولد سبرينج، وجامعة جورج تاون، بالإضافة إلى شركة جوجل، ومركز أبحاث مايكروسوفت، ومبادرة تشان زوكربيرج، وعشرات من المؤسَّسات الأخرى العالمية للبحث عن حلول لهذه الأزمة، وبخاصة ما يتعلَّق بكيفية الحماية المُثلى للفئات الأكثر عرضةً للإصابة بالفيروس، وكيفية دعم المستشفيات والمؤسَّسات الصحية بفرق العمل والمعدَّات والموارد؛ حيث يمكن للبيانات أن تسهم فيها عبر لوحة المعلومات التفاعلية التي طوَّرها مركز علوم وهندسة النظم (CSSE) في جامعة جونز هوبكنز، وأيضًا تتبُّع النماذج الوبائية، مثل ما رصده تقرير جامعة “إمبريال كوليدج” البحثية”[38].

– هناك بحوث تعمل على جمع وتحليل البيانات الجينومية لتطور فيروسات كورونا السابقة، بما يساعد على توقُّع الطفرة القادمة للفيروس، مثل المعلومات اللحظية التي توفرها منصة Nextstrain التابعة لمركز فريد هوتش Fred Hutch. ويهدف هذا المشروع مفتوح المصدر إلى إتاحة هذه البيانات وأدوات التحليل القوية للجمهور العام، لاستخدامها بغرض رفع مستويات فهم الوباء وتحسين الاستجابة لتفشِّي المرض[39].

– وهناك نموذج آخر في توظيف البيانات لتسهيل عملية محاكاة التجارب الطبية لاختيار الأدوية الأكثر فاعليةً في مكافحة الفيروس، مثل ما فعله حاسوب سومت Summit الأسرع في العالم الذي أنتجته شركة آي بي إم IBM، إذ قام بتحليل 8000 مركب، للعثور على الأدوية الأكثر فاعلية، وكانت النتيجة اقتراح 77 نوع دواء، تمَّ ترتيبها بناء على أفضليَّتها[40].

وتتم عملية استخراج البيانات من الفضاء السيبراني عبر أداة تسمَّى “مستخلِصات البيانات” من شبكة الإنترنت “web scraper”، وهي برامج حاسوبية، تَستخرِج المعلومات من مواقع شبكة الإنترنت؛ إذ تُرمِّز بِنْية صفحات مواقع الإنترنت ومحتواها بلغة ترميز النص الفائق (HTML)، التي يمكنك أن تراها عند استخدام خاصِّيَّتي “عرض المصدر view source”، أو “فحص العنصر inspect element” في متصفح الإنترنت لديك. ويفهم برنامج استخلاص البيانات هذه اللغة، ويستطيع تحليلها واستخلاص المعلومات منها، وأدوات تستخدمها المجموعات البحثية بانتظام، لجمع المعلومات مثلًا من سجلات التجارب الإكلينيكية، ولإثراء قاعدة بياناتها، ومثل هذه المهام إن نُفِّذَت دون مساعدةٍ من برنامجٍ حاسوبي بسيط نسبيًّا، فقد تغدو مزعجةً، بل قد تصل في صعوبتها إلى حدِّ الاستحالة[41].

ثالثًا- النشر العلمي في الفضاء السيبراني

مع ظهور الفضاء السيبراني انتقلت عمليات النشر العلمي إلى خطوة أحدث مع ابتكار تكنولوجيا المعلومات (It Technology)، والنشر الإلكتروني (E-publishing)، التي أحدثت ثورة في عملية إنتاج وتوزيع المجلات العلمية وفي سهولة الوصول إليها، فتسارعت عملية النشر الإلكتروني بشكل لم يسبق له مثيل دون الحاجة للطباعة.

وكان عائد ذلك على علمية النشر العلمي يتمثَّل في قلَّة التكلفة اللازمة لنشر البحث، وسرعة النشر، والاستغناء عن وسطاء النشر والتوزيع، والوصول المفتوح للبحث المنشور إلكترونيًّا، ومع ذلك فإن هذه الفرصة تستصحب معها جملة من المخاطر كوجود خطورة على حقوق ملكية فكرة البحث، فقد تتعرَّض الأبحاث المنشورة إلكترونيًّا إلى القرصنة والانتحال أو الحذف لأسباب تقنية وهو ما سنفصل فيه لاحقًا.

وأصبح بالإمكان توفير محتويات هذه المجلات بشكل رقمي عن طريق اشتراكات تقوم بها المكتبات والمؤسَّسات الأكاديمية، كما قد سهَّلت محركات البحث عملية الوصول للأبحاث بشكل كبير، ولتظهر معها أنواع للنشر العلمي الإلكتروني وذلك للمجلات التي يتم النشر بها، فإذا كانت هذه المجلات معتمدة يقسَّم النشر فيها إلى نشر مفتوح أو مغلق، وإذا كانت غير معتمدة فالنشر بها إما مجاني أو مدفوع، والنشر المفتوح يكون من خلال النشر في أيٍّ من المجلات العلمية التي توفِّر جميع محتويات أعدادها بشكل مجاني على شبكة الإنترنت ليظهر معها ما يسمَّى بـ”النشر العلمي المفتوح أو حركة الوصول الحر للمعلومات” (Open-Access Publishing)[42]، وقد طرحت هذه الفكرة بالعديد من المبادرات والاتفاقيات والبرتوكولات العلمية بدأ من “مبادرة بودابيست” للنفاذ الحر في فبراير 2002، ثم في “بيان بيثيسدا” للنشر الحر في يونيو 2003، وفي “بيان برلين حول المعبر المفتوح إلى المعرفة العلمية” في أكتوبر 2003. بالإضافة للعديد من تطبيقات النشر الإلكتروني المفتوح الأخرى مثل: تفويض الوصول الحر (Open Access Mandates)[43]، ومبادرات الوصول الحر للكتب مثل: (Open Book Publishers “ناشري الكتاب الحر”، وKnowledge Unlatched “المعرفة بلا قيود”)، وتحاول العديد من هيئات المجلات العلمية التجارية وضع تصوُّرات لطريقة تمكِّنهم من توفير المحتوى العلمي بشكلٍ مجاني دون التأثير على هامش الربح في نفس الوقت[44]، وقد توسعت ظاهرة “النشر العلمي المفتوح” مع إجراءات التباعد الاجتماعي لمكافحة وباء كورونا؛ حيث أتاحت العديد من المؤسَّسات والمراكز البحثية والمعاهد العلمية جميع أو بعض أعمالها بشكل إلكتروني مجانًا، مثل: (موقع أكسفورد بريس التابع لجامعة أكسفورد، ومركز الجزيرة للدراسات، والمركز العربي للدراسات وأبحاث السياسات، ودار المنظومة، وموقع أكسفورد للقانون الدولي العام، ومجلة نيو إنجلاند الطبية، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت…).

ومن الجانب الإحصائي بالنسبة لعدد الأوراق العلمية المنشورة بالمجلات العلمية المحكَّمة والمصنفة وحجم الاستشهاد Citations بنتائج هذه البحوث؛ فلا يوجد إحصاء جامع لكافَّة المنشورات العلمية على الفضاء السيبراني فضلًا عن تعدُّد أشكال الاستفادة والطرح للبحوث والدراسات العلمية، ما يجعل من الصعوبة بمكان وجود مثل تلك الإحصائيات الشاملة، والإحصائية المتاحة هي عدد المنشورات العلمية في كافَّة العلوم بالمجلات العلمية المحكَّمة والتي لها تواجد بالفضاء الإلكتروني من خلال قاعد بيانات “سكوبس Scopus”، وحسب “Scimago Journal & Country Ranking”[45] فقد بلغ عدد الأوراق العلمية المنشورة في مجلات محكَّمة (4875829) ورقة علمية في عام 2020، بينما بلغ عدد المجلات العلمية ذات الوصول المفتوح (11952) مجلة[46].

وشهد العام الماضي (2020 م) فيضانًا غير مسبوقٍ من البحوث العلمية المتعلقة بفيروس كورونا الجديد، اجتاح المواقع الإلكترونية والدوريات العلمية، حيث أظهرت بيانات جمعتها دورية Nature وحللتها أن جائحة “كوفيد-19” خلقت حالة من الاضطراب في مجال العلوم خلال عام 2020، وأحدثت تحوُّلًا في مجال النشر البحثي، فوفقًا لإحدى قواعد البيانات، فإن حوالي 4% من الإنتاج البحثي حول العالم خلال عام 2020 كُرِّسَ لفيروس كورونا، غير أن هذا العام شهد أيضًا ارتفاعًا كبيرًا في الأبحاث المقدَّمة للدوريات العلمية في مختلف المجالات، وهو ما قد يعود إلى أن الكثير من الباحثين مكثوا في البيوت وركَّزوا على كتابة الأوراق البحثية بدلًا من إجراء التجارب العلمية، كما وجدت إحدى التحليلات أن عدد الأوراق المقدَّمة إلى دوريات شركة النشر “إلسيفير Elsevier” وحدها ارتفع بين شهري فبراير ومايو من عام 2020 بمقدار حوالي 270 ألف ورقة، أي بنسبة 58%، مقارنةً بنفس الفترة من عام 2019، بل وشهدت الأبحاث المتعلِّقة بالصحة والطب معدَّلات ارتفاع أعلى بلغت 92%[47].

وبشكل عام فإن عملية النشر الإلكتروني للبحوث العلمية تشجِّع وتسهِّل بشكل كبير زيادة عملية الإنتاج البحثي؛ ففي دراسة فنلندية تمَّ توثيق الاستخدام المتزايد للمجلات الإلكترونية، مقارنة بالمجلات المطبوعة، فهناك بعض الأدلَّة على أن الاستخدام المتكرِّر للإنترنت لاسترجاع المعلومات والاتصال مرتبطٌ بزيادة إنتاج الأبحاث من قبل العلماء، ومن خلال استطلاع رأي أكاديميِّين من مجموعة واسعة من التخصُّصات، وجدوا أن العلماء أدركوا أن الموارد الإلكترونية سهَّلت بشكل كبير تحديد المواد والوصول إليها وتحديد موقعها، كما وسَّعت نطاق الأدبيات المتاحة لهم[48].

رابعًا- بين البحث العلمي والفضاء السيبراني: الإشكاليات والتحديات

فرضت ظاهرة الفضاء السيبراني واقعًا وأدوات عولمية وتواصلية وتداولية جديدة بجوانبها الإيجابية التي أفادت عملية البحث العلمي كما سبق توضيحه؛ ومع ذلك فرضت أيضًا جملة من الإشكاليات والتحديات على البحث العلمي وتداول البحوث والدراسات العلمية؛ فمع تعاظم تأثير الفضاء السيبراني في عملية تداول المعلومات وتداخل الخاص مع العام والشخصي مع الجماعي والرسمي مع غير الرسمي الناتجة عن الثورة التكنولوجية والفضاء السيبراني؛ تعاظم معها أيضًا العديد من الإشكاليات والتحديات، خاصة مع حالة النزوح والاجتياح الذي فرضتْه أزمة وباء كورونا نحو الفضاء الافتراضي كبديل عن العالم الواقعي كجزء من إجراءات التباعد الاجتماعي، وتحول معظم العلميات الحياتية بما فيها البحثية نحو الفضاء السيبراني.

وجملة تلك الإشكاليات والتحديات التي تواجه البحث العلمي بالفضاء السيبراني؛ يمكن تقسيمها إلى إشكاليات في القدرة على الوصول العادل والحر للإنترنت، وإشكاليات في منهجية البحوث على الفضاء السيبراني وبالاعتماد على أدواته ومدى أخلاقيتها:

1- تحدي الوصول العادل والحر للفضاء السيبراني

توجد مشكلة عامة في العالم عمومًا وفي العالمين العربي والإسلامي خصوصًا، وهي ضعف البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات -بخلاف الدول الغنية بالنفط- بما يؤثر سلبًا على عملية الرقمنة والخدمات الإلكترونية للمؤسَّسات العامة والخاصة والمصالح الحكومية، وهناك حاجة ملحَّة لرفع كفاءة البنية التحتية للخدمات الإلكترونية، ففي منطقة أفريقيا جنوب الصحراء حيث لا يزال 60% من السكان لا يمكنهم الوصول إلى شبكات الجيل الرابع، أو بلدان مثل إندونيسيا التي لا تزال شبكات الجيل الثاني هي السائدة، وبحسب التقديرات التي وردت في تقرير صدر مؤخَّرًا عن لجنة الأمم المتحدة للنطاق العريض، فالأمر يستلزم حوالي 100 مليار دولار لتوفير خدمات اتصال النطاق العريض للجميع في أفريقيا[49]، وعلى الصعيد العالمي، ما يزيد قليلاً عن نصف الأسر (55٪) لديها اتصال بالإنترنت، ووفقًا لليونسكو ففي العالم المتقدِّم 87٪ متصلون مقارنة بـ47٪ في الدول النامية، و19٪ فقط في أقل البلدان نموًّا، وفي المجمل لا يستطيع 3.7 مليار شخص الوصول إلى الإنترنت[50]، ما يجعل هناك عدم تكافؤ بين الدول والأفراد للوصول للإنترنت وبالتالي ضعف القدرات البحثية بالفضاء السيبراني من بلد لآخر بحسب القدرات التقنية المتاحة.

بالإضافة لذلك فإن هناك تدنِّيًا في مؤشِّرات حرية تداول المعلومات؛ حيث أظهرت المؤشِّرات حول الحريات العامة وحرية الصحافة وحرية تداول المعلومات وسرعة الإنترنت وجود عراقيل أمام عمل الباحثين في النسبة الأكبر بدول العالم خاصة الدول العربية والإسلامية، وبالأخص في مجالات البحوث السياسية، تتمثَّل في سهولة الحصول على المعلومات اللازمة للعمل البحثي، بالإضافة لحرية تبنِّي المواقف والرؤى المختلفة تجاه سياسات وقرارات السلطة السياسية، حيث رصد مؤشِّر حرية الإنترنت[51] لعام 2019[52]؛ انخفاض حرية الإنترنت العالمية، نتيجة ممارسة الزعماء والسياسيين والأفراد الاستبداد الرقمي في العديد من البلدان لتشكيل الآراء على الإنترنت بشكل خفي في 38 من أصل 65 دولة في هذا التقرير وقد شمل التقرير أيضًا 22 دولة عربية وإسلامية تصدرتهم: تونس 64%، وكازخستان 61%، وماليزيا 57%، والمغرب 54%.

2- المعلومات بالفضاء السيبراني: بين الفيض والزيف

إحدى أهم المشكلات التي يواجهها الباحثون الذين يبحثون عن المعلومات عبر الإنترنت هي كثرة المعلومات المتاحة لهم من خلال البحث، حيث يقدِّم الناشرون والمكتبات عبر الإنترنت أدوات البحث الخاصَّة بهم، لكن العدد الهائل منها يخلق مشكلته الخاصَّة، حول كيفية العثور على المكان المناسب للبحث ويصبح “الفيض المعلوماتي الهائل” يشكِّل عبئًا على الباحثين في تنقية مصادر أبحاثهم مع القلق والشك حول مصدر أو دقَّة المعلومات المنشورة، وتصبح هناك حاجة ماسَّة إلى العمل على مدار الساعة لجمع البيانات وتنقيحها وتنظيمها وتحليلها، وتمثِّل مسألة الدقَّة نقطة جوهرية، خاصَّة مع وجود حالات اختلاف أو تعارُض في بعض الأحيان حول البيانات المتاحة، وهذا قد يشمل مصادر موثوقة[53]. وقد عمَّق تلك المشكلةَ “وسائلُ الإعلام الإخبارية الشعبية” والتي ينظر إليها على أنها ضعيفة في تقديم تقارير دقيقة عن الأبحاث العلمية، وكان أحد تلك النماذج أبحاث السرطان الأساسية، حيث اتُّهمت بالميل إلى طرح العناصر المثيرة، والإبلاغ عن التطورات الأساسية كما لو كانت اختراقات وقائية أو سريرية، وتجاهل الدراسات السابقة المتضاربة لصالح “زاوية جديدة”، ولا تتضمَّن أي محاذير لتفسير الشك العلمي أو عدم اليقين[54].

ومع حجم التحدِّي الماثل أمام الاعتماد على الفضاء السيبراني كمصدر للمعلومات في إجراء البحوث بوجود “وسائل الإعلام الإخبارية الشعبية” فإن حالة “السيولة المعلوماتية” تفاقمت وأصبحت إمكانية طرح معلومات مزيفة أكبر وأشد من ذي قبل مع ظاهرة “وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية”، فقد أظهرت أزمة وباء كورونا خطورة الفضاءات الاجتماعية الرقمية كمصدر لتداول المعلومات العلمية، ما دفع المسؤولين بإدارة تلك الفضاءات إلى فرض إجراءات لفحص المعلومات التي تنشر حول كورونا وصلت إلي حدِّ إيقاف حسابات مدونين بسبب نشر معلومات مضللة عن كورونا مثل: طبيعة الفيروس هل هو طبيعي أم مصنع، وبروتوكول العلاج الخاص به وطرق العدوي والوقاية، وأكثر الفئات المعرَّضة لخطر الإصابة، وذلك يجعل كثيرًا من المعلومات حوله في حالة فوضى، كما عمدت الشركات إلى وضع إشارات للمعلومات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية بأي منشور تتمُّ الإشارة فيه لفيروس كورونا وذهبت إلى التعاون مع مؤسَّسات علمية للتصدِّي للمعلومات المضلِّلة، وتابعت منظمة الصحة العالمية نفس الإجراءات مع شركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي[55].

وعلى الرغم من أن تلك الإجراءات بمثابة محاولة لردع حالة السيولة والتوظيف الخطيرة لتقنيات التواصل السيبراني في نشر المعلومات الكاذبة، فإنها على صعيد آخر تطرح إشكالية الحق في تقدير المصداقية والعلمية، وتقدير معاير الصدق والكذب، وجعل الأمر مرهونًا بسياسات شركات مواقع التواصل الاجتماعي وشركائها من المنظمات الدولية والمؤسسات الإعلامية والبحثية، والتي يتم تقريرها ضمن إطار أزمة وفي ظلِّ إجراءات استثنائية، ما يمنحها سلطة واسعة في تقدير القيم وإصدار الأحكام من حيث الصدق والكذب والعلمية وعدمها، دون إشراك للمجتمعات العلمية بشكل واسع ومركَّز وفقًا لظروف وآليات علمية لتقرير قيم العلمية والموثوقية دون استئثار من جهات بعينها بذلك.

وتثبت العديد من الفضائح التي لحقت بإحدى تلك الشركات أن هناك شكوكًا حول كفاءتها وأمانتها للقيام بذلك الدور وأن تكون معيارًا نزيهًا لمسألة العلمية والأمانة في التدقيق حول المعلومات التي تُنشر على منصَّاتها؛ فمثلًا لحقَ مؤخَّرًا بشركة “فيسبوك” فضيحتان إحداهما تتعلَّق بخصوصية بيانات المستخدمين؛ حيث خرقت شركة “كامبريدج أناليتكا” خصوصية 87 مليون مستخدم مستخدم لفيسبوك عبر توظيف بيانتهم سياسيًّا[56]، أما الأخرى -وهي الأخطر أخلاقيًّا وتطعن في نزاهة الشركة- وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال التي كشفت عن وثائق سُرِّبَتْ لها تتحدَّث عن وجود “قائمة بيضاء” أو “إكس تشك” (Xcheck) خاصة على فيسبوك، وهي فئة “غير مرئية” داخل النظام تضم ما يقرب من 6 ملايين شخصية بارزة، والذين يُسمح لهم كسر قواعد النشر عبر نشر محتوى متطرِّف أو مؤذ، لا يسمح لغيرهم بنشره وقد يتسبب في تعليق صفحات من يقوم بنشر مثل هذا المحتوى ما عدا من هم في هذه القائمة، فعادة، يتم حذف المشاركات التي تنتهك القواعد بإيجاز أو إرسالها إلى المشرفين البشريين لاتخاذ قرار سريع عبر قرار “مجلس الرقابة” -وهو هيئة مستقلَّة أنشأتها فيسبوك عام 2019 بوصفها نوعًا من المحكمة العليا للتعامل مع أكثر القضايا المربكة- وقد أصبح الأمر صعب التتبُّع لدرجة أنه لم تتم مراجعة سوى جزء صغير من المنشورات الواردة في القائمة. ونتيجة لذلك، تم منح المشاهير حقًّا مطلقًا لنشر ما يحلو لهم، في حين كان الباقون محكومين بقواعد صارمة تهدف إلى الحفاظ على نشر محادثات حضارية وآمنة وفقًا لمعايير الشركة[57].

3- ميكانزمات الترويج والتسويق الإلكتروني

تعمل خوارزميات محركات البحث وفق آليات تسويق وتصدير نتائج بعينها كأولى النتائج المعروضة عند القيام بالبحث، فليست المعايير هي تقديم معلومات على غيرها بحسب الموثوقية من عدمها؛ بل بمدى توظيف آليات التسويق؛ وقد وجدت إحدى الدراسات التي أجراها (Neuhaus وآخرون) تناقضًا ملحوظًا بين تغطية Google Scholar لقواعد بيانات مجلات الوصول المفتوح، وجميع قواعد البيانات الأخرى التي تمَّ فحصها. وفقًا لنتائجهم، كان متوسط ​​درجة تغطية قواعد بيانات المجلات المفتوحة 95٪ وكان متوسط ​​الدرجة لجميع قواعد البيانات الأخرى 57٪[58]، ما يجعل من المحتمل أن يفوت الباحثين نتائج مهمة، وستعتمد قدرتهم على العثور على المعلومات فقط على خوارزميات محرك البحث، ما يجعل الباحثين قد يميلون إلى اللجوء ربما إلى المصدر الأكثر شيوعًا للمعلومات التعاونية على الويب، والذي غالبًا ما يتم تصنيفه بدرجة عالية في نتائج محرك البحث[59].

وتتعقَّد مسألة التسويق الإلكتروني وعلاقتها بالبحث العلمي حين يتم التعامل مع قواعد البيانات الرقمية و”البيانات الضخمة” كمصدر بحثي، فالتسليع المتزايد وخصخصة البيانات التي جُمعت من قبل الشركات لها تداعيات خطيرة على عالم البحث والمعرفة التي تنتجها، منها: أنه يؤثر على البيانات التي يتم نشرها والتوقعات منها، فعادة ما تصدِّر الشركات البيانات التي تعتبرها ذات قيمة تجارية فحسْب، ويقدِّم هذا تشويهًا آخر لمصادر وأنواع البيانات التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت وهذه الطرق لاستغلال البيانات تعزِّز قيمتها الاقتصادية على قيمتها العلمية، ويزداد الوضع سوءًا عند النظر في عدد قواعد البيانات التي تملأ كلَّ مجال من مجالات البحث العلمي، كل منها يحتوي على افتراضات تؤثر على تداول البيانات وقابلية التشغيل البيني والتي غالبًا لا يتمُّ تحديثها بطريقة موثوقة ومنتظمة[60].

4- تبديد المصادر المرجعية الإلكترونية

ومن الإشكاليات التي تهدِّد مصداقية البحوث العلمية التي تعتمد على المواقع الإلكترونية كمصدرٍ لبحوثها في احتمالية تعرُّض تلك المواقع للحذف وصعوبة الوصول إليها؛ ففي دراسة مقارنة لـ(فاسيليكي آي تريتسارولي، وإفثيميا أ. كارفيلي، وماثيو إي فلاجاس) لفحص التكرار والمشاكل المحدَّدة في الوصول إلى مراجع الإنترنت في مجلتين طبيتين رائدتين هما (The New England Journal of Medicine، وThe Lancet) أن ما نسبته (2.5%) و(3.9%) على التوالي بكلا المجلتين من المصادر المشار إليها بالأبحاث المنشورة بهما لم يتم التمكُّن من الوصول إليها، وأن (14.6%) و(17.9%) في كلا المجلتين على الترتيب كانت هناك نسب متزايدة من مراجع الإنترنت المفقودة مع مرور الزمن. وأن الكثير من منتجي تلك المقالات البحثية لا يمكن أن يوفروا المعلومات المفقودة بنسبة تصل إلى (62.2%)، ومع ذلك، فإن استخدام محرك بحث على الإنترنت مثل (Google) ساعد في تحديد المراجع في مواقع الويب الأخرى، ممَّا قلَّل من نسبة مراجع الإنترنت المفقودة[61].

وعلى مدى العقدين الماضيين بين عامي (2000-2019) حدَّد الباحثون اختفاء 176 من المجلات العلمية ذات الوصول المفتوح والعديد من الأبحاث المنشورة فيها، إن أكثر من نصف هذه المجلات في العلوم الاجتماعية والإنسانية، على الرغم من تمثيل علوم الحياة والعلوم الصحية والعلوم الفيزيائية والرياضيات، كانت ثمانية وثمانين مجلة من هذه المجلات تابعة لجمعية علمية أو مؤسسة بحثية، حدَّد التحليل أيضًا 900 مجلة لا تزال على الإنترنت ولكن يبدو أنها توقفت عن نشر الأوراق البحثية، لذلك قد تكون عرضة للتلاشي في المستقبل القريب، وذلك يمثِّل تحديًا خطيرًا؛ لأنه لا توجد قاعدة بيانات واحدة تتعقَّب نشاط المجلات المفتوحة، وأحد أسباب ذلك توقُّف الناشر عن الدفع للحفاظ على صفحة الويب الخاصة بمنشوره، أو قد تتم استضافة المجلات على منصة إلكترونية تابعة لمؤسسة أكاديمية ويتم تركها عند تحديث الموقع[62].

5- سرية البحوث وتقنية الوصول المفتوح

أظهرت دراسة عام 2009 تظهر عدم رغبة بعض الباحثين في تسليم البيانات الأولية حتى بعد النشر، وجدت الدراسة أنه من بين عشر مجموعات من المؤلِّفين الذين ينشرون أوراقهم في الطب أو التجارب السريرية PLoS (المكتبة العامة للعلوم)، تشارك واحدة فقط بياناتها الأولية عند طلب ذلك[63]، على الرغم من السياسة التحريرية لـPLoS التي يقوم المؤلِّفون بمشاركة بياناتهم معها، ففي دراسة عام 2001 وجدت نفس النتيجة من حيث عدد المؤلِّفين الذين ظهروا في المجلة الطبية البريطانية، حيث مؤلف واحد فقط من بين 29 تم الاتصال بهم شارك بياناته[64].

وكلا الدراستين تطرحان إحدى الإشكاليات المتَّصلة بالحفاظ على حقوق الملكية وتقنية الوصول المفتوح؛ حيث تتعارض الطبيعة المفتوحة والتعاونية لبعض تقنيات الإنترنت وفكرة نشر البيانات الأولية بالإضافة إلى الأساليب والتقنيات الكامنة وراء تلك البيانات مع بعض مبادئ الثقافة الأكاديمية التي اعتُبرت تقليديًّا مهمة، وهي التنافسية وسرية النتائج. فقد يحتاج كثير من الباحثين إلى حماية أفكارهم واكتشافاتهم من أجل النشر وبالتالي الاحتفاظ بالتمويل وتعزيز حياتهم المهنية، وغالبًا ما تشترط هيئات التمويل التزامات تتعلَّق بالاحتفاظ ببيانات البحث وإتاحة الوصول إليها في اتفاقية المنحة أو العقد الذي يتم من خلاله توفير التمويل، ويتعارض هذا مع المبادئ الأساسية الكامنة وراء العديد من تقنيات الوصول المفتوح. نظرًا لتطوير الأدوات للسماح بالمشاركة والتعاون على نطاق غير مسبوق، فقد تصبح الثقافة الأكاديمية التي تكفل السرية والمصلحة الذاتية في غير محلها، فمشاركة بيانات البحث التفصيلية بعد النشر يمكن أن تكون مفيدةً للباحثين من خلال زيادة معدَّل الاستشهاد بهم، كما أنه مفيد بشكل واضح لتطوير العلم ككل حيث يمكن اختبار البيانات وتكرارها وتحسينها[65].

6- الخصوصية والأخلاق في البحوث بالفضاء السيبراني

يُعَدُّ عِلْم الحوسبة وعلم البيانات حقل ألغام بالنسبة إلى مجال أخلاقيات البحث سيبرانيًّا، وثمة مَصْدر قلق رئيس باتفاق الأكاديميين، يتمثل في كيفية استخدام الشركات للبيانات المطروحة على شبكة الإنترنت لأغراض بحثية، حيث يُتاح لهم الوصول إلى أغلبها بحقوق الملكية. ففي عام 2014 مثلًا، بَدَّلَت شركة “فيسبوك” موجزات الأخبار الخاصة بالمستخدمين، دون إشعارهم بذلك؛ بغية دراسة تأثير ذلك على مشاعرهم، وقد أجبرها ردُّ الفعل العام العنيف على نشر بعض التفاصيل المتعلقة بعمليات المراجعة الداخلية الخاصَّة بفيسبوك[66]، وبرزت هذه الإشكالية بشدَّة بعد اعتماد دول كثيرة في العالم على طرق مختلفة في جمع البيانات المتعلقة بفيروس كورونا وعرضها، والاستعانة بتطبيقات تعتمد على توظيف بيانات المستخدمين على الهواتف المحمولة، ويمكنها رصد تحركاتهم للتحذير في حالة الاقتراب من أماكن تشهد حالات مصابة بالفيروس، كما فعلت الصين وكما هو الحال مع أمريكا التي أطلقت نموذجًا مشابهًا، قامت بتطويره شركتا جوجل وآبل[67]، كما أتاحت العديد من الحكومات مجموعات من البيانات غير الشخصية على المستوى الفردي لأغراض البحث، على الرغم من أن هذا يثير مخاوف الخصوصية المحتملة[68].

وقد حوَّلت تلك الإجراءات خصوصية الأفراد لتحدٍّ كبير أمام علماء البيانات في أزمة مفاجئة مثل Covid 19، وهو ليس بالتحدِّي الهين، خاصَّةً في الدول التي لديها تشريعات تحمي خصوصية البيانات، مثل قانون الاتحاد الأوروبي GDPR لحماية البيانات، وكذلك قواعد الخصوصية الأمريكية HIPAA التي تحمي السجلات الطبية للمواطنين[69]، فمسألة الخصوصية إحدى الصعوبات الرئيسية التي تثيرها أبحاث الإنترنت، وكيفية الموازنة بين احتياجات البحث وأخلاقية طرق البحث، فهناك التشابك المعقَّد جدًّا بين ما هو عام وما هو خاص، وحدود الصلاحية والمصلحة بالفضاءات السيبرانية، فالوفرة غير المسبوقة في البيانات المتاحة على شبكة الإنترنت؛ تفتح فرصًا بحثيةً تفوق أُطر العمل الأخلاقية الحالية المتعلِّقة بالخصوصية، والموافقة، والضرر الذي قد يقع على الأفراد، وفي نفس الوقت تطرح أسئلة جوهرية حول الصلاحية والخصوصية: هل لا بدَّ من الحصول على الإذن من المشمولين بالبحث عبر البيانات المتاحة إلكترونيًّا أم أن مجتمع الإنترنت تنطبق عليه قيود حقوق النشر القياسية ومبادئ الحقوق العادلة، وبالتالي تلغي الحاجة إلى الحصول على إذن على الإطلاق؟

هناك طريقة بديلة للنظر في الجدل حول أخلاقيات البحث على الإنترنت؛ فيطرح الباحثان كابورو وبنجل ما يسميانها “بأخلاقيات الرعاية” كنهج يستجيب لمخاوف الأفراد من المجتمع السيبراني المفتوح والموظف بحثيًّا، عبر ترسيخ فكرة التعامل مع المجتمع السيبراني كأفراد لديهم مشاعر، والقدرة على مراعاة المصالح المشتركة بين الأفراد والباحثين، في حين يرى لباكارديجيفا وفينبرج فكرة “عدم الاغتراب” كمبدأ إرشادي لأخلاقيات البحث على الإنترنت، و”عدم الاغتراب” يعني تجنُّب إخراج محتوى الاتصال عبر الإنترنت من سياق حدوثه الأصلي دون إذن صريح من الأطراف المعنية[70]، وظهر إطار آخر حول مسألة الإذن والصلاحية وهو “الموافقة المسبقة أو المستنيرة” في أبحاث الموضوعات البشرية ويكون حينها التمييز بين المجال العام والخاص أمرًا ضروريًّا؛ فيمكن إعفاء الباحث من الحصول على موافقة على البيانات التي جُمعت من المجال العام وأن الغالب على الفضاءات السيبرانية أنها جزء من المجال العام وحينها تقع المسؤولية على المستخدمين -الذين لا يميِّزون بين ما يمكنهم طرحه على العام من الخاص- لا على الباحثين؛ وبالتالي يكون هذا النوع من البيانات البحثية مستثنًى من “الموافقة المستنيرة” وبالرغم من ذلك تظلُّ هناك صعوبة أخرى حول موثوقية تلك الموافقة في ظلِّ إمكانية الخداع في معلومات الشخصية أو استخدام بيانات مستعارة[71].

7- النشر العلمي الوهمي بالفضاء السيبراني

بالرغم من أنه ينظر للنشر الإلكتروني (E-Publishing) والإتاحة الإلكترونية لكثير من المنشورات العلمية بالفضاء السيبراني عبر تقنية (الوصول الحر Open Access أو الإتاحة الإلكترونية المجانية Free Online Access) والمواقع مفتوحة المصدر (Scholarly Open-Access Publishers) أنها تمثِّل دفعة كبيرة في توفير المواد العملية للباحثين دونما أي عوائق وتسهيل العلم البحثي؛ فإنها من زاوية أخري فتحت المجال أمام ظاهرة “المواقع العلمية الوهمية”، و”النشر العلمي الوهمي (Fake scientific Journals/Publishers) والتي لا تراعي قواعد النشر العلمي من مراجعة وتحكيم تلك الأبحاث، واستغلال الحاجة الملحَّة للنشر في دوريات علمية عالمية ومرموقة الذي تطلبه الجهات البحثية والأكاديمية كشرط لترقية الباحثين، وقد رصد الخبير الصربي “لوكتش تين” وزملائه في عام 2014 قرابة 500 دورية مشبوهة واستعرض تلك الظاهرة التي تشوِّه النشر العلمي وتقلِّل من مصداقيَّته[72].

ويقدم “جيفري بيل Jeffrey Beall” (وهو خبير مكتبات وأستاذ مشارك في جامعة كولورادو دنفر، في الولايات المتحدة الأمريكية)، إحصائية سنوية في شكل قوائم لتلك الأوعية الوهمية، وقد أصدر آخر أربع قوائم لتلك الأوعية في الثاني عشر من يناير 2017. منها قائمة تمثِّل إحصائية العام السنوي السابع لدور النشر الوهمية، والتي تضخُّ مئات الدوريات الوهمية (Journals Fake Periodicals)، وقد يتجاوز عددها 300 دورية لدار النشر الواحدة. وتضم قائمته الخاصة بـ”دور النشر العلمي الوهمية” لعام (2017) 1155 دار نشر/ناشرين على مستوى العالم، بزيادة قدرها 232 دار نشر عن العام السابق 2016 (بنسبة زيادة قدرها 25.1%).

