تطور العلاقات الإسلامية- الغربية في عام 2010 من مدخل ثقافي

مقدمة

شهدت الساحة الثقافية –بين العالمين الإسلامي والغربي– تطورين ملحوظين أو نقلتين نوعيتين فيما بعد أحداث سبتمبر 2001؛ تمثلت النقلة النوعية الأولى في تحول الهجوم الغربي على العالم الإسلامي من الهجوم على بعض الحركات الإسلامية إلى الهجوم على الإسلام في ذاته كدينٍ وعقيدةٍ وفكرٍ وتشريعٍ. وتمثلت النقلة النوعية الثانية في افتعال عمليات التأزيم من جانب الغرب تجاه الإسلام بصورةٍ متكررة ووتيرةٍ متسارعة.
وفي إطار هذين التطورين، تبحث هذه الورقة في الملامح الثقافية الإسلامية – الغربية التي شهدها عام 2010. وستتناول الورقة ذلك على ثلاثة مستويات: أولا- على مستوى مجمل الأحداث الثقافية التي جمعت بين العالمين، ثانيًا- على مستوى تصريحات الحكومات الغربية عن العالم الإسلامي والإسلام، ثالثًا- على مستوى توجهات وأفكار أهم المفكرين الغربيين عن العالم الإسلامي والإسلام.
ما تذهب إليه هذه الورقة، يؤكد -من جهة- على استمرار وتيرة التأزيم المفتعل بين العالمين، واستمرار احتدام الجدالات بينهما، ولاسيما في ظل تصاعد صوت اليمينيين المتطرفين في الشارع الأمريكي والأوروبي، على حدٍ سواء. ومن جهة أخرى، تؤكد الورقة على محاولات الحكومات الغربية احتواء ذلك التأزيم، وإسكات صوت اليمينيين على قدر الإمكان، حفظًا لمصالح تلك الحكومات السياسية والاقتصادية والأمنية من ردود أفعال الإسلاميين.
وستتطرق الورقة إلى تناول المستويات الثلاث، السالف ذكرها، كلُ على حدا، مستعينةً بالصحف العربية والغربية: الأهرام، “ذا جارديان”، “بيرلينير تسايتونج”، “يوإس توداي”، كمصدرٍ أساسي للمادة العلمية؛ مستخدمةً المنهج الاستقرائي للأحداث والتوجهات والأفكار.

تأزم القضايا وازدياد المد اليميني

أكدت الأحداث الثقافية التي وقعت في خلال عام 2010 على تجدد التأزيم بين العالمين الإسلامي والغربي؛ وعلى ازدياد المد اليميني المتطرف في الشارع الغربي بوجهٍ عام، ومن أبرز الأحداث الدالة على ذلك:

1) اندلاع قضايا ذات طبيعة جدلية وتأزيمية بين العالمين الإسلامي والغربي:

فعلى الجانب الأمريكي، اندلع الجدل حول قضية إنشاء مسجد “جراوند زيرو”، وحرق القرآن، وتفضيل الصوفيين عمَّن سواهم من المسلمين.
فقد احتدم الجدل حول إنشاء مركز قرطبة الإسلامي في مدينة “مانهاتن” بالقرب من “الجراوند زيرو” بموقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001[1]. هذا بالإضافة إلى جريان مراسم إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر في ظل أجواء مشحونة بالتوتر على خلفية دعوة القس الأمريكي “تيري جونسون” إلى حرق القرآن، وهو ما يعتبر سابقة أولى من نوعها.
وقد امتدح “ديفيد باترسون” حاكم ولاية “نيويورك” الصوفيين فقط دون السُنة والشيعة، واصفًا الصوفيين بأنهم مهجنين ومؤيدين للتوجه الغربي، ومختلفين عن التيار الأساسي في الإسلام، مما أثار حفيظة المسلمين في الولاية[2]. فضلا عن عكوف السفارة الأمريكية بالقاهرة على الإعداد لعقد مؤتمر صوفي عالمي للولايات المتحدة بمشاركة 16 شيخ طريقة صوفية مصرية وعدد من مشايخ الطرق الصوفية بالدول الإسلامية، واستهدف المؤتمر تصحيح صورة الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي ونشر المبادئ الصوفية التي تحقق –على حسب رؤيتهم– التقارب بين الأديان والثقافات المختلفة ونبذ العنف والإرهاب[3].
وعلى الجانب الألماني، ثار الجدل حول قضية إدماج المسلمين على يد رجل الاقتصاد الألماني “تيلو ساراتسين” (عضو مجلس إدارة البنك المركزي الألماني) الذي هاجم المسلمين متهمًا إياهم بالفشل في الاندماج وبين معارضيه الذين تحدوه في مدينة “هام” الألمانية بطريقةٍ عملية؛ وذلك من خلال تنظيم سوق رمضانية ضخمة وموائد رحمن، وتوزيع طعام الإفطار مجانًا على الجميع، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين؛ وهو ما يعتبر ظاهرة غير مسبوقة في ألمانيا[4].
وعلى الجانب الدانماركي، عاد الجدل حول قضية “جيرت فيلدرز”، ممتدًا إلى أئمة مسلمين في أستراليا؛ فقد حقق “جيرت فيلدرز” انتصارًا كبيرًا في الانتخابات البرلمانية الدانماركية (9/6/2010)، واكتسب شهرةً دوليةً بسبب تصريحاته المعادية للإسلام، ومقارنته بين القرآن وكتب النازية[5].
وعلى الجانب الفرنسي، بزغت قضية أبناء المهاجرين وإمكانية سحب الجنسية الفرنسية منهم؛ فجاء العمل على مشروع قانون فرنسي يقضي بسحب الجنسية الفرنسية من أبناء المهاجرين الذين تعتبرهم حكومة “ساركوزي” مُخلِّين بأمن المجتمع؛ وهم يشتملون على البلغار والرومان والغجر والمسلمين[6].
وعلى الجانب الأسترالي، اندلع الجدال حول قضية إنشاء مسجد “جولد كوست” على غرار مسجد “جراوند زيرو”؛ فجاءت معارضة إقامة مشروع مركز إسلامي ومسجد في منطقة “جولد كوست” الساحلية بشرق أستراليا بزعم المخاوف الأمنية من الإسلام وبعض المخاوف الاقتصادية المرتبطة بالتأثير على أسعار العقارات في المنطقة؛ حيث قامت مجموعة من سكان “ورونجاري” في المنطقة بتوكيل محامٍ وتشكيل فريق يعمل للتصدي لفكرة إنشاء مركز إسلامي في منطقة “جولد كوست”[7]. هذا فضلا عن دعوة “فيظ محمد” -أحد أبرز الأئمة الأستراليين- إلى قطع رأس السياسي الهولندي اليميني “جيرت فيلدرز” بسبب مواقفه المعادية للإسلام، ووصفه بالشيطان[8].
وعلى جانب مفوضية الاتحاد الأوروبي، كان تأكيد “جوزيه مانويل باروزو” – رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي – أن ما يعيق انضمام أنقرة إلى عضوية الاتحاد الأوروبي يتعلق بالاختلافات الثقافية بين الجانبين، وتغيرات في مواقف تركيا بعد إطلاقها سفينة “مرمرة” كمحاولة لكسر الحصار على غزة[9].

2) انتشار المتطرفين اليمينيين في الشارع الغربي بوجه عام:

وهو ما يؤكده ذياع صيت “حزب الأحرار” النمساوي، وانتصار “جيرت فيلدرز” الدانماركي في الانتخابات البرلمانية على الرغم من تصريحاته الفجة ضد الإسلام، ودعوة “تيري جونسون” إلى حرق القرآن.
فمع انتصار “فيلدرز” وتجرؤ “جونسون” على الدعوة إلى إحراق القرآن، كما ذكرنا سالفًا، كان قيام حزب الأحرار اليميني بشن حملة عنصرية ضد الإسلام والمسلمين وغيرهم من الأقليات، على الرغم من محاولة المستشار النمساوي “فرنير فايمان” (رئيس الحزب الاشتراكي) باحتواء الأمر عبر تأكيده التزام بلاده بنهجها القائم على الجوار السلمي واحترام الثقافات والأديان[10].

تصريحات الحكومات الغربية: مغازلة صريحة للمسلمين “المعتدلين”

وفيما يتعلق بتصريحات الحكومات الغربية، حاولت الورقة البحث عن أهم التصريحات التي وردت على ألسنة مسئولي الحكومات الغربية فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين، على مدار عام 2010. وهي تصريحات -كما سنرى- تتسم بمرونة واضحة وبمغازلة ملموسة، خطبًا لود العالم الإسلامي، شعوبًا وحكومات.
وهو ما تأكد لدينا عبر ترحيب “ميركل” بإعفاء “ساراتسين” من عضوية مجلس إدارة البنك المركزي الألماني نتيجة اتهاماته العنصرية للمسلمين؛ وذلك بناءً على مطالبة الرئيس الألماني بذلك[11]. وكذلك قيام المستشار النمساوي “فايمان” بالاعتذار عن فجاجة “حزب الأحرار” اليميني؛ وتأكيده التزام بلاده بنهجها القائم على الجوار السلمي واحترام الثقافات والأديان[12].
وأيضًا قيام حكومة “كاميرون” البريطانية بتعيين المحامية الباكستانية المسلمة “سعيدة وارسي” في حكومته الائتلافية في مايو 2010، كأول مسلمة تشغل منصبًا وزاريًا في تاريخ بريطانيا؛ وهي تلقب الآن بأكثر النساء المسلمات نفوذًا في بريطانيا[13].
وقيام “ساركوزي” برفع التمثيل الفلسطيني من مفوضية عامة إلى بعثة لفلسطين لها وضعها الدبلوماسي؛ يرأسها سفير وتكون لها لوحاتها الدبلوماسية المستقلة. وذلك مع إشادة “كوشنير” -وزير الخارجية الفرنسي- بالسلطة الفلسطينية وحسن الإدارة وتطبيق الشفافية، ومن ثم مساندتها حتى الربع الأول من عام 2012 لتصير دولةً ذات مؤسسات مستقلة قادرة على البقاء، إلا أنه مع التأييد الرسمي الفرنسي الواضح لـ”عباس” و”فياض”، تم تجاهل الحديث عن حق العودة[14].
وأخيرًا مطالبة “أوباما” القس “تيري جونسون” بالامتناع عن حرق القرآن، واستجابة “جونسون” له. هذا فضلا عن قيام السفارة الأمريكية بمصر، وحاكم ولاية “نيويورك” بمغازلة الصوفيين صراحةً.
ومن القراءة في تلك التصريحات، يمكن القول بأن الحكومات الغربية قد أجمعت ضمنيًا فيما بينها على وضع منظمات وأحزاب إسلامية بعينها -مثل “القاعدة” و”حزب التحرير”- وعلى وضع دول بعينها -مثل باكستان- في خانة ما يسمونه “الإسلام المتطرف” المرفوض غربيًا. بينما أجمعت تلك الحكومات، في الوقت ذاته، على وضع دول بعينها -مثل تركيا- في خانة ما يسمونه “الإسلام المعتدل” المُحبذ غربيًا.
فقد دافع رئيس الوزراء البريطاني “كاميرون” عن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي[15]، مطالبًا الاتحاد بإسقاط تحيزه ضد تركيا[16]، وعلى الجانب الآخر، صرح بأن باكستان تساعد على “تصدير الإرهاب” إلى أفغانستان وبقية العالم[17]. ثم نجد إقرار “لجنة الأعمال الخيرية” بأن المدارس الإسلامية في بريطانيا لم يعد لديها أية علاقة بـ”حزب التحرير” الذي تعتبره حزبًا أصوليًا متطرفًا[18].
ونجد تأييدًا موازيًا لتركيا من قبل المستشارة الألمانية “ميركيل” من خلال اقتراحها بإنشاء جامعة تركية ألمانية؛ حيث تحدثت المستشارة “ميركيل” مع وزير الخارجية التركي “أحمد داود أوغلو” حول إقامة مشروع لجامعة تركية ألمانية في الجزء الآسيوي باسطنبول، على الرغم من استمرار احتدام الجدل حول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، كما أشارت الورقة سالفًا[19]. هذا بالإضافة إلى انتقاد “ميركل” للاقتصادي الألماني “ساراتسين”، موجهةً إليه الحديث قائلة: “إن آراءك غير مقبولة بالمرة”، “إن طريقتكم في الحديث تقسم المجتمع”[20]. إلى جانب إعلان وزير داخلية ألمانيا “توماس دي مايتسيره” مجددًا أنه لا يرى مؤشرات على هجوم إرهابي وشيك على ألمانيا، غير نافٍ في الوقت ذاته بأن بلاده مستهدفة بوجه عام من قبل الجماعات الإرهابية[21].
وبالنسبة للولايات المتحدة، نجد تصريحات “أوباما” التي تفيد بأن الولايات المتحدة ليست ضد الإسلام، وإنما ضد “القاعدة”، وأن الإسلام ليس المعتدي، وإنما تنظيم “القاعدة”. بالإضافة إلى إعلانه مصطلح “أمركة تنظيم القاعدة”، مما يدل على التخوف من متمردين في الداخل الأمريكي[22]. كذلك نجد خطبة “أوباما” بالبيت الأبيض -في احتفالية شهر رمضان- التي أيَّد فيها إنشاء مسجد في منطقة “جراوند زيرو” قائلا: “أنا كمواطن، وكرئيس، مؤمن بأن المسلمين لديهم نفس الحق في ممارسة الدين كأي فرد آخر في هذه الدولة”[23]، وأكد في نفس الخطبة “أن الإسلام كان جزءًا من الولايات المتحدة، وأن المسلمين الأمريكيين قد قدموا مساهمات عظمى لهذه البلاد”، وإن كان استطلاع للرأي في “السي.إن.إن” قد أظهر – على الوجه المناقض- بأن حوالي 70% من الأمريكيين يعارضون بناء المسجد[24]. هذا إضافة إلى تخطيط مستشاري “أوباما” لحذف مصطلحات مثل “الراديكالية الإسلامية” من العقلية الأمريكية للدلالة على أن الأمريكيين لا يرون الشعوب المسلمة من عدسة الإرهاب[25].
إن الخطاب المهادن والمُسالم -على ألسنة المسئولين الغربيين- يتضمن مغازلةً صريحةً تجاه العالم الإسلامي، ليس فقط لحفظ المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية الغربية مع العالم الإسلامي الذي يمثل خمس سكان العالم، وإنما أيضًا للتجاوب مع الواقع الذي اضطرت الحكومات الغربية إلى التعامل معه منذ الثمانينيات. بمعنى آخر، لقد أُجبِرت الحكومات الغربية على مغازلة العالم الإسلامي، ليس حبًا في التعارف على ذلك العالم، وإنما تجاوبًا مع الواقع المفروض عليها.
يتمثل هذا الواقع، الممتد منذ الثمانينيات، في تحول الإسلام في الغرب إلى محرك لممارسات ذات طابع سياسي. والأمثلة على ذلك عديدة؛ ففي بريطانيا، صار “المجلس الإسلامي البريطاني” منذ عام 1997 المتحدث المفضل لدى الإدارات الحكومية التي ترغب في مراعاة قضايا المسلمين عند وضع القرار السياسي، وكذلك أضحت المساجد مُفعلة للقضاء على المخدرات والدعارة. “إن المسلمين كمسلمين أصبح لهم إذًا تواجد ودور في كل المدن الرئيسية في أوروبا، ومن المستوى القومي إلى المستوى المحلي نجد أن ذلك التواجد المسلم والمرئي والفعال -على الأقل في تصوري- هو أحد العوامل الرئيسية التي تدفعنا لمراجعة طريقتنا التقليدية في فهم هويتنا القومية”[26].
وفي ألمانيا، تم السماح للأجانب -ومنهم المسلمون- بالاحتفاظ بجنسية مزدوجة، كما أتاحت الحكومة الفرنسية الفرصة لتمثيل الجاليات المسلمة أمام الدولة؛ وفي عام 2004 تم انتخاب مجلس إسلامي حظي فيه “اتحاد المنظمات الإسلامية” في فرنسا بالتمثيل الأكبر. وفي السويد والنرويج، لم يعد هناك وجود للكنائس الرسمية. كلها دلائل تشير إلى تزايد تأثير المسلمين في الغرب، وقبول الحكومات الغربية لهم كأمرٍ واقع؛ فليس هناك بديل آخر.

توجهات المفكرين الغربيين: هناك إسلامان

مرت توجهات وأفكار المفكرين والأكاديميين الغربيين تجاه الإسلام بتطورات ملحوظة؛ تمثل أهمها في تحول الاستشراق التاريخي إلى الاستشراق الجديد أو ما عُرف بـ”أنثروبولوجيا الإسلام” في ظل العقود الثلاث الأخيرة، على يد كلٍ من “إرنست جيللنر Ernest Gellner” و”كليفورد جيرتس Clifford Geertz”؛ حيث اتجه كلاهما إلى نقد الإسلام ذاته؛ في الثوابت والنصوص، وهو الأمر الذي لم يكن متواجدًا من قبل في ظل الاستشراق التاريخي الذي كان منصبًا في اهتمامه على استكشاف الأوطان والبلاد التي كانت مهدًا للأديان السماوية الثلاث[27].
وترتكز أهم أفكار الاستشراق الجديد -كما يؤكد “جيللنر”- على النظر إلى جوهر الإسلام باعتباره دينًا نصيًا أخرويًا، يتميز بنزوع طهوري شديد، وأن النص هو أساس المشروعية وليس التقليد أو مرجعية الجماعة. ومن ثم، يتم التسلح بالنص في وقت الأزمات لاستعادة تلك الطهورية. وهو الأمر الذي يشي بفكرة أن الإسلام عصي على التغيير، على حسب رؤية “جيللنر”[28].
وفي عام 1977 دشن “مايكيل كوك Michael Cook” و”باتريشيا كرون Patricia Crone” و”جون فانسبوروف John Wansbourough” مرحلةً جديدةً، تم فيها نقد النص القرآني؛ حيث اعتبروا أن القرآن لم يكن موجودًا في القرنين الهجريين الأوليين، وأن النصوص القرآنية مزورة على أيدي أهل السُنة بعد أن صاروا إمبراطورية. كانت أهم نتائج تلك النقلة الجديدة حدوث تخريب ملموس في المصادر الأساسية للإسلام (القرآن والسُنة) طوال العقدين الماضيين، بعد أن صارت المراجع اليهودية والمسيحية الموروثة عن القرنين السابع والثامن للميلاد هي المصدر الأساسي للإسلام. وكان من ضمن النتائج أيضًا، تضاؤل العروض الجدية والشاملة عن الحقبة الإسلامية المبكرة، وتعليم الشبان من الدارسين الاستخفاف بالنصوص القرآنية والنبوية، ومن ثم استخدام الاستراتيجيين والسياسيين ومعلقي الصحف السيارة لذلك المنهج. وكان من أهم استخدم ذلك المنهج من المفكرين السياسيين والاستراتيجيين “برنارد لويس Bernard Lewis” في كتابيه “أزمة الإسلام” و”كيف حدث الخلل؟”؛ حيث أوضح في كليهما أن المرض الحقيقي كامن في المسلمين الذين يحسدون الغرب لنجاحاته؛ وكذلك “دانييل بايبس Daniel Pipes” في كتابه “الإسلام المسلح ينال من الولايات المتحدة”؛ حيث أوضح فيه أن الإسلام كله أصولي ومتطرف[29].
وقد تطرقت الورقة إلى بعض أهم الأفكار الغربية تجاه الإسلام التي نُشرت خلال عام 2010، ولم تستطع الباحثة -بالطبع- حصر جميع الأفكار خلال عام 2010؛ حيث لا يتسع المقام والوقت لذلك. ومن القراءة في توجهات المفكرين الغربيين، سيتبين لنا أن النقطة المحورية التي يلتف حولها الجميع هي فكرة أن هناك إسلامين، وأن هناك فصلا واضحًا بين الإسلام “المعتدل” العلماني الذي تعقد عليه الحكومات الغربية الآمال والطموحات، والإسلام الآخر “غير المعتدل” الذي تهاجمه الحكومات الغربية وتعلن الحيطة منه. فـ”جون إل. إسبوزيتو John L.Esposito” يؤكد أن الإسلام ما زال في حاجة إلى “إصلاح” و”تعديل” حتى يتوقف عن بث الخوف تجاه الغرب، معتبرًا الإسلام أخًا للمسيحية واليهودية، إلا أنه ما زال مختلفًا. فما زال الغرب متخوفًا من الإسلام، وما زال يثير تساؤلات حول مدى إمكانية تحول المسلمين في الغرب إلى مواطنين أوفياء لحكوماتهم الغربية، ومدى قدرة الإسلام على الإصلاح، خاصةً فيما يتعلق بحقوق المرأة، هذا إلى جانب عقد الأمل على المسلمين “المعتدلين” المهيأين للإصلاح والتغيير أكثر من غيرهم[30].
بينما يثني “جون آر. بوين John R.Bowen” على مسلمي فرنسا لاندماجهم بطريقةٍ “معتدلة” و”علمانية” في المجتمع الفرنسي؛ مصورًا أن الإسلام لابد أن يكون علمانيًا حتى يقبله الغرب. فهو يعتبر مسلمي فرنسا مسلمين مندمجين ومعتدلين في المجتمع الفرنسي لكونهم يندمجون فيه بطريقة سلمية وعلمانية[31].
أما “ستيفين آر. جراند Stephen R.Grand”، فقد أشار إلى “المسلمين الحقيقيين” الذين يعيشون حياتهم فقط لتحقيق طموحاتهم الاقتصادية، وأنهم مثل بقية البشر الذين يعيشون ليومهم فقط، دون وجود رسالة أو مهمة تشغل بالهم، معتبرًا أن الإسلام الصحيح هو إسلام سواد المسلمين (الإسلام الحياتي غير المقاوم) الذي يتكفل من خلاله المسلم بتلبية مطالبه الاقتصادية والحياتية[32].
في حين اعتبرت “إليزا جريسولد Eliza Griswold” الإسلام مشكلةً متعاظمةً في الشئون الدولية؛ متخوفةً من تدخل الإسلام بنصوصه في تلك الشئون[33].

نلحظ فيما سلف، انحصار جميع الأفكار في نقد الإسلام في ذاته، وإن لم يكن بصورةٍ صارخة أو مستفزة، كما فعل “جيللنر” و”كرون” و”كوك”، كما أشارت الورقة سابقًا. فالإسلام يصير مثار خوف إن لم “يُصلِح” و”يُغيِر” من ذاته، كما يؤكد “إسبوزيتو”؛ وكأن الأخير يردد نفس فكرة “جيللنر” -رائد الاستشراق الجديد- التي تقول بأن الإسلام دين نصي عصي على التغيير. والإسلام يصير مُرحبًا به إذا أضحى علمانيًا ومسالمًا ودنيويًا، كما يؤكد “بوين” و”جراند”، وهو ما يتضمن فكرة تحبيذ الإسلام المتحرر من النص الذي صار متهمًا وغير معترف به في الفكر الغربي الاستشراقي الجديد، على مر ثلاثة عقود، كما ذُكر سالفًا. والإسلام يصير مشكلةً إذا تدخل بنصوصه في العلاقات الدولية، على حسب رؤية “جريسولد”، وهو ما يتضمن -ثانيةً- فكرة تحبيذ الإسلام “العلماني” الفردي الذي لا يتدخل في شئون العالم.

الخلاصة:

يتبين لنا من الحصر الإجمالي للأحداث والتصريحات الرسمية الغربية -على مر عام 2010- تراجع الخطاب السياسي الغربي عن مهاجمة الإسلام في ذاته، ذلك الخطاب الذي كان سائدًا في عهد “بوش” الابن، ومهاجمة تنظيم “القاعدة” بدلا منه. إلا أنه مع التمعن والتدقيق في ذلك، سنجد أن الهجوم على “القاعدة” ليس إلا صورة أو تمويهًا للهجوم على مبادئ أساسية في الإسلام مثل “الجهاد” و”المقاومة”. فحتى لا تقوم الحكومات الغربية بمهاجمة تلك المبادئ مباشرةً، وحتى لا تستثير مشاعر سواد المسلمين، تستخدم تلك الحكومات “القاعدة” ككبش فداء لتهاجم من خلالها تلك المبادئ. ومن ثم، تصير كل التنظيمات الإسلامية التي “تجاهد” و”تقاوم” ضد المحتل الغربي والإسرائيلي منظمات متطرفة مشكوكًا في إسلامها. ملخص القول، أن الحكومات الغربية تستخدم تلك التنظيمات -“القاعدة” وما شابهها من تنظيمات مقاومة مثل “حماس” و”حزب التحرير”- كستار لتُنفس من خلاله هجومها على مبادئ “الجهاد”، وهي من أصول الإسلام التي تنكرها المدرسة الاستشراقية الجديدة منذ السبعينيات، والتي ما زالت روافدها مهيمنة على رؤية مفكري الغرب تجاه الإسلام.
كذلك يتبين لنا وجود تحيز واضح داخل المجتمعات الغربية ضد الإسلام، ومحاولة الحكومات الغربية احتواء ذلك عبر الخطب والتصريحات الرخوة اللينة التي لا تعكس سياسات حقيقية لتحسين العلاقة بين العالمين الغربي والإسلامي. والسؤال هنا: من الذي أدى بتلك المجتمعات أن تصل إلى ذلك الحد من التحيز ضد الإسلام؟ والإجابة تكمن باختصار في نفس تلك الحكومات الغربية التي تتفوه بتصريحاتها الرخوة؛ فسكوت تلك الحكومات على ما تبثه دوائر الإعلام الغربية من معلوماتٍ مغلوطة عن الإسلام هو الذي أوصل المجتمعات الغربية إلى تشبعها بتلك النظرة المتحيزة ضد الإسلام.
هذا فضلا عن تشبع السياسيين الغربيين بأفكار الاستشراق الجديد على مر ثلاثة عقود؛ فقد أثرت تلك الأفكار -كما أكد “رضوان السيد”- على السياسي والإعلامي والإستراتيجي والمفكر. وإن كانت التصريحات الرسمية الغربية تبدو في الظاهر رخوة ولينة، فإنها ترقد في النهاية على بركانٍ من الأفكار الاستشراقية الجديدة التي ليس من الحكمة إظهارها في الخطاب السياسي الغربي. إلا أنها قد تظهر -على استحياء- في بعض المناسبات من أجل استقطاب اليمينيين، ولاسيما قبيل إجراء الانتخابات. وهو ما وجدناه واضحًا فيما صرحت به “أنجيلا ميركيل” في 18 أكتوبر 2010، كما أورد موقع “شبيجيل أونلاين”، حينما أعلنت صراحةً أن تعدد الثقافات في ألمانيا تجربةٌ “باءت بالفشل الذريع”، وأنه لابد من حفظ “الثقافة الألمانية المهيمنة” أو ما يُسمى بالـ Leitkultur، وهو ما أثار الجدال عن مدى مصداقية ذلك التصريح؛ هل هو فعلا تصريح يعبر عن الواقع في داخل ألمانيا أم هو تصريح استهلاكي لجلب مزيد من النقاط السياسية الرخيصة، في أثناء خطبتها أمام بعض الشباب الأعضاء في حزبها “الاتحاد المسيحي الديمقراطي”، لاسيما بعد ظهور العديد من الاستطلاعات الألمانية الأخيرة التي تعكس تخوف الألمان من تزايد الوفود المهاجرة إلى ألمانيا[34].
والغريب في الأمر، أن يأتي هذا التصريح بعد تصريح مناقض للرئيس الألماني “كريستيان فولف” في 3 أكتوبر 2010، يقول فيه أن “الإسلام جزء من ألمانيا”؛ وهو ما يدلل على وجود شد وجذب بين مصلحتين متناقضتين: المصلحة الأولى تتمثل في الحفاظ على تأييد اليمينيين في الشارع الألماني، والمصلحة الثانية تتمثل في التعامل بحكمة مع الواقع الإسلامي الحركي المتنامي في ألمانيا، وفي الغرب عامةً.
إن السياسات الخارجية الغربية الرخوة تجاه العالم الإسلامي لم تغير من الواقع السياسي شيئًا. ولنضرب مثلا سريعًا بسياسة “أوباما” الخارجية تجاه العالم الإسلامي؛ وهي تلك السياسة التي أعلن “أوباما” عن رخاوتها ونعومتها منذ مجيئه إلى البيت الأبيض في عام 2009. فكما أكد مركز “بروكينجز”، يعتبر عام 2009 هو العام الذي شهد أكبر معدل لبرامج الدبلوماسية الشعبية الأمريكية تجاه العالم العربي؛ فخلال العام المالي 2009، زاد حجم المساعدات الأمريكية السنوية المخصصة لدعم الديمقراطية في العالم العربي على إجمالي المبلغ الذي أنفق على الغرض نفسه بين عامي 1991 و2001[35].
لقد تبنى “أوباما” الدبلوماسية العامة في سياسته الخارجية تجاه العالم الإسلامي، إلا أنه لم يكن إلا تبنيًا خطابيًا فقط؛ فخطابه تجاه العالم الإسلامي وما تضمنه من وعودٍ بالتعاون وعدم الدوران في فلك “بوش” الابن، وكذلك خطابه اللين مع مسلمي الولايات المتحدة… كل ذلك كان خطابًا فقط، وليس ممارسةً سياسيةً على أرض الواقع. فسياسة “أوباما” الخارجية كانت تُمارس في إطار القوة الصلبة، على الرغم من استخدام إدارته لأدوات الدبلوماسية الشعبية/ العامة[36].
بمعنى أكثر تفصيلا، إن “أوباما” لم يستطع الانسلاخ من عباءة الصهيونية المسيحية؛ وهو ما يعضده التاريخ السياسي الأمريكي من جهة، والواقع التطبيقي الذي شهدته سياسات “أوباما” من جهةٍ أخرى. ذلك الواقع الذي شهد دعم إدارة “أوباما” للسياسة الإسرائيلية الاستيطانية، وعدم تراجع إدارة “أوباما” عن استخدام القوة العسكرية في العراق وأفغانستان، بل وتكثيف السياسات الأمنية الأمريكية في الساحة الأفغانية الباكستانية، وتعيين “أوباما” عددًا من وزرائه ومساعديه الذين تتقارب أفكارهم مع أفكار المحافظين الجدد، والإبقاء على فكرة الإمبراطورية العسكرية الأمريكية حتى بعد وصول “أوباما” إلى الرئاسة الأمريكية[37].
ويمكن القول أن الأدوات التي استخدمها “أوباما” صاحب التوجه الديمقراطي الليبرالي هي ذاتها التي استخدمها “بوش” الابن صاحب التوجه الجمهوري المحافظ الجديد، وأن استخدام “أوباما” للأدوات الرخوة والناعمة كان من أجل استعادة الهيمنة الأمريكية ومنافسة إيران والصين وتنظيم القاعدة، لا من أجل تبييض الوجه الأمريكي. وإن استخدام القوة الرخوة تم التأكيد عليه من قبل مسئولي القوة الصلبة (وزارة الدفاع الأمريكية)، وهو ما يشير إلى استمرار استخدام الأدوات الرخوة من قِبل الدوائر العسكرية، كما كان يحدث في عهد “بوش” الابن. خلاصة القول، إن استخدام الأدوات الرخوة لم يمنع من تنفيذ السياسات “الصلبة” التي تبنتها إدارة “أوباما”[38].
وتكشف هذه الورقة عن العلاقة بين الثقافي والسياسي، مؤكدةً ومبرهنةً عليها؛ حيث غدا “الرخو” خادمًا للـ”صلب”. فالحكومات الغربية تدغدغ مشاعر مسلمي العالم، ليس حبًا لهم أو تسامحًا معهم، وإنما خدمةً لمصالحهم الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
لقد غدا البعد الثقافي أداةً من أدوات تنفيذ السياسات الخارجية، ومكونًا من مكونات الرؤية، ودافعًا ومبررًا لتشكيل السياسات، ناهيك عن تبلوره في مجالات وآليات محددة. وهناك ثلاث حقائق نظرية يجب التأكيد عليها في هذا السياق: أولها، تجدد الاهتمام بالبعد الثقافي في العلاقات الدولية علميًا وسياسيًا، وثانيها، تغطية الأبعاد الثقافية لمجالات عدة في العلاقات الدولية، وثالثها، تعدد وتنوع الاتجاهات في تناول الأبعاد الثقافية في العلاقات الدولية[39].
تم بحمد الله
*****

الهوامش:

[1] “مظاهرات في ذكرى 11 سبتمبر لمؤيدي مسجد جراوند زيرو ومعارضيه”، الأهرام، 4/9/2010، ص7.
[2] “بدء حملة التبرعات لبناء المركز الإسلامي الجديد قرب جراوند زيرو”، الأهرام، 29/8/2010، ص6.
[3] “المسلمون ينتقدون حاكم نيويورك لامتداحه الصوفيين فقط دون السنة والشيعة”، الأهرام، 29/8/2010، ص6.
[4] “مظاهرات في ذكرى 11 سبتمبر…”، مرجع سابق.
[5] مازن حسان، “ساراستين يرحل عن دويتشه بنك بسبب تصريحاته العنصرية…وإمام أسترالي يدعو لقطع رأس فيلدرز”، الأهرام، 4/9/2010، ص7.
[6] نجاة عبد النعيم، “مظاهرات حاشدة في فرنسا ضد سياسة الدولة تجاه الغجر والأجانب”، الأهرام، 5/9/2010.
[7] أحمد صبري، “مخاوف في أستراليا بسبب بناء مسجد”، الأهرام، 7/10/2010، ص3.
[8] مازن حسان، مرجع سابق.
[9] سيد عبد المجيد، “باروزو: الاختلافات الثقافية تعوق انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي”، الأهرام، 23/9/2010، ص4.
[10] مصطفى عبد الله، “النمسا ترفض بشدة اللعبة المسيئة للإسلام”، الأهرام، 5/9/2010، ص1.
[11] “مظاهرات في ذكرى 11 سبتمبر……”، مرجع سابق.
[12] مصطفى عبد الله، مرجع سابق.
[13] دينا عمارة، “رحلة وزيرة مسلمة في بريطانيا..من الظل إلى النور”، الأهرام، 9/8/2010، www.alahram.org.eg
[14] حازم فودة، “فرنسا ورفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني..المغزى والمقابل”، الأهرام، 7/8/2010، www.alahram.org.eg
[15] Ed West, “Who is David Cameron to Say what the Real Islam is”, July 28, 2010, www.blogs.telegraph.co.uk
[16] Rose Prince, “David Cameron: Pakistan is Promoting the Export of Terror?”, July 28, 2010, www.telegraph.co.uk
[17] Rosa Prince, “Cameron Urges EU to Drop Prejudice against Turkey”, July 27, 2010, www.telegraph.co.uk
[18] Martin Beckford, “Islamic Schools Cleared of Rule Breaches over Extremist Links”, June 8, 2010, www.telegraph.co.uk
[19] “Merkel Wirbt fuer Tuerkisch-Deutsche Uni”, Berliner Zeitung, Mar.31, 2010, www.berlinonline.de/berliner-zeitung/
[20] Holger Schmale and Thomas Rogolla, “Sarrazin Provoziert nun auch Juden”, Berliner Zeitung, Aug.30, 2010, www.berlinonline.de/berliner-zeitung/
[21] “ألمانيا تصر على عدم وجود خطر إرهابي وشيك”، الأهرام، 7/10/2010.
[22] “Obama: America’s Enemy is al-Qaeda, not Islam”, US Today, Sep.10, 2010, www.ustoday.com
[23] Sheryl Gay Stolberg, “Obama Strongly Backs Islam Center near 9/11 Site”, The New York Times, Aug.13, 2010, www.nytimes.com
[24] David Gibson, “At Ramadan, Obama Hails Islam as “Part of America””, Politics Today, Aug.11, 2010, www.politicstoday.com
[25] “Obama Has to Eradicate Radical Islam”, Pajamas Media, April 9, 2010, www.pajamasmedia.com
[26] يورجن نيلسن، أثر الإسلام في أوروبا الغربية المعاصرة، في: نادية محمود مصطفى (محرر)، مسارات وخبرات في حوار الحضارات: رؤية متنوعة في عالم متغير، مرجع سابق، ص216.
[27] رضوان السيد، تطورات رؤية الإسلام في الغرب: قراءة في السياقات الأكاديمية والسياسية، في: نادية محمود مصطفى (محرر)، مسارات وخبرات في حوار الحضارات: رؤى متنوعة في عالم متغير، (القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 2004)، ص 55.
[28] المرجع السابق، ص ص 56-60.
[29] المرجع السابق، ص ص 60-66.
[30] L. Carl Brown, The Future of Islam (Book Review), Foreign Affairs, May/June 2010, www.foreignaffairs.com
أصل الكتاب:
John L.Esposito, The Future of Islam, (Oxford: Oxford University, 2010).

[31] Andrew Moravcsik, Can Islam Be French? Pluralism and Pragmatism in a Secularist State (Book Review), Foreign Affairs, Mar./Apr., 2010, www.foreignaffairs.com
أصل الكتاب:
John R.Bowen, Can Islam Be French? Pluralism and Pragmatism in a Secularist State, (Princeton: Princeton University, 2009).
[32] Stephen R.Grand, “Of Korans and Kingdoms: U.S. Relations with the Muslim World”, The Brookings Institution, Sep., 11, 2010, www.brookings.edu
[33] Richard N.Cooper, The Tenth Parallel: Dispatches from the Fault Line between Christianity and Islam (Book Review), Foreign Affairs, Sep./Oct., 2010, www.foreignaffairs.com
أصل الكتاب:
Eliza Griswold, The Tenth Parallel: Dispatches from the Fault Line between Christianity and Islam, (Farrar, Straus and Giroux, 2010).
[34]Merkel’s Rethoric in Integration Debate is ‘Inexcusable’, Spiegel Online, 18/10/2010, www.spiegelonline.de
[35] شادي حميد، المجتمع المدني في العالم العربي و معضلة التمويل، مركز بروكينجز (الدوحة)، 20/10/2010، www.brookings.edu
[36] شيرين حامد فهمي، جهود الإدارة الأمريكية لتحسين صورة أمريكا لدى الشعوب الإسلامية، في: د. نادية محمود مصطفى (محرر)، سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم الإسلامي: ماذا بعد خطاب أوباما في القاهرة؟، (القاهرة: مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 2010)، تحت الطبع.
[37] المرجع السابق.
[38] المرجع السابق.
[39] شيرين حامد فهمي، الأبعاد الثقافية للإستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة العربية بعد 11 سبتمبر (رسالة دكتوراه)، (القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 2010)، (تحت إشراف د. نادية محمود مصطفى)، ص7.

نشر في حولية أمتي في العالم، عدد 2011

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى