الأمة: بارادايم جديد على صعيد العالم – كاثرين جمعة
Ummah: A New Paradigm for a Global World
يدور البحث في هذا العمل على المستوى البيني، الذي تتقاطع فيه الحقول المعرفية المختلفة، كالدراسات الدينية والتاريخ والفلسفة والسياسة. ويتم في البدء تتبع المفهوم الإسلامي للأمة في المصادر الأساسية؛ أي القرآن والسنة النبوية. ومن خلال استكشاف عملية التأويل التي خضع لها المفهوم تاريخيا، يمكن اقتراح تأويل جديد له يربط المعاني المختلفة له ببعضها البعض، وقد تمت مقارنة هذا التأويل الجديد للمفهوم بمفهوم دولة-المدينة (Polis) عند أرسطو. وألقت المقارنة الضوء على الأبعاد السياسية لمفهوم الأمة؛ ومن ثم صار بالإمكان تسكينه في سياق الخطابات المعاصرة عن السياسة الليبرالية، والخروج منه برؤية بديلة للدولة-الأمة؛ سواء على المستوى المحلي أو على المستوى العالمي.
ينطلق هذا العمل من فكرة أساسية تتعلق بأن مفهوم الأمة يحتوي على قابليات عديدة لم يتم اكتشافها بعد ولم تتجلَّ في الواقع، ومنعَ ظهورَها ذلك الثقلُ الهائل لنظام الدولة-الأمة، الذي فُرض على العالم الإسلامي فرضًا في الحقبة الكولونيالية، وما زال مستمرا حتى بعد رحيل الحكم الكولونيالي. وتمثل التقييد لقابليات المفهوم في اختزاله في تصور أن الأمة هي جمع من الناس يشتركون في العقيدة، غير أن المفهوم أوسع من ذلك كثيرًا، فهو يحتوي على العديد من المستويات أحدها المستوى العالمي. وفي هذا السياق استعرضت الباحثة العديد من التعريفات للأمة في الفكر العربي الحديث، كما دللت على الصلاحية الواقعية للمفهوم من خلال علاقات التأثير والتأثر العابريْن للحدود السياسية بين الشعوب العربية خلال أحداث الربيع العربي. وبذلك نكون هنا بإزاء عملية إزاحة دلالية لمفهوم الأمة المطمور تحت معنى المفهوم الغربي المستورد للـNation إلى الأمة الجامعة أو الحاضنة لغيرها من الأمم أو المجتمع العالمي (universal community).
وبناء على ما سلف، يعمد الفصل الأول من الكتاب إلى تحليل الأبعاد المختلفة لمفهوم الأمة من خلال استعراض المفاهيم التي وردت معها في سور في القرآن المكي، مع بيان أوجه الاختلاف والاتفاق بين المفسرين القدامى والمحدثين حول معاني تلك المفاهيم، مثل مفهوم الأجل أو دين الآباء أو الكتاب أو الإمام أو الميثاق/العهد. وبعد استعراض كافة تلك الأبعاد لمفهوم الأمة، يحاول البحث فتح مستوى جديد؛ هو المستوى الكوني أو العالمي، في مفهوم الأمة، من خلال اللجوء لتفسير الآيات 91-93 من سورة النحل، بالتركيز على مجاز (الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا) وتسليط الضوء عليه من واقع الخبرة العملية لوثيقة أو دستور المدينة. ويخلص من ذلك إلى أن الآيات تشير إلى أن الأمة أوسع من كونها مجموعة من الناس بينهم قواسم مشتركة، بل هي أمة مكونة من أمم؛ فهي الأمة الجامعة أو الحاضنة الموحدة والقوية بعلاقاتها المترابطة، بفضل العهود والمواثيق بين الأمم الداخلة فيها بما يشابه خيوط الغزل.
وفي نفس هذا الاتجاه يحاول البحث الخروج بتأويل جديد لوصف الرسول صلى الله عليه وسلم بـ”النبي الأمي” في غير آية من الكتاب الكريم، بما يعضد فكرة الأمة الجامعة للأمم. فرغم أن الطبري أوَّلَ وصف الرسول الكريم بـ”الأمي” بحيث يشير إلى نسبته إلى أم القرى، إلا أنه لم يربط بين صفة الأمية ومفهوم الأمة؛ الأمر الذي سيحاول هذا العمل تتبعه بما يمكنه من تأويل صفة الأمية لتعني أن الرسول الكريم مرسل للناس كافة؛ أي للأمة الجامعة للأمم، لكونه النبي الخاتم.
وبذلك يحتوي مفهوم الأمة على منظور عالمي، بما لا يجعله محصورا في المسلمين فقط، بل إن هذا المفهوم مفتوح أمام كل من يعترف بالأمة وينضم إليها. وعلى هذا النحو يمكن لمفهوم الأمة حل العديد من الإشكالات النظرية والعملية لفكرة الدولة-الأمة (Nation-State) بالمعنى الغربي، الأمر الذي يمنح شرعية علمية لهذا البحث ويجعله يقدم سبيلا للخروج من أزمات هذه الدولة-الأمة بعد قرون عدة من نشأتها. ولبيان الاختلافات بين الأمة والدولة-الأمة، بالمعنى الغربي، انظر الشكلين (1.1) & (1.2) الواردين في هذا الكتاب في صفحتي 48 & 60، على التوالي.
….
من أجل استكمال تعريف مفهوم الأمة، يستنطق الفصل الثاني الآيات المدنية؛ سواء في السور المكية أو السور المدنية ذاتها، بخاصة تلك الآيات الأولى التي ورد فيها لفظ الأمة وكانت معاصرة لنشأة أول كيان سياسي للمسلمين. وتدور فكرة الفصل حول أن الأمة بدأت كيانًا أو مجتمعًا مفتوحًا أو تعدديًّا، لكن الحال قد انتهى بها لتصبح محصورة في الجماعة المسلمة فقط. ويركز الباحثون في دراساتهم على تلك المرحلة الأخيرة ويهملون المراحل الأولى لنشأة الأمة في المدينة؛ أي إنهم يغضون الطرف عن التحقق التاريخي للأمة المسلمة. ومن هذه الزاوية، فقد كان مفهوم الأمة يشير في الأصل إلى كيان مفتوح، يتمتع بخصائص محددة، ويمكن لأي فرد أن ينضم إليه، طالما سلَّم بهذه الخصائص. وكانت أولى الآيات المدنية التي ورد فيها لفظ الأمة هي الآية 164 من سورة الأعراف، ونزلت الآية الكريمة في وقت كان دستور المدينة يشير فيه إلى أن مجتمع المدينة متعدد الأديان، ويبين كيفية تعايش هذه الجماعات المختلفة وتفاعلها بشكل إيجابي مع بعضها البعض. ويتم هنا ترجيح ذلك التصور للأمة الذي يجعلها تضم كلا من الجماعة المؤمنة والجماعة العاصية؛ باعتبارهما تنتميان للأمة ذاتها؛ ومن ثم يغدو الإيمان بإله واحد والمسئولية أمامه أساسا للعلاقة بين الأطراف داخل الأمة؛ وهو ما يجعل هذا العلاقة هي علاقة نقاش وتفاعل وتناصح.
ويركز الفصل بشكل خاص على نبي الله إبراهيم بوصفه “أمة” من خلال تناول الآيات 120-122 من سورة النحل والآيات 127-134 من سورة البقرة. إن سمات سيدنا إبراهيم وحياته النموذجية تجعل منه مكافئًا للأمة في الخيرية والطاعة؛ فشخصيته تجمع خصائص الإنسان الذي يعيش بروح الأمة؛ وحياته عليه السلام وما تعرض له من ابتلاءات -أكسبته لقب خليل الله- جعلت منه تجليًّا واضحًا على هيئة شخص واحد لجوهر مفهوم الأمة القرآني؛ ألا وهو الاختيار والمسئولية لا القرابة والنسب. ومن ثم ففي دعاء إبراهيم لذريته تتضح العلاقة بين الفرد المسلم والجماعة المسلمة؛ فالنقلة في الدعاء من “مُسلِمَيْن” اثنيْن لوصف كل من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى “أمة مسلمة” (البقرة: 128)، تشير إلى الاستمرارية والارتباط بين كافة الرسل وأمم الرسالات، في إطار خطة إلهية.
وعلى هذا الأساس يصل البحث إلى استنتاج أن لفظ “مسلم” أوسع من الانتماء إلى الأمة الإسلامية الحالية المؤلفة من أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما يشير اللفظ إلى الخضوع لله باعتباره جوهر رسالة كل نبي؛ ومن هنا كان إبراهيم عليه السلام حنيفًا مسلمًا، وكل من جاء من ذريته من رسلٍ كانوا أيضا مسلمين. ويعني هذا أن الأمة المسلمة -بوصفها كيانًا تاريخيًّا ظهر للوجود مع الرسول عليه الصلاة والسلام- هي أحد تجليات الجوهر التوحيدي الخالص الذي جسَّده سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويعني ذلك أيضا أن الأساس في الانتماء للأمة هو الخضوع لله لا النسب والقرابة؛ ومن هنا لا يوجد شعب مختار وإنما عقيدة مختارة (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ) (البقرة 132).
وتسمح الخطوات السابقة بالمفاضلة بين تصوري مونتجمري وات وفريد دونر للأمة؛ فيُقبل تصور الأخير ويُرفض تصور الأول. أما دونر فيرى أن الأمة عبارة عن جماعة منفتحة دينيًّا ذات طابع عالمي وعابر للحدود بين العقائد؛ وبالتالي فهي كيان جامع، والأمة الأولى إن هي إلا حركة للمؤمنين من كافة العقائد. وعلى النقيض من ذلك، فالأمة عند وات مجتمع مغلق مانع يقتصر على المسلمين (بمعنى أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم)، ويرسي فكرة الخلاص الديني على أساس إقامة الفرائض التي قررتها الشريعة المحمدية.
وبناء على ما سلف، يقيم البحث تمييزًا دلاليًّا بين لفظي “مسلم” و”إسلامي”، ويتم إلحاق كل منهما بمفهوم الأمة وصفًا أو صفةً له؛ ويجعل ذلك معنى “الأمة المسلمة” يختلف عن معنى “الأمة الإسلامية”. وتشير “الأمة المسلمة” إلى جوهر التوحيد الخالص (أي الخضوع لله) الذي تجسد في إبراهيم عليه السلام بوصفه فردًا-أمةً، بعيدًا عن أية إضافات تاريخية أو ثقافية؛ الأمر الذي يجعل هذه الأمة المسلمة تضم كافة الرسل السابقين على الرسول عليه الصلاة والسلام، غير أن التجلي العملي للتوحيد الخالص يتغير عبر الزمان مع تتالي شرائع الأنبياء؛ بحيث لا يُعد مُسلمًا من يستمسك بالشريعة الموسوية في زمن عيسى عليه السلام مثلا. أما “الأمة الإسلامية” فهي ذلك المجتمع التعددي الذي تأسس في المدينة على يديه صلى الله عليه وسلم وضم اليهود والنصارى؛ واستنادا إلى تعاليم الشريعة المنزلة عليه. وتعتبر الأمة المسلمة الإبراهيمية هي النواة بالنسبة للأمة الإسلامية المحمدية التي هي في تعدديتها وانفتاحها غير مسبوقة في التقاليد الدينية للعصور السابقة عليها.
ويتم في الفصل الثالث تحليل وثيقة دستور المدينة الذي يمثل نموذجا نبويا عمليا يقوم على مُثُل أو أخلاقيات القرآن. ويقصد من ذلك اختبار النتائج التي وصل إليها الفصلان السابقان بشأن مفهوم الأمة في القرآن المكي والمدني، بمعنى هل تؤيد بنود دستور المدينة تلك النتائج أم لا. وتجدر الإشارة إلى أن لفظ الأمة قد ذكر في الوثيقة مرتين: مرة للإشارة إلى ماهية الأمة، وأخرى للإشارة إلى العوامل المشتركة التي ينبني عليها كيان الأمة. ويسعى هذا الفصل إلى معرفة ما إذا كان مفهوم الأمة المذكور في السياق المدني يشير إلى مجتمع مغلق للمسلمين أم إنه مجتمع مفتوح أمام كافة العناصر البشرية.
ويتضح من البند الأول من الوثيقة أن الأمة ليست كيانا قائما بالفعل (established) لكنه مصدر للتماهي (identification) يتألف من كيانات قائمة كالمؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب واليهود وغيرهم. ويكشف هذا التنوع عن ارتباط مفهوم الأمة بفكرة الاختيار؛ الأمر الذي يجعل من الأمة مجتمعًا مفتوحًا لا منغلقًا على ذاته. ويتضح من البند الخامس والعشرين أن الدين (بمعنى العقيدة) ليس القاسم المشترك بين أبناء الأمة؛ حيث وردت الإشارة إلى أن اليهود أمة “مع” المؤمنين رغم الاختلاف القائم بين الجماعتين في العقيدة. وبالتالي تتمثل غاية الأمة في توحيد تلك الجماعات أو العناصر البشرية المختلفة. ويعكس السماح لليهود بالدخول في الأمة -مع الاعتراف بعقيدتهم وشريعتهم- وجود رغبة في التواصل مع التقاليد الدينية السابقة على الإسلام أكثر من القطيعة معها وتكوين جماعة مغلقة؛ الأمر الذي يدل على أن الرسالة القرآنية هي استمرار للتقاليد السابقة عليها (مع الفارق).
ورغم اعتراف الوثيقة بالكيانات القبلية بوصفها مرتكزات للوجود الاجتماعي، إلا أنها نقلت حل الصراع القبلي من المستوى الجزئي للعلاقات بين القبائل إلى المستوى الكلي للأمة؛ الأمر الذي يجعل الوثيقة تعترف بالولاءات والكيانات القبلية، لكنها تجعل فض النزاعات بينها على مستوى أعلى منها؛ وهو مستوى الدين (بمعنى الشريعة أو مرجعية المجتمع).
وللإجابة عن السؤال الرئيسي للفصل بشأن كون الأمة كيانًا إسلاميًّا حصريًّا أم مجتمعًا مفتوحًا، يولي الفصل عناية بتحليل البند الخامس والعشرين الذي يشير إلى المركز القانوني ليهود بني عوف: فهل تشير الوثيقة إلى أنهم “أمة من المؤمنين” أم “أمة مع المؤمنين”؟ ورغم أن بعض الدراسات ترجِّح أن الوثيقة قد جاءت فيها الصيغة الأولى، مما يعطي يهود بني عوف ميزة الاعتراف بدينهم وشريعتهم؛ وبالتالي يكون لهم حق التمتع بالأمن والحماية بموجب دخولهم في العقد، إلا أن البحث يرجح الصيغة الثانية للبند؛ بحيث يغدو هؤلاء اليهود أمة “مع” المؤمنين. وتبرير ذلك هو أن غرض الوثيقة توحيد الجماعات المختلفة وإرساء السلام بينها داخل مجتمع المدينة؛ وهو ما يجعله مجتمعًا مفتوحًا.
ويضاف إلى ذلك أن لفظ المؤمنين المذكور 32 مرة في الوثيقة إنما يشير بشكل رئيس إلى المسلمين؛ ذلك أن شرط الإيمان ليس فقط التسليم بوجود الله تعالى، ولكن أيضا الاعتراف بنبوة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومساندته سياسيًّا وعسكريًّا؛ وهو ما لم تطلبه الوثيقة من اليهود. إن الإيمان بحسب الوثيقة هو الشرط الجوهري للدخول في العهد أو الميثاق لا اتباع شريعة (عبادية أي شعائر) معينة؛ ومن هنا الإقرار لليهود باتباع شريعتهم*.
ويشير الشكل (3.1) الوارد في صفحة 144 إلى أن اللبنة الأساسية في بناء الأمة هم المؤمنون/المسلمون ثم يتسع نطاق الأمة ليشمل اليهود ومواليهم (الجماعات الموالية لهم) وجيرانهم (الأفراد المستأمنين). ولما كانت الوثيقة تشير إلى أولئك المخاطبين بها بـ”أهل الصحيفة” فيدل ذلك على أن الأمة كيان مفتوح من حيث جوهره أمام كل من يرغب في الانضمام إليه على أساس مبادئه. وهذه هي المبادئ القرآنية المتمثلة في: وحدة الجنس البشري أمام الله، والاتصال بين الأنبياء السابقين والأمم السابقة من المؤمنين، والإيمان بإله واحد خالق للبشر جميعا.
وختاما، بعد مقارنة هذه النتائج بمفهومي الدولة-الأمة الحديث ودولة-المدينة اليوناني، يخلص هذا العمل إلى وجود باراديم جديد يتعلق بما تمثله الأمة في الفكر الإسلامي وبدورها السياسي، (الذي أهملته الدراسات السابقة بشكل مثير للدهشة)**. ولهذا الباراديم الجديد أهمية حاسمة في اللحظة التاريخية الحالية؛ سواء بالنسبة للمجتمعات الإسلامية التي ترزح تحت الثقل الهائل لنظام الدولة-الأمة، أو بالنسبة للعالم الحديث الذي يحتاج احتياجًا شديدًا إلى منظور جديد لدور المواطنين في هذا العالم المتداخل المتشابك المعولم؛ خاصة مع فقدان الدولة-الأمة للقدرة على الحفاظ على تماسك المجتمعات متعددة الثقافات ولشرعية وجودها بوصفها نظامًا سياسيًّا قابلاً للاستمرارية في تلك المجتمعات.
=================================
*قد ينبغي التنبيه في ذلك إلى التمييز بين الحرية الكاملة لغير المسلمين في أداء شعائرهم التعبدية، وحريتهم الكاملة أيضا في التحاكم إلى شرائعهم فيما يقع بينهم، وبين أن الشريعة الإسلامية تكون هي الحاكمة للمجتمع كله فيما يقع في المجال الاجتماعي المشترك؛ وهي حاكمة على المسلمين كغيرهم، وليست صادرة أصالة عن المسلمين. (تحرير العرض).
** قد يكون مفهوم الأمة الذي تنيره الدراسة غير واضح في التراث المكتوب في حدود ما وصل إليه هذا البحث، لكن التاريخ الإسلامي الفعلي يشهد بحضور هذا المفهوم بقوة؛ وهذا مستند قوي لما تقدمه الباحثة. (تحرير العرض).