وهناك قائمة أخرى لدوريات “الوصول المفتوح المستقلة الوهمية” (Predatory standalone journals)[73]، ووفقًا لتلك القائمة فقد زاد عدد دوريات “الوصول المفتوح المستقلَّة الوهمية” ليصل عددها إلى 1294 دورية عام 2017، وهو يمثِّل الحصر السنوي الخامس لقائمة بيل لهذه النوعية من الدوريات. ولوحظ أن قائمة (2017) سجَّلت زيادة قدرها 412 من دوريات الوصول المفتوح عن العام السابق 2016 (بنسبة زيادة قدرها 46.7%).

وهذه هي السنة الأولى التي يتجاوز فيها عدد الدوريات المستقلة عدد دور النشر، وهذا المعدَّل يدلُّ على أن هناك دورية وهمية مستقلة على الأقل انطلقت يوميًّا على شبكة الإنترنت خلال عام 2016، وهي تشير إلى مدى التدهور الذي أصاب النشر العلمي الإلكتروني[74].

ونظرًا لأن مقياس مُعامِل التأثير (Impact Factor)[75] يعتمد عليه كثير من الباحثين والعلماء ومؤسسات البحث العلمي في تقييم قيمة أي دورية علمية، بل تقييم كفاءة باحثيها طبقًا لمعامل تأثير الدوريات التي ينشرون فيها أبحاثهم[76]. فقد اتَّجه قراصنة مواقع النشر العلمي لابتكار مقاييس مضلِّلة (Fake Impact Factor) لدورياتهم المزعومة، وتشمل قائمة بيل للمقاييس المضلِّلة للدوريات، حساب ونشر مُعامِلات تأثير مزيفة يتم استخدامها في مواقع دور النشر الوهمية أو دورياتها على شبكة الإنترنت أو عبر رسائل البريد الإلكتروني لخداع العلماء والمؤلفين ودفعهم إلى التفكير في دورياتهم بأنها شرعية ولها مُعامِلات تأثير، وقد وصل عدد تلك المقاييس الوهمية إلى 53 مقياس مضلِّل (بزيادة قدرها 39.5%)، تسبِّب إرباكًا للباحثين حين البحث عن وعاء لنشر أبحاثهم الجديدة[77].

ويضاف لما سبق من طرق النشر والبحوث الوهمية البحوث التي تعتمد على التلاعب الإحصائي والانتقائي للبيانات والتي تُعرف بـ”تجريف البيانات – Data dredging” أو (or data fishing, data snooping, data butchery) والتي تعرف أيضا بـ(significance chasing, significance questing, selective inference, and p-hacking)، وهي سوء استخدام تحليل البيانات لإيجاد أنماط من البيانات التي يمكن عرضها كإحصائيات كبيرة وجذَّابة، ويتمُّ ذلك عن طريق إجراء العديد من الاختبارات الإحصائية على البيانات والإبلاغ فقط عن تلك التي تأتي بنتائج مهمة[78]، وهي واحدة من أكثر الطرق شيوعًا والتي يتم فيها إساءة استخدام تحليل البيانات لتوليد نتائج ذات دلالة إحصائية في حالة عدم وجودها، ويؤدِّي التركيز على النتائج الجديدة والتأكيدية وذات الدلالة الإحصائية إلى تحيُّز كبير في الأدبيات العلمية[79].

كلُّ ذلك يجعل من عمليات القرصنة والنشر الوهمي تلك بمثابة هجوم شرس على مصداقية النشر العلمي بالفضاء السيبراني، وتهزُّ الثقة في نتائج البحوث العلمية خاصَّة المتاح منها بالمصادر المفتوحة، ويحوِّل المميزات والأدوات التقنية التي أتاحها الفضاء السيبراني بمثابة تهديد كبير للبحث العلمي.

8- الانتحال وانتهاك حقوق الملكية الفكرية

أدَّتْ إتاحة المصادر الرقمية المتنوِّعة وتوسُّع شبكة الويب حاليًّا بوتيرة سريعة وسهولة الوصول إلى المعلومات عبر الشبكات وخاصَّة الإنترنت إلى تسهيل عملية الانتحال[80] عمَّا كانت عليه قبل ذلك[81]، حيث يتم إنشاء محتويات الويب وتبادلها ونقلها بسرعات ضوئية تجعل الأمر أكثر صعوبة للكشف عن درجة أصالة المحتويات مما يساهم في إضعاف مصداقية هذه المؤسَّسات ومكانتها[82]، وذلك يجعل من انتهاكات الانتحال وحقوق الملكية الفكرية (IPR) أحد الشواغل التي تصيب العديد من المؤسَّسات والمنظمات الأكاديمية والبحثية، ويتم التعامل مع انتهاك حقوق الملكية الفكرية بشكل أكثر جدية نظرًا لأن له تأثيرًا مباشرًا على إيرادات المؤسَّسات[83].

وعلى الرغم من أن الانتحال وانتهاك حقوق الملكية الفكرية ليس ظاهرة جديدة، إلَّا أن الفضاء السيبراني أخذها إلى مستويات أعلى بكثير خارج الوسائط المطبوعة، إذ يمكن أن تحدث الانتهاكات في جميع أنواع النماذج والأشكال الرقمية للمحتوى العلمي وغير العلمي[84]، وقد استلزم ذلك تصميم تطبيقات وأساليب للحدِّ من ظاهرة الانتحال، وهناك فئتان رئيسيتان من الأساليب المستخدمة للحدِّ من الانتحال أو السرقة الأدبية: أحدهما طرق منع الانتحال عبر فرض عقوبات وإجراءات لشرح مدى خطورة الانتحال، والأخرى كشف الانتحال عبر العديد من تطبيقات كشف الانتحال والتي صارت معتمدة بشكل واسع بالجامعات والمعاهد العلمية والمجلات العلمية المحكَّمة.

خاتمة:

مَثَّلَ ظهور الفضاء السيبراني ثورة كبرى في أدوات الاتصال البشري الافتراضي، وكان أثره عميقًا بكافَّة المجالات بما فيها مجالات “البحث العلمي” المتنوِّعة، وأحدثت هذه الثورة جملة من الفرص والإشكاليات في توظيفه بالبحوث العلمية والاستفادة منه، والاستناد إليه كقناة تواصل بين الباحثين وتوصيل ونشر البحوث والدراسات والمراجع العلمية كبديل رقمي منافس للنشر الورقي، كما أنها تطرح نمطًا جديدًا من أنماط البحث العلمي التعاوني لينتقل إلى الشكل الافتراضي، بالإضافة لإتاحة العديد من مصادر البحث العلمي وأشكالها المتنوِّعة بين المقروء والمشاهد بشكل رقمي افتراضي، فضلًا عن تحوُّل بيانات الفضاء السيبراني “البيانات الكبيرة Big Data” وقواعد البيانات الإلكترونية كمصدر بحثي مهم، كما أنها أتاحت فرصًا كثيرة وقنوات متعدِّدة للنشر العلمي.

وهذه القدرة الهائلة في التواصل والوصول للمحتوى العلمي على عِظَمِ الفائدة منها فإنها في نفس الوقت تشكِّل تهديدًا لمصداقية البحوث العلمية نتيجة للعديد من التحديات والممارسات غير المنهجية أو الأخلاقية بالبحوث المعتمدة على الفضاء السيبراني كمصدر وقناة للنشر العلمي، ومع حالة النزوح واللجوء للفضاء السيبراني في ظلِّ إجراءات مكافحة وباء كورونا؛ كبديل لمعاودة واستئناف كثير من النشاطات التي توقَّفت بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي بما فيها الأنشطة العلمية والبحثية وكما رُصد من زيادة عدد البحوث وتحكيمها والاتجاه الواسع والكبير نحو النشر العلمي الإلكتروني؛ فإن كافة القضايا المتعلِّقة والعالقة بين البحث العلمي والفضاء السيبراني بشكل مكثَّف وعميق يستلزم جهدًا كبير للتعامل معها ومعالجتها؛ حتى لا تعصف بعوائد البحث العلمي من تقنيات الفضاء السيبراني.

لا شك أن البحث العلمي انتفع كثيرًا بالفضاء السيبراني وتطوراته التطبيقية إلَّا أن حالة السيولة والانتهاكات والثُّغرات التقنية به، كتبديد مصادر البحوث وسيولة المعلومات الزائفة وآليات التسويق الإلكتروني والمعلومات الخاصة بالمستخدمين، ومخاوف انتهاك الخصوصية، ومخاطر الوصول المفتوح إلى سرية البحوث وحقوق الملكية الفكرية، وتعاظُم فرص الانتحال غير الشرعي وكارثة النشر العلمي الوهمي؛ تمثِّل تحديًا خطيرًا يُنذر بتبديد مصداقية وموثوقية البحوث العلمية ولا بدَّ من تضمينها ضمن جهود الأمن السيبراني ومكافحة القرصنة.

 

*****

 

(*) باحث في العلوم السياسية.

[1] حنان عبد الحميد، هدى اليامي، أنموذج مقترح لبناء الفرق البحثية الافتراضية في العلوم الإنسانية الاجتماعية، (في): مراد دياني وآخرون (تحرير)، الجامعات والبحث العلمي في العالم العربي، (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، مارس 2017)، القسم الثاني، الفصل الخامس، ص 148.

[2] منصور لخضاري، تأثير التكنولوجيا الرقمية على جودة البحث العلمي، المؤتمر الدولي الحادي عشر: التعلم بعصر التكنولوجيا الرقمية والذي نظمه الاتحاد العالمي للمؤسَّسات العلمية، بالتعاون بين جامعة تيبازة في طرابلس – لبنان، ومركز جيل البحث العلمي، أبريل 2016، ص 166 -172، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/Odz5f

[3] منيرة محمد مظهر، أنماط إفادة البحثين العرب في مجال المكتبات والمعلومات من المصادر الإلكترونية للمعلومات، (القاهرة: دار الفجر للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2018)، ص 23.

[4] المرجع السابق، ص 24.

[5] د. نسيسة فاطمة الزهراء، البحث العلمي والإنترنت بين الواقع والتطبيق، أعمال المؤتمر الدولي التاسع ترقية البحث العلمي، مركز جيل البحث العلمي، الجزائر، 18-19 أغسطس 2015، ص ص 6-7، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/DvlO7

[6] James G. McGann (ed.), “Global Go to Think Tank Index Reports”, The Think Tanks and Civil Societies Program (TTCSP), the International Relations Program, University of Pennsylvania, USA, Jan 2019, pp. 35-37, available at: https://cutt.us/FD9AQ

[7] أكبر هيئة بحثية عامة في إسبانيا ويتبع وزارة التربية والتعليم الإسبانية.

[8] About Ranking Web of World Research Centers, Consejo Superior de Investigaciones Científicas, available at: https://bit.ly/3a8pftx

[9] New Ranking: July 2019 Edition, Ranking Web (Webometrics) of Research Centers, Consejo Superior de Investigaciones Científicas, available at: https://bit.ly/2QZepO2

[10] حجم (عدد الصفحات) نطاق الويب الرئيسي للمؤسسة، ويتضمن جميع النطاقات الفرعية التي تشارك نطاق الويب، وجميع أنواع الملفات بما في ذلك الملفات الغنية مثل مستندات الـ (PDF) بنسبة 5% من التقييم.

[11] عدد مطالعات الموقع عبر الشبكات الخارجية المختلفة (الشبكات الفرعية) التي تنشئ الروابط الخلفية لصفحات الويب الخاصة بالمؤسسات (نطاق الويب) بنسبة 50% من التقييم.

[12] عدد الاقتباسات من أفضل المؤلفين وفقًا لقاعدة بيانات “Google Scholar Citations” بنسبة 10% من التقييم.

[13] عبر مؤشر عدد الأوراق من بين أعلى 10٪ تم الاستشهاد بها في بيانات 26 تخصصًا لفترة الخمس سنوات (2013-2017) وفقا لـ Scimago Journal بنسبة 35% من التقييم.

[14] باحثون متخصصون يعملون في المشروعات البحثية التعاونية التي تكون عادة بين المعاهد المتعدِّدة والأقسام والمستويات الأكاديمية المختلفة، ويُدعم تفاعلهم بتقانة المعلومات والاتصال (ICT) والتطبيقات البرمجية المنوَّعة؛ ذلك أن البُعد المكاني يجعل التفاعل وجهًا لوجه نادرًا، المصدر: حنان عبد الحميد، هدى اليامي، أنموذج مقترح لبناء الفرق البحثية الافتراضية في العلوم الإنسانية الاجتماعية، مرجع سابق، ص 148.

[15] جيفري إم. بيركل، الكتابة التعاوُنية: ما بعد «مستندات جوجل»، النسخة العربية لمجلة نيتشر، 4 مايو 2020، تاريخ الاطلاع: 22 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/7DArj

[16] جيفري إم. بيركيليس، الكتابة العلمية: التحرير التعاوني على الإنترنت، النسخة العربية لمجلة نيتشر، 31 أكتوبر 2014، تاريخ الاطلاع: 22 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/UkSjR

[17] حنان عبد الحميد، هدى اليامي، أنموذج مقترح لبناء الفرق البحثية الافتراضية في العلوم الإنسانية الاجتماعية، مرجع سابق، ص ص 152-154.

[18] R. Warden, The Internet and science communication: blurring the boundaries, Ecancermedicalscience, Vol. 4, 14 December 2010, Accessed: 28 July 2021, available at: https://bit.ly/3BFRYCB

[19] هيام حايك، الشبكات الاجتماعية الأكاديمية: منحى جديد للتعلم، مدونة نسيج، 8 أكتوبر 2017، تاريخ الاطلاع: 22 يوليو 2021، متاح عبر الرابط التالي:

https://bit.ly/2TOFZPM

[20] هالة أبو لبدة، لكل باحث… هذه أهم منصات التواصل الاجتماعي الأكاديمية، موقع ميدان، 20 ديسمبر 2018، تاريخ الاطلاع: 26 يوليو 2021، http://bit.ly/2P5dWbL

[21] R. Warden, The Internet and science communication: blurring the boundaries, Ecancermedicalscience, Op. cit.

[22] Carol Tenopir (et al.), Cross Country Comparison of Scholarly E-Reading Patterns in Australia, Finland, and the United States, Australian Academic & Research Libraries, Vol. 41, Issue 1, 2010, pp. 26-41, available at: https://bit.ly/3l7yCkx

[23] منيرة محمد مظهر، أنماط إفادة البحثين العرب في مجال المكتبات والمعلومات من المصادر الإلكترونية للمعلومات، مرجع سابق، ص 21.

[24] المرجع السابق، ص 60.

[25] تتيح الاسترجاع السريع والميسر للمعلومات، كما أنها تقدم تبويبًا لرصيدها المكتبي على أسس التخصُّصات العلمية المتنوعة، يتكوَّن من أحدث الإصدارات العلمية العالمية في مختلف التخصُّصات البحثية والعلمية، بالإضافة للموثوقية العلمية العالية؛ لاحتوائها على أبحاث علمية محكمة ورفيعة المستوى، ما جعل منها أساسًا لقياس جودة البحث العلمي.

[26] A propos du SNDL, Accessed: 18 september 2021, available at: https://bit.ly/3tSXEGE

[27] مثل دخول المكتبات عالم الرقمنة، نقلة نوعية بالانتقال من الكتب، وغيرها من المطبوعات الأكاديمية من دراسات وبحوث ومجلات من الطابع الورقي إلى الخاصية الرقمية التي تتيح فرصة الاطلاع على المخزون المكتبي إلكترونيًّا.

[28] يقدِّم خدمة معلوماتية تفاعلية تفيد العلماء والباحثين والطلاب المصريين بحيث تكون جميع خدمات اتحاد مكتبات الجامعات المصرية متاحة إلكترونيًّا من خلال بوابة اتحاد مكتبات الجامعات المصرية، ويكون الدخول إلى مصادر المعلومات والخدمات من خلال واجهة استخدام واحدة موحدة تساعد مكتبات الجامعات على التخلص من التداخل والتكرار في المصادر والجهود، وتوفير الدخول إلى المصادر الإلكترونية الدولية بما في ذلك: مقتنيات مكتبات الجامعات المصرية، ورسائل الماجستير والدكتوراه للباحثين، والرسائل قيد الإعداد بالجامعات المصرية، وأبحاث أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية، والمجلات العلمية التي تصدرها الجامعات المصرية، والمقتنيات الإلكترونية التي تملكها الجامعات، والبث الأرشيفي للمحاضرات الإلكترونية، والتواصل مع كبرى المكتبات العالمية لمعرفة أحدث الكتب، والاطلاع على أكثر من 25 ألف دورية وتحميل النص الكامل لها؛ انظر: اتحاد المكتبات الرقمية، الموقع الرسمي، تاريخ الاطلاع: 23 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://cutt.us/ssTBI

[29] أنشئت المكتبة الرقمية السعودية SDL بهدف توفير خدمات معلوماتية متطورة، تشمل إتاحة مصادر المعلومات بمختلف أشكالها لتكون في متناول أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب في مرحلتي الدراسات العليا والبكالوريوس بالجامعات السعودية ومؤسسات التعليم العالي، حيث توفر المكتبة الرقمية السعودية مظلة واحدة لجميع الجامعات السعودية، وتضم حاليًّا ما يزيد على 680 ألف كتاب رقمي بنصوصها الكاملة و174 قاعدة معلومات عالمية وعربية تشمل النصوص الكاملة لملايين المقالات الأكاديمية، وأكثر من 7 ملايين رسالة جامعية، و7 ملايين من الوسائط المتعددة تشمل الصور والأفلام العلمية في مختلف التخصُّصات العلمية، والتي تقع في نطاق اهتمام مؤسسات التعليم وتمَّ الحصول عليها من خلال أكثر من 300 ناشر عالمي؛ انظر: المكتبة الرقمية السعودية، الموقع الرسمي، تاريخ الاطلاع: 26 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/2Au3GWG

[30] الفهرس العربي الموحد هو مشروع تعاوني بين مكتبة الملك عبد العزيز العامة، وشركة نسيج المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات وميكنتها والتعامل مع سجلات الفهرسة العربية والذي انطلق عام 2005، لتقديم الخدمات المعرفية؛ ببناء قاعدة معلومات قياسية مبنية على معايير عالمية يتحقق من خلالها المشاركة في المصادر وخفض التكاليف وتوحيد القواعد ومساعدة المكتبين على تطوير مكتباتهم وتطوير علم المعلومات والمكتبات. وقد تمكن الفهرس من تحقيق نتائج ممتازة والتي تمثلت في: إنشاء مجتمع الفهرس يتكون مما يقارب 5000 مكتبة تنتمي إلى 500 جهة من 27 دولة، وتأسيس قاعدة بيانات ببليوغرافية عربية قياسية وموسوعية تحتوي على أكثر من مليوني تسجيلة فريدة وإنشاء وضبط خمس ملفات استنادية تحتوي على ما يزيد عن مليون مدخل استنادي مقنَّن وموحَّد يحتوي على أكثر نصف مليون اسم شخص وثلاثمئة ألف رأس موضوع. ويقوم الموقع بمعالجة أكثر من ثلاثمئة ألف تسجيلة، وقام مجتمع الفهرس بتزيل أكثر من مليون تسجيلة على فهارسه المحلية، وقام بنشر عشرات الأدلة الببليوغرافية والاستنادية عن طريق الترجمة والتأليف. والمشروع قائم على عدَّة مراحل وحقَّق في المرحلة الأولى والتي امتدَّت على فترة عشر سنوات من 2007 إلى 2017 حيث تمَّ العمل على تطوير جانب المعالجة الفنية لوعاء المعلومات العربي والذي شمل تقنين الممارسات وتوحيدها والضبط الببليوغرافي والاستنادي للفهارس حسب أحدث المعايير الدولية في المجال ونشر ثقافة الفهرسة التعاونية، المصدر: الفهرس العربي الموحد، نبذة، تاريخ الاطلاع: 12 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3dq4g6z

[31] أحد المشروعات التابعة للمكتبة المركزية بجامعة حلوان، تأسَّس عام 2013، وهو يوفِّر للباحثين وأخصائي المكتبات روابط ومعلومات عن المواقع الهامة ومصادر المعلومات التي تشتمل على مقالات الدوريات أو الكتب أو الرسائل الجامعية أو التقارير أو مواقع التعريف بالمؤتمرات القادمة بالإضافة إلى المواقع الإحصائية التي يحتاج إليها في دراسته، وأدوات أخري تساعدهم في إنجاز أبحاثهم، وسد الفجوة الموجودة في قواعد البيانات التي كانت موجودة في موقع اتحاد مكتبات الجامعات المصرية وبنك المعرفة المصري، المصدر: معلومات عامة عن الدليل، دليل الباحث العلمي في البيئة الرقمية، تاريخ الاطلاع: 7 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/37bBKTY

[32] هي أحد مخرجات مشروع بحثي أتمَّه مؤسِّسها “د. أحمد حسين بكر” تحت عنوان (المؤشرات الجغرافية الرقمية للمكتبات ومراكز المعلومات العربية بخرائط جوجل: دراسة ميدانية تطبيقية) وأُطلقت منصتها الرقمية في أغسطس 2018، وهي تستهدف حصر وتجميع المؤشرات الجغرافية للمكتبات ومراكز المعلومات العربية عبر منصة رقمية متطورة تتيح أماكن تواجد المكتبات ومراكز المعلومات بالعالم العربي بالإضافة لعدة مؤشرات إحصائية تفاعلية، ويمثل هذا المشروع نموذجًا مهمًّا في تحول الأطروحات البحثية إلى تطبيقات عملية تمثل فائدة للمجتمع الأكاديمي والبحثي، المصدر: استراتيجية الخريطة الرقمية، الخريطة الرقمية للمكتبات ومراكز المعلومات العربية، تاريخ الاطلاع: 7 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/2zb3MlJ

[33] وهو مشروع بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (إدارة المعلومات والتوثيق) والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA) التابع لمكتبة الإسكندرية وتمَّ إطلاقه عام 2016، بهدف تعزيز التعاون بين المكتبات العربية، ورفع مستوى الخدمات المقدَّمة للمكتبيين والمهنيين والباحثين وتوفير البيانات والمعلومات الدقيقة الخاصة بقطاع المكتبات والتعريف بالمكتبات في الدول العربية على مستوى الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا)، المصدر: عن المشروع، الدليل الشامل للمكتبات في الوطن العربي، تاريخ الاطلاع: 7 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي:

https://bit.ly/2Y97ftE

[34] Scopus Source List, accessed: 7 august 2021, available at: https://bit.ly/3jTxyzU

[35] نظام إلكتروني لأرشفة المجلات الأكاديمية، يوفر لأعضائه إمكانية البحث عن النص الكامل للعديد من المجلات العلمية والأكاديمية المعروفة، ويبلغ عدد أعضائه من المؤسسات 7000 عضو في 159 دولة.

[36] look:

– NASA Chanel, YouTube, available at: https://cutt.us/ZnRlO

– MIT Open Course Ware, YouTube, available at: https://cutt.us/xhVYk

– Scientific American Space Lab, YouTube, available at: https://cutt.us/mG8yx

– Microsoft Education, YouTube, available at: https://cutt.us/be3uu

– WIRED, YouTube, available at: https://www.youtube.com/c/WIRED

[37] يجمع علم البيانات Data Science بين ثلاث حزم رئيسية من العلوم، والمهارات، والمعارف، تبدأ بعلوم الإحصاء والرياضيات، ثم مهارات البرمجة، وخاصة الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة Machine Learning، ثم المعارف المرتبطة بطبيعة المجال الذي يتم رصد بياناته وتحليلها، ويُعد مجال علوم البيانات من أكثر المجالات طلبًا في سوق العمل في العالم خلال الأعوام الخمسة الماضية، ووفق تقرير موقع “جلاس دور Glassdoor” فهي الوظيفة الأكثر طلبًا في عام 2018 في السوق الأمريكية (50 Best Jobs in America, Glassdoor, Accessed: 20 September 2021, available at: https://bit.ly/2W19aU6)، وهو ما ذهب إليه أيضًا تقرير لينكد-إن السنوي لعام 2017 (LinkedIn’s 2017 U.S. Emerging Jobs Report, LinkedIn Economic Graph, Accessed: 20 september 2021, https://bit.ly/39oEejG).

[38] خالد البرماوي، كيف تساعد علوم البيانات على مواجهة فيروس كورونا المستجد؟، ساينس أمريكان، 29 أبريل 2020، تاريخ الاطلاع: 3 سبتمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3zXudFF

[39] المرجع السابق.

[40] المرجع السابق.

[41] نيكولاس جيه. ديفيتو، وجورجيا سي. ريتشاردز، وبيتر إنجلِسبي، أدواتٌ تُسهِّل جمع البيانات من شبكة الإنترنت، النسخة العربية لمجلة نيتشر العلمية، 20 ديسمبر 2020، تاريخ الاطلاع: 23 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط:

https://go.nature.com/3lhpW9T

[42] يشير إلى عدم وجود تقييد في الوصول عبر الإنترنت إلى الإنتاج الفكري العلمي على جميع أشكاله من نتائج البحوث المنشورة، بما في ذلك المجلات المحكَّمة وغير المحكَّمة وأوراق المؤتمرات والأطروحات وفصول الكتب والدراسات.

[43] هي سياسة تتبنَّاها مؤسسة بحثية أو جهة تمويل أبحاث أو حكومة تستدعي من الباحثين أن يجعلوا المجلات الخاضعة لمراجعة الأقران ودوريات المؤتمرات ذات إمكانية الوصول الحر من خلال الأرشفة الذاتية للمسودات النهائية المُراجعة من الأقران، ويمكن للمستخدمين المحتملين عبر الإنترنت الوصول الحر إلى مواد الوصول الحر.

[44] Bo-Christer Björk, Open Access to Scientific Publications – An Analysis of the Barriers to Change?, Information Research, Lund University Libraries, Vol. 9 No. 2, January 2004, available at: https://bit.ly/38UXfd9

[45] “Country Rankings 2020”, Scimago Institutions Rankings, Accessed: 24 August 2021, available at: http://bit.ly/2rLARk4

[46] The Directory of Open access Journals, accessed: 13 September 2021, available at: https://www.doaj.org/

[47] هولي إلس، أبحاث فيروس كورونا في عام 2020: سيلٌ من العلوم، مجلة نيتشر الطبعة العربية، 1 فبراير 2021، تاريخ الاطلاع: 3 سبتمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي:

https://go.nature.com/3hhbJZC

[48] Pertti Vakkari, Perceived influence of the use of electronic information resources on scholarly work and publication productivity, Journal of the American Society for Information Science and Technology, Vol. 59, Issue 4, 15 February 2008, pp. 602–612, available at: https://bit.ly/3owQkjC

[49] مختار ديوب، جائحة فيروس كورونا تزيد من حاجتنا إلى الاتصال بالإنترنت، مدونات البنك الدولي، تاريخ الاطلاع: 28 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي:

https://bit.ly/3BQXEK7

[50] Douglas Broom, Coronavirus has exposed the digital divide like never before, World Economic Forum, 22 April 2020, Accessed: 22 July 2021, available at: https://bit.ly/3Ebywj6

[51] “Freedom on the Net”: هي دراسة شاملة لحرية الإنترنت في 65 دولة حول العالم، تغطي 87% من مستخدمي الإنترنت في العالم، يتتبع التحسينات والتراجع في شروط حرية الإنترنت كل عام “freedomonthenet.org“.

[52] Adrian Shabazz, Allie Funk: “Freedom on the Net 2019… The Crisis of Social Media”, Freedom House, Washington dc, 5 November 2019, Accessed: 18 August 2021, available at: http://bit.ly/2KyVvKT

[53] خالد البرماوي، كيف تساعد علوم البيانات على مواجهة فيروس كورونا المستجد؟، مرجع سابق.

[54] R. Warden, The Internet and science communication: blurring the boundaries, Ecancermedicalscience, Op. cit.

[55] انظر:

  • محمد طاهر، هل يفتك كورونا بشبكة الإنترنت؟، إندبندنت عربية، 24 مارس 2020، تاريخ الاطلاع: 29 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/2Wj0Kac
  • كوفيد-19 والمعلومات المضللة، منظمة الصحة العالمية، 28 مارس 2020، تاريخ الاطلاع: 29 أغسطس 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3BUNM2e

[56] فيسبوك يعترف: 87 مليون حساب سرب لأناليتيكا، الجزيرة نت، 4 أبريل 2021، تاريخ الاطلاع: 21 سبتمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3kw1hzf

[57] للمزيد، انظر:

– سربت من أحد الموظفين.. ملفات “وول ستريت جورنال” السرية ونهاية فيسبوك، الجزيرة نت، 20 سبتمبر 2021، تاريخ الاطلاع: 21 سبتمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3EEEJob

– The Facebook Files, a Podcast Serie, Wall Street Journal, 18 September 2021, Accessed: 21 September 2021, available at: https://on.wsj.com/3CA9jxh

[58] Chris Neuhaus, et la., The Depth and Breadth of Google Scholar: An Empirical Study, portal: Libraries and the Academy, Johns Hopkins University Press, Vol. 6, No. 2, April 2006, pp. 127–141, available at: https://bit.ly/3Bdjis1

[59] I. Rowlands (et al.), The Google generation, the information behaviour of the researcher of the future, Aslib Proceedings, Vol. 60, Issue 4, 6 July 2008, pp. 290–310, available at:

https://bit.ly/3uQCHgl

[60] Sabina Leonelli, Scientific Research and Big Data, The Stanford Encyclopedia of Philosophy, 29 May 2020, Accessed: 2 september 2021, available at:

https://stanford.io/3k8uKz2

[61] Matthew E. Falagas, Efthymia A. Karveli, Vassiliki I. Tritsaroli, The risk of using the Internet as reference resource: A comparative study, Alfa Institute of Biomedical Sciences (AIBS), Athens, Greece, Department of Medicine, Tufts University School of Medicine, Boston, MA, USA, 21 August 2007, Accessed: 23 July 2021, available at:

https://bit.ly/2XFnRwn

[62] Diana Kwon, More than 100 scientific journals have disappeared from the Internet, Nature, 10 September 2020, accessed: 25 July 2021, available at: https://go.nature.com/3kFQNMT

[63] Caroline J. Savage, Andrew J. Vickers, Empirical Study of Data Sharing by Authors Publishing in PLoS Journals, Plos One, 18 September 2009, accessed: 5 September 2021, available at: https://bit.ly/3A9lsYg

[64] D. D. Reidpath, P. A. Allotey, Data Sharing in Medical Research: An Empirical Investigation, Bioethics, National Library of Medicine, Vol. 15, No. 2, April 2001, accessed: 13 August 2021, available at: https://bit.ly/3uGTJxk

[65] R. Warden, The Internet and science communication: blurring the boundaries, Ecancermedicalscience, Op. cit.

[66] إليزابيث جيبني، أخلاقيات البحث على شبكة الإنترنت تقتضي التدقيق والتمحيص، مجلة نيتشر النسخة العربية، 30 يناير 2018، تاريخ الاطلاع: 8 سبتمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://go.nature.com/3kcreE9

[67] UN/DESA Policy Brief #61, COVID-19: Embracing digital government during the pandemic and beyond, UN, Department of Economic and Social Affairs Economic Analysis, 14 April 2020, Accessed: 8 Sep 2021, available at: https://bit.ly/3lj5KEJ

[68] J. Budd (et al.), Digital technologies in the public-health response to COVID-19, Nature Medicine, 7 August 2020, Accessed: 4 september 2021, available at: https://go.nature.com/2XbpOR1

[69] خالد البرماوي، كيف تساعد علوم البيانات على مواجهة فيروس كورونا المستجد؟، مرجع سابق.

[70] David M. Berry, Internet research: privacy, ethics and alienation: an open source approach, Internet Research, Vol. 14, No. 4, September 2004, pp. 323-332, available at: https://doi.org/10.1108/10662240410555333

[71] Mark S. Frankel, Ethical and Legal Aspects of Human Subjects Research in Cyberspace, American Association for the Advancement of Science, Program on Scientific Freedom, Responsibility and Law in June 1999, A Report of A Workshop, 10-11 June 1999, accessed: 11 September 2021, pp. 5-6, available at: https://bit.ly/2WJdo36

[72] Lukić Tin (et al.), Predatory and Fake Scientific Journals/Publishers – A Global Outbreak with Rising Trend: A Review, Geographica Pannonica, Vol. 18, No. 3, September 2014, pp. 69-81, available at: https://bit.ly/3msXqTy

[73] والتي تصدر بشكل فردي دون الاعتماد على دور نشر.

[74] قاسم زكي، النشر العلمي الوهمي: بين قائمة بيل… وقانون جريشام، منظمة المجتمع العلمي العربي، 17 سبتمبر 2017، تاريخ الزيارة: 11 سبتمبر 2021، متاح عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3EfreLt

[75] هو مقياس لأهمية المجلات العلمية المحكمة ضمن مجال تخصُّصها البحثي، ويعكس معامل التأثير مدى اعتماد الأبحاث العلمية التي تُنشر حديثا على عدد المرات التي يُشار فيها إلى البحوث المنشورة سابقًا في تلك المجلة، وبذلك تعدُّ المجلة التي تملك معامل تأثير مرتفع من المجلات المهمة في مجال تخصصها. المصدر: طارق قابيل، معامل التأثير العربي، مجلة النشر العلمي، العدد الأول، منظمة المجتمع العلمي العربي، ص 13.

[76] من المتعارف عليه عالميًّا في الأوساط العلمية الاعتماد على مقياس (IF) الذي تصدره مؤسسة “طومسون رويترز” (Thomson Reuters) في “تقارير استشهاديات الدوريات” (Journal Citation Reports).

[77] المرجع السابق.

[78] George Davey Smith and Shah Ebrahim, Data dredging, bias, or confounding, BMJ, National Center for Biotechnology Information, U.S. National Library of Medicine, Vol. 325, 21 Dec 2002, pp. 1437–1438, accessed: 21 september 2021, available at: https://bit.ly/3hWkw3r

[79] Megan L. Head ,Luke Holman,Rob Lanfear,Andrew T. Kahn,Michael D. Jennions, The Extent and Consequences of P-Hacking in Science, Plos Biology, 13 March 2015, accessed: 21 September 2021, available at: https://bit.ly/3hU0Pta

[80] يمكن أن نعرِّف الانتحال على أنه استخدام المواد (النص والصور والأفلام وما إلى ذلك) دون تحديد المصدر بدقة؛ سواء كان ذلك في شكل ثابت أو في نوع من المشتقَّات، ويتعلَّق الانتحال بسرقة أو استعارة العمل المنشور دون الإسناد الصحيح أو الاعتراف بالمصدر وكذلك انتحال الأفكار والمصادر والتأليف، كما توجد أنواع أخرى من الانتحال مثل ترجمه النص إلى لغة أخرى وتقديم نفس المحتوى مع وسائل أخرى مثل الصور والفيديو والنص.

[81] Reva M. Fish and Gerri M. Hura, Students’ Perceptions of Plagiarism, Journal of the Scholarship of Teaching and Learning, Vol. 13, No. 5, December 2013, pp. 33-45, available at: https://bit.ly/2WHjkte

[82] Ashraf S. Hussein, A Plagiarism Detection System for Arabic Documents, Advances in Intelligent Systems and Computing, Springer, vol. 323, 2015, pp. 541-552.

[83] Narayanan Kulathuramaiyer, Why is Fighting Plagiarism and IPR Violation Suddenly of Paramount Importance?, Knowledge Management: Innovation, Technology and Cultures – Proceedings of the 2007 International Conference on Knowledge Management, 2007,available at: http://bit.ly/2QZzOYi

[84] Ibid.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى