الحالة الإسلامية 2008: الاستمرار والتغير…أ.مدحت ماهر

 

 

 

 

أضحى التتبع للأخبار والأنباء العامة في جنبات الكوكب ولحظةً لحظةً بغير انقطاع، من أهم سمات عصرنا الراهن باسم الثورة الإعلامية والاتصالية والمعلوماتية، وبوسائل وأساليب شتى؛ الأمر الذي وفّر للوعي الإنساني فيضانًا مغرِقـًا من مادة المعرفة والإدراك لمجريات الحياة والعالم من حولنا. وعلى الرغم من هذا التقدم المتصاعد في توفير البيانات والمعلومات ووسائلها، فلا يزال المعيار الزمني يبدو وحده الحاكمَ لعمليات الرصد والتقصي والجمع والنشر الإعلامي؛ بما يجعل الوعي في حالة شحن وتفريغ دائمة يمحو جديدُها قديـمَها، ولا تكاد تكتمل فيه صورة، أو تتراكم فيه فائدة معرفية أو هداية معنوية. هذا فضلاً عن تكريس هذا النهج للنظرة التجزيئية والمتفتتة إلى قضايا الأمم والشعوب؛ فلا خيط ينظِم، ولا معيار يصنّف، ولا ميزان يقدّر، ولا دليل يوجّه، بل يُترك الأمر للقدرات الذاتية للمتلقي والظروف الخاصة بكل فرد أو جماعة أو أمة. وفي هذا يلاحَظ أن أمتنا –على الرغم من هذا الفيض الإعلامي الشامل- هي أكثر من عانى -ولا تزال تعاني- من سوأتي التعامل الإخباري معًا: الإهمال والإغفال المعلوماتي من جهة، وتحكم النظرة التجزيئية والوقتية في بناء الوعي بشئون الأمة بين أبنائها من جهة أخرى. 

للمزيد

اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى