من تحارب إسرائيل اليوم؟ إنه العالم والإنسان!!!

(اليوم: وزير إسرائيلي يطالب بضرب غزة أي أكثر من مليوني إنسان بقنبلة نووية وإبادتها)

تقول إسرائيل إنها تحارب حماس والفصائل الفلسطينية في غزة، لكن فعلها وحركتها يقولان غير ذلك.

كل يوم، قبل 7 أكتوبر وحتى اليوم، تقتل إسرائيل من سكان غزة، ومن سكان الضفة الغربية، تقتل كل يوم. عدد قتلاها من الشعب الفلسطيني (الذين يسمون بالمدنيين وهم غير المقاتلين من حماس والفصائل) كبير جدًّا. ولكن طريقة القتل اليوم وحشية بشعة؛ ليست عبر معارك بين طرفين مسلحين، إنما هي مجاوز ومذابح مروعة؛ تقترفها دولة مدحَّجة بأكثر الأسلحة حداثة وشراسة، كمًّا ونَوعًا، تجاه شعب أعزل؛ بأطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه: البنات والأولاد.

هذه المعركة تكشف عن طبيعة إسرائيل، وخصائص جيشها وعقيدتها القتالية. وهذا ليس شيئًا جديدًا، تاريخ إسرائيل منذ ما قبل إعلان دولتها عام 1948 يتضمن منطق “الاستباحة”. “الاستباحة الإسرائيلية” عقيدة تسمح للإسرائيلي –وحده على سبيل التمييز والاستثناء- أن يقتل بكل أريحية الطفل والمرأة والشيخ الكبير والشباب الصغار، في صفوف غيرهم؛ وبالأخص أبناء أعدائهم وزوجاتهم وعائلاتهم. هذه عقيدة إسرائيلية قديمة جديدة يؤكدها الواقع ويوثقها المشهد المعاصر.

ينتمي الغزاويون إلى شعب يزيد عدده عن عدد سكان إسرائيل اليهود؛ هو الشعب الفلسطيني. إسرائيل بهذا المسلك تحارب -أولا- الشعب الفلسطيني كله. هذا العدد يتضاعف حين ننظر باتجاه الفلسطينيين الذين استطاعت إسرائيل تهجيرهم وطردهم من أرضهم منذ 1948 ثم 1967 ثم 1982، وهؤلاء يعيشون في دول عديدة على انتظار الظروف المواتية ليعودوا إلى ديارهم التي لا يزالون يتمسكون بها؛ ويسمونه (حق العودة).

بهذه السياسة طويلة المدى تحارب إسرائيل –ثانيا- أمة أعظم عددًا وتاريخًا؛ هي الأمة العربية الإسلامية، الذين يرتبطون بفلسطين بحكم الجغرافيا الواحدة، واللغة العربية، والدين الإسلامي، والتاريخ المشترك، وبحكم شعور عام لا يزال حيًّا بأنهم –بدولهم الكثيرة- يشكلون “أمة واحدة ذات مصير واحد”. بهذا، تحارب إسرائيل العالم العربي والإسلامي بشعوبه وحكوماته. نعم تسعى إسرائيل إلى إقامة علاقات سلام مع بعض حكومات هذه الأمة، لكنها بسياستها العدوانية في فلسطين تعود وتهدم كل خطواتها الصغيرة الخفيفة.

طريقة حرب إسرائيل بالمذابح والمجازر ضد شعب أعزل، وإسقاط الآلاف من أطفاله ونسائه وشبابه الأبرياء قتلى، تجعل إسرائيل عدوًّا للإنسانية. اليوم، أكثر حكومات العالم تطالب إسرائيل بالتوقف عن القتل عبر المجازر والمذابح البشعة، لكن إسرائيل لا تتوقف، بل تقف أمام معظم العالم رافضةً إيقاف قصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ومستودعات المياه. يطالب العالم كله إسرائيل –بما فيه حلفاؤها- لإدخال المياه والطعام والدواء والوقود والكهرباء إلى قطاع غزة، لكن حكومة إسرائيل تقف رافضةً ذلك؛ وتفرض على العالم أن يشاهد كارثة وحشية لا تليق حتى بحيوانات الغابة.

اليوم، يطالب وزير إسرائيلي بضرب قطاع غزة المكتظ بميلوني مواطن وأكثر، بـ”قنبلة نووية”، فيرد عليه إسرائيليون: إن هذا سيقتل أسرانا لدى حماس…!!!

إلى هذه الدرجة تشتمل العقيدة الإسرائيلية –وخاصة العقيدة القتالية- على “استباحة الآخر”؛ والقتل الوحشي، وعدم التوقف عن القتل بالمجازر، والقصف الجوي والمدفعي الشامل للمدنيين الأبرياء، وبالتجويع ومنع الماء والدواء عن الأطفال والجرحى، ومنع الوقود عن المستشفيات، … عقيدة قتل لم تُعرف في التاريخ إلا قليلاً، وتم تشييع مرتكبيها عبر التاريخ باللعنات.

إن إسرائيل اليوم تحارب الجميع:

الفلسطينيين،

العرب،

المسلمين،

العالم والإنسانية ..

إسرائيل اليوم تحارب معنى الإنسان،

تحارب كل إنسان!!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى