المعركة الأم: فلسطين والحرب الإسرائيلية على إيران السينايوهات المحتملة لما بعد الحرب

تسعى هذه الورقة لمعالجة سؤال مفاده: ما أثر الحرب الإيرانية-الإسرائيلية على المعركة الأساسية؛ أي معركة فلسطين والعدوان الإسرائيلي عليها وبالأخص حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة.
ولا شك في كون الحرب الإسرائيلية-الإيرانية هي إحدى تبعات معركة طوفان الأقصى 2023، وأن هدف إسرائيل من ضرب إيران لا يقتصر على الأهداف الثلاثة التي أعلنتها (القضاء على برنامج إيران النووي، والقضاء على برنامجها الصاروخي، وإسقاط النظام الحاكم في إيران)، بل يمتد للقضاء على أي داعم إقليمي للمقاومة الفلسطينية. هذا، بالإضافة إلى هدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليغدو إقليمًا إسرائيليًا بامتياز؛ وهو هدف كرر الإعلان عنه بنيامين نتنياهو مرارًا في خطاباته[2]. لذا نقول إن هذه الحرب هي موجة من موجات الطوفان الذي لا زال يهدر ولم يتوقف، ولم تظهر بعدُ كل آثاره وتجلياته. فقد سبق هذه الحرب؛ سقوط نظام الأسد في سوريا أثرًا من آثار الطوفان، وكذلك هزيمة واضحة تلقاها حزب الله في لبنان على يد إسرائيل؛ ما يعني بوادر تفكك ما يُسمى المحور والمشروع الاستراتيجي الإيراني، ومعه محور المقاومة في المنطقة الذي كانت إيران داعمه الرئيس.
وعلى هذا، فإذا كانت هذه الحرب هي من آثار طوفان الأقصى، فإن السؤال المقابل هو عن انعكاس نتائج تلك الحرب على طوفان الأقصى نفسه، وهو سؤال يمثل ضرورة لفهم مآلات المعركة الأم: معركة فلسطين. ومن ثم يرصد التقرير تطورات الأمور في فلسطين أثناء حرب الـ12 يومًا هذه، قبل رسم تصور لعدة سنياريوهات مشروطة يمكن من خلالها قراءة احتمالات لآثار الحرب الإيرانية-الإسرائيلية على فلسطين وبالأخص على حرب الإبادة في غزة.
أولًا- تطورات الأوضاع في فلسطين أثناء الحرب: هل من جديد؟
لا يمكن القول إن الأوضاع في فلسطين قد شهدت تغيرات كبيرة أثناء فترة الحرب، فالرصد اليومي لواقع الحياة في غزة أثناء أيام الحرب الـ12، يكشف عن استمرار القتل والتدمير؛ واستمرار أعداد القتلى والشهداء في غزة بالعشرات يوميا، أما المصابون فالأغلب تجاوزهم للمئة يوميًا؛ أكثرهم -إن لم يكن كلهم- مدنيون قتلوا وهم يسعون للحصول على المساعدات أو جراء القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في القطاع[3]. لكن، ومن ناحية أخرى، استمرت المقاومة في توجيه ضربات للجيش الإسرائيلي وخاصة في شمال غزة وخان يونس، في غياب شبه تام لأي عمليات في منطقة رفح. كما لوحظ أن عمليات “حجارة داوود” التي أعلنت عنها كتائب القسام ردًا على عملية “عربات جدعون” الإسرائيلية، قد حققت نجاحات ميدانية لافتة، ليس آخرها الكمين الذي قُتل فيها 7 جنود إسرائيليين في خان يونس[4].
أما خارج غزة، وتحديدًا في الضفة الغربية، فلا يبدو أن السلطة الفلسطينية -الغائبة بالأساس عن المشهد- قد أبدت أي ردود أفعال تُذكر، سوى أنها دعت إلى توسيع نطاق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في سياق الحرب بين إيران وإسرائيل ليشمل قطاع غزة. بينما استمر الاحتلال في التوغل في الضفة والاعتداء على المدن المختلفة والاعتقال والقتل وإصابة الفلسطينيين، ورعاية قطعان المستوطنين في اعتداءاتهم اليومية على القرى الفلسطينية المختلفة.
وعليه، فلا يبدو أن الداخل الفلسطيني قد تأثر لحظيًا بهذه الحرب؛ إذ ربما يتأثر بما بعدها، والأغلب أن مصير الوضع في غزة وعموم فلسطين سيرتبط أشد الارتباط بالسيناريوهات المتوقعة لما بعد الحرب. ل1ا نشير إلى بعض أهم السيناريوهات المطروحة لما بعد هذه الحرب بالنسبة للأوضاع في فلسطين.
ثانيًا- سيناريوهات المستقبل القريب في فلسطين:
بناء على مجريات الحرب الإسرائيلية على إيران، تنقسم سيناريوهات مستقبل الحرب الإسرائيلية الجارية على فلسطين إلى مستويين: مباشر، وغير مباشر، وينصرف المباشر إلى احتمال استمرار الحرب واحتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، بينما يأتي المستوى غير المباشر من امتدادات حرب الاثني عشر يوما ذاتها، ونشير إلى هذين المستويين على النحو الآتي:
- المستوى المباشر:
ويتضمن احتمالات وسيناريوهات عدة لعل أهمها اثنان أساسيان:
- سيناريو استمرار وضع ما قبل الحرب كما هو:
في هذا السيناريو تستمر الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي على غزة، جنبًا إلى جنب مع لعبة المفاوضات التي تتفنن إسرائيل في إفشالها ومنعها من الوصول لاتفاق يوقف المعاناة في غزة. ويزكي هذا السيناريو المشاهدات التي تقول بأن هذه الحرب لم تحقق لإسرائيل نصرًا حقيقيًّا أو كاملاً، ولم تهزم فيها إيران هزيمة منكرة؛ فلم يسقط النظام الإيراني، كما لم يُدَمر برنامجه الصاروخي، ويظل مشروعه النووي محل غموض بانتظار ظهور نتائج القصف الأمريكي على المنشآت النووية الايرانية الثلاث (فورد – نطنز- أصفهان).
كما يرجح هذا السيناريو المعضلة التي يواجهها نتنياهو، الذي ثبت اتباعه لاستراتيجية “حرب جديدة لتفادي الأزمات الداخلية”؛ إذ يعمد نتنياهو إلى دفع إسرائيل لدخول حرب جديدة كلما تأزمت الأوضاع الداخلية في إسرائيل. وهو ما كان واضحًا جليًا قبل إعلان الحرب على إيران، وخاصة في أزمة تجنيد الحريديم، وقانون حل الكنيست الذي نجا منه نتنياهو بفارق تصويت بسيط “61 مقابل 53”[5]. ومن ناحية أخرى تشير الأخبار الميدانية من غزة إلى ازدياد عمليات المقاومة وارتفاع حصيلة القتلى من الجيش الإسرائيلي في شمال غزة، وكذلك تشير الأوضاع لفشل عملية “عربات جدعون”* التي أعلنتها إسرائيل. وعليه ربما ينعكس الاحباط الناتج عن حرب إيران بعدوان أكثر انتقامًا من قطاع غزة لاستعراض قوة الردع عبر المزيد من الجرائم.
ب) التوصل لإتفاق وقف إطلاق نار في غزة:
ربما يدفع اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الذي أعلنه ترامب بين إيران وإسرائيل، نحو اتفاق مماثل في غزة. ويزكي هذا السيناريو عدة مشاهدات أهمها: حديث بعض وسائل الإعلام عن وجود وفد من حماس بمصر لاستئناف المفاوضات، وإعلان نتنياهو نفسه قبل ضرب إيران عن تحركات إسرائيلية للتوصل لاتفاق[6]. كما يرجح هذا السيناريو هوس ترامب بمسألة أنه رجل تحقيق السلام، وقدرته على تحقيق السلام في العالم وإيقاف الحروب المشتعلة؛ سواء في أوكرانيا أو بين باكستان والهند، أو في غزة. إذ أعلن ترامب بعد ضربه لمنشآت إيران النووية أن “وقت السلام قد حان”، وكذا أعلن منفردًا وقف إطلاق النار بين الطرفين قبل تعليقهما بالموافقة.
ومن ناحية أخرى، قد يعمد نتنياهو لإبرام صفقة تعيد بعض الأسرى من غزة لامتصاص الأزمة الداخلية والوضع المحتقن في إسرائيل، الناتج عن الصراع السياسي الداخلي من ناحية، وعن نجاح الضربات الإيرانية التي طالت العمق الإسرائيلي وتسببت بخسائر كبيرة داخليًا. وعليه قد يتجه نتنياهو لإبرام صفقةٍ تهدئةً للوضع العام الداخلي.
- المستوى غير المباشر
أيضا هذا المستوى يتضمن عدة احتمالات وسيناريوهات عدة نختار منها اثنين أساسيين:
أ) عودة المفاوضات بين طهران وواشنطن وخضوع إيران للولايات المتحدة:
يعتمد هذا السيناريو بالأساس على مقاربة “الإذلال في العلاقات الدولية” التي طرحها برتران بادي، والتي تعني دفع فاعل دولي إلى وضعية غير التي كان يطمح إليها بما يتنافى كليًا مع مبدأ المساواة والسيادة الدوليين. ويُعرف بادي الإذلال الدولي بأنه: “فرض تسلطي لمكانة أدنى من تلك التي يتمناها فريق لنفسه ولا تكون متطابقة مع المعايير المعلنة والمتعارف عليها دوليًا؛ ومن ثم يحدث على إثر ذللك تغيرات في أبعاد ثلاثة: المكانة- الدور- النظرة إلى الذات”[7]. وبناء على هذا السيناريو تتجه إيران بعد الضربة الإسرائيلية-الأمريكية التي تلقتها إلى العودة مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات خاضعة للشروط الأمريـ-إسرائيلية.
يزكي هذا السيناريو عدة شواهد: أولها، الخسائر الكبيرة التي منيت بها إيران على مستوى القيادات، وكذلك الخسائر الاقتصادية المهولة في ظل وضع اقتصادي متردٍّ وضعيف بفعل العقوبات الاقتصادية، وأيضًا الخسائر في المنشآت النووية جراء القصف الأمريكي. ومن ناحية أخرى يرجح السيناريو أيضًا الجانب النفسي للقيادة الإيرانية التي كانت أميل لتوقف الحرب وقبول وقف إطلاق النار، بل كانت أميل من قبل لعدم دخول حرب مع إسرائيل بأى حال، وقد شككت معركة طوفان الأقصى في مصداقية ادعاءاتها وشككت في نفوذها وقوتها الإقليمية.
إن نتيجة هذا السيناريو هي الأكثر سلبية على فلسطين؛ لأنها تعني أن إسرائيل ستغدو قوة إقليمية وحيدة بلا منافس، وأن مشروعها الإقليمي سيتسيد المنطقة؛ ما يعني سحق فلسطين وبالأخص غزة بلا تسوية، وربما يمتد ذلك لنظام الحوثي في اليمن أيضًا.
ويزكي هذه النتيجة الذاكرة التاريخية العربية للاتفاقيات مع إسرائيل؛ فتجارب العرب في اتفاقيات “السلام” مع إسرائيل لم ينتج عنها سوى اكتساب إسرائيل مزيد من القوة وتخليها عن أي التزامات تجاه الفلسطينيين، واتجاهها للتوسع في الأراضي العربية وزيادة نفوذها[8].
ب) فشل وقف إطلاق النار واستئناف الحرب:
يعتمد هذ السيناريو بالأساس على طبيعة إسرائيل وقيادتها؛ إذ إن إسرائيل باعتبارها جيبًا استيطانيًّا ومشروعًا أوروبيًّا مغروسًا في المنطقة لا تعدو أن تكون آلة حرب لا تتوقف لحفظ وجودها في المنطقة. وإن قراءة بسيطة لتاريخ إسرائيل المعاصر منذ ظهور المسألة الصهيونية، يكشف عن متوالية حروب لا تتوقف. كما أنه قد ثبت أن القيادة الحالية لإسرائيل توظف الحرب وسيلةً لتفادي انفجار أزماتها الداخلية المستمرة منذ حوالي خمس سنوات وقبل اندلاع طوفان الأقصى[9]. وإن نتنياهو والقيادة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة لا ترى سوى الحرب وسيلة لتحقيق مشروعها الإقليمي.
وعلى ذلك فمن المرجح في هذا السيناريو أن تتملص إسرائيل من الاتفاق وتهاجم طهران مرة أخرى، أو تتجه لفتح جبهة جديدة، في اليمن أو في سوريا أو لبنان ( حتى مع استسلام الحزب). وربما أيضًا تتجه لضرب أهداف إيرانية في دول أخرى كالعراق. وفي هذا الحالة يظل الوضع الإنساني المأساوي في غزة كما هو وتتعنت إسرائيل أكثر في شروطها التفاوضية؛ ما يعني تأجيل احتمالية الوصول إلى اتفاق أو هدنة إنسانية.
ختامًا؛
لابد من الإقرار بصعوبة التنبؤ بمآل الأحداث وخاصة في ظل معوقات عديدة، أبرزها: ما يتصف به الواقع الدولي الآن من سيولة وتعقد تصعب على المراقب رصد انتظامات حركة الفاعلين في ظل مشهد لانظامي وغير متوقع. كما أن أفعال وتصرفات الفاعلين الدوليين أنفسهم لا تتسم بالعقلانية ولا الرشادة، في ظل إدارة أمريكية يقودها رئيس غريب الأطوار مثل دونالد ترامب، وهو ما يجعل توقع تصرفاتهم أمرًا عسيرًا.
وأخيرًا يبلغ تعقيد المشهد ذروته مع كثرة المناطق المحتملة للصراع والتي تبدو إقليميًا بلا دولة أو دولًا ضعيفة وهشة (كاليمن- لبنان- سوريا- العراق، السودان، وليبيا)؛ إذ تمثل هذه المناطق بؤرًا محتملة للصراع وتساعد بدورها على إشعال فتيل المواجهات العسكرية باستمرار.
من ناحية أخرى لا يمكن إغفال الوضع العربي الراهن الذي وصل إلى حالة من الخذلان غير مسبوقة ولا معقولة، فما بين دول توالي إسرائيل علانية وتدعمها وتصطف معها في مشروعها الإقليمي، ودول أخرى ارتضت باللافعل واللاقول والتزام الصمت المخزي، تعاني غزة وتستمر أزمة الفلسطينيين وإبادتهم الجماعية ومجاعتهم المخزية.
[1] مدرس مساعد بقسم العلوم السياسية- جامعة حلوان
[2] نتنياهو: حربنا ليست في قطاع غزة فقط وسنغير خريطة الشرق الأوسط، RT عربي، 5 مارس 2025، تاريخ الاطلاع: 22 يونيو 2025، متاح على الرابط: https://2u.pw/0wi4x.
[3] أميمة الشاذلي، ما الذي حدث في غزة خلال 12 يوماً من المواجهة بين إيران وإسرائيل؟، بي بي سي عربي، 25 يونيه 2025، تاريخ الاطلاع:26 يونيه 2025، متاح على الرابط: https://www.bbc.com/arabic/articles/c4g8ek17ydgo.
[4] كمين مسلح نفذته حماس يودي بحياة 7 جنود إسرائيليين في قطاع غزة، فرانس 24، 26 يونيه 2025، تاريخ الاطلاع:26 يونيه 2025، متاح على الرابط: https://2u.pw/zgurV.
[5] إسرائيل: الكنيست يرفض حل نفسه ويمنح حكومة نتانياهو مهلة إضافية لتفادي انتخابات مبكرة، فرانس 24، 12 يونيو 2025، تاريخ الاطلاع: 21 يونيو 2025، متاح على الرابط: https://2u.pw/gkWwG.
* عملية تهدف إلى احتلال قطاع غزة بالكامل حسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية في الخامس من مايو 2025. تتكون العملية من ثلاثة مراحل، وتهدف العملية وفق هيئة البث الإسرائيلية، إلى توسيع نطاق الحرب في المرحلة الأولى، التي يتوقع أن تستمر أشهرًا عدة، مع الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع مع بقاء الجيش الإسرائيلي في تلك المناطق واحتلالها. كما تستعين إسرائيل بشركات مدنية بهدف ترسيم المناطق التي سيحددها الجيش، ومنها منطقة في رفح تدعي إسرائيل أنها “آمنة”، ومنطقة أخرى خلف محور موراغ، مع تفتيش الداخلين لها لضمان عدم وجود عناصر لحركة حماس.
ثم تفعل إسرائيل “الخطة الإنسانية” عقب العمليات الميدانية وإخلاء الغزيين إلى الجنوب، وهو ما أشارت إليه في المرحلة الثانية، التي ستنفذ فيها عمليات جوية بالتزامن مع عمليات برية، ونقل السكان المدنيين إلى “الملاجئ الآمنة” في رفح. وفي المرحلة الثالثة ستقتحم قوات عسكرية إسرائيلية غزة برًا لاحتلال أجزاء واسعة منها بشكل تدريجي بهدف الإعداد لوجود عسكري طويل الأمد في القطاع من أجل “القضاء على حماس وهدم الأنفاق كلها”. انظر: “عربات جدعون” عملية إسرائيلية لإبادة غزة واحتلالها، الجزيرة نت، 18 مايو 2025، تاريخ الاطلاع: 25 يونيه 2025، متاح على الرابط: https://2u.pw/tHgnf.
[6] «هدنة غزة»: تعويل نتنياهو على نتائج حرب إيران قد يعرقل مساعي الوسطاء، الشرق الأوسط، 23 يونيو 2025، تاريخ الاطلاع: 23 يونيو 2025، متاح على الرابط: https://2u.pw/zNGvu.
[7] انظر: برتران بادي، زمن المذلولين: باثولوجيا العلاقات الدولية، ترجمة: جان جبور، (بيروت: المركز العربي للأبحاث والدراسات، الطبعة الثانية، 2017)، ص21.
[8] انظر: نادية مصطفى، قوي الشرق والطوفان بين المساندة والخذلان، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 25 ديسمبر2023، متاح على الرابط: https://2u.pw/8nE87nv.
[9] انظر: عبدالرحمن عادل، عودة نتنياهو وإشكاليات الحكم في إسرائيل، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 23 أبريل 2023، متاح على الرابط: https://2u.pw/HFXKH.