“المقاومة المعرفية للعلمانية الملحدة: حوارات الإسلام والعلم”

اللقاء الثالث من منتدى الحضارة جديد العلم والعالم

تقديم د. مدحت ماهر*:

يربط المنتدى هذا العام بين العلم والعالم، وذلك عبر البحث عن الجديد فيهما؛ باعتبار أن العلم والعمل قرينان، وإن العالم أصلًا كلمة مشتقة من العلم، ولقاء اليوم سيكون له وقفة مع كلمات العلم والعلمانية والعالم. وتنوع لقاءات المنتدى لهو دلالة على أن عالم اليوم، عالم منفتح التخصصات، وأن التخصصات صارت مسامية، وأن الحدود بينها تكاد تتماهى، وثمة تداخلات كبيرة بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والشرعية والطبيعية. فهي في واقع الحياة لم تنفصل، ولكن فلسفة العلم الحديثة التي نشأت في الغرب في القرن التاسع عشر هي التي أنشأت مفاهيم التخصص، وتحولت الحدود بين التخصصات -جراء الغلو- إلى أسوارٍ عالية، وهنا تتولد الرغبة في تجديد التفكير بخصوص هذا الموضوع.

أ. سلمى حسب الله، وهي خريجة هندسة معمارية، أحد النادرين المهتمين بهذه المساحة في مصر والعالم العربي، تلك المساحة المتعلقة بالمقاومة المعرفية، ليس فقط على مستوى العلم وإنما حوارات الحياة والمشي في مناكبها.

منذ ما برز سؤال المعرفة المعاصرة في العالم الإسلامي، وقضية العلم والعلمانية والدين واللادين في القلب منه؛ لأن العلوم السائدة والغالبة في العالم قامت فلسفتها في القرون الأوروبية الأخيرة على تنحية الدين مصدرًا للمعرفة، وليس فقط تنحيته في المجال العام، والمجال السياسي، ولكن تنحيته في مجال العلم، ولم يعد الوحي مجالًا لبناء العلوم. ومن ثم لما بدأ السؤال عن موقع المصادر المعرفية الإسلامية من العلم، واجهنا واقعًا يُنكر ذلك، ومن ثمّ أيضًا فرحلة المنظور الحضاري عبر نصف قرن -في جزءٍ كبيرٍ منها- تمثل هذا العنوان “المقاومة المعرفية للعلمانية”.

الجديد في هذا العنوان، هو “الملحدة”، إذ تأكد مؤخرًا أن العلمانية التي تدثرت برداء العلم، خلال القرنين الماضيين، تلك العلمانية موقفها من الألوهية وأصول الأديان في حقيقته هو الرفض والإنكار، وأن الفلسفات التي تراكمت في هذا الشأن، واشتغلت على الترجمات في العقود الأخيرة منذ النصف الثاني في القرن العشرين أصبحت أكثر وضوحًا في هذا الصدد. ومن جانبٍ آخر، فإن قضية الإلحاد نفسها في النقاشات والثقافة العالمية، بعيدًا عن فلسفة العلوم، أصبحت على رأس أجندة الاهتمام في العالم، كما أن الموقف من الأديان بصفةٍ عامة صار مطروحًا بشكلٍ كبير.

ومن التراكم الحاصل في دراسات المنظور الحضاري، نجد أن الدين الأول الذي يقف في دائرة الدفاع عن الدين بصفةٍ عامة هو الإسلام. نحن حين بدأنا ننقل عنهم الفلسفة الوضعية، كان الطعن في حقائق الدين، وبالأخص الإسلام منذ البداية، ولكن حين بدت مقاومة لتلك الأفكار، أخذت العلمانية شكل الصمت عن الإلحاد، والكلام بحديث أقل حدة في مسألة الموقف من الدين، ثم الدخول في الطعن في تفاصيل ما، وما إلى ذلك.

اليوم الموضوع مطروح بشكلٍ كبير: الإيمان والإلحاد، العلم والدين، عاد كأننا عدنا قرنا وزيادة، إلى أوائل القرن العشرين، وإن كان بتداخلات كثيفة مع العالم المحيط بأمتنا في ظل التقنيات الحديثة. وفي الوقت الذي تُوجه كثير من الأسهم إلى الأديان، فإن كثيرًا من آمال المؤمنين بالأديان معلقة على قدرات هذه الأمة وقدرات دينها على مواجهة الإلحاد العلماني والعلمانية الملحدة.

أ.سلمى حسب الله، لديها مجموعة من المعارف الفنية والأدبية يتم توظيفها بأرقى الوسائل لخدمة المقاومة الحضارية للأمة، وفي قلبها المقاومة المعرفية؛ وهي قد قدمت ورقة بعنوان المحاضرة نفسه في عدد قضايا ونظرات (يناير 2024)، وهذا اللقاء هو امتداد لتلك الورقة وإضافة إليها.

إن منتدى الحضارة أخرجنا من دائرة العلوم السياسية التقليدية إلى موضوعاتٍ أوسع، ذلك أن المقاومة الحضارية للأمة تتم من مداخل ومستويات متعددة، وكل لما يُيسر له.

ورحبت د. نادية مصطفى* بالمحاضِرة أ.سلمى، وأكدت أهمية اللقاء في علاقته بتطور دراسات المنظور الحضاري باتساعها. فقد اعتدنا تناول تلك الموضوعات من قبل أساتذة الفكر والفلسفة والسياسة من مداخل تخصصاتهم، ولكن الجديد اليوم كون أ.سلمى أديبة وقصصية؛ وبالتالي فلديها مجموعة من المعارف الفنية والإنسانية التي من اللازم توظيفها لتحقيق أرقى الغايات لخدمة هذه الأمة عبر المقاومة الحضارية، وفي نواتها المقاومة المعرفية. والحقيقة أن أ.سلمى لها باع في مسألة الحوار بين الإسلام والعلم، عبر عواصم عالمية متعددة، مع علماء من تخصصاتٍ مختلفة، في محاولةٍ للإسهام في مواجهة هذا التحدي.

مداخلة أ. سلمى حسب الله*

مقدمة:

هل تتسع دائرة الإلحاد؟

نرصد حولنا مشكلات كثيرة في نطاق العلاقات الاجتماعية والأسرية، على المستوى الشخصي، وانتشار خلافات بين الأم وأبنائها في المساحة العقدية، وذلك في الوقت الذي تنتشر فيه على شبكات الإنترنت مجلات خاصة بالإلحاد والملحدين؛ سواء على مستوى مصر أو العالم العربي، أبرزت حالة من أصبح يعيش من دون أن يكون تحته أرضية صلبة، ومن صار في حالة حرة –في اعتقاده- بسبب شعوره أنه تحرر وكسر قيود الدين، وسعيد بذلك. وهذا ليس فقط مرصودًا من التفاعلات الشخصية والإلكترونية، ولكن المجلات الغربية، والتقارير والتحقيقات أبرزت أن هناك تزايدًا في أعداد الملحدين وغير المتدينين في العالم العربي، وصولًا إلى أنه أصبح هناك مؤسسات تدعو لهذا الفكر الإلحادي تحت مظلة التنوير.

ما عقيدة الملحد؟

عقيدة الملحد أنه “لا إله”. وهي عقيدة ضاغطة جدًّا، ليس فقط في وقت المحن، التي تجعل المؤمن يلجأ إلى الإله، ويدعوه بأسمائه: اللطيف، الودود، وإنما أيضًا في أوقات الرخاء؛ حيث نجد كل شيء فقد معناه: لماذا أسعى؟ لماذا أنجح؟ لماذا أحب؟ فكل شيء سيؤول إلى التراب.

وعندما تسأل الملحد، كيف تكون هذا الكون، سيرد بالانفجار العظيم الـ Big Bang، وقد جاءت كل هذه الكائنات عبر نظرية التطور، بدأنا من خلية، والخلية تفرعت فأنتجت النباتات والأسماك والطيور، كما أن البيئة تطغى على الكائنات وتخرج مجموعة صفات، والكائن يتحول إلى آخر، فأصبحت كل الكائنات عائلة واحدة.

وعليه، فلو كانت البيئة ضغطت بشكلٍ مختلف كنا صرنا شيئًا آخر غير بني آدميين. إذًا، تلك عقيدة قائمة على الصدف، والميكانيكية، ليس لها غاية، فالإنسان ليس مقصودًا في هذا الكون وفقًا للملحدين.

أولا- قناعات غير المؤمنين:

ربما يطرح البعض التساؤل: هل القناعات المعرفية لغير المؤمنين على حق؟

يمكن لتقييمها تقسيمها إلى نوعين من القناعات: قناعات معرفية علمية وفلسفية (اتخاذ العلم عقيدة، الإيمان بأن العلم سيفسر كل الأسئلة الكبرى، اتخاذ العلماء أنبياء، مغالطات فلسفية، نظرية داروين، النظرة الدونية للمؤمن وتهميشه، العلم ضد الإيمان، الإنسان جسد لا غير، ليس لدينا إرادة حرة)، قناعات معرفية اجتماعية (الإحساس بغياب العدل (اليأس)، الحرية هي التحرر من الدين، النسبية المطلقة).

وفيما يلي سنُقيم نماذج من تلك القناعات:

1- قناعات معرفية علمية وفلسفية

أ- اتخاذ العلم عقيدة:

كل دين له كتاب مقدَّس، ولأتباعه مصادر معرفية مبنية على هذا الكتاب، أما الكتاب المُقدس للملحدين فهي كتب “العلم” بالمفهوم الذي يصدرونه. والسؤال هنا: هل يُعقل أن يكون المصدر الخاص بي متغير؟!

على سبيل المثال، كانوا قديمًا معتقدين بأن الأرض هي المركز، وجميع ما عداها يدور حولها. ذلك حيث إن فكرة الأرض ثابتة ونحن متحركون، دليل على مركزيتها، وكذلك جاذبيتها. ولكن أثبتت هذه النظرية فشلها، رغم استمرار وجود الشواهد التي بُنيت عليها مع تفسيراتٍ أخرى، فطبيعة العلم أنه متغير، وتأتي نظرية لتنفي أخرى، فكيف يُتخذ العلم على أنه عقيدة.

ب- العلم سيُفسر كل الأسئلة الكبرى:

نحن محدودون جدًا في التعامل مع المحسوسات، ذلك أن قدراتنا وحواسنا محدودة جدًا، فنحن لا نزال نمرض ونموت، بعد كل هذه التكنولوجيا والأبحاث. كما أننا لا نعرف سوى 4% من الكون وظواهره وحقائقه. على سبيل المثال، ما زلنا لا نفهم الأساسيات الخاصة بالمخ.

فهل يستطيع أحد الإجابة على تساؤل: كيف جاءت الخلية؟ يكون الرد أن هذا هو إله الفراغات أو الفجوات.

وهنا قفزة كبيرة جدًا تفرق بين الملحد والمؤمن، إذ يزداد المؤمن إيمانًا عندما يرى الجمال، أو يعرف عن الأنظمة داخل الكائنات والموجودات، أو يصل إلى شيء من الحقيقة. والمشكلة أن غير المؤمنين بالإله هم من يصنعون هذه الفجوات؛ لأن أي شيء لا يعرفونه يردونه إلى التطور، في إطار ما يمكن أن يطلق عليه “تطور الفجوات”، لكنه كلما سُدت فجوة ظهرت أخرى، فكلما نعرف فُتحت أمامنا أسئلة جديدة.

ج- اتخاذ العلماء أنبياء:

على سبيل المثال، ستفين هوكينج (1942–2018)، وهو متخصص في الفيزياء (عالم كونيات)، لكنه كان ملحدًا، وكان يبث أفكاره وعقيدته على أنها “علم”، ثمّ ألف كتابًا في 2018 أسماه “إجابات مختصرة على الأسئلة الكبرى”، خارجًا عن نطاق تخصصه، وفيه عرَّف الإله على أنه تجسيد لقوانين الطبيعة، ويعتبر أنه يخالف اعتقاد البعض بأنه يمكن أن يكون شبيه بالإنسان، ويرى مدى ضآلة وصدفة حياة البشر. وذلك على خلاف مثلًا رؤية الإسلام للإنسان، مثلما يقول الإمام علي:

وَتَحْسًبُ أَنَّكَ جِرْمٌ صَغِيرٌ      ،،        وَفيك انطَوَى العالمُ الأكبرُ[1].

وبالتالي، فليس معنى كونك صغير في الكون، أنك تنكر وجود الله.

وهنا السؤال يُوجّه للملحدين: كيف سيكون لدى الإنسان شغف في المعرفة، واكتشاف الكواكب الأخرى، بينما هو شخص وليد الصدفة ويتطور بطريقة ميكانيكية؟ وكل ذلك لا يوجد عليه إجابات في المنطق الخاص بهم.

د- مغالطات فلسفية:

على سبيل المثال، في القرن الثامن عشر ويليام بالي (1743 – 1805)، وهو فيلسوف إنجليزي، يؤيد الإيمان بالله تعالى، قال: لا يوجد ساعة من دون صانع ساعات، وأشار أن التصميمات الموجود في الطبيعة تؤدي أنه لا بد من وجود خالق، وأن الله موجود. ورد عليه ديفيد هيوم (1711- 1776)، وهو ملحد، بالآتي:

– أنه لا يوجد تشابه بين الطبيعة والساعة نستخلص منها أن الله موجود، وأنهما صُنعا بنفس الطريقة.

– وأن صنع الساعة يستدعي عددًا كبيرًا من الخبراء، وعددًا كبيرًا من محاولات الخطأ والفشل، وبالتالي يجب أن يكون هناك مجموعة من الآلهة خلقت الكون، وأحدثت محاولات عديدة من الخطأ والصواب، وهذا يخالف عقيدة المؤمن، بينما الملحد يقيس قدرة الله بالمقاييس البشرية.

– وإذا كان الكون أبديًا (ليس له بداية)، فمن الممكن أن تكون الطبيعة قد شهدت تطورًا عن طريق جزئيات عشوائية تتجمع معًا لتكون نظام منظم بشكلٍ لا يصدق.

وتلك المغالطات مستمرة حتى وقتنا هذا، إذ يرى ريتشارد دوكينز في كتابه “الإله الوهم” أن التطور يفترض أن يكون الإله كيانًا معقدًا، والمنتج النهائي لتطور البشر، وبالتالي يأتي متأخرًا إلى الكون، ولا يمكن أن يكون هناك خالق هو البادئ. وقد رد عليه مصطفى محمود في كتابه “حوار مع صديقي الملحد”، في إجابته عن سؤال “من حلق الله؟” أنه جعل من الخالق مخلوقًا، وكأن الدمية تتساءل: هل صانعها يتحرك بحبالٍ مثلها؟ لا يمكن قياس قدرة الله مثل ما تقيس قدرة البشر.

من النظريات السائدة في الفكر الإلحادي، نظرية ضربات القرد اللانهائية، بمعنى أنك إذا تركت قردًا يضرب مفاتيح الآلة الكاتبة بشكلٍ عشوائي لعددٍ لا نهائي من المرات، فسيقوم القرد بكتابة أعمال شيكسبير! وحاولوا إثبات ذلك بنظرية الاحتمالات، وفقًا للمعادلة: P(X)= (1/50)6

ويُمثل X الكلمة أو الجملة التي ستكتب، و50 هو عدد مفاتيح الآلة، وبالتالي فمع ضغط القرد على المفاتيح لابد أن ناتج المعادلة سيكون أكبر من صفر، وبالتالي هناك احتمال –ولو كان ضعيفًا- أن يكتب شيئًا ذا معنى. ومنها أثبتوا احتمال أن يأتي هذا الكون “صدفة”!

في هذا السياق تصدر الدعاية الغربية (الإلحادية) فكرة “صدفية الكون”، وتصادف الأحداث لتكوينه، وأن الكون متعدد، بل هناك عدد لا نهائي من الأكوان، ولكل واحدٍ منها أرقام مختلفة لثوابت الطبيعة: مثل الاختلاف في الجاذبية، الضوء، الصوت…

وأحد الردود البسيطة التي جاءت (بنفس منطق المنظومة الإلحادية) على هذه النظرية: أن القرد سيحتاج إلى أضعاف أضعاف عمر الكون بدءًا من الانفجار العظيم -كما يدعون- إلى وقتنا، ليكتب جملة بسيطة مثل: “أكون أو لا أكون”.

ه- نظرية داروين

وهي لديهم عقيدة شائعة وعميقة، وليست نظرية علمية كما يدعون. يرى ريتشارد دوكينز أنه قبل ظهور داروين كان من الصعب جدًا أن تكون ملحدًا، على الأقل أن تكون ملحدًا من دون الشكوك المزعجة، لقد أصبح من السهل أن يكون الملحد مشبعًا فكريًا وراضيًا، بسبب داروين.

فعلام تنص نظرية التطور؟

  • كل الكائنات الحية في تكوينها خلايا DNA (وهو عبارة عن تفاصيل صفات وشكل الكائن الحي، ومعلوماته، والأمراض التي يمكن أن يمرضها، وأسلافه، وكل ذلك موجود في جينوم الكائن)، وهي مكتوبة بأربعة حروف متكررة بطرقٍ مختلفة تحمل الجينات (الصفات الخاصة بالكائن)، علمًا بأن هناك أخطاء في هذه الجينات تسمى “طفرات Mutation” فيما يُسمى بكتاب الحياة “Manual”. فإذا قلنا –مثلا- إن هناك شخصًا عنده صفة مثل أنه “مرح” فقد يحدث خطأ ليكون “مرن”. فمثلًا إذا حدث تزاوج بين أرنبين أبيضين، قد يكون هناك خطأ (طفرة) بطريقة عشوائية يؤدي إلى أن يكون هناك أرنب أسود.
  • وهنا تأتي المرحلة الثانية من نظرية التطور: “الانتقاء/ الانتخاب الطبيعي”. فبسبب ضغط البيئة على الكائنات، تتحدد الصفات التي تستمر والأخرى التي تختفي. فمثلًا يمكن أن تستمر وتتكاثر الأرانب السوداء بسبب اختفائها عن الطيور الجارحة بخلاف الأرانب البيضاء؛ وهو نوع من التطور الجزئي أو التكيف (المايكرو)، ولا خلاف على ذلك، وهو منظور ومشاهد.
  • أما القفزة التالية، وهي غير منظورة، فهي الانتواع Speciation، حيث بالتدريج غير الملحوظ تتغير هذه الصفات ويحدث الانتواع؛ أي أن يتغير الكائن من نوع إلى كائن آخر من نوع آخر، حيث تتجمع الصفات وتتغير، إلى أن يصل الكائن إلى أن يكون كائنا آخر “أرقى”؛ وهو ما يُسمى بالتطور الكبير (ماكرو)، وهو غير مرصود.

ويُرد على هذه النظرية -علميًا- بأن تكوين المعلومات الجديدة من الصعب أن ينتج عنه تطور كلي، فمثلًا إذا كان هناك في كتيب إرشادي لعمل طائرة، خطأ مطبعي متكرر، فلن يُؤدي إلى نتيجة عملية. وفي كتيب حياة الكائنات هناك تعقيد غير قابل للاختزال، فمثلًا إذا كان مكتوب “غمرها فرح شديد”، فكلمة “فرح” حصل فيها خطأ فأصبحت “فرن”، وبالتالي الجملة أصبحت: “غمرها فرن شديد”؛ لا معنى لها، ولا تؤدي إلى خصائص؛ وبالتالي فلكي يحدث الطفرة، لابد أن تتغير كل الحروف لتعطي معني جديد مفهوم.

كما أن الجينات الخاصة بالكائنات متعددة الوظائف، وقراءتها بطرق مختلفة، تؤدي إلى معانٍ متعددة. وافتراض الأخطاء يتعارض مع هذه الخاصية، فكلمة “فرح” يمكن قراءتها بالعكس على أنها “حرف”، أما كلمة “فرن”، فلا يمكن قراءتها من اليسار إلى اليمن، ولن يؤدي إلى معنى. وإذا كان الحديث عن أن التكرار يعني جملة جديدة مفيدة فهذا غير منطقى، وغير علمي، فالأمر في غاية التعقيد.

وتثبت الدراسات أن المعدل الفعلي للطفرات المفيدة منخفض للغاية، إلى درجة أنه يحبط أي قياس فعلي للتطورات الإيجابية. علمًا أن الطفرات المضرة هي ما يسبب الأمراض، فكيف في ظل مثل تلك المعطيات هناك من يتوقع أن الطفرات المفيدة بإمكانها أن تحول كائنًا إلى كائن أرقى.

الطريق الثالث للتطور، لا توجد آلية محددة للتطور قالت بها هذه النظرية، وفي هذا الإطار ظهرت مجموعة من العلماء الملحدين ولكنهم غير مقتنعين بالمقولات سابقة الذكر لنظرية التطور. دينس نوبل (عالم بريطاني، ويُعد الأب للأحياء الحديثة في أوروبا وأمريكا)، يذكر أننا سنحقق مزيدًا من التقدم، ولكن الأمر يتطلب المزيد من التمويل لتطوير الأبحاث، إلا أن حقيقة الأزمة لا تكمن في نقص التمويل، وإنما في التعامل مع الأمر باعتباره عقيدة، وبالتالي لا رغبة في تطويره.

2- قناعات معرفية اجتماعية:

في الإطار الإلحادي فإن الحرية هي التحرر من الدين. وبينما يسود الاعتقاد لدى الملحدين بأن السعادة والحرية هي في التحرر من الدين، نجد أننا كلما تعمقنا في جزء من عقيدة الإلحاد، نرى تناقضًا مخلا في فكر كل من لا يؤمن بالله. فعقيدة الإلحاد تتعارض مع:

– الجمال: جمال المنظر، جمال اللحظات، جمال براءة الأطفال، جمال مشاعر الأبوة.

– العلم: لقيام الإلحاد على أن العالم أتى صدفة!

– الحكمة: بقولهم: غدًا الأيام تعلمك، فمن المعلم؟ ومن المربي؟

– التصميم الذكي والدقة في هذا النظام الكوني.

– الاستدامة: مثل تعاقب الليل والنهار.

– القيم: لا يوجد لها مكان في منهجهم وفكرهم، إلا بصورة نسبية.

– الإرادة الحرة: ليس لها مكان، فكيف أتت هذه الإرادة الحرة، بينما كل شيء يتطور ميكانيكيًا؟

– الفطرة، وما ينبثق عنها من شعور مثل الظلم، والغضب.

إذن، فقناعات الإلحاد مبنية عن قناعات اجتماعية ومعرفية خاطئة، وعن جهل، وهو جهل ليس بمعنى قصور المعرفة، ولكن الظن أنك تعلم وأنت لا تعلم، وهذا هو الجهل بعينه.

ثانيًا- لماذا ينشرون الإلحاد؟

هذا الإلحاد تُغذيه قوة ما، أو مصالح ما، ولكن السؤال هو: لماذا ينشرون الإلحاد؟

– يُحرر الإيمان الإنسان من اليأس والاستسلام والعبودية.

– يحرر الإيمان الناس من كل أنواع الجهل.

– يحرر الإيمان الإنسان من أهواء نفسه، وشهواتها، ومن الجور والكيل بمكيالين.

– مع غياب الإيمان يغيب معيار الأخلاق ذاتها وليست ممارستها وحسب.

– مع غياب الإيمان تغيب المسؤولية، وتتفكك الأسر، كما نرى.

ذلك حيث تسود معايير معينة للقوة ترتبط بسيطرة الفكر المادي؛ وهي مادية مطلقة، لا تسمح بفرضية وجود إله، ولا بتجاوز المادة إلى المعاني والآيات. ولكن العالم أكثر من مجرد مادة، والعلم يلزم أن يتحرر من هذا الفكر، لا سيما أن الإنسان أكثر من مجرد جسد.

وترتبط سيطرة هذه الأفكار بجملة من المؤسسات المسيطرة، التي تمتلك أدوات البحث، ولديها توجهات تؤثر في أراء العلماء ونتائجهم، فقد أصبح العالم مقيدًا بفعل هذه القوى. وينطبق الشيء نفسه على النشر العلمي، وهيئات التحرير، التي ترفض نشر أي شيء فيه اعتراف بالله تعالى. وكذلك الجوائز العلمية التي تسيطر عليها التوجهات الإلحادية والمادية ذاتها. ومما تجدر الإشارة إليه مثلا، في هذا الإطار وعلى الجانب المقابل، ما يعرف بـ”لجنة جاليليو”؛ وهي لجنة علمية طبية معنية بتحرير الناس من الفكر المادي.

ثالثًا- سياقات الإلحاد في بلادنا

ثمة ملامح في سياقنا الراهن تمثل بيئة حاضنة للإلحاد ومحفِّزة له، حتى قيل إن الإلحاد انتشر بين المسلمين كانتشار النار في الهشيم، وتتمثل بشكل أساسي في أمور تؤكد مسؤوليتنا قبل غيرنا:

  • أمور فقدناها؛ وأهمها البعد عن جوهر الدين، وما ترتب عليه من خلل في القيم والتعاملات بدءا من القسوة وعدم الرحمة إلى الإهمال في نظافتنا وطهارتنا، وبين ذلك العجز عن تحديد الأولويات (كالمبالغة مثلا في الاهتمام بالثانوية العامة على حساب ما هو أهم في نظام التربية)، ومما نعاني فقدانه: الهوية والانتماء والثقة بالذات، مع غياب القدوة، وعدم اتباع منهج فكري واضح.
  • أمور اكتسبناها: كالاهتمام بالتفاهات من الأمور، الخلافات والكراهية المتزايدة، التطرف والتعصب لدى مختلف التيارات الفكرية، الكيل بمكيالين، والتبعية العمياء واستيراد فكر الآخر.

فكانت النتيجة هي الجهل: جهل العلماء والنخب، ومن ثم تخلفنا عن العالم.

خلاصة

– الإلحاد لا يتفق مع فلسفة أو علم، ولا مع الفطرة السليمة.

– الإلحاد له دوافع، وأسباب، ومقدمات، وسياقات، ينبغي الوعي بها.

– الإيمان بالله ضروري فطريًّا ومن أجل الإنسانية.

– يجب مواجهة الإلحاد من منظور حضاري شامل متعدد التخصصات والمسارات والجهود والرؤى.

اتجاهات النقاش

بلور النقاش بعض الأفكار والخلاصات على ضوء ما قدمت المحاضرة بشأن عناصر عقيدة الإلحاد، ثم تفنيدها، في محاولة لتقديم رؤية مقابلة تثبت الحقائق الكبرى لخالقية الله تعالى للإنسان وقيوميته. وذلك من خلال النقاش مع أفكار علماء الماديات، وعبر تجربة فكرية وحياتية.

ثنائيات… تكتمل بها الصورة:

  • دوائر الإلحاد… لقد ركز العرض على الدوائر الغربية فيما يتعلق بمفهوم العلم التجريبي السلوكي الملحد، بينما من المهم التركيز على الدوائر العربية أيضًا حتى لا يبدو الإلحاد وكأنه غربي فقط.
  • العلم وثنائية مصادر المعرفة الغربية والإسلامية فيما يتعلق بدحض أدلة الإلحاد… إن الأمر ليس بجديد، فما يتم رصده الآن هو نتاج تجليات قرنين من التراكمات؛ إذ دومًا ما كان هناك حوارات مع الملحدين في الدوائر العربية والإسلامية… وبالتالي هناك شق آخر في التراث الفقهي والفلسفي عبر عصورٍ مختلفة يحتوي ردودًا على حجج الإلحاد في غاية الثراء، فضلا عن أدلة القرآن الذي إن قُرئ بهذا المنظار، ولتلك الغاية، لوجدنا فيه الكثير عن المواجهات العقلية والاجتماعية والسياسية مع الكافرين أو المنافقين أو (الملحدين)، في وصفهم أو تفسير أقوالهم وأحوالهم، أو الرد عليهم.
  • دوائر انتشار الإلحاد وأثرها… إذ يبدأ في مرحلته الأولى خاصًا بالنخب التي تُفرزه وتتداوله فيما بينها، ثم في مرحلة تالية ينتقل الإلحاد ليصبح ثقافة منتشرة (سواء علمانية فقط أو علمانية ملحدة) عند القواعد الشعبية. وهذا ما نجده في خبرتنا، حيث الانتقال من الخبرات النخبوية إلى مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، حيث يتصدى بعض المرتدين عن الإسلام وغيرهم لتشويهه، أو العمل على اختزاله من مفهوم حياة شاملة إلى تصور علماني عن الإسلام. فهناك معايير قوة، لا سيما ما يتعلق بتوظيف السياسي والاقتصادي للإلحاد وخطاباته وسجالاته بما يخدم الفكر المادي في عمومه ويدعم انتشاره.
  • الإلحاد له مظاهر شكلية كما أن له سمات جوهرية… فقد لا يكون الشخص ملحدًا، لكنه يتبنى مفاهيم مغلوطة عن الإسلام وقواعده وقيمه. فكثير من الشباب لا ينكر وجود الله، ولكن سلوكه لا يصب في صالح الأمة وتجددها الحضاري، علمًا أن دافعية التجدد الحضاري للإسلام هي ما يخشاه الآخرون.

الصيرورة التاريخية للإلحاد في بلادنا:

إن الإلحاد أول ما ظهر في الأمة الإسلامية ظهر مربوطًا بالفلسفة؛ سواء العقلية المنطقية متأثرة باليونانيين، أو الفلسفات الباطنية وغيرها، مما نُسب إلى الشرقيين. أما في العصر الحديث، وفي ظل التراجع الإسلامي، كان العلم المدخل الأساسي؛ حيث سُرق هذا المفهوم كما سُرق مفهوم “العقل”، ليرتبط فقط بالحس والمادة وبالحياة بالمعنى البيولوجي؛ لتنتقل تلك التصورات إلى العلوم الاجتماعية المعاصرة، لا سيما الاقتصاد وعلم النفس، وليتسرب الأمر إلى الأنثربولوجي وعلم الاجتماع وكذلك العلوم السياسية، هذا وفق أطر ربما ليست شديدة الصراحة في الإعلان عن إلحادها.

إن عملية الإلحاد في حال وُضعت في سياق الصيرورة التاريخية بين الأمة والغرب، يتضح أنها حلقة في سلسلة الصراع السياسي والمادي، التي سبقتها –مثلا- عمليات التبشير في الفترات الاستعمارية، فالإلحاد جزء من تطور المنظومة الحضارية الغربية، هذا على المستوى العالمي.

أما على المستوى الداخلي، وفيما يخص الجوانب الاجتماعية، فقد عرفت الأمة الإسلامية –ولا تزال تشهد- تحريف مفاهيم الدين الحنيف، أو الممارسات المنحرفة عنه، كما أن هناك انشقاقات وصراعات، قد تبعث على النفور من الدين والتدين. كذلك، فإن فشل أهداف الثورات جعل كثيرًا من الشباب يفقد الثقة في المستقبل، جراء انهيار أحلامهم، مما أفقدهم الثقة في جدوى الحياة في أمتهم أصلا.

نماذج للإلحاد وأخرى للمقاومة بالعالم الإسلامي:

من المهم الإطلال على نماذج الإلحاد وتجارب مشاهيره منذ بدأ يظهر في الأمة في العصر الحديث؛ وخاصة بدعوى العلم الحديث. ومن النماذج الإلحادية في العالم الإسلامي في القرنين التاسع عشر والعشرين:

النموذج الأول، في أواخر عهد الدولة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد؛ حيث كان هناك مفكر اسمه بشير فؤاد، وقد تثقف بالثقافة الغربية وأتقن عددًا من لغاتها، إلا أنه كان ضعيفًا في الثقافة الشرقية، ودعا إلى أن التقدم في العالم الإسلامي لا بد أن يقوم على مفهوم العلم المادي المحض؛ الأمر الذي آل به إلى إعلان إلحاده ثم انتحاره.

أما النموذج الثاني فكان بمصر، وهو إسماعيل أدهم، وقد كان شابًا ألمعيًا، عالم رياضيات مرموقًا، جده لأمه أحد الحاصلين على نوبل. ويبدو أن ظروفه الأسرية كانت ملتبسة بين أمٍ مسيحية وأب ضابط عثماني مسلم لديه نوع من الصرامة. وقد حاول أن يُثبت في كتابٍ له عدم وجود الإله؛ إذ إن جميع الملحدين يقولون إنهم لم يستطعوا أن يثبتوا وجود الإله، بينما ادعى هو أنه أتى بدليل على عدم وجود الإله، وأنه حقق سعادته بذلك. لكن بعد قليل وفي النهاية وجدوا جثمانه طافيًا في بحر الأسكندرية، ووجدوا في معطفه ورقة يقول فيها إنه قرر إنهاء حياته بعد أن سُدت أمامه الطرق، ولم يشعره الإلحاد بالسعادة.

على الجانب الآخر، هناك طبيبان مصريان تميزا بردهم على الإلحاد، عمرو شريف عبد المنعم، وهشام طلعت، وقد أبرزا الضعف الشديد لحجج الإلحاد العقلية لدرجة عدم الاعتبار.

أيضًا ينبغي المعرفة بعالم الكتب العلمية والفكرية المقاومة لكتب وأفكار الإلحاد. ولعل من أهم الكتب التي -وإن لم تُعنون بعناوين الرد على الإلحاد- إلا أنها تنسف الإلحاد من جذوره كتاب بيجوفيتش “الإسلام بين الشرق والغرب”؛ هو لا يثبت وجود الإله، ولكنه يثبت وجود الأشياء والإنسان والأخلاق والفن والمجتمع بوجود الإله؛ حيث الحاجة في تعريف هذه الأشياء إلى مفهوم متجاوز لسطحية مظاهرها؛ ولا يكون ذلك إلا بالتأسيس على المعنى الإلهي في الحياة.

كما أن هناك كتابًا مهمًّا صدر في القرن العشرين للرد على الإلحاد لآخر مَن كان يُسمى شيخ الإسلام في الدولة العثمانية (مفتى السلطنة) الشيخ مصطفى صبري بعنوان “موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين”، أيضًا يشار إلى كتاب د. محمد سعيد رمضان البوطي “كبرى اليقينات الكونية”، وغير ذلك كثير.

ويمكن القول إن مسألة تجارب الإلحاد، وعلاقتها بعلوم الرياضيات والعلوم الطبيعية، تدفع إلى ضرورة إعادة الاعتبار لمفهوم “العلم” بالمعنى الواسع؛ وهو موجود في كتاب الله سبحانه وتعالى بما يشمل علوم الوحي وعلوم المادة وعلوم الإنسان. وبالتالي، على العلماء محدودي العلم والمنهج عدم القفز للتحدث باسم الكون والإنسان بكليتهما لمجرد تحصيلهم قدرا من المعلومات عن المادة أو الخلية أو الجسم الحيواني مثلا.

السؤال إذن: لماذا ينتشر الإلحاد في مجتمعاتنا العربية؟

الإلحاد ظاهرة نفسية تعبر عن نوع من الجحود أو التمرد على الوضع الراهن بلا حجج، مع العلم أن التأزم الاقتصادي يزيد هذا الأمر. وعليه، فإن معالجة هذا الوضع المأزوم جزء أساسي من مواجهة ظاهرة الإلحاد. أيضًا افتقاد الأمان الأسري، وخاصة فقدان الثقة في الأب، من أسباب الإلحاد نتيجة فقدان الثقة في القدوة… إذن فقد تكون أسباب الإلحاد نفسية واقتصادية واجتماعية أكثر منها فكرية وفلسفية.

كيف الوقاية؟

يبقى التساؤل: كيف نقي الأجيال الصاعدة من تلك العمليات الممنهجة، خاصةً على المستويات الثقافية ووسائل الإعلام والاتصال، وحتى بعض فعاليات التنمية البشرية التي تحتوي مضامين من ديانات شرق آسيا مثلا؟

إن التحصين يبدأ من الأسرة والمنظومة التعليمية، في إطار سياساتٍ واعية تدعم جوهر العقيدة الإسلامية. فضلا عن أن هناك حاجة لمراجعات في مجال العلوم الشرعية، خاصةً في مجال العقيدة؛ بحيث ينطلق من أبرز التساؤلات المطروحة بصددها. ولعلنا نعود للتساؤل: كيف انبنت العقيدة لدى الشباب من الأساس لتكون هشةً بهذا القدر؟

أيضًا التطوير الإعلامي أمر مطلوب، ففي الماضي ربما كان يأتي الإلحاد يقع جراء قراءة كتاب، بينما الآن قد يلحد شاب عقب مشاهدة نتفليكس أو ما شابه. ومن ثم، فنحن بحاجة إلى قنواتٍ إعلامية مقابلة.

تعقيب أ.سلمى حسب الله:

وقد أكدت على عدة أمور إجمالا، أبرزها:

  • الأزمة الحقيقية ليست الإلحاد في ذاته، وإنما في الهجمة الشرسة للفكر الغربي عمومًا على الدين وبالأخص الإسلام، والتي تبعدنا عن جوهر الدين في الوقت الذي نظن فيه تديننا.. وقد وصل سوء الأحوال إلى التساؤل: وماذا بعد الإلحاد؟
  • إن مقاومة الإلحاد تحتاج أن يضيف كل منا إلى الآخر من منظوره، ومن مساحة تخصصه، على سبيل المثال: من المهم جدًّا إلمام الكثيرين منا بالتناول القرآني للأمر.
  • هناك اتجاه في الرد على الإلحاد يمزج بين الداروينية والقرآن، انطلاقًا من أن نظرية التطور صارت أمرا واقعًا، ولا شك أن هذا أمر عليه تحفظ.
  • من أهم سبل المواجهة اتحاد الأمة حول أهداف كبرى، تتراجع أمامها الخلافات الفكرية والمذهبية، فقد اتحدت أوروبا رغم اختلاف لغاتها وانتماءاتها.

_________

هوامش

* مدير مركز الحضارة للدراسات والبحوث.

* أستاذ العلاقات الدولية المتفرغ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورئيس مركز الحضارة للدراسات والبحوث.

* كاتبة وروائية. من رواياتها: القضية ما تزال مفتوحة، لعبة آدم، عودة، أقريبٌ أنت؟، ما بعد الحياةـ ما زال عطرك يغمرني، الكاتبة، وقت إضافي، احتواء، دماغ زين، عذرا لست باربي، المسافر الصغير.

[1] ينسب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه:  دواؤك فيك وما تشعرُ    وداؤك منك فلا تبصرُ  ،   وتحسب أنك جِرم صغير     وفيك انطوى العالم الأكبرُ   ،   وأنت الكتاب المبين الذي       بأحرفه يظهر المضمرُ.

 

يمكن تحميل التقرير من خلال الرابط التالي

إعداد تقرير اللقاء/ الباحث أحمد عبد الرحمن خليفة، الباحثة: شيماء بهاء الدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى